أكد الرئيس باشيرو ديوماي فاي، أمام قادة عالميين ورواد قطاع الصناعة، الذين حضروا منتدى “الاستثمار في السنغال” الدولي يوم الثلاثاء، أن رؤية بلاده ترتكز على الابتكار والاستدامة وتنمية رأس المال البشري.
وفي كلمته خلال حفل افتتاح النسخة الثانية من منتدى “الاستثمار في السنغال” في ديامنياديو، دعا الرئيس فاي إلى عصر استثماري جديد قائم على شراكات استراتيجية وتحوّل جذري في بيئة الأعمال.
وقال في كلمة أمام جمهور ضمّ قادة أفارقة ودبلوماسيين ومستثمرين من مختلف أنحاء القارات الخمس: “لقد أجرينا إصلاحات جوهرية لتهيئة الظروف القانونية والتنظيمية اللازمة للاستثمار”.
وأضاف الرئيس فاي أن قانون الاستثمار الجديد مصحوب بإصلاحات شاملة لقانون الضرائب العام، وقانون العمل، وقانون الجمارك، وقانون المشتريات العامة. وأضاف: “ستوفر هذه الأدوات الجديدة حوافز مُستهدفة وضمانات قانونية أقوى للشركات”. وتهدف الإصلاحات إلى تعزيز القدرة التنافسية للسنغال وجاذبيتها في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA).
وأكد الرئيس فاي على الحاجة إلى نهج جديد للاستثمار الأجنبي، نهج يتجاوز مجرد البحث عن رأس المال. وأضاف أن السنغال تسعى الآن إلى “شراكات استراتيجية قائمة على نقل التكنولوجيا والمهارات، وتكامل سلاسل القيمة المحلية، والاستثمار المشترك مع الجهات المعنية الوطنية”.
ويُعد هذا التحول جزءًا من رؤية السنغال 2050، التي تتمحور حول أربعة ركائز أساسية: بناء اقتصاد مستدام وتنافسي، وتعزيز التنمية المحلية، وتعزيز الحوكمة، والاستثمار بكثافة في رأس المال البشري.
وأكد أنه “بدون شباب مدرب ومؤهل جيدًا، لا يمكن تحقيق ازدهار دائم”، مشيرًا إلى أن أكثر من نصف سكان السنغال تقل أعمارهم عن 25 عامًا. ويُعقد المنتدى تحت شعار “تسخير الابتكار لتحقيق الاستدامة”، ويسلط الضوء على الفرص المتاحة في قطاعات الصناعات الزراعية، والطاقة الخضراء، ومعالجة المعادن، والاقتصاد الأزرق، والقطاع الرقمي.
واستعرض الرئيس فاي القطاعات ذات الأولوية في الخطة الخمسية الجديدة 2025-2029، وهي: الصناعات الزراعية، والطاقة الخضراء، والتحول في قطاعي المعادن والبتروكيماويات، والاقتصاد الأزرق، والصناعات الرقمية والإبداعية.
وأعلن قائلاً: “نريد الانتقال من استيراد المنتجات الغذائية الزراعية إلى تصنيعها محليًا”، حاثًا المستثمرين على المساهمة في بناء مراكز زراعية متكاملة وأقطاب زراعية إقليمية.
وفي قطاع الطاقة، أكد على إمكانات السنغال في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر، بينما يستعد قطاع التعدين للتحول نحو إضافة قيمة محلية من خلال مصانع معالجة الزركون والذهب والفوسفات والغاز والنفط.
كما قدّر احتياجات الاستثمار بنحو 1.7 مليار دولار أمريكي للصفقة التكنولوجية الجديدة للبلاد، التي تهدف إلى تزويد السنغال ببنية تحتية رقمية حيوية.
وقال: “يعكس هذا المنتدى طموحنا لبناء جسور بين المواهب والأفكار والموارد والأسواق. إنه دعوة للمشاركة في إيجاد حلول مستدامة لتحقيق تقدم مشترك”.
وتُجسّد المملكة العربية السعودية، ضيف الشرف في منتدى هذا العام، الشراكة الاقتصادية المتنامية بين داكار والرياض، من خلال مشاريع مشتركة تُركّز على التنقل الحضري، والترابط الزراعي، وتوفير المياه النظيفة.
كما سلّط الرئيس فاي الضوء على الاستقرار السياسي والتقاليد الديمقراطية في السنغال كضمانات رئيسية للمستثمرين. وأشاد بدور الوكالة السنغالية لترويج الاستثمار والأشغال الكبرى (APIX) في دعم المستثمرين من خلال منصة رقمية متكاملة.
واختتم حديثه قائلاً: “تمضي السنغال قدمًا رغم التحديات العالمية. ونبقى منفتحين ومستعدين للترحيب بالاستثمارات التي تُحقق قيمة مضافة ورخاءً مشتركًا”، مُشيدًا بالمشاركة القوية من القطاع الخاص المحلي والدولي.