قراءات إفريقية
Eng  |  Fr
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
دعاية مجلة قراءات إفريقية
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
    • إرشيف المجلة (إنجليزي)
  • الموسوعة الإفريقية
  • تحليلات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    الدبلوماسيَّة الموازية في إفريقيا:أداة لتعزيز التنمية ومُعالَجة التحديات السياسيَّة والاقتصاديَّة

    الدبلوماسيَّة الموازية في إفريقيا:أداة لتعزيز التنمية ومُعالَجة التحديات السياسيَّة والاقتصاديَّة

    المنتدى الاقتصادي العالمي: مستقبل واعد ينتظر إفريقيا في صناعة أشباه الموصلات

    المساعي الفرنسية للسيطرة على المعادن النادرة في مدغشقر… بين الدوافع والمآلات

    افتتاح الدورة السابعة عشرة من قمة الأعمال الأمريكية الإفريقية في لواندا

    قراءة تحليلية لقمة الأعمال الأمريكية–الإفريقية: من المساعدات إلى شراكات المصالح

    تقارب اقتصادي بين جنوب إفريقيا ونيجيريا في ظل ضبابية المشهد الاقتصادي العالمي

    تقارب اقتصادي بين جنوب إفريقيا ونيجيريا في ظل ضبابية المشهد الاقتصادي العالمي

    أزمة التغطية الإعلامية في مناطق النزاعات بالقارة السمراء والحلول الممكنة

    التصعيد الإيراني–الإسرائيلي: تداعيات جيوسياسية واقتصادية على إفريقيا جنوب الصحراء

    التصعيد الإيراني–الإسرائيلي: تداعيات جيوسياسية واقتصادية على إفريقيا جنوب الصحراء

    الهُوية الرقمية في إفريقيا بين مزايا الحراك الاقتصادي وتحديات الخصوصية والأمن

    رؤى مستقبلية: إفريقيا وقصة مدينتين

    رؤى مستقبلية: إفريقيا وقصة مدينتين

     محاكمة زعيم المعارضة الأوغندية كيزا بيسيجي تحت المجهر

     محاكمة زعيم المعارضة الأوغندية كيزا بيسيجي تحت المجهر

    • سياسية
    • اقتصادية
    • اجتماعية
  • تقدير موقف
    • جميع المواد
    • اجتماعي
    • اقتصادي
    • سياسي
    أسطول بحري للجيش الصيني يقوم بزيارة نادرة لـ نيجيريا

    هل تتَّجه الصين إلى توسيع نفوذها العسكري في إريتريا؟

    تحالف معارض جديد بالسنغال يسعى لكسر هيمنة الحكومة

    تصفير الخلافات: دوافع الزيارات السنغالية إلى دول الجوار

    الصراع الإيراني الإسرائيلي: كيف يهدد الاقتصادات الإفريقية؟

    الصراع الإيراني الإسرائيلي: كيف يهدد الاقتصادات الإفريقية؟

    نشر وحدة عسكرية إيفوارية قريبا في إفريقيا الوسطى

    هشاشة متوارثة: معضلات اتفاقات السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى

    دوافع انسحاب رواندا من الجماعة الاقتصاديَّة لدول وسط إفريقيا (إيكاس) وتداعياته المُحتمَلة

    دوافع انسحاب رواندا من الجماعة الاقتصاديَّة لدول وسط إفريقيا (إيكاس) وتداعياته المُحتمَلة

    الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” تحذر من التفكك بعد انفصال مالي والنيجر وبوركينا فاسو

    إلى أيّ مدى تُمثّل التفاهمات بين “الإيكواس” وتحالف دول الساحل مدخلًا فعّالًا لإعادة تشكيل الأمن الجماعي في غرب إفريقيا؟

    تعزيز الشراكات: دوافع مناورة “أيكييمي” الهندية في شرق إفريقيا

    تعزيز الشراكات: دوافع مناورة “أيكييمي” الهندية في شرق إفريقيا

    أمر تنفيذي بوقف المساعدات المالية الأمريكية لجنوب إفريقيا

    ترحيل جماعي نحو إفريقيا: هل ينجح ترامب في تنفيذ أكبر خطة ترحيل للمهاجرين؟

    بين المبادئ والتحديات: ما ملامح مستقبل السياسة الخارجية الجابونية في عهد بريس أوليجي نجيما؟

    بين المبادئ والتحديات: ما ملامح مستقبل السياسة الخارجية الجابونية في عهد بريس أوليجي نجيما؟

  • دراسات
    • جميع المواد
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
    • دراسة سياسية
    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    السياسات المائية لدول حوض بحيرة تشاد

    السياسات المائية لدول حوض بحيرة تشاد

    اقتصاديات الحج وعيد الأضحى: صور من إفريقيا جنوب الصحراء

     دراسة تحليلية لاتفاقية جزر تشاغوس المُوقَّعة بين بريطانيا وموريشيوس 2025م

     دراسة تحليلية لاتفاقية جزر تشاغوس المُوقَّعة بين بريطانيا وموريشيوس 2025م

    مشروع سيماندو الضخم…  عقود ضائعة وإمكانات تنموية هائلة

    مشروع سيماندو الضخم… عقود ضائعة وإمكانات تنموية هائلة

    دراسة تحليلية للقضايا الخلافية في دستور الجابون الجديد 2024م

     دراسة تحليلية للانتخابات الرئاسية في الجابون 2025م

    الخريطة الإعلامية في جمهورية إثيوبيا..النشأة والتطور وتأثير العوامل السياسية والعرقية

    الخريطة الإعلامية في جمهورية إثيوبيا..النشأة والتطور وتأثير العوامل السياسية والعرقية

    عين على إفريقيا (8-16 مارس 2025م)..الكونغو على أعتاب نهب اقتصادي جديد

    “المعادن مقابل الأمن” ومتوالية المقايضات… النسخة الإفريقية

    قراءة تحليلية في التداعيات المحتملة لرفع الرسوم الجمركية الأمريكية على بلدان إفريقيا جنوب الصحراء

    قراءة تحليلية في التداعيات المحتملة لرفع الرسوم الجمركية الأمريكية على بلدان إفريقيا جنوب الصحراء

    • دراسة سياسية
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
  • ترجمات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    القرن الإفريقي : حان وقت الدبلوماسية الاستباقية

    القرن الإفريقي : حان وقت الدبلوماسية الاستباقية

    عين على إفريقيا (22- 27 نوفمبر 2024): تداعيات سياسة “أميركا أولًا” في إفريقيا

    الزيارة المُرتَقَبة لخمسة رؤساء أفارقة إلى البيت الأبيض: دوافع اختيار ترامب لهم

    الجمهورية الخامسة وأسباب الاحتجاجات العنيفة في توغو

    الجمهورية الخامسة وأسباب الاحتجاجات العنيفة في توغو

    التساؤلات العالقة في اتفاق السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية

    التساؤلات العالقة في اتفاق السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية

    (إيكواس) تنظر في انسحاب مالي وبوركينا فاسو والنيجر

    هل ستصمد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) حتى عام 2030م؟

    أمر تنفيذي بوقف المساعدات المالية الأمريكية لجنوب إفريقيا

    التساؤلات التي يطرحها الأفارقة حول قرار حظر السفر الذي أصدره الرئيس الأمريكي ترامب

    الجيش المالي يعتقل قياديًا بارزًا في تنظيم الدولة عقب عملية استخباراتية

    الصراع في مالي… ومخاطر اندلاع اضطرابات اجتماعية حرجة

    انتخابات كوت ديفوار الرئاسية 2025م: واستبعاد زعماء المعارضة الأربعة

    انتخابات كوت ديفوار الرئاسية 2025م: واستبعاد زعماء المعارضة الأربعة

     عنصرية قواعد التأشيرات الأوروبية وتعقيدات هجرة العمالة الإفريقية

     عنصرية قواعد التأشيرات الأوروبية وتعقيدات هجرة العمالة الإفريقية

  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الحالة الدينية
    • الملف الإفريقي
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • منظمات وهيئات
    • كتاب قراءات إفريقية
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
    • إرشيف المجلة (إنجليزي)
  • الموسوعة الإفريقية
  • تحليلات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    الدبلوماسيَّة الموازية في إفريقيا:أداة لتعزيز التنمية ومُعالَجة التحديات السياسيَّة والاقتصاديَّة

    الدبلوماسيَّة الموازية في إفريقيا:أداة لتعزيز التنمية ومُعالَجة التحديات السياسيَّة والاقتصاديَّة

    المنتدى الاقتصادي العالمي: مستقبل واعد ينتظر إفريقيا في صناعة أشباه الموصلات

    المساعي الفرنسية للسيطرة على المعادن النادرة في مدغشقر… بين الدوافع والمآلات

    افتتاح الدورة السابعة عشرة من قمة الأعمال الأمريكية الإفريقية في لواندا

    قراءة تحليلية لقمة الأعمال الأمريكية–الإفريقية: من المساعدات إلى شراكات المصالح

    تقارب اقتصادي بين جنوب إفريقيا ونيجيريا في ظل ضبابية المشهد الاقتصادي العالمي

    تقارب اقتصادي بين جنوب إفريقيا ونيجيريا في ظل ضبابية المشهد الاقتصادي العالمي

    أزمة التغطية الإعلامية في مناطق النزاعات بالقارة السمراء والحلول الممكنة

    التصعيد الإيراني–الإسرائيلي: تداعيات جيوسياسية واقتصادية على إفريقيا جنوب الصحراء

    التصعيد الإيراني–الإسرائيلي: تداعيات جيوسياسية واقتصادية على إفريقيا جنوب الصحراء

    الهُوية الرقمية في إفريقيا بين مزايا الحراك الاقتصادي وتحديات الخصوصية والأمن

    رؤى مستقبلية: إفريقيا وقصة مدينتين

    رؤى مستقبلية: إفريقيا وقصة مدينتين

     محاكمة زعيم المعارضة الأوغندية كيزا بيسيجي تحت المجهر

     محاكمة زعيم المعارضة الأوغندية كيزا بيسيجي تحت المجهر

    • سياسية
    • اقتصادية
    • اجتماعية
  • تقدير موقف
    • جميع المواد
    • اجتماعي
    • اقتصادي
    • سياسي
    أسطول بحري للجيش الصيني يقوم بزيارة نادرة لـ نيجيريا

    هل تتَّجه الصين إلى توسيع نفوذها العسكري في إريتريا؟

    تحالف معارض جديد بالسنغال يسعى لكسر هيمنة الحكومة

    تصفير الخلافات: دوافع الزيارات السنغالية إلى دول الجوار

    الصراع الإيراني الإسرائيلي: كيف يهدد الاقتصادات الإفريقية؟

    الصراع الإيراني الإسرائيلي: كيف يهدد الاقتصادات الإفريقية؟

    نشر وحدة عسكرية إيفوارية قريبا في إفريقيا الوسطى

    هشاشة متوارثة: معضلات اتفاقات السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى

    دوافع انسحاب رواندا من الجماعة الاقتصاديَّة لدول وسط إفريقيا (إيكاس) وتداعياته المُحتمَلة

    دوافع انسحاب رواندا من الجماعة الاقتصاديَّة لدول وسط إفريقيا (إيكاس) وتداعياته المُحتمَلة

    الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” تحذر من التفكك بعد انفصال مالي والنيجر وبوركينا فاسو

    إلى أيّ مدى تُمثّل التفاهمات بين “الإيكواس” وتحالف دول الساحل مدخلًا فعّالًا لإعادة تشكيل الأمن الجماعي في غرب إفريقيا؟

    تعزيز الشراكات: دوافع مناورة “أيكييمي” الهندية في شرق إفريقيا

    تعزيز الشراكات: دوافع مناورة “أيكييمي” الهندية في شرق إفريقيا

    أمر تنفيذي بوقف المساعدات المالية الأمريكية لجنوب إفريقيا

    ترحيل جماعي نحو إفريقيا: هل ينجح ترامب في تنفيذ أكبر خطة ترحيل للمهاجرين؟

    بين المبادئ والتحديات: ما ملامح مستقبل السياسة الخارجية الجابونية في عهد بريس أوليجي نجيما؟

    بين المبادئ والتحديات: ما ملامح مستقبل السياسة الخارجية الجابونية في عهد بريس أوليجي نجيما؟

  • دراسات
    • جميع المواد
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
    • دراسة سياسية
    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    دراسة تحليلية لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

    السياسات المائية لدول حوض بحيرة تشاد

    السياسات المائية لدول حوض بحيرة تشاد

    اقتصاديات الحج وعيد الأضحى: صور من إفريقيا جنوب الصحراء

     دراسة تحليلية لاتفاقية جزر تشاغوس المُوقَّعة بين بريطانيا وموريشيوس 2025م

     دراسة تحليلية لاتفاقية جزر تشاغوس المُوقَّعة بين بريطانيا وموريشيوس 2025م

    مشروع سيماندو الضخم…  عقود ضائعة وإمكانات تنموية هائلة

    مشروع سيماندو الضخم… عقود ضائعة وإمكانات تنموية هائلة

    دراسة تحليلية للقضايا الخلافية في دستور الجابون الجديد 2024م

     دراسة تحليلية للانتخابات الرئاسية في الجابون 2025م

    الخريطة الإعلامية في جمهورية إثيوبيا..النشأة والتطور وتأثير العوامل السياسية والعرقية

    الخريطة الإعلامية في جمهورية إثيوبيا..النشأة والتطور وتأثير العوامل السياسية والعرقية

    عين على إفريقيا (8-16 مارس 2025م)..الكونغو على أعتاب نهب اقتصادي جديد

    “المعادن مقابل الأمن” ومتوالية المقايضات… النسخة الإفريقية

    قراءة تحليلية في التداعيات المحتملة لرفع الرسوم الجمركية الأمريكية على بلدان إفريقيا جنوب الصحراء

    قراءة تحليلية في التداعيات المحتملة لرفع الرسوم الجمركية الأمريكية على بلدان إفريقيا جنوب الصحراء

    • دراسة سياسية
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
  • ترجمات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    القرن الإفريقي : حان وقت الدبلوماسية الاستباقية

    القرن الإفريقي : حان وقت الدبلوماسية الاستباقية

    عين على إفريقيا (22- 27 نوفمبر 2024): تداعيات سياسة “أميركا أولًا” في إفريقيا

    الزيارة المُرتَقَبة لخمسة رؤساء أفارقة إلى البيت الأبيض: دوافع اختيار ترامب لهم

    الجمهورية الخامسة وأسباب الاحتجاجات العنيفة في توغو

    الجمهورية الخامسة وأسباب الاحتجاجات العنيفة في توغو

    التساؤلات العالقة في اتفاق السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية

    التساؤلات العالقة في اتفاق السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية

    (إيكواس) تنظر في انسحاب مالي وبوركينا فاسو والنيجر

    هل ستصمد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) حتى عام 2030م؟

    أمر تنفيذي بوقف المساعدات المالية الأمريكية لجنوب إفريقيا

    التساؤلات التي يطرحها الأفارقة حول قرار حظر السفر الذي أصدره الرئيس الأمريكي ترامب

    الجيش المالي يعتقل قياديًا بارزًا في تنظيم الدولة عقب عملية استخباراتية

    الصراع في مالي… ومخاطر اندلاع اضطرابات اجتماعية حرجة

    انتخابات كوت ديفوار الرئاسية 2025م: واستبعاد زعماء المعارضة الأربعة

    انتخابات كوت ديفوار الرئاسية 2025م: واستبعاد زعماء المعارضة الأربعة

     عنصرية قواعد التأشيرات الأوروبية وتعقيدات هجرة العمالة الإفريقية

     عنصرية قواعد التأشيرات الأوروبية وتعقيدات هجرة العمالة الإفريقية

  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الحالة الدينية
    • الملف الإفريقي
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • منظمات وهيئات
    • كتاب قراءات إفريقية
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
قراءات إفريقية
Eng  |  Fr
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج

دورة الحياة عند قبيلة الأورومو الإثيوبية

أ. د. كمال جاه الله الخضربقلم أ. د. كمال جاه الله الخضر
يونيو 19, 2025
في المجتمع الإفريقي
A A
دورة الحياة عند قبيلة الأورومو الإثيوبية

مدخل

لا شك أن لدورة الحياة Life cycle، التي تعني في أبسط معانيها: سلسلة المراحل، التي يمرّ بها الكائن الحي من بداية حياته إلى مماته، وهي مصطلح فولكلوري، في المقام الأول؛ لا شك أن لها القدرة على الإسهام، بصورة مباشرة في فهم الكثير عما يتعلق بالقبيلة، المراد معرفة دورة حياتها، قديمًا وحديثًا. وإذا كان الأمر يتعلق بقبيلة الأورومو الإثيوبية، وهي من كبرى القبائل في قارة إفريقيا؛ فإنه يكتسب أهميته من أهمية هذه القبيلة، التي لها دور بارز في المشهد الإثيوبي، على كافة الأصعدة: السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية واللغوية.

يحاول هذا المقال: التعريف بدورة الحياة عند قبيلة الأورومو الإثيوبية، بقصد زيادة المعرفة، حول هذه القبيلة الإفريقية، التي وإن كانت تتخذ من إثيوبيا ثقلًا لها؛ إلا أن لها بعض الجيوب في كينيا والصومال. وذلك من خلال الوقوف، باختصار، عند مداخل تُقدِّم فهمًا أشمل لهذه الدورة، والتي تتمثل في: التعريف بالأورومو، ومفهوم الأسرة عند هذه القبيلة، ونظام الغدا Gadaa، الذي يُعدّ النظام الأكثر شمولاً للنظام السياسي والقانوني والديني والاجتماعي لمجتمع قبيلة الأورومو. ثم ننتقل للحديث عن أهم مكونات دورة الحياة عند هذه القبيلة (الميلاد والزواج والموت “الوفاة”)، التي قد لا تطبق جميع تفاصيلها في الأورومو، الذين يسكنون المدن والحاضر، ولكن يظل جنوب إثيوبيا نموذجًا، تُطبّق فيه دورة الحياة القائمة على نظام الغدا.

اقرأ أيضا

أنتاناناريفو.. “مدينة الألف”

السياسة الجنائية والحوكمة في عمليات القتل المستهدَف في جنوب إفريقيا

أكسوم ..مدينة إثيوبيا المقدسة

قبيلة الأورومو: نبذة مختصرة

تُعدّ قبيلة الأورومو، أكبر مجموعة عرقية لغوية في إثيوبيا، وهي تُشكّل أكثر من ثلث السكان في البلاد. وتتحدث لغة تنتمي إلى الفرع الكوشي من أسرة اللغات الإفريقية-الآسيوية. تاريخيًّا، هاجر الأورومو -الذين كانوا في الأصل محصورين في جنوب شرق إثيوبيا- في موجات من الغزوات في القرن السادس عشر الميلادي؛ حيث احتلوا كل جنوب إثيوبيا، واستقر بعضهم على طول نهر تانا في كينيا؛ ومعظم المقاطعات الإثيوبية الوسطى والغربية، بما في ذلك الأجزاء الجنوبية من منطقة الأمهرا. كما استقروا في أقصى الشمال؛ حيث مناطق: الويلو والتغراي بالقرب من إريتريا. وأينما استقر الأورومو في تلك المناطق المتباينة إثنيًّا، استوعبوا العادات المحلية، وتزاوجوا إلى حدّ فقدان الكثير من تماسكهم الثقافي الأصلي([1]). لكن بقيت المناطق الجنوبية في إثيوبيا -التي تسكنها الغالبية العظمى من الأورومو- أكثر محافظة على عادات وتقاليد الأورومو من غيرها، وأكثر تطبيقًا لنظام الغدا في الوقت نفسه.

تتحدث بعض كتب التاريخ عن أن الأورومو عملوا في الرعي قبل هجرتهم الكبرى، وما يزال أسلوب الحياة هذا سائدًا لأعداد كبيرة منهم في المقاطعات الجنوبية. ومع ذلك، أدَّى الاختلاط والتزاوج الطويل في الشرق والشمال مع قبيلتي السيدامو والأمهرا، إلى تبنّي الزراعة المستقرة. وظلت المجموعات الجنوبية، مثل: الأروسي والبوران (البورانا) -اللتين تتبعان للأورومو- وثنيتين، وبعضهم يؤمن بإله السماء. لقد احتفظوا فعليًّا بنظام الغدا، أو نظام تحديد العمر الرسمي للغاية (نظام يتم فيه تضمين جميع أفراد المجتمع في فئات عمرية منفصلة مدى الحياة). وقد تم تخفيف هذه التقاليد في الشمال؛ حيث أصبح الأورومو إما مسلمين أو أعضاء في الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية؛ وحيث أصبح العديد من الأورومو، من خلال التثاقف متساوين اجتماعيًّا مع قومية الأمهرا المهيمنة([2]). وسنسلط الضوء بعد قليل على نظام الغدا المشار إليه، لأهميته في مفاصل حياة قبيلة الأورومو، ذلك النظام الذي تأثر بالإسلام والنصرانية، في مسيرته بعد دخولهما إلى أوروميا؛ حيث يسكن الأوروميون وغيرهم من القوميات الإثيوبية.

يمتدّ موقع الأورومو الجغرافي المتمركز، حاليًّا، في إثيوبيا، إلى دول أخرى؛ حيث يقيم حوالي 40 مليون من الأورومو في القرن الإفريقي في إثيوبيا، والصومال (حيث توجد أعداد قليلة منهم)، وكينيا. ويُعدّ الشعب الأورومو أكبر مجموعة عِرقية في دولة إثيوبيا، كما تمت الإشارة؛ إذ يشكلون 25-40% من السكان (في بعض المصادر)، وتتحدَّث مصادر أخرى عن أنهم يُشكّلون جماعة عرقية قوامها حوالي 34.5% من عدد السكان الكلي في إثيوبيا؛ بحسب تقديرات عام 2007م (آخر إحصاء سكاني تم في البلاد). وفي إثيوبيا، يشارك الأورومو حاليًّا في حركة تحرير تُعرف باسم جبهة تحرير الأورومو، لتحقيق تقرير مصيرهم([3])؛ كعادة الكثير من القوميات الإفريقية التي ترغب في العيش في دولة مستقرة تخصها. وفي إثيوبيا تعد هذه الجبهة، خصمًا على المشهد الاتحادي، الذي تُشكّله قوميات البلاد المختلفة.

وإذا كان شعب الأورومو يُعدّ أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا من حيث العدد، فإنهم كذلك من حيث رقعة مساحة الأراضي، التي يعيشون فيها؛ إذ تحد أراضي (أوروميا)، وهي مسمى أراضيهم، التي يسكنونها شرقًا صحراء أوغادين، التي يُطلق عليها الصومال الغربي حاليًّا، ويحدّها من الغرب السودان، ومن الشمال التغراي وإريتريا والعفر، ومن الجنوب كينيا. وتتكون أراضي أوروميا من هضبات وسهول، يتخلل تلك الهضبات العالية وديان سحيقة، أو أنهار سريعة الجريان، التي تحمل كميات ضخمة من الطمي. وتُعدّ أراضي أوروميا من أخصب الأراضي في قارة إفريقيا، تعيش على محصولاتها الزراعية بعض الدول المجاورة لها. أما من حيث الديانة وسط أفراد هذه القبيلة؛ فيمثل الإسلام 47.5%، والمسيحية الأرثوذكسية الإثيوبية 30.5%، والبروتستانتية 17.7%، والأديان التقليدية 3.3%([4])، لكن تظل هذه الإحصاءات محل نظر دائمًا، على الأقل في نظر المنظمات والمؤسسات ذات الطابع الإسلامي في البلاد، التي ترى أن نسبة المسلمين وسط الأورومو، أكثر من ذلك بكثير.

انطلاقًا مما تم ذكره، نستنتج أن الأورومو قومية كبيرة، إذا ما قورنت بالقوميات التي تجاورها، وأنها تسكن في أراض شاسعة (أوروميا)، مقارنة أيضًا بالأراضي، التي تسكنها قوميات أخرى في إثيوبيا. وأن الأورومو الآن بحسب تساكنهم من عدمه مع مجموعات أخرى، ينقسمون إلى قسمين كبيرين: قسم اختلط وتزاوج مع قبيلتي السيدامو والأمهرة، على سبيل المثال، ما أدَّى إلى البعد قليلًا أو كثيرًا عن خصوصية أعرافهم وتقاليدهم. وقسم ثان يسكن المناطق الجنوبية من إثيوبيا مثل: الأروسي والبوران (البورانا)، على سبيل المثال أيضًا؛ استطاع أن يحافظ على قدر كبير من العادات والتقاليد الخاصة بالأورومو. ويأتي ضمن ذلك نظام الغدا، الذين يميز الأورومو عن غيرهم، على الرغم من أن هذا النظام تأثر كثيرًا بعد أن اعتنق الإسلام والنصرانية مِن قِبَل الغالبية العظمى من الشعب الأورومي. ومن جهة أخرى، نستنتج تحول بعض جماعات الأورومو من مهنة الرعي، التي تميزوا بها تاريخيًّا (ما تزال ممارسة في جنوب إثيوبيا وهي بيئة محافظة) إلى مهنة الزراعة، التي تحتاج إلى استقرار بعد الاختلاط والتزاوج في الشرق والشمال مع قبيلتي السيدامو والأمهرا.  

مفهوم الأسرة عند قبيلة الأورومو:

في البدء يمكن القول: إن الأسرة هي الجانب الأكثر أهمية في حياة الإثيوبيين. وهي تُشكّل الأساس لشبكات دعم الأشخاص؛ حيث يعتمد الأقارب في كثير من الأحيان على بعضهم البعض لمواجهة التحديات اليومية. إن أهمية الروابط الأسرية تعني أن العديد من الإثيوبيين، يشعرون بالتزام قوي بدعم الأقارب، وهو ما قد يبدو مرتبطًا بعيدًا بالمعايير الغربية. على سبيل المثال، قد يعطي الشخص الإثيوبي، الذي يعيش في دولة غربية ناطقة باللغة الإنجليزية؛ الأولوية لإرسال الأموال إلى أفراد الأسرة الممتدة في الخارج على بناء مدخراته الشخصية. وفي بعض الحالات، يمكن لمجتمعات بأكملها أن تعتمد (بشكل مباشر أو غير مباشر) على ما يرسله المهاجر، الذي يعيش في الخارج([5]). ولعل هذا نوع من ثقافة “النفير” الإفريقية، التي تحولت إلى ضرب من التكافل، الذي يحضّ عليه السلوك الإسلامي القويم.

أما بالنسبة لمفهوم الأسرة عند الأورومو على وجه التحديد؛ فيمكن القول: إن الأسرة مؤسسة موجودة في مجتمع الأورومو، وقد تم الحفاظ عليها واستدامتها من خلال التواصل والممارسات الشفهية لأكثر من ملايين السنين. وإنه في معظم الأحيان، يتحمل الأب نصيب الأسد من واجبات الإرشاد والتدريس والنصح والدعم، بينما تتبع الأم الواجبات ذاتها مع ابنتها. فالأب هو المسؤول عن المتابعة الشاملة والنظر والاهتمام نحو النمو السليم لسلوك الأطفال، والتنشئة الاجتماعية، والتكوين النفسي([6]). وفي السياق ذاته، يُعدّ تكوين الأسرة أحد أهم المناسبات (الولادة والزواج والوفاة) في التنمية البشرية بين مجتمع الأورومو في إثيوبيا؛ حيث يولي مجتمع الأورومو الاهتمام الواجب للأسرة، ويتبع كل الخطوات في علاقتهم منذ نظام الغدا؛ حيث يسمح النظام الإداري للأورومو لكبار السن بقيادة وتوجيه وتسهيل الظروف، لرؤية وتقييم وتوجيه حياة الهياكل الأسرية الممتدة([7]). وسيتضح لاحقًا أن تحمُّل الأب لأعباء الأسرة في الأورومو الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والدينية، إنما منطلقها نظام الغدا الأورومي الخالص.

على سبيل المثال، فإن الأسرة بين شعب “البوران” في شمال كينيا وجنوب إثيوبيا، وهو أحد مجموعات الأورومو، الذي حافظ إلى حد كبير على البنية التقليدية السليمة للأورومو، وتتكون الأسرة فيه، من ذكر وزوجات وذرية من الذكور والإناث. ويتم تصنيف الزوجات إلى الزوجة الأولى والزوجة الثانية. وينطبق التصنيف نفسه على الابن البكر والأبناء الأصغر. وهكذا فإن جميع الزوجات، ما عدا الأولى، يطلق عليهن زوجة ثانية، سواء كانت الزوجة الثالثة أو الرابعة أو الخامسة. بمعنى آخر، فإن الزوجة الثانية، تعارض الأولى بغض النظر عن عددها، أو ترتيب زواجها، كما أن الأبناء الأصغرين، يعارضون المولود الأول بغض النظر عن ترتيب ولادتهم. ويتم تعزيز هذه التشابهات الهيكلية للأسرة من خلال حقيقة مصطلح الحنقافا hangafa، الذي يشير إلى الولادة الأولى، ويستخدم للإشارة إلى كل من الأبناء الأوائل والزوجات الأوائل([8]). فالزوجة الأولى هكذا في تنافس مع الزوجة الثانية، وكذلك الأطفال الصغار هكذا في تنافس مع الأخ الأكبر الأول.

في شأن ذي صلة، نجد في مجتمع الأورومو التقليدي، أن الأب والأم يمتلكان الأطفال، وخاصة الأطفال المولودين من الزوجة الأولى، بمعنى الوصاية. وأن الأب هو “أبا وارا” abba warra، (بمعنى رب الأسرة)، في حين يشار إلى الأم باسم “هادها وارا” haadha warra ، وهو تعبير يدلّ على الملكية. غير أن هذه الملكية لا تكون مشروعة إلا إذا تم الزواج، وفقًا للقواعد المنصوص عليها في قوانين الزواج التقليدية (وهو واحد من أنواع ثلاثة للزواج لدى الأورومو سنتحدث عنه لاحقًا). وفي مجتمع الأورومو التقليدي، أيضًا، تعدّ الأسرة الوحدة الأساسية للإنتاج. ويعمل الأب بصفته رئيسًا لهذه الوحدة المنزلية، مديرًا لإنتاجها. وفي الواقع، تم التعبير عن المصطلح، الذي يشير إلى كلا الدورين بالكلمة نفسها، “آبا”، والتي تعني “الأب” و”المالك”. ومِن ثَم فإن الملكية، تعني ضمنًا تحمل المسؤولية الشخصية لأعضاء المجموعة. وبالتالي فإن واجبات “آبا وارا” (رب الأسرة)، تستلزم إدارة جميع الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بالأسرة([9])، انطلاقًا من نظام الغدا، الذي يجب اتباع تفاصيل بنوده في كل ما يتعلق بأنشطة الأسرة الأورومية، لا سيما في الجنوب الإثيوبي المحافظ.

وعليه يمكن القول: إن الأسرة مؤسسة مهمة في مجتمع الأورومو، وهي مُحافَظ عليها من خلال التواصل والممارسات الشفهية عبر ملايين السنين. وإن الأب يقوم بواجبات الإرشاد والتدريس والنصح والدعم. كما أنه المسؤول عن المتابعة الشاملة والنظر والاهتمام نحو النمو السليم لسلوك الأطفال، والتنشئة الاجتماعية، والتكوين النفسي. وفي المقابل تتبع الأم الشيء نفسه مع ابنتها. وإن المجتمع الأورومي يولي الاهتمام الواجب للأسرة، ويتبع كل الخطوات في علاقتهم منذ نظام الغدا، الذي يُعدّ الجهة الحاكمة في النظام الإداري للأورومو. وإن بعض مجموعات الأورومو حافظت إلى حد كبير على البنية التقليدية السليمة للأورومو؛ حيث تتكون الأسرة من أب ذكر وزوجات (زوجة ثانية تعارض الأولى)، وذرية من الذكور (أبناء صغار يعارضون المولود الأول) والإناث. إضافة إلى ذلك فإن في مجتمع الأورومو التقليدي كانت الأسرة الوحدة الأساسية للإنتاج. ويعمل الأب بصفته رئيسًا لهذه الوحدة المنزلية، مديرًا لإنتاجها. فهو ربّ أسرة الذي يتحتم عليه إدارة جميع الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بالأسرة، انطلاقًا من نظام الغدا، الذي ينظِّم الأنشطة المختلفة للأسرة الأورومية.

نظام الغدا وأهميته عند الأورومو:

يُعدّ نظام الغدا Gadaa System عند الأورومو أحد أنظمة هذه القبيلة، التي عرفتها في تاريخها القديم والحديث. وهو نظام يرتبط بجميع مناحي الحياة؛ فهو يتدخل في كل كبيرة وصغيرة، تخص قبيلة الأورومو، وممارستها لأنشطتها في كافة الأصعدة. والحق أن هذا النظام المعقد، يحتاج إلى كثير من المعلومات التفصيلية للتعريف به، وفكّ طلاسمه. وحسبنا في هذا المقال، تقديم بعض المعلومات، التي نرجو أن تفيد في فهم دورة الحياة، الخاصة بهذه القبيلة؛ إذ إن هذه الدورة في جوانب كثيرة، منها تنفيذ ما جاء في نظام الغدا. 

أول ما نبدأ به في هذا الشأن أن قبيلة الأورومو، طورت أنظمة حكم مختلفة في تاريخها. ومن بين هذه الأنظمة، يُعدّ نظام الغدا القانون الأكثر شمولاً للنظام السياسي والقانوني والديني والاجتماعي لمجتمع الأورومو. فالغدا نظام اجتماعي وسياسي محلي ينظم الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية، والأنشطة الاجتماعية، والالتزامات الثقافية، والمسؤولية الأخلاقية، وفلسفة النظام الديني للمجتمع. وتقوم الفلسفة السياسية للغدا على مبادئ الضوابط والتوازنات، ومدة ثماني سنوات، والمعارضة المتوازنة بين الأحزاب، وتقاسم السلطة؛ لمنع سقوط السلطة في أيدي الديكتاتوريين.( ([10]

أما في الجانب الاجتماعي والسياسي، لنظام الغدا فيتم فيه تجميع الأعضاء الذكور من الأورومو في نظام “هيريا”  hiriyaa(الأقران) للصف العمري. ولتبسيط هذا النظام هناك درجات عديدة للغدا، على سبيل المثال: درجة الدبالي Dabballee (0-8 سنوات)، ودرجة القريدورا  Qarreeduraa (9-16 سنة)، ودرجة القري دوبا duubaa Qarree (17-24 سنة) (تمثل مرحلة الغدا السلبية)، ودرجة الكوسا Kuusa (25-28 سنة)، ودرجة الرابا Raaba  (29-36 سنة)، ودرجة الدوري  Doorii (37-40 سنة)، ودرجة الغدا  Gadaa (41- 48 سنة) (تمثل مرحلة السياسية النشطة)، ودرجة الباتو Baatuu (49-56 سنة)، ودرجة اليوبا ديقا  Yuuba Deeqaa (57-64 سنة)، ودرجة اليوبا غودا Yuuba Gudda  (65-72 سنة) (تمثل مرحلة التقاعد أو المغادرة)، ودرجة الجارسا جودورو  Jaarsa Guduruu (73-80 سنة)، ودرجة الجارسا قولولو  Jaarsa Qululluu (81-88 سنة) (المراحل المنقرضة لنظام الغدا)([11]). وقد يكون لكل درجة أسماء مختلفة في أجزاء مختلفة من أوروميا (الأراضي الشاسعة، التي تسكنها قومية الأورومو بمجموعاتها المختلفة)؛ ومع ذلك، فإن جوهر نظام الغدا ومعناه؛ يظل كما هو في جميع أنحاء المناطق([12]). مع ملاحظة أن كل مجموعة من المراحل العلمية حدد لها نظام الغدا وظيفة معينة في المجتمع الأورومي.

تشير بعض المصادر، التي تؤرخ للأورومو أن في مجتمع هذه القبيلة، يتم نقل المعرفة والمعلومات بشكل رئيسي من جيل إلى جيل من خلال مؤسسات الأسرة والدين والغدا. وأنه من المتوقع أن يتعلم الدباليون  Dabballees(الذين تتراوح أعمارهم من 0 سنة إلى ثماني سنوات) السلوك الاجتماعي المناسب من أسرهم ومجتمعاتهم وخبرائهم. ويُعدّ الدبالي Dabballee وقتًا مثمرًا لدراسة أسطورة أورومو، والألغاز  (Hibboo)، والقصص من مختلف الأنواع، والأغاني الثقافية. وتُعدّ مرحلة القري دوبا Qarree duubaa (من 17 سنة إلى 24 سنة)؛ أهم مرحلة في دورة الغدا؛ حيث يتحمل أفرادها المسؤوليات العائلية، ويمارسون التمارين العسكرية.

بمعنى آخر، تُعدّ هذه الفترة فترة التمتع والتدريب العسكري. وأما في الحياة المنزلية، فينخرطون في كيفية إعداد واستخدام مواد الحراثة في الزراعة، والاستفادة من الممتلكات، وإدارة الأسرة والحياة الاجتماعية من خلال مراعاة ثقافة المجتمع وقانونه([13]). لذلك تستحق درجة “القري دوبا” أن تكون أهم مرحلة في دورة الغدا؛ لأنها تأتي في مؤخرة المرحلة السلبية للغدا، وتأتي بعدها مباشرة درجة الكوسا Kuusa (25-28 سنة)، التي تُعدّ أول درجة من درجات مرحلة السياسية النشطة.

مهما يكن الأمر، فإن الغدا نظام ديمقراطي اجتماعي وسياسي أصلي لشعب الأورومو، ينظم الاستقرار السياسي، والتنمية الاقتصادية، والأنشطة الاجتماعية، والالتزامات الثقافية، والمسؤولية الأخلاقية، وفلسفة النظام الديني للمجتمع. وترتكز الفلسفة السياسية للغدا على ثلاث قيم رئيسية: مدة الولاية ثماني سنوات، والمعارضة المتوازنة بين الأحزاب، وتقاسم السلطة بين المستويات العليا والدنيا. وقد تمكن الأورومو من حكم الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والسياسية وغيرها من جوانب حياتهم، من خلال هذا النظام القائم على المساواة. ونظرًا لأن نظام الغدا يتمتع بقيم أخلاقية وقانونية عالية، فقد خلق بيئة سلمية بين الأورومو، وحافظ على النظام الاجتماعي من خلال حظر الظلم والشرور الاجتماعية والفوضى السياسية. وقبل كل شيء، فهو لا يشجّع الزواج المبكر، ويحظر الفساد والاغتصاب، ويشجّع الحكم الرشيد والعمل والاعتماد على الذات. ويُمكِّن للقيم الاجتماعية والثقافية الأصلية، مثل السعي إلى الاعتماد على الذات والتسامح والاحترام والمساواة، وما إلى ذلك([14]). ويبدو أن للإسلام دورًا في ترسيخ جزء معتبر من القيم، التي يحض عليها نظام الغدا، خصوصًا في جوانبه الاجتماعية والأخلاقية والتشريعية.

صفوة القول: إن نظام الغدا ذو أهمية كبيرة لقبيلة الأورومو، فهو النظام الأكثر شمولاً للجوانب السياسية والقانونية والدينية والاجتماعية للقبيلة. وإن لهذا النظام درجات يتم فيها تقسيم الذكور الأقران. وكل مجموعة من الدرجات تقوم بأداء وظيفة معينة داخل مجتمع الأورومو. وإن نقل المعرفة والمعلومات بشكل رئيسي داخل هذا المجتمع تتم من جيل إلى جيل من خلال مؤسسات الأسرة والدين والغدا. وإن مرحلة القري دوبا Qarree duubaa (من 17 سنة إلى 24 سنة)، تعد أهم مرحلة في دورة الغدا؛ حيث يتحمل أفرادها المسؤوليات العائلية، ويمارسون التمارين العسكرية.

ويتمتع نظام الغدا بقيم أخلاقية وقانونية عالية، لذلك خلق بيئة سلمية بين الأورومو، وحافظ على النظام الاجتماعي. إضافة إلى ذلك فإنه لا يشجع الزواج المبكر، ويحظر الفساد والاغتصاب، ويشجع الحكم الرشيد والعمل والاعتماد على الذات. ويُمكِّن للقيم الاجتماعية والثقافية الأصيلة، وغير ذلك من الفضائل، التي تسهم في بيئة محفّزة للتعايش السلمي؛ وربما حدث هذا تأثرًا بالإسلام، لا سيما في الجوانب الاجتماعية الأخلاقية والتشريعية.

الميلاد والزواج والموت (الوفاة) كما عرفها الأورومو:

تتشكل دورة الحياة عند الأورومو، بصورة رئيسية من ثلاثة مكونات، هي: الميلاد، والزواج، والموت (الوفاة)، مع بعض المراحل المرتبطة بها، مثل: مرحلة الحمل مع الميلاد، ومرحلة الخطوبة مع الزواج، ومرحلة الاحتضار مع الموت. وكل مكون من هذه المكونات يحظى بأهمية خاصة وتقدير خاص في المجتمع الأورومي، على وجه الخصوص في جنوب إثيوبيا؛ حيث يوجد مجتمع للقبيلة، يحتفظ أكثر من غيره بتقاليد وأعراف الأورومو، التي في مقدمتها نظام الغدا. وفي ما يلي نتعرف أكثر على مكونات دورة الحياة عند قبيلة الأورومو. 

ميلاد الطفل: احتفاء وطقوس وشعائر

يُعدّ الميلاد، أول عتبات دورة الحياة عند الإنسان، فلا غرو أن يجد العناية والاهتمام المتزايدين من قبل المجتمعات، التي عرفها الإنسان منذ القدم. وفي هذا الإطار نسمع كثيرًا عن ميلاد البطل في الأساطير الإغريقية واليونانية والإفريقية. فالميلاد نقطة الانطلاق لبقية المراحل، التي تشكل دورة الحياة الأساسية للإنسان، التي تجد كل مرحلة منها، عادة، الاحتفاء، فانتقال الفرد من مرحلة إلى مرحلة جديدة، علامة بارزة في نظر المجتمعات الإنسانية، وتصحبها عادة طقوس وشعائر، تدل على أهمية هذا المكون الأساسي من دورة الحياة. وهذا عينه ما تحدثنا عنه المصادر، التي تمت الاستعانة بها للتعرف على دورة الحياة الخاصة بقبيلة الأورومو الإثيوبية.

في هذا السياق يمكن القول: إن قبيلة الأورومو تحتفي بميلاد الأطفال، ويعدونهم أصولًا تستحق الاحتفاء، لا سيما مِن قِبَل العائلات الأوروموية الكبيرة. ويتم الاحتفال بميلاد الطفل حديث الولادة، لأنه سيصبح مستقبلاً، عضوًا عاملاً في القبيلة([15]). ووفقًا لقانون الأورومو (نظام الغدا)؛ فإن الحياة تبدأ عند الولادة. ولا يتم تسمية الطفل قبل الولادة. ولكن يتم إعطاء الأطفال اسم الأورومو اعتمادًا على الظروف المختلفة. إضافة إلى ذلك يتم ختان الذكور، إما في اليوم الثامن أو في السنة الثامنة بعد الولادة. ويمكن إجراؤها قبل السنة الثامنة من حفل الغدا Gadaa، أي سن 32 سنة([16]). هذا، على سبيل الإجمال، وسنتتبع عملية الميلاد، بشيء من التفصيل، ابتداء من رحلة ما قبل ميلاد الطفل (الحمل)، وما يلي ذلك من مراحل في الفقرات التالية.

على الرغم من أن النفس البشرية موجودة قبل الولادة، إلا أن حياة الإنسان تبدأ عند الولادة، أي في الوقت الذي يكون فيه الطفل قد خرج من جسد أمه، وفقًا لقانون وتقاليد الأورومو. وفي أوروميا، يتم مساعدة النساء أثناء الحمل والولادة مِن قِبَل الجيران، أو كبار السن في المجتمع. وقد تكون الرعاية الرسمية قبل الولادة غير مألوفة، لكنَّ النساء تقليديًّا- يزيدن كمية اللحوم في نظامهن الغذائي، ويولين اهتمامًا خاصًّا بالتغذية. وإذا كانت المرأة مستعدة للولادة في أوروميا، فيمكنها إخطار إحدى صديقاتها، وليس زوجها. ومباشرة بعد الولادة، تُعدّ المرأة في حالة وضوع ulmaayee، ويجب أن تظل منفصلة جنسيًّا عن زوجها، حتى تطهير دورة الحيض التالية. وبعد الولادة، من المفترض أن تستريح المرأة في السرير، لمدة أربعين يومًا بحضور نساء المجتمع الأخريات، اللاتي يطبخن لها الأطعمة الخاصة، ويعتنين بأطفالها الآخرين، بينما تستعيد قوتها([17]). وهذا شبيه بعادات متبعة في العديد من المجتمعات الإفريقية والإسلامية.

وقد جرى العرف الأورومي على أن الرجل لا يكون أبًا لمجرد أنه أنجب أطفاله بيولوجيًّا، ولا يمكن له للمطالبة بهذا الحق، إلا بعد أن يقوم بدفع مبلغ مهر العروس بالكامل، وأن الرجل الذي أنجب أطفالًا دون أداء هذا الواجب، ليس له حق قانوني في أولاده. وإلى أن يتم دفع هذا المبلغ، تكون زوجته وأطفالهما ملكًا لوالديها. لذلك، لم يكن المهر ما يُدفع للحصول على زوجة، بل لتأمين قدرتها على الإنجاب. ولذلك، أيضًا، ترغب الزوجة في إنجاب أكبر عدد ممكن من الأطفال، من أجل سداد هذا الاستثمار، الذي قام به زوجها ونسبه. وحتى الآن يفضل ذرية الذكور على الإناث، وخاصة في حالة الطفل الأول؛ وذلك لأن الابن البكر يحلّ محل والده، ويصبح وريثه الشرعي([18]).

من الواضح أن هذا التفضيل للأبناء في المجتمعات الأورومية، خصوصًا في جنوب إثيوبيا، يمكن تفسيره بحقيقة أنه لا بد من تزويج البنات، والتشدد في ذلك؛ لأنهن لا يمكنهن وراثة تركة والدهن، وفقًا للأعراف الأورومية. ولذلك ظلت المرأة الأورومية التقليدية حريصة على سداد ديون ثروتها كامرأة، عن طريق إنجاب أكبر عدد ممكن من الأطفال، وهو ما يمكن من خلاله، أيضًا، أن تؤسس ارتباطها الخاص مع المجتمع، الذي تزوجت منه، وكان الشعور بالسخرة، بمثابة فشل من جانبها في تحقيق ذلك الوفاء بهذا الالتزام([19]). والحق أن تفضيل الذكور على الإناث، لا سيما في حال المولود البكر، وحرمان المرأة من ميراث والدها؛ هي ثقافة قديمة منتشرة في كثير من المجتمعات، التي عرفتها المعمورة قديمًا وحديثًا.

في سياق ما بعد ميلاد الطفل، هناك العديد من الطقوس المرتبطة بتسميته، والتي تتراوح من العرض العام للرضيع، ضمن تجمع غير رسمي لمجموعة عائلية إلى الاحتفالات المفصلة، التي يتم فيها منح الأسماء مِن قِبَل الزعماء الدينيين أو المجتمع المحلي. ومن بين بعض المجموعات الأورومية، قد يكون اسم الطفل، هو نفس اسم أحد كبار السن المحترمين، أو قد يتم اختياره للتعبير عن جوانب من عرق أو ثقافة معينة. وقد يتم إقامة طقوس لترسيخ تلك التقاليد. وقد يكون الفعل الذي يبدو بسيطًا مثل إعطاء اسم لطفل عنصرًا حاسمًا في تشكيل الهوية، وأخذ مكانة الفرد في المجتمع، وقد يكون مهمًّا جدًّا لدرجة أن المجموعات تُعبِّر عن قيمة عملية التسمية من خلال الإجراءات الرسمية([20])، التي غالبًا ما يكون نظام الغدا يقف خلفها.

وفي حين أن الأسماء والتقاليد المرتبطة بها مهمة في معظم المجموعات، التي تنتمي إلى قبيلة الأورومو، فقد طورت بعض المجموعات طقوسا، تُجسِّد أهميتها من خلال الإجراءات والعروض. وبالمثل، يذكر أن طقوس التسمية، مثل أي طقوس أخرى في الغدا، يتم إجراؤها مرة واحدة كل ثماني سنوات، وأن جميع الرجال الذين هم في جيل الغدا (من سن 41- إلى سن 48 سنة)- سيعطون اسمًا مشتركًا لجميع أطفالهم. ويقود الطقوس “أبا الغدا”، وتتضمن ذبح ثور، وصلاة، وأداء الأغاني الشعبية([21]). وهكذا يستمر الاحتفاء بميلاد الأطفال، حتى ينتقل إلى مرحلة أخرى من مراحل دورة الحياة الخاصة بقبيلة الأورومو.

مجمل القول فيما يخص الميلاد: أن هذه المرحلة الأولى من دورة الحياة عند قبيلة الأورومو تحظى بالاهتمام، لا سيما مِن قِبَل الأسر الكبيرة، بل يتم الاهتمام الواضح بالمرأة الحامل مِن قِبَل الجيران وكبار السن. كما تحظى باهتمام كبير بعد الولادة. وكل ذلك في ضوء الأعراف والتقاليد الأورومية، التي في مقدمتها نظام الغدا. وإن المرأة الأورومية تفضل إنجاب أكبر عدد من الأطفال من أجل سداد استثمار ما قام به زوجها ونسبه. كما يفضل المجتمع الأورومي الذكور على الإناث؛ لأن الذكور يحلون محل آبائهم، ويصبحون الورثة الشرعيين لهم. ويفضل المجتمع الأورومي تزويج البنات، على جناح السرعة، لأنهن لا يرثن تركة آبائهن. إضافة إلى ذلك هناك العديد من الطقوس الخاصة بميلاد الطفل، ومسيرته، وتسميته، حتى يصل إلى دورة أخرى من دورات الحياة. فقد يتسمى بنفس اسم أحد كبار السن المحترمين، أو قد يتم اختياره للتعبير عن جوانب من عرق أو ثقافة معينة، وغير ذلك. وقد تتضمَّن الطقوس المصاحبة لميلاده: ذبح ثور، وصلاة، وأداء الأغاني الشعبية. وهذه تفاصيل يقف وراءها في الغالب نظام الغدا.

الزواج: احتفالات وطقوس ومؤسسة ذات وظيفة

يحظى الزواج في مجتمع الأورومو، ومِن قبله الخطوبة، بأهمية خاصة. ولهما تفاصيلهما، التي تحكى في هذا المقام. وكما هو متوقع بأن مجتمعًا كبيرًا تضمه أوروميا، في الجنوب الإثيوبي، ويدين بأكثر من ديانة (الإسلام، والنصرانية، والأديان الإفريقية التقليدية). إضافة إلى أن له نظامًا يحكمه (نظام الغدا)- كما هو متوقع، لا يمكن أن يكون له نمط واحد في الزواج. فالثقافة الأورومية، تحثّ على الزواج، كما تمت الإشارة من قبل. وهنا نشير إلى أن تلك الثقافة تحضّ على التعدد في الزواج؛ طمعًا في كثرة الأبناء والبنات، الذين يعدون رصيدًا استثماريًّا واجتماعيًّا للعوائل الأورومية. وسنعرف معلومات مهمة عن مؤسسة الزواج فيما يلي، على أن ندخر الحديث عن مرحلة الخطوبة وأهميتها، بعد أن نقدم معلومات أساسية عن تلك المؤسسة في مجتمع الأورومو.

في البدء لا بد من الإشارة إلى أنه لا يوجد مصطلح واحد يشير إلى “الزواج” في لغة الأورومو. فهي تستخدم الفودا Fuud’a  في حالة الرجل، والهيرونيا heerunia  في حالة المرأة. وكلمة “فودا” تعني حرفيًّا “أخذ”، في حين تشير “هيرونيا” إلى اكتساب الوضع القانوني، وهي تعني ضمنًا أن الفتاة لم تعد تحت رعاية وسيطرة الوالدين. ويمكن تفسير هذا المعنى الأخير من خلال حقيقة أن الفتيات حتى يتزوجن، لا يتمتعن بأيّ خبرة جنسية، ويحظر القانون تمامًا إنجاب الأطفال مِن قِبَل امرأة غير متزوجة. ويتضمَّن معنى “الفودا” فكرة أن العريس وعشيرته “يأخذون” العروس، بينما “تعطي” عشيرة العروس زوجة. ولذلك فإن المرأة هي موضوع الهدية، والتبادل بين مجموعتين اجتماعيتين. على أن الزواج لا يكون في مجتمع الأورومو التقليدي مصدر قلق ديني ولا عام؛ وإنما يكون عقدًا خاصًّا. ومع ذلك، لا يكون الطرفان المتعاقدان هما الشخصين المعنيين، بل عائلتيهما. إضافة إلى ذلك يلعب الأعمام والأخوال دورًا مهمًّا في مفاوضات وعملية الزواج([22]).

وفي منحى مشابه، يُعدّ الزواج من أهم الطقوس في ثقافة الأورومو. وذلك أن هناك ثلاثة أشياء يأخذها الأورومو بعين الاعتبار في حياتهم، وهي: الولادة والزواج والموت (الوفاة). وهذه الأحداث، في رأيهم، هي التي تضيف إلى الأسرة، أو تنقص منها. ولا شك أن في مجتمع الأورومو تختلف عادات الزواج من حيث النوع والاسم والاحتفالات، إلى حد ما من مكان إلى آخر. وبشكل عام، هناك ثلاثة أنواع من الزواج بين الأورومو. وقبل ظهور الديانات الأجنبية، وبالتحديد المسيحية والإسلام، كانت طقوس زواج الأورومو تتضمَّن تبادل الهدايا، خاصة مِن قِبَل العروس. وبالنسبة لمجتمع الأورومو فإن الزواج يُعدّ أكثر مؤسسة في ثقافتهم تلقى العناية، فهو يُنظر إليه على أنه طاعة لتفادي الروابط ذات الغشّ، ولتدعيم روابط الدم مع الأسرة الأخرى([23]). ومن هنا يكتسب الزواج أهميته، والاحتفاء به، وذلك لما يترتب عليه من خلق علاقات دم جديدة بين مختلف الأسر الأورومية، يستوي في ذلك الأسر المسلمة، والأسر النصرانية، والأخرى التي تدين بالديانات التقليدية.

تبين لنا العديد من الدراسات والأبحاث، التي سلطت الأضواء على مجتمع الأورومو التقليدي، بالدراسة والبحث تبين لنا بوضوح، أن الوظيفة الأساسية للزواج في ذلك المجتمع، تتمثل في السيطرة على الأطفال، وإضفاء الشرعية عليهم. وأنه على الرغم من أن الزواج أعطى أيضًا السيطرة على النشاط الجنسي، إلا أن هذه لم تكن الوظيفة الأساسية للزواج. وأنه من خلال الزواج، يكون العقد بين فردين (العريس والعروس)، ومِن ثَم يتم ربط العائلتين النوويتين “إبدا” ibidda ، والنسب الصغير “وارا” warra ، والنسل بأكمله “با / با / لا” ba/ba/la ، والعشيرة “نيانا” niana ، والمجتمع “غوسا”  gossa، على مستويات مختلفة. وبمجرد عقد الزواج، يتم إنشاء هذه العلاقات، التي تم دمجها في النظام تلقائيًّا([24]). وتظهر هنا الوظيفة الأساسية للزواج في مجتمع الأورومو، فبالإضافة إلى إضفاء الشرعية للأطفال، فإنه  ليس فقط عقدًا بين فتى وفتاة، وإنما يمتد إلى ربط عائلتين نوويتين، ومِن ثَم نسب صغير، ثم نسل بأكمله، ثم عشيرة، ثم مجتمع. وهذا يُضفي أهمية كبيرة على الزواج كمؤسسة يُحتفَى بها في مجتمع الأورومو.

ووفقًا لقوانين الأورومو، وفي مقدمتها نظام الغدا؛ يجب على العريس أولاً أن يذبح حيوان الراكو  rakoo، أو حيوان سفك الدماء، على المدخل، قبل أن يتمكن من اصطحاب العروس إلى المنزل. وهذا الحيوان من الراكو يمثل عقد الزواج. وإن قتل حيوان الراكو يقطع الرابطة بين الفتاة المتزوجة ووالديها، وفي الوقت نفسه ينشئ رابطة جديدة بين الفتاة ووالديها الجدد. ومن هذه اللحظة فصاعدًا، ستخاطب العروس والديها الجدد بنفس المصطلحات، التي استخدمتها مع والدها ووالدتها، “آبو” aabo، و”آيو”   aayo على التوالي([25]). والحق أن ما يتعلق بحيوان الراكو، وما يمثله من طقس مرتبط بالزواج عند الأورومو، ربما يكون مُمارَسًا في بعض المجتمعات المحافظة على الديانات التقليدية، وبعض الأُسر المخلطة بين تلك الديانات والديانتين السماويتين. فهو على ما يبدو أشبه بأسطورة، كانت تُمارَس في القدم، ولها بعض آثار ممارسة في الوقت الحاضر.

تمت الإشارة قبل قليل إلى أن مجتمع الأورومو تمارس فيه ثلاثة أنواع الزواج، وذلك على النحو التالي([26]):

أولاً: الزواج الرسمي: وهو نوع من الزواج يتم فيه الحديث بين والدي الزوجين مع بعضهما البعض حول ما سيتم القيام به. وهذا النوع من الزواج له أسماء مختلفة في المناطق المختلفة للأورومو. وهذا الزواج يتم ترتيبه تقليديًّا مِن قِبَل كل عائلة بحسب مرتبتها. وقبل الموعد المحدد للزواج، تحدث أشياء كثيرة، يتأكدون منها. ومن ذلك أن عائلة الفتاة ليس لديها أفراد من المصابين بالجذام؛ وليس فيها من يعمل في الحرف اليدوية للرجال، مثل: الفخار وما إلى ذلك. وأخيرًا بعد نجاح الإجراءات السابقة- يتوصل الوالدان إلى اتفاق، وينخرط الرجل والمرأة (المخطوبان) في عملية الزواج. وعلى الوالدين تحمل كافة نفقات الزفاف.

ثانيًا: الزواج غير الرسمي: وهو شكل من أشكال الزواج، يميل فيه الصبي أو الفتاة إلى البقاء في منزل والديهما. على سبيل المثال، يصادف أن يظل الصبي عازبًا (لعدة أسباب إما لأنه ليس وسيمًا، أو لأنه من عائلة ذات وضع اجتماعي منخفض، ولا يستطيع دفع المهر). وعلى عائلة الفتاة أن تنتظر طويلاً وتلبية المطالب المالية والاجتماعية لوالدي الفتى. وفي بعض الأحيان تشارك والدة الفتاة في ترتيب زواج ابنتها عن طريق الهوى، وهو نوع شائع بين الفقراء. وعندما لا تتمكن الفتاة من الحصول على أي شخص يطلب يدها للزواج، لأنها قد تكون قبيحة أو أن والدها لديه عين شريرة “كما يقال” مِن قِبَل المجتمع، فإنها تختار أي شخص تريده.

ثالثًا: الزواج المشروط: ويعتمد هذا النوع من الزواج على حدوث حوادث ما. على سبيل المثال، زواج الضالع (الميراث)، وهو نوع الزواج بين المرأة وأخ الزوج المتوفى. ومن بين هذا المجتمع الأبوي؛ حيث يضمن الزواج استمرار الأطفال في نسل الأب. ومن المعتاد أن يرث الأرملة أخ الزوج المتوفى. ولذلك فإن وقوع الحادثة (في حال وقوعها) من شأنه أن يجعل المجتمع يبحث عن خيار آخر.

وقبل أن نشير إلى القيمة الكبيرة، التي أولاها المجتمع الأورومي لتعدد الزوجات، نرى أنه من الأفضل تقديم نبذة مختصرة عن مرحلة الخطوبة، كفترة تمهيدية للزوج عند الأوروميين؛ لأن هذه المرحلة تحتوي على بعض الإجراءات والطقوس، التي تدل على احتفاء مجتمع الأورومو بهذه المرحلة، التي يعدها من الأهمية بمكان؛ لأنها مدخل للزواج، وهو جزء أصيل من دورة الحياة عندهم.

بعض المصادر تحدثنا عن أن الأورومو على دراية جيدة بفن الخطوبة؛ حيث تبدأ طقوس زواجهم التقليدية قبل سنوات من حفل الزفاف الفعلي. وبالنسبة لهذه القبيلة، يُعدّ المجتمع أساس كل شيء، وبالتالي، فإن عملية الخطوبة بأكملها مدفوعة بالحاجة إلى ضمان قدرة الزوجين على الاندماج بشكل صحيح في مجتمعات وعشائر شريكهما. ولضمان ذلك، يتم إجراء عملية فحص دقيقة، والتي قد تستغرق ما يصل إلى عامين، قبل أن تؤدي إلى حفل زفاف. وعندما يتعرف شاب من الأورومو على الفتاة، التي يرغب في قضاء سنواته معها، وتبدأ عملية الخطبة الرسمية، المعروفة باسم “النقاطا” Naqataa؛ يجب على الصبي من أجل الفوز بموافقتها على الزواج، أن يُظهر ليس فقط المسؤولية الشخصية، بل الاجتماعية أيضًا. وهذا يعني أنه يجب أن يكون قادرًا على تلبية احتياجات زوجته ومجتمعها([27]). ولعل هذا النوع من التمهيد للزواج يصدق على الزواج الرسمي، ولا يمكن تصور حدوثه، مع النوعين الآخرين (غير الرسمي والمشروط)، اللذين تحكمها ظروف مختلفة تمامًا.

وبحسب البروتوكول، يبلغ الصبي والده باهتمامه بفتاة بعينها، ثم يتوجه والده إلى عائلة الفتاة ليطلب اللقاء. وتجري كلتا المجموعتين من الآباء، بحثًا متعمقًا عن عائلات بعضهم البعض؛ للتأكد من أن الطفلين ليسا مرتبطين بالدم، وأن خلفياتهما متوافقة. وليس كبار السن فقط هم الذين يشاركون في هذا، ولكن الشباب أيضًا يلعبون دورًا في هذا المجال، حين تدرك فتيات الأورومو تمامًا نوايا الخاطبين الذكور. وعادة ما ترسل رسالة موافقة إلى الشريك المختار، بمساعدة صديقاتها المقربات. ومع هذه الدفعة من التشجيع، يمكن للصبي أن يشعر بالثقة أثناء سفره للقاء أهل زوجته المحتملين([28]). وذلك لضمانه مبدئيًّا بقبول طلبه في الزواج، بعد عمل إجراءات أخذت وقتًا طويلاً بالفعل.

ودلالة على أهمية اللقاء الأول، يتزيّن الحاضرون بملابس خاصة، ويحمل أهل الخاطب معهم عصا تسمى “السينقي” siinqee، تُترك خارج منزل الفتاة للإشارة إلى أن عملية الخطوبة قد بدأت رسميًّا. وإذا سار الاجتماع الأول على ما يرام، يتم ترتيب اجتماع ثان، وهذه المرة، يُسمَح للصبي بإحضار السينقي siinqee إلى داخل المنزل للدلالة على موافقة أهل زوجته. وعلى مدار العامين التاليين، تستمر الاجتماعات، ويقوم الصبي بمهام لإثبات جدارته. وبمجرد رضا عائلة الفتاة، يتم التخطيط لحفل الزفاف. إن الخطوبة إلى حد كبير، تعد علاقة طويلة؛ حيث تستمر الاحتفالات لمدة ثلاثة أيام أو أكثر، بعد الموافقة. وتُغدق الهدايا على عائلة العروس، ويشرف شيوخ المجتمع على الاحتفالات. وفي اليوم الأخير من الحفل، يتم إرجاع العروس إلى المنزل، وبعد طول انتظار، يتم إعلان زواجهما([29]). وعلى بركة الله تبدأ حياة جديدة في التشكل.

والحق أن هناك الكثير من الإجراءات والطقوس التفصيلية، التي تخص الخطوبة في مجتمع الأورومو، اكتفينا بالقليل منها، فقط للتوضيح بأهمية هذه المرحلة المهمة، التي تسبق الزواج، والتي تكشف، بحسب التقاليد والأعراف الأورومية، مدى صلاحية زواج الفتى والفتاة للزواج، من عدمها. كما تكشف صرامة نظام الغدا في هذا المجال.

أما في ما يخص تعدد الزوجات في المجتمع الأورومي التقليدي؛ فإنه من المثير للاهتمام أن هذا التعدد، ليس فقط لأنه أحد العوامل، التي خلقت تضارب المصالح بين الزوجات وأطفالهن، ولكن أيضًا باعتباره مجالاً يمكن من خلاله رؤية الآليات الثقافية المستخدمة لحلّ هذا النوع من الصراعات.

وفي الواقع، هناك نسبة صغيرة فقط من رجال الأورومو تستطيع تحمل تكاليف تعدد الزوجات. لذلك يمكن القول: إن تعدد الزوجات بالأحرى من اختصاص الأغنياء، وليس ممارسة شائعة. وكقاعدة عامة، عادة ما يكون للرجل العادي زوجة واحدة فقط، في حين أن الرجل الفقير لا يكون قادرًا على تحمل تكاليف زوجة واحدة. وبين الطبقات الغنية متعددة الزوجات في مجتمع الأورومو التقليدي- يختلف هيكل الأسرة عن هيكل الأغلبية الأحادية. وبطبيعة الحال، فإن كلّ رجل يرغب في أن يكون لديه أكبر عدد ممكن من الزوجات، ليس لأنه مهووس بهذه الفكرة بشكل خاص، ولكن لأنها تُعدّ مؤشرًا على الثروة([30])، التي يمتلكها، فبقدر حجم الثروة، التي يمتلكها الرجال يكون عدد زوجاته.

إن تعدد الزوجات لا يسمح للرجل بإنجاب المزيد من الأطفال والأسرة، وبالتالي تمكينه من توسيع شبكة علاقاته القرابة فحسب، بل يوفر له أيضًا قاعدة اقتصادية أوسع؛ حيث إنه تحت تصرفه عمل عدد أكبر من النساء/ الزوجات والأطفال. كما أن يمكن من رؤية عمق ودرجة علاقات القرابة العائلية من وجهة النظر الأبوية والأمومية. مع ملاحظة أنه لا يُحسب النسب في مجتمع الأورومو التقليدي إلا من خلال خط الذكور، وبالتالي لا يُسمح لأي طفل ذكر إقامة أي علاقات جنسية مع النساء المنتميات إلى المجموعة، التي ينتمي إليها أصل والده. وبالمثل، فإن العديد من البنات الأوروميات يتزوجن من الرجال خارج هذه المجموعة([31]). وعلى ذلك فإن الشائع في الزواج عند الأورومو أن يكون زواجًا بعيدًا عن محيط القرابات من الدرجة الأولى والثانية؛ إذ يتحتم على من يريد الزواج البعد عن الزواج من مجموعته التي ينتمي إليها أصل والده.

وقبل أن نختم موضوع الزواج كمحطة مهمة في دورة حياة قبيلة الأورومو؛ يجب الإشارة إلى موضوع ذي صلة به، وهو التبني، الذي يمثل ظاهرة قديمة، عرفها المجتمع الأورومو، وتُعدّ ركنًا أساسيًّا في ذلك المجتمع.

لقد تبيّن من خلال اطلاعنا على بعض المصادر، التي تصدت إلى دراسة ظاهرة التبني في مجتمع الأورومو؛ أن هناك إجراءات رسمية وطقوسية للتبني في قانون الأورومو Oromo Law؛ حيث يسمى التبني “غودّيفاتشا”Guddifachaa ، وهو موجود، أيضًا، في قانون الغدا  Gadaa Law بطريقة توجيهية للغاية؛ لأن التبني في نظر الأورومو هو في الأساس نقل الملكية من أحد الوالدين إلى آخر. وفي معظم النواحي، يكون الوالدان بالتبني تجاه الطفل مثل أيّ والد حقيقي. ويشير قانون الغدا إلى أن مَن يربي طفل غيره يُعدّ كأنه قد أخرجه إلى الدنيا جسديًّا. وبالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون إنجاب أطفال، فإن تربية الأطفال بالتبني تفي بالتزامهم بأن يكونوا مثمرين ومتكاثرين. إضافة إلى ذلك، يمكن تسمية الطفل رسميًّا بأنه طفل الوالدين بالتبني، ويدين للوالدين بالتبني بنفس واجب الاحترام، كما هو الحال مع الوالد الحقيقي، ويلاحظ الحداد الرسمي على الوالدين بالتبني، كما يفعل مع الوالدين الحقيقيين([32]).

نستنتج مما تم تناول في موضوع الزواج، كجزء أصيل من دورة الحياة عند قبيلة الأورومو؛ أن الزواج في مجتمع الأورومو، ومن قبله الخطوبة، يحظيان بأهمية خاصة. وأن هذا الزواج تتعدد أنماطه، فمنه الرسمي، ومنه غير الرسمي، ومنه المشروط. وأن عادات الزواج تختلف من حيث النوع والاسم والاحتفالات، بسبب المساحة الشاسعة، التي يسكنها الأورومو، والديانات المختلفة التي يعتنقونها. وأن الأغنياء المنتمين إلى هذه القبيلة يجنحون إلى التعدد في الزوجات، من منطلقات اقتصادية واجتماعية في المقال الأول. إضافة إلى ذلك فإن مجتمع الأورومو يُولي الخطوبة وما يصحبها من طقوس واحتفالات أهمية، وذلك لأن عملية الخطوبة بأكملها مدفوعة بالحاجة إلى ضمان قدرة الزوجين على الاندماج، بشكل صحيح في مجتمعات وعشائر شريكهما. هذا، إضافة أيضًا إلى ذلك أن المجتمع الأورومي منذ القدم عرف ظاهرة التبني، التي يُنظّمها قانونا الأورومو والغدا.

الموت: مزيج الحزن والتكافل والطقوس المتباينة

نختم حديثنا عن دورة الحياة عند الأورومو عند مرحلة مهمة من تلك الدورة، وهي الموت (الوفاة)، الذي تُختم به الحياة الدنيا. وقد ذكرنا مِن قِبَل اهتمام الأوروميين بالميلاد، والزواج، والموت اهتمامًا خاصًّا. وهذا يعني أنها جميعًا تُمثِّل لهم أحداثًا؛ ينبغي التوقف عندها، بل وربطها بطقوس تبين أهميتها لديهم. في هذا الجزء سنتعرف أكثر عن هذه المرحلة من دورة الحياة عند الأورومو، وما تمثلها في حياتهم، وكيف يتعاملون مع المحتضر؟ وكيف يستقبلون الموت؟ وهل هناك إجراءات وطقوس معينة، تتبع في هذا المقام؟ وهل هناك اتفاق واحد لدى القبيلة في التعامل مع يرتبط بالموت، انطلاقًا من أنهم ذوو خلفيات دينية مختلفة، وغير ذلك من التساؤلات.

الحقيقة أنه عندما يموت شخص ما في إثيوبيا على جهة العموم، بالإضافة إلى علامات الحزن التقليدية، هناك خصائص محددة للمجتمعات، التي تقطن في الريف، وتلك التي تسكن المدن الكبرى والحواضر، في تعاملها مع هذا الأمر الحتمي. وقد تكون استجابات الحزن المتعارف عليها عالميًّا، هي نفسها مختلفة في البلاد، ولكن الطقوس المسموح بها ثقافيًّا من أحزان تختلف بشكل كبير بين المجموعات العرقية والدينية والثقافية.( ([33]وفي الأحوال كلها يُعد الموت حدثًا مهمًّا يجمع أفراد المجتمع معًا لتوديع العضو المتوفى([34])، الذي تختلف مكانته الاجتماعية والاقتصادية والدينية والعمرية في مجتمعات، شديدة الحساسية في التعامل مع أفرادها، الذين يأخذهم الموت ببطء أو على عجل.

وقبل أن نتحدث عن الموت بصورة أشبه بالتفصيلية، وكيفية التعامل معه في أرووميا؛ حيث يتساكن الأوروميون مع قوميات غيرهم، دعونا نتحدث قليلاً عن مرحلة ما قبل الموت، وهي مرحلة الاحتضار، وكيف يتم التعامل معها؛ لأنها تمثل فترة مهيأة للانتقال إلى دار جديدة، عامرة، يتحتم الانتقال إليها.

تسرد مصادر عديدة الكثير من الحكايات عن مرحلة الاحتضار، في جنوب إثيوبيا؛ حيث يسكن الأورومو وغيرهم. ومن ذلك أن العائلات والجيران تقدم بشكل عام الرعاية لأولئك الذين يعانون من المرض، ويقتربون من نهاية الحياة. وفي بعض الأحيان، يقع قرار الإبلاغ عن الوفاة الوشيكة على عاتق الأسرة والأقارب المقربين، الذين قد يتخذون موقفًا لدعم المحتضر، وعادة ما يمتنعون عن نشر الأخبار السيئة بإبلاغ المرضى بوفاتهم الوشيكة. ويتم ذلك بروح “المحافظة” على الألم والمعاناة، التي يتعرض لها المحتضرون. وأنه في المنزل، عادة ما يتم الاحتفاظ بالشخص المحتضر في مكان منفصل. ويتم الاعتناء به مِن قِبَل أفراد الأسرة المقربين، وكبار السن الذين لديهم خبرة سابقة في رعاية المحتضرين. كما يتم تقديم الطعام للمحتضرين، وتشجيعهم ودعمهم على تناول الطعام، إذا سمح الوعي بذلك([35]).

بالإضافة إلى ذلك جرت العادة، أن يكون هناك شخص واحد يلازم الشخص المحتضر، ربما ليراقب انتهاء الحياة؛ لتنبيه كبار السن الذين يشخصون نهاية الحياة. وبشكل عام، تجتمع العائلات معًا لتقديم الرعاية للمحتضرين، وتوفير الرعاية الداعمة. وما يلفت النظر هو الأنسجة الممتدة في المجتمع، الجيران والأقارب، حتى أولئك الذين قد لا ينسجمون معهم عادة، يضعون خلافاتهم جانبًا، ويأتون لزيارة الشخص المحتضر، ويقدمون كلمات مشجّعة للعائلة في محاولة للحفاظ عليهم. وعادة، يتم إجراء مقابلة قصيرة وتحية للشخص المحتضر، ويبقى الضيوف في منطقة منفصلة. وإذا كان ذلك متاحًا، سيتم استخدام غرفة المعيشة أو المساحة الخارجية للبقاء مع العائلة، وتقديم كلمات داعمة، ومشاركة هموم الأسرة وضغوطها([36]). والاهتمام بالمحتضر، على هذا النحو، ليس وقفًا على الأورومو، وإنما نشهد له مثيلاً، في البلدان العربية والإسلامية.

في جنوب إثيوبيا، تحديدًا في أوروميا؛ حيث تتعايش مجموعات عرقية مختلفة، كما أشرنا مرارًا، عندما تواجه الأسرة حقيقة الموت، بانتقال المحتضر إلى الرفيق الأعلى، أو بموت الفجاءة، يتم تقديم الدعم المجتمعي في شكل مال ووقت وعمل بدني؛ لأنه الطريقة الوحيدة لدعم الأسر المكلومة([37]). وفي أوروميا نفسها، نلحظ أن التعامل مع الجثمان وإدارة عملية الجنازة وإحياء ذكرى الوفاة، يتبع طقوسًا محددة ثقافيًّا. وأنه يتم التعامل مع عملية إبلاغ أفراد الأسرة بحساسية كبيرة. ويتم تنسيق أخبار الوفاة بعناية، ويتم تنفيذها مِن قِبَل مجموعة من كبار السن، أو أفراد المجتمع المحترمين. وبمجرد الإعلان عن الأخبار السيئة، يبدأ الناس بالتجمع في منزل المتوفى. وعادة، تعبر العائلات عن حزنها علانية، فأفرادها يبكون، وينتحبون بصوت عالٍ، وينادون باسم المتوفى، ويضربون جباههم وصدورهم. وقد تخدش القريبات وجوههن وتمزيق شعرهن، أو يرمين أنفسهن على الأرض، أو يغمى عليهن، كمظهر من مظاهر الحزن الشديد. وغالبًا ما يردد الرجال الأغاني، ويمدحون ويروون القصص عن المتوفى([38]). وجزء كبير من هذه الأفعال، نلحظه في حال حدوث وفيات في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وفيها يفقد الصبر عند الصدمة الأولى.

وفي منحى مشابه مكمل يساعد الشباب في تجهيز الغرف، ورعاية الضيوف القادمين، وحفر موقع الدفن وإعداد النعش. وإذا لم يكن لدى الأسرة المكلومة منزل كبير، فإنه يتم إنشاء خيمة بيضاء في الخارج، أو بجانب الشارع لاستيعاب الناس. وعلى عكس أجزاء كثيرة من البلاد؛ حيث يتم دفن الموتى في اليوم نفسه، نجد في المناطق الجنوبية من إثيوبيا، يتم الدفن في اليوم الثالث، وأحيانًا لفترة أطول. وهذا يمنح الأقارب البعيدين متسعًا من الوقت للوصول للدفن. وخلال هذا الوقت، يتم الحفاظ على الجسم من خلال التقنيات التقليدية، باستخدام النباتات الطبية، وحفظه في تابوت خشبي مغطى بثوب قطني جديد. وبالنسبة للنصارى عادة ما يكون موقع الدفن بالقرب من مجمع الكنيسة، أو في مقبرة محلية. وعلى العكس تتبع المجتمعات الإسلامية، شعائر دفن إسلامية شائعة، تتضمن الغسل، وتكفين الجسد، تليها صلاة الجنازة. ويتم الدفن مع التعجيل في اليوم نفسه. مع ملاحظة أن الجنازة، حدثا مهما يشمل المجتمع بأكمله. إنه شأن عام كبير، يتبع قواعد صارمة وعادات دينية([39]).

وبذا يختلف الأورومو النصارى بطوائفهم المختلفة، عن الأورومو المسلمين، عن الأورومو من أصحاب الديانات الإفريقية التقليدية، في تعاملهم مع الموتى، وما يصحب ذلك من طقوس محلية ونصرانية، وشعائر إسلامية، وأماكن دفن، وبطء واستعجال لدفن الموتى. مع التأكد على أن الموت نفسه، يمثل حدثًا كبيرًا بالنسبة للأورومو بمختلف دياناتهم، لذلك لا غرو أن يتبعوا في ما يخص الموت قواعد صارمة وعادات دينية، تعلي من شأن هذا الموت، الذي هو سبيل الأولين والآخرين.

إضافة إلى ذلك قد يحضر الجنازة النموذجية آلاف الأشخاص مع موكب، يتبعه تجمع جماهيري في موقع الدفن. ويواصل الجيران القيام بزيارات منتظمة، ويجلسون مع المفجوعين على الحصير في الأرض. ويفضل ارتداء الملابس المناسبة ذات اللون الداكن أو الأسود. وطوال عملية الفجيعة تقوم أفراد الأسرة من الإناث بحلق رؤوسهن، وارتداء الأوشحة السوداء فوق رؤوسهن، وتجنب الماكياج والملابس المزخرفة والمجوهرات. ويطلق الرجال لحاهم، ويرتدون الزي الأسود. ويمكن تحديد حجم الطقوس، ومدة عملية الفجيعة من خلال عدد من العوامل، بما في ذلك العمر والوضع الاجتماعي والاقتصادي للمتوفى. في حين أن وفاة طفل صغير قد تكون أقل احتفالية، ولا يحضرها سوى الأقارب والجيران، فإن وفاة شخص مسن قد تنطوي على طقوس مطولة. وجرت العادة أن يتم تخصيص يوم الجنازة، وأول 40 يومًا بعد الوفاة كفترة حزن، وبعدها تستمر الحياة الطبيعية للمقربين من المتوفى([40]). وربما تختلف فترة الحزن، أو الحداد على المتوفى من أسرة إلى أسرة، ومن مجتمع أصغر إلى آخر داخل مجتمع الأورومو الكبير.

في سياق الحديث عن الموت كمرحلة من مراحل دورة الحياة عند الأورومو، نشير هنا إلى أن ممارسات فنون المقابر الأورومية المعاصرة، هي جزء من تقاليد الدفن الإفريقية الكبرى في جميع أنحاء جنوب إثيوبيا، وعبر أجزاء من شرق إفريقيا ككل. وأن ممارسات الدفن الأورومية المعاصرة متجذرة بعمق ضمن إطار أكبر تقاليد ومعتقدات الدفن الإفريقية. بل، هناك درجة عالية من التشابه في كل من الشكل والموضوع، والتي يمكن إظهارها بوضوح في البنية المادية وموضوع ممارسات قبور الأورومو. وتظهر هذه العلاقة أيضًا في الممارسات الثقافية المرتبطة بدفن الأورومو. وعلى الرغم من وجود عناصر محددة للنصرانية والإسلام ضمن ممارسات الدفن والمقابر لدى الأورومو اليوم، إلا إنها بلا شك نتيجة لتبني الأورومو لهذه الديانتين على مدار التاريخ. ومع ذلك، فإن الصفات الأساسية لممارسات الدفن والموضوعات الفنية للأورومو؛ إفريقية بحتة([41]).

بقي أن نشير إلى أنه على الرغم من أن الكثير من التفاصيل ما تزال غامضة، حول ممارسات فنون المقابر الأورومية المعاصرة؛ إلا أنه من الواضح أنه لا ينبغي تقويض الابتكار والتقاليد الثقافية الأورومو في السعي وراء التأثير الخارجي على الممارسات المعاصرة. إن تطور ممارسات فن القبور التذكارية للأورومو جدير بالملاحظة للغاية؛ حيث استمرت هذه الممارسة في التطور، ودمج موضوعات الحياة الحديثة، التي تدخل ببطء على مجتمع الأورومو. وفي الوقت نفسه، فإن حقيقة أن هذا التقليد ما يزال مهمًّا جدًّا في ممارسات الدفن عند الأورومو، وربما يصبح أكثر انتشارًا، ما يدل على تمسك الأورومو الشديد بالتقاليد الثقافية والمعتقد الديني، الخاصة بهم، في بيئة، أغلبها يساعد على تلك التقاليد والمعتقدات الدينية([42]). الحق أن الحديث عن ممارسات فنون المقابر الأورومية المعاصرة يحتاج إلى مزيد من تسليط الضوء عليها، لتقديم مقاربة أكثر فهمًا ودقة.

مجمل القول: إن الموت كمرحلة مهمة من دورة الحياة عند الأورومو تحظى بالاهتمام عندهم، ولها طقوسها وشعائرها الخاصة بها، التي تختلف بشكل كبير بين المجموعات العرقية والدينية والثقافية، التي تسكن أوروميا. كما يختلف التعامل مع الميت بحسب مكانته الاجتماعية والاقتصادية والدينية والعمرية. وإذا كانت العائلات والجيران تقدم الرعاية لأولئك المحتضرين، فإنه بحدوث فاجعة الموت، يتم تقديم الدعم المجتمعي في شكل مال ووقت وعمل بدني، للأسر المكلومة مِن قِبَل تلك العائلات والجيران. كما نلحظ أن التعامل مع الجثمان وإدارة عملية الجنازة وإحياء ذكرى الوفاة يتبع طقوسًا محددة ثقافيًّا. وأنه يتم تنسيق أخبار الوفاة بعناية، ويتم تنفيذها مِن قِبَل مجموعة من كبار السن، أو أفراد المجتمع المحترمين، وذلك لأهميتهم الكبيرة في المجتمع الأورومي. كما أنه يختلف الأورومو النصارى بطوائفهم المختلفة، عن الأورومو المسلمين، عن الأورومو من أصحاب الديانات الإفريقية التقليدية في تعاملهم مع الموتى، وما يصحب ذلك من طقوس محلية ونصرانية، وشعائر إسلامية، وأماكن دفن، وبطء واستعجال لدفن الموتى. إضافة إلى ذلك نشير إلى أن ممارسات فنون المقابر الأورومية المعاصرة هي جزء من تقاليد الدفن الإفريقية الكبرى في جميع أنحاء جنوب إثيوبيا، وعبر أجزاء من شرق إفريقيا ككل، مع بعض الإضافات المبتكرة. 

خاتمة واستنتاجات:

حاول هذا المقال التعريف بدورة الحياة عند قبيلة الأورومو الإثيوبية، بقصد زيادة المعرفة، مع التركيز على مراحل: الميلاد والزواج والموت (الوفاة)، باعتبارها أهم مكونات دورة الحياة للإنسان، وذلك في الغالب الأعم من منظور نظام الغدا، الذي تتميز به القبيلة، وقد خلصنا إلى ما يلي:

أولاً: إن الأورومو قومية كبيرة، إذا ما قُورنت بالقوميات التي تجاورها، وتسكن في أراض شاسعة (أوروميا)، مقارنة أيضًا بالأراضي التي تسكنها قوميات أخرى في إثيوبيا. والأورومو الآن بحسب تساكنهم من عدمه مع مجموعات أخرى، ينقسمون إلى قسمين كبيرين: قسم اختلط وتزاوج مع قبيلتي السيدامو والأمهرا، على سبيل المثال. وقسم ثانٍ يسكن المناطق الجنوبية من إثيوبيا مثل: الأروسي والبوران (البورانا)، استطاع أن يحافظ على قدر كبير من العادات والتقاليد الخاصة بالأورومو. ويأتي ضمن ذلك نظام الغدا، على الرغم من أن هذا النظام تأثر كثيرًا بعد اعتناق الإسلام أو النصرانية مِن قِبَل الغالبية العظمى من الشعب الأورومي.

ثانيًا: الأسرة مؤسسة مهمة في مجتمع الأورومو، وهي مُحافَظ عليها من خلال التواصل والممارسات الشفهية عبر ملايين السنين. والأب يقوم بواجبات الإرشاد والتدريس والنصح والدعم. كما أنه المسؤول عن المتابعة الشاملة والنظر والاهتمام، نحو النمو السليم لسلوك الأطفال، والتنشئة الاجتماعية، والتكوين النفسي. وفي المقابل تتبع الأم الشيء نفسه مع ابنتها. والمجتمع الأورومي يولي الاهتمام الواجب للأسرة، ويتبع كل الخطوات في علاقتهم منذ نظام الغدا، الذي يعد الجهة الحاكمة في النظام الإداري للأورومو. وبعض مجموعات الأورومو حافظت إلى حد كبير على البنية التقليدية السليمة للقبيلة؛ حيث تتكون الأسرة من أب وزوجات وذرية من الذكور والإناث.

ثالثًا: نظام الغدا ذو أهمية كبيرة لقبيلة الأورومو، فهو النظام الأكثر شمولاً للجوانب السياسية والقانونية والدينية والاجتماعية لها. ولهذا النظام درجات يتم فيها تقسيم الذكور الأقران. وكل مجموعة من الدرجات تقوم بأداء وظيفة معينة داخل مجتمع الأورومو. وإن نقل المعرفة والمعلومات بشكل رئيسي داخل هذا المجتمع تتم  من جيل إلى جيل من خلال مؤسسات: الأسرة والدين والغدا. ونظام الغدا يتمتع بقيم أخلاقية وقانونية عالية، لذلك خلق بيئة سلمية وسط الأورومو، وحافظ على النظام الاجتماعي. إضافة إلى ذلك يُمكِّن للقيم الاجتماعية والثقافية الأصلية، وغير ذلك من الفضائل، التي تسهم في بيئة محفزة للتعايش السلمي.

رابعًا: الميلاد -باعتباره المرحلة الأولى من دورة الحياة عند قبيلة الأورومو- يحظى بالاهتمام، لا سيما مِن قِبَل الأسر الكبيرة، بل يتم الاهتمام الواضح بالمرأة الحامل مِن قِبَل الجيران وكبار السن. كما تحظى باهتمام جلي بعد الولادة. والمرأة الأورومية تفضل إنجاب أكبر عدد من الأطفال من أجل سداد استثمار قام به زوجها ونسبه. كما يفضل المجتمع الأورومي الذكور على الإناث؛ لأن الذكور يحلون محل آبائهم، ويصبحون الورثة الشرعيين لهم. ويحرص المجتمع الأورومي على تزويج البنات على وجه السرعة؛ لأنهن لا يرثن من تركة آبائهن. إضافة إلى ذلك هناك العديد من الطقوس الخاصة بميلاد الطفل، ومسيرته، وتسميته.

خامسًا: الزواج، كجزء أصيل من دورة الحياة عند قبيلة الأورومو، ومن قبله الخطوبة، يحظيان بأهمية خاصة. وهذا الزواج تتعدد أنماطه، فمنه الرسمي، ومنه غير الرسمي، ومنه المشروط. وتختلف عادات الزواج من حيث النوع والاسم والاحتفالات، بسبب الديانات المختلفة التي يعتنقها الأورومو. والأغنياء المنتمون إلى هذه القبيلة يجنحون إلى تعدد الزوجات، من منطلقات اقتصادية واجتماعية في المقام الأول. إضافة إلى ذلك فمجتمع الأورومو يولي الخطوبة، وما يصحبها من طقوس واحتفالات أهمية، وذلك لأن عملية الخطوبة بأكملها مدفوعة بالحاجة إلى ضمان قدرة الزوجين على الاندماج، بشكل صحيح في مجتمعات وعشائر شريكهما.

سادسًا: الموت (الوفاة) مرحلة مهمة من دورة الحياة عند الأورومو، ويحظى بالاهتمام عندهم، وله طقوسه وشعائره الخاصة به. ويختلف التعامل مع الميت بحسب مكانته الاجتماعية والاقتصادية والدينية والعمرية. وبمجرد حدوث فاجعة الموت، يتم تقديم الدعم المجتمعي في شكل مال ووقت وعمل بدني، للأسر المكلومة.

كما نلحظ أن التعامل مع الجثمان وإدارة عملية الجنازة وإحياء ذكرى الوفاة يتبع طقوسًا محددة ثقافيًّا. كما أنه يختلف الأورومو النصارى، عن الأورومو المسلمين، عن الأورومو من أصحاب الديانات التقليدية، في تعاملهم مع الموتى،  لا سيما فيما يخص أماكن دفن، وبطء واستعجال لدفن الموتى. إضافة إلى ذلك نشير إلى أن ممارسات فنون المقابر الأورومية المعاصرة هي جزء من تقاليد الدفن الإفريقية الكبرى، مع بعض الإضافات.

………………………………….

[1]– انظر: الموسوعة البريطانية على الرابط: https://www.britannica.com/topic/Oromo  

[2] – المرجع نفسه.

[3]– للمزيد من المعلومات، انظر:  Oromo People | History, Culture & Characteristics على الرابط: https://study.com/academy/lesson/oromo-history-culture-religion-people.html، وأورومو (شعب)، على الرابط: https://www.marefa.org/أورومو_(شعب)

[4]– انظر: أورومو (شعب)، على الرابط: https://www.marefa.org/أورومو_(شعب)، مرجع سابق.

[5] انظر: Ethiopian culture، على الرابط: https://culturalatlas.sbs.com.au/ethiopian-culture/ethiopian-culture-family

[6] Getachew Abeshu Disassa and Tsehay Baissa Into(2020): Indigenous Marriage and Family Counseling among Oromo Community in Ethiopia Casamento indígena e aconselhamento familiar entre a comunidade Oromo na Etiópia,  Diversitas Journal, Volume 5, Número 4 (out./dez. 2020),  pp: 3008-3029, p 3026.        

[7] المرجع نفسه، ص 3010.

[8] Gemetchu Megerssa Ruda  (1993): Knowledge, Identity and the Colonizing Structure the Case of the Oromo in East and Northeast Africa, PH.D Thesis, Submitted to the Department of Anthropology, University of London, School of  Oriental and  African Studies, p 161.                                                          

[9] المرجع نفسه، ص. ص 161- 163.

[10] Endalkachew Lelisa Duressa (2012): Oromo Indigenous Philosophy (Gadaa System): The Case of 74th Gujii Oromo Gadaa Power Transition Historical Research Letter, www.iiste.org, Vol.45, 2018, Science, Technology and Arts Research Journal July-Sep 2012, 1(3): 88-96, p 40.                                                                                                        

[11]– المرجع نفسه، ص. 41- 42.

[12] Elderly-Youth Indigenous Deeds Channeling Scheme of the Oromo and for Healthy Youth Development Zelalem Nemera Bultum and Tamene Keneni Walga, p 48- 49.، على الرابط: https://journals.uvic.ca/index.php/winhec/article/view/18596

[13] Endalkachew Lelisa Duressa (2012): Oromo Indigenous، مرجع سابق، ص 42.

[14] Dereje Hinew History of Oromo Social Organization: Gadaa Grades Based Roles and Responsibilities, Wallagga University, Nekemte, Ethiopia, p 96.، على الرابط: https://www.semanticscholar.org/paper/History-of-Oromo-Social-Organization%3A-Gadaa-Grades-Hinew/e402af6911596904611c7dd6e71fcee714f3c5e7

[15] لمزيد من التفصيل، انظر الموسوعة على الرابط: https://www.encyclopedia.com/social-sciences-and-law/anthropology-and-archaeology/people/oromo

[16] انظر التفاصيل في Culture، على الرابط: https://advocacy4oromia.org/oromia/culture/

[17]  المرجع نفسه على الرابط: https://advocacy4oromia.org/oromia/culture/

[18]  Gemetchu Megerssa Ruda  (1993): Knowledge, Identity ، مرجع سابق، ص 162.

[19]  المرجع نفسه، الصفحة نفسها.

[20] Lenin Kuto Hamado and Dejene Gemechu Chala (2015): The indigenous Oromo peacemaking ritual: The case of  Tajoo among Waayyuu Oromo of Arsii, Ethiopia , Received 15 August, 2015; Accepted 23 December, 2015, academic journals  Vol.7(4), pp. 37-45, April, 2016, p 39.                                                                                                 

[21] المرجع نفسه، الصفحة نفسها.

[22] Gemetchu Megerssa Ruda  (1993): Knowledge, Identity ، مرجع سابق، ص 167.

[23] Shambel Tufa Telila(2020): Socio-Economic and Cultural Values of Marriage among of Arsi Oromos, in Hethosa Woreda in Oromia Regional State, Ethiopia Open Journal of Women’s Studies Volume 2, Issue 2, 2020, PP 1-8, p 3.                                                     

[24] Gemetchu Megerssa Ruda  (1993): Knowledge, Identity ، مرجع سابق، ص 167.

[25] المرجع نفسه، ص 162.

[26] Shambel Tufa Telila(2020): Socio-Economic and Cultural Values، مرجع سابق، ص 4.

[27] انظر: Oromo marriage rites، على الرابط:  https://www.paukwa.or.ke/story-series/kerites/marriage-rites/oromo-marriage-rites/

[28] المرجع نفسه.

[29] المرجع نفسه.

[30] Gemetchu Megerssa Ruda  (1993): Knowledge, Identity ، مرجع سابق، ص 165.

[31] المرجع نفسه، ص 166.

[32] انظر: Culture، على الرابط  https://advocacy4oromia.org/oromia/culture/، مرجع سابق.

[33] انظر: Death and Mourning Practices in Rural Ethiopia، على الرابط: https://rootsethiopia.org/2015/06/24/death-and-mourning-practices-in-rural-ethiopia/

[34] انظر: Oromos، على الرابط:  https://www.encyclopedia.com/social-sciences-and-law/anthropology-and-archaeology/people/oromo

[35] انظر: The Value of Death، على الرابط: https://commissiononthevalueofdeath.wordpress.com/2021/05/18/death-and-dying-in-ethiopia/

[36]– المرجع نفسه.

[37]– انظر: Culture، على الرابط:  https://advocacy4oromia.org/oromia/culture/، مرجع سابق.

[38] انظر: Death and Mourning Practices in Rural Ethiopia، على الرابط:  https://rootsethiopia.org/2015/06/24/death-and-mourning-practices-in-rural-ethiopia/، مرجع سابق.

[39] – المرجع نفسه.

[40] – المرجع نفسه.

[41] Christopher Grant: Stones, Slabs, and Stelae: The Origins and Symbolism of Contemporary Oromo Burial, Practice and Grave Art, Part of the African History Commons, and the History of Art, Architecture, and Archaeology Commons,، على الرابط: https://digitalcollections.sit.edu/cgi/viewcontent.cgi?article=1260&context=isp_collection

[42]  المرجع نفسه.

كلمات مفتاحية: الأوروموعرقيةقبيلة
ShareTweetSend

مواد ذات صلة

كوماسي..مدينة الحدائق

كوماسي..مدينة الحدائق

أبريل 30, 2025

تمبكتو بوابة العلم ومدينة الذهب

أبريل 9, 2025
مدينة مومباسا Mombasa “المدينة البيضاء والزرقاء”

مدينة مومباسا Mombasa “المدينة البيضاء والزرقاء”

فبراير 11, 2025
كيب تاون …المدينة الأم

كيب تاون …المدينة الأم

يناير 9, 2025
مدينة طوبى.. مدينة دينية لها قيمة كبيرة عند الملايين من البشر

مدينة طوبى.. مدينة دينية لها قيمة كبيرة عند الملايين من البشر

ديسمبر 19, 2024
زنجبار ..مدينة البهار والرمال البيضاء

زنجبار ..مدينة البهار والرمال البيضاء

نوفمبر 17, 2024

ابحث في الموقع

لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
يشغل حاليا

تويتر

Follow @qiraatafrican

الأكثر قراءة (أسبوع)

أسطول بحري للجيش الصيني يقوم بزيارة نادرة لـ نيجيريا

هل تتَّجه الصين إلى توسيع نفوذها العسكري في إريتريا؟

يوليو 2, 2025

حظر اتحاد “فيسي” الإيفواري.. واتارا يدهس “بيادق” غباغبو على رقعة الحرم الجامعي!

أكتوبر 22, 2024

المساعي الفرنسية للسيطرة على المعادن النادرة في مدغشقر… بين الدوافع والمآلات

يوليو 2, 2025

ترامب يستضيف 5 رؤساء أفارقة لمناقشة الفرص التجارية

يوليو 3, 2025

صدور العدد الخامس والستين من مجلة “قراءات إفريقية”

يوليو 1, 2025

قراءة في كتاب: “العقل والثقافة والتكنولوجيا الإفريقية: رؤى فلسفية”

يوليو 3, 2025

فيسبوك

‎قراءات إفريقية‎
  • قراءات تاريخية
  • متابعات
  • مكتبة الملفات
  • منظمات وهيئات
  • الحالة الدينية
  • حوارات وتحقيقات
  • أخبار
  • الحالة الدينية
  • المجتمع الإفريقي
  • ترجمات
  • تقارير وتحليلات
  • تقدير موقف
  • ثقافة وأدب

الأقسام

  • المجلة
  • كتاب قراءات
  • الموسوعة الإفريقية
  • إفريقيا في المؤشرات
  • دراسات وبحوث
  • نظرة على إفريقيا
  • الصحافة الإفريقية

رئيس التحرير

د. محمد بن عبد الله أحمد

مدير التحرير

بسام المسلماني

سكرتير التحرير

عصام زيدان

© حقوق الطبع محفوظة لدي قراءات إفريقية. تطوير شركة بُنّاج ميديا.

لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
  • الموسوعة الإفريقية
  • تقارير وتحليلات
  • تقدير موقف
  • دراسات وبحوث
  • ترجمات
  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الأخبار
    • الحالة الدينية
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • مكتبة الملفات
    • منظمات وهيئات
    • نظرة على إفريقيا
    • كتاب قراءات إفريقية

© حقوق الطبع محفوظة لدي قراءات إفريقية بواسطة بُنّاج ميديا.