قالت الحكومة الكينية إنها تحقق في كيفية تهريب زعيم معارضة أوغندي بارز من نيروبي هذا الأسبوع، وسط انتقادات متزايدة بأنها فشلت في حماية المعارضين الأجانب على أراضيها.
واختفى كيزا بيسيجي، المنافس القديم للرئيس الأوغندي يويري موسيفيني، في العاصمة الكينية يوم السبت، وظهر مرة أخرى يوم الأربعاء في محكمة عسكرية في أوغندا المجاورة، حيث وجهت إليه اتهامات بارتكاب جرائم بما في ذلك حيازة أسلحة نارية بشكل غير قانوني.
وقال المتحدث باسم الحكومة الأوغندية إنها لم تنفذ عمليات اختطاف وأن الاعتقالات في الخارج تمت بالتعاون مع الدول المضيفة.
ومع ذلك، قال كورير سينجوي، السكرتير الرئيسي بوزارة الخارجية الكينية، في مقابلة تلفزيونية، إن اعتقال بيسيجي – الذي أشار إليه على أنه اختطاف – “ليس من عمل الحكومة الكينية” ويجري التحقيق فيه من قبل وزارة الداخلية.
وتزعم لائحة الاتهام الصادرة عن المحكمة الأوغندية أن بيسيجي عُثر عليه ومعه مسدس وثماني طلقات ذخيرة في حي ريفرسايد بنيروبي، حيث زعمت أنه كان يسعى للحصول على الدعم لتقويض أمن الجيش الأوغندي.
وقالت زوجة بيسيجي، ويني بيانيما، التي ترأس وكالة الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، إنه لم يمتلك سلاحًا ناريًا خلال السنوات العشرين الماضية ويجب محاكمته في محكمة مدنية وليست عسكرية. وأضافت قائلة إن بيسيغي، الذي كان طبيب موسيفيني أثناء حرب العصابات في الثمانينيات ولكنه أصبح فيما بعد ناقداً صريحاً ووقف ضده في أربع انتخابات، سافر إلى كينيا لحضور حفل إطلاق كتاب.
ودعا المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فولكر تورك، إلى إطلاق سراح بيسيجي. وقال في بيان: “يجب وقف مثل هذه الاختطافات لقادة المعارضة الأوغندية وأنصارها، وكذلك الممارسة المثيرة للقلق في أوغندا المتمثلة في محاكمة المدنيين في المحاكم العسكرية”.
وقد أثارت هذه القضية انتقادات متجددة لسجل كينيا في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي. ففي يوليو، رحلت السلطات الكينية 36 عضواً من الحزب السياسي الذي ينتمي إليه بيسيجي إلى أوغندا، حيث وجهت إليهم اتهامات تتعلق بالإرهاب. وفي الشهر الماضي، رحلت كينيا أربعة لاجئين أتراك إلى أنقرة، مما أثار انتقادات من الأمم المتحدة.
وقال جيمس ريش، العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، على “x” إن اختطاف بيسيجي “يثير تساؤلات خطيرة حول شركاء أميركيين مهمين ينتهكون المعايير (الدولية)”.
وقالت لجنة الحقوقيين الدولية في بيان لها إن نقله إلى أوغندا “يذكرنا بفترة رهيبة في تاريخ شرق إفريقيا عندما كانت عمليات الاختطاف التي ترعاها الدولة والتسليم عبر الحدود هي السائدة”.