بقلم: ريستيل ثوناند
ترجمة: سيدي.م.ويدراوغو
يَكتسب اسم سيمون تيمتوري البوركيني الأصل الأمريكي الجنسية، أرضيةً في المجال المالي الإفريقي؛ حيث يتولى منصب رئيس مجلس الإدارة لمجموعة “فيستا بنك”، والمؤسّس والرئيس التنفيذي لشركة “لِيليوم كابتال”، والمتخصّص في الاستثمار، إلى جانب مشاركته في مختلف القطاعات في إفريقيا من التمويل إلى الطاقة والعقارات والضيافة والصناعات الزراعية؛ فمن هو هذا المحامي المهني الذي تحوَّل ببراعةٍ إلى مهنة الاستثمار؟
هل يملك وصفة معجزة؟
ليس لديه سوى “العمل الدؤوب والمزيد من العمل”، فسيمون تيمتوري، البالغ من العمر 44 عامًا، هو اليوم شخصية استثمارية في بلده الأصلي؛ بوركينا فاسو، وعلى نطاق أوسع في جميع أنحاء القارة، من خلال شركة “لِيليوم كابتال”؛ وهي شركة استثمارية مقرّها في نيويورك. ولكنَّ الأخير شارك في إفريقيا في مختلف القطاعات -بما في ذلك التمويل والطاقة والعقارات والضيافة والصناعات الزراعية- التي أسَّسها ويرأسها.
الخبرة من خلال الممارسة:
يقول المثل الثائر: “مع كثرة الممارسة تصبح حدادًا”، وفي الواقع يُعتبر سيمون تيمتوري دليلاً على اكتساب الخبرة من خلال الممارسة؛ حيث كان الرجل في الأساس محاميًا بعد تخرُّجه من كلية الحقوق في بوركينا فاسو، ثم رحل إلى الولايات المتحدة؛ حيث التحق أولاً بالجامعة الأمريكية، ثم كلية الحقوق بجامعة نيويورك، وبعد حصوله على ليسانس الحقوق، فتحت شركة Staden Harps في نيويورك أبوابها له، فمكث هناك لبضع سنوات كمحامي ضرائب ومسؤول عن أسواق رأس المال. وبعد فترة قضاها في PwC انضم إلى “مورغان استنلي”، وبينما هو في صفوف العملاق المصرفي الأمريكي تحمّس محامي الأعمال لمهنة المستثمر؛ فبدأ يفكّر شيئًا فشيئًا في تغيير مصيره.
“لقد مارست كثيرًا مع مصرفيي وول ستريت المعاملات العالمية (أمريكا وأوروبا)، ومن هذا المنفذ دخل في نفسي فيروس البنوك، وهكذا تمكَّنت من الانضمام إلى مورعان استنلي باعتباري جزءًا من فريق إدارة صندوق استثماري كان يدير وقتئذ أصولًا بقيمة 5 مليارات دولار”، حسب ما ذكره لمجلة لاتيربين أفريك.
الرؤية الشمولية لإفريقيا:
ومن خلال ممارسته اليومية في مجال التمويل والهيكلة والاستشارات الاستثمارية تحوّل إلى مستثمر بشكلٍ تدريجيٍّ. وفي هذا السياق، بدأت القصة من الوقت الذي وُلِدَت فيه فكرة “ليليوم كابتال” لكن المستثمر الجديد تحمّل المتاعب بمثابرة واضعًا نُصْبَ عينه طموحات عالية؛ وذلك “لتحسين تجربته”، ومن تلك اللحظة أخذ يتطلع إلى إفريقيا.
وفي ربيع عام 2012م كان يبحث بنك الاستيراد والتصدير الإفريقي (Afreximbank) عن كوادر جُدد فانتهز تيمتوري هذه الفرصة، وتم تعيينه، ثم توجَّه إلى القاهرة -مقر المؤسَّسة- في بداية الصيف، وتولى رئاسة قسم جديد؛ هو قسم أسواق المال والخدمات الاستشارية.
وخلال السنوات الثلاث التالية، وصل المشروع إلى مرحلة النضج مع صديقه وشريكه ديدييه نكيري، وهو مُحلّل مالي تدرَّب في جامعة ولاية جورجيا، ولديه ما يقرب من 20 عامًا من الخبرة، شرَعَا في إنشاء “ليليوم كابتال “مع توقع فوزهم بالجائزة الكبرى التي ستسمح للشركة بالانطلاق.
وفي عام 2015م، نجحا في شراء “المجموعة المصرفية الدولية الأولى” أحد أكثر البنوك الغامبية ديناميكية في السوق المحلية، والذي أُعِيدَ تسميته باسم “مجموعة فيستا بنك”، وفي يناير 2016م انسحب من أفريزمبنك ليتفرّغ لتكريس جهوده الدؤوبة لمشروعه الرياديّ؛ علمًا بأن الفكرة التي تهيمن على وجدانه هي: “الرغبة في أن أكون قادرًا على اتخاذ القرارات وخلق الأنشطة التي لها تأثير وتُضْفِي لمسةً على تنمية إفريقيا”.
” لقد فهمنا :”
لا يندم سيمون تيمتوري على رهانه، بل على العكس تمامًا، “لقد فهمنا أن لدينا القدرة على تحمُّل المخاطر، واتخاذ القرارات، وإنشاء شركة وإضفاء لمستنا على التنمية في إفريقيا”، مضيفًا أنه “للقيام بذلك، كان القطاع الذي كنّا أكثر خبرة فيه هو الاستثمار في القطاع المصرفي والمالي الذي يَطال جميع المهن بحكم طبيعته”، مشددًا على أنه مع شريكه استفادا كثيرًا من نصائح “الموجّهين” الذين مكَّنهم من جعل المشروع حقيقة واقعة، ووضع الاستراتيجية التي يتبعونها حتى الآن.
واليوم، في غضون ثلاث سنوات فقط، أصبحت “ليليوم كابتال” مستثمرة ومتعددة القطاعات، وتعمل الشركة حاليًا على مشاريع كبيرة مثل مصنع آيكا تكستيل في بوركينا فاسو، ومصنع الأدوية في واغادوغو وشراء البنك التجاري البوركيني.
بالإضافة إلى ذلك تطرح مجموعة فيستا بنك الشركة المصرفية الفرعية -التي اتّخذت غامبيا مقرًّا لها، ولديها أصول في غينيا وسيراليون- خطة تنمية طموحة في القارة، لا سيما في غرب ووسط وشرق إفريقيا. علاوة على ذلك فإن كل هذه المشاريع الحالية، من بين اعتبارات أخرى، هي التي تُفسّر الحضور الملحوظ لرئيسه في الاجتماعات العامة الأخيرة لـ Afreximbankفي يوليو الماضي في أبوجا بنيجيريا.
في كل الجبهات:
سيمون تيمتوري، الرجل المنفتح للغاية، والعملي والجاهز للاستماع إلى رأي الآخر، يدعم مهاراته التقنية بهذه السمات التي هي -حسب قوله- ضرورية لأيّ قائد في اتّخاذ القرار الجيّد بشكل يومي، و”كونك مقيمًا في الولايات المتحدة وكمستثمر في إفريقيا، وتعمل مع شركاء في أمريكا وأوروبا وإفريقيا وآسيا؛ يتعين عليك الاستيقاظ مبكرًا لمواجهة النهار الطويل، عطفًا على ضرورة الالتزام بالهدوء لمواجهة التحديات والحفاظ على هدوئك”؛ حسب تعبير رائد الأعمال.
وخاصة أنه بالإضافة إلى رئاسة “ليلِيوم كابتال” ومجموعة “فيستا بنك”؛ فإن المستثمر البوركينابي عضو في مجلس إدارة مركز الأعمال الإفريقي-الأمريكي التابع لغرفة التجارة الأمريكية(AmCham) ، بالإضافة إلى كونه مديرًا لمبادرة التنمية العالمية (IGD) وهي منظمة غير ربحية أسَّسها بيل جيتس وغيره من رجال الأعمال الأمريكيين في عام 2003م لتعزيز الشراكة بين القطاعين الخاصين الأمريكي والإفريقي بهدف المساهمة في تنمية إفريقيا؛ تلك جملة كبيرة من الوسائل بالنسبة له لشقّ الطريق للقارة.
_______________
رابط المقال: