بعد مرور قرونٍ من النشاط المستمر للماسونية في أفريقيا لم تنتزع حكومة العالم الخفية أنيابها عن القارة الإفريقية إلى الآن، ولم تنفك يوما تعمل لإثبات وجودها في الدول الأفريقية، ونجحت في ذلك إلى حد كبير، واستطاعت أن تكسب الولاء الكامل من عدد من الرؤساء الأفارقة، فيما استجاب لها العديد من المسؤولين الكبار في أعلى سلم المسؤولية في الدول الأفريقية، فتعددت المحافل الماسونية، وازداد المنتسبون إليها، حتى صارت بعض نشاطاتها المعلنة، ترفع شعارات جذابة فيما تبطن مخططات كارثية تريد القضاء على ما تبقى من الأخلاق والدين.
ومن المقرر أن يعقد “الملتقى الإنساني التضامني الإفريقي ومدغشقر” (Rehfram) التابع لـ ” مؤتمر القوى الماسونية الأفريقية ومدغسقر” (CPMAM) أكبر تجمع ماسوني في أفريقيا لقائه الـ 26 في السنغال في شهر فبراير القادم، تحت شعار “الماسونيون في أفريقيا ومدغشقر، أي نموذجٍ للتنمية الاقتصادية والاجتماعية من أجل تقدم مجتمعاتنا” وهو يشبه لقاء عادياً ودورياً إلا أن السياق والتطورات تقتضي منا الوقوف والنظر في إفرازات الحركة الماسونية في القارة السمراء مع إعادة تقييم أدوارها وانعكاساتها في القارة.
السياق التاريخي للماسونية في أفريقيا:
يُرجع بعض الباحثين الجذور التاريخية للحركة الماسونية إلى العصور الوسطى، ويحاولون ربطها ببعض تقاليد الكنيسة الكاتدرائية الرومية وطقوس الأهرامات المصرية، ولا يحفظ لنا التاريخ الشيء الكثير من المعلومات حول هذه الحقبة بالذات، كما أنه من الصعوبة الوصول إلى معلوماتٍ دقيقة عن جوهر وطبيعة تلك النشاطات التي تنسب إلى القوة الخفية أو الحركة النورانية أو بالأحرى الماسونية؛ نظرا للاختلاف في التسميات التي تطلق على هذه الحركة الباطنية عبر تاريخها.
وبعد مرور قرون من تلك الحقبة الغامضة ظهرت الماسونية المعاصرة في القرن الثامن عشر، واتخذت العاصمة البريطانية معقلاً لها، ونتيجة للشعارات البراقة التي تدعو إليها (الحرية – التضامن – المساواة) اكتسبت تأييداً واسعاً من النخب المثقفة، ثم تسربت وانتشرت بشكلٍ سريعٍ إلى أغلب العواصم الأوربية، وسرعان ما تجاوزتها إلى أمريكا حيث نشطت هناك بقوة، وهكذا وصلت شرارتها إلى بقية دول العالم حاملة معها مخططات خطيرة ينفذها معتنقوها بشكل تسلسلي هرمي دقيق، وقد استشعر بعض المنتمين لها هذا الخطر فانشقوا عنها، وبدأوا ينشرون بعضا من تلك المخططات التي هدفها الأساسي “تدمير كافة الحكومات والدين” كما عبر عنه “روبنسون” في كتاب له نشره سنة 1798، أسماه “البرهان علي وجود مؤامرة لتدمير كافة الحكومات والأديان” كي ينبه الحكومات الأخرى إلي خطر النورانيين آنذاك.
وفي أفريقيا بدأت المغامرة الماسونية مع الاستعمار الغربي وتبادلا أدواراً مزدوجةً؛ حيث استغل كل واحد منهما الآخر، ولكونها تفضل النشاط في الخفاء فمن الصعب تحديد تاريخ بداية نشاطاتها في أفريقيا، إلا أنه يمكن ضبط بداية الجذور التاريخية لهذا الظهور بالجهود التي بذلها المحفل الكبير الفرنسي (Grande Loge de France) في المستعمرات الفرنسية، لتمكين الماسونية في القارة، واستطاع المحفل أن ينشئ أول ورشة له في أفريقيا في “سين لويس” العاصمة الأولى للسنغال وعاصمة المستعمرات الفرنسية آنذاك ، في عام 1781م (1) ، بعدها استمرت الماسونية في التوسع في أفريقيا بإشراف مباشر من المحفلين الفرنسيين هما: المحفل الكبير الفرنسي (La Grande Loge de France) ومحفل الشرق الكبير (Grand Orient de France) يوصف الأول باليمين لكونه أكثر تشدداً من الثاني ويتخذ الأول بعده الروحي من المحفل الاسكتلندي وهو أكبر المحافل الماسونية في العالم.
ولكلا المحفلين الفرنسيين دور مباشر في الحركة الماسونية في أفريقيا، خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء، وبعد الاستقلال مباشرة نجح المحفلان في إرساء( 54 ) محفلاً في الأراضي الخاضعة للسيطرة الفرنسية 34 منها خاضعةٌ لإشراف محفل الشرق الكبير و 20 منها خاضعةٌ لإشراف المحفل الكبير الفرنسي، وتوزعت هذه المحافل على النحو الآتي: 50 منها في الشمال الأفريقي، و 4 منها في أفريقيا جنوب الصحراء اثنين منها في السنغال، وواحد في الكونغو، وواحد في جيبوتي (2)، أثناء الاستعمار وظف المستعمرون الماسونية لتبرير استعمارهم واستغلالهم الجنس الأسود والاتجار به وإن كان الظاهر خلاف ذلك، فيما استغلت الماسونية الاستعمار أيضا لتوسيع نفوذها في القارة، بعدما ضمت في صفها صفوة النخبة الإفريقية من المثقفين والسياسيين والعسكريين والإداريين، وتمت ترجمة هذا التعاون المُحكم بين الاستعمار والماسونية بعد نهاية الحقبة الاستعمارية في نموذجٍ حديث هو (فرنسا أفريقيا) (Françafrique) بقيادة (Jacques Foccart) وتمخضت من هذه الصيغة النخبةَ الإفريقية التي تقلدت مقالد الحكم في أفريقيا بعد الاستقلال.
ولم يخف بعض رؤساء الدول الأفريقية انتماءهم الصريح إلى الماسونية وخدمة أجندتها حتى اللحظة، فيما بقي الآخرون في شبهة الانتماء والولاء، والنتيجة تكاد تكون واحدة ومحتومة، وهي تحكم الماسونية على عدد ليس بالقليل من القادة الأفارقة والتأثير فيهم بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، بل قدرتهم على تحديد المسارات السياسية لبعض الدول بشكل أو بآخر، ناهيك عن التربص المستمر بالمجتمعات الأفريقية وعدم تفويت أي فرصةٍ متاحة لهدم الدين وتمييع الأخلاق للوصول إلى جمهوريات لادينية كما يعلنونها في بعض مخططاتهم.
الماسونية…. المفهوم و المستور
الماسونية قوةٌ خفيةٌ وصفت بأنها بنت الفكر اليهودي المنحرف، وهي تحاول دائماً أن تكون سلطة فوق سلطة، تعلن شيئا وتخفي أشياء، غرضها الأساس إسقاط الأديان والحكومات التي لا تعطي لها الولاء، تعتمد أحيانا على الحركات الباطنية الأخرى أو الإيدولوجيات الأخرى لتنفيذ خططها، كما فعلتها مع الشيوعية والنازية والصهيونية، كما تتخذ السرية والباطنية والترقي مبادئ لها، لقد ورد في دائرة المعارف اليهودية طبعة 1902م : “إن تعاليم الماسونية محاطة بالسرية الدائمة وتنص في صميمها على تقديس الجنس والحرية التامة ونشر الإباحية”.
وهذا شأن الحركات الباطنية فالمبادئ التي تتنافى مع الدين والأخلاق والفضيلة والضمير والشعور الإنساني لا تظهر سافرة؛ بل تستر نفسها بحروفٍ منسوجة بخيوط ملونة بالدين أو الخلق أو الإنسانية أو قيمة جمالية، فنجد في مبادئ الماسونية المعلنة الدعوة إلى التدين والتخلق والتغذية الروحية وغيرها من الفضائل، ولكنها في حقيقة الأمر تخبئ أهدافاً غير معلنةً، تتسرب بين الفينة والأخرى من تعليماتهم أو لقاءاتهم الرسمية، فممّا صرح به الجنرال الأمريكي ألبرت بايك أحد كبار الماسونيين في أمريكا وهو يخاطب الموالين له من النورانيين ما يلي: “يجب أن نقول للجماهير أننا نؤمن بالله ونعبده ولكن الإله الذي نعبده لا تفصلنا عنه الأوهام والخرافات، ويجب علينا نحن الذين وصلنا إلى مراتب الاطلاع العليا، أن نحتفظ بنقاء العقيدة الشيطانية” (3).
وفي نشرة المحفل الفرنسي الأكبر عام 1923 ورد ما يلي: “إن رجال الدين يحاولون السيطرة على أمور ديننا وعلينا أن لا نألو جهدا في التمسك بحرية العقيدة، وألا نتردد في شن حرب على كافة الأديان لأنها العدو الحقيقي للبشرية” (4)
وفي المؤتمر الماسوني الكبير 1889 بعد الثورة الفرنسية ورد “أن هدف الماسونية هو تكوين حكومة لا تؤمن بالله….” (5)
تجتمع المحافل الماسونية بصفة عامة حول هذه الأهداف، ولكن تختلف درجات تأثيرهم في المجتمعات حسب مستوى اختراقهم لمجتمع بعينه، كما تختلف أيضا درجة التأثير وفقا لمستوى الاختراق.
الماسونية في أفريقيا…مستويات الاختراق والتأثير
استطاعت الماسونية أن تخترق المجتمع الإفريقي في أكثر من جانب، أبرزه الجانب الديني والسياسي والاجتماعي، ساعدتها في ذلك عوامل مختلفةٌ ترجع إلى بنية المجتمع الديني والسياسي والاجتماعي لأفريقيا.
فمن حيث الاعتقاد والتدين هناك ثلاثة أديان تنتشر في أوساط المجتمع الإفريقي هي الاسلام والمسيحية والوثنية المختلطة بالطقوس والعادات التقليدية، وقل أن تتواجد أديان أخرى في الدول الإفريقية ، التعددية الدينية هذه سهلت للماسونية مهمة اختراق المجتمع الإفريقي وترويج المذاهب الإلحادية (Athéisme) والعدمية (Nihilisme) وهما حجرا الزاوية للماسونية في تدمير الدين، ولهذا تم دمج النورانيين الذين يعتنقون مذهب العدمية بالماسونيين في مؤتمر فيليمسباد عام 1782، وهؤلاء يعادون الإسلام أكثر من أي ملة، ومن النصوص الواردة في حفلات تكريمهم ” أن محمد نبي مزعوم وأنه لم يأت بجديد وان القرآن فرع من التورات وأن هذا النبي يتزعم شرذمة من اعداء الإيمان والبشرية…”
ومن الناحية السياسية يدعي الفكر الماسوني أنه لا دخل له في السياسة، إلا أن الواقع خلافٌ لذلك تماما، فلا يمكن فصل الحركة الماسونية في أفريقيا عن الإرث الاستعماري الذي انطلق روادها من محفل “سانت جاك اجتماع الأصدقاء الحقيقيين (Saint-Jacques des Vrais Amis rassemblés) نسبة لأول محفلٍ أنشأه المستعمر الفرنسي في “سانت لويس” بالسنغال، جمع هذا المحفل موظفين وعسكريين ورجال أعمال، ثم أخذت المحافل تنتشر وتتوسع في المستعمرات الأخرى، ومن هذه المحافل تخرج أغلب النخب السياسة التي ستلعب دورا في المستقبل السياسي الأفريقي، أمثال “بليس جانج” أول ماسوني أسود ينتخب في محفل الشرق الكبير الفرنسي عام 1922، وقد عين وزيرا مساعدا للمستعمرات الفرنسية عام 1918 و “فليكس بوي” محافظ تشاد عام 1940م.(6)
استمر النفوذ السياسي للماسونية بعد الاستقلال، بل وصل إلى حد التنافس بين كبريات المحافل الفرنسية الثلاثة: هي محفل الشرق الكبير الفرنسي (GODF) وهو أقدمهم حيث تأسس عام 1728 والمحفل الفرنسي الكبير (GLDF) والذي يوصف بالمحافظ والأكثر تشددا تأسس عام 1894، والمحفل الوطني الفرنسي الكبير (GLNF ) وهو محفلٌ مستقلٌّ تأسس عام 1913 وهذا الأخير هو الأكثر تورطاً في المسائل السياسية في القارة، وله سجل مظلم في الأحداث التي جرت بين الدول الوسط الأفريقي تحديدا في الكونغو وأنغولا والغابون وأفريقيا الوسطى، ففي أنغولا تذكر بعض الوثائق دور هذا المحفل في عمليات التسليح التي كان يقوم بها اللوبي الماسوني الفرنسي لكلا المعسكرين (Savimbi و Dos Santos) في آنٍ وحدٍ في الحروب الأهلية التي جرت في أنغولا عام 1975م (7)
كما لعب المحفل أدوارا سلبية مماثلة في جرائم الرشوة مع شركات الطاقة الفرنسية والإيطالية خلال الأزمة السياسة الكونغولية والنزاع المسلح الذي دار بين (Denis Sassou Nguesso) و(Pascal Lissouba) حيث لا يخفي الرجلان كونهما ماسونيين، ورجعت جذور الأزمة آنذاك إلى أن الأول ينتمي إلى المحفل الماسوني السنغالي الذي يأخذ بعده الروحي من محفل الشرق الكبير الفرنسي (GODF)، بينما الثاني ينتمي إلى المحفل الفرنسي الوطني الكبير ((GLNF فحسم النزاع مؤخرا لصالح الأول بعد حروب بين ميلشيات المعسكرين راح ضحيتها كثيرون.(8)
نشر محفل الشرق الكبير عام 2014 تقرير له ذكر فيه أماكن توزعه في القارة، وشمل هذا التوزع أغلب الدول في الشمال والوسط والغرب الأفريقي، وحسب التقرير فلهم محفل واحد في بوركينا فاسو ومحفلين في كاميرون وثلاثة محافل في الساحل العاج وأربعة محافل في جزيرة موريشيوس ومحفلا في مدغشقر وثلاثة محافل في السنغال وثلاثة محافل في توغو، ويذكر لمحفل الشرق الكبير دوراً مشبوهاً في أحداث ساحل العاج الأخيرة بين “لوران باغبو” و”الحسن وتارا”، وقد تم نشر الحوار الذي جرى بين أحد الضباط وأحد المسؤولين الكبار في المحفل بخصوص “لوران باغبو” (9).
وهكذا استطاعت الماسونية في أفريقيا أن تتخفى دائما وراء أسماء منظمات وجمعيات وهمية لمزاولة أنشطتها الفكرية والسياسية والتغلغل في مفاصل السلطة، عبر زعماء وقادة ومسؤولين كبار ساعدتهم الحركة في الوصول إلى المناصب الرفيعة والبقاء فيها مقابل خدمة أهدافها والالتزام بعهودها.
ومن الناحية الاجتماعية اعترف (Serge Abad-Gallardo) الماسوني الفرنسي السابق أن القوانين مثل الإجهاض والقتل الرحيم والزواج المثلي كلها تم نقاشها في المحافل قبل التصويت عليها من قبل النواب (10)، ما يدل على الدور المباشر للماسونية في جميع المسائل الحساسة التي تخص الأخلاق والمجتمع والأسرة بقصد تشجيع الانحلال الخلقي بدعوى التحرر أو حقوق الإنسان.
أدوار لمجابهة هذا الاجتماع:
يأتي هذا الاجتماع المزمع عقده في شهر فبراير القادم في العاصمة السنغالية دكار ليشير إلى الحضور القوي للماسونية في أفريقيا، حيث عقد هذا الاجتماع في أفريقيا دورياً كل عام منذ عام 1992 كان آخرهما في كاميرون ومدغشقر، كما يشير أيضا إلى قوة اختراق الماسونية للمجتمعات الأفريقية، فالسنغال التي يشكل المسلمون فيها 95% لم يمنع ذلك اختراقها من قبل الحركة الماسونية، إلا أن الرفض الشعبي وضغوطات المنظمات الإسلامية والمدنية قد يدفع المسؤولين السياسيين اتخاذ خطوات مناسبة ليس فقط لمنع انعقاد هذا الاجتماع في البلد بل لإنهاء الأدوار المشبوهة التي تقوم بها الماسونية في البلدان الأفريقية عامة.
يجب أن تتوزع الجهود التي تبذل لمنع إقامة هذا المؤتمر في ثلاث مستويات:
على المستوى الشعبي: يجب القيام بحملات توعوية باستخدام كل الوسائل الممكنة حتى يدرك الشعب خطر الحركة الماسونية، ثم ترجمة هذه القوة الشعبية في آلية تشكل ضغطاً على صناع القرار.
وعلى مستوى المنظمات المدنية وجماعات الضغط : يجب أن يكون هناك عمل في صيغة مشتركة بين كل مكونات المجتمع المدني؛ لتوجيه هذه القوة الشعبية بشكل صحيح ومتابعة كل ما يحدث وراء الستار حتى يتحقق الغرض المشترك وهو منع وإلغاء المؤتمر بشكل نهائي.
وعلى المستوى السياسي : يجب الاستفادة من الثقل الشعبي الذي يتمتع به الدين الإسلامي في السنغالي، حتى يجعل صانع القرار السياسي يضع في حسابه ردود أفعال الشعب إذا شعر أن هناك خطرا يهدد دينه، كما يجب على الأحزاب المحسوبة على التيار الإصلاحي أن ينخرط في عمل منظم مع بقية الشرائح الموالية له للوقوف صفا واحدا لمنع إقامة المؤتمر أو أي فعالية مشابهة له.
الإحالات والهوامش:
(1)Franc-Maçonnerie en Afrique francophone 1781 – 2000, Avant la troisième République (1870) http://emsomipy.free.fr/Afrique.Odo/02Avant1870.htm
(2) Brève histoire de la Respectable Loge Les « Pionniers du Cameroun », http://www.gluconline.org/histoire-de-la-franc-maconnerie-au-cameroun 23/05/2017
(3) أحجار على رقعة الشطرنج ، وليام غاي كار ، طبعة دار كتاب.
(4) محمد صفوت السقا أميني و سعد أوجيب، الماسونية، منشورات ربطة العالم الإسلامي، الطبعة الثانية، مكة المكرمة ص 69-73
(5) محمد صفوت السقا أميني و سعد أوجيب، ص76
(6)Jean-Laurent, Franc-Maçonnerie, colonisation, colonialisme, http://www.jlturbet.net/article-34264354.html, 31/07/2009
(7)Fatou, La Franc maçonnerie et ses violences en Afrique http://maliactu.net/la-franc-maconnerie-et-ses-violences-en-afrique/ 28/02/2012
(8) Claude Wauthier, L’étrange influence des francs-maçons en Afrique francophone, https://www.monde-diplomatique.fr/1997/09/WAUTHIER/4414, septembre 1997
(9)Les présidents africains francs-maçons, https://blogs.mediapart.fr/ausmidt/blog/020512/afrique-les-presidents-africains-francs-macons 02/05/2012
(10)Carmelo Lopez-arias, Les révélations fracassantes d’un ancien grand maître franc-maçon, https://fr.aleteia.org/2015/05/05/les-revelations-fracassantes-dun-an