منتدى باريس للاستثمار في الطاقة الإفريقية ..”زيادة العائدات وريادة الطاقة بإفريقيا”

تمهيد:

احتضنت العاصمة الفرنسية باريس يومي 13 و14 مايو 2025م “منتدى الاستثمار في الطاقة الإفريقية”، في نسخته الثالثة. ويُعدّ المنتدى منصةً رفيعة المستوى تجمع صُنّاع القرار والمستثمرين الدوليين لبحث تطوير قطاع الطاقة الإفريقي، وسط اهتمام متزايد بالطاقة المتجددة والانتقال الطاقي المستدام.

 ويشهد المنتدى تنظيم جلسات حوارية رفيعة المستوى، واجتماعات مغلقة بين المستثمرين والمطورين وصُنّاع القرار، بهدف تعزيز التعاون في مجالات النفط والغاز والطاقة المتجددة، بما يسهم في دفع عجلة التنمية في القارة. وذلك بحضور أكثر من ٧٥٠ شخصية، من أكثر من 35 دولة، وأكثر من مائتي منظمة، وما يقرب من ستين متحدثًا. بمشاركة وزراء النفط والطاقة بالقارة الإفريقية وأبرز الفاعلين الحكوميين والخواص، وذلك تحت شعار “زيادة العائدات وريادة الطاقة بإفريقيا“؛ حيث تناول استغلال الغاز الطبيعي المُسَال بوصفه رافعة النمو الاقتصادي لإنتاج الكهرباء وتحقيق التحول الطاقي، كما يناقش آليات تطوير المحتوى المحلي وآفاق إنتاج وصناعة البتروكيماويات.^([1])

 ونحاول من خلال هذا التقرير، عرض أبرز النقاشات والجلسات التي تمَّت خلال منتدى باريس للاستثمار في الطاقة الإفريقية في نسخته الثالثة، من خلال المحاور التالية:

المحور الأول: منتدى باريس للاستثمار في الطاقة الإفريقية… الأهمية والفرص والحضور.

المحور الثاني: منتدى باريس للاستثمار في الطاقة الإفريقية… النسخة الأولى والثانية (2023 -2024م).

المحور الثالث: برنامج النسخة الثالثة من منتدى الاستثمار في الطاقة الإفريقية لعام 2025م.

المحور الأول

منتدى باريس للاستثمار في الطاقة الإفريقية… الأهمية والفرص والحضور

أولًا: أهمية المنتدى والفرص التي يُوفّرها

 منتدى “الاستثمار في الطاقة الإفريقية” Invest in African Energy Forum (IAE) هو منتدى حصري مصمّم لتسهيل الاستثمار بين أسواق الطاقة الإفريقية والمستثمرين العالميين. يوفّر للمندوبين يومين من التفاعل المكثّف مع خبراء الصناعة وصانعي السياسات من إفريقيا وجميع أنحاء العالم، مما يخلق منصة محورية لتعزيز تطوير المحتوى المحلي وتسريع حلول الطاقة المستدامة. يستفيد الحاضرون “من مجموعة كاملة من الميزات المُصمَّمة لتحقيق نتائج مفيدة مثل: يومين من جلسات التفاعل، وحفل استقبال للتواصل، وجلسات التوفيق بين الشركات، وتسليط الضوء على المستثمرين والدول، وغير ذلك. ستُوفّر كلّ من هذه الميزات الرئيسية للمندوبين وصولًا لا مثيل له إلى معلومات وخبرات واتصالات جديدة من شأنها أن تساعد في تشكيل أسواق الطاقة في إفريقيا. ويُمثّل المنتدى فرصة للمندوبين الدوليين والأفارقة للتعاون واكتشاف سُبُل جديدة للاستثمار، مع إحداث تأثير ملموس على التنويع الاقتصادي والتكامل الإقليمي وفرص العمل وكهربة المنطقة.

 يُوحِّد المنتدى مجتمع الاستثمار العالمي، ويستعرض أبرز مشاريع الطاقة والبنية التحتية في إفريقيا. في ظلّ تقييد المؤسسات المالية التقليدية لإقراض الوقود الأحفوري، ويُركّز على تحفيز مصادر جديدة لرأس المال -من مؤسسات تمويل التنمية وبنوك التنمية متعددة الأطراف، إلى صناديق الاستثمار الخاصة وصناديق التقاعد-، مع تعزيز دور استثمارات الطاقة المتنوعة في أمن الطاقة والتصنيع والتحول في قطاع الطاقة في إفريقيا.

• التقاء مستثمري الصناعة؛ أرسى المنتدى أُسس استثمارات جديدة في قطاع الطاقة الإفريقي من خلال حلقات نقاش مُركَّزة على المشاريع، تستكشف إستراتيجيات الحصول على تمويل الطاقة وتنفيذ المشاريع بنجاح، في ظل سعي الدول الإفريقية إلى تطوير موارد الوقود الأحفوري التقليدية إلى جانب حلول الجيل التالي.
• قيادة الاستثمار الحقيقي؛ يُعدّ المنتدى المنصة المُفضَّلة للشراكات والتعاون والمناقشات رفيعة المستوى والحوار المفتوح وفُرَص إبرام الصفقات؛ حيث تُسلِّط الضوء على بلدان مُحدَّدة الضوء على الفرص المتاحة عبر سلسلة قيمة الطاقة، بينما تُشجّع جلسات المائدة المستديرة الإقليمية التعاون بين جميع الدول الإفريقية.

ثانيًا: الفرص التي يوفرها المنتدى

• فرص تواصل لا مثيل لها: بناء علاقات قيِّمة، وتعزيز الشراكات الإستراتيجية، واكتساب رؤًى حصرية من مستثمرين وممولين مرموقين في مجال الطاقة، وكبار المديرين التنفيذيين من شركات التشغيل الرائدة، وشركات النفط الدولية، وشركات النفط الوطنية، وكبار المسؤولين الحكوميين وصانعي السياسات في قطاع الطاقة الإفريقي.
• تقنيات وحلول متطوّرة: التعرُّف على تعقيدات قطاع الطاقة، والاستفادة من الإمكانات الكامنة، والتعاون من أجل بناء شراكات تحويلية، وإطلاق العنان لنمو أعمال غير مسبوق. يجمع هذا الملتقى الرائد مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة في هذا القطاع تحت سقف واحد.
• فرص استثمارية إستراتيجية: التواصل مع نخبة قطاع الطاقة في إفريقيا؛ حيث يجتمع القادة والمبتكرون وصانعو السياسات ذوو الرؤية الثاقبة لتبادل رؤى قيِّمة وبناء شراكات إستراتيجية. واكتشاف فرص الاستثمار الخفية وإمكانات النمو الكامنة، والحصول على وصول مميز إلى نماذج أعمال مبتكرة وإستراتيجيات متطورة.

ثالثًا: الحضور والمُنظِّمون

الحاضرون:

• المُشغّلون الرئيسيون والدوليون والمستقلون.
• شركات النفط العالمية.
• شركات النفط الوطنية.
• مرافق الطاقة.
• شركات الحفر.
• مصافي النفط.
• مشغلو خطوط الأنابيب.
• المستثمرون: مستثمرو التأثير، صناديق الاستثمار الخاصة، صناديق الثروة السيادية، مستثمرو رأس المال الاستثماري، المكاتب العائلية.
• مديرو الأصول، الوسطاء، والتجار، البورصات التجارية، وتجار السلع/العقود الآجلة.
• المؤسسات المالية متعددة الأطراف.
• المؤسسات المالية: ممولو الديون، مديرو الصناديق.
• الاقتصاديون والمحللون.
• المنظمات والمؤسسات الحكومية المعنية بالطاقة.
• الأوساط الأكاديمية والبحث والتطوير.
• الهندسة، إدارة المشتريات والإنشاءات.
• الجمعيات التجارية.
• وسائل الإعلام.

 مستحقّو الرعاية:

• مقدّمو الخدمات ومورّدو المنتجات والتقنيات، ومصنّعو المعدات، ومقدّمو خدمات حقول النفط.
• مقدمو الخدمات: القانونيون، والماليون، والتأمين.
• مقدمو التكنولوجيا: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والبرمجيات، والأجهزة.
• وكالات ترويج التجارة والاستثمار.
• المنظمات والمؤسسات الحكومية المعنية بالطاقة والتعدين والتجارة.
• الخدمات المهنية: الشركات القانونية، وشركات التأمين، وشركات إدارة المخاطر، وصانعو الصفقات، والوسطاء، والاستشاريون.
• غرف التجارة.
• شركات الخدمات اللوجستية.
• شركات النفط الدولية/المشغلون وشركات النفط الوطنية.

 المُنظّم:

 تُعدّ شركة Energy Capital & Power (ECP) منصة استثمارية عالمية رائدة تُركّز على إفريقيا في قطاع الطاقة. من خلال سلسلة من الفعاليات والمحتوى الإلكتروني وتقارير الاستثمار، تُوحِّد سلسلة قيمة الطاقة بأكملها -من استكشاف النفط والغاز إلى الطاقة المتجددة-، وتُسهّل الاستثمار والتعاون العالمي والبينيّ الإفريقي. كما تُكرّس جهودها لجذب الاستثمارات إلى جميع قطاعات سلسلة قيمة الطاقة في إفريقيا والعالم، بما في ذلك استكشاف وإنتاج الهيدروكربونات، وتحويل الغاز إلى طاقة، والتكرير والبتروكيماويات، والبنية التحتية للطاقة، والطاقة النووية، والطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية. كما تُولي أهمية بالغة لبناء العلاقات، وتُتيح الوصول إلى المعلومات والفرصة لعَقْد الصفقات التي تحتاجها شركات الطاقة الإفريقية للنمو.

المحور الثاني

منتدى باريس للاستثمار في الطاقة الإفريقية… النسخة الأولى والثانية (2023- 2024م)

 تدعم غرفة الطاقة الإفريقية (AEC)، التي تُمثِّل صوت قطاع الطاقة الإفريقي، رسميًّا منتدى “الاستثمار في الطاقة الإفريقية”، الذي تُنظّمه شركة Energy Capital & Power، بهدف إحياء قطاع الطاقة؛ من خلال جَمْع المستثمرين الأوروبيين والدوليين مع رواد الأعمال والمستقلين وروّاد الأعمال الأفارقة لعَرْض مشاريع جديدة، والاستفادة من فرص لا مثيل لها في قطاع الطاقة الإفريقي.

 ولا يقتصر تركيز المنتدى على الاستثمار فحسب، بل يشمل أيضًا الشراكات والتعاون المُثمرة؛ حيث يجمع وزراء الطاقة الأفارقة ورؤساء شركات النفط الوطنية والمستقلين مع نظرائهم الأوروبيين، مما يُعزِّز فرص النمو وعقد الصفقات. وقد شهدت نسخة 2023م من الحدث توقيع العديد من الصفقات والشراكات المُميزة.

 لطالما كانت فرنسا لاعبًا محوريًّا في قطاع الطاقة في إفريقيا؛ إذ فتحت آفاقًا جديدة في أحواض النفط والغاز، وقادت نموًّا قائمًا على البنية التحتية. وبصفتها أكبر مطوّر فرنسي للمشاريع في إفريقيا، تتميز “توتال إنرجيز” في هذا المجال؛ حيث طوَّرت مشاريع تحويلية مثل مشروع الغاز الطبيعي المسال في موزمبيق، ومشروع تطوير بحيرة ألبرت في أوغندا، بالإضافة إلى دعم أنشطة المنبع في جنوب إفريقيا، وأنغولا، وليبيا، وغيرها. وفي ناميبيا، حقَّقت اكتشافًا بحريًّا كبيرًا في عام ٢٠٢٢م، مما أطلق موجة جديدة من عمليات الحفر الاستكشافي من شركات النفط العالمية.

 كما تتميز شركة بيرينكو، الرائدة في إنتاج الهيدروكربونات المستقلة بالتزامها المستمر تجاه القارة. وقد أكملت مؤخرًا حملة مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد في جمهورية الكونغو، بالإضافة إلى تشغيل آبار جديدة وقيادة بناء منشأة “كاب دي لوبيز” للغاز الطبيعي المسال في الغابون بتكلفة مليار دولار. كما تُعدّ منارة للتميز التشغيلي، لا سيما في منطقة سيماك؛ حيث تُعزّز النمو من خلال التكنولوجيا والابتكار.

 وفي مجال الخدمات، أثبتت شركات مثل Technip Energies وSLB أنهم شركاء أساسيون لمشاريع النفط والغاز الإفريقية. بدءًا من خدمة المشاريع البحرية مثل Greater Tortue Ahmeyim LNG في السنغال وموريتانيا وCoral Sul Floating LNG في موزمبيق، وصولًا إلى قيادة مشاريع النفط والغاز التجارية في نيجيريا وأنغولا والجزائر والكونغو وغيرها، لا تدعم هذه الشركات مشاريع الهيدروكربون الجديدة فحسب، بل تُساهم أيضًا في انتقال عادل للطاقة في إفريقيا.

 في غضون ذلك، يواصل مطوّرو الطاقة المتجددة الفرنسيون إحراز تقدُّم في دفع عَجَلة التحوُّل في قطاع الطاقة في إفريقيا. وقد استثمرت شركات مثل إنجي، وإي دي إف رينيوابلز، وفولتاليا، وغيرها، بكثافة في إمكانات إفريقيا في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية.

 ومثَّلت نسخة المنتدى الثانية لعام 2024م دليلًا على الالتزام الجماعي بتسخير الإمكانيات المختلفة لتطوير قطاع الطاقة الإفريقي. مع تقديم دعوة واضحة لمستثمري الطاقة وأصحاب المصلحة، تحثّهم على الاستثمار في إفريقيا، وقيادة المشاريع، والقضاء على فقر الطاقة بحلول عام 2030م.

 ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي حدَّدتها اتفاقية باريس بحلول عام 2030م، تحتاج إفريقيا إلى تمويل إضافي سنوي قدره 194 مليار دولار. وبينما تمتلك القارة أكثر من 125 مليار برميل من احتياطيات النفط المؤكدة، و620 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وإمكانات لا مثيل لها في مجال الطاقة المتجددة، إلا أن الكثير من هذه الموارد لا يزال غير مُستغَلّ، مما يُوفّر فرصًا واعدة للمستثمرين الأجانب، وخاصةً الأوروبيين.^([2])

 وقد حملت النسخة الثانية من المنتدى لعام 2024م شعار “تمكين استثمارات الغاز الطبيعي والطاقة الإفريقية: تمويل المشاريع التحويلية”، مع تسليط الضوء على دول بعينها، وفرص استثمارية، ورؤى إستراتيجية حول سوق الطاقة في إفريقيا، وغيرها.^([3])

وتمثلت أبرز أوجه الاستفادة فيما يلي:

• فَهْم أولويات الطاقة في إفريقيا: حظي الحضور في نسخة 2024م بفرصة حصرية للاطلاع على رؤى صانعي السياسات والمسؤولين الحكوميين الأفارقة، الذين استعرضوا مبادراتهم الإستراتيجية لنمو قطاع الطاقة، بالإضافة إلى أحدث الإصلاحات التنظيمية وفرص الاستثمار والتحولات في السياسات. ومن خلال الاستماع مباشرةً إلى كبار صانعي القرار في القارة، تَمكَّن الحضور من مواءمة إستراتيجيات أعمالهم مع أهداف الطاقة الوطنية والإقليمية، وتحديد فرص الاستثمار المتاحة. وأعلن وزير الهيدروكربونات الكونغولي، “برونو جان ريتشارد إيتوا”، عن تشكيل جمهورية الكونغو قانونًا جديدًا للغاز وشركة غاز وطنية، بينما تناول وزير البترول الغابوني، “مارسيل أبيك”، التقدم الذي أحرزته البلاد في توسيع إمداداتها من الطاقة منخفضة الكربون، ووضع إطار ضريبي حافز لتطوير مشاريع الغاز.
• الاطلاع على رؤى سوق أوبك: من خلال عرض تقديمي رفيع المستوى لمنظمة أوبك، وخطاب رئيسي ألقاه الأمين العام للمنظمة، أطلع الحضور على معلومات حصرية حول محرّكات النمو الرئيسية للعرض والطلب على النفط حتى عام 2045م؛ حيث توقعوا تضاعف الطلب على النفط في إفريقيا ليصل إلى 8.2 مليون برميل يوميًّا، وتوسع طاقة التكرير بمقدار 3.2 مليون برميل يوميًّا. ومع توقعات بنمو اقتصادي إيجابي حتى عام 2025م، ألقى العرض الضوء على دور التضخم ومختلف العوامل الاقتصادية والاجتماعية والجيوسياسية المؤثرة على أسواق النفط الخام. وأكد الأمين العام، التزام أوبك بدفع عجلة صناعة النفط في إفريقيا قدمًا، ودور الأسواق الإفريقية والتعاون فيما بين بلدان الجنوب في دفع عجلة النشاط الاقتصادي العالمي.
• استكشاف مراكز الطاقة الإقليمية: استفاد الحضور من تسليط الضوء على أبرز المناطق الإقليمية التي قدَّمت نظرة متعمقة على المشهد الفريد للطاقة، ومناخات الاستثمار، وفرص المشاريع التي تُشكّل أبرز مراكز الطاقة في إفريقيا. أتاح هذا التركيز الإقليمي للمستثمرين تحديد الفرص المُستهدفة وإقامة شراكات إستراتيجية، ومواءمة استثماراتهم مع أهداف تنمية الطاقة الإقليمية. وسلَّطت حلقة نقاش من غرب إفريقيا الضوء على أول إنتاج نفطي من مشروع تطوير حقل سانغومار في السنغال، وحملات الحفر المُرتقبة في غينيا الاستوائية، وجولة مناقصة لـ27 منطقة في غينيا-كوناكري.

وتناولت حلقة نقاش من شمال إفريقيا نهج المنطقة في التحول في مجال الطاقة؛ حيث أعلنت مصر عن خطط لدمج وزارتي البترول والطاقة المتجددة، وأطلقت ليبيا 45 مشروعًا جديدًا قيد الإعداد، بينما يقود المغرب مشاريع انتقالية للغاز والطاقة والهيدروجين الأخضر. وسلّطت حلقة نقاش من جنوب إفريقيا الضوء على اكتشافات المياه العميقة في حوض أورانج في ناميبيا، وكشفت عن خطط جنوب إفريقيا لتعزيز قدراتها النووية والغاز الطبيعي، وقدمت تحديثات حول مشروعَي الغاز الطبيعي المُسال العملاقين الجاري تنفيذهما في موزمبيق.^([4])

المحور الثالث

برنامج النسخة الثالثة من منتدى الاستثمار في الطاقة الإفريقية لعام 2025م

1- إفريقيا على مسرح الطاقة العالمي: تمويل الجيل القادم من مشاريع أسواق النفط والغاز (حلقة نقاش)

 دعت هذه الحلقة رفيعة المستوى كبار المسؤولين الحكوميين والتنفيذيين في قطاع النفط والغاز لمناقشة حجم الاستثمارات اللازمة لإطلاق الجيل القادم من المشاريع الإفريقية. وناقش المشاركون نماذج الشراكة الجديدة، ومتطلبات رأس المال، وتأثير أهداف صافي الانبعاثات الصفرية على توفير رأس المال اللازم لدفع عجلة التنمية المستدامة لإمكانات موارد الهيدروكربون في إفريقيا على المديين القريب والبعيد.

2- النهوض بإمكانات إفريقيا في مجال الغاز الطبيعي المسال: التغلُّب على تحديات البنية التحتية والاستثمار

 تُسهم احتياطيات إفريقيا الهائلة من الغاز الطبيعي وقربها من الأسواق العالمية في وضع القارة كلاعب رئيسي في تلبية الطلب الدولي على الطاقة في ظل التغيرات الجيوسياسية وأولويات المناخ. ومع ذلك، فإن توسيع صادرات الغاز الطبيعي المسال يُثير تحديات كبيرة في البنية التحتية والمالية، لا سيما مع تباطؤ نمو الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال وازدياد حدة المنافسة. واستكشفت هذه الجلسة كيفية تطوير إفريقيا لمراكز الغاز الطبيعي المسال بشكل مستدام، مع الموازنة بين فرص التصدير والتصنيع المحلي والنمو الاقتصادي، مع مواءمة ذلك مع الأهداف البيئية العالمية.

3- إصلاح قطاع الطاقة: آفاق الطاقة في سيراليون

 حيث تم عرض تجربة إصلاح قطاع الطاقة في سيراليون وآفاقه المستقبلية.

4- تحسين الإنتاج في المراحل اللاحقة: تطوير سلسلة التوريد لتحقيق الأداء الأمثل (حلقة نقاش)

 يلعب قطاع المصب دورًا محوريًّا في تحويل موارد الطاقة الخام إلى منتجات ذات قيمة مضافة، مما يدفع عجلة النمو الاقتصادي، ويُعزّز أمن الطاقة. وقد استكشفت هذه الحلقة التقاطع الحاسم بين تحسين الإنتاج في المراحل اللاحقة وتطوير سلسلة التوريد، مع التركيز على إستراتيجيات تحسين الأداء في مراحل التكرير والتوزيع والتسليم للمستخدم النهائي.

5- غرفة الطاقة الإفريقية: جلسة نقاش مغلقة

تواجه إفريقيا تحديًا معقدًا يتمثل في الموازنة بين أهداف المناخ العالمية وحاجتها المُلِحّة إلى التنمية باستخدام مواردها الهيدروكربونية. وناقشت المائدة المستديرة الحلول العملية لتحقيق انتقال عادل ومنصف للطاقة في إفريقيا.

6- حوار مع توتال إنرجيز

تم عقد جلسة استماع وحوار مع شركة توتال إنرجيز، لمعرفة أبرز مشاريعها، وجهودها في دعم قطاع الطاقة في إفريقيا.

7- التمويل المبتكر للطاقة: تحرير رأس المال لتعزيز إمكانات إفريقيا من الموارد الطبيعية المتنوعة

كما سبق وذكرنا؛ تزخر إفريقيا بموارد طاقة متنوعة؛ إذ تضم أكثر من 125 مليار برميل من النفط المُثبت و620 تريليون قدم مكعب من الغاز المُثبت، بالإضافة إلى امتلاكها 60% من إمكانات الطاقة الشمسية الرئيسية في العالم. ورغم هذه الوفرة، تواجه القارة عقبات كبيرة في الحصول على رأس المال اللازم لتعزيز ميزتها التنافسية ودفع عجلة التنمية التحويلية. وقد دعت هذه الجلسة قادة قطاع الطاقة إلى استكشاف حلول استثمارية متنوعة لمواجهة التحديات الفريدة التي تواجهها إفريقيا.

8- استكشاف آفاق جديدة: الابتكار التكنولوجي في قطاع الاستكشاف والإنتاج الإفريقي (حلقة نقاش)

 دعت هذه الحلقة شركات المسح الزلزالي والتكنولوجيا لمناقشة مستقبل الابتكار في مجال الاستكشاف والإنتاج، بدءًا من التنفيذ الناجح للتكنولوجيا، مرورًا بالتصوير الزلزالي ثلاثي ورباعي الأبعاد، واستخراج النفط والغاز بطرق غير تقليدية، والروبوتات والأتمتة، وتحليلات البيانات؛ حيث بحثت الجلسة في كيفية مساهمة التكنولوجيا في تطوير العمليات وتقليل الأثر البيئي، وتحسين أمن أنشطة الاستكشاف والإنتاج في إفريقيا.

9- تحسين عوائد أصول الطاقة الناضجة ومنتصف العمر في إفريقيا (حلقة نقاش)

 مع استعداد قطاع الطاقة في إفريقيا للنمو التحويلي، يُعدّ توسيع نطاق الاستثمار الخاص أمرًا بالغ الأهمية لإطلاق العنان لإمكانات المشاريع عالية التأثير وتعظيم قيمة الأصول الناضجة ومنتصف العمر. استكشفت الجلسة سبل جذب استثمارات من القطاع الخاص تتجاوز 200 مليار دولار إلى القارة، مع التركيز على إشراك المستثمرين المؤسسيين مثل البنوك وصناديق الاستثمار المشترك ورأس المال الاستثماري وشركات التأمين وصناديق التقاعد.

10- استدامة النمو: التزام كونوكو فيليبس تجاه ليبيا ومشهد الطاقة المتطور في إفريقيا.

11- استخدام غاز الاشتعال: أهمية حلول تسويق الغاز المتكاملة متوسطة الحجم.

12- توسيع نطاق الاستثمار الخاص: دور الشركات المحلية في تحفيز عمليات الدمج والاستحواذ

مع تحول تركيز شركات النفط العالمية وتخارجها من أصولها، ينتهز المشغلون المحليون الفرصة لإعادة تشكيل مشهد الطاقة في إفريقيا. تناول الحوار الودي كيف يُسهم اللاعبون المحليون في تحفيز نشاط الدمج والاستحواذ، وتوسيع نطاق الاستثمار الخاص، وتعزيز النمو الاقتصادي. وناقش قادة القطاع التحديات والفرص التي تواجه الشركات المحلية، ودورها في الحفاظ على القيمة في الاقتصادات المحلية، وكيف تُسهم الشراكات الإستراتيجية ونماذج التمويل المبتكرة في فتح آفاق جديدة لملكية الموارد وإدارتها.

13- حوار مع إمبيراتوس للطاقة.

تم عقد جلسة استماع وحوار مع شركة إمبيراتوس للطاقة، لمعرفة أبرز مشاريعها، وجهودها في دعم قطاع الطاقة في إفريقيا.

14- استعراض صفقات النفط والغاز في إفريقيا (جلسة غرفة الصفقات):

 هدفت هذه الجلسة الحصرية إلى توفير منصة لرعاة المشاريع والمطورين والمروجين لعرض ست صفقات مهمة في قطاع النفط والغاز في إفريقيا أمام المستثمرين والمقرضين المحتملين؛ حيث سهّلت هذه الجلسة النقاشات والتواصل وفرص عقد الصفقات في قطاع الطاقة الإفريقي.

15- تمويل التحوّل: إطلاق العنان لرأس المال الخاص من أجل التنمية المستدامة

 يُعدّ تحوّل إفريقيا نحو الطاقة الخضراء مُلِحًّا وفرصةً كبيرة، مدفوعةً بمبادراتٍ مثل الخطة الرئيسية القارية وسوق الكهرباء الإفريقية الموحدة، بهدف مواءمة أنظمة الطاقة وتعزيز التكامل الإقليمي. تهدف الشراكات مع الهيئات الدولية إلى إطلاق العنان للتمويل والتكنولوجيا والابتكار، إلا أن المشاركة القوية للقطاع الخاص تُعدّ أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق النجاح. وقد جمعت هذه الجلسة القادة والمستثمرين لمناقشة تهيئة بيئاتٍ مُمكّنةٍ للمشاريع الخضراء القابلة للتمويل، وإزالة العوائق، وبناء الثقة لتسريع تطوير الطاقة المستدامة في جميع أنحاء القارة.

16- إحداث ثورة في توليد الطاقة في إفريقيا: دور مزيج الطاقة والابتكار

 يتطلب النمو السكاني والتوسع الحضري السريع في إفريقيا حلولًا مبتكَرة لتلبية الطلب المتزايد. استكشفت هذه الجلسة نهجًا متعدّد النماذج لتنويع مصادر الطاقة، يجمع بين مصادر الطاقة المتجددة والوقود الأحفوري، وحلول التخزين والحلول خارج الشبكة، لتلبية احتياجات القارة من الكهرباء.

17- مستقبل شراكات الطاقة العالمية: اغتنام فرص السوق الإفريقية غير المستغلة

 مع تحول ديناميكيات سوق الطاقة العالمية، تُتيح الأسواق الإفريقية فرصًا واعدة للتعاون الدولي. استكشفت هذه الجلسة أهمية الشراكات الدولية من أسواق الطاقة الراسخة والناشئة، مثل الشرق الأوسط ودول البريكس، وكيف يُمكن لهذه الشَّراكات أن تُعزز القدرات التقنية وتُحفّز الاستثمارات الإستراتيجية في المشاريع الإفريقية. كما سلّطت الضوء على عوامل جذب هذه الجهات الدولية إلى قطاعات الطاقة والبنية التحتية والبتروكيماويات في إفريقيا، وما تُصنفه كاستثمارات عالية القيمة.

ختامًا:

في كثير من الأحيان، توفّر هذه المنتديات فرصًا مربحة لأصحاب المصلحة المختلفين، والدول على حد سواء، كما تعرض تجارب وشراكات ناجحة يمكن تكرارها، لو توافر لها التمويل والإرادة، مع التأكيد على مسألة السيادة في بلدان إفريقيا، والحفاظ على البيئة، وعدم التطاول على مُقدّرات الشعوب، وحفظ حقوق المجتمعات المحلية.

………………………….

[1] ) Invest in African Energy Forum (IAE), Paris,13-14, mat.at: https://invest-africa-energy.com/attend/conference-program

[2] ) energychamber, Energy Investments: AEC Backs Invest in African Energy Forum in Paris, January 10, 2024.at: https://energychamber.org/energy-investments-aec-backs-invest-in-african-energy-forum-in-paris/

[3] ) https://www.gie.eu/event/invest-in-african-energy-iae-2024-forum/

[4] ) Mutangana Emmanuel, 3 Benefits of Attending the Invest in African Energy Forum in Paris.at: https://www.topafricanews.com/2024/09/19/3-benefits-of-attending-the-invest-in-african-energy-forum-in-paris/?q=network-internationals-digital-payment-solution-to-power-new-money-fellows-offering-in-egypt&pr=327830&lang=ar