تمهيد:
وقَّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجموعة من الأوامر التنفيذية، من بينها: أمر تنفيذي يقضي بوقف عمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في يناير 2025م.([1]) حيث جمَّد -بأمره التنفيذي هذا- صَرْف جميع مساعدات التنمية الخارجية الأمريكية لمدة ٩٠ يومًا، حتى تُراجَع “كفاءة البرامج”.
ووفقًا لإحصاءات منظمة التعاون تُعدّ الولايات المتحدة أكبر مانح للمساعدات الخارجية؛ حيث أنفقت ٤٨ مليار دولار في عام ٢٠٢١م، خُصِّص حوالي ثلث هذا المبلغ لدول إفريقيا جنوب الصحراء([2])؛ ومِن ثَمَّ توقَّف العمل بالمبادرات التابعة لشاط الوكالة، ومن بينها مبادرة “باور أفريكا” (Power Africa)، والتي كانت تستهدف بالأساس دعم مشروعات الطاقة، والوصول إليها.
ومن شأن إنهاء عمل المبادرة، وفصل غالبية موظفيها، حدوث انعكاسات كبيرة على بلدان إفريقيا جنوب الصحراء. ومن هذا المنطلق أحاول من خلال المقالة التعريف بالمبادرة، وأهدافها، وتأثيرها، وتداعيات إنهائها؛ من خلال المحاور التالية:
- أولًا: نشأة مبادرة باور أفريكا.
- ثانيًا: أهداف المبادرة.
- ثالثًا: إستراتيجيات المبادرة.
- رابعًا: تأثير المبادرة على المجتمعات الإفريقية (2013 -2025م).
- خامسًا: إنهاء المبادرة والتداعيات المحتملة.
أولاً: نشأة مبادرة باور أفريكا:
في السنوات الأخيرة، أصبحت القارة الإفريقية محورًا رئيسيًّا لجهود التنمية الدولية، لا سيما في مجال الوصول إلى الطاقة وبناء القدرات. ومن أهم المبادرات في هذا المجال: مبادرة “باور أفريكا” التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ((USAID. فعلى الرغم من ثرائها بالموارد الطبيعية، تُواجه العديد من الدول الإفريقية نقصًا حادًّا في الطاقة.
ووفقًا لإحصاءات حديثة، يفتقر حوالي 600 مليون شخص للطاقة، مما يُعيق النمو الاقتصادي والتعليم والخدمات الصحية. كما أن البنية التحتية للطاقة في العديد من المناطق قديمة وغير كافية لتلبية احتياجات السكان.([3])
ولمواجهة تحديات الطاقة، لا بد من استثمارات كبيرة؛ حيث تُقدّر وكالة الطاقة الدولية أن تحقيق الوصول الشامل للطاقة الحديثة في إفريقيا سيتطلب 200 مليار دولار سنويًّا بحلول عام 2030م، وهو مبلغ أعلى بكثير من مستويات التمويل الحالية. وهذا يستدعي تضافر الجهود بين الحكومات وبنوك التنمية متعددة الأطراف والقطاع الخاص لحَشْد التمويل بفعالية.([4])
وقد أطلق الرئيس باراك أوباما المبادرة في تنزانيا خلال جولته الإفريقية في يوليو 2013م؛ بهدف دعم النمو الاقتصادي والتنمية من خلال زيادة فرص الحصول على طاقة موثوقة، وبأسعار معقولة، ومستدامة. وقد صُمِّم البرنامج كشراكة متعددة الأطراف بين الولايات المتحدة، وتنزانيا، وكينيا، وإثيوبيا، وغانا، ونيجيريا، وليبيريا، والقطاع الخاص الإفريقي، وبالتعاون مع بنك التنمية الإفريقي.([5])
ثانيًا: أهداف المبادرة
تعمل “باور أفريكا” على تحقيق ثلاثة أهداف محورية: تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ، وضمان الوصول الشامل إلى الطاقة الحديثة بحلول عام 2030م، وتقليل تلوث الهواء والآثار الصحية المرتبطة بالطاقة([6])، وتتطلب ربط 90 مليون شخص سنويًّا، أي بزيادة ثلاثة أمثال عن الجهود الحالية.([7])([8])
كما تُعزّز الاستجابة لعدة تحديات، مثل تحدّي المرأة في مجال الطاقة، والذي يهدف إلى تمكينها في قطاع الطاقة المستدامة. فضلاً عن توفير فرص تعليمية للشابات من خلال برامج مثل برنامج التدريب في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ((STEM.([9])
كما تُشدد على أهمية كفاءة الطاقة كجزء من إستراتيجيتها الأوسع، وتتعاون مع شركائها لوضع معايير دنيا لأداء الطاقة، لا سيما في قطاعات مثل التعليم، بما في ذلك تحسين إضاءة المدارس، وزيادة اعتماد التقنيات الكفؤة وضمان ممارسات الطاقة المستدامة في مختلف القطاعات.([10])
وتؤكد المبادرة على ضرورة سدّ فجوات الطاقة في إفريقيا، مع مراعاة التفاوتات في الوصول إليها بين مختلف المناطق. ويُشجّع البرنامج على نشر التقنيات المبتكرة التي تَهدف إلى إنشاء أنظمة طاقة أكثر شمولًا وإنصافًا، مما يمكن أن يؤثر إيجابًا على التنمية الاقتصادية، والرعاية الصحية، والتعليم، وجودة الحياة في ظل أزمة تغيُّر المناخ، كما يُنظَر إلى التحوُّل نحو الطاقة المتجددة، وخاصةً الطاقة الشمسية، على أنه أمرٌ أساسيٌّ للحد من الانبعاثات وإرساء بيئة طاقة مستدامة.([11])
كما تهدف إلى وضع أهداف جديدة لموثوقية الطاقة وفعاليتها من حيث التكلفة، مع التركيز بشكل خاص على زيادة تمويل مشاريعها في الأسواق منخفضة الدخل والمتوسطة الدنيا.([12]) ومِن ثَمَّ:
- زيادة الوصول إلى الكهرباء لملايين الأشخاص، لا سيما في المناطق الريفية والمحرومة.
- تطوير مشاريع الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، لضمان مصادر طاقة مستدامة.
- تعزيز إصلاح قطاع الطاقة من خلال التعاون مع الحكومات لتحسين الأطر التنظيمية، وجذب الاستثمارات، وضمان الكفاءة التشغيلية لمرافق الطاقة.
- تسهيل استثمارات القطاع الخاص في سوق الطاقة للاستفادة من الموارد المالية والخبرات.
- تعزيز التنسيق الإقليمي لإنشاء أنظمة طاقة مترابطة ومشاركة الموارد بشكل فعَّال.
ثالثًا: إستراتيجيات المبادرة
تطوير الشراكات: يتعاون برنامج “باور أفريكا” مع مجموعة متنوعة من الجهات المعنية، بما في ذلك الحكومات وشركات القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية. من خلال تسخير الموارد الجماعية لأكثر من 200 شريك من القطاعين العام والخاص لمضاعفة فرص الحصول على الطاقة؛ بهدف إضافة ما لا يقل عن 30 ألف ميغاواط من قدرة توليد كهرباء أنظف وأكثر موثوقية، و60 مليون توصيلة بحلول عام 2030م.([13])
في السنغال مثلاً، أنشأت الحكومة مجموعة عمل تضم أصحاب المصلحة المتعددين للطاقة في أغسطس 2018م. تتألف هذه المجموعة من أكثر من 50 جهة معنية، بما في ذلك ممثلون عن القطاع الخاص وشركاء التنمية والهيئات الحكومية، بهدف تتبُّع التقدم وتسهيل التنسيق بين مختلف المبادرات.([14])
الدعم المالي وتعبئة الاستثمارات: تعمل المبادرة على تعبئة الموارد المالية، وتقديم المساعدة الفنية والمِنَح وتسهيل الاستثمارات لتسريع تطوير المشاريع. كما يربط مُطوِّرو المشاريع بالمستثمرين المحتملين لضمان جدوى المبادرات ماليًّا.
بناء القدرات والمساعدة الفنية : توفر المبادرة برامج تدريبية وبرامج لبناء القدرات للمؤسسات المحلية وتنمية القوى العاملة. ويُمكِّن هذا النهج المجتمعات المحلية من خلال تزويدها بالمهارات اللازمة لصيانة وتشغيل أنظمة الطاقة بشكل مستقل.
الدعوة لإصلاح السياسات: من خلال التواصل مع صانعي السياسات، لإجراء إصلاحات تنظيمية تُهيِّئ بيئةً مُلائمةً لاستثمارات الطاقة. يُساعد هذا الدعم على تبسيط الإجراءات، وتعزيز الشفافية، وبناء ثقة المستثمرين.
تعزيز حلول الطاقة المتجددة: إدراكًا منها لأهمية الاستدامة، تُولي الأولوية لمشاريع الطاقة المتجددة. ويشمل ذلك دعم محطات الطاقة الشمسية غير المتصلة بالشبكة، والشبكات الصغيرة، ومبادرات كفاءة الطاقة التي تُفيد المجتمعات المحلية، وتُقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري.([15])
رابعًا: تأثير مبادرة “باور أفريكا” على المجتمعات الإفريقية (2013- 2025م)
منذ عام 2013م، وفَّرت المبادرة كهرباء جديدة أو مُحسَّنة لما يقرب من 180 مليون شخص، وربط أكثر من 37.5 مليون منزل وشركة بحلول الطاقة المتصلة بالشبكة وخارجها. وبفضل المبادرة، وصل 150 مشروعًا للطاقة إلى الإغلاق المالي، تُمثّل أكثر من 15498 ميغاواط. من بين هذه المشاريع: 87 مشروعًا قيد التشغيل، وتُولِّد ما يقرب من 6600 ميغاواط من كهرباء أنظف وأكثر موثوقية، مما يُساعد في التخفيف من آثار تغيُّر المناخ وإنهاء فقر الطاقة.
وقد دعمت تطوير الطاقة المتجددة -بما في ذلك الطاقة الحرارية الأرضية، والطاقة الكهرومائية، وطاقة الرياح، والطاقة الشمسية-، بالإضافة إلى توليد الطاقة ونقلها في جميع أنحاء القارة. مما أتاح الوصول إلى الكهرباء لنحو 216 مليون مستخدم. وتشير بيانات البنك الدولي إلى أنه عندما أُطلق البرنامج في عام 2013م، كان 62% من السكان يفتقرون إلى إمكانية الوصول إلى الطاقة. كما خلقت هذه المشاريع فرصًا تجارية لأكثر من 100 شركة أمريكية؛ حيث قدَّمت صفقات بقيمة 26.4 مليار دولار.([16])([17])
من خلال مئات مشاريع الطاقة، معظمها خضراء، نجحت المبادرة في توفير الكهرباء لأول مرة لأكثر من ١٦٥ مليون شخص، ومساعدة ٤٠ دولة، وأتى الدعم الرئيسي لشبكة شراكات “باور أفريكا” من القطاع الخاص، الذي يضم أكثر من 190 شركة. بالتعاون مع 12 وكالة حكومية أمريكية و20 شريكًا دوليًّا في التنمية ([18]).
كما برهنت على تأثيرها بشكل أكبر من خلال تعزيز التكامل الإقليمي في شرق وغرب إفريقيا. وقد لعبت مجموعة كبار المستشارين في بنك TBI دورًا فعالًا؛ حيث عملت بشكل وثيق مع القادة الأفارقة منذ عام 2014م للنهوض بتطوير قطاع الطاقة والتحولات في مجال الطاقة في 12 دولة.([19])
والشكل التالي يختصر أهم إنجازات المبادرة منذ انطلاقها في عام 2013م.
شكل يلخص إنجازات مبادرة باور أفريكا منذ عام 2013م
Mark Carrato, Ending Energy Poverty Matters: We Can Do It Cleanly and the Waypoints are Clear. Mar 7, 2023.at: https://powerafrica.medium.com/ending-energy-poverty-matters-we-can-do-it-cleanly-and-the-waypoints-are-clear-71eb55e50a83
هذا، ويتجاوز تأثير المبادرة توفير الطاقة؛ حيث عزَّزت التنمية في المجتمعات من خلال([20]):
- النمو الاقتصادي: لعبت المبادرة دورًا محوريًّا في دفع عجلة النمو الاقتصادي؛ من خلال زيادة فرص الحصول على الطاقة لملايين الأشخاص. وتشير التقارير إلى أن ما يقرب من 42 مليون منزل وشركة قد حصلت على الكهرباء، مما سهَّل فرصًا اقتصادية جديدة وتأسيس شركات محلية.([21])
- تحسين الصحة والتعليم: أفاد أفراد المجتمع والمتخصصون في الرعاية الصحية بتحسُّن ملحوظ في تقديم الخدمات الصحية بعد إدخال الكهرباء. ويُعدّ مشروع إنارة المدارس في كينيا مثالًا بارزًا على الشراكات الفعَّالة متعدّدة الأطراف التي تُسهم في إحداث تغيير مستدام.([22])
- التمكين الاجتماعي: عزَّزت مشاركة السكان المحليين على المشاركة في تخطيط وتنفيذ حلول الطاقة، الأمر الذي لا يقتصر على تلبية احتياجات الطاقة فحسب، بل يُعزّز أيضًا الروابط المجتمعية ويدعم هياكل الحوكمة المحلية.([23])
- الاستدامة البيئية: التزمت بتعزيز حلول الطاقة النظيفة، مثل أنظمة الطاقة الشمسية والشبكات الصغيرة، والمساهمة في تقليل البصمة الكربونية.([24])
مع ذلك، لا تزال هناك تحديات لا حَصْر لها؛ كالمخاطر المتعلقة بالاستثمار في إفريقيا، ونقص الشفافية والفساد في أُطُر المشتريات، ونقص في القدرات والتدريب على المهارات اللازمة لتطبيق وإدارة التقنيات الجديدة، وعدم كفاية تخطيط الطاقة على مستوى النظام، والبيئات التنظيمية التي لا تُحفِّز استثمارات القطاع الخاص.
وعلى الرغم من التحديات، هناك بالفعل العديد من المؤشرات الإيجابية على الطريق؛ حيث يُعدّ دعم “باور أفريكا” لأول مشروع للطاقة الشمسية وتخزين الطاقة على نطاق المرافق في مالاوي مثالًا رائعًا. وقد أصبح هذا المشروع ممكنًا بفضل سنوات من الإصلاحات السياسية المدروسة، بما في ذلك دعم مؤسسة تحدي الألفية لأول عملية شراء تنافسية للطاقة المتجددة في البلاد، وقد تم تطويره بالتعاون مع شركاء “باور أفريكا”، شركة JCM Power، وشركة InfraCo Africa التابعة لمجموعة تطوير البنية التحتية الخاصة.
قدَّمت وكالة التجارة والتنمية الأمريكية مساعدةً في دراسة الجدوى، ودعمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تطوير نموذج التمويل، وساعدت في دمج تخزين الطاقة بالبطاريات في المشروع. وأثمرت هذه الشراكة عن أول محطة طاقة شمسية على نطاق المرافق العامة في المنطقة تتضمَّن نظام تخزين طاقة بالبطاريات (BESS)، مما ساعد مالاوي على توفير الطاقة الحيوية وتنويع مصادرها للطاقة. كما تم إطلاق شبكة الطاقة الأمريكية الإفريقية للتكنولوجيا النظيفة خلال قمة قادة الولايات المتحدة وإفريقيا في ديسمبر 2023م، وهي مثالٌ آخر على الشراكة القوية. وتهدف إلى إبرام صفقات بقيمة 350 مليون دولار خلال السنوات الخمس الأولى ([25]).
خامسًا: إنهاء المبادرة والتداعيات المحتملة
أنهت إدارة ترامب برامج دعم مشاريع الطاقة المتجددة وزيادة فرص الحصول على الكهرباء في إفريقيا، ولا يزال أكثر من 43% من السكان يفتقرون إلى إمكانية الوصول الموثوقة. وقد أُلغيت أكثر من 90% من برامج المساعدات التي تُقدِّمها الوكالات منذ تولّي ترامب منصبه في يناير، وفقد حوالي 1600 موظف فيدرالي وظائفهم نتيجةً لذلك. وذلك بعدما تلقَّت “باور أفريكا” ما يزيد عن مليار دولار من الولايات المتحدة منذ إنشائها. وقد مكَّن هذا الدعم من جمع 29 مليار دولار من تمويل مشاريع الطاقة من جهات أخرى.([26])
وسوف يكون لإنهاء المبادرة عدة تداعيات محتملة، من أهمها ما يلي:
1- تقلص التمويل الأمريكي لمشاريع الطاقة: حيث لعبت المبادرة دورًا حيويًّا في جذب الاستثمارات الأمريكية إلى قطاع الطاقة في إفريقيا، من خلال دعم شركات كبرى مثل “جنرال إلكتريك” و”سيمبيون باور”. ومع انتهاء المبادرة، يُتوقَّع أن تُواجه مشاريع البنية التحتية تحديات تمويلية كبيرة، خاصةً في الدول التي كانت تعتمد على هذه الشراكة لتنفيذ خططها.
2- تعزيز النفوذ الصيني في القارة: على مدى العقدين الماضيين، وسَّعت الصين استثماراتها في إفريقيا، خصوصًا في مشاريع البنية التحتية والطاقة. ومع انسحاب الولايات المتحدة، يرى الخبراء أن بكين قد تستغل هذه الفرصة لتعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي، من خلال تقديم بدائل تمويلية أكثر جاذبية للدول الإفريقية.
وقد جاء قرار وقف تنفيذ الجهود الرامية إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الأمريكية بنسبة تصل إلى 66% عن مستويات عام 2005م بحلول عام 2035م. ويُمثل إعلانه “احفروا، يا صغيري، احفروا”، ومِن ثَم زيادة إنتاج الطاقة الأمريكية، والتزامه المتجدد بالخروج من اتفاقية باريس للمناخ، كلّ هذا يُمثّل تحولًا جذريًّا في سياسة الطاقة والبيئة الأمريكية، مُجسِّدًا بذلك أجندة “أمريكا أولًا”، وما ينطوي عن ذلك من ارتفاع أسعار النفط العالمية. وهو ما يُوسِّع استفادة الصين التي شرعت في توسع غير مسبوق في بنيتها التحتية للطاقة النظيفة.
ووفقًا لتقرير جامعة بوسطن لعام 2021م؛ فقد مَوَّلت الصين أكثر من 13 مليار دولار وطوَّرت أكثر من 10 جيجاوات من سعة الطاقة النظيفة في جميع أنحاء إفريقيا منذ عام 2000م. وهذا قابل للتوسيع؛ حيث أشار تحليل من المنظمة الدولية -الطاقة المستدامة للجميع- إلى أن الصين يمكنها تركيب أكثر من 224 جيجاوات من الطاقة النظيفة في إفريقيا بحلول عام 2030م، مما يُسهم بشكل كبير في تحقيق هدف إفريقيا المتمثل في 300 جيجاوات بحلول عام 2030م.([27]) فضلًا عن سَعْي بعض الدول الإفريقية إلى إقامة شراكات مع جهات دولية أخرى أو تُخفّض طموحاتها البيئية.([28])
3- إضعاف الشركات الإفريقية الناشئة في قطاع الطاقة: كانت المبادرة تُركّز على دعم الشركات الإفريقية الناشئة في مجال الطاقة النظيفة، من خلال تمويل مشاريع مبتكرة لتوفير الكهرباء في المناطق الريفية. ومع إنهاء المبادرة، قد تُواجه هذه الشركات صعوبة في جذب الاستثمارات الأجنبية، وهذا قد يَحُدّ من نموّ قطاع الطاقة المتجددة في إفريقيا.
4- تراجع النفوذ الأمريكي في إفريقيا: من الناحية الجيوسياسية، قد يُنظَر إلى إنهاء المبادرة على أنه تراجع في التزام واشنطن تجاه التنمية في إفريقيا، وهذا قد يُؤثِّر على علاقاتها مع دول القارة.([29])
ختامًا:
كانت مبادرة “باور أفريكا” خطوة إستراتيجية نحو تحسين إمدادات الكهرباء في إفريقيا، وكان لها تأثير ملموس على المجتمعات المحلية، ولكنَّ إنهاء الدعم الأمريكي لها قد يَترك آثارًا سلبية على مستقبل التنمية الاقتصادية والطاقة المتجددة في القارة، وعلى الشركات الناشئة العاملة في المجال، إلا أن الصين قد تملأ هذه الفجوة، وقد بدأت بالفعل في تحسين مكانتها في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة، منذ دخولها اتفاقية المناخ، أو قد تلجأ بلدان إفريقيا في البحث عن شراكات جديدة.
………………………..
[1] ) Kohnert, Dirk, Impact of Trump 2.0 on Sub-Saharan
Africa.at: https://mpra.ub.uni-muenchen.de/123735/1/MPRA_paper_123735.pdf
[2] ) Sheriff Bojang Jnr, Five Trump executive orders that will negatively affect Africa. January 21, 2025.at: https://www.theafricareport.com/374426/five-trump-executive-orders-that-will-negatively-affect-africa/
[3] ) assendelft, Harnessing Energy: The Impact of USAID Power Africa.at: https://assendelft.co.za/posts/usaid-power-africa/
[4] ) federalregister, Advancing the Goals of the Power Africa Initiative to Expand Access to Electricity in Sub- Saharan Africa Through the Establishment of the President’s Power Africa Working Group, 2016.at: https://www.federalregister.gov/documents/2016/11/08/2016-27156/advancing-the-goals-of-the-power-africa-initiative-to-expand-access-to-electricity-in-sub–saharan
[5] ) African Development Bank, Power Africa Initiative.at:
https://www.afdb.org/en/topics-and-sectors/initiatives-partnerships/power-africa-initiative
[6] ) Kate DeAngelis, 4 ways Power Africa can better achieve its energy access goal.at: https://foe.org/blog/africa-achieve-energy-access-goal/
[7] ) The White House Office of the Press Secretary, Fact Sheet: Power Africa, June 30, 2013.at: https://obamawhitehouse.archives.gov/the-press-office/2013/06/30/fact-sheet-power-africa
[8] ) assendelft, Op.cit.
[9] ) Yara Alexandra Lima, Renewable Energy in Africa: Kenya’s Success and its Possible Implementation in angla.at: https://payneinstitute.mines.edu/renewable-energy-in-africa-kenyas-success-and-its-possible-implementation-in-angola/
[10] ) afdb, Power Africa Initiative.at:
https://www.afdb.org/en/topics-and-sectors/initiatives-partnerships/power-africa-initiative
[11] ) chloe prevost, How Renewable Energies Are Reshaping Local Economies in Africa? aprile, 2024.at: https://growth-energy.fr/how-renewable-energies-are-reshaping-local-economies-in-africa/
[12] ) Todd Moss, and et al, Going Big on Power Africa: Fortifying the Initiative for Today’s Urgent Challenges.at: https://energyforgrowth.org/article/going-big-on-power-africa-fortifying-the-initiative-for-todays-urgent-challenges/
[13] ) ruralelec, Power Africa.at: https://www.ruralelec.org/partner/power-africa/
[14] ) Fathia Olasupo, Top 10 African Countries with the Best Renewable Energy Projects in 2025, Jan 17, 2025.AT: https://www.africanexponent.com/top-10-african-countries-with-the-best-renewable-energy-projects-in-2025/
[15] ) assendelft, Op.cit.
[16] ) Martina Igini, Trump Ends US Initiative to Boost Renewable Energy Projects, Electricity in Africa, FEB 28TH 2025.at: https://earth.org/trump-ends-us-initiative-to-boost-renewable-energy-projects-electricity-in-africa/
[17] ) ruralelec, Op.cit.
[18] ) Mark Carrato, Ending Energy Poverty Matters: We Can Do It Cleanly and the Waypoints are Clear.
Mar 7, 2023.at: https://powerafrica.medium.com/ending-energy-poverty-matters-we-can-do-it-cleanly-and-the-waypoints-are-clear-71eb55e50a83
[19] ) Snowy Khoza, Africa’s Steady Race Towards Renewable Energy Sources.AT: https://energyalliance.org/africas-steady-race-towards-renewable-energy-sources/
[20] ) assendelft, Op.cit.
[21] )usaid, Speeding Up Power.at: https://medium.com/usaid-2030/speeding-up-power-9a2da2487531
[22] ) International Energy Agency, Africa Energy Outlook 2022.at: https://www.iea.org/reports/africa-energy-outlook-2022/key-findings
[23] ) assendelft, Op.cit.
[24] ) https://arepoconsult.com/en/projects/evaluation-usaid-power-africa/
[25] ) Mark Carrato, Op.cit.
[26] ) Martina Igini,Op.cit.
[27] ) sbmintel, The Ripple Effect: How Trump’s policies will impact Africa 21st January 2025.at: https://www.sbmintel.com/2025/01/the-ripple-effect-how-trumps-policies-will-impact-africa/
[28] ) Sheriff Bojang Jnr, Five Trump executive orders that will negatively affect Africa. January 21, 2025.at: https://www.theafricareport.com/374426/five-trump-executive-orders-that-will-negatively-affect-africa/
[29] ) الجزيرة نت، ترامب يسحب الدعم من مشاريع الطاقة بإفريقيا… ماذا يعني ذلك للقارة؟ 27 فبراير 2025م. متاح على الرابط التالي: https://www.ajnet.me/ebusiness/2025/2/27