نبه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن السلام والتنمية المستدامة في إفريقيا يواجهان تحديات هائلة، تتراوح بين الفقر والجوع وأوجه عدم المساواة وتغير المناخ والنزاعات والإرهاب وأعباء الديون الساحقة. ودعا إلى تسريع الجهود لإنقاذ أهداف التنمية المستدامة، وتوفير التمويل اللازم للدول الإفريقية، وتعزيز التعاون الدولي لحماية حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب.
جاء ذلك في رسالة بالفيديو موجهة إلى منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، المنعقد في القاهرة يومي الثلاثاء والأربعاء (2 و3 تموز/يوليو 2024).
وبرغم هذه التحديات إلا أن “الطريق إلى الأمام جليّ”، مثلما يقول الأمين العام، مؤكدا أن توفير التمويل ميسور التكلفة وطويل الأجل يشكل وقودا للتنمية. “غير أن العديد من البلدان الإفريقية لا يجد هذا الوقود لدفع مسيرته”. وأكد أن هذه البلدان تحتاج إلى كم هائل من مساعدات تخفيف عبء الديون، وإلى خفض تكاليف الاقتراض، وتوسيع القدرة على الوصول إلى التمويل بشروط ميسّرة.
وقال الأمين العام إن هذا هو السبب وراء دعوته لوضع خطة لتحفيز أهـداف التنمية المستدامة، وإلى تطبيق إصلاحات عميقة في الهيكل المالي العالمي، لكي تتمكن البلدان النامية من الاستثمار في الوظائف والمساواة بين الجنسين والتعليم.
وأكد غوتيريش أننا بحاجة أيضا إلى تحقيق قفزة نوعية في مجال تطوير البنية التحتية من أجل دعم شعوب إفريقيا ونظمها الاقتصادية – بما في ذلك رصد استثمارات ضخمة لتعميم الإمداد بالكهرباء، والانتفاع بالنطاق العريض، وسد الفجوة الرقمية.
وقال: “يجب أن ندعم إمكانات إفريقيا باعتبارها سلة الغذاء في العالم ويجب أيضا أن ندعم طموحها في أن تصبح قوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة – مع كفالة أن تفيد المعادنُ الحيوية الأفارقةَ في المقام الأول”.
الأمين العام أكد أننا نحتاج إلى السلام قبل كل شيء، مشددا على ضرورة تعزيز تعاوننا لحماية حقوق الإنسان، ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وإسكات البنادق في جميع أنحاء إفريقيا – من السودان والقرن الأفريقي، إلى منطقة الساحل، ومنطقة البحيرات العظمى وخارجها.
وقال إن القرار الأخير الذي اتخذه مجلس الأمن سيساعدنا على القيام بذلك، مشيرا إلى أن هذا القرار يدعو إلى دعم عمليات السلام التي يقودها الشركاء الإقليميون، ولا سيما الاتحاد الإفريقي، والتي تستمد ولاياتها من المجلس وتموِّل من الأنصبة المقررة.
ويعقد منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين هذا العام تحت عنوان: “إفريقيا في عالم متغير: إعادة تصور الحوكمة العالمية من أجل السلام والتنمية“.
وقال الأمين العام إن موضوع هذا العام يذكّرنا بالحاجة إلى إعادة بلورة تصوّرٍ للحوكمة العالمية، وإلى إعلاء صوت إفريقيا وقيادتها على المسرح العالمي – بما في ذلك مجلس الأمن وعلى نطاق النظام المالي العالمي. وقال إنه يتطلع إلى قيادة إفريقية قوية وقادرة على التعبير عن مواقفها بصوت مسموع في مؤتمر القمة المعني بالمستقبل الذي سيعقد في سبتمبر في نيويورك.
واختتم أنطونيو غوتيريش رسالته إلى منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين بالقول: “اقتصاد إفريقيا الديناميكي والمتنوع، وتركيبتها السكانية الشابة متنامية التعداد، ومواردها الطبيعية الغنية، كلها عناصر تحمل وعودا هائلة لمستقبل القارة. يمكنكم الاعتماد عليّ للوقوف إلى جانب جميع الأفارقة في تحقيق هذا الوعد العظيم، وتمهيد الطريق نحو مستقبل سلمي ومزدهر ومستدام للجميع”.