“أميلكار لوبيز دا كوستا كابرال” (1924-1973م) Amílcar Lopes da Costa Cabral ثوري قومي ينتمي إلى تيار الجامعة الإفريقية، أدَّت مقاومته المناهضة للاستعمار إلى انتهاء الاستعمار البرتغالي في “غينيا بيساو” و”الرأس الأخضر”.
وإلى جانب كونه قائدًا ينصبّ تركيزه على تحرير بلاده من الاستعمار؛ فقد استطاع أن يجمع بين العمل الثوري والتنظير الثوري، الأمر الذي جعله يسلك كافة الطرق جامعًا بين النقد الأدبي والحركة ليصل بشعبه إلى الحرية؛ حيث كانت الثورة بالنسبة له تفكيرًا نقديًّا، إلى جانب كونها حراكًا ملموسًا على الأرض.
الأمر الذي يفسّر بروزه منظّرًا لإنهاء الاستعمار وناشطًا متميزًا بنشاطه الحركي، وقد وصفه “فيريرا” Eduardo de Sousa Ferreira بقوله: “عندما أدرك كابرال أن هناك خرقًا يتَّسع، كان أول الساعين إلى رتقه. كما كان على استعداد لوضع نفسه وعقله وروحه بالكامل على المحكّ لتحقيق النتيجة التي كان يعتقد أنها ضرورية لتحرير شعبه…”.
سيرة ذاتية قصيرة لأميلكار كابرال – 1924-1955 ماقبل PAIGC
وُلِدَ “كابرال” لأبوين من “الرأس الأخضر” في “بافاتا” Bafata، بدولة “غينيا بيساو” Guinea-Bissau، في 12 سبتمبر 1924م. كان والده “جوفينال أنطونيو دا كوستا كابرال” من عائلة ثرية وذات نفوذ؛ الأمر الذي سمح لوالده بالحصول على تعليم سياسي قوي، إلى جانب حبّه للشعر، واهتمامه بالزراعة.
أما عن والدته، “إيفا بينهال إيفورا” Iva Pinhal Evora، فعلى العكس من والده كانت تنتمي لعائلة فقيرة؛ ومع ذلك فقد وفَّرت لابنها إحساسًا خاصًّا جدًّا بتقرير المصير، والانضباط، وتحديد الهدف، والأخلاق الشخصية؛ مما أكسبه إرادة حديدية لا تتزعزع. لكن “إيفا” و”جوفينال كابرال” انفصلا عندما كان “أميلكار” في الخامسة من عمره. فكان لهذا الحدث تأثير ملحوظ على طفولة “كابرال”؛ حيث تدهور وضعه المالي حتى وجد نفسه فقيرًا معدمًا. فما كان على والدته إلا أن تكافح من أجل الاعتناء به وبأشقائه. وهكذا، لم ينسَ “كابرال” أبدًا الصعوبات التي واجهها في سنواته الأولى؛ الأمر الذي جعله لاحقًا يتحدَّث عن الفقر كأحد الأسباب التي دفعته إلى الثورة ضد الاستعمار البرتغالي.
ظل “كابرال” يدرس في المنزل حتى بلغ الثانية عشرة من عمره، حتى أثبت لمن حوله أنه طالب ذكي ومتفوق بشكل استثنائي؛ فقد أنهى ما كان من المفترض أن يكون أربع سنوات في المدرسة الابتدائية وسبع سنوات في المدرسة الثانوية في ثماني سنوات فقط. وفي خريف عام 1945م، أي حينما بلغ سن الحادية والعشرين، سافر “كابرال” إلى البرتغال لمتابعة دورة دراسية مدتها خمس سنوات في “المعهد العالي للزراعة في لشبونة” Instituto de Agronomia da Universidade Técnica de Lisboa.
وأثناء دراسته في “لشبونة”، كان على “كابرال” أن يعمل لتكملة راتبه الأكاديمي، ولكنه وجد أيضًا وقتًا للانخراط في العمل الاجتماعي والسياسي؛ حيث انخرط في العمل مع “حركة مناهضة الاستعمار” Movimento Anti-Colonialista (MAC)، و”لجنة تحرير الأراضي الواقعة تحت السيطرة البرتغالية” Comité de Liberação dos Territórios Africanos Sob o Domíno Português (CLTASDP).
وفي 27 مارس 1952م، تخرج “كابرال” مهندسًا زراعيًّا على رأس فصله؛ على الرغم من كونه الطالب الوحيد من أصل إفريقي في مجموعته المكونة من 220 طالبًا. ومن بين هؤلاء الطلاب كانت “ماريا هيلينا رودريغيز” Maria Helena Rodrigues، التي أصبحت فيما بعد الزوجة الأولى لكابرال.
وقد حاول “كابرال” الحصول على وظيفة في البرتغال، ولكن تم منعه بسبب العنصرية النظامية. ومن ثم عاد إلى وطنه عازمًا على إنهاء الاستعمار في الرأس الأخضر وغينيا بيساو. ولدى عودته، حصل “كابرال” على وظيفة “مهندس زراعي من الدرجة الثانية”؛ ومن خلال عمله هذا قطع أكثر من 60 ألف كيلومتر ليجمع البيانات من حوالي 2248 شخصًا يوميًّا من “غينيا بيساو”؛ الأمر الذي من شأنه أن وفَّر له ميزة إقليمية في الكفاح المسلح ضد الاستعمار فيما بعد.
وخلال هذا الوقت، كان “كابرال” يوسّع من علاقاته السياسية من أجل قضية إنهاء الاستعمار في كل من الرأس الأخضر وغينيا بيساو. ونظرًا لقاعدته المعرفية الهائلة، وقدرته على الإقناع نظرًا لحجته التي لا تُدْحَض، فقد تمكّن من إقناع المواطنين على الرغم من الانقسام الوطني والاجتماعي بالانضمام إليه ومشاركته في قضية مناهضة الاستعمار. وكان من بينهم موظفون حكوميون ورجال أعمال وعمال حضريون وفلاحون وقرويون ورياضيون. الأمر الذي تسبب في نفيه من “غينيا بيساو”، ومنعه من العودة للإقامة. وهكذا، في عام 1955م، عاد “كابرال” إلى البرتغال.
أميلكار كابرال – 1956-1973 وتأسيس PAIGC
وبعد عدة التماسات، مُنح “كابرال” في النهاية الإذن بزيارة عائلته في “غينيا بيساو”. وفي إحدى هذه الزيارات المسموح بها، وفي 19 سبتمبر 1956م تحديدًا، شارك “كابرال” في تأسيس الحزب السياسي الذي أصبح فيما بعد حزب PAIGC “الحزب الإفريقي لاستقلال غينيا وجزر الرأس الأخضر” Partido Africano para a Independência da Guiné e Cabo Verde. والذي كان “رافائيل بولا باربوسا” Rafael Paula Barbosa أول رئيس له؛ وليصبح “أميلكار كابرال” أمينًا عامًّا للحزب.
وقد كانت نوايا الحزب في البداية القيام بحملة سلمية من أجل الاستقلال. ومع ذلك، تغير هذا بعد مذبحة Pidjiguiti في عام 1959م؛ حيث فتح الجنود البرتغاليون النار على عمال الموانئ المتظاهرين، مما أسفر عن مقتل 50 منهم. وقد تسبّب هذا الحدث في تحول العديد من الناس إلى الالتفاف حول حزب “كابرال”. ومن يومها وصل الحزب أخيرًا إلى قناعة بمزايا الكفاح المسلح ضد قوة مهيمنة لا تعتبر الأشخاص الذين يحكمونهم بشرًا. لذلك، تم إعلان الكفاح المسلح في مارس 1962م.
وبعد فشل التكتيكات في المدن، انتقل نشاط المقاومة إلى المناطق الريفية واعتمد “كابرال” تكتيكات حرب العصابات. وتحت قيادة “كابرال”، استطاع الحزب الإفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر تحرير ثلاثة أرباع ريف غينيا في أقل من عشر سنوات من النضال الثوري. وابتداءً من عام 1963م، قاد “كابرال” حزبه إلى حرب مفتوحة من أجل استقلال “الرأس الأخضر”، و”غينيا بيساو”. واستطاع “كابرال” أن يميز نفسه بين الثوريين المعاصرين من خلال إعداد طويل ودقيق، نظريًّا وعمليًّا على حدٍّ سواء، والذي عمل عليه بخطى ثابتة قبل إطلاق النضال الثوري، وفي أثناء هذا التحضير، أصبح أحد المنظّرين العالميين البارزين للنضال ضد الإمبريالية.
هذا، وقد تميز حزب PAIGC بالقوة الفكرية؛ فهو واحد من الحركات القليلة التي بدأتها “النخبة المثقفة” التي تمتعت بالدعم والمشاركة الكاملين من الجماهير. ففي غضون ثلاث سنوات بعد بداية الكفاح المسلح، كان الحزب يدير أكثر من ثلثي البلاد والسكان. وقد اعتمد الكفاح المسلح على “التدمير الخلاق” للزخارف الاجتماعية والاقتصادية للحياة الاستعمارية، فضلًا عن استبدالها الكامل بهياكل جديدة. حيث كانت معظم الحركات المناهضة للاستعمار في بقية القارة، سواء شاركت في الكفاح المسلح أم لا، راضخة ومستسلمة للقوى الاستعمارية، بدلًا من إعادة التفكير في تفكيك أو تفريغ مفهوم القوة الاستعمارية نفسها.
وعلى الرغم من أن “غينيا بيساو” و”الرأس الأخضر” ما هما إلا قطرة في المحيط الاستعماري. إلا أن ما قام به حزب “كابرال” من “التدمير الخلاق” شكَّل تهديدًا عميقًا لما كان يسعى إليه الاستعمار من بقاء نفوذه وسطوته. لذلك، وبالتواطؤ مع فرنسا، غزت “البرتغال” “غينيا كوناكري” و”السنغال” في الفترة 1969-1970م، لتحقيق هدف تدمير PAIGC، فقد انتشرت مكاتبه في العاصمة “كوناكري” آنذاك وهو ما شكل تهديدًا كبيرًا للاستعمار؛ لكنَّ الاستعمار فشل فعليًّا في القضاء عليه هناك؛ حيث كانت الموارد العسكرية البرتغالية مُستنزَفة؛ نظرًا لتصديها في الوقت نفسه للصراعات المسلحة المترابطة في “أنجولا” و”موزمبيق”. وبالرغم من ذلك احتفظ البرتغاليون بممتلكاتهم الاستعمارية متسلحين بالوحشية والبطش بالخصوم. مستخدمين النابالم ذا التأثير المدمر في مستعمراتهم الإفريقية في سبيل ذلك.
وبعد فشل محاولة الغزو البرتغالي، تبنَّت البرتغال نهجًا أكثر خِسَّةً؛ حيث قامت باغتيال “كابرال” بدعم من “الشرطة السرية البرتغالية” PIDE، في “كوناكري” في 20 يناير 1973م؛ حيث كان “كابرال” عائدًا إلى منزله مع زوجته الثانية “آنا ماريا كابرال”. ولم يكن اختيار التوقيت مصادفة؛ فقد عرفت الحكومة البرتغالية أن حزب “كابرال” قد خطَّط لإعلان الاستقلال في عام 1973م. لذلك كانوا يخشون أن يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط من أجل إنهاء الاستعمار في أماكن أخرى، وربما إلى تحدي سلطتهم داخل البرتغال نفسها. وهكذا استغلوا الانقسامات داخل الحزب لاغتيال “كابرال”.
ومع ذلك، فإن أحد أهم النجاحات التي حققتها قيادة “كابرال” هو أنه طوَّر حزبًا قادرًا على الاستمرارية بشكل فعَّال حتى في غياب “كابرال”. فعلى الرغم من وفاة “كابرال”، تمكَّن الحزب من المضي قدمًا في خطته للإعلان عن استقلال “غينيا بيساو”، وفي 10 سبتمبر 1974م؛ كان إعلان استقلال “غينيا بيساو” وبعد عام واحد تلتها “الرأس الأخضر”.
فهم “كابرال” لمناهضة الاستعمار:
في حين كان “كابرال” يُوصَف غالبًا بأنه ماركسي، إلا أنه لم يُعرّف نفسه بالضرورة بهذه الطريقة. نعم كان لديه تعليم سياسي ماركسي بالتأكيد، لكنه لم ينضم إلى حزب سياسي ماركسي أو شيوعي أو يعمل على تشكيله. لقد فهم أن الاستعمار قد بدأ لأغراض اقتصادية وكان له تأثير اقتصادي كبير. وبالتالي، كان على الثورة المناهضة للاستعمار أن يكون هدفها الأساسي هو احتياجات الشعب. لذا فإن “شابال” Patrick Chabal، أحد كُتّاب السيرة الذاتية لكابرال يصفه بأنه “قومي”. ومع ذلك، لم تكن قومية “كابرال” تركز فقط على كسر الحدود الاستعمارية، ولكن على ضرورة العدالة الأبدية الموضوعية لأولئك الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بداخلها.
فهم “كابرال” للمقاومة:
كان “كابرال” يؤمن بأن المقاومة يجب أن تكون نشطة وقائمة على أُسُس، وأن ينخرط فيها الجميع؛ فمن أقواله في كتابه “المقاومة وإنهاء الاستعمار” Resistance and Decolonization: “إن معركة الشعب، ومقاومة الشعب، لها أشكال مختلفة. فكما أخبرتكم في السابق، أنها بدأت في غينيا منذ اليوم الذي كان لدى البرتغاليين فكرة الهيمنة علينا واستغلالنا، وبدأت في الرأس الأخضر منذ اليوم الذي أظهر فيه الوضع الاجتماعي بوضوح اعتمادًا على المستعمرين البرتغاليين؛ فشعبنا في الرأس الأخضر يتعرَّض كل يوم للاستغلال والإذلال”.
وقال أيضًا: “إن تحرير الأرض لن يكون إلا إذا تمكّنا من التخلص من الهيمنة الأجنبية على اقتصادنا، وإذا تمكنا في الواقع من تحرير اقتصاد بلدنا من كل الاستغلال الأجنبي”.
وفي أحد خطاباته تحت عنوان “سلاح النظرية” The Weapon of Theory يقول “كابرال”: “لن نقضي على الإمبريالية بازدرائها. ولكن بالنسبة لنا، فإن أفضل أو أسوأ صرخة ضد الإمبريالية، مهما كان شكلها، هي حمل السلاح والقتال. وهذا ما نقوم به الآن، وهذا ما سنفعله حتى يتم القضاء تمامًا على كل الهيمنة الأجنبية على أوطاننا الإفريقية”.
وفي كتابه “العودة إلى المصدر” Return to the Source يقول “كابرال”: “في محاربة العنصرية لا نحرز تقدمًا إذا قاتلنا العنصريين فقط؛ لذلك علينا محاربة أسباب العنصرية. فإذا أتى أحد اللصوص إلى منزلي وكان معي سلاح، فليس من المنطقي إطلاق النار على ظل اللص؛ فبدلًا من ذلك يجب إطلاق النار على اللصوص أنفسهم. فالكثير من الناس يفقدون الطاقة والجهد، ويقدمون التضحيات لمحاربة الظلال. لذا علينا محاربة الواقع المادي الذي ينتج الظل”.
في النظرية والنضال:
جاء استخدام “كابرال” للنظرية من خلال إدراكه بأن التطبيق العملي والنظرية ليسا عنصرين منفصلين من النضال الثوري؛ فالتطبيق العملي بدون التفكير النقدي الدقيق من شأنه أن يؤدي إلى فشل العمل. فالنظرية بدون فعل لا تساعد أحدًا ولا تُقدّم شيئًا.. فكل ممارسة تنتج نظرية، وإذا كان صحيحًا أن الثورة يمكن أن تفشل على الرغم من أنها تستند إلى نظريات متصوَّرة تمامًا، فلا يوجد أحد قام بثورة ناجحة بدون نظرية ثورية.
ويقول في “الرجوع إلى المصدر” Return to the Source: “تذكر دائمًا أن الناس لا يقاتلون من أجل الأفكار ولا من أجل ما يدور في أذهان الرجال. يقاتل الناس ويقبلون التضحيات التي يتطلبها النضال من أجل الحصول على مزايا مادية، والعيش بشكل أفضل وسلام، والاستفادة من التقدم، ومن أجل مستقبل أفضل لأبنائهم. إن التحرر الوطني، والنضال ضد الاستعمار، وبناء السلام، والتقدم والاستقلال هي كلمات جوفاء لا معنى لها إلا إذا أمكن ترجمتها إلى تحسين حقيقي للظروف المعيشية”.
حول الإمبريالية ودولة ما بعد الاستعمار والاستقلال:
بالنسبة لكابرال، فقد عملت الإمبريالية والاستعمار والاستعمار الجديد كما تم سنّه في إفريقيا على تدمير تاريخ ومستقبل الشعوب الإفريقية. فأيّ نضال للهروب من هذه القوى يجب أن يأخذ في الاعتبار طبيعة وتأثير تلك القوى.
“فعادة ما يقول المستعمرون: إنهم هم الذين أدخلونا إلى التاريخ: اليوم نظهر أن الأمر ليس كذلك. لقد جعلونا نترك التاريخ -تاريخنا- لنسير خلفهم في المؤخرة، لمتابعة التقدم في تاريخهم”.
“ولنكن دقيقين: بالنسبة لنا، فالثورة الإفريقية تعني تغيير حياتنا الحالية في اتجاه التقدم. والشرط المسبق لذلك هو القضاء على الهيمنة الاقتصادية الأجنبية، التي يعتمد عليها كل نوع آخر من الهيمنة”.
“لذا يجب أن نمارس الديمقراطية الثورية في كل جانب من جوانب حياتنا الحزبية. ويجب أن يتحلَّى كل عضو مسؤول بشجاعة وهو يقوم بمسؤولياته، وينال من الآخرين الاحترام المناسب لعمله والاحترام المناسب لعمل الآخرين. ويجب عليهم أن يخفوا شيئًا عن جماهير شعبنا.
وعلينا أن ندرك أنَّ “الاستعمار الجديد يعمل على جبهتين؛ في أوروبا وكذلك في البلدان المتخلفة. إطارها الحالي في البلدان المتخلفة هو سياسة المساعدة، وأحد الأهداف الأساسية لهذه السياسة هو خلق برجوازية مزيفة لكبح الثورة”.
السلطة عند “كابرال”:
في النهاية، اعتقد كابرال أن السلطة مِلْك للشعب؛ فلم يكن هناك مكان في تفكيره أو نضاله يسمح بالانقسامات الداخلية والتمييز الطبقي والتسلسل الهرمي للبشرية. فالشعوب الإفريقية كانت هي محور رسالته وهي جيشه في معركته.
“إن الشعب الذي يحرّر نفسه من الهيمنة الأجنبية لن يتحرر ثقافيًّا إلا إذا عاد إلى المسارات الصاعدة لثقافته، التي تأخذ بأيدي الشعوب إلى واقع بيئتهم، والتي معها ينتفي كل من التأثيرات الضارة وكل أنواع الخضوع للثقافة الأجنبية. وبالتالي، يمكن ملاحظة أنه إذا كانت للسيطرة الإمبريالية حاجة حيوية لممارسة الاضطهاد الثقافي؛ فإن التحرر الوطني هو بالضرورة فعل ثقافي”.
وختامًا: وضع “كابرال” جسده وعقله على المحكّ في تطبيقه العملي للنضال؛ فلم يكن هناك انقسام بين العقل والجسد، ولا مجال للتمييز في شخصيته بين كونه مفكرًا أو جنديًّا. إنَّ تخليد أعمال واسم “كابرال” في تراثنا الإفريقي نابع من الوفاء لشخصه حيث فاضت روحه وهي تدافع بالقلم وبالسنان في ساحة المواجهة مع الإمبريالية التي رأت في الإفريقي شخصًا دونيًّا جاءت تستغله وتستنزف ثرواته وتقهر ذاته وتستنكر تاريخه وثقافته التي يعتز بها ويستظل بظلالها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“Amílcar Cabral: To Be Mountains, To Return to the Source of Power” in: https://folukeafrica.com/amilcar-cabral-to-be-mountains-to-return-to-the-source-of-power/
Cabral, Amílcar. ‘The Weapon of Theory ’. Address delivered to the first Tricontinental Conference of the Peoples of Asia, Africa and Latin America held in Havana in January, 1966.
Cabral, Amílcar. Our People Are Our Mountains: Amilcar Cabral on the Guinean Revolution. Committee for Freedom in Mozambique, Angola & Guiné, 1972.
Cabral, Amílcar. Resistance and Decolonization. Rowman & Littlefield, 2016.
Cabral, Amílcar. Return to the Source. NYU Press, 1974.
Cabral, Amílcar. Revolution in Guinea: African People’s Struggle. 2nd Revised edition. London: Stage 1, 1979.
Cabral, Amílcar. Unity and Struggle: Speeches and Writings of Amilcar Cabral. Vol. 3. NYU Press, 1979.
Chabal, Patrick. “The Social and Political Thought of Amilcar Cabral: A Reassessment.” The Journal of Modern African Studies 19, no. 1 (1981): 31-56.
Chabal, Patrick. Amílcar Cabral: Revolutionary Leadership and People’s War. Africa World Press, 2003.
Ferreira, Eduardo de Sousa. ‘Amilcar Cabral: Theory of Revolution and Background to His Assassination’. Ufahamu: A Journal of African Studies 3, no. 3 (1973).
Mendy, Peter Karibe, ‘A “Simple African” Revolutionary’. Africa is a Country. 12 Sept 2020