بسمة سعد
باحثة في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية- مؤسسة الأهرام- مصر
باتت مواقع التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي لغة العصر، وإحدى أدوات تعزيز العولمة التي تجاوزت الحواجز المادية، وتمكنت من الربط بين الشعوب والبلدان؛ حتى مع بُعْد المسافات واختلاف الثقافات والحضارات واللغات، وغيرها من الفوارق المتنوعة؛ مثلما أصبحت أداة فعالة في تحقيق التنمية والنمو، وكذلك أداة مهمة في تعزيز الوعي، ومنصَّة للتعبير عن الرأي، وكذلك للاحتجاج وممارسة الرقابة الشعبية.
لكن في الوقت نفسه تُعَدّ مواقع التواصل الاجتماعي سلاحًا ذا حدَّيْن يتحدَّد الهدف منه وفقًا للأطراف النشطة عليها، وما تسعى لتحقيقه من خلالها، فمثلما هي أداة للوعي فهي أداة كذلك لنشر الشائعات والمعلومات المغلوطة، وكذلك للتحريض على العنف والاحتجاجات، بدلًا من التعبير عن الرأي عبر الأُطُر السلمية، كما أنها باتت أداة فعَّالة مِن قِبَل الجماعات الإرهابية لنشر أفكارها ومعتقداتها، وساحة افتراضية مناسبة وفعَّالة للتجنيد، وكذلك للإعداد والتخطيط لتنفيذ الهجمات الإرهابية.
وفي منطقة غرب إفريقيا، شهدت عددٌ من دُوَل المنطقة عدَّة هجمات إرهابية تعكس تنامي النشاط الإرهابي في مناطق نفوذ جديدة، بخلاف منطقة الساحل الإفريقي (النفوذ التقليدي)، وهو ما دفع للتساؤل؛ هل تلعب مواقع التواصل الاجتماعي دورًا في تصاعد الإرهاب في منطقة غرب إفريقيا؟
تسعى الدراسة للإجابة عن هذا التساؤل عبر تناول حدود العالم الافتراضي في منطقة غرب إفريقيا من شبكة إنترنت وتغطية من الهاتف المحمول، كمحددات رئيسية لمدى التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، ناهيك عن مناقشة كيفية توظيف الجماعات الإرهابية لهذه المواقع لتحقيق أهدافها، ومستقبل الإرهاب الإلكتروني في المنطقة.
أولًا: حدود العالم الافتراضي في غرب إفريقيا
على الرغم من القدرات والموارد الهائلة التي تتمتع بها إفريقيا جنوب الصحراء التي تُؤهّلها لأن تصبح من أغنى المناطق حول العالم وأحد بلدان العالم الأكثر تقدمًا، إلا أنها لا تزال تفتقر إلى الكثير من عناصر التقدم والتنمية في عصرنا الحالي، بل وأبرزها؛ وهو الاتصال بشبكة الإنترنت وتوفير خدمات التليفون المحمول؛ حيث إن هناك 47% من سكان العالم بما يعادل نحو 21 مليون نسمة، غير متصلين بشبكة الإنترنت في العام 2020م، يتمركزون في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، كما تزيد فجوة التغطية في المنطقة عن ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي([1])، وهو ما يُفسِّر سبب احتلال دول غرب إفريقيا([2]) المراتب المتأخرة في التصنيف العالمي للبنك الدولي فيما يتعلق بالاتصال بشبكة الإنترنت، باستثناء كوت ديفوار الأقرب إلى المتوسط العالمي، والسنغال التي زادت التغطية فيها من 66% إلى 98% بين عامي 2015 و2020م([3]).
لكن على الرغم من ذلك، صُنِّفت منطقة غرب إفريقيا في العام 2021م من بين أفضل 3 مناطق ذات معدل انتشار عالٍ للإنترنت بنسبة 42٪([4])، كما احتلت منطقة غرب إفريقيا المرتبة الثانية على مستوى القارة في معدل النمو في استخدام الإنترنت خلال الفترة من العام 2020م حتى العام 2021م بنسبة 17.2%، بعد منطقة وسط إفريقيا التي سجّلت معدل نمو 21.3%([5])، بينما بلغت نسبة مستخدمي الإنترنت في وسط إفريقيا حتى يناير 2022م نحو 24%. فعلى سبيل المثال، بلغ معدل انتشار الإنترنت في كوت ديفوار نحو 36.3٪ من إجمالي السكان في بداية عام 2022م، بعدما زاد عدد مستخدمي الإنترنت بمقدار 248 ألفًا (+2.6 بالمائة) بين عامي 2021م و2022م([6])، كما زاد متوسط سرعة اتصال الإنترنت عبر الهاتف المحمول بمقدار 1.04 ميغابايت في الثانية (+12.5 بالمائة)، بينما زادت سرعة الاتصال بالإنترنت الثابت بنسبة 22.60 ميغابايت في الثانية (+231 بالمائة)، وذلك حتى بداية عام 2022م، وهو ما يُشير إلى أن منطقة غرب إفريقيا سجّلت ارتفاعًا سريعًا في استخدام الإنترنت.
وتتصدر نيجيريا قائمة أكبر عدد من مستخدمي الإنترنت في القارة الإفريقية بواقع 109.2 مليون مستخدم للإنترنت في يناير 2022م، بمعدل انتشار بلغ 51% من إجمالي السكان، بينما احتلت غانا المرتبة الثامنة بواقع 16.99 مليون مستخدم في يناير 2022م، بمعدل انتشار 53% من إجمالي السكان([7]).
وبما أن الهاتف المحمول هو الوسيلة الأنسب والأفضل لغالبية سكان الدول النامية بما في ذلك دول إفريقيا جنوب الصحراء، لاستخدام الإنترنت بدلًا من الإنترنت الثابت([8])، فلقد أظهر تقرير GSMA Intelligence أن عدد المشتركين في الهاتف المحمول بلغ 46% في إفريقيا جنوب الصحراء، في حين بلغ معدل استخدام الهواتف الذكية 64% حتى نهاية العام 2021م([9]).
كما حصلت إفريقيا وآسيا على النصيب الأكبر من عدد زيارات صفحات الويب عبر الهاتف المحمول؛ حيث إن 73% من عمليات التصفح على الإنترنت في القارة تمَّت من خلال الهاتف المحمول، لكن في الوقت نفسه تحتل إفريقيا مرتبة متأخرة في تغطية الهاتف المحمول؛ حيث إن حوالي 19% من إجمالي السكان في العام 2020م لا يمتلكون هاتفًا محمولًا([10]).
ولقد نما استخدام واعتماد دول غرب إفريقيا على الهاتف المحمول بسرعة بالغة خلال الفترة الأخيرة، لا سيما مع اتّساع نطاق شبكات الهاتف المحمول ليشمل المجتمعات المُهَمَّشَة؛ حيث أوضَح آخر تقرير صادر عن GSMA Intelligence حول اقتصادات الهاتف المحمول في غرب إفريقيا لعام 2019م، أنَّ هناك نحو 185 مليون مشترك لخدمة الهاتف المحمول في غرب إفريقيا حتى نهاية العام 2018م، بزيادة قدرها 10 ملايين مشترك تقريبًا عن العام السابق، وأنه بحلول العام 2025م، سيصل عدد المشتركين إلى 248 مليون مشترك، مما سيرفع نسبة المشتركين إلى 54٪، مقارنة بـ48٪ بنهاية عام 2018م، والتي ستكون مدفوعة بالأساس بارتفاع نسبة الشباب في مجتمعات غرب إفريقيا التي يُمثل فيها من تقل أعمارهم عن 18 عامًا أكثر من 40% من سكان المنطقة([11]).
The Mobile Economy West Africa 2019, GSMA,2019 .https://www.gsma.com/mobileeconomy/wpcontent/uploads/2020/03/GSMA_MobileEconomy2020_West_Africa_ENG.pdf
كما أوضح التقرير أن صناعة الهاتف المحمول في غرب إفريقيا تتطور بشكل سريع، مع تزايد اعتماد الهواتف الذكية والخدمات الرقمية الجديدة؛ حيث إن الهواتف الذكية باتت في متناول الغالبية وأن اتصالاتها شكَّلت نحو 38% من إجمالي الاتصالات حتى نهاية عام 2018م، ومن المتوقع ارتفاعها إلى ما يقرب من 70٪ بحلول عام 2025م([12]).
كما أنه تمت تغطية منطقة غرب إفريقيا في العام 2018م بشبكة 4G بنسبة 35%، تصدرت خلالها كل من غانا ونيجيريا دول المنطقة بنسبة بلغت 53.2% و51% على التوالي([13])، وهي نسبة من المؤكد أنها سجلت ارتفاعًا خلال العام 2022م. وخلال الفترة (2019- 2020م) اتجهت دول غرب إفريقيا، مثل بنين وغينيا ومالي ونيجيريا لتوسيع تغطية شبكتهم من الجيل الثالث والرابع لتسجل المنطقة زيادة من 76٪ إلى 81٪، ومن 41٪ إلى 51٪ على التوالي، مما ساهم بشكل رئيسي في رَفْع حجم تغطية إفريقيا جنوب الصحراء بشكل عام من شبكة الإنترنت وانخفاض فجوة التغطية بمقدار خمس نقاط مئوية خلال نفس الفترة، وارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت في المنطقة إلى أكثر من ربع السكان أي حوالي 28٪، بما يُعادل أكثر من ضعف مستوى الاستخدام في العام 2014([14]).
وتصدرت نيجيريا قائمة الدول الإفريقية التي لديها أكبر عدد من الهواتف المحمولة بواقع 199.6 مليون هاتف محمول حتى مارس 2022م، وفقًا للجنة الاتصالات بدولة غرب إفريقيا (NCC)([15])، في حين احتلت غانا المرتبة التاسعة بموجب 44.9 مليون هاتف محمول حتى بداية عام 2022م، بما يعادل 140% من سكانها البالغ عددهم 32 مليون نسمة، يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت منهم 16.99 مليون بما يُعادل 53%([16]).
Source: West Africa: Payment Trends and Popular Payment Methods, thunes, June 27, 2022.
https://www.thunes.com/cross-border-payments-west-africa/
أما فيما يتعلق بمدى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في غرب إفريقيا، فقد سجّلت منطقة غرب إفريقيا المرتبة الثالثة في معدل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة 16% في العام 2021م([17])، وهي ذات النسبة التي كشف عنها تحليل عام 2022م للاستخدام الإقليمي لوسائل التواصل الاجتماعي في منطقة غرب إفريقيا([18]). كما يكشف التوزيع النوعي لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في العام 2022م أن الرجال يستخدمون هذه المواقع بنسبة 73%، بينما تستخدم النساء هذه المواقع بنسبة 46%([19]).
كما تحتل نيجيريا صدارة دول العالم في قائمة البلدان الأكثر استخدامًا لمواقع التواصل الاجتماعي؛ وذلك بقضاء نحو 3 ساعات و42 دقيقة في المتوسط كل يوم، بينما تحتل غانا المرتبة الثالثة عقب جنوب إفريقيا في معدل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بمتوسط 3 ساعات و20 دقيقة في اليوم الواحد، وفقًا للتقرير الرئيسي لمؤشر الويب العالمي حول أحدث الاتجاهات في وسائل التواصل الاجتماعي. والذي أوضح كذلك أن WhatsApp يُعدّ أكثر وسيلة من وسائل المراسلة شعبية في إفريقيا([20]).
شكل(1): يوضح عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة لإجمالي عدد السكانSource: Dave Chaffey, Global social media statistics research summary 2022, smart insights, 22 Aug 2022. https://www.smartinsights.com/social-media-marketing/social-media-strategy/new-global-social-media-research/
فعلى سبيل المثال، بلغت نسبة مستخدمي مواقع لتواصل الاجتماعي في كوت ديفوار نحو 23.4% من إجمالي عدد السكان حتى يناير 2022م، وأنه خلال الفترة (2021- 2022م) زاد عدد المستخدمين بمقدار 500 ألف (+8.5%)([21])، في حين بلغت نسبة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في توجو حتى يناير 2022م نحو 11.2% من إجمالي عدد السكان، وذلك بعدما ارتفع عدد المستخدمين خلال الفترة (2021 – 2022م) بمقدار 67 ألفًا (+7.5 بالمائة)([22]).
وفي السنغال، بلغت نسبة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي نحو 22.1% من إجمالي عدد السكان حتى يناير 2022م([23])، بينما بلغت في بوركينا فاسو نحو 10.1% من إجمالي عدد السكان، بعدما سجلت البلاد ارتفاعًا في عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي خلال الفترة (2021- 2022م) بمقدار 201 ألف (+10.%)([24]). وفي بنين، بلغت نسبة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي نحو 13.2% من إجمالي السكان حتى يناير 2022م، بعدما سجلت البلاد ارتفاعًا في عدد المستخدمين خلال الفترة 2021- 2022م بمقدار 60 ألفًا (+3.8 في المائة)([25])، وهو ما يُشير بشكل عام للنمو السريع في عدد مستخدمي هذه المواقع في منطقة غرب إفريقيا.
ثانيًا: توظيف الجماعات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي في غرب إفريقيا
مع الانتشار الواسع النطاق والتأثير للإنترنت والهاتف المحمول وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، وكذلك التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ مثل Facebook وWhatsApp وYouTube وTwitter وغيرها، عملت الجماعات الإرهابية على اختراق العالم الفضائي لمواقع التواصل الاجتماعي؛ وكثيرًا ما تمكنت تلك الجماعات من توظيف أحدث التقنيات لتحقيق أهدافها كاستخدام برامج التشفير المعقدة للاتصالات، وتغيير ألعاب الكمبيوتر لتقديم نماذج محاكاة لهجماتها الإرهابية. ومن ثم، فإن توظيف هذه الجماعات لمواقع التواصل الاجتماعي يُعدّ تطورًا طبيعيًّا لمواكبة التقدم التكنولوجي، لا سيما في ظل ما تقدمه مواقع التواصل الاجتماعي من مزايا عدة، أولها؛ أنها تمنح للجماعات الإرهابية ميزة الاستخدام المجاني لشبكة الإنترنت وتحميل المحتوى بدون تكلفة تُذْكَر([26]).
أما بالنسبة لثاني المزايا التي توفرها مواقع التواصل الاجتماعي للجماعات الإرهابية، فهي أن هذه المواقع توفّر ميزة التحكم في الوصول للصفحة، وتحديد طبيعة الجمهور المستهدف، بدلًا من أن تكون الصفحة متاحة للعامة، كما يجب على مالك الصفحة الموافقة على طلب شخص ما للوصول أو دعوته للانضمام إلى الصفحة، بالإضافة إلى أنه يُمكن للمالك مراقبة المحتوى المنشور على الصفحات والتحكم في آلية الوصول إليه، ثالثها؛ أنها توفّر مساحة مناسبة وفريدة للجماعات الإرهابية لطرح معتقداتهم الفكرية، وجذب المتعاطفين معهم والساخطين على سياسات الحكومات الإفريقية، وهو ما يجعل من مواقع التواصل الاجتماعي بمثابة مُحفّز لدورة حياة التطرف والإرهاب، وكذلك حلقة وصل بين الإرهابيين الحاليين والجدد المستهدفين من فئة المتعاطفين والداعمين لفكر الجماعات الإرهابية، وبالتالي ساهمت هذه المواقع في اختزال عملية التطرف والتجنيد من عدة شهور إلى أسابيع بل وأيام([27]).
علاوةً على ذلك، باتت مواقع التواصل الاجتماعي منصة وأداة رئيسية للمشاركة في عمليات الحوكمة والتعبير عن الرأي، وكذلك الاحتجاج في منطقة أحرزت دولها تقدُّمًا في بعض جوانب العملية الديمقراطية، بما في ذلك سيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان، وحرية الإعلام، والانتخابات النزيهة([28])، وهو ما انعكس في حملة #BringBackOurGirls النيجيرية التي أُطلقت بهدف إطلاق سراح 276 فتاة في مدرسة Chibok اختطفتهن جماعة “بوكو حرام” في نيجيريا في العام 2014م، ولاقت اهتمامًا عالميًّا([29])، وبالتالي أصبحت هذه المواقع بمثابة قياس حيوي لنبض الشارع الإفريقي ومرآة عاكسة لتفاعلات المواطنين مع الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية للدولة، وآليات الحكومات الإفريقية في التعامل مع الأزمات، وبالتالي بيئة افتراضية خصبة لاستقطاب القوى المعارضة، بل والساخطين على الحكومات الإفريقية الباحثين عن مسارات بديلة لتحقيق مطالبهم الاقتصادية والسياسية، في ظل استعراض هذه الجماعات لقدراتها العسكرية، وما نفَّذته من هجمات ضدّ القوات الأمنية والعسكرية، في محاولة لإبراز عجز وضعف الحكومات في الدفاع عن مواطنيها. بمعنى آخر، توظيف الجماعات الإرهابية للمظالم المحلية عبر الفضاء الإلكتروني، هذا إلى جانب كون هذه المواقع أداة للتواصل والتنسيق مع باقي الجماعات الإرهابية؛ سواء في الإقليم نفسه أو خارجه، وكذلك لحشد الأموال ودعم خزينة الجماعة.
ومن الجدير بالذكر، أنه مع اتّساع نطاق تغطية الهاتف المحمول وشبكة الإنترنت وتطور شبكات الاتصال سجَّلت دول منطقة غرب إفريقيا ارتفاعًا في حجم المدفوعات الرقمية التي تتم معالجتها عن طريق تحويل الأموال عبر الهاتف المحمول. ففي كوت ديفوار، تُدفَع معظم رسوم المدارس الثانوية عبر الهاتف المحمول، وفي بنين، امتلك أكثر من 74٪ من السكان البالغين في العام 2018م حسابًا مصرفيًّا عبر الهاتف المحمول، بينما بلغ عدد الذين يمتلكون حسابًا مصرفيًّا عبر الهاتف المحمول في كلّ من توغو وكوت ديفوار حوالي 70٪، كما سجلت التحويلات الدولية المرسلة والمستلمة من وإلى دول المنطقة عبر الهاتف المحمول ارتفاعًا ملحوظًا بلغت نسبته 48٪ في العام 2021م، لتصل إلى 16 مليار دولار([30])، وهو ما يُتيح المجال أمام تعاظم تأثير الحسابات التابعة للجماعات الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي وتنامي نشاطها وتأثيرها، ومِن ثَمَّ توظيف التطور التكنولوجي لدول المنطقة في تمويل الجماعات الإرهابية.
ولقد أشار أحد تقارير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول اتجاهات توظيف مواقع التواصل الاجتماعي مِن قِبَل حركة الشباب الصومالية وجماعة “بوكو حرام” وولاية “داعش” في غرب إفريقيا في ست دول إفريقية (الكاميرون، الصومال، تشاد، كينيا، نيجيريا، السودان، وأوغندا)، إلى أن جماعة “بوكو حرام” اتجهت لاستخدام منصات مواقع التواصل الاجتماعي منذ العام 2015م، بما في ذلك You Tube وTwitter وFacebook لنشر رسائلها. وفي تقرير حديث لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي جاء تحت عنوان ” A tool for terrorism Exploring how ISIL, al-Shabaab and Boko Haram use social media in Africa “، أكد أن استراتيجية ولاية داعش في غرب إفريقيا في توظيف مواقع التواصل الاجتماعي تُعَدّ الأكثر تطورًا، مقارنةً بحركة الشباب وجماعة “بوكو حرام”، وأن الجماعة تُفضّل التجنيد الشخصي عبر الإنترنت للمقاتلين الأجانب، والنساء والأطفال من خلال تقديم صورة ساحرة للحياة في دولة “الخلافة”([31]).
كما يفضل أعضاء الجماعة التواصل على موقع تليجرام؛ حيث تمَّ رصد أكثر من 50 حسابًا على Facebook و Telegram لولاية داعش في غرب إفريقيا، في ظل ضَعْف آليات الرقابة على المحتوى الإرهابي والحسابات التابعة لهذه الجماعات في إفريقيا؛ مثلما ورد على لسان الباحث في معهد توني بلير للتغيير العالمي” بولاما بوكارتي”([32]).
أما فيما يتعلق باستراتيجية جماعة “بوكو حرام” في توظيف مواقع التواصل الاجتماعي؛ فقد هدفت الجماعة من بثّ مقاطع الفيديو الدعائية إلى تخويف النيجيريين، وإقناع المجندين المحتملين، وكذلك إقناع الفتيان والفتيات بعقيدتها وأفكارها، وتجنيدهم كمفجرين انتحاريين ومقاتلين، وترسيخ الإيمان في نفوسهم بمهمة الجماعة لإقامة خلافة إسلامية في نيجيريا([33]).
كما أوضح تقرير الأمم المتحدة الإنمائي، أن استخدام الجماعة لهذه المواقع ليس بالأمر المعقّد وليس بذات الكفاءة والجودة التي تميزت بها منشورات ولاية داعش في غرب إفريقيا وحركة الشباب، وأن الاستخدام المتزايد لمواقع التواصل الاجتماعي من قبل الجماعة، كان متأثرًا بسرعة الوصول واستخدام الإنترنت في جميع أنحاء نيجيريا، وأن المحتوى الإعلامي للجماعة على هذه المواقع ينصبّ على استعراض ونقل ما تنفذه من هجمات([34]).
فعلى سبيل المثال، أنشأت جماعة “بوكو حرام” في يناير 2015م، أربعة حسابات مميزة على تويتر باسم “العروة الوثقى”، تمكنت من اكتساب 4000 متابع في غضون أيام، قامت بمشاركة صور للتدريب العسكري لعدد من الأطفال (أشبال) الذين يُنظَر إليهم على أنهم “جيل الغزو والنصر”، إلى جانب نشر رابط فيديو عبر نفس الحساب يحتوي على أعضاء مختلفين في التنظيم الإرهابي يقدّمون تفسيرات حول الدوافع للانضمام إلى “بوكو حرام”([35]). ولا يزال هناك متابعة مِن قِبَل الكثير من المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصةً موقع اليوتيوب بمنشورات جماعة “بوكو حرام” ومُؤسّسها محمد يوسف، وجدت شركات التكنولوجيا في منشوراتها فرصة لنشر إعلانات مدفوعة الأجر تزيد من عائدات هذه الشركات([36]).
وبالنظر إلى جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة، فلقد تواجدت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين على وسائل التواصل الاجتماعي عبر كتيبة “ماسينا” التي تتفوق في استخدام وتوظيف مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما واتساب وفيسبوك وتليجرام، للإعداد لتنفيذ هجمات ضد القوات المالية وقوات مجموعة الساحل الخمس، ونشر ما نفّذته من عمليات إرهابية([37])، والاحتفاء بأعضائها الذين تَصِفهم بـ”الأخيار” كنشرها صُور الانتحاريين الذين نفَّذوا هجومًا على مطار تمبكتو في عام 2018م([38])، مما أكْسَبَها حضورًا كبيرًا، في حين تَستخدم جماعة أنصار الدين تليجرام لتصوير نفسها على أنها المنافس الرئيسي للحكومة في مالي([39]).
ومِن ثَم، فإنه إلى جانب نشاط الجماعات الإرهابية في العالم المادي؛ أبدت هذه الجماعات تفوقًا كبيرًا في توظيف مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق أهدافها المتعددة، بل وتفوقت كذلك في التحايل على ما تمَّ فرضه من قيود على نشر المحتوى الإرهابي على مواقع التواصل لاجتماعي الأكثر شهرة وشعبية كفيسبوك وتويتر، من خلال النشر وتكثيف الظهور والانتشار على منصات أصغر تفتقد إلى الرقابة على محتواها، مما يجعل منها المنصات الأفضل للجماعات الإرهابية؛ كاستخدام تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي -الذي يُصنّف بالجماعة الأكثر عنفًا في استخدام الإنترنت- موقع الويب “beacon” للوصول إلى مواقع أصغر للتفاعل، كما تستخدم الجماعة موقع (aggregators) لتزويد المشاهدين بمجموعة من الروابط لنفس الجزء من المحتوى الإرهابي، للتهرب من الرقابة على المحتوى([40]).
ترتيبًا على ذلك، تُعد مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة جزءًا لا يتجزأ من آليات الجماعات الإرهابية لإعداد وتنفيذ هجماتها، وبالتالي لها دور في انتقال النشاط الإرهابي من مالي إلى بوركينا فاسو التي تتعرض لهجمات إرهابية منذ العام 2015م، أسفرت عن مقتل نحو 1400 قتيل على الأقل ومليون نازح([41])، ويُفسّر كذلك القلق المزايد من تمدد النشاط الإرهابي إلى الدول الساحلية بنين وتوجو وغانا، مثلما ورد على لسان الممثل الخاص للأمم المتحدة لغرب إفريقيا والساحل (UNOWAS) “محمد بن شمباس” في العام 2020م([42])، والذي سُرعان ما تم ترجمته على أرض الواقع عقب تعرُّض توجو للهجمات الإرهابية العشر خلال الفترة (نوفمبر 2021م – أغسطس 2022م)([43])، بالإضافة إلى الهجمات الخمس التي طالت شمال بنين، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 11 شخصًا خلال العام 2021م، إلى جانب تعرُّض كوت ديفوار لنحو 13 هجومًا إرهابيًّا خلال العام 2021م([44])؛ مما دفَع لإثارة التحذيرات من مخاطر تمدد النشاط الإرهابي إلى دول غرب إفريقيا.
ثالثًا: مستقبل الإرهاب الإلكتروني في منطقة غرب إفريقيا
إن البيئة الافتراضية لمنطقة غرب إفريقيا تُعدّ بيئة خصبة ومناسبة لتنامي دور وتأثير الجماعات الإرهابية، على الرغم مما تعانيه منطقة غرب إفريقيا من تحديات تُعِيق التغطية الكاملة لدول المنطقة بشبكة الإنترنت والهاتف المحمول، ويُقيّد من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، أبرزها؛ ضعف البينية التحتية الإقليمية، وارتفاع سعر البيانات المتنقلة في منطقة غرب إفريقيا الذي يُعدّ هو الأعلى على مستوى العالم، بعد تعديله وفقًا لتكلفة المعيشة؛ حيث تحتل النيجر وغينيا بيساو المرتبة الأولى بين أغلى 10 دول على مستوى العالم، وفقًا للاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) في العام 2021م، وبانخفاض سعر خدمات الإنترنت عبر الهاتف المحمول بمقدار 5.5 نقطة مئوية سيؤدي إلى زيادة احتمال اعتماد الإنترنت بنسبة 2.4 نقطة مئوية([45])، بينما تُصنّف غانا كأرخص دول القارة في سعر البيانات المتنقلة الذي يُقدر بـ0.61 دولار، يليها من دول المنطقة نيجيريا([46]).
إلا أنه من المتوقع على المدى المتوسط والبعيد، أن تشهد منطقة غرب إفريقيا تقدُّمًا سريعًا في معدل انتشار الإنترنت ومستخدمي الهاتف المحمول، وبالتالي ارتفاع عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بما يعظم ويُفاقم من مخاطر الاستخدام غير الآمن لمواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت، لا سيما في ظلّ ضعف القيود والرقابة على هذه المواقع في إفريقيا، وذلك استنادًا إلى عدة مؤشرات، أولها؛ أن شركات التكنولوجيا العملاقة مثل Meta وGoogle على دراية بأن إفريقيا تُمثل سوقًا ذات إمكانات رائعة لقطاع الاتصالات، وهو ما حثَّها على العمل على تطوير مشاريع كبيرة لكابلات الألياف الضوئية البحرية في المنطقة، عبر إطلاق كابلي Equiano و2Africa([47]).
يُعد كابل Equiano المملوك لشركة Google، والمتوقع أن يبدأ العمل به في نهاية العام 2022م، هو الأول من نوعه الذي يصل إلى إفريقيا لتكون توجو أول المستفيدين به، وسيصل أيضًا إلى نيجيريا وناميبيا وجنوب إفريقيا، مع وجود فروع محتملة تُقدّم وصلات إلى البلدان المجاورة، ولذا من المتوقع أن يُخفّض أسعار الإنترنت بنسبة 14٪ بحلول عام 2025م، وفقًا لتقييم Africa Practice and Genesis Analytics الذي أجرته Google، وسيوفر 37 ألف وظيفة في توغو بشكل غير مباشر بحلول عام 2025م، ويعزز الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بمقدار 193 مليون دولار([48]).
Source: As young Africans push to be online, data cost stands in the way, World Economic Forum, 21 June 2022. https://www.weforum.org/agenda/2022/06/as-young-africans-push-to-be-online-data-cost-stands-in-the-way
كما سبق أن أعلنت شركة جوجل في أكتوبر 2021م أنها تُخطّط لاستثمار مليار دولار في إفريقيا على مدى السنوات الخمس المقبلة؛ لضمان الوصول إلى إنترنت سريع وأرخص، وستدعم الشركات الناشئة لدعم التحول الرقمي في القارة، عبر إطلاق صندوق استثمار إفريقيا الذي من خلاله ستستثمر 50 مليون دولار في الشركات الناشئة، مما يتيح لهم الوصول إلى موظفيها وشبكتها وتقنياتها، كما أعلنت الشركة أن البرنامج الذي أُطلق العام 2020م في كينيا بالشراكة مع شركة Safaricom الكينية للاتصالات السلكية واللاسلكية، والذي يسمح للعملاء بالدفع مقابل الهواتف المزودة بتقنية 4G على أقساط، سيتم توسيعه عبر القارة مع مشغلي شبكات الهاتف المحمول مثل MTN وOrange وVodacom([49]).
على الجانب الآخر، أعلن تحالف 2Africa([50]) في أبريل 2022م عن بدء مد الكابل البحري 2Africa في مدينة جنوة بإيطاليا، ليصبح أطول نظام كابل بحري يتم تنفيذه على الإطلاق، يربط نحو 3 مليارات شخص، يمثلون 36% من سكان العالم، في القارات الثلاث؛ إفريقيا وأوروبا وآسيا([51])، كما أعلنت مؤخرًا شركة Equinix الأمريكية المتخصصة في الاتصال بالإنترنت ومراكز البيانات، عن صفقة للاستحواذ على مركز بيانات غرب إفريقيا ومزود حلول الاتصال MainOne، بهدف بدء توسيع الأعمال في إفريقيا([52])، مما يُشير إلى زيادة محتملة في معدل انتشار واستخدام الإنترنت في المنطقة مع انخفاض سعر تكلفة البيانات المتنقلة، مما ينعكس على معدل التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما أنه من المتوقع نمو استخدام الهواتف الذكية من 64% خلال العام 2021م إلى 75٪ في العام 2022م([53]).
أما بالنسبة لثاني المؤشرات الدالة على أن منطقة غرب إفريقيا ستشهد تقدُّمًا سريعًا في معدل انتشار واستخدام الإنترنت والهاتف المحمول، وكذلك عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، هو أن العام 2022م سجل بالفعل انخفاضًا في تكلفة بيانات الهاتف المحمول بشكل كبير؛ حيث انخفضت في تشاد من 23 دولارًا إلى دولارين فقط، وفي وغينيا الاستوائية من 50 دولارًا إلى 10 دولارات، خرج على إثرها البلدان من قائمة البلدان الأغلى تكلفة في بيانات الهاتف المحمول الجوال باهظة الثمن([54]). ومن المتوقع أن تُسجل تكلفة البيانات انخفاضًا إضافيًّا خلال الفترة القادمة مع بدء تشغيل الكابلين Equiano و2Africa.
أما بالنسبة لثالث المؤشرات فيتمثل في أن سكان غرب إفريقيا هم الأسرع نموًّا في أيّ منطقة من مناطق العالم؛ حيث يبلغ عدد سكان غرب إفريقيا حاليًا ما يزيد عن 420 مليون نسمة، يعيش نصفهم تقريبًا في نيجيريا -الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في إفريقيا-، ومن المتوقع أن يصل عدد سكان نيجيريا إلى 400 مليون نسمة بحلول عام 2050م، لتصبح ثالث أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان([55]). وبالنظر إلى التركيبة الديموغرافية لمنطقة غرب إفريقيا، وكباقي دول القارة، يبلغ نسبة من هم دون سن الـ18 عام أكثر من 40% من عدد السكان، ويبلغ متوسط العمر في نيجيريا 18 عامًا، بينما يبلغ عمر 5٪ فقط من سكانها 60 عامًا أو أكثر، في حين يوجد في النيجر أصغر سكان العالم سنًّا؛ حيث يبلغ نصفهم 14 عامًا أو أقلّ([56])، وهي الفئة الأكثر استخدامًا للإنترنت وتفاعلًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يُنْذِر بمخاطر توظيف الجماعات الإرهابية للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي على المدى المتوسط والبعيد.
خلاصة القول: آن الأوان لتعي دول منطقة غرب إفريقيا بأن أحد أبعاد مكافحة الإرهاب والتصدي لمحاولات تمدُّده إلى ساحات جغرافية جديدة غير مناطق نفوذه التقليدية في منطقة الساحل الإفريقي، هي البحث بعيدًا عن المقاربات الأمنية والعسكرية، وصولًا إلى المقاربة الافتراضية على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي لا خلاف على أنها مُحرّك رئيسي لكثير من التفاعلات، بل والأقوى في عصرنا الحالي، ومثلما تُعِدّ القوات الأمنية والعسكرية عُدّتها لمكافحة الإرهاب في ساحات المعارك والحروب؛ لا بد من الانتباه والإعداد الفوريّ والعاجل لآليات تقييد نفوذ الجماعات الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي، بل وكيفية تحقيق التفوق النوعي في توظيفها لصالح الحكومات، وتعزيز ولاء وانتماء المواطنين للدولة.
[1] -The State of Mobile Internet Connectivity 2021, GSMA Intelligence, 2021. https://www.gsma.com/r/wp-content/uploads/2021/09/The-State-of-Mobile-Internet-Connectivity-Report-2021.pdf–
[2] – تعرف منطقة غرب إفريقيا بالمنطقة الجغرافية التي تبلغ مساحتها نحو 5112903 كيلو متر مربع، أي حوالي نصف مساحة أوروبا، وتشمل كلاً من بنين، بوركينا فاسو، الرأس الأخضر، كوت ديفوار، غامبيا، غانا، غينيا، غينيا بيساو، ليبيريا، مالي، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، السنغال، سيراليون، وتوغو.
[3] –ROGELIO GRANGUILLHOME OCHOA and others, Why aren’t more people using mobile internet in West Africa?, worldbank Blogs, 8 DECEMBER 2021. https://blogs.worldbank.org/digital-development/why-arent-more-people-using-mobile-internet-west-africa
[4] – David Kodjani, 2021 Internet Usage In West Africa, afro aware, 24 February 2021. https://afroaware.com/internet-usage-in-West-Africa
[5] – HOW MANY PEOPLE USE THE INTERNET?, oberlo .
https://www.oberlo.com/statistics/how-many-people-use-internet
[6] – SIMON KEMP , DIGITAL 2022: CÔTE D’IVOIRE, datareportal , 16 FEBRUARY 2022.
[7] – VICTOR OLUWOLE, Top 10 African countries with the highest number of internet users in 2022, Business Insider Africa ,30 May 2022. https://africa.businessinsider.com/local/markets/top-10-african-countries-with-the-highest-number-of-internet-users-in-2022/zm280z1
[8] – ROGELIO GRANGUILLHOME OCHOA and others, OP.CIT.
[9] – FurtherAfrica, African countries with the highest number of mobile phones, further africa, 19 July 2022. https://furtherafrica.com/2022/07/19/african-countries-with-the-highest-number-of-mobile-phones/
[10] – Saifaddin Galal, Social media penetration in Africa in 2022, by region, statista, 22 Aug 2022. https://www.statista.com/statistics/1190628/social-media-penetration-in-africa-by-region/
[11] – The Mobile Economy West Africa 2019, GSMA , 2019. https://www.gsma.com/mobileeconomy/wp-content/uploads/2020/03/GSMA_MobileEconomy2020_West_Africa_ENG.pdf
[12] – The Mobile Economy West Africa 2019, GSMA ,2019 .https://www.gsma.com/mobileeconomy/wpcontent/uploads/2020/03/GSMA_MobileEconomy2020_West_Africa_ENG.pdfhttps://www.gsma.com/mobileeconomy/wp-content/uploads/2020/03/GSMA_MobileEconomy2020_West_Africa_ENG.pdf
[13] -Doris Dokua Sasu, 4G internet coverage rate in West Africa 2018, by selected country, statista ,28 Jan 2022. https://www.statista.com/statistics/1286896/population-with-4g-coverage-in-west-africa-by-selected-country/
[14] -The State of Mobile Internet Connectivity 2021, GSMA Intelligence, 2021. https://www.gsma.com/r/wp-content/uploads/2021/09/The-State-of-Mobile-Internet-Connectivity-Report-2021.pdf
[15] – FurtherAfrica, op.CIT
[16] –Idem.
[17] – David Kodjani, OP.CIT.
[18] – Dave Chaffey, Global social media statistics research summary 2022, Smart Insights, 22 Aug 2022.
[19] – Adam Connell, 28 Latest Social Media Statistics For 2022: What Is The State Of Social Media?, blogging wizard ,6 September 2022 .https://bloggingwizard.com/social-media-statistics-facts-trends/
[20] – VICTOR OLUWOLE, Nigerians are the most addicted social media users in Africa – see how other countries rank, Business Insider Africa ,10 February 2022. https://africa.businessinsider.com/local/lifestyle/nigerians-are-the-most-addicted-social-media-users-in-africa-see-how-other-countries/7d93c98
[21] – SIMON KEMP , DIGITAL 2022: CÔTE D’IVOIRE, datareportal , 16 FEBRUARY 2022.
[22] – SIMON KEMP ,DIGITAL 2022: TOGO, data reporta, 16 FEBRUARY 2022
[23] – – SIMON KEMP, DIGITAL 2022: SENEGAL, , 16 FEBRUARY 2022 https://datareportal.com/reports/digital-2022-senegal
[24] -SIMON KEMP ,DIGITAL 2022: BURKINA FASO, , data reportal, 15 FEBRUARY 2022.https://datareportal.com/reports/digital-2022-burkina-faso
[25] – SIMON KEMP, DIGITAL 2022: BENIN, data reportal, 15 FEBRUARY 2022 https://datareportal.com/reports/digital-2022-benin
[26] Todd Waskiewicz, Friend of a Friend Influence in Terrorist Social Networks, Air Force Research Laboratory, 2012. https://www.hsdl.org/?abstract&did=744909
[27] – Idem.
[28] – Osei Baffour Frimpong, Social Media in West Africa: A Security Quagmire?, Africa up close wilson center, 25 February 2020. https://africaupclose.wilsoncenter.org/social-media-in-west-africa-a-security-quagmire/
[29] –Idem.
[30]– West Africa: Payment Trends and Popular Payment Methods, thunes, 27 June 2022.
[31] -A tool for terrorism Exploring how ISIL, al-Shabaab and Boko Haram use social media in Africa, United Nations Development Programme. https://www.undp.org/sites/g/files/zskgke326/files/migration/africa/UNDP-RAND-SOcialMediaAFrica-Research-Brief_final_3-Oct.pdf
[32] – KAREN ALLEN , Terrorists’ use of tech in West Africa must be contained, institute for security studies ,15 Septamber 2022. https://issafrica.org/iss-today/terrorists-use-of-tech-in-west-africa-must-be-contained
[33] -Chris Wolumati Ogbondah & Pita Ogaba Agbese, Terrorists and Social Media Messages: A Critical Analysis of Boko Haram’s Messages and Messaging Techniques, springer link , 23 March 2018. https://link.springer.com/chapter/10.1007/978-3-319-70443-2_18
[34] –Idem.
[35] – János Besenyö, Gábor Sinkó, The social media use of African terrorist organizations: a comparative study of Al-Qaeda in the Islamic Maghreb, Al-Shabaab and Boko Haram , HAL, 22 Feb 2022. https://hal.archives-ouvertes.fr/hal-03583976/document
[36] – KAREN ALLEN, OP.CIT.
[37] – The JNIM Playbook: A Serious Threat to Sahel Security, European Eye on Radicalization, 12 April 2022. https://eeradicalization.com/the-jnim-playbook-a-serious-threat-to-sahel-security/
[38] – Elise Vermeersch, Julie Coleman, Méryl Demuynck and Elena Dal Santo, THE ROLE OF SOCIAL MEDIA IN MALI AND ITS RELATION TO VIOLENT EXTREMISM: A YOUTH PERSPECTIVE, the International center for counter terrorism, 2020.https://icct.nl/app/uploads/2020/03/Social-Media-in-Mali-and-Its-Relation-to-Violent-Extremism-A-Youth-Perspective.pdf
[39] – The JNIM Playbook: A Serious Threat to Sahel Security, OP.CIT.
[40] –Idem.
[41] – بوركينا فاسو: ارتفاع حصيلة القتلى إلى 160 شخصًا في الهجوم الأكثر دموية منذ 2015م، فرانس 24، 8 يونيو 2021م.
[42] – Osei Baffour Frimpong, OP.CIT.
[43]– الإرهاب في توغو.. تهديد جديد لدول الساحل والصحراء، سكاي نيوز عربية، 6 أغسطس 2022م.
[44] – تهديد قادم: آليات مواجهة التمدد الإرهابي باتجاه دول خليج غينيا، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، 6 يونيو 2022م.
[45] – ROGELIO GRANGUILLHOME OCHOA and others, OP.CIT.
[46] – Annie Njanja, As Africa’s digital economy grows, expensive internet hinders investor activity in some countries, techcrunch, 27July 2022. https://techcrunch.com/2022/07/27/as-africas-digital-economy-grows-expensive-internet-hinders-investor-activity-in-some-countries/
[47] -The challenges of connectivity in Africa at Digital Infra Africa 2022, ,4 May 2022. https://afr-ix.com/the-challenges-of-connectivity-in-africa-at-digital-infra-africa-2022/
[48] – Google internet cable lands in Africa, promising fast connection, Reuters, March 19, 2022
[49] – Google to invest $1 billion in Africa over five years,Reuters, 7 October 2021. https://www.reuters.com/technology/google-invest-1-billion-africa-over-five-years-2021-10-06/
[50] – يضم التحالف كلاً من شركة الصين الدولية لخدمات المحمول (China Mobile International) وشركة ميتا، وشركة إم.تي.إن جلوبال كونكت (MTN GlobalConnect)، وشركة أورنج الفرنسية، وإس تي سي (stc)، والشركة المصرية للاتصالات، وشركة فودافون العالمية، وشركة الاتصالات الإفريقية، وايوك (WIOCC).
[51] – بدء مد الكابل البحري 2 Africa من إيطاليا ليربط 3 مليارات شخص حول العالم، الأهرام، 14 أبريل 2022م.
[52] – The challenges of connectivity in Africa at Digital Infra Africa 2022, OP.CIT
[53] – Annie Njanja, As Africa’s digital economy grows, expensive internet hinders investor activity in some countries, techcrunch, 27July 2022. https://techcrunch.com/2022/07/27/as-africas-digital-economy-grows-expensive-internet-hinders-investor-activity-in-some-countries/
[54] – Annie Njanja, OP.CIT.
[55] – West Africa: Payment Trends and Popular Payment Methods, OP.CIT.
[56] –Idem.