ميادة شكري
باحثة ماجستير – كلية الدراسات الإفريقية العليا – جامعة القاهرة
في الوقت الذي بدأ فيه أطفال العالم عامًا دراسيًّا جديدًا، يُواجه أطفال آخرون في مناطق الصراعات الإفريقية تحديات كبيرة للعودة إلى مقاعدهم الدراسية؛ حيث أصبح طريق عودتهم للدراسة محفوفًا بالمخاطر، مُدجَّجًا بالأسلحة وجثث ذويهم، فضلًا عن تداعيات الصراع المسلَّح؛ مثل: تدمير البنية التحتية التعليمية، وتشريد الطلاب والمعلمين، وتقويض الأمن والاستقرار اللازمين لبيئة تعليمية صالحة، وتحوّل المدارس في مناطق الصراع إلى ثكنات عسكرية أو ملاذات آمنة نسبيًّا لمن قُصِفَت منازلهم.
مما أدى إلى تعرُّض الأطفال للعنف والترهيب، وإهدار حقهم في التعليم؛ الأمر الذي دفَع مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي لتخصيص دورته رقم 1229 في أغسطس 2024م([1]) لعقد جلسة لمناقشة تأثير الصراعات المسلحة على التعليم في القارة الإفريقية، والتي سلَّطت الضوء على التحديات الجسيمة التي تُواجه قطاع التعليم في المناطق المتأثرة بالصراعات المسلحة في العديد من الدول الإفريقية، واقتراح حلول عملية لمعالجتها.
وعلى الرغم من أن عام 2024م حمل شعار: “التعليم المناسب للقرن الحادي والعشرين”، والذي أطلقه الاتحاد الإفريقي؛ في إشارة إلى أهمية التعليم كأداة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في القارة، وتمكين الشباب الإفريقي من المشاركة الفاعلة في بناء مستقبل أفضل؛ إلا أن تحديات التعليم الراهنة في القارة الإفريقية أصبحت تزداد سوءًا جراء اندلاع الصراعات الأهلية المُسلَّحة في العديد من الدول الإفريقية، والتي ستنعكس تداعياتها جليةً على مستقبل هؤلاء الأطفال بسبب النزوح واللجوء القسري، وكذلك صعوبات الالتحاق بالمدارس الأهلية في الدول المضيفة، أو تعطيل العملية التعليمية بشكلٍ عامّ في مناطق الصراع.
واستنادًا إلى ما سبق ذِكْره؛ فسوف نُلقي مزيدًا من الضوء على مدى تأثر النظم التعليمية بالصراع المندلع في أكثر الدول الإفريقية اشتعالًا، من خلال المحاور التالية:
– تداعيات الصراع على العملية التعليمية في بعض الدول الإفريقية المتأثرة بالصراع.
– التحركات الدولية لمواجهة تأثير الصراعات المسلحة على التعليم في إفريقيا.
-تداعيات الصراع على العملية التعليمية في مناطق الصراع.
– أهم التوصيات المقترَحة للتخفيف من حدة الصراع المسلَّح على العملية التعليمية.
أولًا: تداعيات الصراع على العملية التعليمية في بعض الدول الإفريقية المتأثرة بالصراع
تشهد القارة الإفريقية -للأسف- تكرارًا للصراعات الأهلية المسلحة، التي تُغذّيها المنافسة على السلطة والموارد الطبيعية، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية، وتدهور الأوضاع المعيشية للمدنيين، يأتي على رأس قائمة التداعيات الكارثية لهذه الصراعات: انهيار النُّظم التعليمية؛ حيث يُحرم ملايين الأطفال من حقهم في التعليم الأساسي، ولعل من أبرز المناطق الإفريقية الأكثر اشتعالًا التي تعاني من هذه الصراعات الأهلية:
1- السودان
يعاني السودان منذ أبريل 2023م من ويلات صراع مسلّح داخلي بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، أدَّى هذا الصراع إلى تداعيات إنسانية كارثية تسبَّبت في نزوح ملايين المدنيين، وتدمير البنية التحتية، وتعطيل الخدمات الأساسية.
أما عن سياقات العودة للمدارس، فالأرقام تتحدَّث عن نفسها؛ حيث نزح أكثر من 4 ملايين طفل سوداني عن ديارهم، أي ما يعادل ربع عدد الأطفال في السودان، نزحوا عن ديارهم منذ الصراع المندلع في أبريل 2023م، وهناك حوالي 19 مليون طفل محرومون من التعليم. هذه الأرقام الصارخة تكشف عن كارثة إنسانية تُهدِّد مستقبل السودان، فهناك جيل فقَد الحقّ في مراحل التعليم الأساسي، فضلًا عن تدمير المدارس واستهداف الأطفال، والتي كان أبرزها واقعة قصف مدرسة وسوق في مدينة الأبيض، مما أسفر عن مقتل خمسة أطفال على الأقل، وإصابة 20 آخرين في أغسطس 2024م، كما تعرَّضت أكثر من 110 مدارس للهجوم منذ بداية الصراع، وكذلك تم استخدام العديد من المدارس كملاجئ للنازحين داخليًّا، مما قيَّد الوصول إلى التعليم في المناطق التي تم فتح المدارس فيها جزئيًّا، بالإضافة إلى أن معظم المدارس في السودان لا تزال مغلقة للعام الدراسي الثاني على التوالي([2]).
2– شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية
يتَّسم الصراع في شرق الكونغو الديمقراطية بتعقيد شديد؛ حيث تتعدد الأطراف المتورطة فيه، وتتداخل مصالحها وأهدافها؛ حيث تتحالف الحكومة الكونغولية، مع بعض المليشيات المحلية، “ماي-ماي”، بهدف مواجهة تهديدات المجموعات المسلحة، مثل حركة 23 مارس(M23) ، والتي تمثل أبرز المجموعات المسلحة في المنطقة، وتتكون بشكل رئيسي من عرقية التوتسي الكونغولية، بجانب قوات الكونغو الديمقراطية لتحرير رواندا (FDLR) والتي تتكون بشكل رئيسي من هوتو رواندا، الذين فرُّوا إلى الكونغو بعد الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994م، فضلاً عن لعب أطراف خارجية، لا سيما دول الجوار، دورًا في تأجيج الصراع ودعم المليشيات المسلحة بهدف السيطرة على الموارد الطبيعية في المنطقة وتأمين حدودهما، ما تسبَّب في تداعيات إنسانية، انعكست بالضرورة على مسارات التعليم في المنطقة؛ حيث تسبَّبت تلك الصراعات في كارثة تعليمية في شرق الكونغو، مفادها يتلخص في 750,000 طفل فقدوا فرصتهم في التعليم بسبب الصراع في مقاطعتي شمال كيفو وإيتوري، بالإضافة لنحو 2100 مدرسة أُجبرت على الإغلاق بسبب انعدام الأمن، ونزوح 240,000 طفل إلى مخيمات نائية، مما يُعيق التحاقهم بالمدارس بشكل منتظم، وتعرَّضت 119 مدرسة لهجمات أو احتلال أو استخدام مِن قِبَل المليشيات المسلحة، بالإضافة إلى الإغلاق الاضطراري لما يقرب من 1000 مدرسة ابتدائية في الربع الأول من عام ٢٠٢٤م([3]).
3– إثيوبيا
يعاني نظام التعليم في إثيوبيا من أزمة حادة نتيجة للتقلبات السياسية والصراعات المسلحة التي تشهدها إثيوبيا؛ حيث تتعدد أطراف هذا الصراع بين الحكومة الفيدرالية والأقاليم المختلفة والجماعات المسلحة، ويشمل أسبابًا متداخلة مثل التنوع العرقي، والسياسات الاقتصادية، والتنافس على الموارد والسلطة، وأدَّى هذا الصراع إلى أزمات إنسانية واسعة النطاق، مما تسبَّب في إغلاق آلاف المدارس وتشريد ملايين الطلاب، ومعاناة نحو 17 مليون طفل، في مراحل ما قبل الابتدائي والابتدائي والإعدادي، من صعوبة استكمال مسارهم التعليمي، بالإضافة إلى ذلك، هناك ما يُقدَّر بنحو 3.5 مليون طفل في المرحلتين الابتدائية والثانوية مُعرَّضون لخطر التسرُّب من المدرسة، مما أدَّى إلى تفاقم أزمة التعليم؛ بسبب الصراع وانعدام الأمن، بما في ذلك زيادة معدلات التسرب من المدرسة وارتفاع نِسَب زواج الأطفال.
يُواجه شمال موزمبيق تصاعدًا خطيرًا في أعمال العنف مِن قِبَل الجماعات المسلحة المتشددة منذ مايو 2024م، مما هدَّد الأمن والاستقرار في المنطقة، وقد أثار تصريح الرئيس الموزمبيقي فيليب نيوسي حول الهجوم على بلدة ماكوميا الغنية بالغاز قلقًا دوليًّا، خاصةً في ظل ارتباط هذا الهجوم بتصاعد نشاط التنظيم واستغلاله التوترات الاجتماعية والسياسية الموجودة في المنطقة، واستهدف الأقليات الدينية والعرقية([4]).
وأدى هذا الوضع إلى تفاقم الأزمات الإنسانية في شمال موزمبيق، والتي كشف عنها تقرير مبادرة REACHفي يوليو2024م، وأفاد التقرير أن العنف المستمر في شمال موزمبيق، تسبَّب في انهيار شبه كامل للخدمات الأساسية، بما في ذلك التعليم؛ حيث نزح أكثر من 50 ألف شخص من منازلهم في مقاطعتي شيوري وماكوميا، خلال شهري أبريل ومايو 2024م فقط، مما حرم آلاف الطلاب من حقّهم في التعليم، كما دمَّر الصراع العديد من المدارس وتسبَّب في نقصٍ حادّ في الكوادر التعليمية.
ويؤكّد التقرير على الحاجة المُلِحَّة لتقديم الدعم الإنساني وإعادة بناء النظام التعليمي؛ نظرًا لما سبَّبه الصراع من إغلاق 151 مدرسة، وهو ما يُمثِّل 15% من إجمالي المدارس في المقاطعة، وأثَّر ذلك الغلق على تعليم الأطفال النازحين، وكذلك أولئك الذين بقوا في مجتمعاتهم، ولكنهم غير قادرين على الوصول إلى بيئات تعليمية آمِنَة، فيما يتفاوت إغلاق المدارس بشكل كبير بين المناطق المتأثرة بالصراع، كما تستقبل المدارس في المناطق الأقل تضررًا أعدادًا متزايدة من الطلاب النازحين، مما يُشكِّل ضغطًا على قدرتها الاستيعابية المحدودة بالفعل، وقد فرض هذا التدفق من الطلاب ضغوطًا هائلة على المعلمين ومديري المدارس، الذين يعملون بلا كلل لتوفير التعليم الجيد في ظل ظروف صعبة([5]).
5– إقليم غرب إفريقيا
مثَّل الصراع على الموارد الطبيعية في عددٍ من دول إقليم غرب إفريقيا نموذجًا كلاسيكيًّا للصراعات التي تشهدها العديد من الدول الإفريقية، لا سيما دول إقليم غرب إفريقيا، والذي شهد إغلاق نحو14 ألف مدرسة هذا العام 2024م([6])؛ بسبب العنف وانعدام الأمن، وتعرّض الأطفال لخطر التجنيد مِن قِبَل الجماعات المسلحة، وعمالة الأطفال، والعنف الجسدي، والاستغلال الجنسي، فالتنافس الشديد على الموارد الطبيعية، وخاصةً في ظل ضعف المؤسسات الحكومية، يُؤدّي إلى تفاقم الانقسامات الاجتماعية والسياسية، ويُعيق التنمية الاقتصادية، وقد أدَّت هذه الأزمة إلى انهيار النظام التعليمي، مما حرم أكثر من نصف مليون طفل من الوصول إلى التعلم، فضلاً عن تأثير ذلك على آلاف المعلمين.
ثانيًا: التحركات الدولية لمواجهة تأثير الصراعات المسلحة على التعليم في إفريقيا
1- منظمة الأمم المتحدة
دعت منظمة الأمم المتحدة في اليوم العالمي لحماية التعليم في شهر سبتمبر 2024م، إلى ضرورة إسكات البنادق، ومنح الحق في التعليم، استنادًا إلى الأرقام والإحصائيات بالغة الخطورة حول أعداد الأطفال حول العالم الذين حالَ الصراع دون توفير بيئة تعليمية([7]) مناسبة لهم خاصةً في مراحل التعليم الأساسي. أما عن كارثية الوضع التعليمي في البلدان الإفريقية المتأثرة بالصراع، فقد أعلنت الأمم المتحدة، أن نحو 2.8 مليون طفل في غرب ووسط إفريقيا عاجزون عن الذهاب إلى المدارس بسبب الصراعات.
كما أكدَّت الأمم المتحدة على أن التعليم ليس مجرد حق أساسي، بل هو حجر الزاوية لبناء مجتمعات عادلة، وأن الحروب تُلحق أضرارًا جسيمة بالتعليم، مما يحرم الأطفال من حقهم في التعليم، ويؤثر على مستقبلهم، فالمعرفة والمهارات التي يكتسبها الفرد من خلال التعليم تُمكّنه من مواجهة التحديات والصراعات، خاصة الفئات الضعيفة مثل الفتيات واللاجئين، ومع ذلك، فإن المدارس غالبًا ما تتحوَّل إلى أهداف في مناطق الصراع، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة على البيئة التعليمة.
2- مجلس السلم والأمن الإفريقي
أدان مجلس السلم والأمن الإفريقي، التابع للاتحاد الإفريقي في دورته أغسطس 2024م، استمرار الهجمات على المدارس وتجنيد الأطفال، واستخدام المرافق التعليمية لأغراض عسكرية في العديد من دول القارة، كما أكَّد على أن هذه الأعمال تُعدّ انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وحقوق الطفل.
كما دعا المجلس جميع الدول الأعضاء إلى تنفيذ الإرشادات الخاصة بالمدارس الآمِنَة، وضمان حماية المرافق التعليمية من الهجمات، وتوفير بيئة آمِنَة للتعلم، وتعزيز التعاون بين القطاعات المختلفة في الدولة، بما في ذلك القطاعات الأمنية والتعليمية والاجتماعية؛ لضمان حماية الأطفال من العنف والاستغلال، وضرورة إدراج حماية التعليم في جميع مبادرات السلام والأمن التابعة للاتحاد الإفريقي، وضمان توفير الدعم اللازم لإعادة بناء النظام التعليمي في المناطق المتضررة من الصراعات([8]).
ثالثًا: تداعيات الصراع على العملية التعليمية في مناطق الصراع
لطالما كان التعليم سلاحًا قويًّا في مكافحة الفقر والجهل، لكن في إفريقيا، تحوَّلت المنشآت التعليمية إلى ساحة حرب، ومع استمرار الهجمات على المدارس وتجنيد الأطفال في الصراعات الإفريقية المسلَّحة، قوَّضت كل الجهود المبذولة للارتقاء بالتعليم في القارة الإفريقية؛ حيث تشتمل تداعيات الصراع على العملية التعليمية في مناطق الصراع على أربعة أبعاد:
البعد الإنساني، وفيه يتعرَّض الطلاب والمعلمون للعنف والنزوح.
والبعد المادي؛ حيث يتم تدمير البنية التحتية التعليمية.
والبعد الأمني؛ من خلال تحويل المدارس إلى مناطق عسكرية.
وأخيرًا البُعد الاجتماعي، والذي تعاني فيه الفتيات من التهميش ومنعهن من حقهن في الحصول على التعليم.
وهذه الأبعاد مجتمعةً هي ما تدفع بضرورة التصدي لتداعيات الصراع على النظم التعليمية؛ حتى يصبح التعليم حقًّا متاحًا للجميع.
رابعًا: أهم التوصيات المقترحة للتخفيف من حدة آثار الصراع المسلح على العملية التعليمية
إن حماية التعليم في مناطق الصراع تُعدّ من أهم الأولويات العالمية؛ وذلك نظرًا لأثر التعليم المباشر على مستقبل الأجيال القادمة، وفيما يلي مجموعة من التوصيات التي يقترحها الباحث للتخفيف من حدة الصراع المسلح على العملية التعليمية:
- ضرورة تفعيل القوانين الدولية الرامية إلى حماية الأطفال المتأثرة بالصراع، وكذا سنّ تشريعات جديدة.
- نَشْر الوعي وإلقاء الضوء على الأوضاع الراهنة لملايين الأطفال في البلدان المتضررة بالصراعات.
- تخصيص مناطق آمِنَة للتعليم داخل المجتمعات المتضررة من الصراع.
- تيسير التحاق الطلاب اللاجئين بالمدارس الأهلية بالبلدان المضيفة.
- إنشاء منصات لاستكمال المسار التعليمي عن بُعْد، لمرحلة التعليم الأساسي، وإسناد مسؤوليتها إلى قنصليات وسفارات البلدان المتأثرة بالصراع في البلدان المضيفة.
- إدراج حماية التعليم وإعادة إعمار المنشآت التعليمية كأحد الأولويات في مفاوضات السلام.
- …………………………………………..
[1]– https://amaniafrica-et.org/insight-on-the-open-session-on-inclusive-education-in-conflict-situations/
[2] https://amaniafrica-et.org/insight-on-the-open-session-on-inclusive-education-in-conflict-situations/
[3] https://www.unicef.org/press-releases/conflict-eastern-drc-having-devastating-impact-childrens-education
[4] https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/9264/%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D8%B0%D9%90%D8%B1%D9%8E%D8%A9-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%AA-%D8%A3%D9%86%D8%B4%D8%B7%D8%A9-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%B2%D9%85%D8%A8%D9%8A%D9%82
[5] https://www.impact-initiatives.org/what-we-do/news/mozambique-school-disruption-in-cabo-delgado/
[6] https://allafrica.com/stories/202409090225.html
[7] https://www.un.org/ar/observances/protect-education-day
[8] https://amaniafrica-et.org/insight-on-the-open-session-on-inclusive-education-in-conflict-situations/