إعداد: نشوى عبد النبي
باحثة متخصصة في الدراسات اللوجستية
مقدمة:
مفهوم “الاقتصاد الأزرق” أصبح، بشكل متزايد، منارة الأمل لتحقيق التنمية المستدامة، خاصةً داخل القطاع البحري الشاسع في القارة الإفريقية؛ حيث تمتلك إفريقيا، التي يَحُدّها أكثر من 38 دولة بالمحيطات والبحار، اقتصادًا أزرق يحمل إمكانات غير مُستغلَّة لدفع النمو الاقتصادي وتعزيز الأمن الغذائي ودعم الاستدامة البيئية.
لا يقتصر هذا النطاق الاقتصادي الشاسع على الأنشطة البحرية التقليدية، مثل صيد الأسماك والشحن والسياحة، بل يشمل أيضًا القطاعات الناشئة، مثل: تربية الأحياء المائية، والتكنولوجيا الحيوية البحرية، والطاقة المتجددة، مما يقدّم نهجًا تكامليًّا لإدارة موارد المحيطات.
يُقدِّر الصندوق العالمي للطبيعة قيمة الأصول البحرية الرئيسية بأكثر من 24 تريليون دولار، مما يشير إلى ضخامة إمكانات الاقتصاد الأزرق. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه التوقعات الواعدة، يُواجه قطاع الشحن البحري الإفريقي تحديات كبيرة، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى عدم كفاية آليات التمويل لبناء السفن وإصلاحها، وهي العمود الفقري الأساسي لتحقيق كامل إمكانات الاقتصاد الأزرق. يُعيق النمو في هذا القطاع أيضًا الإفراط في استغلال مصائد الأسماك وتربية الأحياء المائية غير المتطورة، على الرغم من كون الأخيرة أسرع قطاع غذائي نموًّا على مستوى العالم.
وفيما يتعلق بعقبات التمويل هذه، يتم طرح عُمْلة LUMI الرقمية المدعومة بالطاقة المتجددة والذهب كحل مبتكَر؛ حيث توفر عُمْلة LUMI بديلًا تمويليًّا مستقرًّا ومستدامًا، يمكن أن يُغيِّر تمامًا نماذج تمويل بناء السفن والبنية التحتية البحرية في إفريقيا. من خلال الاستفادة من هذه العملة، يمكن للحكومات والقطاعات الخاصة في جميع أنحاء القارة الإفريقية الاستفادة من عُمْلة موحدة، وتعزيز القدرة الاقتصادية على الصمود، وتعزيز التجارة البينية الإفريقية.
يُؤكّد على الحاجة إلى مثل هذه الآليات التمويلية المبتكرة في دعم مشاريع طموحة، مثل إحياء خط بلاك ستار في غانا، وتوسيع مرافق الأحواض الجافَّة عبر القارة. ولا تهدف هذه المساعي فقط إلى تعزيز القدرات البحرية لإفريقيا، ولكن أيضًا إلى تقليل الاعتماد على خدمات الشحن الأجنبية، والتي تسهم في ارتفاع تكاليف الشحن في القارة. إن إمكانات LUMI كخيار تمويلي يمكن أن توفّر الزخم اللازم لدفع هذه المشاريع إلى الأمام، وضمان جدوى استمرارها واستدامتها.
السياق البحري الإفريقي:
تتمتع إفريقيا بموقع إستراتيجي مميز؛ حيث يمتدّ خط ساحلها على مسافة 30.500 كيلو متر على طول المحيطين الأطلسي والهندي، بما في ذلك البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، مما يوفر إمكانات هائلة لصناعة النقل البحري لديها. ومع ذلك، تظل هذه الإمكانات غير مُستغلَّة إلى حد كبير بسبب التحديات النظامية في قدرات بناء وإصلاح السفن.
ووفقًا لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD)، يُعدّ النقل البحري ضروريًّا لإفريقيا؛ حيث يتعامل مع حوالي 92٪ من وارداتها وصادراتها من حيث الحجم. ومع ذلك، تُشكّل الأساطيل المملوكة لإفريقيا أقل من 1.2٪ من الشحن العالمي، مما يُسلّط الضوء على حصة القارة الضئيلة في الأصول البحرية العالمية، وتؤدي ندرة مرافق بناء وإصلاح السفن إلى تفاقم هذا الخلل.
يؤكد تقرير صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) على أن أنشطة بناء السفن تتركز بشكل رئيسي في قارة آسيا؛ حيث تسهم دول مثل الصين وكوريا الجنوبية واليابان بأكثر من 90٪ من إنتاج بناء السفن العالمي. في المقابل، تُعدّ مساهمة إفريقيا ضئيلة، مما يعكس فجوة كبيرة في البنية التحتية البحرية والخبرة الفنية بالقارة، يؤدي هذا النقص في القدرات المحلية لبناء وإصلاح السفن إلى تداعيات اقتصادية بعيدة المدى.
على سبيل المثال، تعتمد العديد من الدول في القارة الإفريقية على خدمات الشحن الأجنبية، مما يزيد من تكاليف الواردات والصادرات ويستنزف العملات الأجنبية. علاوةً على ذلك، يُعيق نقص البنية التحتية لبناء السفن والتصنيع البحري فرص خلق الوظائف وتحقيق النمو الاقتصادي في قطاع النقل البحري.
وفقًا للبنك الإفريقي للتنمية، فإن الاعتماد على خدمات الشحن الأجنبية لا يؤدي فقط إلى ارتفاع تكلفة الواردات والصادرات، بل يؤدي أيضًا إلى خروج كبير للعملات الأجنبية، تُقدَّر بمليارات الدولارات سنويًّا. يضعف هذا الوضع الميزان التجاري للقارة ويعيق جهود تنويع الاقتصاد.
علاوة على ذلك، تؤثر تكاليف الشحن المرتفعة المرتبطة بخدمات الشحن الأجنبية بشكل كبير على أسعار السلع في إفريقيا، مما يسهم في ارتفاع تكاليف المعيشة وممارسة الأعمال التجارية في القارة.
وتُقدر دراسة أجرتها اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لإفريقيا (UNECA) أن خفض تكاليف النقل البحري في إفريقيا بنسبة 10٪ فقط يمكن أن يزيد من حجم التجارة البينية الإفريقية بأكثر من 25٪، مما يسلّط الضوء على الحاجة المُلِحَّة للاستثمار في البنية التحتية والقدرات البحرية بالقارة.
في ضوء تلك التحديات، يُعدّ تطوير صناعة بحرية قوية مدعومة بحلول تمويلية مستدامة ومبتكرة مثل عُمْلة LUMI أمرًا ضروريًّا لتحوّل اقتصاد إفريقيا. يمكن أن يؤدي بناء القدرات المحلية في بناء السفن وإصلاحها إلى تحفيز القطاع البحري في القارة، وتقليل الاعتماد على خدمات الشحن الأجنبية، وإطلاق العنان للإمكانات الهائلة للاقتصاد الأزرق من أجل التنمية المستدامة لإفريقيا.
تحديات تمويل بناء وإصلاح السفن في إفريقيا:
على الرغم من الإمكانات الهائلة للقطاع البحري الإفريقي، تُواجه عملية بناء وإصلاح السفن عقبات كبيرة في مجال التمويل. ومن تلك التحديات:
§ تعقيد المشهد التمويلي: يُواجه تمويل بناء وإصلاح السفن في إفريقيا تعقيدات كبيرة، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى كثافة رأس المال العالية المتأصلة في هذا القطاع والمخاطر الاستثمارية المتصورة. يُشدّد مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD) على حجم الاستثمار الكبير المطلوب للبنية التحتية لبناء وإصلاح السفن، والذي غالبًا ما يصل إلى ملايين الدولارات إن لم يكن مليارات الدولارات. تُشكّل هذه التكاليف الأولية المرتفعة، إلى جانب فترة الاسترداد الطويلة على الاستثمار، تحديًا هائلًا للمستثمرين والمؤسسات المالية المحتملين.
§ المخاطر الاستثمارية المتصورة: تتأثر المشاريع البحرية الإفريقية بشكل خاص بالنظرة العالمية للمخاطر المرتبطة بالاستثمارات البحرية في القارة. يؤدي هذا الإدراك إلى تردُّد البنوك والمؤسسات المالية الأخرى في تقديم التمويل لمشاريع بناء وإصلاح السفن.
§ نظرة السوق إلى القطاع: يسلط البنك الدولي الضوء على أن القطاع البحري في إفريقيا يُنظَر إليه غالبًا من خلال عدسة تقلب السوق، والذي يفاقمه تقلب أسعار السلع والتوترات الجيوسياسية، والتي يمكن أن تؤثر على حجم التجارة البحرية وبالتالي ربحية مرافق بناء وإصلاح السفن. يجعل هذا التقلب الممولين التقليديين، بما في ذلك البنوك ومستثمري الأسهم، مترددين في تخصيص الأموال لهذا القطاع، خوفًا من عائدات غير متوقعة.
§ عدم اليقين التنظيمي: يزيد عدم اليقين التنظيمي من تعقيدات التمويل هذه، يشير تقرير صادر عن المنظمة البحرية الدولية (IMO) إلى المشهد التنظيمي المتطور في الشؤون البحرية العالمية، بما في ذلك المعايير البيئية الصارمة وأنظمة السلامة، التي تستلزم تحديثات وصيانة مستمرة للبنية التحتية البحرية والسفن.
وفي إفريقيا؛ حيث يمكن أن تختلف الأُطر التنظيمية بشكل كبير بين الدول، وربما تخضع لتغييرات متكررة، يقلق الممولون بأن تؤدي المخاطر التنظيمية إلى عرقلة عوائد الاستثمار. وقد أكَّد بنك التنمية الإفريقي أن هذه الفجوات التمويلية تَحُدّ بشدة من قدرة القارة على تطوير بنيتها التحتية البحرية وأسطولها، مما يجعلها تعتمد على مالكي السفن وورش الإصلاح الأجنبية. ولا يؤدي هذا الاعتماد فقط إلى ارتفاع تكلفة الخدمات البحرية، بل يَحُدّ أيضًا من تطوير المهارات والصناعات البحرية المحلية.
تتطلب معالجة هذه التحديات حلول تمويل مُبتكَرة يمكن أن تُخفّف من المخاطر المتصورة وتفتح المجال لتدفقات رأس المال إلى القطاع البحري. ويمكن لأدوات مثل عُمْلة LUMI، التي توفر خيارات تمويل مستقرة ومستدامة مدعومة بالطاقة المتجددة والذهب، أن توفّر الضمان والاستقرار اللذين يبحث عنهما الممولون التقليديون. من خلال الاستفادة من مثل هذه الآليات المُبتكَرة؛ حيث تمتلك إفريقيا القدرة على التغلب على العقبات التي تَحُول دون تمويل صناعة بناء وإصلاح السفن لديها، مما يمهّد الطريق للنمو الاقتصادي وتطوير قطاع بحري مَرِن.
التحديات التي تُواجه تمويل بناء وإصلاح السفن في إفريقيا، مع التركيز على قلة خيارات التمويل، تتمثل في ارتفاع تكلفة رأس المال، وضعف ضمانات القروض، وعدم كفاية الأسواق المالية. مع الأخذ في الاعتبار المخاطر الاستثمارية المتصورة، وعدم اليقين التنظيمي اللذان يسهمان في تعقيدات التمويل. وأخيرًا، تسليط الضوء على إمكانات عُمْلة LUMI كحل تمويلي مبتكَر يمكن أن يساعد في تخفيف هذه المخاطر وجذب الاستثمار إلى القطاع البحري الإفريقي.
التحول الاقتصادي في القطاع البحري:
ظهور عُمْلة LUMI يُبشِّر بعهد تحولي بالنسبة لإفريقيا؛ حيث يُدشّن حقبة جديدة من الاكتفاء الذاتي الاقتصادي والازدهار البحري. هذه العملة المبتكرة، المدعومة بأصول ملموسة من الطاقة الشمسية والذهب، تمثل فرصة لا مثيل لها أمام إفريقيا لتأكيد استقلاليتها في المجال البحري العالمي.
على مدى عقود، أعاق نقص خيارات التمويل المناسبة قدرة إفريقيا على الاستفادة الكاملة من إمكاناتها الهائلة في مجال النقل البحري. وأدى الاعتماد الكبير على خدمات الشحن الأجنبية إلى ارتفاع تكاليف الواردات والصادرات، وعرقلة جهود تنويع الاقتصاد، والإضرار بالقدرة التنافسية التجارية. ومع ذلك، فإن ظهور عُمْلة LUMI يوفر بارقة أمل جديدة للمستقبل. وتعد عُمْلة LUMI، المدعومة بسلة من الأصول الثابتة مثل الطاقة الشمسية والذهب، نهجًا مبتكرًا لتمويل مشاريع بناء وإصلاح السفن. من خلال تسهيل حصول القطاع الخاص على قروض بفائدة صفرة وتقديم حُزَم تحفيزية، يمكن أن يطلق العنان لإمكانات النمو الهائلة في القطاع البحري الإفريقي.
عن طريق تسهيل قروض بدون فوائد للقطاع الخاص وتقديم حزم تحفيزية، تُمكِّن عُمْلة LUMI إفريقيا من الاستفادة من أصولها البحرية الإستراتيجية، وإعادة تنشيط صناعة بناء وإصلاح السفن، والحد من الاعتماد على خدمات الشحن الخارجية. مع الهدف الطموح للبنك المركزي الإفريقي للدياسبورا، والمتمثل في ضخ أكثر من 100 تريليون دولار في اقتصاد القارة بحلول عام 2063م؛ فإن عُمْلة LUMI تُمكّن إفريقيا من الريادة في صناعة النقل البحري العالمية، وتعزيز القدرة التنافسية التجارية، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام.
تُشجّع العُملات الحكومية في جميع أنحاء إفريقيا على الاستفادة من آلية التمويل بدون فوائد المقدمة من عُمْلة LUMI لخوض مشاريع بحرية طموحة يمكنها تعزيز قدرات القارة في مجال بناء وإصلاح السفن. يهدف هذا الضخ المالي الضخم إلى تعزيز القدرة التنافسية التجارية وزيادة كفاءة الخدمات اللوجستية البحرية وضمان نمو اقتصادي مستدام. من خلال الاستفادة من أصولها البحرية الإستراتيجية، ويمكن لإفريقيا تحسين موقعها بشكل كبير في النظام التجاري العالمي، والاستفادة من زيادة حجم التجارة وتنوع المنتجات المصدرة وتحسين خدمات الشحن. وبذلك، يمكن لإفريقيا تحسين بنيتها التحتية البحرية وتعزيز قدرتها التجارية وخلق صناعة بحرية مستدامة ومعتمدة على نفسها.
إنجازات وتوقعات مستقبلية للقطاع البحري الإفريقي:
ظهرت عُمْلة LUMI، التي أصدرها AFRICAN DIASPORA CENTRAL BANK (ADCB)، كأداة مالية ثورية تَعِد بإعادة تعريف المشهد الاقتصادي لإفريقيا.
ترتكز عُمْلة LUMI على أصلين مهمين؛ هما الطاقة الشمسية المتجددة والذهب، مما يجعلها بديلًا مستقرًّا ومستدامًا للعملات الورقية التقليدية. وتتغلب عُمْلة LUMI على التحديات الحرجة المتمثلة في ارتفاع متطلبات رأس المال والمخاطر المتصورة في قطاع الاستثمارات البحرية عن طريق ما يلي:
§ النهضة الاقتصادية من خلال عُمْلة LUMI، تمثل القارة الإفريقية موطنًا لإمكانات هائلة في مجال الطاقة الشمسية؛ حيث يُقدّر البنك الدولي إمكاناتها بأكثر من 1000 جيجاوات، بالإضافة إلى احتياطيات كبيرة من الذهب؛ حيث تحتل غانا المرتبة الأولى كأكبر مُنتِج في عام 2019م بحوالي 142.4 طن. تُشكّل هذه المقومات الأساس القوي لقيمة عُمْلةLUMI . لا يوفر هذا الأساس الإستراتيجي مجرد حماية ضد تقلبات السوق فحسب، بل يتماشى أيضًا مع أهداف التنمية المستدامة، مما يجعل العملة منارة للتقدم بالنسبة للقارة.
§ تمويل الابتكار والاستدامة في القطاع البحري الإفريقي، عُمْلة LUMI ليست مجرد أداة لتحويل قطاع النقل البحري الإفريقي فحسب، بل هي أيضًا المُحرّك الذي يدفع القارة نحو مستقبل أكثر استدامة.
§ تجاوز عُمْلة LUMI الحدود وإثارة الاهتمام العالمي، لم يقتصر تأثير عُمْلة LUMI على إحداث ضجّة داخل القارة الإفريقية فحسب، بل تجاوزه ليشمل اهتمامًا عالميًّا متزايدًا بإمكاناتها التحويلية.
§ تعزيز التعاون الاقتصادي الدولي من خلال التحالفات، تتجاوز تأثيرات عُمْلة LUMI مجرد توفير خيارات تمويل مبتكرة، فهي تظهر كنموذج للتعاون الدولي والتنمية المستدامة.
§ جسر نحو الانخراط العالمي والاندماج، تتخطى تأثيرات عُمْلة LUMI حدود القارة الإفريقية، إذ تشهد العملة اهتمامًا متزايدًا على الصعيد العالمي؛ حيث تجري مناقشات حالية مع دول مختلفة (غانا وليبريا ونيجيريا ودبي وتركيا والهند وماليزيا) لدمج عُمْلة LUMI في أنظمتها الاقتصادية، مما يعكس اعترافًا عالميًّا متزايدًا بدورها كأداة مالية مستقرة ومستدامة. ويمكن أن يفتح اعتماد عُمْلة LUMI مِن قِبَل دول جديدة قنوات جديدة للتجارة والاستثمار، مما يُعزّز النمو الاقتصادي للجميع.
ختامًا:
للاستفادة حقًّا من الإمكانات التحويلية لصناعة النقل البحري الإفريقية؛ يتعين تبنّي آليات تمويل مبتكرة تتوافق مع احتياجات وتطلعات هذا القطاع المميزة. وتبرز عُمْلة LUMI كمنارة أمل في هذا السياق، حيث تقدم حلًّا قويًّا يجمع بين الاستقرار والشمول والالتزام بالنمو المستدام. إنها أكثر من مجرد عُمْلة؛ إنها مفتاح لاستكشاف قدرات إفريقيا البحرية، وتمكين القارة من رسم مسار نحو الاكتفاء الذاتي والريادة على المسرح العالمي. إن اعتماد عُمْلة LUMI لتمويل بناء السفن وإصلاحاتها ليس مجرد قرار اقتصادي، بل خطوة إستراتيجية نحو ضمان مستقبل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.
ويمكن للومي أن يكون لها تأثير كبير على التجارة والاستثمار في إفريقيا، خاصةً عندما نضعها في سياق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA)، في حين أن التجارة العالمية قد شهدت نموًّا مطردًا، إلا أن العملات الرقمية الحالية مثل Bitcoin تعاني من تقلبات كبيرة في الأسعار، مما يجعلها غير عملية إلى حدٍّ ما للاستخدام التجاري واسع النطاق. هنا يبرز دور اللومي؛ حيث تسعى العملة المدعومة بالذهب والطاقة الشمسية إلى توفير بديل أكثر استقرارًا للعملات الرقمية الأخرى.
إن نجاح هذه عُمْلة LUMI يعتمد بشكل كبير على قدرة القارة على تعزيز بنيتها التحتية وخدماتها البحرية من خلال:
1. تعزيز قدرات النقل البحري الإفريقية؛ حيث يمكن لعملة LUMI أن تسهّل التجارة بين الدول الإفريقية وكذلك مع الأسواق العالمية، مما يخلق فرصًا تجارية جديدة.
2. زيادة النمو في قطاع النقل البحري، والذي سيؤدي إلى خلق فرص عمل جديدة في جميع المجالات ذات الصلة، وتعزيز نمو الاقتصاد الأزرق في إفريقيا.
3. دمج عُمْلة LUMI في التمويل الأخضر، يمكن أن يدعم تطوير صناعة نقل بحري أكثر استدامة في إفريقيا، مما يعزّز جهود القارة نحو حماية البيئة.
لقد حان الوقت للاستفادة من إمكانات عُمْلة LUMI الواعدة لتغذية الطموحات البحرية الإفريقية، ودفع إفريقيا نحو مستقبل لا تكتفي فيه بالمشاركة في صناعة النقل البحري العالمية، بل تقودها بريادة وابتكار وقدرة على الصمود، مع التزام راسخ بالاستدامة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع:
- Albert Derrick Fiatui & David King Boison, Revitalizing Africa’s Blue Economy Future: Is LUMI the key to unlocking finance for shipbuilding and repairs? 22 Fep 2024, https://2u.pw/8x6rUp8d
- Albert Derrick, Is LUMI the key to unlocking Africa’s potential beyond aid dependency? 7 Fep 2024, https://2u.pw/QJ2psWN1
- David King Boison, The implications of the Lumi Currency on regional stability and development in Africa, 20 Jan 2024, https://2u.pw/U7YAxauG
المصدر:
قراءات إفريقية