اعترف حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في جنوب إفريقيا بأنه تعرض للهزيمة بعد الانتخابات التي أنهت أغلبيته التي دامت 30 عاما لكنه تعهد بعدم استبدال الرئيس سيريل رامافوزا كشرط لتشكيل ائتلاف حاكم جديد.
وقال فيكيلي مبالولا، الأمين العام للحزب، خلال أول مؤتمر صحفي يعقده حزب المؤتمر الوطني الإفريقي منذ الانتخابات: “هل ارتكبنا أخطاء؟ نعم، لقد ارتكبنا اخطاء في الحكم وفي كل مكان آخر”، مضيفًا أن الحزب “ليس لديه ما يدعو للاحتفال”.
وقال مبالولا إن “حزب المؤتمر الوطني الإفريقي ملتزم بتشكيل حكومة تعكس إرادة الشعب وتكون مستقرة وقادرة على الحكم بفعالية”. وأضاف أن المؤتمر الوطني الإفريقي سيجري مناقشات داخلية ومع الأحزاب الأخرى لتشكيل حكومة “تكون قادرة على دفع البلاد إلى الأمام”.
وقال مبالولا إن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي لن يرضخ لضغوط الأحزاب الأخرى التي تطالب رامافوزا، الذي كان في السابق كبير مفاوضي مانديلا لإنهاء الفصل العنصري، بالتنحي. وقال “هذه منطقة محظورة”. وقال مبالولا إن قيادة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي ستجتمع يوم الثلاثاء لإجراء مناقشات بشأن سبل المضي قدما.
بدوره، قال ماثيو باركس المتحدث باسم كوساتو، وهي أكبر مجموعة نقابية في جنوب إفريقيا وحليف رئيسي لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، إن “الأمر الأساسي هو أن يقود التحالف حزب المؤتمر الوطني الإفريقي والرئيس رامافوزا”.
وقلص الناخبون، الغاضبون من البطالة وعدم المساواة وانقطاع التيار الكهربائي المستمر، دعمهم لحزب نيلسون مانديلا (المؤتمر الوطني الأفريقي) إلى 40%، مقارنة بـ57.5% في التصويت البرلماني لعام 2019.
وتعني النتائج الأولية أن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي لابد أن يتقاسم السلطة الآن، على الأرجح مع منافس سياسي رئيسي، من أجل الاحتفاظ بها، وهو احتمال غير مسبوق منذ نهاية نظام الفصل العنصري لحكم الأقلية البيضاء قبل 30 عامًا.
وستؤكد النتائج الرسمية لانتخابات الأربعاء، نهاية قبضة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي على السلطة السياسية لتبدأ عقارب الساعة في سباق للتوصل إلى اتفاق مع واحد أو أكثر من أحزاب المعارضة، وسيكون أمام الأحزاب السياسية بعد ذلك أسبوعان للتوصل إلى اتفاق قبل انعقاد البرلمان الجديد لاختيار رئيس من المرجح أن يخرج من حزب المؤتمر الوطني الإفريقي كأكبر حزب.
وللتذكير فقد حصل حزب المعارضة الرئيسي، التحالف الديمقراطي المؤيد لقطاع الأعمال بقيادة البيض، على 21.8% من الأصوات.
فيما تمكن حزب جديد بقيادة الرئيس السابق جاكوب زوما وسمي (إم.كيه) أي “رمح الأمة” على اسم الجناح المسلح السابق لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، من الحصول على 14.6%، مما أدى إلى معظم الضرر الذي لحق بحزب المؤتمر الوطني الإفريقي.
وحصل حزب “المقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية” اليساري المتطرف، بقيادة زعيم الشباب السابق في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي جوليوس ماليما، على 9.5%.