قالت مجلة “جون أفريك” الفرنسية، إن روسيا تواجه عواقب عسكرية ودبلوماسية قد تعيد تشكيل نفوذها في إفريقيا، ومع انهيار النظام السوري، قد تخسر قواعدها العسكرية في “حميميم” و”طرطوس”، التي تُعد ضرورية لعملياتها في القارة الإفريقية.
واستخدمت روسيا هذه القواعد كمنصات لوجستية لدعم حلفائها في إفريقيا، لا سيما في منطقة الساحل، وليبيا، وجمهورية إفريقيا الوسطى.
وبحسب مراقبين، طالبت موسكو بضمانات أمنية لهذه القواعد من القادة الجدد في دمشق، لكن الوضع لا يزال غامضًا.
وأشار التقرير إلى أن التحركات العسكرية للمعارضة المسلحة حول هذه المواقع قد تشير إلى احتمال فقدان روسيا السيطرة عليها قريبًا، وأضاف: “كانت هذه القواعد بمثابة ميزة استراتيجية لنقل المعدات والقوات إلى إفريقيا، لكن فقدانها قد يُضعف قدرة روسيا على التحرك”.
وأفاد التقرير بأن موسكو قد تلجأ إلى نقل بنيتها التحتية العسكرية إلى ليبيا، وأشار إلى مناقشات حول بناء ميناء عميق وقواعد جوية في طبرق وبنغازي لتعزيز الوجود الروسي في البحر المتوسط، لكن هذه الخطوة تعتمد بشكل كبير على استقرار ليبيا الهش.
وأشار التقرير أيضًا إلى خيار إقامة قاعدة بحرية في ميناء بورتسودان على البحر الأحمر، ورغم الحديث عن اتفاق مع الجنرال عبد الفتاح البرهان، تعرقل الحرب الأهلية في السودان تنفيذ هذا المشروع، مؤكدا أنه في حال نجاح هذه الخطط، قد تتمكن روسيا من تعزيز سيطرتها على الطرق البحرية الاستراتيجية حول قناة السويس، وفق تقديره.
وبحسب “جون أفريك” يمثل سقوط الأسد هزيمة رمزية لروسيا تتجاوز التحديات اللوجستية، فمنذ عام 2015، كان دعم النظام السوري وسيلة لموسكو لإظهار فاعليتها العسكرية أمام حلفائها في إفريقيا.
وقال دبلوماسيون من غرب إفريقيا إن “عدم قدرة روسيا على حماية الأسد يبعث رسالة سيئة لشركائها في منطقة الساحل، الذين يعتمدون عليها لاحتواء التمرد في أراضيهم”، مضيفين أن القادة الأفارقة، الذين يواجهون تهديدات مشابهة لتلك التي واجهها الأسد، قد يعيدون التفكير في مدى موثوقية الشريك الروسي.
ووسط انخراط روسيا في حرب أوكرانيا وحدود قدراتها العسكرية، يظهر عجزها عن حماية حلفائها الاستراتيجيين، وقد يعزز هذا الفشل فكرة أن روسيا قوة هشة؛ ما يحمل تأثيرات كبيرة في نفوذها بإفريقيا، وفق التقرير.