المقدمة:
تسبب الانقلاب العسكري في جمهورية النيجر في غموض الموقف بشأن تطبيع العلاقات بينها وبين إسرائيل، والذي كانت جميع التقديرات تشير إلى أنه أصبح قاب قوسين أو أدنى، عقب تعاطي الرئيس محمد بازوم بشكل إيجابي مع الدعوات الأمريكية، التي قادها وزير الخارجية أنتوني بلينكن، لضم النيجر للاتفاقات الإبراهيمية، والمشاركة في منتدى النقب المقبل في مستهل عام 2024.
وترصد إسرائيل عن كثب التطورات التي تشهدها النيجر، وتسعى إلى فهم نوايا النظام الجديد وتعمل على فتح قناة اتصال معه، دون أن تبدي موقفًا سياسيًا محددًا على الصعيد الرسمي، على أمل الحفاظ على النتائج التي كانت قد تحققت بالفعل، وحفظ مصالحها في تلك المنطقة التي تنظر إليها على أنها استراتيجية من الدرجة الأولى.
وتخشى إسرائيل أن يحمل النظام الجديد أجندة سياسية مختلفة، تؤدي إلى تراجع نفوذ الغرب في النيجر لصالح قوى أخرى، كما تتحسب لتعاظم نفوذ الجماعات الإرهابية في منطقة غرب إفريقيا، والتي تعتقد أن خطرها يطالها بشكل غير مباشر.
ويعد ملف اليوارنيوم، الذي تمتلك النيجر المخزون العالمي الأكبر منه، من بين مباعث القلق الإسرائيلي؛ إذ تريد أن تضمن ألا يصل جزء من هذا المخزون إلى إيران أو إلى قوى أخرى، ومن ثم يبقى ملف الانقلاب العسكري في النيجر من بين الملفات التي تشغل فكر صانع القرار الإسرائيلي، وهو الأمر الذي دفعها للعمل على تعزيز العلاقات القائمة مع دول بالمنطقة وعلى رأسها تشاد، بغية البقاء على مقربة من التطورات التي تشهدها النيجر.
أولا: التطبيع مع النيجر والأهداف الإسرائيلية
تسبب الانقلاب العسكري في النيجر والإطاحة بالرئيس محمد بازوم، في مخاوف عميقة لدى إسرائيل، تتعلق باحتمال توقف الاتصالات التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، لدفع نيامي نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، في إطار توسيع الاتفاقات الإبراهيمية، وهي الخطوة التي كان وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن قد كشف عنها النقاب منذ أبريل الماضي.
وتجدر الإشارة إلى أنه على خلاف دول إفريقية عديدة، لا تمتلك النيجر علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، على الرغم من محاولات قامت بها على مر العقود الأخيرة، والتي أثمرت في بعض الأحيان عن علاقات واتصالات غير رسمية مع النيجر في الفترة بين (1960-1973)، إلا أن تلك العلاقات كان مصيرها الفشل والجمود لأسباب سياسية في الغالب، وهو الأمر الذي تكرر في عام 1996 عقب توقيع اتفاقات أوسلو، حيث حافظ البلدان على علاقات غير رسمية، دخلت حالة من الجمود مجددًا في عام 2002 عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
إلا أن السياسات الإسرائيلية التي سعت لتعزيز العلاقات مع دول القارة الإفريقية ولا سيما غرب إفريقيا، شهدت زخمًا كبيرًا في مستهل عام 2018، وسط محاولات إسرائيلية لبناء منظومة علاقات مع عديد من دول القارة الإفريقية، في وقت تخشى فيه أن انقلاب النيجر، ولا سيما لو تبعه المزيد من الحراك المماثل في بعض الدول الإفريقية الأخرى، سيعني تراجع النفوذ الغربي، وسيعني أيضًا العودة إلى نقطة الصفر فيما يخص سياساتها الرامية لامتلاك موطئ قدم في غالبية دول القارة[1].
ولم تتوقف وسائل الإعلام العبرية خلال الشهور الأخيرة عن الحديث عن تطبيع مرتقب بين إسرائيل ودول إفريقية، على أمل أن تثمر جهودها بالإضافة إلى الضغوط التي تمارسها واشنطن، عن توسيع إطار الاتفاقات الإبراهيمية لتشمل المزيد من الدول. وورد في مارس 2023، حسب تقرير القناة الإسرائيلية السابعة، أن 4 دول، منها 3 إفريقية هي (موريتانيا والصومال والنيجر) بصدد الانضمام لاتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتحدث وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين بالفعل عن انفراجه وشيكة في هذا الصدد.
التقارير أشارت إلى أن تلك التطورات جاءت نتيجة جهود كبيرة تبذلها وزارة الخارجية الأمريكية، كما أشارت إلى أن وزير خارجية إسرائيل طلب وساطة نظيره الألماني لتحقيق طفرة في العلاقات مع كل من موريتانا والنيجر. ويمكن النظر إلى المحركات التي تقف وراء السعي الإسرائيلي لبناء علاقات مع النيجر كالتالي:
1-تتبع إسرائيل على المستوى الاستراتيجي سياسات عامة تقوم على الانفتاح على القارة الإفريقية وبناء علاقات دبلوماسية مع أكبر قدر من دول القارة، ومن ثم تعد النيجر من بين الدول الإفريقية التي تسعى إسرائيل لبناء علاقات دبلوماسية معها منذ عقود.
2-تعد النيجر مورد عالمي أول لليورانيوم ومن ثم تريد إسرائيل بحث أوجه الاستفادة من هذا الملف.
3-تعتقد إسرائيل أن علاقات دبلوماسية قوية مع النيجر قد تعني امتلاك ورقة ضغط أو في الوقت نفسه امتلاك حوافز تمكنها من إثناء حكومة نيامي عن بيع اليورانيوم (بشكل محتمل) لدول تراها إسرائيل معادية (إيران كمثال).
4-تريد إسرائيل بالضرورة حشد موقف دبلوماسي أقل حدة من جانب النيجر فيما يخص الصراع في الشرق الأوسط، وتقليص قوة الكتلة الداعمة للملف الفلسطيني في المحافل الدولية[2].
ثانيا: خطوات عملية
1-ضمانات وحوافز اقتصادية: شهد شهر أبريل 2023 تأكيدات بأن وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، دعا النيجر إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل خلال زيارته إلى نيامي، حيث أثار القضية خلال اجتماعه مع رئيس النيجر في حينه محمد بازوم، أعقب ذلك حديث بينه وبين نظيره الإسرائيلي إيلي كوهين، والذي اقترح بدوره مشاركة النيجر في الاجتماع الوزاري المقبل لمنتدى النقب في يناير 2024. وفي تلك الفترة تردد أن النيجر أبدت استعدادًا للمضي نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكنها طالبت بضمانات وحوافز اقتصادية من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن[3].
وسائل إعلام إسرائيلية عديدة سلطت الضوء على هذا الملف، وتطرقت للجهود التي تباشرها الإدارة الأمريكية لتوسيع نطاق الاتفاقات الإبراهيمية وضم دول عربية وإفريقية إليه. لكن بعض المنصات الإسرائيلية تحدثت عن فشل واشنطن في إقناع أي من الدول الإفريقية المستهدفة، ومن بينها النيجر، بشأن المشاركة في منتدى النقب المقبل، كما أشارت إلى أن سفارة النيجر في واشنطن رفضت التعليق على تلك الأنباء[4].
2-دبلوماسية الأزمات: ويتعين الإشارة إلى أن النيجر ظهرت في أواخر فبراير 2021 ضمن قائمة من الدول التي أعلنت إسرائيل أنها سترسل إليها مساعدات طبية، تتمثل في آلاف اللقاحات المخصصة لفيروس (كوفيد-19)، إلى جوار دول إفريقية أخرى منها: موريتانيا وإثيوبيا وتشاد وكينيا والكونغو وغينيا الاستوائية وأوغندا. وبحسب موقع المال والأعمال “غلوبس” في ذلك الحين، عكف فريق اختصاصي يتبع دائرة الأمن القومي الإسرائيلية وجهات أخرى، منها وزارة الخارجية، على تحديد أسماء الدول المختارة التي قررت إسرائيل اتباع تلك السياسات معها، والتي تندرج تحت مسمى “دبلوماسية الأزمات”. وعلى الرغم من ذلك، جُمِّدت الخطوة في حينها، عقب ضغوط مارسها وزير الدفاع في وقته بيني غانتس وجهات سياسية أخرى، رأت أن القرار اتخذ من دون إجراء مشاورات كافية، وأن كمية اللقاحات التي تسلمتها إسرائيل من الخارج لا تكفي لإعادة إرسالها إلى دول أخرى، فيما عبَّر خبراء معارضون لقرار وزير الدفاع عن مخاوفهم من تسبب قراره برفض إرسال اللقاحات بالمساس بالعلاقات الدبلوماسية التي تتبلور مع دول إفريقية أو الإضرار بالعلاقات القائمة مع دول أخرى بالفعل[5].
3-الدبلوماسية الناعمة: في مارس 2023 أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عبر موقعها الإلكتروني أنها دشنت برنامج تدريبي لتأهيل اختصاصيين وموظفين ينتمون لعدد من الدول الإفريقية، في إطار جهود محاربة تغير المناخ، وأصدرت بيانًا أكدت خلاله أن ممثلي هذه الدول أتوا من بلدان إفريقية تجمعها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، إلا أن وفودًا من دول إفريقية أخرى لا تجمعها علاقات دبلوماسية بإسرائيل شاركت في عمليات التأهيل، من بينها وفد من النيجر. وورد في بيان خارجية إسرائيل أن الحديث يجري عن برنامج لتأهيل هؤلاء على عمليات مكافحة ظاهرة التصحر بمنطقة جنوب الصحراء، وتأهيلهم على بدء مشروعات تستهدف زراعة وتشجير مناطق تمتد بطول 8 آلاف كيلو مترًا حتى عام 2030. وفي البيان ذاته ورد على لسان وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، أن بلاده ستواصل جهود تعزيز العلاقات مع دول إفريقية؛ بغية المساهمة في ازدهار واستقرار تلك المنطقة[6].
ثالثا: ما الذي يُقلق إسرائيل اليوم؟
1-مصير مخزون اليوارنيوم: في أعقاب الانقلاب العسكري في النيجر أواخر يوليو الماضي، اتجهت أنظار الخبراء الإسرائيليين إلى ملف اليوارنيوم؛ إذ تعد النيجر أكبر مورد لليورانيوم على مستوى العالم، وتنتج 5% من إجمالي كميات اليورانيوم المنتجة على مستوى العالم سنويًا، وتزود دول الاتحاد الأوروبي بقرابة 25% من حاجاتها من اليوارنيوم. وتنشغل إسرائيل بمصير مخزون اليوارنيوم الذي تمتلكه النيجر، وسط حالة من الغموض التي تلف هذه القضية في أعقاب الإطاحة بالرئيس محمد بازوم؛ إذ يمكن استخدام اليوارنيوم في صناعة الرؤوس الحربية النووية حال تخصيبه بنسب تصل إلى 90%.
تقارير إسرائيلية كانت قد أقرت بأن محاولات التقارب مع النيجر التي تباشرها إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، كانت تهدف في المقام الأول إلى تقريب وجهات النظر السياسية والاستراتيجية بين البلدين بشأن الدول التي يمكنها شراء اليوارنيوم من النيجر، وأشارت إلى أن الهدف الأساسي من التطبيع كان على صلة بملف اليوارنيوم، وأن المخاوف الحالية تنبع من غموض الموقف في أعقاب الانقلاب العسكري، وكيف سيدير النظام العسكري الجديد هذا الملف[7].
2-تعاظم النفوذ الإيراني: الباحث الإسرائيلي أشير فريدمان، ذكر عبر صحيفة “ماكور ريشون” العبرية، في أوائل أغسطس 2023، أن الانقلاب العسكري في النيجر ينبغي أن يقلق صانع القرار الإسرائيلي، وعلَّل ذلك بأن الأمر لا يقتصر على النيجر؛ إذ يمكن أن يؤدي المزيد من الانقلابات في بلدان إفريقية، تريد إسرائيل إرساء علاقات دبلوماسية معها، إلى تعزيز النفوذ الإيراني في تلك المنطقة.
الباحث الإسرائيلي وجد أن محاولات إقصاء النفوذ الغربي من النيجر عقب الانقلاب العسكري، في وقت يعد فيه هذا البلد قاعدة ومنطلقا لمكافحة التنظيمات الإرهابية، سوف يشكل خطرًا غير مباشر على إسرائيل، ورأى أن الأحداث السابقة التي شهدتها دول مثل: بوركينا فاسو ومالي والسودان، تسببت في تعزيز ما أسماه محور (روسيا-الصين-إيران) في المنطقة[8].
3-تزايد خطر الجماعات الإرهابية: وتعد النيجر حتى حدوث الانقلاب، حليفة قوية للغرب فيما يتعلق بعمليات مكافحة التنظيمات الإرهابية، حيث تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا آلاف القوات العسكرية في النيجر، والتي يوجد بها قواعد أمريكية وفرنسية للطائرات المُسيرة، والتي توفر بدورها استجابة فعالة ضمن جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية، هذا بخلاف التعاون بين القوات الغربية وبين القوات المسلحة في النيجر، ومن ثم أصبح هذا التعاون حاليًا أمام علامات استفهام، حيث يثير احتمال خروج القوات الغربية من النيجر مخاوف إسرائيلية تتعلق بأن هذا الانسحاب المفترض يعني زيادة نفود التنظيمات الإرهابية[9].
4-لعبة المصالح: قد تبدو إسرائيل بمعزل عن التطورات التي شهدتها جمهورية النيجر، إلا أن لعبة المصالح والنفوذ والتي تباشرها دول كبرى عديدة في منطقة غرب إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء، ومن ذلك الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا، تخفي من وراءها منظومة متشعبة من المصالح الأصغر لصالح دول تسعى للعب دور متزايد في تلك المنطقة. ومثلًا تعمل إسرائيل منذ سنوات على تعزيز وجهودها الدبلوماسي والسياسي والأمني والاقتصادي في منطقة غرب إفريقيا، وتبحث عن مصالحها المباشرة وغير المباشرة في منطقة الساحل والصحراء، ومناطق عديدة أخرى في القارة الإفريقية. إسرائيل حاضرة في تلك المنطقة بالفعل، ولديها علاقات مع دول منها، تشاد ونيجيريا على سبيل المثال، تحت شعار البُعد التنموي وتعزيز البنى التحتية ومستوى المعيشة في تلك الدول، إلا أن الأمر يخفي من وراءه مصالح استراتيجية كبرى، منها الاستفادة من الموارد الاقتصادية في تلك المنطقة، وملاحقة مصادر الإرهاب ومنابعه[10].
وتريد إسرائيل استغلال نفوذها المتزايد في غرب إفريقيا من أجل تهميش تأييد دول المنطقة للملف الفلسطيني، ولا سيما في الأمم المتحدة. ويخفي التعاون التجاري الإسرائيل مع دول غرب إفريقيا نشاطات متزايدة على الصعيد الأمني لملاحقة عمليات تباشرها تنظيمات تعدها معادية، ومن ثم أسست منظومة تعاون تجاري وزراعي مع دول غرب إفريقيا ووفرت الدعم المالي واستثمرت في مشروعات الطاقة المتجددة وريادة الأعمال والابتكار والنقل اللوجستي.
ويرى خبراء أن كل ذلك وضع النيجر في طليعة الدول التي تبدي إسرائيل اهتمامًا باستئناف العلاقات الدبلوماسية معها، ولا سيما منذ انتخاب الرئيس محمد بازوم؛ نظرًا لأهمية هذا البلد في المنظور الإسرائيلي، وأصبحت الضغوط الأمريكية والمحفزات المقدمة للنيجر ملفًا أساسيًا فيما يتعلق بضم المزيد من الدول للاتفاقات الإبراهيمية، وهو الأمر الذي من المرجح أنه سيستمر عقب الانقلاب العسكري، من منطلق استراتيجية إسرائيل لتعزيز قوة شبكتها الدبلوماسية في منطقة غرب إفريقيا واستثمار حالة الفراغ التي ستحدث في النيجر للوجود الفرنسي[11].
تقدير الموقف:
1-تنظر إسرائيل بعين القلق إلى الانقلاب العسكري في النيجر، وترصد عن كثب التداعيات المحتملة، والتي قد تعيد الجهود التي قطعتها بالتعاون مع واشنطن بغية تطبيع العلاقات مع النيجر، إلى نقطة الصفر.
2-كانت إسرائيل تفضل بقاء الرئيس محمد بازوم على رأس السلطة في النيجر، بعد أن أبدى استجابة للطلبات الأمريكية بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ومن المحتمل أن مسألة تطبيع العلاقات كانت مسألة وقت.
3-لا يعني إقصاء بازوم من رأس السلطة في نيامي أن إسرائيل لن تتواصل مع النظام الجديد هناك؛ إذ ستعمل على فتح قناة اتصال بشكل أو بآخر مع النيجر من أجل مواصلة الجهود السابقة وفهم طبيعة توجه النظام الجديد بشأن التطبيع مع إسرائيل.
4-من المنتظر أن تواصل إسرائيل تعزيز علاقاتها بدول منطقة غرب إفريقيا وإحداث المزيد من التقارب مع دول صديقة على رأسها تشاد، التي تمتلك علاقات دبلوماسية معها منذ عام 2021؛ بغية البقاء على مقربة من التطورات التي تشهدها النيجر، ولا سيما عقب الجهود التي بذلت أخيرًا من أجل ضم النيجر لمسيرة الدول المُطبِّعة مع إسرائيل والتركيز عليها بشكل استثنائي من قِبل الدبلوماسية الأمريكي.
5-سوف تبحث إسرائيل كيفية توظيف التطورات الأخيرة في النيجر للحفاظ على مصالحها، ومن ذلك محاولة الانخراط في مسيرة تقديم مساعدات طبية وإنسانية عبر التواصل مع قادة الانقلاب العسكري. وبالنظر إلى طريقة التعاطي الإسرائيلي مع سيناريوهات من هذا النوع فيما مضى (حالة السودان)، ويمكن النظر إلى تعاطيها مع ملف النيجر بأسلوب مماثل.
6-ستبقى ملفات مثل التعاون من أجل مكافحة الإرهاب في غرب إفريقيا حاضرة في لغة الخطاب الإسرائيلي وخطواتها الدبلوماسية ضمن اتصالات محتملة مع النظام الجديد، إذ لن تفوت إسرائيل الفرصة لإهدار الموارد والجهود التي بذلتها في منطقة غرب إفريقيا أو الاتصالات التي كانت قد أجرتها مع النيجر من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين، ومن ثم ستعمل بشتى الطرق من أجل الحفاظ على مصالحها هناك والحيلولة دون قيام دول أخرى تعتبرها معادية بامتلاك موطئ قدم هناك أو توسيع نفوذها، وعلى رأسها إيران.
الهوامش
[1]. أنظر:
Barak Ravid, “Scoop: U.S. urges Niger to resume relations with Israel”, Axios (Arlington, United States), Apr 19, 2023: https://www.axios.com/2023/04/19/blinken-niger-israel-normalization-relations
[2]. “اتصالات مع 4 دول لتوسيع إطار الاتفاقات الإبراهيمية”، موقع القناة الإسرائيلية السابعة (بالعبرية)، 7 مارس 2023، على الرابط: https://www.inn.co.il/news/594585
[3]. أنظر:
“U.S. foreign envoy Blinken urging Niger to normalize relations with Israel -report”, i24news (Tel-Aviv), April 19, 2023: https://www.i24news.tv/en/news/israel/diplomacy/1681926906-u-s-urges-niger-to-normalize-relations-with-israel-report
JACOB MAGID, “US reportedly pushing Niger to normalize ties with Israel”, The Times of Israel (Tel-Aviv), April 19, 2023:https://www.timesofisrael.com/liveblog_entry/us-reportedly-pushing-niger-to-normalize-ties-with-israel/
[5]. داني زاكين، “إسرائيل خططت لإرسال فائض اللقاحات إلى 18 دولة… من ضمن القائمة؟” موقع غلوبس (بالعبرية)، 26 فبراير 2021، على الرابط: https://www.globes.co.il/news/article.aspx?did=1001362078
[6]. وزارة الخارجية الإسرائيلية. إسرائيل تسهم في الحرب ضد التصحر في إفريقيا (مدينة القدس: 26 مارس 2023)، على الرابط: https://www.gov.il/he/departments/news/deserttech
[7]. دين شموئيل إلماس، “هل نحن بصدد أزمة طاقة نووية؟ العالم قلق من الانقلاب العسكري في النيجر”، موقع غلوبس (بالعبرية)، 8 أغسطس 2023، على الرابط: https://www.globes.co.il/news/article.aspx?did=1001454519
[8]. أشير فريدمان، “ينبغي أن يثير الانقلاب العسكري في النيجر قلق إسرائيل”، صحيفة ماكور ريشون (بالعبرية)، 7 أغسطس 2023، على الرابط: https://www.makorrishon.co.il/opinion/651319/
[9]. المصدر السابق
[10]. طارق فهمي، “إسرائيل وأزمة النيجر”، صحيفة الاتحاد (أبو ظبي)، 12 أغسطس 2023، على الرابط: https://www.alittihad.ae/opinion/4422201
[11] المصدر السابق.