قراءات إفريقية
Eng  |  Fr
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
دعاية مجلة قراءات إفريقية
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
    • إرشيف المجلة (إنجليزي)
  • الموسوعة الإفريقية
  • تحليلات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
     التصفية السياسية لزعيم المعارضة في غينيا كوناكري

     التصفية السياسية لزعيم المعارضة في غينيا كوناكري

    أمر تنفيذي بوقف المساعدات المالية الأمريكية لجنوب إفريقيا

    سياسات ترامب الإفريقية: تهديدات مبدأ “أمريكا أولًا”!

    انقسام حكومة الوحدة الوطنية في جنوب إفريقيا: الأسباب والتداعيات

    انقسام حكومة الوحدة الوطنية في جنوب إفريقيا: الأسباب والتداعيات

    جنوب إفريقيا والقنبلة النووية: دوافع بريتوريا لحيازة الأسلحة النوويَّة وأسباب التخلّي عنها

    جنوب إفريقيا والقنبلة النووية: دوافع بريتوريا لحيازة الأسلحة النوويَّة وأسباب التخلّي عنها

    أمر تنفيذي بوقف المساعدات المالية الأمريكية لجنوب إفريقيا

    أثر الرسوم الجمركية الأمريكية على دولة جنوب إفريقيا

    إنهاء مبادرة “باور أفريكا” وتداعياتها المحتملة على إفريقيا جنوب الصحراء (2013- 2025م)

    إنهاء مبادرة “باور أفريكا” وتداعياتها المحتملة على إفريقيا جنوب الصحراء (2013- 2025م)

    البرازيل وإفريقيا..رحلة عبر الزمان والمكان

    البرازيل وإفريقيا..رحلة عبر الزمان والمكان

    هل ستُعزّز القمة العالمية الأولى للذكاء الاصطناعي في إفريقيا من وضع القارة التكنولوجي؟

    هل ستُعزّز القمة العالمية الأولى للذكاء الاصطناعي في إفريقيا من وضع القارة التكنولوجي؟

    إريتريا ترفض اتهامات الرئيس الإثيوبي السابق بشأن تأجيجها الصراع الإقليمي

    السيادة وطموحات إثيوبيا البحرية… قراءة في المنظور الإريتري

    • سياسية
    • اقتصادية
    • اجتماعية
  • تقدير موقف
    • جميع المواد
    • اجتماعي
    • اقتصادي
    • سياسي
    بين المبادئ والتحديات: ما ملامح مستقبل السياسة الخارجية الجابونية في عهد بريس أوليجي نجيما؟

    بين المبادئ والتحديات: ما ملامح مستقبل السياسة الخارجية الجابونية في عهد بريس أوليجي نجيما؟

    بول بيا.. الحليف الأقوى لـ”إسرائيل” في إفريقيا

    الكاميرون على مفترق طرق: انتخابات 2025م بين هيمنة النظام وتصاعُد التحديات الداخلية

    الرئيس الصومالي يتعهد بالقضاء على مقاتلي حركة الشباب خلال عام واحد

    الأزمات تحاصر شيخ محمود: كيف باتت الصومال على حافة الهاوية؟

    تحذيرات دولية وإقليمية من تداعيات التمرد شرق الكونغو الديمقراطية

    الصراع في شرق الكونغو الديمقراطية وأثره الإقليمي والدولي

    الجزائر ترد على مالي بسحب السفراء وإغلاق الأجواء

    تداعيات التوترات بين الجزائر ودول الساحل على حالة الإقليم

    إثيوبيا والصومال تقرران استعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل

    التقارب المحسوب: ماذا يعني قبول الصومال انضمام القوات الإثيوبية لبعثة أوصوم؟

    المعارضة ترفع دعوى قضائية اعتراضًا على نتائج الانتخابات العامة في ناميبيا

    ملامح المشهد في ناميبيا، ماذا بعد تنصيب أول رئيسة في تاريخ البلاد؟

    ناميبيا تتهم شركة التعدين الصينية بانتهاك الحظر على صادرات المعادن الخام

    صراع المعادن: هل تنجح محادثات ترامب في كسر هيمنة الصين على كنوز الكونغو؟

    صحيفة روسية: هكذا تستفيد موسكو من إنشاء 3 دول إفريقية تحالفًا عسكريًا

    من الحياد إلى الشراكة: لماذا قد تنضم توجو إلى تحالف الساحل؟

  • دراسات
    • جميع المواد
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
    • دراسة سياسية
    دراسة تحليلية للقضايا الخلافية في دستور الجابون الجديد 2024م

     دراسة تحليلية للانتخابات الرئاسية في الجابون 2025م

    الخريطة الإعلامية في جمهورية إثيوبيا..النشأة والتطور وتأثير العوامل السياسية والعرقية

    الخريطة الإعلامية في جمهورية إثيوبيا..النشأة والتطور وتأثير العوامل السياسية والعرقية

    عين على إفريقيا (8-16 مارس 2025م)..الكونغو على أعتاب نهب اقتصادي جديد

    “المعادن مقابل الأمن” ومتوالية المقايضات… النسخة الإفريقية

    قراءة تحليلية في التداعيات المحتملة لرفع الرسوم الجمركية الأمريكية على بلدان إفريقيا جنوب الصحراء

    قراءة تحليلية في التداعيات المحتملة لرفع الرسوم الجمركية الأمريكية على بلدان إفريقيا جنوب الصحراء

    لماذا يثير تأجيل الانتخابات التشريعية في توغو العديد من ردود الفعل؟

    دراسة تحليلية للانتخابات الرئاسية في توجو 2020م ومستقبل انتخابات 2025م

    زنجبار ..مدينة البهار والرمال البيضاء

    المحميات المجتمعية في إفريقيا جنوب الصحراء… ناميبيا نموذجًا

    جمهورية إفريقيا الوسطى تؤجل الانتخابات المحلية والبلدية إلى أبريل 2025

    موسم الانتخابات في إفريقيا جنوب الصحراء لعام 2025م: التكاليف والتداعيات الاقتصادية

    الآثار الاقتصادية لشهر رمضان في إفريقيا جنوب الصحراء

    الآثار الاقتصادية لشهر رمضان في إفريقيا جنوب الصحراء

    المعادن الأرضية النادرة (REEs) في إفريقيا ومستقبل صناعة التكنولوجيا الخضراء في العالم

    المعادن الأرضية النادرة (REEs) في إفريقيا ومستقبل صناعة التكنولوجيا الخضراء في العالم

    • دراسة سياسية
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
  • ترجمات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    فالنتين موديمبي: الفيلسوف الإفريقي الذي تحدَّى وجهة النظر الغربية حول إفريقيا

    فالنتين موديمبي: الفيلسوف الإفريقي الذي تحدَّى وجهة النظر الغربية حول إفريقيا

    التاريخ الاستعماري… ومصير الجماجم الاثنتي عشرة

    التاريخ الاستعماري… ومصير الجماجم الاثنتي عشرة

    أنغولا تُنهي دورها كوسيط في نزاع شرق الكونغو الديمقراطية

    التحديات التي تواجه عملية السلام بين كينشاسا وحركة 23 مارس

    الرسوم الجمركية الأمريكية: 9 آليات مقترحة من ماكينزي لإفريقيا

    الرسوم الجمركية الأمريكية: 9 آليات مقترحة من ماكينزي لإفريقيا

    البُعد العسكري-السياسي للقارة الإفريقية في سياق السياسة الخارجية الروسية

    الاستعمار الأوروبي وجذور التحديات النظامية للدول الإفريقية

    استعمار ما بعد الاستعمار: تحليل للعوامل والجهات الدولية التي تُشوِّه التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في إفريقيا

    استعمار ما بعد الاستعمار: تحليل للعوامل والجهات الدولية التي تُشوِّه التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في إفريقيا

    الكونغو… والسلام الذي لا يريده أحد

    الكونغو… والسلام الذي لا يريده أحد

    ماذا بعد تحقيق الجابون الانتصار الانتخابي؟

    ماذا بعد تحقيق الجابون الانتصار الانتخابي؟

    صحيفة روسية: هكذا تستفيد موسكو من إنشاء 3 دول إفريقية تحالفًا عسكريًا

    ملامح النظام الإقليمي الجديد في غرب إفريقيا

  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الحالة الدينية
    • الملف الإفريقي
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • منظمات وهيئات
    • كتاب قراءات إفريقية
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
    • إرشيف المجلة (إنجليزي)
  • الموسوعة الإفريقية
  • تحليلات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
     التصفية السياسية لزعيم المعارضة في غينيا كوناكري

     التصفية السياسية لزعيم المعارضة في غينيا كوناكري

    أمر تنفيذي بوقف المساعدات المالية الأمريكية لجنوب إفريقيا

    سياسات ترامب الإفريقية: تهديدات مبدأ “أمريكا أولًا”!

    انقسام حكومة الوحدة الوطنية في جنوب إفريقيا: الأسباب والتداعيات

    انقسام حكومة الوحدة الوطنية في جنوب إفريقيا: الأسباب والتداعيات

    جنوب إفريقيا والقنبلة النووية: دوافع بريتوريا لحيازة الأسلحة النوويَّة وأسباب التخلّي عنها

    جنوب إفريقيا والقنبلة النووية: دوافع بريتوريا لحيازة الأسلحة النوويَّة وأسباب التخلّي عنها

    أمر تنفيذي بوقف المساعدات المالية الأمريكية لجنوب إفريقيا

    أثر الرسوم الجمركية الأمريكية على دولة جنوب إفريقيا

    إنهاء مبادرة “باور أفريكا” وتداعياتها المحتملة على إفريقيا جنوب الصحراء (2013- 2025م)

    إنهاء مبادرة “باور أفريكا” وتداعياتها المحتملة على إفريقيا جنوب الصحراء (2013- 2025م)

    البرازيل وإفريقيا..رحلة عبر الزمان والمكان

    البرازيل وإفريقيا..رحلة عبر الزمان والمكان

    هل ستُعزّز القمة العالمية الأولى للذكاء الاصطناعي في إفريقيا من وضع القارة التكنولوجي؟

    هل ستُعزّز القمة العالمية الأولى للذكاء الاصطناعي في إفريقيا من وضع القارة التكنولوجي؟

    إريتريا ترفض اتهامات الرئيس الإثيوبي السابق بشأن تأجيجها الصراع الإقليمي

    السيادة وطموحات إثيوبيا البحرية… قراءة في المنظور الإريتري

    • سياسية
    • اقتصادية
    • اجتماعية
  • تقدير موقف
    • جميع المواد
    • اجتماعي
    • اقتصادي
    • سياسي
    بين المبادئ والتحديات: ما ملامح مستقبل السياسة الخارجية الجابونية في عهد بريس أوليجي نجيما؟

    بين المبادئ والتحديات: ما ملامح مستقبل السياسة الخارجية الجابونية في عهد بريس أوليجي نجيما؟

    بول بيا.. الحليف الأقوى لـ”إسرائيل” في إفريقيا

    الكاميرون على مفترق طرق: انتخابات 2025م بين هيمنة النظام وتصاعُد التحديات الداخلية

    الرئيس الصومالي يتعهد بالقضاء على مقاتلي حركة الشباب خلال عام واحد

    الأزمات تحاصر شيخ محمود: كيف باتت الصومال على حافة الهاوية؟

    تحذيرات دولية وإقليمية من تداعيات التمرد شرق الكونغو الديمقراطية

    الصراع في شرق الكونغو الديمقراطية وأثره الإقليمي والدولي

    الجزائر ترد على مالي بسحب السفراء وإغلاق الأجواء

    تداعيات التوترات بين الجزائر ودول الساحل على حالة الإقليم

    إثيوبيا والصومال تقرران استعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل

    التقارب المحسوب: ماذا يعني قبول الصومال انضمام القوات الإثيوبية لبعثة أوصوم؟

    المعارضة ترفع دعوى قضائية اعتراضًا على نتائج الانتخابات العامة في ناميبيا

    ملامح المشهد في ناميبيا، ماذا بعد تنصيب أول رئيسة في تاريخ البلاد؟

    ناميبيا تتهم شركة التعدين الصينية بانتهاك الحظر على صادرات المعادن الخام

    صراع المعادن: هل تنجح محادثات ترامب في كسر هيمنة الصين على كنوز الكونغو؟

    صحيفة روسية: هكذا تستفيد موسكو من إنشاء 3 دول إفريقية تحالفًا عسكريًا

    من الحياد إلى الشراكة: لماذا قد تنضم توجو إلى تحالف الساحل؟

  • دراسات
    • جميع المواد
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
    • دراسة سياسية
    دراسة تحليلية للقضايا الخلافية في دستور الجابون الجديد 2024م

     دراسة تحليلية للانتخابات الرئاسية في الجابون 2025م

    الخريطة الإعلامية في جمهورية إثيوبيا..النشأة والتطور وتأثير العوامل السياسية والعرقية

    الخريطة الإعلامية في جمهورية إثيوبيا..النشأة والتطور وتأثير العوامل السياسية والعرقية

    عين على إفريقيا (8-16 مارس 2025م)..الكونغو على أعتاب نهب اقتصادي جديد

    “المعادن مقابل الأمن” ومتوالية المقايضات… النسخة الإفريقية

    قراءة تحليلية في التداعيات المحتملة لرفع الرسوم الجمركية الأمريكية على بلدان إفريقيا جنوب الصحراء

    قراءة تحليلية في التداعيات المحتملة لرفع الرسوم الجمركية الأمريكية على بلدان إفريقيا جنوب الصحراء

    لماذا يثير تأجيل الانتخابات التشريعية في توغو العديد من ردود الفعل؟

    دراسة تحليلية للانتخابات الرئاسية في توجو 2020م ومستقبل انتخابات 2025م

    زنجبار ..مدينة البهار والرمال البيضاء

    المحميات المجتمعية في إفريقيا جنوب الصحراء… ناميبيا نموذجًا

    جمهورية إفريقيا الوسطى تؤجل الانتخابات المحلية والبلدية إلى أبريل 2025

    موسم الانتخابات في إفريقيا جنوب الصحراء لعام 2025م: التكاليف والتداعيات الاقتصادية

    الآثار الاقتصادية لشهر رمضان في إفريقيا جنوب الصحراء

    الآثار الاقتصادية لشهر رمضان في إفريقيا جنوب الصحراء

    المعادن الأرضية النادرة (REEs) في إفريقيا ومستقبل صناعة التكنولوجيا الخضراء في العالم

    المعادن الأرضية النادرة (REEs) في إفريقيا ومستقبل صناعة التكنولوجيا الخضراء في العالم

    • دراسة سياسية
    • دراسة اجتماعية
    • دراسة اقتصادية
  • ترجمات
    • جميع المواد
    • اجتماعية
    • اقتصادية
    • سياسية
    فالنتين موديمبي: الفيلسوف الإفريقي الذي تحدَّى وجهة النظر الغربية حول إفريقيا

    فالنتين موديمبي: الفيلسوف الإفريقي الذي تحدَّى وجهة النظر الغربية حول إفريقيا

    التاريخ الاستعماري… ومصير الجماجم الاثنتي عشرة

    التاريخ الاستعماري… ومصير الجماجم الاثنتي عشرة

    أنغولا تُنهي دورها كوسيط في نزاع شرق الكونغو الديمقراطية

    التحديات التي تواجه عملية السلام بين كينشاسا وحركة 23 مارس

    الرسوم الجمركية الأمريكية: 9 آليات مقترحة من ماكينزي لإفريقيا

    الرسوم الجمركية الأمريكية: 9 آليات مقترحة من ماكينزي لإفريقيا

    البُعد العسكري-السياسي للقارة الإفريقية في سياق السياسة الخارجية الروسية

    الاستعمار الأوروبي وجذور التحديات النظامية للدول الإفريقية

    استعمار ما بعد الاستعمار: تحليل للعوامل والجهات الدولية التي تُشوِّه التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في إفريقيا

    استعمار ما بعد الاستعمار: تحليل للعوامل والجهات الدولية التي تُشوِّه التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في إفريقيا

    الكونغو… والسلام الذي لا يريده أحد

    الكونغو… والسلام الذي لا يريده أحد

    ماذا بعد تحقيق الجابون الانتصار الانتخابي؟

    ماذا بعد تحقيق الجابون الانتصار الانتخابي؟

    صحيفة روسية: هكذا تستفيد موسكو من إنشاء 3 دول إفريقية تحالفًا عسكريًا

    ملامح النظام الإقليمي الجديد في غرب إفريقيا

  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الحالة الدينية
    • الملف الإفريقي
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • منظمات وهيئات
    • كتاب قراءات إفريقية
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
قراءات إفريقية
Eng  |  Fr
لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج

قراءة لموقع إفريقيا جنوب الصحراء في مؤشِّر السلام العالمي لعام 2024م

أكتوبر 17, 2024
في إفريقيا في المؤشرات, مميزات
A A
قراءة لموقع إفريقيا جنوب الصحراء في مؤشِّر السلام العالمي لعام 2024م

نِهاد محمود

باحثة دكتوراه بكلية الدراسات الإفريقيّة العُليا- جامعة القاهرة

مُقَدِّمَة:

اقرأ أيضا

بين المبادئ والتحديات: ما ملامح مستقبل السياسة الخارجية الجابونية في عهد بريس أوليجي نجيما؟

قراءة تحليليّة لموقع إفريقيا جنوب الصحراء في ضوء مؤشِّر حرية الصحافة العالمي لعام 2025م

فالنتين موديمبي: الفيلسوف الإفريقي الذي تحدَّى وجهة النظر الغربية حول إفريقيا

مع تصارع حِدة الأجواء التي تُمَهِّد للكثير من الصراعات الإقليميّة والدوليّة، والتي تحدث في ظل تحولات جيوسياسيّة تزيد من تعقيد إدارة الصراعات العالميّة، إضافةً للتحوُّل من عالم أُحادي القطبيّة تهيمن عليه الولايات المتحدة إلى عالم متعدّد الأقطاب يؤدي إلى تكثيف المنافسة وإطالة أمد الكثير من الصراعات. وبالنظر إلى أن القوى التقليدية (كالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي) لم تعد قادرة على إدارة التوترات العالمية بشكل فعّال، وفي الوقت نفسه، تتنافس القوى الطامحة لدورٍ مناوئ للولايات المتحدة والقوى الأوروبيّة مثل الصين وروسيا والقوى الإقليميّة المتوسطة (كتركيا- إيران)، وبشكل متزايد على النفوذ في المناطق المتضررة من الصراعات في شتى أنحاء العالم، ما جعلنا أمام نسبة من الصراعات تُقدَّر حاليًّا بحوالي 56 صراعًا نشطًا، وهو أكبر عدد من الصراعات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ومع حلّ عددٍ أقل من الصراعات، سواء عسكريًّا أو من خلال اتفاقيات السلام، تبرز الحاجة إلى فَهم حالة السلام وخاصة السلام الإيجابي المَعنيّ بسنّ سياسات وخلق مؤسسات تضمن السلام المستدام للمجتمعات، سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي أو الدولي.

 وعليه، نحاول في هذا المقال قراءة حالة السلام على مستوى إفريقيا جنوب الصحراء والعالم ككل، والبحث في أسباب تراجعها، وتزايد وتيرة الصراعات من ناحية أخرى، وذلك من خلال الاطلاع على مؤشِّر السلام العالمي Global Peace Index 2024 (GPI)، الذي صدرت نسخته الـ18 في يونيو 2024م، في وقتٍ أصبحت فيه الصراعات أكثر تدويلًا؛ حيث انخرطت 92 دولة الآن في صراع خارج حدودها، وهو العدد الأكبر منذ إنشاء مؤشر السلام العالمي في عام 2008م، ما يطيل أمد الصراعات ويُعَقِّد من عمليات التفاوض الساعية لبناء سلام دائم.

عطفًا على ما تقدَّم سيتم تقسيم هذا المقال المَعني بقراءة وفَهم مؤشِّر السلام العالمي لعام 2024م وفقًا للمحاور التالية:

  • المحور الأول: مدخل تمهيدي لمؤشِّر السلام العالمي 2024م.
  • المحور الثاني: مؤشِّر السلام العالمي 2024م: قراءة عالميّة.
  • المحور الثالث: موقع إفريقيا جنوب الصحراء في ضوء مؤشِّر السلام العالمي 2024م.
  • خاتمة.

المحور الأول:

مدخل تمهيدي لمؤشِّر السلام العالمي 2024م

خلال هذا المحور نحاول الوقوف على أبرز ما يتصل بمؤشِّر السلام العالمي؛ بدءًا من ظهور المؤشر (التأسيس)، والجهة التي تصدره، والمعايير (المقاييس) الأساسية والفرعية التي يرتكز عليها لقياس حالة السلام في العالم، وذلك على النحو التالي:

أولًا: التأسيس

في البداية ظهرت النسخة الأولى من مؤشر السلام العالمي عام 2008م على يد رجل رائد الأعمال التكنولوجي (الأسترالي) “ستيف كيليا” Steve Killelea (مؤسِس المؤشر). كما يعدّ المؤشِّر العالمي الذي يصدر عن معهد الاقتصاد والسلام(IEP) ،([1]) مقياسًا رائدًا في قياس حالة السلام على الصعيد العالمي، بالنظر إلى أنه يقدم تحليلًا شاملًا قائم على البيانات والمعلومات الدقيقة حول اتجاهات السلام وعوائده الاقتصادية، وكيفية الوصول إلى حالة السلام بالمجتمعات في شتى أنحاء العالم، وتطوير المجتمعات المسالمة بالفعل. ويُصَنِّف المؤشر العالمي 163 دولة ومنطقة مستقلة وفقًا لمستوى السلام الذي تتمتع به (من الأكثر سلامًا للأقل)، أي إنَّه يغطي 99,7% من سكان العالم.

ثانيًا: المؤشرات والمقاييس الرئيسيّة

من هذه الناحية يستند مؤشر السلام العالمي في نسخته الثامنة عشرة إلى 23 مؤشرًا نوعيًّا وكميًّا، لقياس حالة السلام (سواء على مستوى الدولة أو الأقاليم أو العالم)، وذلك عبر ثلاثة مجالات رئيسة: مدى الصراع المحلي والدولي المستمر، مستوى السلامة والأمن المجتمعيين، ودرجة العسكرة، كما سيوضح الجدول التالي. ويتفرَّد إصدار هذا العام من المؤشر (2024م) في أنه يُقَدِّم مقياسًا جديدًا للقدرة العسكرية العالمية للدول؛ والذي يشمل التطور العسكري والتكنولوجيا والاستعداد للمعركة (في مقياسٍ واحد).

جدول رقم (1)

مجالات (مؤشرات) قياس حالة السلام الـ23 وفقًا لمؤشِّر السلام العالمي 2024م

الجدول من تصميم الباحثة استنادًا لمؤشر السلام العالمي في نسخته الإنجليزيّة لعام 2024م، ص69.

 

وجدير بالذكر أن هذه المؤشرات الـ23 كان قد تمَّ اختيارها في الأصل بمساعدة فريق من الخبراء في عام 2007م، وتمت مراجعتها من قِبَل هذا الفريق على أساس سنوي. ويتم توحيد جميع الدرجات الخاصة بكل مؤشر على مقياس من 1 إلى 5؛ حيث يتم تصنيف المؤشرات النوعية إلى خمس مجموعات، ويتم تسجيل المؤشرات الكمية من 1 إلى 5، حتى النقطة العشرية الثالثة.

ثالثًا: المنهجيّة الحسابيّة للمؤشِّر

في هذا الإطار نوضح أنه عندما تم إطلاق مؤشر السلام العالمي، قامت اللجنة الاستشارية المكونة من خبراء مستقلين بتوزيع الدرجات على أساس الأهمية النسبيّة لكل مؤشر على مقياس يتراوح من 1 إلى 5 (حيث يمثل 1 الأكثر سلميّة و5 أقل سلميّة). ثم تمَّ حساب مؤشرين فرعيين مرجّحين من مجموعة مؤشرات مؤشر السلام العالمي وهم:

  • مقياس لمدى السلام الداخلي في دولة ما.
  • مقياس لمدى السلام الخارجي في دولة ما (حالة السلام خارج حدودها).

ثم تمت صياغة النتيجة المُركَّبة والمؤشر الإجماليين من خلال تطبيق 60% من قيمة مقياس السلام الداخلي و40% من السلام الخارجي. وقد اتفقت اللجنة الاستشارية على الوزن الأثقل المطبق على السلام الداخلي، بعد مناقشة قوية. واستند القرار إلى فكرة مفادها أن مستوى (أعلى) من السلام الداخلي من المرجح أن يؤدي إلى -أو على الأقل يرتبط- بانخفاض الصراع الخارجي

المحور الثاني:

مؤشِّر السلام العالمي 2024م: قراءة عالميّة

في البداية وجدت نتائج هذا العام أن متوسط مستوى السلام على مستوى الدول تدهور بنسبة 0.56%. علمًا بأن هذا هو التدهور الـ12 في متوسط السلام خلال السنوات الـ16 الماضية (أي خلال سنوات إصدار المؤشر)، مع تحسُّن حالة السلام في 65 دولة وتدهورها في 97 دولة، وللمفارقة يُعدّ هذا أكبر عدد لبلدان شهدت تدهورًا في حالة السلام لديها في عامٍ واحد منذ إنشاء المؤشر في عام 2008م. وفيما يخص الدول الأكثر سلامًا والأقل سلامًا وكذلك المعايير (المقاييس- المؤشرات) التي يرتكز عليها المؤشر، نعرض ما يلي:

أولًا: الدول الأكثر والأقل سلامًا (عالميًّا) وفقًا لمؤشِّر السلام العالمي 2024م

لا تزال أيسلندا الدولة الأكثر سلامًا في العالم، وهو الموقع الذي احتلته منذ عام 2008م. فيما تُعدّ اليمن البلد الأقل سلامًا في العالم، يليها السودان وجنوب السودان وأفغانستان وأوكرانيا. جدير بالذكر أن هذه هي السنة الأولى التي يتم فيها تصنيف اليمن على أنها الدولة الأقل سلامًا في العالم؛ حيث تراجعت 24 مركزًا في التصنيف العالمي منذ إنشاء المؤشر.

علاوةً على ذلك أصبحت الفجوة بين البلدان الأكثر والأقل سلامًا في العالم هي الأوسع (حاليًّا) مما كانت عليه في أيّ وقت في السنوات الـ16 الماضية. ومقارنة بعام 2008م، كانت البلدان الـ25 الأكثر سلامًا (أكثر سلامًا بنسبة 1% في عام 2024م)، في حين كانت البلدان الـ25 الأقل سلامًا (أقل سلامًا بنسبة 7,5%).

من ناحية أخرى كان للصراع في غزة تأثير قويّ للغاية على السلام العالمي؛ حيث شهدت إسرائيل وفلسطين أول ورابع أكبر الدول تدهورًا في السلام على التوالي. وكانت الإكوادور والجابون وهايتي الدول الأخرى التي شهدت أكبر تدهور في السلام. وحققت السلفادور أكبر تحسُّن بالمؤشر؛ بسبب تطور موقعها كثيرًا في مؤشر معدل جرائم القتل وتحسُّن تصورات المواطنين للسلامة على مدى السنوات القليلة الماضية. كما سجّلت الإمارات العربية المتحدة ونيكاراجوا واليونان تطورات كبيرة في حالة الهدوء.

أما أوروبا فكانت المنطقة الأكثر سلامًا في العالم، وذلك ليس بمستغرَب بالنظر إلى أنها تضم 8 دول من الدول الـ10 الأكثر سلامًا في المؤشر (وهم: أيسلندا، إيرلندا، النمسا، نيوزيلندا، سويسرا، البرتغال، الدنمارك، سلوفينيا). وهو أمر ليس بالجديد؛ فقد كانت دومًا المنطقة الأكثر سلامًا كل عام منذ بداية إصدار المؤشر. فيما ظلت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المنطقة الأقل سلامًا في العالم؛ حيث ضمت 4 من البلدان العشر الأقل سلامًا في العالم، بينهم الدولتين الأقل سلامًا: السودان واليمن.

وفيما يتعلق بأمريكا الشمالية؛ فقد سجلت أكبر متوسط تدهور في جميع المناطق، مع انخفاض كبير في الهدوء في كل من كندا والولايات المتحدة. لكن على الرغم من هذا التدهور لا تزال ثالث أكثر المناطق سلامًا على مستوى العالم، بعد أوروبا وآسيا والمحيط الهادئ.

ثانيًا: الصراعات والتكلفة الاقتصاديّة والإنسانيّة

على صعيد التكاليف الاقتصادية شهدت العديد من البلدان انخفاضات هائلة في الناتج المحلي الإجمالي نتيجة للصراع العنيف الذي تعايشه؛ على سبيل المثال تشير الدراسات إلى أن الحرب الأهليّة السوريّة أدت إلى انخفاض بنسبة 85% في الناتج المحلي الإجمالي. كما انكمش اقتصاد أوكرانيا بنحو 30% في عام 2022م

من جهة أخرى جاءت أكبر التأثيرات الاقتصادية للعنف في فلسطين وإسرائيل؛ حيث زادت التداعيات الاقتصادية لأحداث العنف التي يعايشها الجانبان بنسبة 63% و40% على الترتيب. فيما تكبَّدت أوكرانيا وأفغانستان وكوريا الشمالية أعلى تكلفة اقتصادية نسبيَّة للعنف في عام 2023م، بما يعادل 68,6% و53,2% و41,6%، على الترتيب، من الناتج المحلي الإجمالي. وفي البلدان العشرة الأكثر تضررًا من العنف، بلغ متوسط التكلفة الاقتصادية للعنف 37,4% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023م، مقارنةً بـ2,9% للبلدان العشرة الأقل تضررًا. كما بلغ الإنفاق على بناء السلام وحفظ السلام 49,6 مليار دولار في عام 2023م، أي أقل من 0,6% من إجمالي الإنفاق العسكري.

شكل رقم (1)

اتجاهات التداعيات الاقتصاديّة العالميّة للعنف (2008-2023م)

شهد التأثير الاقتصادي للعنف ارتفاعًا ملحوظًا من عام إلى آخر، وخاصة على مدى 10 سنوات من الأعوام الخمسة عشر الماضية.

المصدر: مؤشر السلام العالمي في نسخته الإنجليزيّة لعام 2024م، ص41.

أما من ناحية التداعيات الإنسانية؛ فتشير بعض التقديرات إلى أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا شهد أكثر من 2000 حالة وفاة شهريًّا تقريبًا (في كل شهر بالعامين الماضيين)، في حين لم يحقق أيّ من الجانبين الروسي والأوكراني مكاسب كبيرة مقارنةً بهذه الخسائر الجسيمة في الأرواح.

من جهة أخرى أسفر الصراع في غزة عن مقتل أكثر من 40,000 شخص منذ أكتوبر 2023م، ما أدى إلى أزمة إنسانية حادة. وقد أدت كل هذه الصراعات بشتى أرجاء العالم إلى وجود أكثر من 95 مليون شخص الآن إما لاجئين أو نازحين داخليًّا، كما أن هناك الآن 16 بلدًا شُرِّد فيها قسرًا أكثر من 5% من السكان. هذه الصراعات هي أمثلة على ما يُعرَف بـ “الحروب الأبدية”؛ حيث يصبح العنف المطوَّل لا نهاية له ودون حلول واضحة، ويرجع ذلك لأسباب عدة، من أبرزها: الإمداد العسكري الخارجي، والحرب غير المتكافئة، والمنافسات الجيوسياسية، ولنا في حربَي غزة والسودان تجسيدًا حيًّا على هذا الأمر.

ثالثًا: مُحَفِّزات الحرب في القرن الحادي والعشرين

يذكر المؤشر هنا أن الحرب باتت تشهد تغيرًا ملحوظًا في القرن الحادي والعشرين؛ نتيجةً لعاملين رئيسيين هما: التغيُّر والتطور السريع في التكنولوجيا العسكرية، والمنافسة الجيوسياسية المتزايدة؛ حيث يمكن للفاعلين غير الحكوميين الآن التعامل بشكل أكثر فعالية مع الدول الأكبر باستخدام تقنيات متطورة كالطائرات بدون طيار والأجهزة المتفجرة المرتجلة. وهو ما نجم عنه تزايد استخدام الطائرات بدون طيار؛ حيث زادت الجماعات غير الحكومية من هجمات الطائرات بدون طيار بنسبة تزيد عن 1400% منذ عام 2018م. وقد أدَّى هذا التحول إلى جعل الصراعات أكثر تعقيدًا وصعوبة في حلها، وهو ما انعكس على المؤشرات التي يركز عليها مؤشر السلام العالمي، والتي شهد الكثير منها تراجعًا ملحوظًا كما يوضح الشكل التالي:

شكل رقم (2)

التغيُّر النسبي (بالمائة) في النتيجة بحسب المؤشرات الفرعية التابعة لمؤشر السلام العالمي (2023-2024م)

علمًا أن السهم المُتَجِه نحو اليمين يشير إلى نسبة التدهور في المؤشر (باللون الأحمر)، فيما يشير السهم بالاتجاه نحو اليسار إلى نسبة التحسّن (باللون الأخضر).

المصدر: مؤشر السلام العالمي في نسخته الإنجليزيّة لعام 2024م، ص11.

 

عقب استعراض الشكل المُبَيَّن أعلاه يمكن الإشارة إلى ما يلي (وفقًا لمؤشر السلام العالمي 2024م):

شهدت المؤشرات الفرعية التالية لمؤشر السلام العالمي نِسَبًا متباينة من التدهور: كتمويل الإنفاق العسكري لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (النسبة % من الناتج المحلي الإجمالي للدولة)، والوفيات من الصراعات الداخلية، الصراعات الخارجية التي خاضتها الدولة، صادرات وواردات الأسلحة، الصراعات الداخلية التي خاضتها الدولة، العلاقات مع الدول المجاورة، معدل السجن، الأسلحة النووية والثقيلة، مقياس الإرهاب السياسي، معدل أفراد الشرطة بالنسبة للمواطنين، الوفيات الناجمة عن الصراعات الخارجية. فيما طرأ على بعض المؤشرات الأخرى عدد من التطورات (باللون الأخضر)؛ مثل: التصورات حول الجريمة، اللاجئون والنازحون داخليًّا، شدة الصراع الداخلي، معدل جرائم القتل، عدم الاستقرار السياسي، الجريمة العنيفة، تأثير الإرهاب، المظاهرات العنيفة.

وبشكلٍ عامّ على صعيد الدول الأكثر سلامًا والأقل سلامًا وفقًا لمؤشر السلام العالمي 2024م بمؤشراته الأساسية والفرعية، فتوضحها الخريطة التالية التي توضح أيضًا ما ذكرناه سابقًا، والذي كان مفاداه (أن هناك 97 دولة بالمؤشر شهدت تدهورًا في حالة السلام، كما أن هناك 65 دولة سجَّلت تحسُّنًا ملحوظًا، كما تدهورت حالة السلام على مستوى الدولة بمتوسط 0,56%).

خريطة رقم (1)

حالة السلام على مستوى بُلدان العالم (الأكثر والأقل سلامًا) وفقًا لمؤشِّر السلام العالمي 2024م

علمًا أن اللون الأخضر بدرجتيه الغامق والفاتح يشير إلى الدول التي تتمتع بحالة عالية (مرتفعة) للغاية ومرتفعة، أما الأصفر فيشير إلى الدول التي تتمتع بحالة سلام متوسطة، فيما يشير اللون البرتقالي إلى حالة سلام منخفضة، ويشير الأحمر إلى أقل درجة ممكنة من السلام (منخفضة للغاية) كما سيوضح الشكل التالي رقم 3، بينما يعني اللون الأبيض المناطق التي لا يشملها المؤشر (يركز المؤشر على 163 دولة فقط من بلدان العالم).

المصدر: مؤشِّر السلام العالمي في نسخته الإنجليزيّة لعام 2024م، ص9.

 

شكل رقم (3)

 تدرُّج الألوان وفقًا لحالة السلام التي تتمتع بها الدولة وفقًا لمؤشِّر السلام العالمي 2024م

المصدر: مؤشِّر السلام العالمي في نسخته الإنجليزيّة لعام 2024م، ص8.

 

من جهة أخرى أدى تصاعد الصراع في جميع أنحاء العالم إلى تدهور مؤشر الوفيات الناجمة عن الصراع الداخلي، وعلى الرغم من انخفاض العدد الإجمالي للوفيات بسبب الانخفاض الكبير في وفيات النزاع في إثيوبيا على سبيل المثال؛ إلا أن عدد الوفيات الناجمة عن النزاعات قد ارتفع في عام 2023م في 57 دولة أخرى. إضافة لذلك سجَّل المؤشر أن حوالي 15 دولة لديها أكثر من 1000 حالة وفاة بسبب النزاعات الداخلية في عام 2023م، و19 دولة أخرى سجلت أكثر من 100 حالة وفاة في العام الماضي.

رابعًا: مؤشِّر السلام العالمي 2024م: نتائج وإحصاءات

في هذا الإطار نشير إلى أبرز ما جاء من استنتاجات وإحصاءات توصًّل لها المؤشر سواء على مستوى بلدان العالم أو مناطقه (المستوى الإقليمي)، وذلك كما يلي:

1- بلدان العالم الأكثر والأقل سلامًا وفقًا لمؤشرات السلام العالمي الثلاثة:

يتطرق المؤشر هنا إلى أفضل وأسوأ 5 بلدان على مستوى العالم (الأكثر والأقل سلامًا)، وفقًا للمؤشرات الأساسية الثلاثة التي يرتكز عليها المؤشر العالمي في قياس حالة السلام (التي سبق ذِكْرها بشكل مفصل وهم: السلامة والأمن، الصراع المستمر، العسكرة)، كما ستوضحها الجداول التالية، علمًا أنه كلما اقتربت الدولة من 1 كانت أكثر سلامًا، وكلما اقتربت من 5 كانت أقل سلامًا.

جدول رقم (2)

الدول الخمس الأكثر سلامًا وفقًا لمؤشر الأمن والسلامة

علمًا أن مؤشِّر الأمن والسلامة التابع لمؤشر السلام العالمي يقيس مستوى الجريمة داخل المجتمع، ونسبة اللاجئين والنازحين داخليًّا من عدد السكان، وعدم الاستقرار السياسي، والإرهاب السياسي، وتأثير الإرهاب، وعدد جرائم القتل، وغيرها (كما ذكرنا مفصلًا أعلاه بجدول رقم 1).

المصدر: مؤشِّر السلام العالمي في نسخته الإنجليزيّة لعام 2024م، ص 12.

 

جدول رقم (3)

الدول الخمس الأقل سلامًا وفقًا لمؤشر الأمن والسلامة

المصدر: مؤشِّر السلام العالمي في نسخته الإنجليزيّة لعام 2024م، ص 12.

 

جدول رقم (4)

الدول الخمس الأكثر سلامًا وفقًا لمؤشر الصراع المستمر

ويركز مؤشر الصراع التابع لمؤشر السلام العالمي على عدة نقاط من بينها: عدد الصراعات الداخلية، وشدتها، والوفيات الناجمة عنها، والصراعات الخارجية، والوفيات الناجمة عنها، وعدد ومدة المشاركة في الصراعات الخارجية، إضافة إلى العلاقات مع دول الجوار (كما ذكرنا مفصلًا أعلاه بجدول رقم 1).

المصدر: مؤشِّر السلام العالمي في نسخته الإنجليزيّة لعام 2024م، ص 12.

 

جدول رقم (5)

الدول الخمس الأقل سلامًا وفقًا لمؤشر الصراع المستمر

المصدر: مؤشِّر السلام العالمي في نسخته الإنجليزيّة لعام 2024م، ص 12.

 

جدول رقم (6)

الدول الخمس الأكثر سلامًا وفقًا للعسكرة

علمًا أن مؤشر العسكرة التابع لمؤشر السلام العالمي يركز على عدة مؤشرات فرعية؛ من بينها: الإنفاق العسكري للدولة كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، وعدد أفراد القوات المسلحة لكل 100 ألف شخص، والمساهمة في تقديم الدعم المالي لبعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وغيرها (كما ذكرنا مفصلًا أعلاه بجدول رقم 1).

المصدر: مؤشِّر السلام العالمي في نسخته الإنجليزيّة لعام 2024م، ص 12.

 

جدول رقم (7)

الدول الخمس الأقل سلامًا وفقًا للعسكرة

المصدر: مؤشِّر السلام العالمي في نسخته الإنجليزيّة لعام 2024م، ص 12.

 

2- درجة تدهور أو تأخُّر مناطق العالم وفقًا لحالة السلام بالمؤشر

على هذا الصعيد يشير المؤشر إلى تدهور ثمانية من المناطق التسع في العالم؛ من حيث السلمية في العام الماضي. علمًا أن (روسيا وأوراسيا) كانت المنطقة الوحيدة التي تحسنت في المتوسط ​​على مدار العام الماضي، على الرغم من تدهور كل من روسيا وأوكرانيا من حيث حالة السلام. فيما سجَّلت أمريكا الشمالية أكبر تدهور متوسط ​​بين جميع المناطق، مع انخفاضات كبيرة في السلمية في كلٍّ من كندا والولايات المتحدة، وذلك كما سيوضح الشكل التالي:

شكل رقم (4)

نتائج مؤشر السلام العالمي 2024م والتغير الحاصل من نسخة 2023م إلى نسخة 2024م (على المستوى الإقليمي- مناطق العالم)

يوضح الشكل أعلاه النتيجة الإجمالية لكل منطقة على مؤشر السلام العالمي لعام 2024م، بالإضافة إلى التغير في النتيجة من مؤشر السلام العالمي لعام 2023م إلى مؤشر السلام العالمي لعام 2024م.

المصدر: مؤشر السلام العالمي في نسخته الإنجليزيّة لعام 2024م، ص3.

3- الجمع بين التعقيد العسكري والتكنولوجيا والاستعداد للقتال (استثناء GPI 2024م عن نُسَخِه السابقة):

شهدت نسخة هذا المؤشِّر أول بحث من نوعه أجراه معهد الاقتصاد والسلام IEP -المَعني بإصدار المؤشر-، والذي يحسب القدرة العسكرية للدول من خلال الجمع بين درجة التعقيد العسكري والتكنولوجيا والاستعداد القتالي. ويكشف أن الولايات المتحدة لديها قدرة عسكرية أعلى بكثير من الصين، التي تتبعها روسيا عن كثب. وعادة ما تُحسَب الأساليب التقليدية لقياس القدرة العسكرية بناء على عدد الأصول العسكرية فقط.

وبخصوص العسكرة؛ فمنذ بداية حرب أوكرانيا، زادت العسكرة في 91 دولة. ونظرًا للالتزامات المستقبلية للعديد من البلدان بالإنفاق العسكري، فمن غير المرجح أن يتحسن مؤشر العسكرة في السنوات القادمة. كما شهدت التغيرُّات في ديناميكيات الحرب انخفاض أعداد القوات بينما زادت التعقيدات التكنولوجية. بمعنى أنه على مدى العقد الماضي خَفَضت 100 دولة أعداد أفراد قواتها المسلحة، في حين زادت القدرة العسكرية العالمية بأكثر من 10٪.

المحور الثالث:

موقع إفريقيا جنوب الصحراء في ضوء مؤشِّر السلام العالمي 2024م

في البداية سجَّلت منطقة إفريقيا جنوب الصحراء انخفاضًا في حالة السلام التي يقيسها مؤشِّر السلام العالمي لعام 2024م؛ حيث تدهور متوسط ​​النتيجة في المنطقة بنسبة 0.89% على مدار العام الماضي. وبشكل عام تعد منطقة إفريقيا جنوب الصحراء ثاني أقل منطقة سلميّة بعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ حيث تضم ثلاث دول إفريقيّة من بين أقل عشر دول سلميّة في العالم. وذلك ليس بمستغرب بالنظر لما تواجهه منطقة إفريقيا جنوب الصحراء من أزمات أمنية عديدة، والتي يأتي أبرزها: زيادة الاضطرابات السياسية والإرهاب في منطقة الساحل؛ وبخاصة بوركينا فاسو التي تعاني من أعلى تداعيات وتأثيرات للإرهاب مقارنةً بأيّ دولة في العالم، كما تضم المنطقة -إفريقيا جنوب الصحراء- خمس دول من الدول العشر الأكثر تأثّرًا بالإرهاب.

على صعيد الإرهاب في إفريقيا جنوب الصحراء وفقًا للمؤشر؛ ومع انخفاض عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب منذ عام 2016م، انتقلت بؤر الإرهاب من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى منطقة جنوب الصحراء في إفريقيا، ولا سيما منطقة الساحل التي باتت ضمن أكثر البؤر اشتعالًا بالمنطقة، بل والعالم. على سبيل المثال: سجلت منطقة الساحل عددًا أكبر من الوفيات الناجمة عن الإرهاب في عام 2023م مقارنة بجنوب آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مجتمعتين. كما أن منطقة إفريقيا جنوب الصحراء كانت المنطقة الوحيدة التي سجلت زيادة في الوفيات الناجمة عن الإرهاب منذ عام 2018م.

كما شهدت منطقة إفريقيا جنوب الصحراء تدهورًا في مؤشرات أخرى مُكَوِّنة لمؤشر السلام العالمي، وكان التدهور الأكبر في مؤشِّر الصراع المستمر. واستمرت الصراعات بالمنطقة في الانتشار وبخاصة عبر الحدود الوطنية، ما انعكس في تدهور مؤشر الصراعات الخارجية. ففي السنوات الخمس الماضية، كان لـ 36 دولة من أصل 44 دولة في المنطقة درجة من المشاركة في صراع واحد خارج حدودها على الأقل. كما أنه منذ عام 2008م سجّلت جميع المناطق تدهورًا في درجاتها على مؤشر الصراعات الخارجية التي يتم خوضها. إضافةً لذلك سجّلت إفريقيا جنوب الصحراء أكبر نِسَب التدهور بنسبة 134%، تلتها منطقة جنوب آسيا بنسبة 115%، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة 105%. كما يوضح الشكل التالي:

شكل رقم (5)

نسبة التدهور في مؤشر الصراعات الخارجية التابع لمؤشر السلام العالمي

(منذ عام 2008م وحتى إصدار نسخة المؤشر في يونيو 2024م)

وذلك بحسب المنطقة وهم من اليمين إلى اليسار (الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جنوب آسيا، إفريقيا جنوب الصحراء).

المصدر: مؤشر السلام العالمي في نسخته الإنجليزية لعام 2024م، ص 26.

 

على الصعيد ذاته يمكن القول: إن منطقة إفريقيا جنوب الصحراء أصبحت المنطقة التي تضم أكبر عدد من البُلدان المنخرطة في صراعات خارجية؛ حيث ضمت 36 من أصل 43 دولة في المنطقة حتى عام 2023م، وهي زيادة كبيرة مقارنةً بسبعة بلدان فقط انخرطوا في صراعات خارجية في عام 2008م.

أما على صعيد الدول الأكثر سلميّة في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء؛ فتُعدّ موريشيوس الدولة الأكثر سلميّة للعام الـ17 على التوالي. كما أن لديها أعلى مستويات السلام في المنطقة في جميع مجالات مؤشر السلام العالمي الثلاثة. فضلًا عن ذلك سجَّلت موريشيوس تحسُّنًا طفيفًا في حالة السلام على مدار العام الماضي، وذلك بسبب التطورات التي شهدتها في مؤشر السلامة والأمن. كما سَجَّلت مؤشرات المظاهرات العنيفة ومعدل جرائم القتل تحسُّنات كبيرة بالبلاد. علاوةً على ذلك تُعدّ موريشيوس الدولة الوحيدة في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء التي لم تشارك في أيّ صراعات داخلية أو خارجية على مدار السنوات الخمس الماضية.

على النقيض كانت جنوب السودان الدولة الأقل سلميّة في إفريقيا جنوب الصحراء، على الرغم من التحسُّن الطفيف في حالة السلام على مدار العام الماضي؛ حيث انخفض عدد الوفيات الناجمة عن الصراع الداخلي بنسبة 73%، من 723 حالة وفاة في عام 2022م إلى 199 حالة وفاة في عام 2023م. ومع ذلك، على الرغم من أن البلاد سجلت خطوات إيجابية في كل من مؤشرَي العسكرة والصراع المستمر، إلا أن الوضع الأمني ​​لا يزال محفوفًا بالمخاطر. كما أثرت الأزمة المستمرة في السودان بشكل كبير على جنوب السودان، مما أدَّى إلى تعقيد مسار عودة اللاجئين، وربما التأثير على اقتصاد جنوب السودان من خلال تعطيل صادرات النفط.

أما إثيوبيا فقد سجَّلت أكبر تحسُّن في حالة السلام بمنطقة إفريقيا جنوب الصحراء، بسبب اتفاق وقف إطلاق النار في تيجراي الذي أدى إلى انخفاض كبير في عدد الوفيات الناجمة عن الصراع الداخلي. حيث كان هناك ما يقرب من 2300 حالة وفاة بسبب الصراع في عام 2023م، بانخفاض أكثر من 10,0000 في عام 2022م، عندما كانت إثيوبيا الدولة صاحبة أعلى عدد من الوفيات الناجمة عن الصراع. ومع ذلك، وعلى الرغم من انخفاض شدة الصراع، لا يزال الوضع الأمني ​​في البلاد هشًّا. وبالرغم من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في أواخر عام 2022م، كانت هناك تقارير عن عمليات قتل جماعي مِن قِبَل أطراف متعددة في عدة مناطق مختلفة في عام 2023م. كما تم إعلان حالة الطوارئ في منطقة أمهرة مع تكثيف الحكومة الفيدرالية لوجودها العسكري وفرض حظر التجول والاعتقالات الجماعية والدوريّات العسكرية.

وبالاتجاه نحو الجابون فقد سجَّلت أكبر تدهور في حالة السلام في إفريقيا جنوب الصحراء، وثالث أكبر تدهور في أيّ بلدٍ على مستوى العالم؛ حيث تدهورت درجتها الإجمالية بنسبة 9.4%. وهبطت 18 مركزًا في التصنيف إلى المرتبة 118، ولديها الآن أدنى مستوياتها من السلام منذ بدء المؤشر. وكان الانخفاض في السلام في الجابون مدفوعًا بالتدهور في مجالَي الصراع المستمر والعسكرة؛ حيث تدهورَا بنسبة 27.4% و6.8% على التوالي. وكان الانخفاض في حالة السلام مدفوعًا باضطرابات داخلية متزايدة بلغت ذروتها بالانقلاب العسكري الناجح في أغسطس 2023م، والذي ألغى نتائج الانتخابات الرئاسية، منهيًا بذلك حُكم عائلة بونجو الذي دام 56 عامًا. وأدان المجتمع الدولي، بما في ذلك الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، ذلك الانقلاب، وأعلنوا رفضهم له، فضلًا عن تأزُّم علاقاتها ببعض المنظمات القاريّة والإقليميّة جراء هذا الانقلاب كالاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا “إيكواس”، وهو ما تجسَّد في قيامهما بتعليق عضوية الجابون. وعلى الرغم من عدم تطبيق العقوبات الاقتصادية، فإن تعليق العضوية يعكس محاولة لممارسة الضغط الدبلوماسي على المجلس العسكري للدفع نحو انتقال سريع إلى الحكم المدني. كما أنه في أكتوبر 2023م، أزالت الولايات المتحدة الجابون من قانون النمو والفرص في إفريقيا (AGOA)، وهو مبادرة أمريكية لتوفير مزايا تجارية غير متبادلة للدول المُستَحِقَّة لها في إفريقيا جنوب الصحراء.

وبخصوص وضعيّة بُلدان إفريقيا جنوب الصحراء بمؤشِّر السلام العالمي (وفقًا لجميع مؤشراته) لعام 2024م، فيوضحها الجدول التالي:

جدول رقم (8)

إفريقيا جنوب الصحراء وفقًا لمؤشر السلام العالمي 2024م (الترتيب الإقليمي- الترتيب الدولي- الدرجة بالمؤشر- التغير بالدرجة)

علمًا أنه كلما اقتربت الدولة من 1 كانت أكثر سلامًا، وكلما اقتربت من 5 كانت أقل سلامًا.

المصدر: مؤشِّر السلام العالمي في نسخته الإنجليزيّة لعام 2024م، ص20.

 

من ناحية أخرى سلَّط المؤشِّر الضوء على عددٍ من القضايا بإفريقيا جنوب الصحراء، نذكر منها ما يلي:

1- الكونغو الديمقراطية وصراع خارج الاهتمام العالمي (نسبيًّا):

حرص مؤشر السلام العالمي على التركيز على الأحداث المتأزِّمَة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية الذي يغرق في صراعاتٍ تمتد لعقودٍ من الزمن، بين القوات المسلحة الوطنية والجماعات المتمردة والميليشيات المحلية والقوات الأجنبية. ومع ذلك، لم تحظَ الأحداث الأخيرة باهتمامٍ كبيرٍ نسبيًّا، على الرغم من نزوح ما لا يقل عن 5.6 مليون شخص نتيجة للصراعات المتعددة والأزمة الإنسانية المرتبطة بهذه الصراعات. على سبيل المثال في عام 2023م، زادت جماعة المتمردين (23 مارس) إم 23 من سيطرتها على شمال كيفو، واعتبارًا من مايو 2024م، أصبحت قريبة من العاصمة الإقليمية غوما. هذا وتسيطر حركة 23 مارس على العديد من أنشطة التعدين بما في ذلك أحد أكبر مناجم الكولتان في العالم، وهو مورد حيوي للإلكترونيات الحديثة، كما تتلقى هذه الحركة المتمردة دعمًا كبيرًا من رواندا، بما في ذلك من القوات والأسلحة. ويؤكد المؤشر من جديد على أن الصراع في جمهورية الكونغو الديمقراطية يحظى باهتمام دولي ضئيل.

2- منطقة الساحل الإفريقي وتضاؤل نفوذ القوى التقليديّة:

 يذكر المؤشر العالمي للسلام 2024م أنه في مناطق مثل الساحل الإفريقي، أصبح لا يمكن إنكار حقيقة تضاؤل نفوذ القوى التقليدية (كفرنسا والولايات المتحدة)، خاصة مع انسحاب فرنسا من مالي والنيجر، والتي يتضاءل نفوذها في بوركينا فاسو أيضًا. كما تغادر الولايات المتحدة قواعدها العسكرية في النيجر وتشاد. وفي أعقاب ذلك، انتشرت شركات عسكرية وأمنية خاصة روسيّة وتركيّة (فاغنر وسادات وغيرهما)؛ حيث تستخدم تركيا المقاتلين السوريين لتأمين مصالحها. ويشير هذا الانتشار للقوة إلى أنه من غير المرجَّح أن تهيمن دولة واحدة على الصراع في هذه المنطقة بأيّ حال من الأحوال. وعلى صعيد أنشطة الإرهاب وتأثيراتها؛ أشار المؤشِّر إلى أن منطقة الساحل أصبحت واحدة من البؤر الساخنة حول العالم التي تشهد استمرارًا لتكثيف نشاط الجماعات الإرهابية. ومن ناحية استيراد الأسلحة فقد ذكر المؤشر أن المنطقة (منطقة الساحل الوسطى) تستقبل أسلحة وخاصة طائرات بدون طيار “الدرونز” من تركيا بشكل أساسي.

3- السودان ونموذج تدويل الحرب:

يسلّط المؤشر الضوء على الصراع في السودان، الذي اندلع في أبريل 2023م، والذي ينخرط في صراعه عدد من الأطراف الإقليمية والدولية (بما يُعرَف بتدويل الحرب)، ما أعاق كل جهود ومبادرات الحل الدولية. ونتيجة لعقود من الحرب الأهلية، قامت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بتقسيم البلاد، وقاتلت من أجل السيطرة على البلاد، بدعم من الميليشيات والفصائل العرقية السياسية الأخرى. وتمخَّض عن ذلك كله مواجهة السودان لأسوأ أزمة لاجئين في العالم، مع نزوح أكثر من 10 ملايين شخص، فضلًا عن العديد من التقارير الموثوقة عن الفظائع التي ارتكبتها كلّ من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وتشير تقديرات الأمم المتحدة في هذا السياق إلى مقتل ما يصل إلى 15,000 شخص في مذبحتين لقوات الدعم السريع في الجنينة في دارفور (حصيلة قتلى كارثية)، كما يُقدّر البعض عدد القتلى بما يصل إلى 150 ألف قتيل.

وختامًا؛ يرى مؤشِّر السلام العالمي في نسخته لعام 2024م أن العالم يقف الآن عند مفترق طرق. وبدون جهود متضافرة، ستزداد المخاطر المرتبطة بالصراعات والأجواء المحيطة بها، وخصوصًا الصراعات الكبرى التي ينخرط بها أطراف دوليون وإقليميون، يصل عددهم إلى 92 دولة تتورط بالفعل في صراعات خارج حدودها، وهو أكبر عدد منذ إنشاء مؤشر السلام العالمي.

كما يدفع العدد المتزايد من الصراعات التي تُوصَف بالصغيرة من احتمالية نشوب المزيد من الصراعات الكبرى في المستقبل. على سبيل المثال، في عام 2019م، تم تحديد إثيوبيا وأوكرانيا وغزة على أنهم صراعات صغيرة، لكن نشهد الآن كيف أصبحت تداعيات مثل هذه الصراعات، وبخاصة في أوكرانيا وغزة التي طالت آثار الحرب لديهما العالم أجمع.

………………………………………..

هوامش وملاحظات:

– للاطلاع على مقال “قراءة موقع إفريقيا جنوب الصحراء بمؤشر السلام العالمي لعام 2023م”، يرجى زيارة المصدر التالي: دينا فتحي عبد العظيم، “قراءة لموقع إفريقيا جنوب الصحراء في مؤشر السلام العالمي 2024م”، قراءات إفريقية، 15 أكتوبر 2023م. على الرابط: https://shorturl.at/ViJZn

– للمزيد حول نُسخة مؤشِّر السلام العالمي لعام 2024م الإنجليزيّة، التي اعتمد عليها هذا المقال، يرجى الاطلاع على المصدر التالي: “Global Peace Index”, Institute foe Economics & Peace, 2024. Retrieved from: https://www.economicsandpeace.org/wp-content/uploads/2024/06/GPI-2024-web.pdf

([1]) يعدّ معهد الاقتصاد والسلام مركز فِكر عالمي يُكَرِّس جهوده لتطوير الأطر المفاهيمية لتحليل السلام وتحديد فوائده الاقتصادية، وكشف العلاقة بين السلام والأعمال التجاريّة والازدهار، والسعي لتعزيز فَهم العوامل الثقافية والاقتصادية والسياسية التي تدفع بالسلام. ويقع مقرّه الرئيس في سيدني بأستراليا، إضافةً لفروع أخرى في مدينة نيويورك، مكسيكو سيتي، وأكسفورد.

المصدر: قراءات إفريقية
كلمات مفتاحية: السلام العالميالصراعاتمؤشر
ShareTweetSend

مواد ذات صلة

التاريخ الاستعماري… ومصير الجماجم الاثنتي عشرة

التاريخ الاستعماري… ومصير الجماجم الاثنتي عشرة

مايو 12, 2025
أمر تنفيذي بوقف المساعدات المالية الأمريكية لجنوب إفريقيا

سياسات ترامب الإفريقية: تهديدات مبدأ “أمريكا أولًا”!

مايو 12, 2025
بول بيا.. الحليف الأقوى لـ”إسرائيل” في إفريقيا

الكاميرون على مفترق طرق: انتخابات 2025م بين هيمنة النظام وتصاعُد التحديات الداخلية

مايو 11, 2025
أنغولا تُنهي دورها كوسيط في نزاع شرق الكونغو الديمقراطية

التحديات التي تواجه عملية السلام بين كينشاسا وحركة 23 مارس

مايو 11, 2025
الرئيس الصومالي يتعهد بالقضاء على مقاتلي حركة الشباب خلال عام واحد

الأزمات تحاصر شيخ محمود: كيف باتت الصومال على حافة الهاوية؟

مايو 8, 2025
قراءة تحليلية لمؤشر الحرية الاقتصادية في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء لعام 2025م

قراءة تحليلية لمؤشر الحرية الاقتصادية في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء لعام 2025م

مايو 8, 2025

ابحث في الموقع

لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
يشغل حاليا

تويتر

Follow @qiraatafrican

الأكثر قراءة (أسبوع)

أمر تنفيذي بوقف المساعدات المالية الأمريكية لجنوب إفريقيا

سياسات ترامب الإفريقية: تهديدات مبدأ “أمريكا أولًا”!

مايو 12, 2025

حظر اتحاد “فيسي” الإيفواري.. واتارا يدهس “بيادق” غباغبو على رقعة الحرم الجامعي!

أكتوبر 22, 2024

متمرّدون في النيجر يحتجزون نائب رئيس أركان الجيش

مايو 14, 2025

فالنتين موديمبي: الفيلسوف الإفريقي الذي تحدَّى وجهة النظر الغربية حول إفريقيا

مايو 13, 2025

الأزمات تحاصر شيخ محمود: كيف باتت الصومال على حافة الهاوية؟

مايو 8, 2025

الكاميرون على مفترق طرق: انتخابات 2025م بين هيمنة النظام وتصاعُد التحديات الداخلية

مايو 11, 2025

فيسبوك

‎قراءات إفريقية‎
  • قراءات تاريخية
  • متابعات
  • مكتبة الملفات
  • منظمات وهيئات
  • الحالة الدينية
  • حوارات وتحقيقات
  • أخبار
  • الحالة الدينية
  • المجتمع الإفريقي
  • ترجمات
  • تقارير وتحليلات
  • تقدير موقف
  • ثقافة وأدب

الأقسام

  • المجلة
  • كتاب قراءات
  • الموسوعة الإفريقية
  • إفريقيا في المؤشرات
  • دراسات وبحوث
  • نظرة على إفريقيا
  • الصحافة الإفريقية

رئيس التحرير

د. محمد بن عبد الله أحمد

مدير التحرير

بسام المسلماني

سكرتير التحرير

عصام زيدان

© حقوق الطبع محفوظة لدي قراءات إفريقية. تطوير شركة بُنّاج ميديا.

لا توجد نتيجة
مشاهدة جميع النتائج
  • المجلة
    • العدد الحالي
    • الأعداد السابقة
  • الموسوعة الإفريقية
  • تقارير وتحليلات
  • تقدير موقف
  • دراسات وبحوث
  • ترجمات
  • المزيد
    • إفريقيا في المؤشرات
    • الأخبار
    • الحالة الدينية
    • الصحافة الإفريقية
    • المجتمع الإفريقي
    • ثقافة وأدب
    • حوارات وتحقيقات
    • شخصيات
    • قراءات تاريخية
    • متابعات
    • مكتبة الملفات
    • منظمات وهيئات
    • نظرة على إفريقيا
    • كتاب قراءات إفريقية

© حقوق الطبع محفوظة لدي قراءات إفريقية بواسطة بُنّاج ميديا.