قالت أنقرة وأربعة مسؤولين مطلعين إن تركيا بدأت التوسط في محادثات بين الصومال وإثيوبيا بشأن اتفاق ميناء وقعته أديس أبابا مع إقليم أرض الصومال الانفصالي في وقت سابق من هذا العام.
وقال مصدر دبلوماسي تركي إن جهود الوساطة التي تبذلها أنقرة بدأت بعد أن زار رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أردوغان في أنقرة في مايو وسلم رسالة تطلب من تركيا التوسط بين الصومال وإثيوبيا.
وقالت وزارة الخارجية التركية إن وزير الخارجية هاكان فيدان استضاف نظيريه الإثيوبي والصومالي في أنقرة، مضيفة أن الثلاثة وقعوا على بيان مشترك بعد محادثات “صريحة وودية ومتطلعة” بشأن خلافاتهم.
وقال البيان إن الوزيرين الصومالي والإثيوبي ناقشا سبل معالجة خلافاتهما “ضمن إطار مقبول للطرفين”، واتفقا على عقد جولة أخرى من المحادثات في أنقرة في الثاني من سبتمبر. وأضافت أن “وزيري الصومال وإثيوبيا أكدا مجددا التزامهما بالحل السلمي للخلافات”.
وقال متحدث باسم أرض الصومال، التي تكافح من أجل الحصول على اعتراف دولي على الرغم من حكمها لنفسها وتتمتع بسلام واستقرار نسبيين منذ إعلان الاستقلال في عام 1991، إنها لا تشارك في المحادثات.
وقال اثنان من المسؤولين إن هدف المفاوضات لم يكن واضحا، كما أن توقعات التوصل إلى حل كانت منخفضة. وقال أحد المسؤولين “على الرغم من الشائعات التي تفيد بأن الصومال خففت موقفها بشأن رفض الدخول في حوار حتى تنسحب إثيوبيا (الاتفاق)، فإن الأمر يبدو غير مرجح،، لا أرى سبيلا للمضي قدما، ولا أتوقع أن يتمخض عن هذه المحادثات الكثير”.
ووفق ما ذكرت رويترز، لم يستجب المتحدثون باسم الحكومة الصومالية ووزارة الخارجية الإثيوبية والحكومة وجهاز المخابرات على الفور لطلبات التعليق.
والمفاوضات هي أحدث محاولة لإصلاح العلاقات الدبلوماسية بين الجارتين الواقعتين في شرق إفريقيا، والتي توترت علاقتهما في يناير عندما وافقت إثيوبيا على استئجار شريط ساحلي بطول 20 كيلومترا من أرض الصومال مقابل الاعتراف باستقلالها.
ووصفت مقديشو الاتفاق بأنه غير قانوني، وانتقمت بطرد السفير الإثيوبي والتهديد بطرد آلاف القوات الإثيوبية المتمركزة في البلاد للمساعدة في قتال المتمردين الإسلاميين.
وأصبحت تركيا حليفًا وثيقًا للحكومة الصومالية منذ أن زار الرئيس رجب طيب أردوغان مقديشو لأول مرة في عام 2011، حيث قام بتدريب قواتها الأمنية وتقديم المساعدة التنموية. ووقع البلدان اتفاقا دفاعيا في فبراير ستقدم بموجبه أنقرة دعما أمنيا بحريا للصومال لمساعدة الدولة الإفريقية في الدفاع عن مياهها الإقليمية.
وقامت تركيا ببناء المدارس والمستشفيات والبنية التحتية وقدمت المنح الدراسية للصوماليين للدراسة في تركيا، وفي المقابل حصلت على موطئ قدم في إفريقيا وعلى طريق شحن عالمي رئيسي.