سلمت القوات الفرنسية قاعدة عسكرية ثانية للسلطات التشادية، تقع في مدينة أبشي شرقي البلاد، وذلك في إطار الانسحاب التدريجي العسكري لفرنسا والمقرر أن يكتمل في 31 من يناير الجاري.
وبالمناسبة قال وزير القوات المسلحة التشادية الجنرال إسحاق مالوا جاموس خلال حفل تسليم القاعدة الجوية، إن الأمر يتعلق بـ”مرحلة مهمة”، ستؤدي إلى “فك الارتباط النهائي والكامل” للجيش الفرنسي بدولة تشاد.
وشدد الوزير على أن موعد الانسحاب النهائي “حتمي” و”لا رجعة فيه” و”غير قابل للتفاوض”، داعيا قوات الدفاع والأمن اتشادية إلى “البقاء يقظة لمواجهة أي تهديد كان”، وذلك بعد 3 أيام على الهجوم الدامي الذي شنه “كوماندوز” غامض ضد القصر الرئاسي في العاصمة انجامينا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في القوات الفرنسية بمنطقة الساحل، أن “90 جنديا من أصل 120 جنديا انطلقوا باتجاه انجامينا” قادمين من قاعدة أبشي، كما “سلكت أول قافلة من المعدات الطريق نحو ميناء دوالا مساء الجمعة”.
وأكد ممثل السفارة الفرنسية في تشاد فابيان تالون، مرفوقا بالجنرال باسكال إياني الذي يتولى منصب القائد العام للقيادة الإفريقية في الجيش الفرنسي منذ صيف 2024، أن “الشراكات تتطور، لكن يبقى التضامن بين دولتين ذاتي سيادة”.
وقبل تسليم قاعدة أبشي، كانت القوات الفرنسية قد سلمت للسلطات التشادية الشهر الماضي قاعدة افايا بشمال البلاد، كما غادرت انجامينا دفعة أولى قوامها 120 جنديا.
وأعلنت تشاد نهاية شهر نوفمبر الماضي إنهاء اتفاقيات التعاون الأمني والعسكري القائمة مع فرنسا منذ عقود، واعتبر الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي إتنو، أن هذه الاتفاقيات “عفا عليها الزمن تماما”.