شهد الرئيس الجنوب إفريقي، سيريل رامافوزا، الأربعاء انطلاق أول شحنة لبلاده في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.
وجرت مراسم الإطلاق في ديربان، على هامش الاجتماع الـ14 الذي يعقده مجلس وزراء منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية في هذه المدينة الساحلية.
وستستعرض الدورة العادية الـ38 لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، خلال اجتماعهم السنوي في فبراير المقبل، التقدم المنجز حتى الآن في تنفيذ منطقة التجارة الحرة الإفريقية.
ومن المتوقع أن يؤدي تنفيذ اتفاقية التجارة بنجاح إلى تنويع الصادرات والرفع من القدرة الإنتاجية وتسريع النمو وزيادة الاستثمار وفرص العمل والدخل وتوسيع الشمول الاقتصادي في جنوب إفريقيا وبقية القارة.
وصرح رامافوزا، الذي شهد إرسال أول شحنة سلع من جنوب إفريقيا إلى دول أخرى في منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، أن ذلك يدل على أن هذه المنطقة أصبحت واقعا ملموسا.
ولاحظ أن “الدول الإفريقية تتعامل تجاريا مع بقية العالم لكن تجارتنا البينية محدودة. والسبب في ذلك واضح: فنحن مصدرون رئيسيون للمواد الخامة، نبيع الصخور والسائل الأسود (النفط) إلى العالم، بدلا من استغلال نفطنا والمعادن لتصنيع قارتنا. علينا تغيير ذلك”.
ورحب الرئيس الجنوب إفريقي بوزراء التجارة الأفارقة “الذين يحق لهم الاحتفال بالعمل الذي ساهموا فيه”. وأوضح أن “منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية تتيح أكبر منطقة تجارة حرة في العالم من حيث عدد الدول، ولديها القدرة على إحداث تغيير جذري وفرص هائلة للاقتصاديات والشركات الإفريقية. إنها تعزز القدرات الإنتاجية في إفريقيا، وتضيف قيمة أكبر لمنتجاتنا وتُنوع التجارة خارج السلع التقليدية”.
وضرب رامافوزا على ذلك مثلا بسلسلة القيمة التي تتطور في صناعة السيارات ببلاده، موضحا أن “شركات السيارات الجنوب إفريقية تستورد مقاعد السيارات من مصنع في ليسوتو يعمل فيه ألف عامل، وأسلاك الكهرباء من بوتسوانا في مصنعين يعمل بهما عدة آلاف من العمال. وتستورد سلك النحاس من زامبيا، والمطاط من الكوت ديفوار ونيجيريا ومالاوي وغانا والكاميرون، ومكونات دفة القيادة من تونس. ويتم تركيب كل ذلك في السيارات التي تصدرها جنوب إفريقيا إلى أنحاء أخرى من العالم”. وأضاف الرئيس الجنوب إفريقي أنه مع تحول العالم إلى الصناعة الخضراء، “فإن إفريقيا في موقع جيد لاستخدام معادننا الهامة لدفع التصنيع في القارة”.