قالت السلطات المحلية إن ميليشيا قتلت ما لا يقل عن 23 شخصا في هجمات على عدة قرى في إقليم إيتوري بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في الأيام الأخيرة.
وقال اثنان من زعماء المجتمع المحلي إن جماعة التعاونية من أجل تنمية الكونغو CODECO، وهي واحدة من الجماعات المسلحة العديدة العاملة في الشرق الذي يمزقه الصراع، نفذت عمليات القتل في إقليم دجوجو.
وقال فيتال تونغولو، رئيس مجتمع نيالي-كيلو في دجوغو: “قُتل معظم الضحايا بالمناجل، لكن أولئك الذين حاولوا الفرار قُتلوا بالرصاص. وفي كل هذه القرى، تم الاستيلاء على ممتلكات الناس وأحرقت المنازل”.
ولم يكن الدافع وراء الهجمات واضحا لكن عنف الميليشيات في الكونغو مرتبط بالمنافسة المستمرة منذ فترة طويلة على النفوذ والموارد المعدنية الغنية في المنطقة.
وأكد المتحدث باسم الجيش في إيتوري، جول نجونجو تشيكودي، الهجمات ووصفها بأنها غير مقبولة. وتتحمل منظمة CODECO والقوات الديمقراطية المتحالفة، وهي ميليشيا أخرى، المسؤولية عن معظم عمليات قتل المدنيين في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وفقًا لتقرير صادر عن بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة صدر في مارس.
وقال دانييل أنيكومو، أحد السكان المحليين وزعيم المجتمع المحلي، إنهم بدأوا في دفن القتلى، بما في ذلك دفن 11 شخصًا في مقبرة جماعية في قرية جانجالا.
وقال مكتب الأمم المتحدة المشترك لحقوق الإنسان (UNJHRO) في تقرير نُشر في مارس، إن وضع حقوق الإنسان في إيتوري تدهور منذ بداية العام مع قيام منظمة CODECO بشن المزيد من الهجمات.
ودان الاتحاد الإفريقي بشدة المجازر التي ارتكبها المتمردون في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأودت بحياة 150 شخصاً في يونيو.
وأفاد بيان بأن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد: “تبلغ –باستياء- بازدياد المجازر التي ترتكبها (القوات الديمقراطية المتحالفة) بحق السكان المدنيين الأبرياء، في مناطق بيني ولوبيرو في مقاطعة كيفو الشمالية، في جمهورية الكونغو الديمقراطية”.
وأضاف البيان أن رئيس المفوضية يدين بشدة هذه الهجمات التي أودت بحياة 150 شخصاً منذ مطلع يونيو. وحث رئيس المفوضية السلطات الكونغولية على تكثيف جهودها بالتعاون مع دول المنطقة، للحد من امتداد التهديد الإرهابي في منطقة البحيرات الكبرى.
وأكد رئيس المفوضية مجدداً “التزام الاتحاد الإفريقي المستمر تجاه دول منطقة البحيرات الكبرى في حربها ضد ظاهرة الإرهاب”. ومنذ بداية الشهر، قُتل ما لا يقل عن 150 شخصاً، في هجمات نسبت إلى “القوات الديمقراطية المتحالفة” التي كانت تضم في الأساس متمردين جاءوا من أوغندا.
وفي 2019، أعلن المتمردون ولاءهم لتنظيم “داعش” ضمن “ولاية إفريقيا الوسطى”، ونُسبت إليهم أيضاً هجمات شُنت مؤخراً على الأراضي الأوغندية. وشنّت أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية هجوماً مشتركاً عام 2021، لطرد “القوات الديمقراطية المتحالفة”، ووضع حدّ لهجماتها، دون أن تتمكنا حتى الآن من تحقيق ذلك.
وتقول منظمة “هيومن رايتس ووتش”، إن 175 شخصاً على الأقل اختُطفوا لطلب فدية في شرق الكونغو العام الماضي. ويبدو أن كثيراً من عمليات الخطف ينفذها أعضاء حاليون وسابقون في جماعات مسلحة. وتعتمد الكونغو بدرجة كبيرة على المساعدات من منظمات غير حكومية ووكالات تابعة للأمم المتحدة؛ لكن مسؤولي هذه المنظمات أُجبروا على خفض أنشطتهم في الأشهر القليلة الماضية، بسبب خطر الخطف.