هايدي عادل عبد النبي عبده هنيدي
ماجستير علوم سياسية – جامعة القاهرة
مقدمة:
قام الرئيس النيجيري “بولا أحمد تينوبو” بزيارة رسمية إلى فرنسا يومي 28 و29 نوفمبر 2024م، بحَث فيها تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين؛ من خلال الاتفاق على إنشاء مصرف نيجيري خامس في فرنسا، هو “يونايتد بنك أوف أفريكا”، والاستثمار في “برنامج الأمن الغذائي” الجاري تنفيذه في نيجيريا من جهة.
ومن جهة أخرى تشجيع استثمار الشركات الفرنسية في نيجيريا، في مجال الطاقة والمعادن النادرة والمهمة، لتطوير تقنيات جديدة، في قطاعات الصناعات الجديدة الخالية من الكربون، وغيرها([1]).
هذه الزيارة تحمل العديد من الدلالات الإستراتيجية المهمة، سواء من حيث توقيتها أو أبعادها أو أهدافها، وذلك في ضوء التغيرات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة غرب إفريقيا، وعلى رأسها تراجع النفوذ الفرنسي بشكل ملحوظ في دولٍ كانت فرنسا تعتبرها بمثابة الشريك الأساسي والحليف المضمون، في مقابل صعود قوى منافسة، وعلى رأسها روسيا التي تحاول تعزيز حضورها في المنطقة، وهو ما لقي استحسانًا وقبولاً بالفعل من جانب حكومات وشعوب هذه الدول؛ مما يُهدّد المصالح الفرنسية في هذه المنطقة، وعلى رأسها المصالح الاقتصادية؛ وذلك لعدة أسباب من بينها؛ أن دول غرب إفريقيا كانت تمثل مصدرًا رئيسيًّا للطاقة والكهرباء والمعادن والموارد اللازمة لتشغيل مختلف القطاعات والصناعات الفرنسية.
إضافةً إلى ذلك تُواجه فرنسا تحديًا رئيسيًّا يتعلق بمدى قدرتها على توفير المعادن الحيوية اللازمة لتطوير الصناعات الخالية من الكربون للحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وهو القطاع الذي تتخلف فيه فرنسا عن القوى الغربيَّة والآسيويَّة الأخرى العاملة في إفريقيا([2]).
كما صدرت مؤخرًا عدة تقارير تشير إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض في فرنسا، بشكلٍ يفوق نظيراتها في اليونان، في ظل قلق المستثمرين بشأن قدرة الحكومة الفرنسية على تمرير ميزانية تهدف إلى خفض العجز([3]).
لذا نجد أن مباحثات الزيارة الأخيرة التي قام الرئيس النيجيري دارت بالأساس حول التعاون الاقتصادي وتشجيع الاستثمارات المختلفة، من جهة لمحاولة تخفيف الخسائر والانتكاسات التي مُنِيَتْ بها فرنسا في المنطقة، ومن جهة الأخرى لمحاولة تحسين صورتها في إفريقيا، بظهورها كشريك مثالي مهتمّ بمختلف القضايا والمجالات، وليست مستعمرًا مهتمًّا بالقضايا الأمنية والقواعد العسكرية وحدها.
ومن هنا تسعى هذه الورقة إلى فهم طبيعة التنافس الجيوسياسي في منطقة غرب إفريقيا، وملامح الإستراتيجية الفرنسية الجديدة في المنطقة التي تسعى للتكيُّف مع التغييرات والتحولات المحلية والإقليمية والدولية التي تشهدها هذه المنطقة، وكذلك فَهْم أين تقع نيجيريا من هذه الإستراتيجية، ولماذا وقع الاختيار على نيجيريا تحديدًا في التحركات الفرنسية الجديدة التي تسعى إلى تقليل خسائرها واستعادة نفوذها.
أولًا: تصاعد موجة العداء ضد فرنسا في غرب إفريقيا
مُنِيَت فرنسا بسلسلة انتكاسات في منطقة الساحل الناطقة بالفرنسية، وذلك بعد أن شهدت عدة دول رئيسية انقلابات عسكرية في الأعوام 2021، 2022، و2023م، مما تسبَّب في الإطاحة بالرؤساء الذين كانوا يعتبرون حلفاء مقربين بشكلٍ تامّ وكامل لفرنسا، وذلك في دول “مالي، بوركينا فاسو، والنيجر والجابون”([4]).
وقامت دول أخرى في نوفمبر 2024م بإنهاء للتعاون الأمني والعسكري مع فرنسا، مثل تشاد التي أعلن وزير خارجيتها أن بلاده ألغت اتفاقيات التعاون الأمني والدفاعي مع فرنسا، وكذلك السنغال التي طالب رئيسها بإغلاق كافة القواعد الفرنسية الموجودة في البلاد، باسم السيادة الوطنية([5]).
ناهيك عن خفض عدد القوات الفرنسية في عدد من الدول الإفريقية الأخرى، مثل كوت ديفوار، التي سيتم الاحتفاظ فيها بـ100 جندي مقابل 600 جندي في السابق([6]).
وفي المقابل، صعدت نخبة عسكرية جديدة تتسم بعدائها الشديد لفرنسا، وترفض أيّ شكل من أشكال التعاون معها، بالإضافة إلى حدوث مظاهرات واحتجاجات شعبية واسعة مناهضة لفرنسا؛ بدافع أنها المستعمر القديم الذي خرَّب ونهب ثروات القارة الإفريقية([7]).
وقد ظهر هذا الأمر بشدة في “النيجر”، التي قام فيها المجلس العسكري الجديد تحت قيادة الجنرال “عبدالرحمن تشياني”، بشَنّ حملة واسعة استهدفت استبدال أسماء الشوارع والساحات والميادين الفرنسية بأخرى وطنية وإفريقية([8]).
مثل تغيير اسم الشارع الذي يحمل اسم “شارل ديغول” إلى “جيبو باكاري”، وهو سياسي نيجري كان مؤيدًا للاستقلال الذي تحقق عام 1960م، واسم المركز الثقافي الثنائي الفرنسي –النيجري إلى “مصطفى الحسن”، وهو سينمائي نيجري ذائع الصيت.
كما تم استبدال نُصُب تذكاري للفرنسي “بارفيه لويس مونتيل” المنحوت على الحجارة منذ عقود في نيامي، بلوحة تذكارية بصورة رئيس بوركينا فاسو الأسبق “توماس سانكارا” الذي قُتِلَ في انقلاب عام 1987م.
بالإضافة إلى تغيير النشيد الوطني الرسمي الذي كتبه الملحن الفرنسي “موريس ألبير تيرييه” عام 1961م، وتغيير اسم ساحة “الفرنكوفونية” إلى اسم “ساحة تحالف الساحل الجديد”.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه وصل إلى حد حرق العلم الفرنسي واقتحام السفارة الفرنسية وتخريبها، ورفع يافطات كبيرة كُتِبَ عليها “فلتسقط فرنسا والإمبريالية، عاشت روسيا”، ورفع الأعلام الروسية عالية([9]).
الأمر الذي يشير إلى أن فرنسا هي المقصودة دون غيرها من الدول الأخرى، والمستهدَف هو مهاجمتها وانتقادها وطردها خارج القارة الإفريقية، في مقابل السماح لروسيا بالانخراط والتقرب إلى دول المنطقة باعتبارها حليفًا جديدًا مُرحَّبًا به.
ثانيًا: روسيا حليف جديد في غرب إفريقيا
في الحقيقة، إن ظهور روسيا على الساحة الإفريقية ليس وليد اللحظة، وإنما هي تسعى منذ فترة إلى إيجاد موطئ قدم لها، ومنافسة فرنسا والغرب في مناطق نفوذهما التقليدية؛ من خلال إظهار نفسها بأنها ليس لها ماضٍ استعماري في المنطقة، والتأكيد على أنها تُعدّ امتدادًا للاتحاد السوفييتي الذي ساعد حركات التحرر الوطني الإفريقية في ستينيات القرن الماضي، وذلك على العكس من القوى الغربية، التي لها إرث استعماري قديم وحديث في القارة الإفريقية([10]).
تطرح روسيا أيضًا نموذجًا مختلفًا للتعاون مع قادة إفريقيا، متميزًا ومختلفًا عن النموذج الذي يُقدّمه الغرب، والذي يقوم على استنزاف موارد القارة لصالح الشركات الكبرى الغربية، بينما الرؤية الروسية تقوم على مبدأ “المقايضة”، أي تقديم سلع مقابل الموارد، بالإضافة إلى تمكين شركاتها من استثمار مكامن الثروات الطبيعية، مع بناء مؤسسات تُعزّز النفوذ الجيو-اقتصادي، بما يُسهم في توسيع دائرة المستفيدين والرابحين؛ بحيث لا يقتصر الأمر على الطرف الآخر دون الطرف الإفريقي([11]).
كما أنها تُركّز دومًا على التعاون بدلًا من المساعدة، الأمر الذي تُرسل روسيا من خلاله رسالة ضمنية مفادها أنها تحترم الدول الإفريقية، ربما أكثر من الحلفاء التقليديين والقوى الاستعمارية السابقة التي لديها تاريخ في الاستعلاء على القارة الإفريقية وشعوبها.
وكذلك فإن الصفقات مع روسيا لا تنبني على المشروطيات ذات الصلة بحقوق الإنسان، كما هو الحال بالنسبة لدول أخرى مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية([12]).
وفي هذا السياق، يمكن تسليط الضوء على الأدوات الرئيسية التي تعتمد عليها روسيا لتحقيق مصالحها في إفريقيا بشكل عام والنيجر بشكل خاص، ومنها:
1- الأداة العسكرية:
المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى شراكة روسيا – إفريقيا الذي انعقد في نوفمبر 2024م في مدينة سوتشي، شهد توقيع اتفاقيّات عدّة، ولا سيّما في المجالات العسكرية التقنية مع نحو 33 دولة إفريقية([13]).
وفي فبراير 2024م قامت طائرة شحن روسية من طراز “أنتونوف 124″، بتسليم شحنة جديدة من الأسلحة الروسية لتعزيز القدرات العملياتية للجيش النيجري([14])، وفي نوفمبر 2022م أشاد النيجر بالمساعدة الروسية في تكوين ضباط النيجر (خاصة السلاح الجوي)، ودور الطائرات الروسية في محاربة الجماعات المسلحة بالمنطقة([15]).
وفي يونيو 2019م وقَّعت مالي اتفاقًا للتعاون العسكري مع روسيا([16])، وفي أكتوبر من العام نفسه وقَّعت أكثر من 30 دولة إفريقية عقودًا مع موسكو للتزود بالسلاح والمعدات العسكرية، ومن ضمنها الاتفاقية التي عُقِدَت مع النيجر لتزويدها بـ12 طائرة هليكوبتر هجومية من طراز Mi-35))، وذلك إلى جانب الاتفاقية العسكرية المُوقَّعة في عام 2017م، والتي تهدف إلى مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات السياسية والعسكرية، وتعزيز الأمن الدولي([17]).
وبشكلٍ عام، تهدف روسيا إلى توقيع المزيد من اتفاقيات التعاون العسكري والدفاعي مع الدول الإفريقية، بما في ذلك صفقات السلاح وإرسال الخبراء الروس لتدريب القوات المسلحة في تلك الدول.
كما تنشط الشركات العسكرية الخاصة، مثل مجموعة “فاجنر”، وهي منظمة شبه عسكرية أمنية خاصة، ويملكها رجل الأعمال الروسي “يفغيني بريغوجين”، الذي كان مقرّبًا من الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”([18])، وبعد وفاة مالكها تحوَّلت إلى اسم إلى “فيلق إفريقيا”([19]).
2- الأداة السياسية:
تميزت الدبلوماسية الروسية في القارة الإفريقية خلال السنوات القليلة الماضية بالنشاط، ومن أبرز الجولات التي قامت بها موسكو في هذا الصدد: زيارة كلٍّ من: إرتيريا في الأعوام 2013 و2018 و2022م([20]) و2023م، مصر وجمهورية الكونغو وأوغندا وإثيوبيا في يوليو 2022م([21])، جنوب إفريقيا ومملكة إسواتيني وأنجولا في يناير 2023م([22])، تشاد وغينيا والكونغو برازفيل وبوركينا فاسو في يونيو 2024م([23])، وهو ما يشير إلى رغبة روسيا في الاضطلاع بدور بارز في القارة الإفريقية.
3- الأداة الأمنية:
أعلنت روسيا في عام 2023م عن إنشاء تحالف جديد يضم مالي والنيجر، فيما أُطلق عليه “محور موسكو-باماكو-نيامي”؛ لمواجهة تمدُّد الجماعات المسلحة في منطقة الساحل عقب الانسحاب الفرنسي([24]).
4- أداة القوة الناعمة:
اعتمدت موسكو على قوتها الناعمة بشكل كبير من خلال العمل على بناء كوادر إفريقية لديها ولاء وعاطفة خاصة تجاه روسيا؛ من خلال التوسع في المِنَح الدراسية لأبناء القارة، والتي بلغت عام 2022م، حوالي 34.000([25]).
وكذلك توقيع أكثر من 70 اتفاقية بشأن الاعتراف المتبادل بالدبلومات والدرجات العلمية بين روسيا والدول الإفريقية، وجعل اللغة الروسية إحدى اللغات الأجنبية لتدريسها في الدول الإفريقية، في مقابل ذلك يتم تدريس أربع لغات إفريقية محلية في المدارس والجامعات الروسية.
وكذا عقد عدة مهرجانات سنوية، للثقافة والسينما، بين روسيا وإفريقيا، لعل أشهرها المهرجان الثقافي والتعليمي “إفريقيا… معًا نحو المستقبل”، وبناء شراكة مع دور السينما والإنتاج الإفريقية، لزيادة حضور السينما الروسية في إفريقيا([26]).
5- الأداة الإعلامية:
في عام 2023م أسَّست روسيا “المبادرة الإفريقية”، وهي منظمة إعلامية تُعرف نفسها على أنها “جسر معلومات بين روسيا وإفريقيا”، وهي تنشط بالأساس في مالي وبوركينا فاسو والنيجر([27]).
ومن أنشطتها: تأسيس موقع إخباري على الإنترنت يحتوي على قصص بالروسية والإنجليزية والفرنسية والعربية، بالإضافة إلى قناة فيديو وخمس قنوات تلغرام، واحدة منها لديها ما يقرب من 60 ألف مشترك.
وكذلك نشر الروايات المؤيدة للكرملين؛ لجذب الصحفيين والمؤثرين والطلاب الأفارقة، وكانت هذه المبادرة أول مَن روَّج لمجموعة شبه عسكرية تابعة لوزارة الدفاع الروسية تسمى “فيلق إفريقيا”، والتي حلت محل الجناح العسكري لفاغنر في غرب إفريقيا([28]).
5- الأداة الاقتصادية:
في أكتوبر 2019م استضافت موسكو أول قمة روسية إفريقية في منتجع “سوتشي” على البحر الأسود، وحضرها ممثلون عن جميع دول القارة، وخلالها تم إلغاء 20 مليار دولار من الديون المستحقة على البلدان الإفريقية، مع الإعلان عن خطط لمضاعفة التجارة مع البلدان الإفريقية إلى 40 مليار دولار سنويًّا([29]).
وفي العام نفسه، قام وفد روسي برئاسة رجل الأعمال الروسي ورئيس مجلس إدارة مجموعة Tsargrad Media Group “كونستانتين مالوفيف” بزيارة إلى النيجر؛ لدراسة إمكانية تمويل مشاريع البنية التحتية والطاقة والنقل([30]).
وخلال انعقاد القمة الاقتصادية والإنسانية الروسية – الإفريقية الثانية في مدينة سانت-بطرسبورغ في مايو 2023م، وبمشاركة 49 دولة إفريقية، تم تسوية 90% من الديون المستحقة لروسيا لصالح العديد من الدول الإفريقية، وإرسال شحنات القمح الروسي مجانًا لست دول إفريقية، وتم التركيز بشكل أساسي على تشكيل آليات سياسية لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية([31]).
وفي نوفمبر 2024م قام نائب الوزير الأول الروسي “ألكسندر نوفاك” بجولة إلى مالي وبوركينا فاسو والنيجر؛ لتأسيس شراكة اقتصادية أكثر تنوعًا، من خلال تنفيذ مشاريع في مجالات الطاقة والنقل والزراعة والتعدين، ومن أمثلة ذلك: عزم روسيا على تشييد محطات نووية في دول الساحل اعتمادًا على يورانيوم النيجر، وكذلك تشييد وتطوير محطات للطاقة الشمسية، وإقامة محطات كهربائية نموذجية في بوركينا فاسو([32]).
ثالثا: الخسائر التي تكبَّدتها فرنسا نتيجة رفض وجودها في غرب إفريقيا
مما لا شك أن هذه التطورات والتغييرات أثارت حفيظة فرنسا، التي شعرت بأنه يتم سحب البساط من تحت قدميها بشكل تدريجي، لصالح قوى منافسة أخرى، وبالتالي بات يهدّد مصالحها بشكل واضح وصريح، ومن مظاهر ذلك:
1- الخسائر الاقتصادية:
كانت دول غرب إفريقيا مثل النيجر، مالي، وبوركينا فاسو، تمثل المصدر الرئيسي لتأمين احتياجات فرنسا من الموارد والمواد الأوليَّة اللازمة لمجالات صناعاتها المُختلفة([33])، بالإضافة إلى تأمين مصادر الغاز والطاقة وخاصة في ظل الارتفاع القياسي بأسعارها جراء الحرب الروسية الأوكرانية([34])؛ حيث إن فرنسا كانت تحصل على نحو 35% من مصادر الكهرباء من النيجر التي تحتل المرتبة الرابعة عالميًّا في إنتاج اليورانيوم([35]).
ولكن مع السياسات الجديدة، بدأت تتجه هذه الدول نحو التخلص من “الفرنك الإفريقي” المرتبط بالفرنك الفرنسي؛ بهدف فك الارتباط النقدي والتخلص من التبعية الاقتصادية لباريس.
إضافةً إلى ذلك، سحبت الحكومة العسكرية في النيجر رخصة شركة “أورانو” الفرنسية، والتي تعمل في النيجر منذ 1971م، في مجال تشغيل منجم “إيمورارين”، والذي تُقدَّر احتياطاته بـ200 ألف طن من اليورانيوم([36]).
حيث تم تأسيس مشروع مشترك بين البلدين تديره شركة “سومير”Somaïr المملوكة للجنة الطاقة الذرية الفرنسية، وهي من أهم الشركات التي تمتلك وتدير صناعة اليورانيوم في النيجر. وتجدر الإشارة إلى أن شركة “سومير” وشركتين فرنسيتين أخريين تملكان 85% من أصول المشروع، فيما تمتلك حكومة النيجر نحو 15% فقط([37]).
2- الخسائر العسكرية والأمنية:
كانت فرنسا تعتمد على وجود قواعدها العسكرية الكبرى في دول غرب إفريقيا لتأمين نفوذها وحماية مصالحها؛ إضافة إلى إبرام اتفاقيات للتعاون العسكري والأمني، والتي بموجبها تتمتع فرنسا بقانونية التدخل في شؤون هذه الدول لحماية الأنظمة الحليفة لها، هذا إلى جانب عقد صفقات لبيع وتوريد الأسلحة الفرنسيَّة إلى الحكومات الإفريقية([38]).
حيث كانت تستضيف النيجر قاعدة عسكرية فرنسية تضم حوالي 1500 جندي فرنسي، وكانت تستضيف القوات العسكرية الفرنسية التي سحبها من مالي، من بوركينا فاسو، كما تصاعدت أهمية النيجر كحليف لفرنسا في مجال مكافحة الإرهاب والحد من تدفقات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا([39]).
ومع تصاعد موجات العداء، أعلنت هذه الدول فك الارتباط العسكري والأمني مع فرنسا، مما أجبر باريس على سحب قواتها وقواعدها من المنطقة، إلى جانب إنهاء اتفاقيات التعاون الأمني([40]).
3- الخسائر السياسية:
منطقة غرب إفريقيا لطالما كانت ساحة لصراع النفوذ بين القوى الكبرى؛ لذا حرصت فرنسا على إجراء وتفاهمات ومشاورات وتنسيقات سياسية مستمرة مع قادة هذه الدول لضمان مصالحها.
لكن في خطوة تصعيدية، قامت النيجر بإسقاط الحصانة الدبلوماسية عن السفير الفرنسي “سيلفان إيت”، وإلغاء تأشيراته وبطاقته هو وأفراد عائلته، وأعطت التعليمات بطرده، مما أجبر فرنسا على سحبه وإجلاء رعاياها([41]).
كما انسحبت مالي في مايو 2022م، وبوركينا فاسو والنيجر في ديسمبر 2023م، من مجموعة دول الساحل الخمس G5([42])، ليس هذا فقط، وإنما انسحبوا أيضًا من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) في يناير 2024م([43])، مما يهدّد بانهيار التكتل الإقليمي الذي دعمته فرنسا، وخاصةً مع قيامهم بإنشاء تحالف جديد يضم الدول الثلاث، تحت اسم “تحالف دول الساحل” في سبتمبر 2023م([44])، وهو مرشح لزيادة أعضائه.
4- الخسائر الثقافية:
بقاء هذه الدول تحت المظلة الفرنكوفونية، كان يضمن الحفاظ على الإرث الحضاري والموروث الثقافي الفرنسي بين شعوب هذه الدول، وكذلك انتشار اللغة الفرنسية، ومِن ثَم تفعيل أحد أهم دعائم ووسائل قوتها الناعمة في سياساتها الخارجية بما يضمن تحقيق مصالحها.
لكن مع تصاعد موجة العداء، اتجهت هذه الدول إلى تقليص استخدام اللغة الفرنسية، سواء عبر تبني الإنجليزية كلغة رسمية للتعليم والمؤسسات، أو تعزيز اللغات واللهجات المحلية، ومثال على ذلك تبنَّت مالي دستورًا جديدًا تخلّت فيه عن الفرنسية كلغة رسمية([45]).
رابعًا: إستراتيجية فرنسا لمواجهة الضغوط والتحديات في غرب إفريقيا
التحولات والتغييرات السابقة تعكس واقعًا جديدًا يخلق ضغوطًا متزايدة على فرنسا في منطقة غرب إفريقيا، مما يَفْرض عليها اتباع نهج وإستراتيجية جديدة؛ للتكيُّف مع هذه التحولات والتخفيف من حدة وطأتها، ومحاولة استيعابها من أجل استعادة دورها بشكل تدريجي ومقبول، دون فَرْضه على دول المنطقة.
وخاصةً أنها على مدار السنوات الماضية، ارتكبت العديد من الأخطاء التي أعاقت قبولها، وأدَّت إلى تدهور علاقاتها مع دول غرب إفريقيا، سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي، وأدَّى ذلك إلى تنامي مشاعر الرفض وحتى الكراهية تجاهها، خاصةً بعد التخلُّص من حقبة الحكام السابقين الذين كانوا موالين لها، ومن أبرز هذه الأخطاء:
1- الفشل الأمني: عجز فرنسا عن القضاء على التنظيمات المسلحة في منطقة الساحل، بل إنه زاد عدد هذه التنظيمات وتنامت أيديولوجيتها المتطرفة.
2- الفشل الاقتصادي: لم تستطع فرنسا تحقيق التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي الذي تتطلع إليه شعوب هذه المنطقة، بل العكس من ذلك قامت بنهب ثرواته وموارده الطبيعية، مما تسبَّب في ارتفاع معدلات الفقر والبطالة والجوع والأمراض، إضافةً إلى ذلك أشارت تقارير الأمم المُتحدة الإنمائيَّة إلى أن الأنظمة السياسية في الدول الناطقة بالفرنسية في إفريقيا أصبحت أكثر فسادًا، كونها محميةً بشكل رئيسي مِن قِبَل فرنسا([46]).
3- الفشل السياسي: كان المعيار الأول لفرنسا في اختيار الرؤساء والمسؤولين الحكوميين في دول غرب إفريقيا هو الولاء لباريس ومصالحها، بغضّ النظر عن كفاءتهم أو قدرتهم على تحقيق احتياجات مواطنيهم في مختلف القطاعات والمجالات.
4- الوصاية الأبوية: النظرة الأبوية التقليدية في علاقتها مع دول المنطقة لا تزال تهيمن على النخب الحاكمة في فرنسا، فهم لا يزالون يؤمنون بنظرية تفوُّق الرجل الأبيض ودوره في النهوض بالمجتمعات الإفريقية المتخلفة، مما زاد من كراهية فرنسا من جانب الأوساط الشعبية والنخب السياسية والمثقفة على السواء([47]).
الوقوع في الأخطاء السابقة خلق حالةً من الرفض العارمة للوجود الفرنسي في منطقة غرب إفريقيا، وهو ما يجعل من الخيارات والبدائل المتاحة أمام فرنسا محدودة للغاية، ولكنَّ الأمر المؤكد هو أن فرنسا لن ترضخ بسهولةٍ لسياسة الأمر الواقع، وتقبل بفكّ ارتباطها التاريخي بغرب إفريقيا، بل إنها ستحاول استعادة مكانتها عبر إتباع إستراتيجية جديدة، دون اللجوء إلى الأدوات التقليدية التي أثبتت عدم فعاليتها في السياق الحالي.
ويمكن استنباط هذه الإستراتيجية الجديدة من تحركات السياسة الخارجية الفرنسية تجاه القارة الإفريقية في الفترة الأخيرة، والتي تمثلت في سعي فرنسا إلى التقارب مع البلدان الإفريقية الناطقة بالإنجليزية، وذلك عبر تبادل الزيارات، ومن ذلك: مع كل من جنوب إفريقيا في 2021م([48])، الكاميرون وبنين وغينيا بيساو في 2022م([49])، والجابون وأنجولا والكونغو برازفيل وجمهورية الكونغو الديموقراطية في 2023م([50])، وأخيرًا نيجيريا 2024م.
إضافة ذلك تأمل باريس في كسب وُدّ بلدان أخرى في القارة أثناء قمة إفريقيا-فرنسا 2026م؛ إذ تبحث فرنسا عن فرص بديلة في بلدان مثل كينيا وزامبيا([51]).
وبالتالي فإنه يمكن تحديد ملامح هذه الإستراتيجية الفرنسية الجديدة تجاه القارة الإفريقية، على النحو التالي: التقارب مع دول أخرى في المنطقة، لتعويض ما خسرته والحفاظ على وجودها الإقليمي، بالإضافة إلى تبنّي نهج شامل يتجاوز التركيز على الجوانب الأمنية والعسكرية فقط، ليشمل معالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية أيضًا، كي تظهر بصورة الشريك بدلاً من المستعمر.
خامسًا: نيجيريا الخيار البديل الأفضل لفرنسا
وفي هذا الإطار، تبرز نيجيريا كأحد أهم الشركاء المحتملين لفرنسا؛ حيث إنها تمثل فرصة إستراتيجية، ووجهة مثالية لمحاولة استعادة النفوذ الفرنسي في غرب إفريقيا، وذلك لعدة أسباب:
1- العامل الاقتصادي:
تُعدّ نيجيريا أكبر اقتصاد في إفريقيا، وكانت الشريك التجاري الأول لفرنسا في إفريقيا جنوب الصحراء عام 2023م، تلتها جنوب إفريقيا([52])، وأحد أهم مُصدِّري النفط والغاز الطبيعي في القارة؛ حيث يقدر حجم سوق النفط والغاز في نيجيريا بـ4.73 مليون قدم مكعب في عام 2024م، ومِن المتوقع أن يصل إلى 5.08 مليون قدم مكعب بحلول عام 2029م، بمعدل نموّ سنويّ مُركَّب قدره 1.45٪ خلال الفترة المتوقعة (2024-2029م)([53])، مما يجعلها شريكًا إستراتيجيًّا رئيسيًّا لفرنسا، خصوصًا في ظل تقلبات سوق الطاقة العالمية.
إضافة إلى ذلك، يتميز السوق النيجيري بقاعدة استهلاكية ضخمة (حيث يبلغ عدد سكانها 227 مليون نسمة، والذي يتوقع أن يصل عدد سكانه إلى 410 ملايين نسمة في عام 2050م، وفقًا للأمم المتحدة)([54])، وهو ما يمثل فرصة واعدة للشركات الفرنسية لتعزيز استثماراتها وزيادة الصادرات، وكذلك تصريف الفائض من المنتجات الفرنسية.
2- العامل السياسي:
تجمع البلدين علاقات قوية، وذلك منذ الدور الكبير الذي لعبه رئيس نيجيريا الأسبق “أولوسيجون أوباسانجو”، في تقوية العلاقات مع فرنسا، مما ساعد في تحسين الروابط على المستويات الرسمية والشعبية([55])، واستمرارًا لهذا النهج، قام الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” بزيارة إلى نيجيريا في يوليو 2018م؛ حيث التقى بالرئيس النيجيري وقتها “محمد بخاري”، وناقش التعاون في مختلف المجالات، مما أسهم في تعزيز العلاقات بين البلدين بصورة أكبر([56]).
3- الدور الإقليمي القيادي:
تلعب نيجيريا دورًا محوريًّا من خلال قيادتها لجماعة “الإيكواس”؛ حيث تقود العديد من المبادرات الإقليمية، كما أنها تمتلك أحد أقوى الجيوش في إفريقيا، مما يمنحها القدرة على المساهمة في استقرار المنطقة أمنيًّا وعسكريًّا([57]).
4- التوافق مع المصالح الفرنسية:
أعلنت نيجيريا رفضها للانقلابات العسكرية، ومن خلال رئيستها لمجموعة “الإيكواس”، فرضت العقوبات على الدول التي شهدت هذه الانقلابات، واقترحت عدة مقترحات لعودة نُظُم الحكم التي تم الانقلاب عليها، وهذا الأمر يتوافق تمامًا مع السياسات الفرنسية([58]).
ليس فقط هذا، بل إن النيجيريين تعاونوا مع الفرنسيين من أجل سَحْب القوات العسكرية الفرنسية المتمركزة في النيجر بشكل آمِن ومنتظم([59]).
وأخيرًا، اتهم الرئيس الجديد في النيجر الجنرال “عبد الرحمن تياني” فرنسا بالسعي إلى زعزعة استقرار بلاده؛ من خلال العملاء الفرنسيين، الذين هربوا إلى دول مجاورة مثل نيجيريا([60]).
5- تحظى نيجيريا بقبول لدى الجانب النيجري
على الرغم من توتر العلاقات بين البلدين، بعد الأزمة السياسية الأخيرة التي شهدتها النيجر والخاصة بالانقلاب العسكري، وانقسام دول “إيكواس” بشأن التعامل معها ما بين التدخل العسكري والتعامل الدبلوماسي؛ إلا أنهما وقَّعا اتفاقًا لتعزيز التعاون الأمني في أغسطس 2024م([61]).
وهو ما يشير إلى قوة العلاقات بين البلدين. وفي موضع آخر اقترح الرئيس النيجيري “بولا تينوبو” خطة انتقالية مدتها تسعة أشهر، مستوحاة من التجربة النيجيرية في التسعينيات التي أعادت البلاد إلى الحكم المدني([62]).
علاوةً على ذلك، استقبل النظام العسكري الحاكم في النيجر وفدًا من قادة دينيين مسلمين نيجيريين في أغسطس 2023م؛ للتشاور بشأن الأوضاع السياسية في النيجر، فيما رفضوا استقبال وفد من جماعة “إيكواس” والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة([63]).
6- التطلعات النيجيرية
تُعد نيجيريا الدولة الأكثر سكانًا في إفريقيا؛ حيث يعيش أكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر، رغم مكانتها كأكبر مُنْتِج للنفط في القارة([64]).
إلا أن التحديات الناتجة عن انعدام الأمن واستشراء الفساد، وسوء التخطيط وإهدار الموارد، إلى جانب التحديات الاقتصادية مثل ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع الأسعار، أدَّت إلى ضعف إمكانيات استغلال موارد هذه الدولة لصالحها تنمية شعوبها.
لذا تسعى نيجيريا من خلال شراكتها مع فرنسا إلى التغلب على هذه المشكلات؛ من خلال توقيع الاتفاقيات والشراكات مع فرنسا لها أهداف عديدة من أهمها ما يلي:
أ- أهداف اقتصادية: تحسين البنية التحتية، وتعزيز القطاعات الحيوية مثل الطاقة، النقل، والصناعات التحويلية، وأيضًا فتح قنوات جديدة لجذب استثمارات فرنسية في قطاعات حيوية مثل الزراعة، التكنولوجيا، والغاز الطبيعي، مما يدعم الاقتصاد النيجيري، ويخلق فرص عمل.
ب- التنمية المستدامة: تحسين مجالات البحث العلمي ونقل التكنولوجيا، بالإضافة إلى الحصول على مِنَح دراسية وتدريبية للطلاب النيجيريين في فرنسا، ممَّا يُعزِّز رأس المال البشري.
جـ- أهداف أمنية: يمكن لنيجيريا الاستفادة من الخبرات الفرنسية في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة؛ لمواجهة الجماعات المتطرفة مثل “بوكو حرام” و”داعش”.
د- أهداف سياسية: الزيارة ستبرز مكانة نيجيريا كدولة محورية في إفريقيا، قادرة على إقامة علاقات دولية متوازنة مع القوى الكبرى، مما يرفع من مكانتها في المحافل الدولية، وكذلك يُمكن لنيجيريا أن تلعب دورًا محوريًّا كوسيط في العلاقات بين فرنسا والدول الإفريقية الأخرى، مما يُعزّز مكانتها كقوة إقليمية مؤثرة في غرب إفريقيا.
الخاتمة:
تُبرز زيارة الرئيس النيجيري “بولا أحمد تينوبو” إلى فرنسا أبعادًا إستراتيجية تتجاوز مجرد التعاون الاقتصادي، فهي تعكس ديناميكية التغيرات الجيوسياسية التي تُعيد تشكيل المشهد في غرب إفريقيا، في ضوء التنافس الاستعماري التقليدي بين الغرب والشرق، والذي سيُحوِّل منطقة غرب إفريقيا إلى ساحة للتنافس البارد فيما بينهم في الفترة القادمة، مع سعي كلّ طرف لتحقيق مصالحه الخاصة في المنطقة.
هناك حالة من تصاعد العداء ضد النفوذ الفرنسي في مستعمراتها التقليدية، وفي القارة الإفريقية بشكل عام، وهو ما يُمثّل ضربةً قويةً لهيبتها أمام العالم، وذلك في مقابل صعود قوى بديلة مثل روسيا، الأمر الذي يجعل خيارات فرنسا محدودة، لكنها في الوقت نفسه ليست مستحيلة، وخاصةً في ظل القيود والتحديات التي تفرض على الدور الروسي في القارة الإفريقية، فالسبيل ليس مُمهدًا لروسيا تفعل ما يحلو لها، ولكنّ هناك منافسين أيضًا يُحَجِّمُون من دورها، مثل الصين وتركيا والإمارات.
وهو ما سيُوفِّر لفرنسا مساحةً للتحرك، فهي لا تزال تملك العديد من الأوراق التي من الممكن أن تراوغ وتناور بها، فلا يمكن لفرنسا أن تقف مكتوفة الأيدي، تُشاهد تشكيل واقع جديد يُهدِّد بإقصائها بشكل كامل من منطقة غرب إفريقيا؛ لأن هذا السيناريو يحمل في طياته خطرًا كبيرًا على المصالح الفرنسية، سواء الاقتصادية أو الإستراتيجية، وهو ما لا تستطيع تحمُّل تبعاته.
لذا اتبعت فرنسا إستراتيجية جديدة تجاه القارة الإفريقية، تقوم على: التقارب مع دول أخرى في المنطقة، لتعويض ما خسرته والحفاظ على وجودها الإقليمي، بالإضافة إلى تبنّي نهج شامل يتجاوز التركيز على الجوانب الأمنية والعسكرية فقط، ليشمل معالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية أيضًا، كي تظهر بصورة الشريك بدلاً من المستعمر.
وفي هذا الخصوص وقع الاختيار على نيجيريا لتكون البوابة الخلفية لرجوع فرنسا إلى المنطقة، وذلك في ضوء عدة اعتبارات؛ من أهمها: عمق العلاقات بين البلدين، وإمكانيات نيجيريا الاقتصادية الهائلة، بالإضافة إلى دور نيجيريا القيادي في المنطقة ورئاستها لجماعة “ايكواس”، بما يُمكّنها من لعب دور الوسيط لحل الخلافات بين فرنسا والدول الإفريقية الأخرى في المنطقة.
ومن جهة أخرى، ستحقق نيجيريا مكاسب على عدة أصعدة؛ من خلال تعزيز التعاون، واستكشاف فرص الاستثمار في مختلف المجالات؛ سواء الاقتصادية أو الزراعة أو التجارة أو الصناعة أو الطاقة أو الأمن أو التعليم أو الصحة، وغيرها.
……………………………….
[1]– نيجيريا وفرنسا تسعيان إلى تعزيز تعاونهما الاقتصادي، سكاي نيوز عربية، 29 نوفمبر 2024، متاح على: https://2u.pw/7RKiLiSX
[2]– هشام قدري أحمد، “تراجع النفوذ الفرنسي في غرب إفريقيا وانعكاساته على مكانة فرنسا الدوليَّة”، في مجلة قراءات إفريقية، 8 أغسطس 2024، متاح على: https://2u.pw/0GmH3jt8
[3]– فرنسا على خطى اليونان.. هل تتكرر أزمة الديون؟، سكاي نيوز عربية، 30 نوفمبر 2024، متاح على: https://2u.pw/AaUBAB5k
[4]– هشام قدري أحمد، المرجع السابق.
[5]– مع سقوط تشاد آخر معقل فرنسي في منطقة الساحل.. ماكرون يسعى الآن إلى مغازلة نيجيريا، نوفا نيوز، 29 نوفمبر 2024، متاح على: https://www.agenzianova.com/ar/news/con-il-ciad-cade-lultima-roccaforte-francese-nel-sahel-macron-ora-corteggia-la-nigeria/
[6]– هناء أبو العز، ماكرون يتسلم تقريرًا عن إعادة تشكيل الوجود العسكري الفرنسي في إفريقيا، اليوم السابع، 27 نوفمبر 2024، متاح على: https://2u.pw/5oqnoGRb
[7]– صغير الحيدري، “النيجر تطارد “أشباح فرنسا” في شوارعها”،INDPENDENT عربية، 22 أكتوبر 2024، متاح على: https://2u.pw/eEdXn7qw
[8]– المرجع السابق نفسه.
[9]– حفصة علمي، بعد انقلاب النيجر.. ما خيارات فرنسا تجاه معقلها العسكري في إفريقيا؟، الجزيرة، 3 أغسطس 2023، متاح على: https://2u.pw/YzGAxBpV
[10]– أحمد دهشان، النفوذ الروسي في إفريقيا: الدوافع والإستراتيجية والأدوات، مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية، يناير 2024، متاح على: https://2u.pw/OCGKop9V
[11]– المرجع السابق نفسه.
-[12] د. شيماء محي الدين، تحولات الإستراتيجية الروسية في إفريقيا: من الرابح؟، مركز فاروس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، يوليو 2021، متاح على: https://2u.pw/o3epPFGu
[13]– علاء أبو فراج، منتدى شراكة روسيا-إفريقيا 2024 ومواجهة التحدّيات العالمية، حزب الإرادة الشعبية، نوفمبر 2024، متاح على: https://kassioun.org/reports-and-opinions/item/81600-2024 .
[14]– الشيخ محمد، روسيا تعزز حضورها في إفريقيا عبر مشاريع استثمارية، الشرق الأوسط، 30 نوفمبر 2024، متاح على: https://2u.pw/7ER4ZJt9
[15]– إيهاب العاشق، النفوذ الروسي المتزايد في النيجر: كيف تكسب روسيا موطئ قدم إستراتيجي في إفريقيا، أفروبوليسي، أكتوبر 2024، متاح على: https://2u.pw/vr0Tp8X4
[16]– د. شيماء محي الدين، المرجع السابق.
[17]– الشيخ محمد، المرجع السابق.
[18]– لماذا يُزعج انقلاب النيجر فرنسا؟، BBC NEWS عربي، 2 أغسطس 2023، متاح على: https://www.bbc.com/arabic/articles/c13rmjy0nnvo .
[19]– محمد جمعة، نوف يعقوب السعدي، تغير خرائط النفوذ في الساحل وغرب إفريقيا بين روسيا والمعسكر الغربي، تريندز للبحوث الاستشارات، يوليو 2024، متاح على: https://2u.pw/8FvTBNFI
[20]– يوسف مرعي، العودة الروسية إلى القرن الإفريقي عبر البوابة الإريترية، مركز أبعاد للدراسات والبحوث، 23 سبتمبر 2023، متاح على: https://abaadstudies.org/strategies/topic/59975 .
[21]– موكي كيندزيكا وإيانكوبا دانسو وإتيان جاتانازي، عماد حسن (مترجم)، جولة ماكرون الإفريقية.. روسيا تخلط الأوراق وتؤجج صراع النفوذ، DW، أغسطس 2022، متاح على: https://2u.pw/HEcmgzGQ
[22]– نورا فايد، تعزيز النفوذ.. دلالات جولة وزير الخارجية الروسي إلى الجنوب الإفريقي، القاهرة الإخبارية، 11 فبراير 2023، متاح على: https://2u.pw/7xZoj0vA
[23]– ملء الفراغ: لماذا تتعدد جولات وزير الخارجية الروسي إلى إفريقيا؟، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، 11 يونيو 2024، متاح على: https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/9373 .
[24]– وحدة الدراسات الإفريقية، وداعًا باريس، أهلًا موسكو: الانسحاب العسكري الفرنسي من النيجر وتداعياته الإستراتيجية، مركز الإمارات للسياسات، أكتوبر 2023، متاح على: https://epc.ae/ar/details/brief/aliansihab-alaskari-alfaransi-min-alnayjar-watadaeiatuh-alastiratijia .
[25]– أحمد دهشان، المرجع السابق.
[26]– المرجع السابق نفسه.
[27]– كيف تحاول روسيا تعزيز نفوذها في إفريقيا من خلال كرة القدم ورسوم الغرافيتي؟ BBC NEWS عربي، سبتمبر 2024، متاح على: https://www.bbc.com/arabic/articles/cvge25d0dq4o .
[28]– المرجع السابق نفسه.
[29]– د. شيماء محي الدين، المرجع السابق.
[30]– إيهاب العاشق، المرجع السابق.
[31]– يوسف مرعي، العودة الروسية إلى القرن الإفريقي عبر البوابة الإريترية، المرجع السابق.
[32]– الشيخ محمد، المرجع السابق.
[33]– هشام قدري أحمد، المرجع السابق.
[34]– رغم تأزم الأوضاع.. لماذا تتمسك فرنسا بالبقاء في النيجر؟، سكاي نيوز عربية، 5 سبتمبر 2023، متاح على: https://2u.pw/V4WOfP0S
[35]– أ. فاروق حسين أبو ضيف، النيجر.. ما بين التنافس الروسي الفرنسي، في مجلة آفاق إستراتيجية (القاهرة: مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، العدد 8، ديسمبر 2023)، ص 42.
[36]– حبيب الله مايابى، بعد خصومتها مع الغرب.. كيف تدير النيجر ثرواتها؟، الجزيرة، 15 أغسطس 2024، متاح على: https://2u.pw/Kowb2tgr
[37]– أ. فاروق حسين أبو ضيف، المرجع السابق، ص 42.
[38]– هشام قدري أحمد، المرجع السابق.
[39]– أ. فاروق حسين أبو ضيف، المرجع السابق، ص 43.
[40]– بالتعاون مع النيجريين.. فرنسا تبدأ سحب قواتها من نيامي بعد أيام، العربي، 5 أكتوبر 2023، متاح على: https://2u.pw/mFsBh6CC
[41]– النيجر تُسقط الحصانة عن السفير الفرنسي بعد انتهاء مهلة مغادرته، مصراوي، 31 أغسطس 2023، متاح على: https://2u.pw/6RyisMZw
[42]– د أحمد عسكر، تداعيات انسحاب بوركينا فاسو والنيجر من مجموعة دول الساحل، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 11 ديسمبر 2023، متاح على: https://acpss.ahram.org.eg/News/21068.aspx .
[43]– أمين لونيسي، “تمرد إفريقي” ثلاثي على “عملة الاستعمار” الفرنسية هل تتجاوز بوركينا فاسو ومالي والنيجر “الخطوط الحمراء” لباريس؟ وما هي السيناريوهات المحتملة؟، INDPENDENT عربية، 18 فبراير 2024، متاح على: https://2u.pw/tOOxJP6h
[44]– سكينة إبراهيم، هل ينجح تحالف الساحل الإفريقي في اعتماد جواز سفر موحد؟، العربية، 29 نوفمبر 2024، متاح على: https://2u.pw/G3MewNvN
[45]– بموجب الدستور: مالي تتخلى عن الفرنسية كلغة رسمية وتستبدلها باللهجات الوطنية، المصري اليوم، 30 يوليو 2023، متاح على: https://www.almasryalyoum.com/news/details/2945721
[46]– هشام قدري أحمد، المرجع السابق.
[47]– أ. د. حمدي عبد الرحمن حسن، معضلة النيجر: لماذا تخسر فرنسا نفوذها في غرب إفريقيا؟، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 9 أغسطس 2023، متاح على: https://acpss.ahram.org.eg/News/20971.aspx .
[48]– ماكرون يزور جنوب إفريقيا وتداعيات جائحة فيروس كورونا على رأس الأولويات، France 24، مايو 2021، متاح على: https://2u.pw/6n1viLcy
[49]– موكي كيندزيكا وإيانكوبا دانسو وإتيان جاتانازي، المرجع السابق.
[50]– إنجي عبد الوهاب، نبض إفريقيا: ماكرون في زيارة للقارة.. واستقطاب ديني في انتخابات نيجيريا، المصري اليوم، 28 فبراير 2023، متاح على: https://www.almasryalyoum.com/news/details/2830088 .
[51]– نيجيريا وفرنسا تسعيان إلى تعزيز تعاونهما الاقتصادي، المرجع السابق.
[52]– المرجع السابق نفسه.
[53] https://www.mordorintelligence.com/ar/industry-reports/nigeria-oil-and-gas-upstream-market .
[54]– نيجيريا وفرنسا تسعيان إلى تعزيز تعاونهما الاقتصادي، المرجع السابق.
[55] Ruth Nabakwe, Nigeria: Obasanjo’s Prone To Democracy Boosts Visit To France, All Africa, 11 February 2000, available at: https://allafrica.com/stories/200002110236.html .
[56]– ماكرون في نيجيريا سعيًا لتوطيد العلاقات مع إفريقيا الناطقة بالإنكليزية، France 24، 3 يوليو 2018، متاح على: https://2u.pw/WLO4UOtG
[57]– مقترح نيجيري لحل الأزمة في النيجر والمجلس العسكري يرفع الحصانة عن السفير الفرنسي،BBC NEWS عربي، 1 سبتمبر 2023، متاح على: https://www.bbc.com/arabic/articles/c0j3lwz2d83o .
[58]– المرجع السابق نفسه.
[59]– بالتعاون مع النيجيريين.. فرنسا تبدأ سحب قواتها من نيامي بعد أيام، المرجع السابق.
[60]– النيجر تتهم فرنسا باستغلال نيجيريا وبنين لزعزعة استقرار البلاد، قراءات إفريقية، 5 أغسطس 2024، متاح على: https://2u.pw/oDomX1AS
[61] رغم الخلافات.. نيجيريا والنيجر توقعان اتفاقًا أمنيًا، الشرق، 30 أغسطس 2024، متاح على: https://2u.pw/BcwVWv8g
[62]– مقترح نيجيري لحل الأزمة في النيجر والمجلس العسكري يرفع الحصانة عن السفير الفرنسي، المرجع السابق.
[63]– النيجر: وفد رجال الدين النيجيريين يؤكد انفتاح العسكريين الانقلابيين على “الحوار”، France 24، 13 أغسطس 2023، متاح على: https://2u.pw/f0qr7FLS
[64]– نيجيريا وفرنسا تسعيان إلى تعزيز تعاونهما الاقتصادي، المرجع السابق.