يجتمع وزراء خارجية أكبر اقتصادات مجموعة العشرين في جنوب إفريقيا يومي الخميس والجمعة، وسط توترات بين الأعضاء بشأن حرب أوكرانيا والنزاعات التجارية وابتعاد كبير الدبلوماسيين الأميركيين بسبب خلاف مع المضيفين.
وتتولى جنوب إفريقيا الرئاسة الدورية للمجموعة وبالنسبة للرئيس سيريل رامافوزا، كان أول اجتماع لمجموعة العشرين في إفريقيا فرصة لحمل الدول الغنية على الاهتمام بمخاوف الدول الأكثر فقراً، والعمل غير الكافي بشأن تغير المناخ، والنظام المالي الذي يفضل البنوك الاستثمارية على المدينين السياديين الفقراء.
لكن الولايات المتحدة لن تحضر، حيث رفض وزير الخارجية ماركو روبيو في وقت سابق من هذا الشهر جدول الأعمال المتفق عليه سابقًا “التنوع والمساواة والإدماج” باعتباره “سيئًا للغاية”.
ويُعقد التجمع في الوقت الذي قلب فيه ترامب سياسة التضامن الأمريكية مع أوكرانيا رأساً على عقب بينما يسعى إلى التوسط في السلام في حربها مع روسيا. وألقى باللوم على الرئيس فولوديمير زيلينسكي في الصراع، وتجاهل حلفاء الناتو في إنهاء حملة لعزل روسيا.
وقطع ترامب المساعدات الأمريكية لجنوب إفريقيا في نزاع مع جهود الأخيرة لتصحيح الظلم العنصري التاريخي في ملكية الأراضي – وحول قضية الإبادة الجماعية ضد حليفة الولايات المتحدة إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
وازداد الخلاف منذ تولى الرئيس دونالد ترامب منصبه قبل شهر ونفذ تغييرات سريعة في سياسات واشنطن التجارية والخارجية.
وغياب الولايات المتحدة يمثل فرصة للصين، صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، لتوسيع نفوذها. وعادة ما تركز مثل هذه الجهود التي تبذلها بكين على دول الجنوب العالمي، لكن الصين سعت بسرعة إلى الاستفادة من الشقوق في التحالف عبر الأطلسي.
وغالبًا ما تكافح دول مجموعة العشرين، التي تمثل نحو 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وثلاثة أرباع التجارة، للتوصل إلى اتفاق، لكن الخلافات الجيوسياسية منذ غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022 جعلتها أكثر انقسامًا من أي وقت مضى.
مجموعة العشرين هي منتدى دولي يجمع الحكومات ومحافظي البنوك المركزية من 20 دولة والاتحاد الأوروبي. تأسست المنظمة سنة 1989، وذلك بهدف مناقشة السياسات المتعلقة بتعزيز الاستقرار المالي الدولي، وأيضا معالجة القضايا التي تتجاوز مسؤوليات أي شخص. وسعت مجموعة العشرين جدول أعمالها منذ عام 2008، حيث أصبح يشارك في قممها رؤساء الحكومات أو رؤساء الدول، فضلاً عن وزراء المالية ووزراء الخارجية ومراكز الفكر.
تتكون مجموعة العشرين من 20 دولة عُضو بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي. يُمثل هذا الأخير في قمم المجموعة كُل من المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي. تُمثل اقتصادات الدول الأعضاء في مجموعة العشرين مجتمعة حوالي 90% من إجمالي الناتج العالمي، و80% من التجارة العالمية (أو 75% في حالة عدم احتساب التجارة البينية في الاتحاد الأوروبي)، وثلثي سكان العالم، وحوالي نصف مساحة اليابسة في العالم.
والقارة الآسيوية ممثلة بالصين والهند وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية. أما إفريقيا فتمثلها جنوب إفريقيا فقط، وهو تمثيل متواضع. أما أمريكا الجنوبية فتمثلها الأرجنتين والبرازيل، وأوروبا تمثلها أربع دول من الاتحاد الأوروبي وتمثل نفسها وهي: بريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، إضافة إلى روسيا وتركيا وأمريكا الشمالية تمثلها أمريكا، وكندا، والمكسيك، وقارة أستراليا تمثلها أستراليا.