برنس أفوري أتا ـ ذي أفريكان ريبورت (*)
ترجمة: قراءات إفريقية
خلف وجهه الجامد مثل لوح من الجرانيت، من المؤكد أن الرئيس البوروندي بيير نكورونزيزا تحترق أعصابه بعد علمه باحتمال نشر الاتحاد الإفريقي لقوات في بلاده غير المستقرة، فقد انتشرت قوات نكورونزيزا في الصومال منذ2007 حيث تلعب دورا في مكافح “الإرهاب” هناك، وفي يوليو الماضي ومباشرة بعد استيلاءه على السلطة على الرغم من الانتقادات الدولية الواسعة، فقد هدد الرئيس البروندي بسحب قواتها التي قوامها خمسة آلاف جندي من الصومال. فقد صرح آنذاك: “حتى الآن فإنه التزام علينا بنشر تلك القوات حتى يتم عقد الانتخابات وإنشاء مؤسسات الدولة مع كافة الأحزاب وحينئذ سوف نقرر إذا ما كنا سنظل في تلك المهمة أم لا”.
وهذا الرجل العنيد الذي استولى على السلطة في البلاد ألا يعلم عواقب أفعاله؟ فقد كان يجب عليه التنحي في نهاية فترته، ولكنه جادل بأن يستحق فترة رئاسة ثالثة لأنه لم ينتخب شعبيا في فترته الأولى، لذا لا يجب أن تحسب من ضمن سنوات رئاسته، ويقول معارضوه أن ذلك الأسلوب يستخدمه من أجل أن يحصل على فترة رئاسة ثالثة، ويتجاهل أخطائه الفادحة وجرائمه الشنيعة، ففي عهده مات المئات وتشرد الآلاف وسحقت حقوق الإنسان تحت وطأة سعيه نحو السلطة، البعض يصفه على أنه رجل مسيحي متدين مخلص، لكنه انتهك ثلاثة على الأقل من الأوامر العشرة للكتاب المقدس مثل اشتهاء ما للغير والسرقة والكذب.
هذا الرجل الذي لقب بأنه “سفاح بوجمبورا” كما كتب أحد الصحفيين أن “عناده الانتحاري قاده إلى نقطة اللاعودة، وتحت تلك الظروف تبدو الحرب الأهلية قدرا حسنًا بالنسبة له لكي يبقى في السلطة بغض النظر عن موت الآلاف”. ويبدو أنه لن يستطيع أن يقف أمام الاتحاد الإفريقي، الذي من المتوقع أن ينشر قوات حفظ السلام من أجل التعامل مع البيئة الحالية التي تزايدت فيها حمامات الدماء.
فبعد رفض الاتحاد الإفريقي نشر قوات في بوروندي هناك دعوات لنشر قوات حفظ سلام وهناك مبادرة فرنسية لتعديل نص نشر قوات حفظ السلام بعدما رفضها رئيس بوروندي، ولكن فرنسا لا تزال تشعر بقلقها من الأوضاع هناك، وتضغط على تعزيز الالتزام بوجود دولي في بوروندي لخفض التوتر والعنف واستئناف المفاوات بين الحكومة والمعارضة وفرض احترام حقوق الإنسان.
وقرر الاتحاد الافريقي ارسال وفد رفيع المستوى الى بوجمبورا لمحاولة اقناع الرئيس البوروندي بقبول قوة فصل افريقية، لكن لم يحدد اي موعد لهذه الزيارة. وقال السفير الفرنسي في الامم المتحدة “من الافضل ان تتم في اسرع وقت ممكن“.
وردا على سؤال عن فكرة ارسال قوة للشرطة تابعة للامم المتحدة الى بوروندي لمحاولة احلال الامن، قال ديلاتر “انها فكرة مجدية” يجب دراستها. ولكن بالرغم من ذلك فإن نكورونزيزا ربما يكون له حليف في طبقة القيادة العليا في الاتحاد الإفريقي، حيث يقود السفينة حليفه رئيس زيمبابوي روبرت موجابي، فهذا الرجل ذو الاثنين وتسعين عاما ظل في السلطة منذ أن حصلت بلاده على الاستقلال عام 1980، ومن المؤكد أنه سيساند أية عملية بقاء في السلطة لأي زعيم إفريقي مهما كانت التكلفة، ولكن موجابي أيامه في رئاسة الاتحاد قد ولت، ولكن مع تزايد القتل في بوروندي، هل تستطيع قوات الاتحاد الإفريقي أن تجبر نكورونزيزا للخروج من السلطة؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة.
(*) يمكن الاطلاع على المقال الأصلي ، على الرابط التالي: http://www.theafricareport.com/Columns/the-butcher-avoids-irony-for-now.html