قالت مالي إنها ستقطع على الفور العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا بسبب تصريحات أدلى بها متحدث باسم جهاز المخابرات العسكرية الأوكراني بشأن قتال في شمالها أسفر عن مقتل جنود ماليين ومقاتلين من مجموعة فاغنر الروسية.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة المالية الكولونيل عبدالله مايغا أن الحكومة الانتقالية في مالي قرّرت “قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا بمفعول فوري”. وجاء في بيان لمايغا أن حكومة مالي “أخذت علماً بدهشة كبيرة” بتصريحات “أقرّ فيها المتحدث باسم وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أندريه يوسوف بضلوع أوكرانيا في هجوم جبان وغادر وهمجي شنّته جماعات إرهابية مسلّحة أسفر عن مقتل عناصر من قوات الدفاع والأمن المالية في تنزواتن، وعن أضرار مادية”.
والإثنين قال يوسوف في تصريح للتلفزيون الأوكراني إن “واقعة تلقّي المتمردين البيانات اللازمة التي مكّنتهم من تنفيذ عملية ضد مجرمي الحرب الروس، شهدها العالم بأسره. بالتأكيد لن نفشي التفاصيل”. وشارك السفير الأوكراني لدى السنغال فيديو المداخلة.
واعتبرت الحكومة المالية أن هذه الأفعال “تنتهك سيادة مالي وتتخطى إطار التدخل الخارجي وتشكل دعما للإرهاب الدولي”. وقال مايغا إن الحكومة ستحيل المسألة إلى السلطات القضائية المختصة وتتخذ “التدابير اللازمة لمنع أي زعزعة لاستقرار مالي انطلاقاً من دول إفريقية، ولا سيما من السفارات الأوكرانية” متحدثاً عن “إرهابيين متخفين في زي دبلوماسيين”.
وتعرّض الجيش المالي ومجموعة فاغنر الروسية لواحدة من أكبر الانتكاسات منذ سنوات في شمال مالي في نهاية يوليو، حيث تكبدا خسائر فادحة بعد معركة ضد المتمردين الانفصاليين وهجوم للجماعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة.
وقال متمردو الطوارق في شمال مالي إنهم قتلوا ما لا يقل عن 84 من أفراد مجموعة فاغنر و47 جنديا ماليا خلال أيام من القتال العنيف في شمال الدولة الواقعة في غرب إفريقيا. ويُجمع المحللون على أن هذه الهزيمة هي الأفدح لمجموعة فاغنر في معركة في إفريقيا.
وقالت الحكومة المالية إن “الإجراءات التي اتخذتها السلطات الأوكرانية تنتهك سيادة مالي، وتتجاوز نطاق التدخل الأجنبي، الذي هو بالفعل أمر مدان في حد ذاته، وتشكل عدوانا واضحا من جانب مالي ودعما للإرهاب الدولي”. واستشهدت أيضا بتعليقات سفير أوكرانيا لدى السنغال وغينيا وغينيا بيساو وساحل العاج وليبيريا.
واستدعى وزير خارجية السنغال السفير الأوكراني يوري بيفوفاروف بشأن مقطع مصور قالت إن السفارة الأوكرانية نشرته على صفحتها على فيسبوك والذي قدم فيه بيفوفاروف “دعما لا لبس فيه وغير مشروط للهجوم الإرهابي” في مالي.
وقالت الخارجية السنغالية “تماشيا مع موقفها القائم على الحياد البناء في النزاع الروسي الأوكراني، لا يمكن للسنغال أن تتسامح مع أي محاولة لنقل الدعاية الإعلامية الجارية في هذا النزاع إلى أراضيها”.
وفض المجلس العسكري المالي بقيادة الكولونيل أسيمي غويتا التحالف القديم مع فرنسا وشركائها الأوروبيين وقرر الانفتاح عسكريا وسياسيا على روسيا. وجعل المجلس الذي يتولّى السلطة في مالي منذ 2020، من استعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد إحدى أولوياته. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مجددا دعمه باماكو هذا الأسبوع خلال مكالمة هاتفية مع نظيره المالي عبد الله ديوب.
وعلى صعيد متصل، قالت وزارة الخارجية الأوكرانية إن وزير الخارجية دميترو كوليبا سيزور ثلاث دول إفريقية هذا الأسبوع في محاولة لحشد الدعم لموقف كييف في حربها مع روسيا.
وجاء في بيان للوزارة أن كوليبا سيزور مالاوي وزامبيا وموريشيوس في الفترة من الرابع إلى الثامن من أغسطس، في إطار جولته الدبلوماسية الرابعة إلى إفريقيا خلال العامين الماضيين.
وأضاف البيان “ستركز جميع اللقاءات على تطوير العلاقات الثنائية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. ومن بين الموضوعات الرئيسية مشاركة الدول الإفريقية في الجهود العالمية لاستعادة السلام العادل لأوكرانيا والعالم”.
وقالت الوزارة إن كوليبا سيناقش خلال جولته أيضا إمدادات الحبوب الأوكرانية إلى المنطقة ومشاركة الشركات الإفريقية في إعادة إعمار أوكرانيا. وشاركت دول إفريقية في مؤتمر بشأن أوكرانيا استضافته سويسرا في يونيو الماضي لكنها أحجمت بوجه عام عن الانضمام إلى الجهود الغربية لعزل روسيا التي تعد مورّدا مهما للطاقة والسلع الأساسية.