إعداد التحرير
نستعرض في هذا التقرير أبرز الأحداث السياسية والاقتصادية التي وقعت في القارة الأفريقية خلال الأيام الماضية.
السودان.. نذير ما بعد مرحلة البشير
تصدرت السودان واجهة الأحداث العالمية وبات الجميع في ترقب مرحلة ما بعد الرئيس عمر البشير، وإن كان التكهن بالوضع المستقبلي يحيطه شيئ من الغموض الكبير إلا أن أخطر ما سيواجهه –بحسب رؤية كثير من الباحثين والمتابعين- يتمثل في التفاف العسكر والدولة العميقة والثورة المضادة، وهو ما يعني وجوب الضغط لانتقال السلطة لحكومة انتقالية مدنية.
يبدو الأفق، لاسيما داخل المؤسسة العسكرية، ملبدا بغيوم لايعرف على وجه التحديد كنه مطرها وموعده،ولكن الأحداث حبلي بالمفاجآت.
القاهرة –إثيوبيا..أوراق ضغط جديدة
عادت الخلافات المصرية – الإثيوبية بشأن رؤى التعامل مع أزمة سدّ النهضة مجددا على سطح الأحداث في القارة، حيث توجّهت القاهرة إلى تفعيل أوراق ضغط جديدة من أجل تحريك الموقف الإثيوبي ومحاصرة أديس أبابا عبر حدودها.
وقد تمثل هذا التحرك في دعوة وفد من حكومة إقليم أرض الصومال “صوماليا لاند”، الذي أعلن انفصاله من جهة واحدة عن دولة الصومال، لزيارة القاهرة.
وهذه الخطوة تعني أن القاهرة راغبة في تغيير سياستها التي كانت أكثر مواءمة وتوافقية مع إثيوبيا، وربما تتجه إلى الصدام مع أديس أبابا في ظلّ موقفها غير الواضح -على حسب قول الحكومة المصرية- في ملف سدّ النهضة، وعدم تجاوبها مع الملاحظات المصرية، مع استئناف حكومة آبي أحمد العمل في السد بقوة.
الغابون ..ليس لها مستقبل!
ومن القاهرة والخلاف الإثيوبي إلى الغابون حيث ألقى زعيم المعارضة الغابونية جان بينغ، خطابًا في ليبرفيل، داعيا إلى “الدفاع عن القيم الجمهورية والديمقراطية”.
وقال بينغ -الذي ما زال يدعي الفوز في الانتخابات الرئاسية لعام 2016-، إنه يؤيد وحدة الأمة لمواجهة تحديات مستقبل البلاد.
وفي حديثه عن الوضع السياسي السائد في الغابون، وصف السلطة بالمغتصبة، ونصح الرئيس بونغو أونديمبا بالتنحي، بسبب حالته الصحية،حيث لم يعد بإمكانه القيام بمسؤولياته والغابون ليس لها مستقبل.
ودعا الحكومة والجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ والمحكمة الدستورية إلى تحمل مسؤولياتها وإعلان شغور السلطة طبقا لروح الدستور.
كما أدعو فرنسا والاتحاد الأوروبي إلى المساهمة في تجنيب الغابون الانزلاق في عدم الاستقرار والسقوط.
الكاميرون ومحاكمة العدالة:
ومن المعارضة الغابوينة إلى نظيرتها الكاميرونية حيث رفضت محكمة الاستئناف ياوندي طلب الافراج المؤقت الذي قدمه محامو المعارض،موريس كامتو وأنصاره.
وصدر القرار، في غياب المتهمين الذين رفضوا مغادرة زنزاناتهم في سجن نكودينغي المركزي فيما وصف محاموهم هذه المحاكمة بـ “محاكمة العدالة” وقاطعوا الجلسة كذلك.
نيجيريا ..مواجهات طائفية:
أما في نيجيريا فقد امتدت موجة القتل الجارية إلى ولاية ريفرس بمنطقة دلتا النيجر، حيث قُتل 12 شخصا، خلال مواجهات طائفية في مقاطعتين من هذه الولاية.
وسقط هؤلاء القتلى غداة مقتل ثمانية أشخاص آخرين، خلال مواجهات سقط فيها كذلك جرحى بالرصاص بين طائفتين متناحرتين في قرية مغبودوهيا ببلدية رومولوميني بمقاطعة أوبيو أكبور.
الحكومة النيجيرية، من جانبها، علقت كافة أشكال نشاطات التعدين في ولاية زمفرا، شمال غربي البلاد، وأمرت كافة الأجانب المشاركين في نشاطات تعدين، بمغادرة المنطقة.
وقال المفتش العام للشرطة بالوكالة، محمد أمادو، في العاصمة أبوجا، إن هذا الأمر هو من ضمن إجراءات لكبح نشاطات العصابات بالولاية، مضيفا أن تعليق النشاطات هذا يأتي بعد تقارير استخبارية تؤكد بوضوح على “ترابط قوي وصارخ بين نشاطات عصابات مسلحة وعمليات تعدين غير مشروعة”.
جنوب أفريقيا ..صفعة على وجه الاحتلال الصهيوني:
أما جنوب أفريقيا فقد وجهت صفعة للاحتلال الصهيوني ، حيث خفضت مستوى تمثيلها الدبلوماسي في “إسرائيل” تنفيذاً لقرار بهذا الشأن اتّخذه قبل 16 شهراً الحزب الحاكم.
ويومها قرّر حزب “المؤتمر الوطني الأفريقي” الحاكم في بريتوريا أن تخفّض الحكومة، بصورة فورية وغير مشروطة، مستوى التمثيل الدبلوماسي في “إسرائيل” من سفارة إلى مكتب ارتباط.
وكانت جنوب أفريقيا استدعت سفيرها في “إسرائيل” في مايو 2018 احتجاجاً على استشهاد 52 فلسطينياً في صدامات مع القوات “الإسرائيلية” أثناء احتجاج الفلسطينيين على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
حماية الغابات في غرب إفريقيا:
وعلى الجانب الاقتصادي، وحدت كل من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (سيدا)، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس)، جهودها لحماية الغابات في غرب إفريقيا والمساعدة في صون سبل عيش ملايين البشر الذين يعتمدون عليها.
وبحسب بيان من الفاو العالمية، ستنفذ المنظمات الثلاث مشروعا يمتد إلى 5 أعوام ويهدف إلى تعزيز الإدارة المستدامة للغابات والأراضي، ومعالجة تهديدات الغابات العابرة للحدود، وتحسين سبل المعيشة للمجتمعات التي تعتمد على الغابات، وبناء القدرة على التكيف مع المناخ في 15 دولة في غرب إفريقيا.
وسيحسن المشروع، والذي ستقوم إكواس بتنفيذه بدعم مالي من سيدا يتجاوز 8 ملايين دولار ودعم فني من الفاو، المعرفة الخاصة بديناميكية الغابات، كما سيدعم الإصلاح القانوني، ويؤسس لأفضل ممارسات الغابات المجتمعية ويتبادلها عبر المنطقة.
وتشكل الغابات والأراضي الرطبة في غرب إفريقيا، والتي تغطي نحو 72 مليون هكتار، مصدراً هاماً للوقود والغذاء وسبل عيش الملايين من السكان. كما أنها موطن مجموعة واسعة من أنواع الحيوانات المستوطنة المعرضة للخطر، وأكثر من 200 نوع من النباتات.
الكوت ديفوار … أكبر تحسن في مؤشر إبراهيم للحكامة:
سجلت الكوت ديفوار أكبر تحسن خلال العقد الماضي في مؤشر إبراهيم للحكامة في إفريقيا( 2018) بتقدم زاد على 12,7 نقطة في 10 سنوات.
وتشير البيانات إلى أن الكوت ديفوار أحزرت، منذ عام 2008، تقدماً معتبرا في كل من الأبعاد الأربعة لمؤشر إبراهيم للحكامة في إفريقيا، حيث حقق كل منها أعلى نتيجة في عام 2017.
وفضلا عن ذلك، كانت الكوت ديفوار هي الدولة الوحيدة من 54 بلدا إفريقيا التي تقدمت في كل فئة من الفئات على مدى السنوات العشر.
وتحقق التحسن الأهم في فئة “المشاركة وحقوق الإنسان” التي سجلت أكثر من 15,9 نقطة. وبذلك، أحرزت الكوت ديفوار ثاني أسرع تقدم في القارة بعد تونس.
وفي فئة “التنمية البشرية”، سجلت أيضًا تقدما قويا بأكثر من 11,4 نقطة، وهو ثالث أقوى تقدم في القارة.
وتقدمت جميع المكونات الفرعية، “الحماية الاجتماعية” (أكثر من 13,6 نقطة) والتعليم (أكثر من 11,3 نقطة) والصحة (أكثر من 9,3 نقطة) بوتيرة مماثلة.
وفي فئة “التنمية الاقتصادية المستدامة”، تتقدم الكوت ديفوار بوتيرة متسارعة خلال السنوات الخمس الماضية. وقد سجلت خامس أعلى تحسن في القارة.
وأخيرا، في فئة “الأمن ودولة القانون”، سجلت الكوت ديفوار تقدما ملحوظا (أكثر من 15,4 نقطة) وهو الأعلى في كل إفريقيا. كما تحتل المرتبة 22 من بين 54 دولة برصيد 54,5 من 100 في مجال الحكامة الشاملة.
مشروع سيمبا يطوق إفريقيا:
وعلى الصعيد التقني، تخطط شركة “فيسبوك” لنشر كابل بحري حول إفريقيا لخفض تكلفة الوصول إلى الإنترنت وضمان سهولة تسجيل سكان القارة في الشبكة الاجتماعية.
والمشروع الذي أطلق عليه اسم “سيمبا” يتكون من ثلاثة مراحل، حيث سيمر عبر العديد من الدول الواقعة على السواحل الشرقية والغربية والمتوسطية للقارة ، على الرغم من أن المسار الدقيق لا يزال غير معروف.
ومشروع “سيمبا” ليس محاولة “فيسبوك” الأولى لإنشاء خط اتصال بحري لتوفير الإنترنت فائق السرعة، حيث كان لدى الشركة، في السابق، مشاريع تربط أمريكا الشمالية وأوروبا وشرق آسيا.