قال الجيش الأوغندي إنه اعتقل قائدا لجماعة متمردة متحالفة مع تنظيم الدولة وخبير في صنع العبوات الناسفة أو القنابل التي استخدمتها الجماعة في تنفيذ هجمات مميتة في الماضي.
وقالت قوات الدفاع الشعبية الأوغندية في بيان إن المتمرد أنيواري العراق وهو أوغندي اعتقل في غابات شرق جمهورية الكونجو الديمقراطية حيث تتمركز جماعة القوات الديمقراطية المتحالفة المتمردة.
وقال الجيش إنه خلال العملية، تم إنقاذ تسعة أشخاص بينهم أطفال من منطقة في مقاطعة إيتوري في شرق الكونغو. وأضاف أنه “تم العثور على مجموعة متنوعة من المواد المستخدمة في تصنيع العبوات الناسفة”.
ونشر الجيش الأوغندي صورة لـ«العراقي» وهو يحملُ بندقية «رشاش»، ويرتدي قميصاً بنياً، وهو في منطقة مليئة بالأشجار، فيما يعتقد أنها الغابة التي كان يختبئ فيها.
ولا توجد معلومات مفصلة عن “العراقي” ولا سبب حمله لهذا اللقب، رغم أنه شاب ثلاثيني ينحدر من إقليم بوسيا، في أقصى شرق أوغندا، ويحملُ الجنسية الأوغندية، كما لا يُعرف متى التحق بصفوف الجماعة المسلحة الموالية لتنظيم داعش.
وبدأت الجماعة المسلحة التي تدعى “القوات الديمقراطية المتحالفة”، تمرداً عسكرياً في أوغندا، أواخر تسعينات القرن الماضي، وكان تمردها في البداية بدوافع سياسية ذات طابع عرقي، وبعد هزيمتها على يد جيش أوغندا اتخذت من الغابات في شرق جمهورية الكونغو مركزاً لعملياتها.
وفي عام 2019 عرفت الجماعة المسلحة تغيراً جذرياً في نمط عملياتها وأهدافها وعقيدتها، وأعلنت مبايعة «تنظيم الدولة» (داعش)، قبل أن تبدأ في شن هجمات عنيفة ضد الجيشين في أوغندا والكونغو، كما تسببت في مقتل مئات المدنيين في القرى القريبة من الغابات التي تتمركز فيها.
ومع تصاعد خطر الجماعة المسلحة، أطلق الجيش الأوغندي بالتعاون مع جيش جمهورية الكونغو الديمقراطية، عملية عسكرية واسعة في المنطقة الحدودية بين البلدين، وخاصة في الغابات التي يتمركز فيها التنظيم.
وإن كانت العملية العسكرية قد نجحت في القضاء على المئات من مقاتلي التنظيم، وتصفية عدد كبير من قادته البارزين، فإنها لم تصل إلى القضاء النهائي على التنظيم الذي ما يزال قادراً على شن هجمات بين الفينة والأخرى.
وتُعرف المنطقة التي ينشط فيها التنظيم الإرهابي بأنها واحدة من أغنى مناطق العالم بالمعادن الأولية المستخدمة في آخر الصناعات التكنولوجية، وخاصة المعادن المستخدمة في صناعة السيارات الكهربائية والرقائق الإلكترونية، ما يجعلها محط أنظار الكثير من قوى العالم.
وفي واحدة من أكثر هجماتها دموية، تم إلقاء اللوم على الجماعة في التفجير الانتحاري الثلاثي الذي وقع في نوفمبر 2021 في العاصمة كمبالا، والذي أسفر عن مقتل سبعة أشخاص، بمن فيهم الانتحاريون. وفي عام 2021، أطلق الجيش الأوغندي عملية مشتركة مع الجيش في شرق الكونغو لمحاولة هزيمة التمرد.