تُعدّ ناميبيا من الديمقراطيات الإفريقية الواعدة، فهي من التجارب التي لم يُعكّر صفوها، سوى استئثار حزب “سوابو” بالسلطة، منذ نالت ناميبيا كامل استقلالها عام 1990م، وحتى الآن 2024م، غير أن احتفاظ “سوابو” بالسلطة طيلة هذه المدة، كان له من الأسباب ما قد بدأ في التآكل والتلاشي، وهو ما أظهرته نتائج انتخابات هذا العام 2024م، مقارنةً بما سبقها من جولات انتخابية.
وعلى الرغم من استمرار حزب “سوابو”، في الاحتفاظ بالأغلبية وبالسلطة، إلا أن قوًى سياسية أخرى جديدة، بدأت في تثبيت أقدامها في الفضاء السياسي الناميبي، وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من مقاعد السلطة.
وفي ضوء نتائج حزب “سوابو” في انتخابات العام 2024م وما قبلها، تسعى هذه الورقة إلى الوقوف على أسباب تآكل شعبية “سوابو”، وتعاظم شعبية المعارضة، وصولًا إلى استشراف مستقبل المشهد السياسي الناميبي، وذلك عبر المحاور التالية:
أولًا: “سوابو” تاريخ من النضال أبقاه في السلطة حتى الآن
كانت ناميبيا مستعمرة ألمانية، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وُضِعَت تحت الانتداب البريطاني، وخضعت لإدارة نظام الفصل العنصري ضمن اتحاد جنوب إفريقيا، وكانت تسمى حينئذ بـ”جنوب غرب إفريقيا” South West Africa، وخاض الشعب الناميبي نضالًا شرسًا، ضد نظام الفصل العنصري الجنوب إفريقي، تحت قيادة “منظمة شعب جنوب غرب إفريقيا”: “سوابو” South West Africa People’s Organisation “SWAPO”، حتى نالت كامل استقلالها في 21 مارس من عام 1990م، ومن هنا تحوَّلت منظمة “سوابو” إلى حزب سياسي، وتولت السلطة، واتخذت اسم ناميبيا للدولة الناشئة المستقلة، وعلى الرغم من تغيير اسم الدولة، احتفظ الحزب بالاسم المختصر “سوابو”.([1])
وقد منح هذا التاريخ النضالي، مكانة بارزة لـ”سوابو” عند النامبيين، وهو ما مكَّنه من البقاء في سُدَّة الحكم، منذ الاستقلال وحتى الآن، لأكثر من ثلاثة عقود ونصف، محتفظًا بمنصب الرئاسة وبالأغلبية البرلمانية، منفردًا دون تحالفات أو ائتلافات.
وفي هذا الصدد نرصد نتائج الحزب في الانتخابات الناميبية، في محاولة لقراءة واقع ومستقبل المشهد السياسي في ناميبيا، ويتضح ذلك من الجدولين التاليين:
جدول رقم (1)
نتائج رؤساء ناميبيا منذ الاستقلال وحتى انتخابات عام 2024م وجميعهم من “سوابو”
الجدول من إعداد الباحث استنادًا إلى البيانات الواردة على موقع المؤسسة الدولية للأنظمة الانتخابية “IFES”، تحققت آخر زيارة بتاريخ 5 ديسمبر 2024م الساعة 1:05م، على الرابط:
https://electionguide.org/countries/id/149/
جدول رقم (2)
نتائج الانتخابات التشريعية لحزب “سوابو” منذ الاستقلال وحتى انتخابات عام 2024م
الجدول من إعداد الباحث استنادًا إلى البيانات الواردة على موقع المؤسسة الدولية للأنظمة الانتخابية “IFES”، تحققت آخر زيارة بتاريخ 5 ديسمبر 2024م الساعة 1:10م، على الرابط:
https://electionguide.org/countries/id/149/
ثانيًا: نظام الحكم والنظام الانتخابي في ناميبيا
يصنَّف نظام الحكم في ناميبيا على أنه “شبه رئاسي” Semi-Presidential، ورئيس الدولة هو رئيس الحكومة ويترأس مجلس الوزراء، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتتكون السلطة التشريعية دستوريًّا من مجلسين: “المجلس الوطني” National Council، وهو بمثابة الغرفة العليا، ويتم انتخاب جميع أعضائه، البالغ عددهم (42) عضوًا، بشكل غير مباشر مِن قِبَل المجالس الإقليمية الـ(14)، وولايته (5) سنوات، و”الجمعية الوطنية” National Assembly، وهي بمثابة الغرفة الدنيا، وتجري انتخاباتها بانتظام ودون انقطاع منذ ما قبل الاستقلال، وولايتها خمس سنوات، وتُجْرَى جنبًا إلى جنبٍ مع الانتخابات الرئاسية، وتتكون الجمعية الوطنية حاليا من (104) أعضاء، يقوم رئيس الجمهورية بتعيين (8) منهم، ويتم انتخاب (96) عضوًا بالاقتراع السري المباشر.([2])
أما عن النظام الانتخابي، بالنسبة للرئيس فيُسْتَخْدم “نظام الجولتين” The Two-Round System “TRS”، أو “جولة الإعادة” Runoff System، ويفوز من يحصل على (50%+1) من المرشحين، وإلا جرت الإعادة بين أكثر مرشحَيْن أصواتًا، ليفوز أكثرهما أصواتًا في الإعادة. أما بالنسبة للجمعية الوطنية، فتتبع ناميبيا أحد أنواع قوائم التمثيل النسبي List Proportional Representation “List PR”، وهو القائمة المغلقة Rigid List، حيث يقدم كل حزب أو ائتلاف قائمة مغلقة مرتبة حسب أولوياته، وليس للناخب سوى التصويت لإحدى القوائم، وتُوزَّع المقاعد التي تحصل عليها كل قائمة، على المرشحين حسب ترتيبهم الوارد فيها، والصيغة الانتخابية Electoral formula (طريقة توزيع المقاعد)، هي طريقة أكبر الأصوات المتبقية Largest Remainder، وبلا قيود على التناسبية “عتبة انتخابية” Electoral Threshold، وللناخب صوت واحد يُدْلِي به، في دائرته الانتخابية بشكل “حاسم” Categorical.([3])
ثالثًا: دلالات نتائج “سوابو” في الانتخابات الرئاسية والتشريعية
بتدقيق النظر في نتائج “سوابو” في الانتخابات العامة الناميبية، نجد أن أول مشاركة للمنظمة كحزب سياسي، في الانتخابات التشريعية الناميبية كانت في عام 1989م، وفي هذه الانتخابات فاز “سوابو” بنسبة 57,33% من الأصوات، ما منحه أغلبية (41) مقعدًا، من أصل (72) مقعدًا هي كل مقاعد البرلمان آنذاك، وبعد هذا الفوز الكبير حصلت ناميبيا على كامل استقلالها، وتم إعلان “صمويل نجوما” زعيم “سوابو” رئيسًا للبلاد، ليقود بعد ذلك تغييرًا في التوجهات التصويتية للشعب الناميبي على النحو التالي:
– صعود شعبية “سوابو”
في الانتخابات التالية لعام 1994م، زادت شعبية “سوابو” ليفوز بالانتخابات، بنسبة 76,34% من الأصوات، ما منحه أغلبية (55) مقعدًا، من أصل (72) مقعدًا هي كل مقاعد البرلمان آنذاك، بخلاف الـ(6) أعضاء المعينين، فيم فاز مرشحه للانتخابات الرئاسية، الرئيس “صمويل نجوما” من الجولة الأولى بأغلبية 76,34% من الأصوات.
-ثبات شعبية “سوابو”
في العمليات الانتخابية الثلاث التالية، كانت شعبية “سوابو” شبه ثابته، بتَغيُّر طفيف بين الزيادة والنقصان، حيث فاز برلمانيًّا على التوالي وبالترتيب بمعدلات: 76,82%، و76,44%، و75,25% من أصوات الناخبين، وهو ما منحه (55) و(55) و(54) مقعدًا من أصل (78) مقعدًا هي كل مقاعد البرلمان آنذاك، بخلاف الـ(6) أعضاء المعينين، وذلك في السنوات 1999، و2004، و2009م، وفاز رئاسيا بمعدلات مناظرة لها كذلك، هي: 76,82%، و76,45%، و75,25% من الأصوات.
-صعود آخر لشعبية “سوابو”
في انتخابات العام 2014م حقق “سوابو” صعودًا جديدًا في شعبيته؛ حيث حصل برلمانيًّا على نسبة 86,73% من الأصوات، منحته (77) مقعدًا من أصل (96) مقعدًا، هي كل مقاعد البرلمان المنتخبين وقتئذ، بخلاف الـ(8) أعضاء المعينين، ورئاسيًّا فاز مرشحه “هاج جينجوب” بنسبة 86,73% من الأصوات.
-انحدار في شعبية “سوابو”
في العمليتين الانتخابيتين الأخيرتين، بدأ منحنى شعبية “سوابو” في الانحدار؛ حيث حصل في انتخابات العام 2019م على أغلبية برلمانية، بنسبة 65,45% من الأصوات، منحته (63) مقعدًا من أصل (96) مقعدًا، هي كل مقاعد البرلمان المنتخبين، بخلاف الـ(8) أعضاء المعينين، ورئاسيًّا فاز مرشحه “هاج جينجوب” بنسبة 56,30% من الأصوات، وفي الانتخابات الأخيرة لعام 2024م، واصلت شعبية “سوابو” انخفاضها، حيث فاز بأغلبية برلمانية بنسبة 53,38%، منحته (51) مقعدًا من أصل (96) مقعدًا، هي كل مقاعد البرلمان المنتخبين، بخلاف الـ(8) أعضاء المعينين، ورئاسيًّا فازت مرشحته “ناندي-ندايتواه” بنسبة 58,70% من الأصوات.([4])
رابعًا: أسباب تدني شعبية “سوابو”:
تضافرت جملة من الأسباب، بعضها سياسي، وبعضها اقتصادي، وبعضها اجتماعي، في إحداث ما مر بيانه معنا، من تغيُّر في شعبية “سوابو” عند الناميبيين، ومن أبرز هذه الأسباب:
على الصعيد السياسي([5]) :
يُعدّ انتشار الفساد، من أشد المآخذ على جميع حكومات “سوابو”، ومن أكبر فضائح حكومات “سوابو”، فضيحة الأسماك، والتي لا تزال أصداؤها عالقةً في أذهان الناميبيين منذ عام 2019م، وبخاصة وأن صيد الأسماك يُعدّ من أهم مصادر الثروة في ناميبيا؛ حيث يمثل 20% من عائدات التصدير، وقد تورَّط في هذه الفضيحة العديد من كبار المسؤولين الحكوميين، بمن فيهم الرئيس الراحل “جينجوب”، بعد الكشف عن تدخل مسئولين كبار للسيطرة على حصص كبيرة من صيد الأسماك، وتحويلها إلى شركة آيسلندية مقابل رشاوى ضخمة، وسُجن في القضية (6) أشخاص من بينهم وزيران من “سوابو”، وعلى الرغم من أن نائبة الرئيس “ناندي-ندايتواه” غير متورطة، إلا أن اشتراك بعض أعضاء الحزب الذين لا يزالون قيد التحقيق، مثل أمين رابطة الشباب في سوابو “إفرايم نيكونغو” Ephraim Nekongo، في حملتها الانتخابية، وهو ما كان له تأثير سلبي.
وبالمقابل رجَّح ضعف المعارضة الناميبية كفة “سوابو” نسبيًّا، وأنقذه من حافة الهاوية، وذلك بأن المعارضة في ناميبيا تفتقر إلى التنسيق، وعلى الرغم من أنها لم تبلغ من القوة ما يُؤهّلها لإزاحة “سوابو” من السلطة، إلا أن نتائجها آخِذة في التحسُّن، وباتت تمثل خطرًا حقيقيًّا على “سوابو”، وبخاصة في أوساط الشباب.
وعلى الرغم من أن تقارير مراقبة الانتخابات تكاد تجمع على أن الانتخابات الناميبية جرت منذ الاستقلال بقدر كبير من النزاهة والحرية والشفافية، إلا أن ظلالًا كثيفة من الشك أحاطت بالانتخابات الأخيرة لعام 2024م، وهو ما حدا بالمعارضة إلى إعلان رفضها مسبقًا لنتائج التصويت قبل إعلانها بدعوى أن ما تم من تمديد لمدة التصويت هو تمديد غير دستوري، وذلك بعد أن قررت لجنة الانتخابات تمديد فترات التصويت في عدة مناطق لمُدَد وصلت إلى ثلاثة لأسباب لوجستية حالت دون إتمام التصويت في موعده، وفي كل الأحوال ولو لم تؤدِّ مطاعن المعارضة إلى إلغاء وإعادة الانتخابات، فسوف تترك صورة ذهنية سلبية عن إدارة “سوابو” للعملية الانتخابية، وهو ما لا شك في أنه سينعكس على العمليات الانتخابية القادمة.([6])
على الصعيد الاقتصادي([7]) :
على الرغم من أن ناميبيا تُعدّ بلدًا متوسط الدخل، وغنيًّا باليورانيوم والماس وغيرهما، إلا أن الاقتصاد الناميبي يعاني من جملة من المشكلات، في مقدمتها انتشار الفقر؛ حيث خلص تقرير حكومي صدر عام 2021م، إلى أن 43% من السكان يعيشون في “فقر متعدّد الأبعاد”، وهو مقياس يأخذ في الاعتبار الدخل، وكذلك الوصول إلى التعليم، والخدمات العامة من بين عوامل أخرى. أضف إلى ذلك مشكلة انعدام الأمن الغذائي، حيث يدمر الجفاف الشديد إنتاج الغذاء في البلاد، وهو الجفاف الأسوأ منذ قرن وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي، ويحتاج نحو 48% من السكان إلى مساعدات غذائية عاجلة.
ومن ناحية أخرى هناك نقص حادّ في المساكن؛ حيث تحتاج ناميبيا وفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، وبشكل طارئ إلى أكثر من نصف مليون منزل لحل أزمة الإسكان؛ حيث يعيش نحو نصف مليون شخص في أكواخ، ووحدات سكنية غير رسمية، إلا أن معظم هؤلاء غير مُؤهَّلين للحصول على قرض عقاري، بسبب الفقر وارتفاع أسعار العقارات.
على الصعيد الاجتماعي([8]) :
تُعدّ البطالة من المشكلات الاجتماعية ذات البعد الاقتصادي، فوفقًا للأرقام الرسمية الصادرة آخر مرة في عام 2016م، يصل معدل البطالة لأكثر من 43% في أوساط الشباب، وهو أحد أعلى المعدلات في إفريقيا، ومن ناحية أخرى يفتقر المجتمع الناميبي إلى العدالة الاجتماعية؛ حيث تحتل ناميبيا المركز الثالث عالميًّا، والثاني إفريقيا بعد جنوب إفريقيا، من حيث اللامساواة في الدخل والثروة؛ حيث يمتلك حوالي 6٪ من السكان أكثر من 70٪ من الأملاك.
وباعتبار العنصر الزمني، فقد مر من الوقت ما أفقد نضال التحرير جاذبيته، وبخاصة لدى الشباب والأجيال التي ولدت بعد الاستقلال، أو قُبَيْلَه ممن لا يتذكرون تلك الحقبة السوداء، ومِن ثَمَّ لم يَعُد الإرث النضالي، يمثل حافزًا دافعًا لانتخاب “سوابو”، في ظل ما يعانيه هؤلاء الشباب من مشكلات، تقف الحكومات عاجزة أمامها.
نظرة مستقبلية:
تكشف نتائج الانتخابات الإفريقية لعام 2024م يومًا بعد يوم، عن تزايد الوعي الانتخابي لدى الشعوب، وعن تغيُّر حادّ في ثقافاتها السياسية، وذلك بأن تقييم الشعوب للحكام والحكومات، بات محكومًا بفعالية السياسات، وبالنتائج لا بالشعارات، وأن الإرث النضالي التاريخي، الذي يتكئ عليه بعض الأحزاب التاريخية، لم يعد يشفع لها لدى شعوبها، وبخاصة في ظل الأزمات الطاحنة التي تموج بها البيئة السياسية الإفريقية، وفي مقدمتها أزمات انتشار الصراعات، وفقدان الأمن الإنساني، والأزمات الاقتصادية: كالفقر، والبطالة، وانعدام الأمن الغذائي، وضعف الخدمات الصحية، والتعليمية، وأزمات انتشار التطرف والإرهاب والجريمة المنظمة، وغير ذلك من الأزمات التي عصفت بأحزاب سياسية كبيرة ظلت راسخة في السلطة لعقود طويلة وصل بعضها إلى ما قبل استقلال دولها.
…………………………………………….
([1]) Peter Katjavivi: A History of Resistance in Namibia (Martlesham, UK: James Currey, 1988), Pp. 97-103.
([2]) Inter-Parliamentary Union “IPU”, Namibia, National Assembly, on “IPU” Website, Last Visit at 1:15 pm, 5 Dec. 2024, at Link:
https://data.ipu.org/parliament/NA/NA-LC01/
([3]) The International Foundation for Electoral Systems “IFES”, Election Guide, Namibia, on “IFES” Webcite, Last Visit at 1:20 pm, 5 Dec. 2024, at Link:
https://electionguide.org/elections/id/4350/
([4]) Electoral Commission of Namibia, 2024 Election Results, ECN Website, Last Visit at 1:25 pm, 5 Dec. 2024, at Link:
https://www.elections.na/PresidentialBallot.aspx
https://www.elections.na/NationalAssembly.aspx
([5]) موقع الجزيرة، “انتخابات ناميبيا 2024: من المرشحون؟ وماذا على المحك؟”، تحققت آخر زيارة بتاريخ 5 ديسمبر 2024 الساعة 1:30 م، على الرابط: https://tinyurl.com/534akx2c
([6]) Damian Zane, “Namibia opposition refuses to recognise poll result”, on BBC Website, Last Visit at 1:35 pm, 5 Dec. 2024, at Link:
https://www.bbc.com/news/articles/cjdld7xljk7o
([7]) الشيخ محمد، بعد وفاة حاكمها منذ الاستقلال … ناميبيا تصوّت لاختيار رئيس جديد”، علي موقع صحيفة الشرق الأوسط، تحققت آخر زيارة بتاريخ 5 ديسمبر 2024 الساعة 1:40 م، على الرابط: https://tinyurl.com/4v4s458s
([8]) موقع الجزيرة، “ناميبيا تصوّت في أصعب انتخابات تواجه الحزب الحاكم”، تحققت آخر زيارة بتاريخ 5 ديسمبر 2024 الساعة 1:45 م، على الرابط: https://tinyurl.com/2askwf3k