المصدر: تي في 5
ترجمة: سيدي. م. ويدراوغو
اجتمع أعضاء الحزب الديمقراطي في كوت ديفوار، حزب المعارضة الرئيس، في مؤتمر لتعيين تيجان ثيام، الرئيس السابق لبنك كريدي سويس، رئيسًا جديدًا للائتلاف مقابل خصمه، جان مارك ياسي، عمدة كوكودي. وتيجاني ثيام، البالغ من العمر 61 عامًا، يتولى رئاسة الحزب ويضع الانتخابات الرئاسية لعام 2025 نصب عينيه، وهو الرجل الذي كان أول إيفواري يدخل كلية الفنون التطبيقية، قبل أن يصبح مصرفيًّا دوليًّا قويًّا.
كان الرجل ذو النظارة المستطيلة والجسم النحيف هو المفضل منذ فترة طويلة، وعليه لم يكن فوزه برئاسة الحزب الديمقراطي في كوت ديفوار مفاجئًا؛ فضلًا عن أنه حصل على الأغلبية العظمى من الأصوات 96.5% من الأصوات مقابل 3.2% لمنافسه جان مارك ياسي، عمدة بلدية كوكودي.
وبعد إعلان فوزه، وجَّه تيجان ثيام “تحية عميقة لأسلافه”، وبذلك يصبح ثالث رئيس منتخب في تاريخ الحزب الديمقراطي لكوت ديفوار، الذي تأسس عام 1946، بعد فيليكس هوفويت بوانيي، وهنري كونان بيدييه.
سيتعيَّن على رئيسنا الجديد أن يُعيدنا إلى العمل:
وقد وصلت نسبة المشاركة إلى 64% وأُجْرِيَ التصويت دون وقوع حوادث، وقدّر تيجاني ثيام أن “التقدم ونتائج المؤتمر كرمت” الحزب، وقال مخاطبًا 6000 من الأعضاء الذين تجمَّعوا في العاصمة ياموسوكرو لانتخاب رئيس جديد للحزب الديمقراطي لكوت ديفوار “بكل تواضع أقبل المسؤولية التي قرَّرْتُم إسنادها إليّ”.
ومع انتخاب تيجاني ثيام، 61 عامًا، وهو السن الذي يعتبر صغيرًا لشغل منصب سياسي رفيع في كوت ديفوار، فإن الحزب الديمقراطي لكوت ديفوار سوف يعمل على تجديد صورته، وأعلن الرئيس المؤقت للحزب، فيليب كاوبلي بوني، البالغ من العمر 91 عامًا، أنه “سيتعين على رئيسنا الجديد أن يعيدنا إلى العمل، وعليه أن يمنح مزيدًا من المسؤوليات لشباب الحزب”.
دراسات مرموقة ودخول معترك السياسة:
وبمجرد حصوله على البكالوريا العلمية في المدرسة الثانوية الكلاسيكية في أبيدجان، كان في عام 1982 أول إيفواري يجتاز امتحان القبول في كلية الفنون التطبيقية في فرنسا، التي تخرَّج فيها بعد عامين، تخصص في المناجم عام 1986، وقضى بضع سنوات في شركة ماكينزي قبل أن يُكتَشَف من قبل السلطات الموجودة في أبيدجان.
في عام 1994، طلب منه الرئيس هنري كونان بيدييه رئاسة المكتب الوطني المرموق للدراسات الفنية والتنمية (Bnetd). ووجد تيجان ثيام، البالغ من العمر 31 عامًا حينذاك، نفسه مسؤولًا عن إدارة المشاريع الكبرى في البلاد.
ثم انضم إلى المكتب السياسي للحزب الديمقراطي في كوت ديفوار (PDCI)، الذي كان في السلطة آنذاك، وأصبح وزيرًا للتخطيط في عام 1998، لكن مسيرته السياسية الأولى لم تدُم طويلًا، وذلك بسبب الانقلاب الذي أدى إلى نشوء انقلاب عسكري أطاح بالسلطة القائمة في إحدى أمسيات عيد الميلاد عام 1999.
مسيرة مهنية في مجال التمويل الدولي:
ثم انطلق تيجاني ثيام إلى القطاع الخاص في الخارج، حيث كان أول مدير إداري لشركة أفيفا، ثم شركة برودنشيال، وفي عام 2015 أصبح رئيسًا لشركة كريدي سويس، يتذكر بسهولة أنه أدار شركات تبلغ مبيعاتها عدة مليارات من الدولارات.
وبعد عملية إعادة هيكلة واسعة النطاق للبنك، فإن استراتيجيته التي حظيت بالثناء في البداية، تعرضت للانتقاد بعد ثلاث سنوات متتالية من الخسائر وانخفاض سعر السهم، وترك منصبه مطلع عام 2020 بعد فضيحة تجسس داخل المؤسسة، التي نفَى دائما ضلوعه فيها.
طموحات الحزب الديمقراطي لكوت ديفوار للعودة إلى السلطة:
وللتذكير؛ أُسِّس الحزب الديمقراطي لكوت ديفوار عام 1946، وكان من بين قادته فيليكس هوفويت بوانيي، ورئيس دولة سابق آخر، هنري كونان بيدييه، الذي توفي في أغسطس. وعلى رأس الكوت ديفوار من عام 1960 إلى عام 1999، لم يتولَّ الحزب الوحيد السابق المنصب الأعلى لمدة 24 عامًا, حيث أطاح انقلاب بهنري كونان بيدييه من السلطة في إحدى أمسيات عيد الميلاد عام 1999.
وكان الحزب الديمقراطي الشعبي لكوت ديفوار، الذي كان حليفًا للحسن واتارا، ويتولى السلطة منذ عام 2011، قد استعاد مكانته في المعارضة في عام 2018، وقاطع الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وتوفي الزعيم السابق للحزب الديمقراطي لكوت ديفوار، هنري كونان بيدييه، رئيس كوت ديفوار من عام 1993 إلى عام 1999، في أغسطس عن عمر يناهز 89 عامًا.
الانتخابات الرئاسية 2025 في الأفق:
وعرض الحزب، الذي يتطلَّع إلى العودة إلى السلطة في غضون عامين، دعم تيجان ثيام بهدف تنصيبه في عام 2025 “لقد شغل تيجان مناصب، وكان وزيرًا، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتولَّى فيها منصبًا سياسيًّا فعليًّا. وعند الملاحظة أنه في لقائه الأول يجمع آلاف الأشخاص، فإن ذلك يثير مخاوف بعضهم، مضيفًا “إنه يجسد موجة من تجديد الأجيال التي تتجاوز الانقسامات السياسية” وفقًا لما أكده شقيقه أوغسطين.
أولوياتي هي الإجراءات الناجحة:
وقد عاد تيجاني ثيام أيضًا إلى موطنه الأصلي للشروع في هذا السباق الرئاسي، وكتابة صفحة جديدة في حياته المهنية الغزيرة، وقال وسط هتافات الجمهور “سيشكّل 2025 عامًا انتخابيًّا حاسمًا لحزبنا، ويتعين علينا الاستعداد له. يجب أن نستعد لهذا الموعد النهائي”، مضيفًا “ما يهمني هو الترتيبات الناجحة، وليس الحلول التي لا نراها”، يؤكد تيجان ثيام، الذي يعرّف نفسه بسهولة بأنه “براغماتي”.
فهل يستطيع، بعد أكثر من عقدين من الزمان خارج كوت ديفوار، أن يجسد مرشحًا رئاسيًّا يتمتع بالمصداقية، في حين يعتبره منتقدوه معزولًا عن واقع البلاد؟ “لديه ميزة: فهو لا يشارك في أي شؤون إدارة الحزب، ويتمتع بنفوذ دولي، وهو شخص من عصره وفي عصره”، وفقًا لأحد المسؤولين التنفيذيين في الحزب الديمقراطي لكوت ديفوار.
……………………………………….
رابط المقال:
https://information.tv5monde.com/afrique/cote-divoire-qui-est-tidjane-thiam-nouveau-chef-de-lopposition-2683947