قراءات إفريقية
Eng  |  Fr
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
دعاية مجلة قراءات إفريقية
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
    • إرشيف المجلة (إنجليزي)
  • الموسوعة الإفريقية
  • تحليلات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
     التصفية السياسية لزعيم المعارضة في غينيا كوناكري

     التصفية السياسية لزعيم المعارضة في غينيا كوناكري

    أمر تنفيذي بوقف المساعدات المالية الأمريكية لجنوب إفريقيا

    سياسات ترامب الإفريقية: تهديدات مبدأ “أمريكا أولًا”!

    انقسام حكومة الوحدة الوطنية في جنوب إفريقيا: الأسباب والتداعيات

    انقسام حكومة الوحدة الوطنية في جنوب إفريقيا: الأسباب والتداعيات

    جنوب إفريقيا والقنبلة النووية: دوافع بريتوريا لحيازة الأسلحة النوويَّة وأسباب التخلّي عنها

    جنوب إفريقيا والقنبلة النووية: دوافع بريتوريا لحيازة الأسلحة النوويَّة وأسباب التخلّي عنها

    أمر تنفيذي بوقف المساعدات المالية الأمريكية لجنوب إفريقيا

    أثر الرسوم الجمركية الأمريكية على دولة جنوب إفريقيا

    إنهاء مبادرة “باور أفريكا” وتداعياتها المحتملة على إفريقيا جنوب الصحراء (2013- 2025م)

    إنهاء مبادرة “باور أفريكا” وتداعياتها المحتملة على إفريقيا جنوب الصحراء (2013- 2025م)

    البرازيل وإفريقيا..رحلة عبر الزمان والمكان

    البرازيل وإفريقيا..رحلة عبر الزمان والمكان

    هل ستُعزّز القمة العالمية الأولى للذكاء الاصطناعي في إفريقيا من وضع القارة التكنولوجي؟

    هل ستُعزّز القمة العالمية الأولى للذكاء الاصطناعي في إفريقيا من وضع القارة التكنولوجي؟

    إريتريا ترفض اتهامات الرئيس الإثيوبي السابق بشأن تأجيجها الصراع الإقليمي

    السيادة وطموحات إثيوبيا البحرية… قراءة في المنظور الإريتري

    • سياسية
    • اقتصادية
    • اجتماعية
  • تقدير موقف
    • جميع المواد
    • اجتماعي
    • اقتصادي
    • سياسي
    بول بيا.. الحليف الأقوى لـ”إسرائيل” في إفريقيا

    الكاميرون على مفترق طرق: انتخابات 2025م بين هيمنة النظام وتصاعُد التحديات الداخلية

    الرئيس الصومالي يتعهد بالقضاء على مقاتلي حركة الشباب خلال عام واحد

    الأزمات تحاصر شيخ محمود: كيف باتت الصومال على حافة الهاوية؟

    تحذيرات دولية وإقليمية من تداعيات التمرد شرق الكونغو الديمقراطية

    الصراع في شرق الكونغو الديمقراطية وأثره الإقليمي والدولي

    الجزائر ترد على مالي بسحب السفراء وإغلاق الأجواء

    تداعيات التوترات بين الجزائر ودول الساحل على حالة الإقليم

    إثيوبيا والصومال تقرران استعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل

    التقارب المحسوب: ماذا يعني قبول الصومال انضمام القوات الإثيوبية لبعثة أوصوم؟

    المعارضة ترفع دعوى قضائية اعتراضًا على نتائج الانتخابات العامة في ناميبيا

    ملامح المشهد في ناميبيا، ماذا بعد تنصيب أول رئيسة في تاريخ البلاد؟

    ناميبيا تتهم شركة التعدين الصينية بانتهاك الحظر على صادرات المعادن الخام

    صراع المعادن: هل تنجح محادثات ترامب في كسر هيمنة الصين على كنوز الكونغو؟

    صحيفة روسية: هكذا تستفيد موسكو من إنشاء 3 دول إفريقية تحالفًا عسكريًا

    من الحياد إلى الشراكة: لماذا قد تنضم توجو إلى تحالف الساحل؟

    رئيس جنوب السودان سلفا كير يقيل نائبين للرئيس ورئيس جهاز المخابرات

    تصاعد الأزمة في جنوب السودان: مشهد مضطرب ومستقبل غامض

  • دراسات
    • جميع المواد
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
    • دراسة سياسية
    دراسة تحليلية للقضايا الخلافية في دستور الجابون الجديد 2024م

     دراسة تحليلية للانتخابات الرئاسية في الجابون 2025م

    الخريطة الإعلامية في جمهورية إثيوبيا..النشأة والتطور وتأثير العوامل السياسية والعرقية

    الخريطة الإعلامية في جمهورية إثيوبيا..النشأة والتطور وتأثير العوامل السياسية والعرقية

    عين على إفريقيا (8-16 مارس 2025م)..الكونغو على أعتاب نهب اقتصادي جديد

    “المعادن مقابل الأمن” ومتوالية المقايضات… النسخة الإفريقية

    قراءة تحليلية في التداعيات المحتملة لرفع الرسوم الجمركية الأمريكية على بلدان إفريقيا جنوب الصحراء

    قراءة تحليلية في التداعيات المحتملة لرفع الرسوم الجمركية الأمريكية على بلدان إفريقيا جنوب الصحراء

    لماذا يثير تأجيل الانتخابات التشريعية في توغو العديد من ردود الفعل؟

    دراسة تحليلية للانتخابات الرئاسية في توجو 2020م ومستقبل انتخابات 2025م

    زنجبار ..مدينة البهار والرمال البيضاء

    المحميات المجتمعية في إفريقيا جنوب الصحراء… ناميبيا نموذجًا

    جمهورية إفريقيا الوسطى تؤجل الانتخابات المحلية والبلدية إلى أبريل 2025

    موسم الانتخابات في إفريقيا جنوب الصحراء لعام 2025م: التكاليف والتداعيات الاقتصادية

    الآثار الاقتصادية لشهر رمضان في إفريقيا جنوب الصحراء

    الآثار الاقتصادية لشهر رمضان في إفريقيا جنوب الصحراء

    المعادن الأرضية النادرة (REEs) في إفريقيا ومستقبل صناعة التكنولوجيا الخضراء في العالم

    المعادن الأرضية النادرة (REEs) في إفريقيا ومستقبل صناعة التكنولوجيا الخضراء في العالم

    • دراسة سياسية
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
  • ترجمات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    التاريخ الاستعماري… ومصير الجماجم الاثنتي عشرة

    التاريخ الاستعماري… ومصير الجماجم الاثنتي عشرة

    أنغولا تُنهي دورها كوسيط في نزاع شرق الكونغو الديمقراطية

    التحديات التي تواجه عملية السلام بين كينشاسا وحركة 23 مارس

    الرسوم الجمركية الأمريكية: 9 آليات مقترحة من ماكينزي لإفريقيا

    الرسوم الجمركية الأمريكية: 9 آليات مقترحة من ماكينزي لإفريقيا

    البُعد العسكري-السياسي للقارة الإفريقية في سياق السياسة الخارجية الروسية

    الاستعمار الأوروبي وجذور التحديات النظامية للدول الإفريقية

    استعمار ما بعد الاستعمار: تحليل للعوامل والجهات الدولية التي تُشوِّه التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في إفريقيا

    استعمار ما بعد الاستعمار: تحليل للعوامل والجهات الدولية التي تُشوِّه التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في إفريقيا

    الكونغو… والسلام الذي لا يريده أحد

    الكونغو… والسلام الذي لا يريده أحد

    ماذا بعد تحقيق الجابون الانتصار الانتخابي؟

    ماذا بعد تحقيق الجابون الانتصار الانتخابي؟

    صحيفة روسية: هكذا تستفيد موسكو من إنشاء 3 دول إفريقية تحالفًا عسكريًا

    ملامح النظام الإقليمي الجديد في غرب إفريقيا

    ماذا تعني عودة جوزيف كابيلا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية من بوابة المتمردين؟

    ماذا تعني عودة جوزيف كابيلا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية من بوابة المتمردين؟

  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الحالة الدينية
    • الملف الإفريقي
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • منظمات وهيئات
    • كتاب قراءات إفريقية
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
    • إرشيف المجلة (إنجليزي)
  • الموسوعة الإفريقية
  • تحليلات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
     التصفية السياسية لزعيم المعارضة في غينيا كوناكري

     التصفية السياسية لزعيم المعارضة في غينيا كوناكري

    أمر تنفيذي بوقف المساعدات المالية الأمريكية لجنوب إفريقيا

    سياسات ترامب الإفريقية: تهديدات مبدأ “أمريكا أولًا”!

    انقسام حكومة الوحدة الوطنية في جنوب إفريقيا: الأسباب والتداعيات

    انقسام حكومة الوحدة الوطنية في جنوب إفريقيا: الأسباب والتداعيات

    جنوب إفريقيا والقنبلة النووية: دوافع بريتوريا لحيازة الأسلحة النوويَّة وأسباب التخلّي عنها

    جنوب إفريقيا والقنبلة النووية: دوافع بريتوريا لحيازة الأسلحة النوويَّة وأسباب التخلّي عنها

    أمر تنفيذي بوقف المساعدات المالية الأمريكية لجنوب إفريقيا

    أثر الرسوم الجمركية الأمريكية على دولة جنوب إفريقيا

    إنهاء مبادرة “باور أفريكا” وتداعياتها المحتملة على إفريقيا جنوب الصحراء (2013- 2025م)

    إنهاء مبادرة “باور أفريكا” وتداعياتها المحتملة على إفريقيا جنوب الصحراء (2013- 2025م)

    البرازيل وإفريقيا..رحلة عبر الزمان والمكان

    البرازيل وإفريقيا..رحلة عبر الزمان والمكان

    هل ستُعزّز القمة العالمية الأولى للذكاء الاصطناعي في إفريقيا من وضع القارة التكنولوجي؟

    هل ستُعزّز القمة العالمية الأولى للذكاء الاصطناعي في إفريقيا من وضع القارة التكنولوجي؟

    إريتريا ترفض اتهامات الرئيس الإثيوبي السابق بشأن تأجيجها الصراع الإقليمي

    السيادة وطموحات إثيوبيا البحرية… قراءة في المنظور الإريتري

    • سياسية
    • اقتصادية
    • اجتماعية
  • تقدير موقف
    • جميع المواد
    • اجتماعي
    • اقتصادي
    • سياسي
    بول بيا.. الحليف الأقوى لـ”إسرائيل” في إفريقيا

    الكاميرون على مفترق طرق: انتخابات 2025م بين هيمنة النظام وتصاعُد التحديات الداخلية

    الرئيس الصومالي يتعهد بالقضاء على مقاتلي حركة الشباب خلال عام واحد

    الأزمات تحاصر شيخ محمود: كيف باتت الصومال على حافة الهاوية؟

    تحذيرات دولية وإقليمية من تداعيات التمرد شرق الكونغو الديمقراطية

    الصراع في شرق الكونغو الديمقراطية وأثره الإقليمي والدولي

    الجزائر ترد على مالي بسحب السفراء وإغلاق الأجواء

    تداعيات التوترات بين الجزائر ودول الساحل على حالة الإقليم

    إثيوبيا والصومال تقرران استعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل

    التقارب المحسوب: ماذا يعني قبول الصومال انضمام القوات الإثيوبية لبعثة أوصوم؟

    المعارضة ترفع دعوى قضائية اعتراضًا على نتائج الانتخابات العامة في ناميبيا

    ملامح المشهد في ناميبيا، ماذا بعد تنصيب أول رئيسة في تاريخ البلاد؟

    ناميبيا تتهم شركة التعدين الصينية بانتهاك الحظر على صادرات المعادن الخام

    صراع المعادن: هل تنجح محادثات ترامب في كسر هيمنة الصين على كنوز الكونغو؟

    صحيفة روسية: هكذا تستفيد موسكو من إنشاء 3 دول إفريقية تحالفًا عسكريًا

    من الحياد إلى الشراكة: لماذا قد تنضم توجو إلى تحالف الساحل؟

    رئيس جنوب السودان سلفا كير يقيل نائبين للرئيس ورئيس جهاز المخابرات

    تصاعد الأزمة في جنوب السودان: مشهد مضطرب ومستقبل غامض

  • دراسات
    • جميع المواد
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
    • دراسة سياسية
    دراسة تحليلية للقضايا الخلافية في دستور الجابون الجديد 2024م

     دراسة تحليلية للانتخابات الرئاسية في الجابون 2025م

    الخريطة الإعلامية في جمهورية إثيوبيا..النشأة والتطور وتأثير العوامل السياسية والعرقية

    الخريطة الإعلامية في جمهورية إثيوبيا..النشأة والتطور وتأثير العوامل السياسية والعرقية

    عين على إفريقيا (8-16 مارس 2025م)..الكونغو على أعتاب نهب اقتصادي جديد

    “المعادن مقابل الأمن” ومتوالية المقايضات… النسخة الإفريقية

    قراءة تحليلية في التداعيات المحتملة لرفع الرسوم الجمركية الأمريكية على بلدان إفريقيا جنوب الصحراء

    قراءة تحليلية في التداعيات المحتملة لرفع الرسوم الجمركية الأمريكية على بلدان إفريقيا جنوب الصحراء

    لماذا يثير تأجيل الانتخابات التشريعية في توغو العديد من ردود الفعل؟

    دراسة تحليلية للانتخابات الرئاسية في توجو 2020م ومستقبل انتخابات 2025م

    زنجبار ..مدينة البهار والرمال البيضاء

    المحميات المجتمعية في إفريقيا جنوب الصحراء… ناميبيا نموذجًا

    جمهورية إفريقيا الوسطى تؤجل الانتخابات المحلية والبلدية إلى أبريل 2025

    موسم الانتخابات في إفريقيا جنوب الصحراء لعام 2025م: التكاليف والتداعيات الاقتصادية

    الآثار الاقتصادية لشهر رمضان في إفريقيا جنوب الصحراء

    الآثار الاقتصادية لشهر رمضان في إفريقيا جنوب الصحراء

    المعادن الأرضية النادرة (REEs) في إفريقيا ومستقبل صناعة التكنولوجيا الخضراء في العالم

    المعادن الأرضية النادرة (REEs) في إفريقيا ومستقبل صناعة التكنولوجيا الخضراء في العالم

    • دراسة سياسية
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
  • ترجمات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    التاريخ الاستعماري… ومصير الجماجم الاثنتي عشرة

    التاريخ الاستعماري… ومصير الجماجم الاثنتي عشرة

    أنغولا تُنهي دورها كوسيط في نزاع شرق الكونغو الديمقراطية

    التحديات التي تواجه عملية السلام بين كينشاسا وحركة 23 مارس

    الرسوم الجمركية الأمريكية: 9 آليات مقترحة من ماكينزي لإفريقيا

    الرسوم الجمركية الأمريكية: 9 آليات مقترحة من ماكينزي لإفريقيا

    البُعد العسكري-السياسي للقارة الإفريقية في سياق السياسة الخارجية الروسية

    الاستعمار الأوروبي وجذور التحديات النظامية للدول الإفريقية

    استعمار ما بعد الاستعمار: تحليل للعوامل والجهات الدولية التي تُشوِّه التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في إفريقيا

    استعمار ما بعد الاستعمار: تحليل للعوامل والجهات الدولية التي تُشوِّه التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في إفريقيا

    الكونغو… والسلام الذي لا يريده أحد

    الكونغو… والسلام الذي لا يريده أحد

    ماذا بعد تحقيق الجابون الانتصار الانتخابي؟

    ماذا بعد تحقيق الجابون الانتصار الانتخابي؟

    صحيفة روسية: هكذا تستفيد موسكو من إنشاء 3 دول إفريقية تحالفًا عسكريًا

    ملامح النظام الإقليمي الجديد في غرب إفريقيا

    ماذا تعني عودة جوزيف كابيلا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية من بوابة المتمردين؟

    ماذا تعني عودة جوزيف كابيلا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية من بوابة المتمردين؟

  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الحالة الدينية
    • الملف الإفريقي
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • منظمات وهيئات
    • كتاب قراءات إفريقية
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
قراءات إفريقية
Eng  |  Fr
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج

القارة الإفريقية في الكتابات الغربيّة: بين التأريخ والاستشراف

أبريل 20, 2025
في قراءات تاريخية, مميزات
A A
القارة الإفريقية في الكتابات الغربيّة: بين التأريخ والاستشراف

د. محمد البشير رازقي

أستاذ تاريخ مساعد – المعهد العالي للعلوم الإنسانية – جامعة جندوبة (تونس)

مقدّمة:

تُمثِّل القارة الإفريقية مركز ثِقَل اقتصادي واجتماعي وحضاري وجيوسياسي حيويّ على مستوى العالم، إلى جانب أهميّتها التاريخيّة. وقد اهتمّت مشاريع بحثيّة عديدة بإفريقيا دراسةً وتفسيرًا وفهمًا واستشرافًا، سواء من أجل المعرفة أو لتوظيف الفهم للمصالح السياسيّة.

ولهذا سوف نسعى خلال هذا البحث إلى توضيح أساليب تتبُّع المؤسسات العلمية الغربيّة للقارة الإفريقية دراسةً وتحليلًا ماضيًا وحاضرًا واستقراءً للمستقبل. وقد مثّلت إفريقيا مركز ثِقَل حيوي للغرب؛ سواء كمصدر للثروات أو الأيدي العاملة، أو أسواق مستهلكة، ولكن بروز متغيّرات عالميّة مهمّة، مثل صعود الصّين، أدَّى إلى تغيير مكانة القارة عالميًّا.

وسوف نُقسِّم المقال إلى ثلاثة أقسام أساسيّة؛ هي:

أولًا تتبُّع طبيعة تناول المؤسسات العلمية الغربيّة للتاريخ الإفريقي.

ثانيًا: أساليب دراستها للحاضر الإفريقي.

ثالثًا: أساليب الاستشراف المطبّقة على القارة والهواجس الكامنة وراء ذلك.

  1. المؤسسات العلمية الغربيّة ودراسة تاريخ القارة الإفريقية:

اهتمّت الدراسات الغربيّة المتخصصة بالقارة الإفريقية تاريخًا وحضارةً وسياسةً. فقد خصَّصت المنشورات الجامعيّة لكامبريدج (Cambridge University Press) مثلاً مجلّة مخصَّصة لتاريخ إفريقيا، وتُسمَّى التاريخ في إفريقيا (History in Africa)([1])، وتنشر نفس الدّار مجلّة التاريخ الإفريقي (The Journal of African History)([2]). والمجلّة الدوليّة للدراسات التاريخيّة الإفريقية (The International Journal of African Historical Studies) الصادرة عن جامعة بوسطن (Boston University African Studies Center)([3]).

 وتُنشر في فرنسا مجلّة إفريقيا المعاصرة (Afrique contemporaine)([4])، ومجلّة إفريقيا والتاريخ (Afrique et histoire)، ومجلّة إفريقيا المتحوّلة (Afrique(s) en mouvement)([5])، وكرّاسات الدراسات الإفريقية (Cahiers d’études africaines)([6])، ومجلّة السياسة الإفريقية (Politique africaine)([7]). إلى غير ذلك من المشاريع العلميّة العالميّة وهي بالمئات. والسؤال المُثَار هنا: ما الهدف من الفهم الأكاديميّ والصارم لإفريقيا، هل هو هوس بماضيها أو توجُّس من حاضرها أو توقٌ لمستقبلها السياسي والحضاري وخاصّة الاقتصاديّ؟

لن نقوم في هذا المقال بإحصاء البحوث المتعلّقة بالقارة الإفريقية؛ لأنّه أمر مستحيل علميًّا، فهو عمل فريق كامل لا مجهود فرد واحد، وإنّما سنسعى إلى تبيُّن أهمّ المشاريع البحثيّة المهتمّة بالقارّة الإفريقية سواء لدراسة ماضيها أو فهم حاضرها واستشراف مستقبلها.

كما أشرفت جامعة كامبريدج على عمل مهمّ لدراسة التاريخ الإفريقي، وهو موسوعة كامبريدج لتاريخ إفريقيا (The Cambridge History of Africa) في ثمانية مجلّدات بداية من حوالي سنة 500 قبل الميلاد إلى الزمن المعاصر. ويُعدّ هذا المشروع البحثي رائدًا في مجال الدراسات الإفريقية حيث توزّعت مقالات الموسوعة بين التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا… إلخ. وبدأت بمقال كارل بوتزر Karl W. Butzer عن تاريخ الإيكولوجيا والبيئة الفيزيائيّة الإفريقية من أقدم العصور إلى العصور الحجريّة([8])، في المجلّد الأوّل، وصولاً إلى مقال بازيل دافيدسون Basil Davidson، وهو آخر مقالات المجلّد الثامن حيث درس الناطقين باللغة البرتغاليّة في القارة الإفريقية([9]).

من ناحيتها، أقدمت مطابع نشر أكسفورد على إنتاج موسوعات مهمّة حول القارة الإفريقية؛ منها موسوعة أكسفورد للتأريخ الإفريقي (The Oxford Encyclopedia of African Historiography)، وقد تطرّق العمل إلى الأساليب المنهجيّة لمقاربة التاريخ والتأريخ لإفريقيا، والحقول البحثيّة المدروسة، وأهم النتائج المعرفيّة في الكتابة التاريخية نفسها أو أهمّ المؤرّخين، إلى جانب التطرّق لأبرز الاختصاصات المطروقة في التاريخ الإفريقي مثل التاريخ الاقتصادي والاجتماعي والعسكري والسياسي والتجاري([10]). وأقدمت نفس هذه الدار على نشر مراجع مهمّة حول إفريقيا، فقد تضمّنت قائمة منشوراتها آلاف العناوين حول إفريقيا في مُجمل الحقول المعرفيّة([11]).

كما أقدمت اليونسكو UNESCO على إنجاز مشروع مهمّ ومفصليّ في الدراسات الإفريقية، وهو نشر موسوعة التاريخ العام لإفريقيا (General History of Africa) حيث عُنون المجلّد الأوّل “المنهجيّة وعصور ما قبل التاريخ الإفريقي” (Methodology and African Prehistory)([12])، وصولًا إلى الجزء العاشر الذي حمل عنوان “إفريقيا وشتاتها” (Africa and its diasporas)([13]).

وتنوّعت موضوعات تناول التاريخ الإفريقي؛ فقد درسها كريستوفر إيريت Christopher Ehret من زاوية نظر التاريخ العالمي (Global History)، حيث قدّم تاريخًا عالميًّا شاملًا لإفريقيا القديمة، وتتبّع كيف لعبت القارة دورًا مهمًّا في التحولات التكنولوجية والزراعية والاقتصادية للحضارة العالمية. بدأ الكاتب عمله من نهاية العصر الجليدي الأخير قبل حوالي عشرة آلاف سنة، عندما سمح المناخ المتغير بالانتقال من الصيد وجمع الثمار إلى زراعة المحاصيل وتربية الماشية، إلى ظهور الممالك والإمبراطوريات في القرون الأولى الميلاديّة.

وسلَّط الضوء على التاريخ الثري للابتكارات التكنولوجية للمجتمعات الإفريقية -من التقدم في صناعة الخزف إلى نسج القطن وصهر الحديد-، والمساهمات المهمة للنساء كمخترعات ومبتكرات. ووضَّح كيف ساعدت إفريقيا على الدخول في عصر التبادل الزراعي وتصدير المحاصيل الأساسية وكذلك الأساليب الزراعية الجديدة إلى مناطق أخرى، وكيف قاد التجار الأفارقة ثورة تجارية شملت مناطق وثقافات متنوعة، مع إبراز الأسس الإفريقية العميقة للثقافة والمعتقدات والمؤسسات المصرية القديمة، ومنها يناقش المسيحية المبكرة في إفريقيا.(([14] وفي نفس هذا السياق المعرفي، بيَّن فريديريك كوبر Frederick Cooper أهمية التاريخ العالمي لإفريقيا في فترات تاريخيّة مختلفة مثل دورها في التجارة المثلثيّة بداية من القرن 16 وعلاقة ذلك بنشأة الثورة الصناعيّة والنظم الرأسماليّة([15]).

كما اهتمّت دراسات أخرى عديدة بالتاريخ الاجتماعي لإفريقيا؛ فقد اعتنت فلورانس بيرنولت Florence Bernault بطبيعة الصعوبة المستمرة التي تواجهها إفريقيا في ترسيخ نفسها كمصدر معرفي معترف به، والتي تعززها حساسيات بعض الأفارقة عبر ترسيخ نزعة إقليمية صارمة. فعلى على الرغم من الإنجازات العظيمة التي تحققت في تاريخها، فإن التهميش الفكري لإفريقيا وما يصاحبه من هيمنة الشمال (الغرب)، بعيدًا عن كونه أمرًا لا يُستهان به، يُشكّل ظاهرة تاريخية ذات عواقب إنسانية وعلمية كبيرة. فالفجوة متزايدة الاتساع بين الأماكن التي يُصنَع فيها التاريخ (إفريقيا)، وتلك التي يُكتب فيها (الجامعات المحلية أو الأجنبية) لا يمكن الاستهانة بها. ولهذا لا يمكن الاستمرار في كتابة التاريخ الإفريقي دون إقامة حوار مع المواقف السياسية والمعرفية للجنوب، دون إهمال الإضافات المعرفيّة والإنسانيّة الغربيّة رغم ما يحيط بها من توجّس وريبة([16]).

وأثار جون بيار كريتيان Jean-Pierre Chrétien علاقة الذاتيّ بالعالمي والكوني في إفريقيا، أي الكيمياء بين “المحلي” و”العالمي”. وتترافق العولمة مع تقلُّص سمات الهوية، مع سيادة التكنولوجيا المالية وتكنولوجيا الإنترنت على حساب الفولكلور المحلي. وقد حاول التدليل على أنّ إفريقيا تُمثِّل مختبرًا حيويًّا وأساسيًّا لدراسة علاقة الحداثة بالموروث سواء على مستوى السياسات المرسومة من قبل الدول أو عبر تتبّع مفاصل الحياة اليوميّة([17])، أي من الميكرو إلى الماكرو مرورًا بالميزو.

 كما أنجز فريديريك كوبر Frederick Cooper عملًا تأسيسيًّا حول تاريخ العمل في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. فقد يتناول التاريخ الاجتماعي لإلغاء الرق والعرق والمدن الاستعمارية والتنمية والدول الإفريقية منذ فترة ما بين الحربين العالميتين، بالإضافة إلى التاريخ العالمي. كما أنّه لم يهمل الصور النمطيّة والوصوم الاجتماعية التحقيريّة المُلصقة بالقارّة، فقد تمكّن الأوروبيون من تقديم إفريقيا كمرآة لأوروبا، محتفلين بحداثتهم من خلال الإصرار على أن إفريقيا متخلفة عن الركب. فإفريقيا لم تكن مجرّد ملحق أو تابع، فقد اعتمد عليها تطوّر الرأسماليّة في أوروبا والأمريكيّتين عبر ربط أشكال مختلفة من العمل في حركة واحدة: العمل المأجور والعبودية، والعمل بالسخرة، وأشكال العلاقات والنظم الطبقية. بطريقة أخرى، لم تكن مؤسسة الاستعمار لتحقّق التراكم المالي والمعرفي والتقني والبشري لولا القارّة الإفريقية([18]).

كما انتبه أشيل مبيمبي Achille Mbembe لنقطة أخرى مهمّة جدًّا على مستوى التاريخ الاجتماعي للقارة الإفريقية؛ وهي تموقعها ضمن رهانات الحضارات شرقًا وغربًا، سواء بسبب أهميّة موقعها الجغرافي الوسطيّ عالميًّا أو لأهميّة ماضيها وحاضرها وخاصة مستقبلها. فإنتاج نظرية من الجنوب لن يشير فقط لكيفيّة تحرك أوروبا/أمريكا نحو إفريقيا، ولكن أيضًا إلى الظروف التي تحاول فيها إفريقيا (الجنوب) والصين (الشرق) تشبيك مسارتهما معًا في الحاضر والمستقبل. فإفريقيا هي أحد الآثار الحاسمة المترتبة على صعود الصين. فقبل وصول الرأسمالية، ربما لم تكن إفريقيا قد عرفت نموذجًا للنمو القائم على أشكال كثيفة من العمل واستغلال الموارد الطبيعية. وإن الاندماج التبعي للمنطقة في نظام تراكمي يتمحور حول أوروبا-أمريكا لم يمحُ فقط المصفوفات التاريخية التي كانت تحكم إنتاج الثروة قبل وصول الرأسمالية.

وتكمن إحدى هذه المصفوفات في وجود تقليد عريق لاقتصاد السوق الذي يحشد الموارد البشرية لا غير البشرية، ويحمي الاستقلال الاقتصادي للمنتجين الزراعيين ورفاهيتهم لا أن يدمرها. ويمكن لهذه المصفوفات التاريخية أن تعود كموارد في وقت تحاول فيه إفريقيا أن تجد مكانها في عالَم بدأت تتراجع فيه القوة الغربية. أشار مبيمبي إلى أنّه إذا تطورت أوروبا-أمريكا نحو إفريقيا، فمن المحتمل أن تتطور إفريقيا بدورها نحو الصين بدلاً من أوروبا-أمريكا.

إن الحاجة إلى تغذية قدرة إنتاجية هائلة ومتنامية تدفع رأس المال الصيني إلى البحث عن المواد الخام في جميع أنحاء العالم، وخاصةً في إفريقيا. فالصين الآن هي أكبر مستهلك في العالم للنحاس والقصدير والزنك والبلاتين وخام الحديد الإفريقي، ومستهلك رئيسي للنفط والألمنيوم والرصاص والنيكل والذهب. وإن عملية التسارع وإعادة التوزيع المستمرة للقوى الإنتاجية العالمية التي تقودها الصين لن تتجاهل إفريقيا إلى الأبد. فبدون إفريقيا، لن تتمكن الصين من الإقراض إلى ما لا نهاية حتى تتمكن أمريكا، الدولة الأكثر طفيلية على هذا الكوكب، من شراء المنتجات من الصين أو غيرها من الدول الآسيوية الأخرى، وترى جزءًا كبيرًا من ديونها الهائلة قد تم محوه من خلال انخفاض قيمة الدولار الأمريكي وأذون الخزانة التي تحتفظ بها الصين. وإذا كانت ديون أمريكا غير القابلة للتحصيل للصين هي الثمن الذي تدفعه الصين مقابل توسيع قاعدتها الإنتاجية، فإنه لكي تكون أمريكا في وضع يمكنها من عدم ممارسة هذا الحق الإقطاعي، وسيتعين على الصين بناء اقتصاد محلي أقوى خاص بها. وهذا ما لا يمكنها فعله بدون إفريقيا([19]). نلاحظ إذًا أنّ التاريخ الاجتماعي لإفريقيا في هذه النقطة يتشابك مع التاريخ الاقتصادي والسياسي والجيوبوليتيكي.

من ناحية أخرى، اهتمّت مشاريع علميّة غربيّة كثيرة بالتاريخ الاقتصادي للقارّة الإفريقية، وهي مسألة موجّهة أساسًا للحاضر والمستقبل أكثر من توجّهها للماضي، وذلك لما تتمتّع به من ثروات باطنيّة وبشريّة وفلاحيّة إلخ. خصّصت جامعة وسكنسن (University of Wisconsin) مجلّة نصف سنويّة للتاريخ الاقتصادي لإفريقيا (African Economic History)، ونُشرت أوّلا بداية من سنة 1974م تحت عنوان مراجعات التاريخ الاقتصادي الإفريقي (African Economic History Review) وتغيّر اسمها بداية من سنة 1976م إلى مجلّة التاريخ الاقتصادي الإفريقي (African Economic History). واهتمّت المجلّة بموضوعات اقتصاديّة مهمّة مثل تاريخ العمل في القارّة وتأثيرات الاستعمار ووسائل الإنتاج وطبيعة الثروات والمعادن والعلاقات التجاريّة الداخليّة والخارجيّة([20]). وتناول العدد الأخير موضوعات مهمّة (العدد 52، 2024/2) منها “اقتصاد الملح”، وتأثير المُستعمرين على تشكُّل الأسواق المحليّة (تنزانيا مثلاً)، وسياسات المحافظة على الغابات خلال الفترة الاستعماريّة ودور السكّان الأصليّين في ذلك (غرب كينيا نموذجًا)([21]).

في المقابل، أنتجت المؤسسة العلمية الفرانكفونيّة دراسات أخرى مهمّة عن التاريخ الاقتصادي الإفريقي، ولم تُخصّص مجلّة لذلك. فقد نشرت جاك براسيل Jacques Brasseul كتابًا مهمًّا تحت عنوان “التاريخ الاقتصادي لإفريقيا الاستوائية”. بيَّن الكاتب أنّه لا يزال تاريخ إفريقيا غير معروف بالشكل الكافي، باستثناء بعض النقاط التي غالبًا ما تُغطّيها وسائل الإعلام، مثل عصور ما قبل التاريخ، وإمبراطوريات الساحل، وتاريخ تجارة الرقيق، والاستعمار، وبالطبع التطورات التي حدثت منذ الاستقلال. مع اهتمام بلحظات تاريخيّة مهمّة مثل الهجرات العظيمة وحركات المقاومة والاحتجاج وخاصّة التاريخ الاقتصادي الدقيق([22]).

كما نُشرت مجلّات فرنسيّة تهتمّ بالتاريخ الاقتصادي لبلدان معيّنة في القارّة مثل “المجلّة الكامرونيّة للتاريخ الاقتصادي والاجتماعي” (Revue camerounaise d’histoire économique et sociale). كما ساهمت دار نشر الأرماتان (L’Harmattan) الفرنسيّة في نشر العمل المحوري لدانيال سيسي Daniel Amara Cisse حول “التاريخ الاقتصادي لإفريقيا السوداء” في ثلاثة أجزاء بداية من التاريخ الاقتصادي القديم وصولًا إلى اليوم([23]).

تبيّن لنا في آخر هذا العنصر مساهمة المؤسسات العلمية الغربيّة في دراسة التاريخ الإفريقي من جوانبه المختلفة، وقد حرصنا في هذه المرحلة من العمل على التطرّق إلى العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة المرتبطة بالماضي وهي أساس التاريخ بتنوّعاته، وأهمها الاجتماعي والاقتصادي. وسوف نهتمّ في العنصر الثاني بالمسالك البحثيّة المرتبطة مباشرة بالحاضر، وأهمّها علم الاجتماع والعلوم السياسيّة.

  1. حاضر القارة الإفريقية والمؤسسات العلمية الغربيّة

اهتمّت المؤسسات العلمية الغربيّة بحاضرة الممارسات السياسيّة في القارة الإفريقية، سواء السياسات المحليّة المطبّقة بين السكّان المحليين أنفسهم، أو علاقة دول القارّة بالرهانات السياسيّة العالميّة. واشتمل محرّك بحث مجلّة “الشؤون الخارجيّة” Foreign Affairs المرموقة على 2857 مقالًا يُحيل للقارة الإفريقية من قريب أو بعيد. فقد أُخضعت القارة لدراسة من جميع جوانبها السياسيّة، مثل السياسات الترامبيّة تجاه إفريقيا([24])، أو طبيعة الصراع الروسي الأمريكي على إفريقيا([25])، أو الأزمات الديمقراطيّة في إفريقيا([26])، إلخ.

من ناحيتها، تضمّنت مجلّة السياسة الخارجيّة Foreign Policy الأمريكيّة، والعريقة أيضًا، أكثر من ألف مقال عن إفريقيا أو يشير لإفريقيا خلال الثلاث سنوات الأخيرة فقط. فقد نشرت المجلّة دراسات كثيرة مثل مقارنة بين سياسات ترامب وبايدن في إفريقيا([27])، أو طبيعة السياسات الطاقيّة المُطبّقة في القارة([28])، ودراسات أخرى تدرس المميّزات الديمغرافيّة لإفريقيا([29])، إلخ.

ساهمت المجلّة الفرنسيّة للعلوم السياسيّة (Revue française de science politique) -وهي الأهمّ في فرنسا- في إنتاج أكثر من 320 مقالًا يحيل إلى القارة الإفريقية، منها بحوث اهتمّت بمسألة الاندماج في المجتمعات الإفريقية بين الأقليّات المحليّة نفسها، أو بين سكّان إفريقيا والأجانب([30]). واهتمّت بحوث أخرى بفكرة اكتشاف إفريقيا خاصّة بعد المرحلة الاستعماريّة وعلاقتها بالسياسة الدوليّة([31]). ودرس لوران لاردو Laurent Lardeux أزمة اللاجئين في إفريقيا وسياقاتها الإقليميّة والعالميّة([32])، إلى غير ذلك من المقالات المهمّة.

كما أقدمت مؤسّسات علمية أوروبيّة كثيرة على إنتاج معارف متنوّعة حول القارة الإفريقية، فقد تضمّن مثلاً موقع جامعة جينيف 2279 خبرًا متعلّقًا بإفريقيا سواء منشورات علميّة، أو إعلان عن ملتقيات وأيّام دراسيّة، مثل محاضرة “وجود الصين في إفريقيا: تهديدات أم فرص؟”، المقدّمة من طرف أنطوان كيرنان Antoine Kernen يوم 12 أبريل 2016م([33]). كما عُقِدَ ملتقى “دبلوماسية المياه في خدمة دول غرب إفريقيا” (Une diplomatie de l’eau au service des Etats en Afrique occidentale) في نفس الجامعة يوم 15 فبراير 2019م([34]). كما أطلقت الرابطة الإفريقية للعلوم السياسيّة (African Association of Political Science) سنة 1997م المجلّة الإفريقية للعلوم الإنسانيّة (African Journal of Political Science)، وقد اهتمّت بحقول بحثيّة كثيرة مثل تنوّع النظم السياسيّة في القارّة، واختلاف الفاعلين السياسيّين وشبكات القوّة والنفوذ، وطرق الانتقال الديمقراطي، وأساليب استغلال الثروات… إلخ([35]).

وقد أسّست دار نشر بريل Brill الهولنديّة المجلّة الإفريقية: مجلّة الإفريقية والتنمية والشؤون الدوليّة (The African Review: A Journal of African Politics, Development and International Affairs)، واهتمّت بموضوعات مهمّة مثل العلاقات الصينيّة/الإفريقية، والسمات الجندريّة للسياسات العامّة في الدول الإفريقية، وأساليب الحوكمة وأنواعها في إفريقية… إلخ([36]).

وشاركت دار نشر أكسفورد في المجهود العلمي لدراسة السياسات الإفريقية؛ حيث نشرت موسوعة أكسفورد للسياسة الإفريقية (The Oxford Encyclopedia of African Politics) متضمّنة أكثر من 100 مقال، ودرست موضوعات مهمّة مثل المؤسسات السياسية، وسياسات الهوية وأهمية العِرْق والدِّين، والدولة الإفريقية ونقاط قوتها وضعفها، وسياسات التنمية، والسياسة الاقتصادية والإدارة، والأفكار والأيديولوجيات، والعلاقات الدولية والسياسات الإقليمية، والصراع والعنف والحرب الأهلية، والحركات السياسية والاجتماعية، والإعلام والاتصال السياسي، والانتخابات والديمقراطية، ومناهج البحث ومناهج البحث، والأخلاق وسياسة البحث([37]).

إلى جانب المراكز البحثيّة ودور النشر الجامعيّة، سعى عدد من الباحثين المستقلّين إلى المساهمة في التراكم المعرفي حول طبيعة السياسة الإفريقية المعاصرة، وبيَّن جيوفاني كاربوني Giovanni M. Carbone أنّ تنفيذ الإصلاحات الديمقراطية منذ التسعينيات القارة أدّى إلى العودة إلى نظام التعددية الحزبية في غالبية النظم السياسية الإفريقية. وكان لانبعاث الأحزاب السياسية من جديد أثره في إحداث شَرْخ ليس فقط في الحياة السياسية في القارة، بل أيضًا في طريقة دراستها. وقد دلّل على هذا الانتشار الواسع للأنظمة التي يهيمن عليها (ولكن لا يحتكرها) حزب واحد، والتشرذم المتكرر لجماعات المعارضة إلى عدد كبير من الأحزاب الضعيفة والمتقلبة، ودور الهويات العرقية وشبكات المحسوبية في تعبئة الناخبين، والقيود الهيكلية التي تعاني منها الأحزاب في بناء تنظيمات فعّالة، وانخفاض قدرة الأحزاب الجديدة على صنع السياسات، وانخفاض درجة إضفاء الطابع المؤسسي على النظم الحزبية في القارة بشكل عام. كما أكّد على هلاميّة العلاقة بين الأسس العرقية والروابط الشخصية للأحزاب السياسية، وأنماط التحول التي تتبعها الأنظمة الحزبية في المنطقة، وأهمّها إخضاعها للدراسة مستقبلًا([38]).

كما درس فريديريك ليريش Frédéric Leriche السياسة الأمريكيّة تجاه إفريقيا مبيّنًا تغيُّر موقع القارّة عالميًّا من بداية القرن العشرين مرورًا بالحرب الباردة وصولًا إلى اليوم؛ حيث تحوّلت من موقعها الهامشي كمكان لاستخلاص الثروة والمعادن إلى موقع خاضع للتنافس العالمي ومؤهّل لإنتاج معرفته الخاصّة به على مستوى التنمية والاقتصاد والديمقراطيّة والعدالة والأمن([39]).  

كما اعتنى جون فرانسوا بايار Jean-François Bayart بطبيعة العلاقة بين فرنسا وإفريقيا، فقد احتلّت فرنسا تاريخيًّا موقعًا أثيرًا في القارة؛ باعتبارها صاحبة أكبر مساحة مُستعمَرة في القارّة، والدولة الأكثر حرصًا على علاقاتها القديمة مع إفريقيا. وبقيت فرنسا تنظر دائمًا للقارة الإفريقية على أنّها مجالها الحيوي الاقتصادي واللغوي (الفرانكفونيّة) والإستراتيجي([40])، رغم أنّه اليوم مُهدَّد بالنفوذ الأمريكي والصيني وبدرجة أقلّ التركي.

كما درس فيليكس أتشادي Félix Atchadé المميّزات الديمغرافيّة لإفريقيا باعتبارها صاحبة هامش تطوّر ديمغرافي مهمّ على المستوى العالميّ، وقد لاحظ أنّ التطوّر الديمغرافي يتشابك مع الوضع الاجتماعي والاقتصادي([41]). وقد اهتمّ عيسة دياباتي Issa Diabaté بالتحوّلات المعماريّة في إفريقيا وعلاقة التحوّلات المعماريّة والهندسيّة بالتغيّرات السياسيّة الداخليّة والعالميّة، وتبيّن موقع المحلّي بالكوني من زاوية نظر المعمار الإفريقي([42]).

واعتنى إيغور كوزاك Igor Cusack بدراسة المطبخ الإفريقي اليوم وعلاقته بنشأة مفهوم الوطنيّة خاصّة في فترة ما بعد الاستعمار، فقد تشابك ترسيخ “المطبخ الوطني” مع مسألة تفكيك الاستعمار وبُناه العميقة، بالمقابل راهنت الدول الاستعماريّة على المطبخ لإقناع المجتمعات المحليّة بمشروعهم الاستعماري. ولهذا يُعدّ المطبخ رهانًا سياسيًّا إلى جانب كونه ممارسة حياتيّة وحيويّة([43]).

من ناحيته، اهتمّ بيار جاكموا Pierre Jacquemot بدراسة التصنيع بإفريقيا، وقد بيَّن أن القارّة تمتلك حاليًّا العديد من الأشياء لإعادة تصنيعها. فهي تحتوي على مواد أوليّة عديدة، بالإضافة إلى المنتجات الزراعية والغابات والأسماك. ويُشكّل السكان النشطون احتياطيًّا رئيسيًّا للديناميكيات الإضافية في العالم والقارة كيد عاملة ماهرة ومنخفضة التكلفة. كما أدى تطوير الطبقة الحضرية المتوسطة إلى إنشاء أسواق محلية جديدة، وخاصّة موقعها الجغرافي من العالم، مع احتوائها على طرق برية ومسالك نهريّة موانئ بحريّة إستراتيجيّة([44]).

ويتبيّن لنا آخر هذا الاهتمام العلمي في المشاريع العلميّة الكثيرة التي دُرست حول القارة الإفريقية. فقد اتضح لنا استنادًا إلى النماذج التفسيريّة التي اعتمدناها، وغيرها كثير -مثل التصنيع أو الغذاء أو طبيعة المراكز البحثيّة نفسها والمجلاّت والكتب الجماعيّة والمؤتمرات-؛ أنّ القارة الإفريقية مثّلت في زمننا الرّاهن شاغلًا أساسيًّا لا لسكّان القارة أنفسهم فقط بل لجُلّ الفاعلين الدوليّين سياسيّين وأكاديميّين. ويؤكّد هذا الأمر أهمية القارة الإفريقية اليوم على جميع الأصعدة، ولهذا تسعى المؤسسات العلمية إلى القيام بدورها من أجل تدعيم المشاريع السياسيّة. فما هي طبيعة التمثّلات الاستشرافيّة التي تحملها المؤسسات العلمية الغربيّة تجاه إفريقيا؟

  1. المؤسسات العلمية الغربيّة والاستشراف حول القارة الإفريقية

بيّنت إنسا نولد Insa Nolte انتباه المؤسسات العلمية الغربيّة بالأهميّة المستقبليّة للقارة الإفريقية، على المستوى العلمي أو المكانة الدوليّة لثرواتها أو باحثيها([45]). وسوف نعتمد في هذا الجزء من المقال على المجلّات الغربيّة المختصّة في علم الاستشراف، وأهمّها دوريّة مستقبليّات (Futuribles) الفرنسيّة، والتي تأسّست سنة 1975م، ونُشر منها حتى الآن 465 عددًا (آخرها عدد مارس-أبريل 2025م).

لم تُخْفِ المجلّة توجّسها من تمدّد النفوذ الصيني في إفريقيا، وهذا الذي يُهدِّد مكانة ونفوذ أوروبا خاصة والغرب عامّة في القارّة. وأوضح جون رافيال كابونيير Jean-Raphaël Chaponnière أنّه بعيدًا عن الصين ذاتها، عملت كل الدول المتقدمة في آسيا على تعزيز موطئ قدمها في إفريقيا، والتعاون معها، على مدى عدة سنوات، حيث قلّصت هذه الدول بشكل ملحوظ من النفوذ الأوروبي فيها، وهي التي كانت تسمّى سابقا “محمية غربية” وخاصة فرنسيّة. وفي المقابل، وجدت إفريقيا موارد تنموية جديدة في آسيا، ولهذا فإنّ الوجود الآسيوي الأقوى في إفريقيا يمنح الأفارقة الفرصة، للمرة الأولى، لاختيار شركائهم. وقد بيَّن الباحث تقاسم الفوائد بين إفريقيا وآسيا، والذي يتمثل في: الوصول إلى الموارد الطبيعية لآسيا والتنمية الاقتصادية لإفريقيا([46]).

من ناحية أخرى، تُمثِّل المسألة الديمغرافيّة نقطة قوّة أخرى للقارة الإفريقية مستقبلاً، وهذا الذي أبرزه إصدار شعبة السكّان التابعة لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة سنة 2024م؛ حيث تمتاز إفريقيا بانخفاض عدد الوفيات، وتعديل مستويات الهجرة الداخليّة والخارجيّة، وارتفاع نسبة الخصوبة وهامش التطوّر المهمّ مع تشابك ذلك مع مساحات واسعة جغرافيّة وإنتاج فلاحي مستقبله أفضل بكثير من حاضره بسبب خصوبة التربة والأرضي الفلاحية الشاسعة. وقد احتلّت القارة الإفريقية المرتبة الأولى عالميًّا في مُجمل هذه الامتيازات، وهي رسالة للمستقبل لا للحاضر فقط([47]).

اقرأ أيضا

فالنتين موديمبي: الفيلسوف الإفريقي الذي تحدَّى وجهة النظر الغربية حول إفريقيا

التاريخ الاستعماري… ومصير الجماجم الاثنتي عشرة

سياسات ترامب الإفريقية: تهديدات مبدأ “أمريكا أولًا”!

كما يُنْظَر للقارّة الإفريقية أيضًا على أنه موقع إستراتيجيّ مستقبلي حيويّ ومهمّ، وقد اشتدّ توجُّس القوى الدوليّة بعد بروز مشروع طريق الحرير الجديد الصيني الحزاميّ وعلاقته بالقارة الإفريقية. وتُمثِّل القارة موقعًا وسطيًّا لكل العالم؛ فعلى يمينها آسيا، وأمامها أوروبا، ويسارها المحيط الأطلسي، ومن ورائه القارة الأمريكيّة([48]). ولهذا فالسيطرة عليها مستقبلًا لا تعني فقط هيمنة اقتصاديّة، وإنّما سيطرة إستراتيجيّة وعسكريّة سواء على الأرض أو البحر. ولهذا تُمثِّل إفريقيا تهديدًا مستقبليًّا لكل أصحاب النفوذ اليوم في القارة وخارجها؛ سواء بالنسبة إلى أوروبا على المستوى القريب أو أمريكا على المستوى البعيد.

من جانبه، تطرّق كينيث كالو Kenneth Kalu إلى نقطة أخرى مهمّة في المستقبل الإفريقي، وهي المساعدات الأجنبيّة، فخلال العقود الخمسة الماضية، تلقت منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى مساعدات أجنبية أكثر من أيّ منطقة أخرى في العالم، ومع ذلك لا يزال الفقر متوطنًا في مختلف أنحاء المنطقة. وهذا لا يعني أن المساعدات الأجنبية قد فشلت، بل يعني بدلاً من ذلك أن المساعدات الأجنبية في شكلها الحالي لا تملك القدرة على تحقيق التنمية أو القضاء على الفقر؛ وذلك لأن الدولة الإفريقية المتوسطة ظلت منذ الاستعمار أداة للاستغلال، ولا تزال المؤسسات الاقتصادية والسياسية تمنع غالبية المواطنين من المشاركة المجدية في الاقتصاد. وقد ركّز الكاتب على دراسة حالة أنجولا والكاميرون وتشاد وغينيا الاستوائية وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا، وسعى إلى تقديم الحجج اللازمة لإعادة تصميم مساعدات التنمية من أجل ضرب جذور الفقر وتحويل الدولة الإفريقية ومؤسساتها إلى وكلاء للتنمية([49]).

 من ناحية أخرى، سعى تينوس غومبو Trynos Gumbo وزملاؤه إلى استشراف مستقبل إفريقيا ضمن منظّمة الاتّحاد الإفريقي بعد خمسين سنة من تأسيسها. فمنذ إنشاء الاتحاد الإفريقي، تغيرت الصورة الدولية وموقف إفريقيا بشكل كبير. فقد شهدت العقود الأخيرة ليس فقط تحسن أنظمة الحكم وتعزيز الديمقراطية في معظم الدول الإفريقية، بل وأيضًا تطور المشهد الجيوسياسي والاقتصادي في العالم. وقد عملت جهات فاعلة رئيسية جديدة ناشئة من الجنوب العالمي، مثل الصين والهند، على إعادة تشكيل إحداثيات شبكات القوّة والنفوذ والمصالح، وسوف تتموقع إفريقيا مستقبلًا في القلب من هذه المصالح.

وقد استفادت إفريقيا على جميع الأصعدة من تأسيس الاتّحاد الإفريقي؛ علميًّا (تبادل الخبرات والتجارب والتمويل…)، واقتصاديًّا (تبادل السلع والمنتوجات، وترسيخ أهمية الطرقات البرية والبحريّة…)، واجتماعيًّا (تقليص الأزمات والحروب…)، وسياسيًّا حيث تمثّل التحالفات اليوم عصب السياسات العالميّة، ولا يمكن للدول الإفريقية أن تواجه الأزمات العالميّة بمفردها على دولة على حدة([50]).

بيّنت كيثلين سميث Kathleen R. Smythe ارتباط مستقبل إفريقيا بماضيها، وأنّ في المستقبل تعتمد على فهم عميق ومستنير للماضي. وتمتاز إفريقيا بماضٍ عريق، فهي تُعدّ من أوائل الأماكن المُستوطنة من الإنسان، كما ساهمت في ثورات بشريّة عديدة، ومنها الرأسماليّة والثورة التجاريّة والثورة الصناعيّة (بداية من القرن 15). كما قدّمت المجتمعات الإفريقية دروسًا كثيرة عن أساليب النضال تجاه المستعمر، كما يبيّن عِلْم الآثار دور الإنسان الإفريقي في مقاومة الصعوبات البيئيّة والكوارث الطبيعيّة ومعايشته للتحوّلات البيئيّة والأزمات المناخيّة والوبائيّة. ولهذا تستنتج الكاتبة أنّ هذا الماضي الإفريقي سوف يكون خير حافز لمستقبل إفريقي مشرق، يبدأ من الأزمة لينتهي بـ”الازدهار”([51]).

 بالمقابل كان جون فورجيه John W. Forje أقل تفاؤلًا بكثير؛ حيث تساءل: “هل تجلس إفريقيا على قنبلة موقوتة؟ أم ماذا؟”، وقد بيّن أنّه في الوقت الحالي، تتخبط القارة في صراعات عديدة، الفوضى، والفقر، والفساد، واستغلال عدم الاستقرار. مقابل ذلك، تم إحراز بعض التقدم منذ ثمانينيات القرن العشرين. لكن القضية البارزة هي القارة التي تعاني من عجز القيادة، وسوء الإدارة، والمجتمع المدني السلبي للغاية في العديد من البلدان الإفريقية. ولا يمكن القول: إن جودة الرفاهة قد تحسنت. فقد أصبحت الهجرة واحدة من القضايا المهمة للقارة. كما كانت مصدر دخل لعدد من البلدان، أكثر من المساعدات الأجنبية التي تلقتها. ورغم أنّ قارّة إفريقيا تجمع مرافق طاقيّة مختلفة، منها الكهرومائية، والشمسية، والحيوية، والطاقة الحرارية وطاقة طواحين الهواء نظرًا للطبيعة الجبلية للقارة وغيرها. ومع ذلك، إلا أنّ القارة تعاني إمدادات طاقة غير منتظمة. كما عانت إفريقيا من فساد السياسيّين وانتشار أوبئة كثيرة رغم التحسّن في المجال الصحّي والوقائي، إلى جانب بقاء معضلة الأمن والعسكرة تؤرّق الفاعلين في القارة وخارجها([52]).

عكس وليام مارتن William G. Martin كل الحجج السابقة مبيّنًا أهميّة المستقبل الإفريقي، ومبرزًا أن التشاؤم حولها مردّه أساسًا إلى المؤسسات العلمية الغربيّة (الأوروبيّة والأمريكيّة). فقد ناقش التوقعات السائدة لمستقبل إفريقيا، وأبرزها التشاؤم الإفريقي الذي يتخلل كل التحليلات الشمالية تقريبًا. ورغم أن البيانات طويلة الأجل تؤكد المأزق التنموي الذي تعيشه القارة، فإنّ الباحث ناقش أيضًا الحجة السائدة القائلة بأن إفريقيا أصبحت معزولة ومنفصلة عن الاقتصاد العالمي. والواقع أن إفريقيا أصبحت منخرطة على نحو متزايد في علاقاتها مع أوروبا وأمريكا الشماليةـ بل وأصبحت فقيرة بسبب هذه العلاقات. ويدعو العلماء الأفارقة، الذين يدركون هذه المعضلة، إلى العودة إلى “الدولة التنموية”. ولكن هذه التوصية، مثلها كمثل التوقعات المتشائمة بشأن إفريقيا، تفشل في الأخذ في الاعتبار التحولات الجوهرية في العلاقات الجيوستراتيجية والاقتصادية العالمية لإفريقيا.

 وتتجلى آثار تحولين عالميين رئيسيين في إفريقيا وجنوب إفريقيا على وجه الخصوص: أولاً، القوة التخريبية للحركات الاجتماعية العالمية؛ وثانيًا، صعود آسيا وزوال الهيمنة الأمريكية والأوروبية على إفريقيا([53]).

وعليه، فإن إفريقيا سوف تستفيد مستقبلًا من متغيّرين أساسيّين؛ هما: وعي المجتمعات المحليّة بطبيعة الصراعات حول القارّة، مع ممارسة المجتمع حقّه في النقد والاعتراض والاحتجاج، وثانيًا: تغيّر موازين القوى العالميّة من الغرب باتّجاه الشرق.

وتبيّن لنا آخر هذا البحث وَعْي المؤسسات العلمية الغربيّة بأهمية مستقبل إفريقيا وتأثيره لا على القارة فقط، بل عالميًّا، وكذا تضرُّر الدول الغربيّة من ذلك.

 

الخاتمة:

تبيّن لنا من خلال مقالنا المُعنون “القارة الإفريقية في الكتابات الغربيّة: بين التأريخ والاستشراف” أهميّة إفريقية في وعي وتمثّلات الأجندات البحثيّة للمؤسسات العلمية الغربيّة، ويقدّم لنا البحث عددًا من الاستنتاجات الأساسيّة وهي:

  • مثّلت القارة الإفريقية في الماضي سببًا أساسيًّا وراسخًا لنشأة الثورة التجاريّة والصناعيّة ومؤسسة الرأسماليّة في حدّ ذاتها، فقد أمدّت أوروبا منذ القرن 15 بالأيدي العاملة (العبيد) والسلع والثروات، وكانت ركنًا ركينًا لتأسيس التجارة العالمية، ولهذا بقيت في الوعي الغربي صاحبة فضل غير مُعترَف به، ومصدر تأنيب للضمير.
  • كما ساهمت إفريقيا في التراكم المالي الأوروبي مع الشروع في التمدّد الاستعماريّ خاصة بداية من القرن 19، وقد رسّخ ذلك ثنائيّة متناقضة: تراكم مالي في أوروبا، وتفكيك رهيب للبنى الاجتماعية والاقتصاديّة والبشريّة للقارّة، ولهذا مثّلت هذه اللحظة أيضًا نقطة ضعف ثانية في الوعي الأوروبي، فالثورة الاقتصاديّة التي راكموها خلال الاستعمار كانت على حساب نفس الكائن الحضاري الذي تسبَّب في الثورة التجارية والصناعية ونشأة الرأسماليّة، بل على حساب تفكيك بناه الاجتماعيّة.
  • بقي توجّس الغرب من إفريقيا خلال الزمن الحاضر، فقد بيَّن لنا الجزء الثاني من المقال شدّة اهتمام المؤسسات العلمية في الغرب بتاريخ إفريقيا الراهن، والسعي إلى فهمه، والهدف الأساسي من ذلك هو مساعدة الفاعل السياسي على حُسْن سيطرته على القارّة المشرفة على الخروج عن السيطرة الغربيّة.
  • والأهمّ هنا هو انشغال مراكز البحث الغربيّة بمستقبل إفريقيا؛ وذلك لبروز متغيّرات حاسمة وهي: بروز فاعلين دوليّين مؤثّرين غير العالم الغربي (أوروبا وأمريكا)، وهم: الصّين أساسًا، وبدرجة أقلّ روسيا والهند وتركيا، والمتغيّر الثاني هو نموّ دور المجتمعات المحليّة وازدياد تأثيرها على الشأن السياسي سواء عبر الاحتجاج والثورة، أو من خلال التأكيد على العملية الديمقراطيّة.
  • وازدادت أهميّة القارة الإفريقية إذًا مع بروز فاعلين جدد؛ فهي تمتلك داخلها أسباب القوّة المستقبليّة كاملة: الديمغرافيا الشابّة (خصوبة، أيدي عاملة، انتشار التعليم…)، الثورة الطبيعيّة (زراعة، معادن، تربة، مناخ، حيوان…)، والموقع الجغرافي (جغرافيا سياسيّة حاسمة وراسخة موقعًا وموضعًا)، ووعي المجتمعات المحليّة بأهميّة الثقافة والعلم والمراهنة على الشأن العام السياسي (بروز مفاهيم الديمقراطية، التنمية المستدامة، الاقتصاد الأخضر…)، وأخيرًا سَعْي الفاعلين السياسيّين الدوليين إلى بناء عالَم سياسي دولي متعدّد الأقطاب، وهذا ما يزيد من أهمية القارة خاصّة لو أتقنت اللعب على وتر التوازنات الدوليّة.
  • ولهذا تتوفّر القارة الإفريقية على ما لا يتوفّر لدى غيرها، ولهذا لم تتأخّر المؤسسات العلمية الغربيّة في إنتاج سرديّات كثيرة حول مستقبل إفريقيا، وهي في الحقيقة رسائل للغرب نفسه لا لإفريقيا، وترجمة لخوف الغرب لا حبًّا في إفريقيا.

……………………………….

[1] https://www.jstor.org/journal/historyafrica

[2] https://www.jstor.org/journal/jafricanhistory

[3] https://www.jstor.org/journal/intejafrihiststu

[4] https://afrique-contemporaine.cairn.info/la-revue/

[5] https://shs.cairn.info/revue-afrique-en-mouvement?lang=fr

[6] https://shs.cairn.info/revue-cahiers-d-etudes-africaines?lang=fr

[7] https://shs.cairn.info/revue-politique-africaine?lang=fr

[8] Karl W. Butzer, “The palaeo-ecology of the African continent: the physical environment of Africa from earliest geological to Later Stone Age times 1 – The palaeo-ecology of the African continent: the physical environment of Africa from earliest geological to Later Stone Age times”, in: The Cambridge History of Africa, Volume 1: From the Earliest Times to c.500 BC Edited by J. Desmond Clark, Cambridge University Press, 1982, pp.1-69

[9] Basil Davidson, “Portuguese-speaking Africa”, in: The Cambridge History of Africa, Volume 8: From c.1940 to c.1975 Edited by Michael Crowder, Cambridge University Press, 1984, pp.755-810

[10] Thomas Spear, The Oxford Encyclopedia of African Historiography: Methods and Sources, Oxford University Press, 2019 (1734 Pages)

[11]https://global.oup.com/academic/search?cc=tn&lang=en&q=Africa&prevSortField=9&sortField=9&resultsPerPage=20&start=1480

[12] Joseph Ki-Zerbo, General History of Africa. Vo: 1. Methodology and African Prehistory, Unesco, 1981

[13] Vanicléia Silva Santos, General History of Africa. Vol: 10. Africa and its diasporas, Unesco, 2023

[14] Christopher Ehret, Ancient Africa: A Global History, to 300 CE, Princeton University Press, 2023

[15] Frederick Cooper, Africa in world history, in: The Cambridge World History, Cambridge University Press, 2015, pp.556-584

[16] Florence Bernault, « L’Afrique et la modernité des sciences sociales », Vingtième Siècle. Revue d’histoire, 2001/2 no 70, pp.127-138

[17] Jean-Pierre Chrétien, L’invention de l’Afrique des Grands Lacs Une histoire du 20e siècle, Karthala, Paris, 2010, pp.269-288

[18] Guillaume Vadot et Étienne Bourel, « Le travail, les idées et la question sociale dans l’histoire contemporaine de l’Afrique. Entretien avec Frederick Cooper », in: Cahiers d’études africaines (Salariats d’en bas), 2022/1 n° 245-246, pp.41-61

[19] Achille Mbembe, « L’Afrique en Théorie », Traduit de l’anglais par François Ronan-Dubois, Multitudes, 2018/4 n° 73, pp.143-152

[20] https://www.jstor.org/journal/afrieconhist

[21] https://aeh.uwpress.org/

[22] Jacques Brasseul, Histoire économique de l’Afrique tropicale Des origines à nos jours, Armand Colin, Paris, 2016

[23] Daniel Amara Cisse, Histoire économique de l’Afrique noire, L’Harmattan, Paris, 1988 (3 Vol)

[24] Ken Opalo, “A Trumpian Policy for Africa What the Continent Stands to Gain From a Transactional White House”, Foreign Affairs, December 4, 2024

[25] Frederic Wehrey and Andrew S. Weiss, “The Right Way for America to Counter Russia in Africa Help Democracies—and Let Moscow’s Appeal Fade in Autocracies”, Foreign Affairs, July 9, 2024

[26] Comfort Ero and Murithi Mutiga, “The Crisis of African Democracy Coups Are a Symptom—Not the Cause—of Political Dysfunction”, Foreign Affairs, January/February 2024 Published on December 12, 2023

[27] Jeffrey Smith, “Biden Should Ditch Trump’s Tainted Legacy in Africa The administration’s policy is too much talk and too little action”, Foreign Policy, March 4, 2024

[28] Seaver Wang, “Why False Energy Hopes Are Bad for Africa”, Foreign Policy, October 5, 2023

[29] Ashley Ahn, “Demography Is Destiny in Africa”, Foreign Policy, August 26, 2023

[30] aniel C. Bach, « «Les dynamiques paradoxales de l’intégration en Afrique subsaharienne : le mythe du hors-jeu », Revue française de science politique, 1995/6 Vol. 45, pp.1023-1038

[31] Ayrton Aubry, « Invention et réinventions de l’Afrique dans les relations internationales », Revue française de science politique, 2022/4 Vol. 72, pp.600-605

[32] Laurent Lardeux, « Collectifs cosmopolitiques de réfugiés urbains en Afrique centrale Entre droits de l’homme et « droit de cité », Revue française de science politique, 2009/4 Vol. 59, pp.783-804

[33] https://www.unige.ch/ic/files/1814/5986/8149/Chine_Afrique_web.pdf

[34]https://www.unige.ch/medias/application/files/5115/5023/5625/Une_diplomatie_de_leau_au_service__des_Etats_en__Afrique_occidentale.pdf

[35] https://www.jstor.org/journal/afrijpoliscie

[36] https://www.jstor.org/journal/africanrev

[37] The Oxford Encyclopedia of African Politics, by Nic Cheeseman, Oxford University Press, 2020, 3 Vol

[38] Giovanni M. Carbone, « Comprendre les partis et les systèmes de partis africains », Traduit de l’anglais par Annabelle Larouche St-Sauveur, Politique africaine, 2006/4 N° 104, pp.18-37

[39] Frédéric Leriche, « La politique africaine des Etats-Unis : une mise en perspective », Afrique contemporaine 2003/3 n° 207, pp.7-23

[40] Jean-François Bayart, « Quelle politique africaine pour la France ? », Politique africaine 2011/1 N° 121, pp.147-159

[41] Félix Atchadé, « Démographie de l’Afrique subsaharienne : mythe et réalité », La Pensée 2018/4 N° 396, pp.86-96

[42] « L’architecte dans la cité. Réinventer la ville et ses modes d’habiter », Entretien avec Issa Diabaté, Afrique contemporaine 2019/1 N° 269-270, pp.251-269

[43] Igor Cusack, « Cuisines africaines : cuisiner la nation », Politique africaine 2005/4 N° 100, pp.279-301

[44] Pierre Jacquemot, « L’industrialisation en Afrique en question Des désillusions à un nouveau volontarisme », Afrique contemporaine 2018/2 N° 266, pp.29-53

[45] Insa Nolte, “The future of African Studies”, Journal of African Cultural Studies Vol. 31, No. 3 (September 2019), pp. 296-313

[46] Jean-Raphaël Chaponnière, “Continental Drift: Asia and Africa”, Futuribles journal, no.350, mars 2009, ( 22 pages)

[47] Alain Parant, “The world’s population, on course for long-term decline”, Futuribles, 4 October 2024

[48] – لمياء مخلوفي، “إستراتيجية الحزام والطريق الصينية الجديدة وإفريقيا”، مدارات سياسية، المجلد 1، العدد 3، 2017م، ص ص 174-193.

[49] Kenneth Kalu, Foreign Aid and the Future of Africa, springer, 2018

[50] Shingirirai Savious Mutanga, Thokozani Simelane, Munyaradzi Mujuru, Trynos Gumbo, Africa at a Crossroads: Future Prospects for Africa after 50 Years of the Organisation of African Unity/African Union, Africa Institute of South Africa, 2018, pp.1-7

[51] Kathleen R. Smythe, Africa’s Past, Our Future, Indiana University Press, 2015, p.182-224

[52] John W. Forje, The Future of Africa: Reform, Development, Progress or Progressive Decline, Langaa RPCIG, 2020, p.321-368

[53] William G. Martin, “Africa’s Futures: From North: South to East: South?”, Third World Quarterly Vol. 29, No. 2 (2008), pp. 339-356

المصدر: قراءات إفريقية
كلمات مفتاحية: الاستشرافالتأريخالمؤسسات العلمية
ShareTweetSend

مواد ذات صلة

بول بيا.. الحليف الأقوى لـ”إسرائيل” في إفريقيا

الكاميرون على مفترق طرق: انتخابات 2025م بين هيمنة النظام وتصاعُد التحديات الداخلية

مايو 11, 2025
أنغولا تُنهي دورها كوسيط في نزاع شرق الكونغو الديمقراطية

التحديات التي تواجه عملية السلام بين كينشاسا وحركة 23 مارس

مايو 11, 2025
الرئيس الصومالي يتعهد بالقضاء على مقاتلي حركة الشباب خلال عام واحد

الأزمات تحاصر شيخ محمود: كيف باتت الصومال على حافة الهاوية؟

مايو 8, 2025
قراءة تحليلية لمؤشر الحرية الاقتصادية في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء لعام 2025م

قراءة تحليلية لمؤشر الحرية الاقتصادية في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء لعام 2025م

مايو 8, 2025
منظمة منتجي البترول الأفارقة (APPO) (1987- 2025م):  حضور الفكرة وغياب الإرادة

منظمة منتجي البترول الأفارقة (APPO) (1987- 2025م): حضور الفكرة وغياب الإرادة

مايو 7, 2025
مرشّح جيبوتي لرئاسة المفوضية الإفريقية يرفض قبول “إسرائيل” ضمن المنظمة

بين التحديات والآمال… ما الذي ينتظر القيادة الجديدة للاتحاد الإفريقي؟

مايو 7, 2025

ابحث في الموقع

لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
يشغل حاليا

تويتر

Follow @qiraatafrican

الأكثر قراءة (أسبوع)

كوت ديفوار تغلق جميع الاتحادات الطلابية بعد مقتل طالبين ومزاعم بممارسة الاغتصاب والتعذيب

حظر اتحاد “فيسي” الإيفواري.. واتارا يدهس “بيادق” غباغبو على رقعة الحرم الجامعي!

أكتوبر 22, 2024

الأزمات تحاصر شيخ محمود: كيف باتت الصومال على حافة الهاوية؟

مايو 8, 2025

بين التحديات والآمال… ما الذي ينتظر القيادة الجديدة للاتحاد الإفريقي؟

مايو 7, 2025

سياسات ترامب الإفريقية: تهديدات مبدأ “أمريكا أولًا”!

مايو 12, 2025

الاستعمار الأوروبي وجذور التحديات النظامية للدول الإفريقية

مايو 5, 2025

انقسام حكومة الوحدة الوطنية في جنوب إفريقيا: الأسباب والتداعيات

مايو 6, 2025

فيسبوك

‎قراءات إفريقية‎
  • قراءات تاريخية
  • متابعات
  • مكتبة الملفات
  • منظمات وهيئات
  • الحالة الدينية
  • حوارات وتحقيقات
  • أخبار
  • الحالة الدينية
  • المجتمع الإفريقي
  • ترجمات
  • تقارير وتحليلات
  • تقدير موقف
  • ثقافة وأدب

الأقسام

  • المجلة
  • كتاب قراءات
  • الموسوعة الإفريقية
  • إفريقيا في المؤشرات
  • دراسات وبحوث
  • نظرة على إفريقيا
  • الصحافة الإفريقية

رئيس التحرير

د. محمد بن عبد الله أحمد

مدير التحرير

بسام المسلماني

سكرتير التحرير

عصام زيدان

© حقوق الطبع محفوظة لدي قراءات إفريقية. تطوير شركة بُنّاج ميديا.

لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
  • الموسوعة الإفريقية
  • تقارير وتحليلات
  • تقدير موقف
  • دراسات وبحوث
  • ترجمات
  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الأخبار
    • الحالة الدينية
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • مكتبة الملفات
    • منظمات وهيئات
    • نظرة على إفريقيا
    • كتاب قراءات إفريقية

© حقوق الطبع محفوظة لدي قراءات إفريقية بواسطة بُنّاج ميديا.