سلط تقرير أميركي الضوء على الاعتماد المتنامي للقوى الدولية، وأبرزها روسيا وتركيا والصين، على استخدام الشركات الأمنية والعسكرية الخاصة، على غرار فاغنر، لتأمين مصالحها الحيوية في القارة الإفريقية.
التقرير نشرته مؤسسة «جيمس تاون» الأميركية المعنية بتحليل السياسات الاستراتيجية للدول، أشار إلى أن روسيا تسعى في الآونة الأخير لتعزيز صفوف «الفيلق الإفريقي» بديل مجموعة «فاغنر» العسكرية، من خلال تجنيد مزيد المرتزقة من المجموعات الانفصالية في إفريقيا.
وأضاف أن دولا مثل تركيا بدأت تتبع النهج الروسي في إفريقيا. وتعتمد أنقرة على تعزيز قواتها في إفريقيا بتجنيد مقاتلين سابقين في الحرب الأهلية في سورية، وكذلك الصين التي تعتمد على شركات أمن خاصة.
وجاء في التقرير: «تعمل روسيا الآن على تعزيز صفوف فيلقها الإفريقي بتجنيد مقاتلين انفصاليين من إفريقيا»، مشيرا إلى أن أحد الأدلة على ذلك ظهر في مقطع مصور في مايو الماضي حينما زعم أحد مقاتلي إقليم بيافرا الانفصالي في نيجيريا، يتحدث الروسية ويحمل شارة «فاغنر» وعلم الإقليم على زيه العسكري، أنه جزء من المجموعة الروسية، كما ظهر مقاتل روسي آخر إلى جانبه مباشرة.
ويتوقع الموقع الأميركي أن يكون “مكان التقاط المقطع المصور أوكرانيا بالنظر إلى التحديات التي تواجهها روسيا هناك.. فتجنيد مقاتلين من إفريقيا خطوة منطقية من أجل تحقيق أهدافها العسكرية في الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين”.
ولفت التقرير أيضا إلى توجه «الفيلق الإفريقي» أخيرا لدعم حركات انفصالية في إفريقيا، بينها ما يعرف بـ«السكان الأصليين في بيافرا»، وهي حركة اجتماعية في نيجيريا. وقال: “إذا كان دعم فاغنر يفيد حركة (السكان الأصليين في بيافرا) عبر إمداد أعضاء الحركة بالأسلحة والتدريب والخبرة العسكرية، سيكون من المنطقي لغيرها من المجموعات الانفصالية السعي للفوز بدعم فاغنر والشركات الخاصة على غرارها، وربما تحصل على دعمها في حال قررت تلك الحركة الانفصالية قيادة تمرد ضد الحكومة في نيجيريا”.
ولفت التقرير إلى توجه تركيا من جانبها لتعزيز قواتها في إفريقيا، دون الاستعانة بمقاتلين أفارقة، بل بمقاتلين سابقين في الحرب الأهلية السورية. وقال: “ورد أن تركيا تعمل على تجنيد مقاتلين من فرقة السلطان مراد المشاركة في الحرب السورية، وتنقلهم إلى غرب إفريقيا للمساعدة في جهود مكافحة الإرهاب هناك”. ورجحت المؤسسة الأميركية أن الدافع وراء هذا التحرك ربما “رغبة أنقرة في تكرار بعض جوانب التجربة واستعراض القوة الروسية في إفريقيا عبر (فاغنر) وتنفيذ برنامج مماثل”.
وإلى جانب روسيا وتركيا، تتجه عديد القوى العالمية الأخرى للاستعانة بالشركات العسكرية والأمنية الخاصة لتأمين مصالحها الحيوية في القارة الإفريقية. وعلى الرغم من الاستثمارات الاقتصادية الضخمة التي تملكها الصين في إفريقيا إلا أن لها وجودا عسكريا مباشرا ضئيلا باستثناء قاعدة بحرية تطل على الساحل الشرقي لإفريقيا، بحسب التقرير الأميركي.
وفي الآونة الأخيرة، حسب التقرير، بدأت بكين في الاعتماد على شبكة من الشركات الأمنية والعسكرية الخاصة، وهي تهدف إلى حماية الاستثمارات الاقتصادية، وتأمين الوصول إلى الموارد، ودعم الأنظمة الصديقة.
وخلص التقرير إلى أنه “بينما تسعى كلا من روسيا وتركيا والصين إلى توسيع مشاركتها في جهود مكافحة الإرهاب في دول شمال إفريقيا ومنطقة الصحراء من خلال الشركات العسكرية غير الحكومية، فمن المنطقي أن تتبع النهج نفسه دول لها مصلحة اقتصادية في المنطقة”.