أعده: عصام أبوزيد
أُعلن الاربعاء 1-3-2023 عن فوز بولا أحمد أديكونلي تينوبو (من مواليد 29 مارس 1952)، البالغ من العمر 70 عامًا ، برئاسة نيجيريا في أكثر الانتخابات تنافسية منذ نهاية الحكم العسكري في عام 1999.
وأظهرت النتائج الرسمية أن السياسي المخضرم حصل على 37٪ من الأصوات, وحصل منافسه الرئيسي أتيكو أبو بكر على 29٪ ، و 25٪ لـ بيتر أوبي من حزب العمال.
ومن المقرر أن يحل تينوبو -الذي يُعرف بـ “العراب السياسي” – الذي يساعد في وضع الآخرين في مناصبهم محل الرئيس المنتهية ولايته محمد بخاري في مايو المقبل، ما لم تؤدي مزاعم المعارضة بالتلاعب إلى إعادة الانتخابات.
مسيرته الحياتية:
قضى تينوبو حياته المبكرة في جنوب غرب نيجيريا، وانتقل لاحقًا إلى الولايات المتحدة، حيث درس المحاسبة في جامعة ولاية شيكاغو عام 1975-1979, وعمل في الشركات الأمريكية آرثر أندرسن وديلويت وهاسكينز وسيلز وشركة خدمات جي تي إي. وبعد عودته إلى نيجيريا في عام 1983، انضم إلى موبيل أويل نيجيريا ، وأصبح فيما بعد مديرًا تنفيذيًا للشركة.
عالم السياسة:
دخل تينوبو عالم السياسة كمرشح لمجلس الشيوخ عن مدينة لاجوس في عام 1992 تحت راية الحزب الديمقراطي الاجتماعي، وبعد أن حل الديكتاتور ساني أباشا مجلس الشيوخ في عام 1993، أصبح تينوبو ناشطًا يناضل من أجل عودة الديمقراطية كجزء من حركة الائتلاف الوطني الديمقراطي، وعلى الرغم من أنه تم إجباره على النفي في عام 1994، إلا أنه عاد بعد وفاة أباشا عام 1998.
وفي أول انتخابات حاكم ولاية لاجوس بعد الفترة الانتقالية، فاز تينوبو بهامش واسع كعضو في التحالف من أجل الديمقراطية، وبعد أربع سنوات، اعيد انتخابه لولاية ثانية، وانتهت فترة ولاية تينوبو كحاكم لولاية لاجوس في 29 مايو 2007 ، عندما تولى خليفته باباتوندي فاشولا من مؤتمر العمل منصبه.
وبعد ترك منصبه في عام 2007 ، لعب دورًا رئيسيًا في تشكيل مؤتمر جميع التقدميين , وكانت البداية بعد الانتصار الساحق لحزب الشعب الديمقراطي (PDP) في انتخابات أبريل 2007، حيث انخرط تينوبو في مفاوضات للجمع بين أحزاب المعارضة المجزأة في “حزب ضخم” قادر على تحدي حزب الشعب الديمقراطي الحاكم آنذاك.
وفي فبراير 2013 ، كان تينوبو من بين العديد من السياسيين الذين أنشأوا حزب معارضة ضخم بدمج أكبر ثلاثة أحزاب معارضة في نيجيريا – مؤتمر العمل النيجيري (ACN) ، والمؤتمر من أجل التغيير التقدمي (CPC) ، وحزب عموم نيجيريا الشعبي (ANPP) – في مؤتمر جميع التقدميين (APC).
وبعدها دعم تينوبو الجنرال محمد بخاري ، في عام 2015 ، حيث قاد حزب المؤتمر الشعبي العام للفوز، منهياً بذلك الحكم الذي استمر ستة عشر عامًا لحزب الشعب الديمقراطي ، وكانت المرة الأولى في تاريخ نيجيريا التي يخسر فيها الرئيس الحالي أمام مرشح معارض.
واستمر تينوبو في لعب دور مهم في إدارة بخاري ، ودعم سياسات الحكومة، و في عام 2019 ، دعم حملة إعادة انتخاب بخاري التي هزمت مرشح حزب الشعب الديمقراطي أتيكو أبو بكر.
حان دوري:
تحت هذا العنوان أطلق تينوبو حملته الرئاسية 2023، مستندا إلى تاريخه السياسي في محاربة الحكم العسكري في نيجيريا، والهروب إلى المنفى وكونه أحد الأعضاء المؤسسين للديمقراطية في البلاد، ودوره في دعم الرئيس بخاري في دورتين متتاليتين، إضافة إلى الطفرة التي أحدثها في لاجوس.
مزاعم فساد:
ولكن لا يبدو أن تينوبو يسير في طريق بلا أشواك, فهناك مزاعم بالفساد ضده، وهو ما ينفيه دائما، فقبل عامين ، اتهمه Dapo Apara ، وهو محاسب في Alpha-beta ، وهي شركة يُزعم أن Tinubu يمتلك فيها حصصًا من خلال صديق له، باستخدام الشركة لغسل الأموال والاحتيال والتهرب الضريبي وممارسات فاسدة أخرى.
وتمت مقاضاة تينوبو على الرغم من نفيه للادعاءات ، لكن جميع الأطراف قررت التسوية خارج المحكمة في يونيو الماضي. كما أنه وجهت له اتهامات في محكمة قواعد السلوك النيجيرية (CCT) مرتين، حيث تمت تبرئته أيضا, وهي اتهامات جعلت المعارضين يقولون إن تينوبو ليس الرجل المناسب للرئاسة في بلد ينتشر فيه الفساد.
مشكلات صحية:
ليس الفساد فحسب, فتينوبو يواجه أيضًا أسئلة حول صحته، بعدما نشر مقطع فيديو مدته ثماني ثوانٍ له وهو يركب دراجة تمرين كدليل على تمتعه بصحة جيدة.
ويقول المعارضون إن سنه يلاحقه ويشيرون إلى مقاطع فيديو لمختلف الزلات في التجمعات الانتخابية حيث يكون من الصعب فهم ما يقوله.
ويشعر العديد من النيجيريين بالقلق من رئيس آخر يعاني من مشاكل صحية بعد وفاة الرئيس عمر يارادوا في منصبه في عام 2010 والرئيس المنتهية ولايته محمد بخاري الذي أمضى وقتًا طويلاً في تلقي العلاج الطبي في الخارج، لكن مؤيديه يقولون إن لديه القدرة على التحمل على الوظيفة ولا ينافس على مكان في الأولمبياد.
أثار حفيظة المسيحيين:
كما أن تينوبو، وهو مسلم من الجنوب، أثار حفيظة المسيحيين في البلاد, بعدما اختار حاكم ولاية بورنو السابق كاشيم شيتيما، وهو مسلم شمالي ، نائبا له.
وصحيح أنه ينظر إلى هذه الخطوة على أنها استرضاء لشمال نيجيريا ذي الأغلبية المسلمة والذي يضم أكبر كتلة تصويت في البلاد, إلا أنها أثارت حفيظة العديد من المسيحيين الذين قالوا إنه يتعارض مع تقاليد متبعة بأن يكون للرئيس المسلم نائبا مسيحيا.
تحديات صعبة وشاقة:
ليس طريقا مفروشا بالورود كما أسلفنا، فبعد فوزه في الانتخابات، سيتعين على تينوبو معالجة العديد من القضايا التي خلفها محمد بخاري مثل: انعدام الأمن على نطاق واسع، والبطالة المرتفعة، والتضخم المتزايد، والبلد المقسم على أسس عرقية.
وسيتعين عليه الآن إثبات قدرته على الوصول إلى الانجازات سريعًا وأنه لا يزال يتمتع بنفس القوة الهائلة التي بنت لاجوس الحديثة ، المركز التجاري لنيجيريا.