د. جيهان عبد السلام
أستاذ الاقتصاد المساعد – كلية الدراسات الإفريقية العليا – جامعة القاهرة
مقدمة:
قبل أن تتولَّى الإدارة الأمريكية الجديدة مهامها يوم 20 يناير 2025م الجاري، كانت تحركات القوى الاقتصادية الأخرى أكثر سرعة؛ حيث أعلنت الحكومة البرازيلية التي تتولى قيادة تجمع البريكس في 17 يناير 2025م عن أنه تم قبول نيجيريا “كدولة شريكة”، وهي الفئة التي طرحتها مجموعة البريكس في أكتوبر 2024م. والدول الشريكة هي خطوة أقل من العضوية الكاملة.
ويحمل هذا التطور آثارًا كبيرة، ليس فقط بالنسبة لنيجيريا، بل وأيضًا بالنسبة لإفريقيا والاقتصاد العالمي الأوسع. ففي عالم تعمل فيه الاقتصادات الناشئة على إعادة تشكيل التجارة العالمية وديناميكيات القوة؛ فإن إدراج نيجيريا يُشكّل علامة فارقة، وبفضل إمكاناتها الاقتصادية الهائلة ونفوذها في غرب إفريقيا، فإن تحالف نيجيريا مع هذه المجموعة من الممكن أن يُعيد تعريف التجارة الإقليمية، والتنمية، والإستراتيجيات الجيوسياسية.
كما تقدّم البريكس منصة فريدة لنيجيريا؛ حيث تتوافق هذه الشراكة أيضًا مع تطلعاتها الوطنية لتحقيق النمو الشامل والتكامل الإقليمي والمشاركة الفعَّالة في تشكيل نظام اقتصادي عالمي عادل. ويُكلّل جهود نيجيريا التي بدأتها بشكل ملحوظ منذ ديسمبر2023م، للانضمام ليس فقط إلى مجموعة البريكس، بل وأيضًا إلى منظمة مجموعة العشرين التي تضم الاقتصادات الكبرى في العالم وبنك التنمية الجديد لمجموعة البريكس.([1])
وتجدر الاشارة إلى بداية تأسيس مجموعة البريكس في عام 2009م -مِن قِبَل البرازيل وروسيا والهند والصين، وانضمت إليها جنوب إفريقيا لاحقًا في عام 2010م- كان بهدف إحداث ثِقَل مُوازن للهيمنة الاقتصادية لمجموعة السبع (مجموعة الدول الصناعية السبع).
وقد توسَّعت الكتلة بشكل مطّرد، مع الإضافات الأخيرة مثل إيران ومصر وإثيوبيا، لتنمو البريكس، وتصبح تحالفًا مهمًّا يمثل أكثر من 40% من سكان العالم وحوالي 25% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وأصبحت نيجيريا الدولة الشريكة التاسعة.([2])
ومن هذا المنطلق، يهدف هذا المقال إلى إيضاح دوافع قبول نيجيريا كدول شريكة في البريكس، مع التركيز على أهم الفوائد الاقتصادية المحتملة الناتجة عن هذا الانضمام، وكذلك تسليط الضوء على التحديات والعقبات القائمة التي يجب إعادة النظر في حلها؛ حتى يمكن تحقيق استفادة قصوى من الوجود في البريكس.
أولًا: لماذا أعلنت البريكس قبول نيجيريا كدولة شريكة؟
أكَّدت البرازيل، التي تتولى رئاسة الكتلة في عام 2025م، في بيانٍ لها أن نيجيريا كدولة إفريقية تعمل بنشاط على “تعزيز التعاون في الجنوب العالمي وإصلاح الحوكمة العالمية”، وهو ما كان يُمثّل أولوية بالنسبة للبريكس.
كما تعتبر نيجيريا سادس أكبر دولة في عدد السكان في العالم، والأولى في القارة الإفريقية، فضلاً عن كونها واحدة من أكبر الاقتصادات في إفريقيا؛ حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي لها 477 مليار دولار في عام 2022م، وتُسهم نيجيريا بشكلٍ كبير في التجارة الإقليمية والقارية. ويُدِرّ قطاع النفط والغاز في البلاد -الذي تبلغ احتياطياته المؤكدة 37.1 مليار برميل- أكثر من 20 مليار دولار سنويًّا، في حين تنمو الصادرات غير النفطية، بما في ذلك الزراعة والتصنيع، بشكل مطَّرد. يُضاف إلى ذلك تمثيل نيجيريا أكثر من 70% من الناتج المحلي الإجمالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، كلّ ذلك يجعل شراكتها مع مجموعة البريكس قد يُغيِّر قواعد اللعبة في المنطقة([3]).
هذا فضلاً عن الإمكانات السوقية الهائلة التي تتمتع بها نيجيريا وموقعها الإستراتيجي في غرب إفريقيا، فإن نيجيريا لديها مصالح متقاربة مع الأعضاء الآخرين في المجموعة”.([4]) ويأتي ذلك في إطار ترقُّب عالمي لسياسات الرئيس الأمريكي ترامب تجاه دول الجنوب العالمي، وعلى رأسهم الصين؛ حيث سبق وهدَّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على دول البريكس إذا تحرَّكت لتقويض الدولار الأمريكي.([5])
كما تعمل عضوية نيجيريا على تعزيز نفوذ المجموعة في الشؤون الدولية، وخاصةً في المسائل المتعلقة بإفريقيا والدول النامية. فضلاً عن أن انضمام نيجيريا إلى مجموعة البريكس له آثار بعيدة المدى على الاقتصاد العالمي؛ إذ يمكن أن يكون لها تأثير مُضاعَف في جميع أنحاء القارة وخارجها. ومن خلال مواءمتها مع الاقتصادات الناشئة الأخرى، تستطيع نيجيريا أن تساعد في تشكيل مستقبل التجارة العالمية والاستثمار والتعاون التنموي.
ثانيًا: مزايا اقتصادية محتملة لنيجيريا في البريكس:
يُنظَر إلى البريكس، على أنها ثِقَل مُوازن لهيمنة الدول الصناعية السبع الكبرى. وقد قامت المجموعة بتوسيع نفوذها؛ حيث أضافت مؤخرًا دولًا مثل إيران، ومصر، وإثيوبيا، ومع وجود نيجيريا كدولة شريك، وهي سادس أكبر دولة في عدد السكان في العالم، وهي الأكبر في إفريقيا، وتحتل نيجيريا مكانة حيوية في المشهد الاقتصادي والسياسي في القارة. وهو ما سلّط عليه الضوء بيان البرازيل موضحًا دورها في تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب وإصلاح الحوكمة العالمية، وهي الأولويات الرئيسية لمجموعة البريكس.
كما أن وضع الشراكة الجديد للبلاد مع كتلة البريكس يمكن أن يفتح فرصًا مهمة في التجارة والاستثمار والزراعة والأمن الغذائي وتطوير البنية التحتية وأمن الطاقة. ويمكّن نيجيريا من إقامة علاقات إستراتيجية أعمق مع أعضاء البريكس تتجاوز الشراكات الثنائية التقليدية. فالبرازيل أكبر مُنتِج للثروة الحيوانية ومنتجاتها على مستوى العالم، ثم للطائرات والطيران والطاقة المتجددة”. من جانبها، تُعدّ كلّ من الصين وجنوب إفريقيا ومصر وإثيوبيا أسواقًا غنية بالفرص الاقتصادية فضلاً عن ضمها لأعداد كبيرة من السكان. وإذا جمعتهما معًا، فمن المحتمل أن يحققا عشرة أضعاف قيمة ما يمكن أن تُقدّمه لك أوروبا والولايات المتحدة، ففي المجمل، تُشكّل الدول العشر الأعضاء في مجموعة البريكس 40% من الاقتصاد العالمي، و55% من سكان العالم؛ وبالتالي فإنّ مشاركة البلاد في مجموعة البريكس تعكس التزامها بالاستفادة من الفرص الاقتصادية العالمية لتعزيز أهداف التنمية الوطنية. كما أن الشراكة ستساعد نيجيريا على “أن تصبح مُنتِجَة، وتكون قادرة على تلبية المعايير العالمية والقدرة على المنافسة. ومن الممكن أن تعمل مشاركة نيجيريا الإستراتيجية في مجموعة البريكس على إعادة تشكيل ديناميكياتها التجارية وآفاقها التنموية، مما يُقدّم مثالًا واقعيًّا لكيفية تأثير التحالفات الاقتصادية على التنمية الوطنية وأنماط التجارة العالمية.
يُضاف إلى ذلك تركيز المجموعة على تعزيز التعاون الاقتصادي، والشراكات التجارية، وتدفقات الاستثمار خارج المؤسسات التقليدية التي يهيمن عليها الغرب مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وكثيرًا ما يدعو الأعضاء إلى اقتصاد عالمي متعدّد الأقطاب، ويتحدَّى هيمنة الدولار الأمريكي من خلال تعزيز التجارة بعملاتهم الوطنية. ومن الممكن أن تعمل عضوية نيجيريا على تعزيز اقتصادها بما يُمثّل فرصة هائلة لتسريع النمو الاقتصادي والتنويع بعدة طرق تتمثل فيما يلي:
- جذب الاستثمارات: قد تؤدي العلاقات الوثيقة مع الاقتصادات الكبرى مثل الصين والهند إلى جذب الاستثمار إلى القطاعات الحيوية في نيجيريا، مثل الطاقة والزراعة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتعاون مع الدول الأعضاء في مجموعة البريكس أن يساعد نيجيريا على مواجهة التحديات الرئيسية مثل تطوير البنية التحتية، والتصنيع، وتخفيف حدَّة الفقر.
- المبادرات التنموية: غالبًا ما تتضمَّن شراكات مجموعة البريكس مبادرات تنموية، مثل تمويل البنية التحتية، والتي يمكن أن تُعالج التحديات التي تواجهها نيجيريا في مجالي الكهرباء والنقل. ومن الممكن أن تحصل نيجيريا على منح تتعلق برعاية صحية أفضل، ومساعدات أمنية، ويفترض في البريكس أن تكون أكثر سخاءً مما قد يُعرّضه الغرب، خاصة في ظل السياسات الغربية متزايدة التقلب. ومن الممكن أن يستفيد العجز في البنية الأساسية في نيجيريا، والذي يُقدّر بنحو 3 تريليونات دولار، من قروض بنك التنمية الجديد لتمويل مشاريع الطاقة والنقل والتكنولوجيا. كما من المحتمل أن يتم توجيه التمويل من بنك التنمية الجديد إلى مشاريع إقليمية، مثل مجمع الطاقة في غرب إفريقيا وشبكات الطرق التي تربط الدول الأعضاء.
- دفع حركة التجارة: من المتوقع أن تستفيد البلاد من فرص التصدير الأكبر، وخاصةً بالنسبة للنفط والغاز الطبيعي، والتي تتماشى مع تركيز مجموعة البريكس على الاقتصادات الغنية بالموارد وتوسيع أسواق صادراتها، وتعزيز مكانتها على الساحة العالمية.([6])
وهنا تجدر الإشارة إلى توسيع الشراكات التجارية لنيجيريا مع دول البريكس في مجال الاستيراد والتصدير؛ إذ تشير البيانات التجارية إلى تزايد الترابط الاقتصادي بين نيجيريا، وهذه الاقتصادات القوية؛ حيث تُظهر أحجام التجارة الثنائية اتجاهات واعدة وفقًا لبيانات الجمارك النيجيرية. وقد عزّزت نيجيريا علاقة اقتصادية مهمة مع البرازيل، مما يعكس حجم تجارة إجمالي قوي قدره 2.13 مليار دولار لعام 2023م. يليها تجارة نيجيريا مع روسيا التي بلغ إجماليها نحو 1.409 مليار دولار للعام ذاته، وكذلك تجارة نيجيريا مع الهند 9.94 مليار دولار، أما الصين فتظل الشريك التجاري الأكبر بإجمالي يبلغ قدره 12.63 مليار دولار أمريكي.([7]) وهو ما يُوضّحه الشكل التالي:
شكل (1): التجارة الخارجية لنيجيريا (استيراد وتصدير) مع دول البريكس خلال الفترة (2013- 2023م)
Source: TradeImex ,”Nigeria’s Entry into BRICS as a Partner Country“ ,Jan 22, 2025 , https://2u.pw/fWv8y4J1
- التأثير المتزايد والقيادة الإقليمية: باعتبارها شريكًا في مجموعة البريكس، يمكن لنيجيريا أن تكتسب المزيد من النفوذ في المناقشات العالمية حول العدالة الاقتصادية، والتنمية المستدامة، وانتقال الطاقة. ومن الممكن أن تُعزّز هذه الشراكة دور نيجيريا كممثل لإفريقيا، وتمكينها من الدفاع عن المصالح الجماعية للقارة على نطاق عالمي([8]).
- التقدم التكنولوجي: يمكن أن يؤدي الوصول إلى التقنيات المتطورة من دول البريكس إلى تسريع تنمية نيجيريا في مجالات مثل الطاقة المتجددة والبنية التحتية الرقمية واستكشاف الفضاء.([9])
ثالثًا: التداعيات الاقتصادية والجيوسياسية على إفريقيا:
يحمل انضمام نيجيريا إلى البريكس وعودًا بزيادة النفوذ الإفريقي في الساحة الدولية، وتعزيز التنمية الاقتصادية، كما ستكون نيجيريا حلقة وصل بين إفريقيا وأعضاء البريكس، مما يُعزّز الانتقال من نظام عالمي تهيمن عليه الولايات المتحدة والدول الغربية إلى نظام متعدّد الأقطاب. كما تُوفر البريكس منصة لبحث حلول مشتركة للقضايا مثل الفقر، البطالة، والبنية التحتية المتدهورة في إفريقيا.
يُضاف إلى ذلك أن شراكة البريكس مع نيجيريا يعمل على إعلاء صوت إفريقيا على الساحة العالمية، وخاصة في الدعوة إلى ممارسات التجارة العادلة والإصلاحات المالية. ونظرًا لأن الصين والهند شريكان تجاريان رئيسيان بالفعل للقارة، فإن مجموعة البريكس تُوفّر وسيلة للدول الإفريقية للتفاوض على شروط أفضل لاستغلال الموارد وإعادة هيكلة الديون.
ويظهر ذلك بشكل واضح بالنسبة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا؛ فإن النفوذ المتوسع لنيجيريا يُسلّط الضوء على أهمية الوحدة والتعاون الإقليميين؛ إذ يُشكّل انضمام نيجيريا إلى مجموعة البريكس نقطة تحول بالنسبة لغرب إفريقيا والقارة ككل. وتُوفّر هذه الشراكة الإستراتيجية للجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا مسارات جديدة للتجارة والتنمية والتكامل الاقتصادي. وقد تُعزّز مكانة نيجيريا العالمية المعززة قدرة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا على معالجة القضايا الأمنية في منطقة الساحل، والتي أعاقت جهود التنمية. ومع ذلك، ولتحقيق هذه الفوائد بشكل كامل، يجب على القادة الإقليميين أن يحتضنوا التعاون، ويستثمروا في الابتكار، ويُنفّذوا إستراتيجيات تُعزّز نقاط القوة المشتركة لتحقيق التقدم الجماعي. ومع تحوُّل ميزان القوى العالمي، تقف غرب إفريقيا على أهبة الاستعداد لتشكيل مصيرها من خلال تحالفات إستراتيجية مثل مجموعة البريكس.([10])
رابعًا: حدود استفادة نيجيريا من البريكس (تحديات قائمة):
من المؤكّد أن مجموعة البريكس لديها القدرة ليس فقط على مساعدة الاقتصادات النامية، بل أيضًا على اجتثاث الهيمنة الغربية على المسرح العالمي بشكل كبير. ومع ذلك، هناك بعض الأمور التي يجب على الحكومة النيجيرية أن تُفكّر فيها بعناية. فمن ناحية، فإن مدى الوحدة بين الدول الأعضاء في الكتلة أمر مشكوك فيه؛ وتهيمن الصين بشكل كامل على دول البريكس اقتصاديًّا وماليًّا. ولديهم حصة عالية بشكل خاص من السيطرة على بنك التنمية الجديد مما يُؤدّي إلى اختلال التوازن في سلطات اتخاذ القرار. كما أن لديهم أيضًا توترات حدودية مستمرة مع الهند، التي لديها تعاون مبدئي معها. فضلاً عن أن هناك غيابًا لأيّ هيكل مؤسسي رسمي يشبه ما تجده في الاتحاد الأوروبي؛ حيث يفوز تصويت الأغلبية بمعظم النزاعات. وعلى الرغم من وجود الإمكانات، إلا أنه لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت مجموعة البريكس قادرة حقًّا على توفير جبهة موحدة يمكنها التنافس مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أم لا.
كما أن انضمام نيجيريا للبريكس قد يضعها في موقف حساس مع الشركاء الغربيين، خاصة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الذين يعتبرونها حليفًا إستراتيجيًّا في غرب إفريقيا. مما يتطلب من القيادة النيجيرية موازنة تحالفاتها مع الدول الغربية.( ([11] فضلاً عن كون وجود دولتين إفريقيتين من جنوب الصحراء في البريكس (نيجيريا وجنوب إفريقيا) قد يخلق تنافسًا داخليًّا حول النفوذ والقيادة داخل المجموعة وفي إفريقيا([12]).
كما يثير الاقتصاد المتعثر في البلاد والبنية التحتية غير الكافية المخاوف بشأن قدرتها على تحقيق نموّ حقيقي من خلال مجموعة البريكس.([13]) فوفقًا لأحدث بيانات متاحة، تباطأ النمو الاقتصادي في نيجيريا من 3.3% في عام 2022م إلى 2.9% في عام 2023م، بسبب ارتفاع التضخم وتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، وارتفع التضخم من 18.8% في عام 2022م إلى 24.5% في عام 2023م؛ بسبب ارتفاع تكاليف الوقود وانخفاض قيمة النايرا([14]).
ومن هنا يمكن القول بأن عدم الاستقرار الاقتصادي، وصراعات نيجيريا المستمرة مع التضخم والبطالة، والاعتماد على النفط؛ يمكن أن تَحُدّ من قدرتها على المشاركة بفعالية مع مبادرات البريكس. وستحتاج نيجيريا إلى إعطاء الأولوية للإصلاحات الاقتصادية، والاستثمار في البنية التحتية، وبناء القدرات المؤسسية لجني فوائد عضوية البريكس بشكل كامل. بالإضافة إلى ذلك، يجب على البلاد التغلُّب على التحديات السياسية والاجتماعية والأمنية لضمان النمو الاقتصادي المستقر والمستدام.([15])
كما يعاني شمالها من الانهيار الاقتصادي الناجم عن النقص شبه المستمر في الطاقة، وأدى ذلك إلى فرض ضغوط كبيرة على البلاد بأكملها؛ من خلال إيقاف الوظائف اليومية لعدد لا يُحْصَى من الشركات تمامًا مع عدم وجود سوى القليل من الموارد. وترتفع تكاليف المعيشة بشكل مستمر مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل متزايد.([16])
يُضاف إلى ذلك، أن كون نيجيريا “دولة شريكة” بدلًا من كونها عضوًا كامل العضوية قد يَحُدّ من قدرة نيجيريا على التأثير على القرارات الرئيسية لمجموعة البريكس. ويظهر التساؤل: هل هذا تحالف إستراتيجي أم لفتة رمزية؟ وهو ما يتطلب أن تعمل نيجيريا جاهدةً لإثبات قدراتها على لعب دور اقتصادي بارز بين دول البريكس.
خاتمة:
إن انضمام نيجيريا إلى مجموعة البريكس كدولة شريكة يُشكّل اعترافًا بأهميتها على الساحة العالمية. ومع ذلك، فإنّ مدى تحقيق هذه الشراكة لفوائد ملموسة يعتمد إلى حدّ كبير على كيفية تعامل نيجيريا مع دورها داخل الكتلة.
ومن الممكن أن تكون بمثابة بوّابة لمزيد من التكامل الاقتصادي، والقيادة الإقليمية، والنفوذ في السياسة العالمية. ومع ذلك، يجب على الحكومة معالجة التحديات الداخلية، واعتماد نهج إستراتيجي للاستفادة القصوى من هذه الفرصة.
وستحتاج نيجيريا إلى تحقيق التوازن الدقيق في علاقاتها مع الشركاء الغربيين التقليديين مع تعميق العلاقات مع دول البريكس؛ فالتنويع الاقتصادي مطلوب، والاعتماد المفرط على أيّ كتلة اقتصادية واحدة يمكن أن يُشكّل مخاطر. وإلا فإن هذه اللحظة التاريخية قد تتلاشى وتتضاءل؛ حيث يتم تذكرها لرمزيتها أكثر من جوهرها.
وفي النهاية، يمكن القول بأن قبول نيجيريا للانضمام إلى مجموعة البريكس كدولة شريكة يمثل فصلاً جديدًا في التنمية الاقتصادية للبلاد ونوعًا من الشراكة العالمية. ومن خلال الانضمام إلى الاقتصادات الناشئة الأخرى، فإن نيجيريا لديها الفرصة لإطلاق العنان لإمكاناتها الكاملة بحيث تصبح لاعبًا رئيسيًّا على الساحة الدولية.
………………………..
[1])Sikiru Obarayese , “ICYMI: Nigeria joins BRICS: What’s in it for the Nation?” , January 19, 2025 , https://2u.pw/lsAg3mXH
[2]) Prof. Samuel LARTEY , “Nigeria joins BRICS: What it means for ECOWAS and Ghana” , January 24, 2025 ,https://2u.pw/ampaywlJ
[3]) Prof. Samuel LARTEY , Op.cit.
[4]( SAO PAULO , “Brazil announces Nigeria’s acceptance as BRICS partner country”, Reuters , January 18, 2025 , https://2u.pw/DhFtxCIk
[5]) The Hidu , “Nigeria admitted as partner country of BRICS bloc” , January 18, 2025 , https://2u.pw/NQ8SboSZ
And :
– DYEPKAZAH SHIBAYAN , “Nigeria is admitted as a partner country of the BRICS bloc” , January 18, 2025 https://2u.pw/pXZ6h04y
[6])TheCuriousEconomist , “Nigeria Joins BRICS: What Does it Mean for the Global Economy?” , January 20, 2025, https://2u.pw/es9WLJxW
[7]) TradeImex ,”Nigeria’s Entry into BRICS as a Partner Country” ,Jan 22, 2025 , https://2u.pw/fWv8y4J1
[8]) Tony Tiyou , “BRICS Welcomes Nigeria: A Strategic Alliance or Symbolic Gesture?” , January 21, 2025 , https://2u.pw/yxwp8N9d
[9]) Sikiru Obarayese ,Op.cit.
[10])Prof. Samuel LARTEY , Op.cit.
[11]) Tukur Ibrahim , ” BRICS, Nigeria and the Value of Opportunity” , January 22, 2025, https://2u.pw/gzYzJJEa
[12]) Tony Tiyou , Op.cit.
[13]) , Timothy Obiezu , “Nigeria’s new BRICS partner status sparks economic optimism, debate” , January 22, 2025 , https://2u.pw/Z0IinX3o
[14] ) African Development Bank , Nigeria Economic Outlook, 2024, https://2u.pw/PagvRIGb
[15]) TradeImex ,Op.cit.
[16]) Tukur Ibrahim ,Op.cit.