أرسل الرئيس الجنوب إفريقي، سيريل رامافوزا، وفدا رفيع المستوى إلى موزمبيق للتباحث مع مسؤولي هذا البلد الذي بدأت التوترات السائدة فيه حول انتخابات أكتوبر الماضي تهدد استقرار الإقليم برمته.
وأفادت الحكومة وجهاز العمليات والمخابرات الوطني المشترك أن الوفد الذي يقوده مستشار الأمن القومي، البروفيسور سيدني موفامادي، يهدف “لإبراز التزام جنوب إفريقيا بإيجاد حل سلمي للمأزق الذي تشهده موزمبيق”.
وأوضحا، في بيان، أن “الحكومة تقر بالطبيعة المترابطة للأمن الإقليمي، وهي مصممة على الاضطلاع بمسؤولياتها في إحلال السلام والاستقرار بمنطقة الجنوب الإفريقي. وتجدد دولة جنوب إفريقيا التزامها بدعم موزمبيق في استعادة السلام والاستقرار وضمان الأمن للجميع”.
ولاحظ البيان أن كلا البلدين “يستخدمان علاقاتهما الدبلوماسية القوية” لإحلال الأمن واستعادة النظام. ويظل منفذ ليبومبو الحدودي المشترك بين البلدين مفتوحا على الرغم من الاضطرابات العنيفة السائدة في موزمبيق.
وعلى الصعيد ذاته، قالت الأمم المتحدة إنها “تشعر بقلق بالغ” بشأن أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات والتي هزت موزمبيق منذ الانتخابات العامة التي أجريت في أوائل أكتوبر والتي أجبرت آلاف السكان على البحث عن ملجأ في البلدان المجاورة.
وقالت تشانسا كابايا، مديرة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الجنوب الإفريقي: “نشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الحالي في موزمبيق، حيث أجبر تصاعد العنف الآلاف من الأشخاص على الفرار”.
وأضافت قائلة: “يواجه اللاجئون والمدنيون مخاطر هائلة، ولم يعد لديهم وسائل لكسب العيش ويعتمدون على المساعدات الإنسانية. وبينما نرحب بسخاء مالاوي وإسواتيني، فإن المساعدة الفورية أمر بالغ الأهمية لمعالجة الأزمة المتفاقمة ومنع المزيد من المعاناة”.
ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حددت المفوضية وسلطات مالاوي حوالي 2,000 شخص وصلوا إلى البلاد خلال الأسبوع الماضي، ودخل 1,000 آخرين إلى إيسواتيني. وقالت المفوضية إن من بين الوافدين الجدد لاجئون وطالبو لجوء من جنسيات مختلفة كانوا يعيشون في موزمبيق.
وقالت المفوضية التي تتخذ من جنيف مقراً لها: “أصبح الوضع في مالاوي وإسواتيني حرجاً، مع تزايد عدد اللاجئين وطالبي اللجوء مما يستنزف الموارد المنهكة بالفعل”.
وفي مالاوي، أبلغ الأشخاص الفارون من موزمبيق عن فرارهم من الهجمات وعمليات النهب في قراهم، حسبما ذكرت المفوضية، مضيفة أن الكثيرين سافروا مسافات طويلة وعبروا نهر شاير سيرًا على الأقدام أو على متن قوارب صغيرة. والملاجئ مكتظة والبنية التحتية الصحية غير كافية.
ولقي عشرات الأشخاص مصرعهم جراء الاضطرابات التي اندلعت في موزمبيق منذ أن أكدت المحكمة العليا فوز حزب “فريليمو” الحاكم في الانتخابات الأخيرة المطعون في نتائجها.