قبل الحديث عن الأزمة الجارية في أثيوبيا بين المسلمين من جهة وبين الحكومة الأثيوبية وفرقة الأحباش من جهة أخرى. يجب الإشارة إلى حقيقة واضحة كضوء الشمس في رابعة النهار وهي أن المسلمين في أثيوبيا أكثرية سكانية بلا منازع.يكمن تواجدهم في البلاد في المناطق والأقاليم الأثيوبية المختلفة على النحو التالي:
في الجنوب من العاصمة الأثيوبية أديس أبابا وفي شرقها وغربها وشمالها بالإضافة إلى تواجدهم في العاصمة أديس أبابا بأعداد هائلة وعلى العموم لا توجد منطقة ولا إقليم إلا وللمسلمين فيها تواجد كبير.
ولتوضيح المسألة للقارئ توجد في أثيوبيا قوميات عديدة :
- كقومية أورومو ذات الأكثرية السكانية في البلاد على الإطلاق ولا يوجد إقليم في أثيوبيا إطلاقا إلا وفيها تواجد لهذه القومية ويمثل المسلمون فيها بأكثر من 80% ويبلغ التعداد السكاني لقومية أورومو 45 مليون نسمة تقريبا.
- قومية صوماليةفي إقليم أوغادين كلهم مسلمون 100%
- قومية عفر والتي تقطن في الشمال الشرقي للبلاد ويمر فيها الطريق الذي يربط أثيوبيا بميناء جيبوتي . ويعتبر هذا الطريق شريان الحياة للاقتصاد الإثيوبي وعموده الفقري وهذه القومية كلها مسلمون 100%
- قومية عيسى الصوماليةوالتي تقطن في شرق البلاد ضواحي دردوا والقرى التابعة لها كلها مسلمون 100%.
- قومية أدري أو هرريفي شرق البلاد وتحديد في مدينة هرر التاريخية كلهم مسلمون 100 %.
- قومية ورجي أو تغريوالتي تقطن في عدة مناطق مختلفة من البلاد بالإضافة إلى موطنها الأصلي العاصمة أديس أبابا ومنطقة دالتي وأقاقي بسقا كلهم مسلمون 100%.
- قومية سلطيفي جنوب البلاد بمدينة ورابي وضواحيها بالإضافة إلى تواجدهم الكبير في العاصمة أديس أبابا كلهم مسلمون 100 %.
- قومية أوراغي المعروفة بنضالها السلمي المشرف في ظل الحكومة الحالية في بناء المساجد والحصول على الأراضي والمواقع الخاصة ببناء المساجد عنوة من الحكومة الأثيوبية في العاصمة أديس أبابا وتقديم أرواحها الغالية رخيصة في سبيل ذلك في عدة أماكن من العاصمة أديس أبابا والمسلمون فيها يمثلون أكثر من 65%.
- قومية أمهرافي شمال البلاد وفيهم أكثر من 35% من المسلمين.
- قومية ثغرايالحاكمة في شمال البلاد كذلك وفيهم ما يقارب 30% من المسلمين.
- قومية قبيناكلهم مسلمون 100%.
- قومية بني شنغولفي غرب البلاد وعاصمتهم أصوصا كلهم مسلمون 100%.
- قومية ألاباوعاصمتهم ألاباقليتو كلهم مسلمون 100%
- قومية سيدامافي جنوب البلاد والتي كانت وثنية وفيها شيء من أتباع المذهب البروتستانت منذ فترة طويلة أصبحت فيها الآن نسبة لا بأس بها من المسلمين بفضل الله أولا وأخيرا ثم بفضل جهود بعض الدعاة.
- وهناك قوميات أخرىتوجد بها نسبة طيبة من المسلمين ولم يسعفنا الوقت لذكرها ونعتذر لها كل الإعتذار.
هذه النسب التي ذكرناها للمسلمين في أثيوبيا بمختلف قومياتهم إذا جمعناها تعطينا على أقل تقدير نسبة تتراوح مابين 65 – 70 % من مجموع سكان أثيوبيا البالغ تعداده 95 مليون نسمة وهذا هو (مربط الفرس كما يقولون في الأحداث الجارية في أثيوبيا).
حيث أن هذه النسبة العالية والكثافة السكانية البشرية الهائلة عاشت مئات السنين في ظروف قاسية وصعبة للغاية من حيث التنكيل بهم وقتلهم وتشريدهم أحيانا وبإبعادهم عن التعليم أحيانا أخرى.
بل وتحويل مناطقهم إلى ثكنات عسكرية لمطاردة المناضلين الشرفاء الذين يناضلون للحرية والمساواة وحرية المعتقدات وقد قام المسلمون بمختلف عرقياتهم وانتماءاتهم القبلية لينفضوا عن أنفسهم غبار الذل والمهانة وصور التخلف والقمع التي مورست ضدهم أيام حكام الأباطرة الصليبيين وبالذات عهد الملك الإمبراطور هيلا سلاسي … ليبرزوا في الساحة كقوة شعبية مسلمة تنهض لكتابة تاريخ جديد لأثيوبيا وهذا ما دفع الحكومة الإثيوبية ومستشاريها في الداخل والخارج إلى افتعال هذه الأزمة الحالية بين الحكومة والمسلمين.
أسباب الأزمة الحالية بين مسلمي إثيوبيا والحكومة :
حصل في أثيوبيا منذ عقد من الزمن أي بعد انهيار النظام الشيوعي في البلاد في التسعينات من القرن الماضي واستيلاء الثوار على حكم البلاد بقيادة رئيس وزراء أثيوبيا ملس زيناوي شيء من الانفراج للمسلمين وشيء من الشعور لديهم بأنهم مواطنون أثيوبيون ولهم كامل حقوق المواطنة، من حيث التعلم ، وحرية التدين، والدعوة إلى دينهم حسب دستور البلاد الذي ساهم أبنائهم في كتابته بدمائهم الطاهرة مع غيرهم من أتباع الديانات الأخرى.
هذا الشعور دفعهم دون أدنى تردد للعمل بقوة في 3 مجالات مختلفة أهلتهم في المدى القريب للقيام بواجبهم نحو دينهم ووطنهم وهذه المجالات طالما حرموا منها إبان الأنظمة القمعية الاستبدادية التي حكمت المسلمين بالحديد والنار في أثيوبيا.
وهذه المجالات هي :
التعليم، الاقتصاد، العمل لتحقيق الوحدة بين المسلمين.
أما بالنسبة لمجال التعليم فقد اهتم المسلمون في أثيوبيا بمجال التعليم في المناطق المختلفة من البلاد سواء ذلك في المدن أو القرى مما جعل أبناؤهم يبرزون في المراحل الثانوية والجامعات بشيء من التميز النوعي والتحصيل العلمي وحسن الانضباط والتفوق على الآخرين مع الالتزام الملفت للإسلام وشعائره والاعتزاز به ولاسيما من جنس الفتيات رغم العراقيل والعقبات التي تضعها أمامهم إدارة التعليم سواء في المدارس الثانوية والجامعات للحيلولة دون التزام الطلاب والطالبات بمبادئ دينهم ولا توجد كليات ولا جامعات ، سواء للقطاع الخاص أو العام إلا وفيها نشاط وبروز ملموس لطلاب المسلمين.
وهذه الظاهرة الغريبة ولدت لدى كثير ممن لا يريدون الخير للبلاد والعباد روح الحقد والحسد ضد المسلمين في البلد. مما دفعها لاستفزاز الطلاب المسلمين في الثانويات والجامعات قبل بضع سنوات وذلك من خلال إقدامها بتدنيس المصحف الشريف أحيانا ، كما حصل ذلك على سبيل المثال في جامعة أواسا في الجنوب وبكتابة مقالات على الصحف والجرائد والمنشورات أحيانا فيها إساءة لنبي الإسلام ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان الهدف من هذا كله هو صرف المسلمين وإشغالهم عن ظاهرة الاهتمام بالتعليم والذي يشبه إلى حد ما – بالنهضة و الثورة التعليمية التي يقوم بها المسلمون الإثيوبيون في الوقت الراهن، لكن المسلمون بفضل الله و توفيقه اختاروا السلم والتركيز على بناء أنفسهم تعليميا … الخ
بل أن شباب المسلمين الذين وظفوا في دوائر الحكومة بعد التخرج أثبتوا جدارتهم وتميزهم في أداء الأمانة الوظيفية من حيث الانضباط في العمل والنزاهة والعفة والترفع عن الرشاوى والفساد الإداري وسوء الأخلاق الذي ابتلي به الآخرون.
أما بالنسبة لمجال الاقتصاد فقد تمكن بعض تجار المسلمين وخاصة الفئة الشبابية منهم من إنشاء شركات ومؤسسات تجارية في مجالي الإستيراد والتصدير والتوكيلات التجارية واستطاعوا فتح قنوات اتصال ببعض الشركات والمؤسسات التجارية في العالم للعمل معها. مثل شركات تركيا ، تايلند ، الصين ، السعودية ، ماليزيا ، اندونيسيا، مصر ، أردن ، إيران ، الهند ، اليمن … الخ مما سيؤهلهم للبروز كقوة اقتصادية قوية في أثيوبيا قد تساهم يوما في رسم سياسة الدولة الأثيوبية الاقتصادية وهذا بطبيعة الحالة لا يعجب الآخرون.
أما في مجال وحدة الصف وجمع كلمة للمسلمين في أثيوبيا فقد كانت صيحات ودعوات منذ سنوات من بعض الدعاة والعاملين في الساحة للعمل في هذا المجال بقوة لكونه من أهم عوامل النصر للمسلمين في ماضيهم وحاضرهم. هذا وفي أثنا ء هذه الأزمة الحالية بين المسلمين والحكومة الإثيوبية منذ سبعة أشهر اهتمت القيادة الشبابية بهذه المسألة فأعطت وصرفت كل طاقاتها وإمكانياتها المادية والمعنوية لبناء الوحدة الإيمانية والأخوة الإسلامية بين المسلمين الإثيوبيين بشكل قد يصعب بل يعجز اللسان عن نقل الصورة الحقيقية لهذا العمل المبارك الذي جمع الله به قلوبا متنافرة ، وصفوفا متفرقة ، وآراء مختلفة ، بحيث أصبح الإنسان المسلم في الشمال يشارك آلام وآمال إخوانه في شرق البلاد وغربه وجنوبه وكذلك العكس مترفعا عن الانتماءات و النعرات القومية أو القبلية والتي كان النظام في أثيوبيا يغرسها وينشرها بين المسلمين ليعتمد عليها منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد قبل عقدين من الزمن كورقة أساسية ومهمة لإضعاف المسلمين والقضاء على الإخوة والروابط الإيمانية بين المسلمين ليضمن بذلك بقاءه في الحكم ويعيش المسلمين في تفرق وتناحر بينهم فهذه سياسة معروفة لنظام أثيوبيا الحالي يدركها كل مراقب ومتابع للسياسة التي يتبعها النظام في هذا المجال.
ولتفعيل روح الإخوة الإيمانية بين المسلمين وإحيائها من جديد فقد لجأ الشباب والقيادة المسئولة عن هذا البرنامج إلى طرح مشروع اسمه مشروع برنامج الصدقات والوحدة ، إيمانا منها بأن النصر والتمكين لن يتحقق للمسلمين إلا إذا تآلفت قلوبهم وتوحدت كلمتهم فقاموا بتوعية تجار المسلمين في البلاد بأهمية المشاركة في هذا البرنامج وذلك بدعمه ماديا ومعنويا كما قاموا ببيان و توضيح فضل الصدقات وإطعام الطعام للفقراء والمساكين وأن ذلك من أسباب رفع البلاء وكشف الضراء عن المسلمين ، فكان لتجار المسلمين تجاوب كبير مع هذا البرنامج بشكل منقطع النظير ، بحيث بدأ ينفذ هذا البرنامج في المدن الصغيرة في القرى والأرياف فضلا عن المدن الكبيرة كالعاصمة أديس أبابا وغيرها.
هذا وقد نفذ هذا البرنامج الخاص للصدقات والوحدة في معظم المناطق في أثيوبيا تحت شعار قول الله تبارك وتعالى: “و اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا” … الآية
يشارك في فعاليات هذا البرنامج الدعوي جموع غفيرة تقدر بعشرات الآلاف في بعض المناطق بعضها تحضره مشيا على الأقدام من القرى النائية فضلا عن أصحاب المدن الذين يحضرون بالمواصلات للمشاركة في هذا اللقاء الأخوي الإيماني.
من المحاضرات الأساسية التي كانت تقدم في هذا التجمع الكبير الشعبي موضوع الأخوة الإيمانية وأجر المحبة في الله وما أعده الله للمتحابين فيه وأهمية الأخوة الإيمانية في تحقيق النصر للإسلام والمسلمين.
إضافة إلى المحاضرات والتوعية التي قدمت للمسلمين في هذا التجمع الكبير عن فرقة الأحباش وضلالاتها ومناهجها التكفيرية وأنها قد أتي بها إلى البلاد لضرب الإسلام والمسلمين ولتوقيف مد انتشار التوعية الدينية بين المسلمين الإثيوبيين وخاصة بين الفئة الشبابية والطلابية منهم .
كما قدمت محاضرات أخرى لتوعية المسلمين حول دستور البلاد وما فيه من حقوقهم الدستورية كحرية التدين وحرية التعبير، وأن الدولة يحرم عليها التدخل في القضايا الدينية لا من قريب ولا بعيد، وأن ما نلاحظه من تصرفات بعض المسئولين في الحكومة من تدخل سافر في القضايا الدينية وسعيهم لنشر أفكار فرقة الأحباش بين المسلمين بالترغيب حينا وبالترهيب أحيانا أخرى هو خرق واضح لصريح مادة من مواد دستور البلاد وعليه فعلى المسلمين أن يقفوا وقفة رجل واحد ضد هذا الخرق لدستور البلاد بغض النظر عمن يخرقه سواء كان مسئولا كبيرا كرئيس الوزراء أو مسئولا صغيرا في القرى والأرياف ومواصلة هذا الاحتجاج والحراك الشعبي للمطالبة بحقوقهم الدستورية.
وأما ما يقدم من الذبائح في هذا الحفل لإطعام الفقراء والمساكين و المشاركين في هذا التجمع فحدث ولا حرج وقد وصل لتجار المسلمين في بعض المناطق الجود والكرم إلى أنهم يقدمون 30 ذبيحة من الإبل لبرنامج الصدقات ، أما الثيران و العجول والأغنام فيصعب الحديث عن تحديد عددها مما كان له أثر بالغ في تحقيق الوحدة والتآلف بين المسلمين في فترة قصيرة ، وبالمناسبة فقد كان برنامج الحفل الختامي للصدقات والوحدة الذي رتب له أن يكون بمقر مجمع الأولية قبيل دخول شهر رمضان المبارك بأسبوع وقد وصلت عدد الذبائح التي اعتمدت لها الميزانية من قبل اللجنة المنظمة 40 ثورا من الحجم الكبير وتم شراءها وإحضارها إلى مكان الحفل لولا المؤامرات التي دبرتها الجهات الأمنية مع الشرطة الفيدرالية لإفشال هذا الحفل ومنعه من إقامته بالأولية.
نجاح هذا البرنامج بهذه الصورة وتحقيق ثمرته من الوحدة والتآلف بين المسلمين كان صداعا كبيرا للنظام ورجالاته بحيث أنهم بدءوا يودون لو أنهم لم يلجئوا إلى خلق هذه الأزمة بإحضار فرقة الأحباش من لبنان لضرب الإسلام والمسلمين في البلد ، والتي كان مجيئها وأفكارها السامة والشاذة سببا لهذا التآلف بين المسلمين الإثيوبيين وصدق الله تعالى إذ يقول” ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”.
فلما رأى النظام هذا التغيير النوعي لدى المسلمين في المجالات التي ذكرناها آنفا التعليم ، الاقتصاد ، الوحدة ، قام بدراسة هذه الظاهرة بجدية تامة وذلك بالتنسيق التام مع بعض الجهات والقوة المعادية للإسلام في العالم والتي لا يمنعها ضميرها الإنساني والأخلاقي من الكيد للإسلام و أهله في أي مكان على الكوكب الأرضي ، وهذه القوة هي التي تخوف النظام عندنا دائما منذ عدة سنوات من أن تتحول منطقة القرن الإفريقي إلى منطقة ودول إسلامية تعتز بدينها وقيمها الأخلاقية التي تحرم عليها أن تكون أداة في يد الغرب. والذي كل همه وهدفه نهب خيرات المسلمين وإبعادهم عن دينهم. هذا وفي نهاية دراستهم لهذه الظاهرة فقد توصلوا جميعا إلى ضرورة اعتماد ميزانية ضخمة تصل حسب بعض التقارير إلى 600 مليون بر أثيوبي وذلك لإدخال فرقة الأحباش من لبنان إلى أثيوبيا لتقوم بتنفيذ ما خططوه لضرب الإسلام والمسلمين ، ويتم ذلك من خلال دعم هذه الفرقة الضالة في منازعاتها وخلافاتها مع المسلمين والتي قد تصل – نسأل اهطو العافية – إلى حد الاقتتال بين المسلمين حيث إن من أبجدية هذه الفرقة الضالة هو تكفير المسلمين وعلمائهم أينما كانوا أحياءا كانوا أم أمواتا ولا سيما علماء بلاد الحرمين الشريفين ورموزهم الدينية الذين كان لهم الفضل بعد الله تعالى في نشر مذهب أهل السنة والجماعة في العالم عامة وفي أثيوبيا بوجه خاصة.
تجدر الإشارة هنا إلى أن دستور أثيوبيا الحالي والذي وضع بعد انهيار النظام الشيوعي في أثيوبيا في التسعينات هذا الدستور أعطى للمواطنين الإثيوبيين حرية التدين والمعتقد والدعوة إليه وذلك ضمن مادة واضحة وصريحة كمادة 27 من الدستور ، بل أن الدستور يحرم على الحكومة التدخل في القضايا الدينية بأي حال من الأحوال وهذا هو السر في إعطاء الحكومة الضوء الأخضر لما يسمى – بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في أثيوبيا – ليتولى وزر إحضار فرقة الأحباش من لبنان إلى أثيوبيا لتنفيذ الأجندة والدراسة التي تم التوصل إليها لضرب الإسلام والمسلمين في أثيوبيا وقد شاركت في الدراسة كل من الجهات الثلاثة التالية:
1- الحكومة الأثيوبية- يمثلها كل من وزير الشئون الفيدرالية الدكتور / شفرا ، ومعه الوزير جنيدي سادو.
2- جماعة الأحباش
3- جهة خارجية معادية للإسلام والمسلمين.
وأخيرا المنفذ الوحيد لهذه الدراسة على أرض الواقع حسب تصوراتهم .أعضاء في المجلس الإسلامي في أثيوبيا وعلى رأسهم أحمد الدين عبد الله رئيس المجلس.
وقد قام المجلس الإسلامي و رئيسها أحمد الدين عبد الله بهذه المهمة على أحسن وجه حيث أتى بفرقة الأحباش من لبنان إلى البلاد وقام بتنظيم دورات ولقاءات لهذه الفرقة في طول البلاد وعرضها وذلك بدعم واضح وعلني من رجالات الدولة ورموزها ، ويعتبر المؤتمر الكبير في هرر لفرقة الأحباش أكبر وأول مؤتمر تعقدها في أثيوبيا حيث شارك في افتتاح هذا المؤتمر رجالات الدولة وعلى رأسهم وزير الشؤون الفيدرالية د / شفر، وقد أصبح فيما بعد رئيس المجلس الإسلامي الشيخ أحمد الدين عبد الله الناطق الرسمي والمدافع الأوحد عن فرقة الأحباش بل أكثر من ذلك بدأ يستولي باسم المجلس الإسلامي على بعض المؤسسات التعليمية للمسلمين في البلد ويسلمها لمجموعة الأحباش كما حصل ذلك للمجمع التعليمي بالأولية.
وتجاه هذه الفاجعة والمصيبة التي وقعت للمسلمين في أثيوبيا في دينهم ومعتقداتهم من قبل الحكومة وفرقة الأحباش وقف المسلمون صفا واحدا للدفاع عن حقوقهم الدستورية أولا ولبيان فضائح فرقة الأحباش ثانيا للمسلمين وكونوا لهذا الغرض لجنة تتكون من 17 فردا مهامها وواجباتها الدفاع عن المسلمين و مكتسباتهم الدستورية بصورة سلمية.
وبناءا عليه فقد قامت هذه اللجنة بعدة لقاءات ومشاورات فيما بينها لدراسة الوضع بصورة جيدة من حيثياته المختلفة. كما قامت بجمع توقيعات كثيرة للمسلمين من داخل العاصمة وخارجها بل وحتى من الجاليات الإثيوبية المسلمة في دول الغربة تجاوزت هذه التوقيعات عدة ملايين لتثبت بذلك أنها مفوضة من المسلمين للدفاع عنهم.
مطالب المسلمين الأثيوبيين من حكومة بلدهم :
وأخيرا قامت هذه اللجنة بتقديم 3 مطالب رئيسية للحكومة الإثيوبية بالنيابة عن المسلمين و المطالب المذكورة يمكن الإشارة إليها بصورة موجزة على النحو التالي:
1- عزل مسئولي المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في أثيوبيا باعتبار أنهم لا يمثلون الغالبية المسلمة في البلاد مع العلم بأنه ليس لديهم أدنى مقدرة لإدارة المجلس الإسلامي حيث أنهم وصلوا إلى رئاسة المجلس من البداية عن طريق غير شرعي وانتخابي ،وبالتالي إجراء انتخابات نزيهة يتمكن المسلمون من انتخاب من يمثلهم لرئاسة مجلسهم الإسلامي .
2- مطالبة الحكومة بتطبيق مواد دستور البلاد والتي تنص على حرية التدين والمعتقد كمادة 27 من الدستور ومطالبتها أيضا باحترام مواد دستور البلاد والتي تحرم على الحكومة تدخلها في القضايا الدينية بحال من الأحوال. وأن ما يراه المسلمون من وقوف الحكومة وبعض رجالاتها مع فرقة الأحباش وتشجيع برامجها من مؤتمرات ودورات في طول البلاد وعرضها ونشر ذلك عبر وسائل الإعلام الحكومية لخرق واضح لدستور البلاد الذي كتب بدماء مناضليها وأبطالها من القوميات والديانات المختلفة خلال نضالهم المرير ضد الحكام الأباطرة المتعصبين وخاصة الإمبراطور هيلا سلاسي . وبعده ضد نظام منغستو الشيوعي والذي انهار نظامه في التسعينات من القرن الماضي.
3- عدم تسليم المجمع التعليمي بالأولية لفرقة الأحباش والذي أنشئ قبل 30 سنة من دخول فرقة الأحباش إلى أثيوبيا وتسليم إدارته للمجلس الإداري المنتخب أو مجلس الآباء، وقد أنشئ هذا المجمع بتمويل من رابطة العالم الإسلامي ولم يزل تحت إشرافها وإدارتها إلى وقت قريب ، إلى أن أتى المجلس الإسلامي وحاول الاستيلاء عليه وطرد بعض العاملين فيه ثم محاولته إهدائه لجماعة الأحباش ليكون هذا المجمع منبرا إعلاميا لنشر أفكارها الهدامة. وذلك انتقاما من المسلمين أهل السنة والجماعة الذين وقفوا وقفة رجل واحد ضد تحركاته المشبوهة وتبنيه الصريح لأفكار فرقة الأحباش.
ولتوصيل هذه المطالب إلى كل إدارة من إدارات الدولة التي يعنيها هذا الأمر. سعت هذه اللجنة سبعة أشهر تقريبا تبحث عن آذان صاغية تسمع مطالب المسلمين البسيطة العادلة الدستورية بما في ذلك مكتب رئيس الوزراء ملس زيناوي ، لكنه مع الأسف على الرغم من أن هذه المطالب دستورية وعادلة ، لم تجد أية آذان صاغية بل كل ما وجدته اللجنة من المسئولين في الدولة المراوغة و التسويف والقول بطرف اللسان بأن هذه المطالب عادلة ودستورية مع دعمهم العلني لفرقة الأحباش وتشجيعها على كل ما تقوم به هذه الفرقة عن طريق المجلس الإسلامي من طرد لبعض أئمة المساجد الذين يرفضون الاستسلام لمذهبها المنحرف ، وفي الأخير بدأت تصدر بعض الأصوات من المسئولين في الدولة بأن الاحتجاجات التي يقوم بها المسلمون في البلد تحمل ورائها أجندة سياسية أو أن وراءها جهات أجنبية تريد زعزعة البلاد وهذه هي الورقة الأخيرة التي بدأت الحكومة الإثيوبية تستخدمها ضد المسلمين وضد اللجان المنتخبة من المسلمين للتهرب من الاستجابة لمطالب المسلمين العادلة ظنا منها أن هذا سيخوف اللجنة أو المسلمين من المواصلة في مطالبهم العادلة.صدام منطقة عروسا :
حصل صدام قوي بين المسلمين في منطقة عروسا وبالتحديد بمدينة أساسا وبين قوة من الشرطة التابعة للحكومة الإثيوبية واستشهد في هذا الصدام أربعة من المسلمين حيث استخدمت الشرطة الذخيرة الحية ضد المسلمين العزل وقد حصلت هذه المعركة بين المسلمين العزل والشرطة بعد الكلمة الأخيرة لرئيس وزراء أثيوبيا ملس زيناوي في البرلمان الأثيوبي والتي قال فيها محذرا من النشاط الإسلامي في أثيوبيا بأن الحكومة تمكنت من القبض على شبكة “إرهابية” سلفية في منطقة عروسا ، وبالي ، علما بأن هذا الكلام عار من الصحة والهدف منه إدخال الرعب والخوف في قلوب المسلمين في المنطقتين لما لهما من تاريخ مشرق في الدفاع عن الإسلام والمسلمين في تاريخ أثيوبيا من جهة ، ومن جهة أخرى إعطاء التوجيهات والأوامر لأتباع نظامه في المنطقتين ليتعاملوا مع المسلمين واحتجاجاتهم السلمية هناك بقبضة من حديد وألا يعطوا للمسلمين أي فرصة للتعبير السلمي عن احتجاجاتهم ضد فرقة الأحباش وأفكارها الهدامة ، وقد تم تنفيذ هذه التوجيهات فما إن خرجت الاحتجاجات السلمية التي نظمها المسلمون بمدينة أساسا بمنطقة عروسا إلا وصبت عليهم الشرطة وابلا من الذخيرة الحية فحصدت أربعة أشخاص على الفور و أوقعوا قتلى وشهداء ، بالإضافة إلى عدد من الإصابات .
المسئول الأول والأخير أمام التاريخ وأمام الرأي العام المحلي والدولي هو رئيس الوزراء ملس زيناوي الذي أعطى الإشارة أثناء خطابه في البرلمان الإثيوبي وذلك قبل اختفائه عن المشهد السياسي بأيام.
ومن الغريب أن النظام بعد هذه المجزرة البشعة التي استخدمها ضد المسلمين العزل في مدينة أساسا- بدلا من أن يعتذر عما حصل قام باعتقال عدد من أعيان المنطقة وصل عددهم إلى 100 معتقل بسبب أنهم نددوا بالمجزرة ولا زال بعضهم حتى الآن معتقلا بمدينة شاشمني ، والهدف الكبير وراء هذا الإجرام البشع توجيه رسالة قوية شديد اللهجة إلى المسلمين في المنطقتين مفادها أن هذا سيكون مصيركم إذا أقدمتم على أي احتجاجات سلمية تأييدا ومشاركة لمطالب إخوانهم المسلمين في أثيوبيا.
الجهات التي تدير الأزمة :
من خلال المتابعة والتحليلات الميدانية للاحتجاجات التي يقوم بها المسلمون الإثيوبيون ضد تصرفات حكومة بلدهم يمكن الإشارة إلى الجهات التي وراء هذه الأزمة بل وتحديد هويتها بكل بساطة وهي على النحو التالي :
1- جهات خارجية معادية للإسلام والمسلمين بل ومنزعجة من المستوى الذي وصل إليه المسلمون الإثيوبيون خلال العقدين الماضيين من الزمن من حيث الإقبال على التعليم الذي حرموا منه مئات السنين في بلدهم مع أنهم أغلبية سكانية وفي مقدمة هذه الجهات الخارجية إسرائيل من خلال رجالاتها الموجودة في الساحة الإثيوبية كالرجل المنتدب بجامعة أديس أبابا والمهندس المخطط والمقترح لفكرة إحضار فرقة الأحباش إلى أثيوبيا لتنفيذ المشروع الإجرامي ضد المسلمين الإثيوبيين على يد فرقة الأحباش. وهذا الرجل اليهودي له علاقة خاصة وسرية مع أعضاء المجلس الإسلامي الأعلى في أثيوبيا وفي مقدمتهم أحمد الدين عبد الله رئيس المجلس والذي تسلم هدية تذكارية.