عرض : د. باسم خفاجي
من الكتابات الهامة التي تتناول التي تتناول العلاقات الإفريقية الأمريكية كتاب الاهتمام المتصاعد للولايات المتحدة بإفريقيا: سبع مقترحات لتقوية السياسية الأمريكية – الإفريقية (Rising U.S. Stakes in Africa: Seven Proposals to Strengthen U.S – Africa Policy) للمؤلفين : والتر كانيستاينر ، و ج. ستيفن موريسون (Walter Kansteiner, J. Stephen Morrison ) الصادر عن مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية ، عام 2004م.
والكتاب هو عبارة عن أهم ما ورد في التقرير الصادر عن اللجنة الاستشارية للسياسة الإفريقية، والمنبثقة عن الكونجرس الأمريكي، وقد قُدّم التقرير الصادر عن اللجنة إلى وزير الخارجية الأمريكي في فبراير من عام 2004م، وصدر هذا الكتاب بعد ذلك بأربعة أشهر.
1- يركز الكتاب في الموضوعات الآتية:
أولاً: تقديم توصيات محدّدة للتحديات العاجلة التي تواجه الولايات المتحدة والأمم المتحدة وغيرهما بعد انتهاء الحرب في السودان.
ثانياً: توصيات لتقوية الأسواق الرأسمالية في إفريقيا، والتوقعات الاقتصادية حول دخل النفط بالقارة من الدول المنتجة للنفط خلال السنوات السبع القادمة.
ثالثاً: تطوير سياسات الطاقة الأمريكية فيما يتعلق بإفريقيا، والتركيز في نيجيريا وأنجولا، ودول غرب إفريقيا.
رابعاً: وضع سياسة لترشيد استهلاك الطاقة في إفريقيا، ولحماية الموارد الطبيعية بها.
خامساً: تقوية جهود الإدارة الأمريكية في مكافحة الإرهاب في إفريقيا.
سادساً: استراتيجية محدّدة لمواجهة المشكلات المزمنة، وحالات عدم الاستقرار؛ من خلال تقوية الجهود الدبلوماسية ومساندة عمليات حفظ السلام.
سابعاً: توصيات بشأن ضمان استمرار قيادة أمريكا لجهود العالم في مقاومة انتشار مرض الإيدز.
كما يؤكد الكاتبان أن هذا البحث قد أظهَر تغيرات كبيرة في عدد من القضايا الاستراتيجية المهمة، ومن بينها:
– أن إفريقيا تمثّل كياناً استراتيجيّاً مهمّاً للولايات المتحدة وسياساتها الخارجية، وهذا التحوُّل مرتبط بالتغيرات التي حدثتْ في أولويات المبادئ الاستراتيجية الأمريكية المرتبطة بالأمن العالمي بعد أحداث سبتمبر، كما أن هذا التحول مرتبط أيضاً بخمسة عوامل تغيَّرت بشكل كبير في العقد الماضي في القارة الإفريقية، وهي: انتشار الإيدز – الإرهاب – النفط – الصراعات المسلّحة – التجارة العالمية.
– أن التغييرات القيادية الأمريكية المتمثلة في الإدارة الأمريكية الحالية قد غيَّرت من النظرة تجاه إفريقيا، وغيَّرت من حدود التوقعات بشأنها، وهدمت الكثير من أنماط التفكير التقليدية المتعلقة بالقارة، وأظهرت الحاجة إلى التطور في السياسات المرتبط بالنتائج المطلوبة من العلاقة مع القارة الإفريقية.
– أن التغيير في النظرة إلى إفريقيا يحمل في طياته الحاجةَ إلى سياسات جديدة، وتطويرٍ في البرامج والمهارات البشرية والاعتمادات المالية، لمواكبة التغيير في التفكير الاستراتيجي تجاه المنطقة، ومن المتوقع أن توقيع اتفاق سلام في السودان في عام 2004م سوف يؤدي إلى تغيرات أساسية، تحتاج الولايات المتحدة إلى التصدي لها في المجالات الأمنية، وتحديات حفظ السلام التي ستعقب توقيع الاتفاق النهائي للسلام في تلك المنطقة.
إن القارة الإفريقية تجمع 300 مليون مسلم، وهناك حاجة مهمة إلى التواصل معهم من الناحية الأمنية؛ لتقليل المخاطر الإرهابية من الكيانات الممزقة داخل القارة.
ويرى المؤلفان أن هذه الخطوات مجتمعة تقدِّم تصوراً طموحاً للمستقبل للإدارة الحالية والكونجرس والإدارة الأمريكية القادمة أيضاً، كما أكدا أهمية تقديم أطروحات جديدة للعالم الإسلامي في إطار مكافحة الإرهاب، وخصوصاً في مناطق غرب إفريقيا، واستثمار النجاحات الحالية في السودان، وتطوير التعامل مع منطقة الصومال.
ويضع الكاتبان في نهاية الكتاب مجموعة من التوصيات المحدّدة للإدارة الأمريكية، من بينها:
– لا بد أن يهتم وزير الخارجية الأمريكية بصفته الشخصية والاعتبارية بموضوع مكافحة انتشار الإيدز في إفريقيا.
– لا بد أن تقوم أجهزة الأمن القومي بدراسة آثار انتشار الإيدز في إفريقيا على الأمن القومي الأمريكي، وأن يوضع تصور محدَّد لرد الفعل الأمريكي الأمني ضمن سياسة مقاومة انتشار الإيدز في القارة.
– تعيين مستشار خاص للرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية.
– زيادة الدعم المادي والعيني للأنظمة الإفريقية المتعاونة مع السياسات الاستراتيجية الأمريكية.
– تقوية أنظمة المصارف الإفريقية المحلية، وربطها بوزارة المالية الأمريكية من ناحية الخبرات.
– التعاون مع الجامعات الأمريكية والقطاع الخاص من أجل تقوية علاقتهم بالقارة الإفريقية.
2 – تعريف بالمؤلِّفَيْن:
والتر كانيستاينر:
المساعد السابق لوزير الخارجية للشؤون الإفريقية، وأحد مديري مجموعة سكوكروفت الاستشارية.
اهتماماته تتركز في السياسات الأمريكية تجاه الصحراء الإفريقية، والجوانب الاقتصادية المتعلقة بالسياسة الخارجية الأمريكية.
ويشغل حاليّاً منصب زميل متخصص في منتدى السياسة الدوليةForum for International Policy، وكان يَشغَل من قبل منصب مدير الشؤون الإفريقية بمجلس الأمن القومي.
ج. ستيفن موريسون:
هو مدير برنامج إفريقيا بمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية CSIS، واهتماماته في مجال الشؤون الإفريقية وبرامج المساعدات الدولية، والتطور الديمقراطي في أنظمة الحُكم الإفريقية.
شارك في رئاسة لجنة إعادة تقييم السياسة الأمريكية تجاه السودان، والتي غيَّرت موقف الحكومة الأمريكية من قضية السودان في عهد الإدارة الحالية.
عمل من قبل في قسم التخطيط السياسي بوزارة الخارجية الأمريكية، وكان مسؤولاً عن الشؤون الإفريقية.