في يوم الأحد الموافق 28 نوفمبر 2021م صادقت حكومة الكيان الصهيوني الإسرائيلي على قرار الهجرة الفورية لثلاثة آلاف شخص إثيوبي من أصول يهودية إلى إسرائيل, وذلك بدعوى الخوف على حياتهم من العنف المتصاعد في الدولة الإثيوبية؛ نتيجة الحرب المشتعلة في إقليم تيجراي.
وقد أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي “نفتالي بينيت” في بيان أن مجلس الوزراء وافق على قرار الهجرة الفورية بالإجماع, وأن هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم ثلاثة آلاف, هم أقارب من الدرجة الأولى لعائلات تعيش في إسرائيل.
كما أضافت وزيرة الهجرة الإسرائيلية “بنينا تامانو شتا”، وهي من مواليد إثيوبيا, أنه سيتم أخيرًا لَمّ شمل الآباء والأطفال والأشقاء مع أُسَرهم في إسرائيل بعد عقود من الانتظار, ويأتي هذا القرار ليكمل حلقة في سلسلة هجرة يهود إثيوبيا إلى إسرائيل.
كما أن عمليات الهجرة هذه ينجم عنها العديد من المخاطر على العديد من الجهات, ومن خلال هذه المقالة سوف نلقي الضوء على الخلفيات المتعلقة بهجرة يهود إثيوبيا إلى إسرائيل, والمخاطر الناجمة والمحتملة من تنفيذ عمليات الهجرة هذه، وذلك من خلال النقاط التالية:
أولاً: الخلفيات المتعلقة بهجرة يهود إثيوبيا إلى إسرائيل
بداية نوضح أن الطائفة اليهودية الإثيوبية عاشت منذ عدة قرون في مملكة أكسوم القديمة, ثم ظلوا في أماكنهم كذلك في عهد الإمبراطورية الإثيوبية؛ حيث إنهم سكنوا في مجموعة قرى إثيوبية, في شمال وشمال غرب إثيوبيا، وخاصة في منطقة شمال جوندر, كما أنهم مارسوا شكلاً من أشكال اليهودية يختلف في بعض النواحي عن اليهودية الربانية, كما أنهم معزولون عن المجتمعات اليهودية الرئيسية منذ ألف عام تقريبًا, بعضهم قد عانوا من الاضطهاد الديني في إثيوبيا مثل يهود الفلاشا, مما جعل عددًا كبيرًا منهم يتحول إلى المسيحية رغمًا عنهم, كما هاجر عدد كبير منهم إلى إسرائيل في أواخر القرن العشرين, حتى بلغ عدد الجالية الإثيوبية في إسرائيل أكثر من 160 ألف شخص حاليًا, وقد تمت عمليات الهجرة ليهود إثيوبيا إلى إسرائيل على عدة موجات، يمكن عرضها فيما يلي:
أ- موجة الهجرة الأولى والثانية:
بدأت موجة الهجرة الأولى منذ عام 1934م حتى 1960م, ثم جاءت بعدها موجة الهجرة الثانية منذ عام 1961م حتى 1975م، وقد تمت تلك الموجات من خلال الهجرات الفردية أو من خلال جمعيات الدعم اليهودي, كما حدثت مجموعة من الأمور التي ساعدت يهود إثيوبيا في الهجرة إلى إسرائيل خلال تلك الفترة من بينها ما يلي:
1- صدور مرسوم حاخامي يقضي بأن يهود إثيوبيا من نسل الإسرائيليين: في عام 1973م أصدر الحاخام عوفاديا يوسف الحاخام الأكبر, مرسومًا قضى بموجبه بأن مجتمع اليهود الإثيوبيين من نسل الإسرائيليين, ومن حقهم الهجرة إلى إسرائيل, وقد جاء هذا المرسوم بعد وقت قصير من قيام وزارة الاستيعاب الإسرائيلية في عام 1973م بإعداد تقرير شامل عن يهود إثيوبيا, جاء فيه أن يهود إثيوبيا أجانب عن الأمة اليهودية, ولا توجد حاجة لاتخاذ إجراءات لمساعدتهم على الهجرة إلى إسرائيل.([1])
2- تأسيس فريق عمل إسرائيلي لنقل يهود إثيوبيا إلى إسرائيل: تم تأسيس فريق عمل داخلي, ضم ممثلين من وزارة العدل الإسرائيلية, ووزارة الداخلية الإسرائيلية, ووزارة الهجرة الإسرائيلية, والوكالة اليهودية لإسرائيل, بهدف مساعدة يهود إثيوبيا في الهجرة إلى إسرائيل.
3- منح يهود إثيوبيا حق الاستفادة من قانون العودة: في عام 1975م وافقت الحكومة الإسرائيلية برئاسة إسحاق رابين رسميًّا على منح يهود إثيوبيا الاستفادة من قانون العودة الإسرائيلي الذي يمنح جميع اليهود في العالم الحق في الهجرة إلى إسرائيل.([2])
ب- موجة الهجرة الثالثة (1975-1990م):
تم خلال موجة الهجرة الثالثة ليهود إثيوبيا إلى إسرائيل عدد من عمليات الهجرة الجماعية التي تمت تحت رعاية العديد من الجهات الدولية بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي, وأشهر تلك العمليات ما يلي:
1- عملية الإخوة (1981-1984م):
على خلفية الحرب الأهلية الإثيوبية في منتصف السبعينيات، فر آلاف الأشخاص إلى دول الجوار من بينهم مجموعة من يهود إثيوبيا, وقد قام عملاء الموساد بتوجيه يهود إثيوبيا الفارين من مخاطر الحرب الأهلية, والمجاعة, بالذهاب إلى مخيمات اللاجئين الموجودة في السودان, حيث توجه هؤلاء الأشخاص إلى السودان سيرًا على الأقدام في وسط الصحراء, مما أدَّى إلى موت نحو 1700 شخص منهم في الطريق, وبعد وصول نحو 6 آلاف لاجئ إثيوبي يهودي للمخيمات في السودان, بدأت عملية إجلائهم سرًّا إلى إسرائيل عن طريق البحر؛ حيث استغل عملاء الموساد وجود منتجع غوص على شاطئ البحر الأحمر مهجور، كان قد أنشأه مجموعة من المستثمرين الإيطاليين, وبعد فشل مشروعهم تركوه وغادروا.
وقد قام عملاء الموساد ذوي الأصول الأوروبية بالتظاهر بأنهم رواد أعمال من شركة سفر سويسرية يريدون العمل في صناعة السياحة في السودان, وقد قاموا بتأجير المنتجع لمدة 3 سنوات مع تعهد وزارة السياحة السودانية بحمايته, ومن خلال ذلك المنتجع السياحي بدأ عملاء الموساد تنفيذ عملية الإخوة؛ حيث تم إرسال مجموعة مختارة من يهود إثيوبيا إلى مخيمات اللاجئين لتجهيز اليهود الإثيوبيين للمغادرة؛ حيث توجهوا ليلاً إلى الصحراء, وتم تعبئتهم في شاحنات صغيرة في رحلة برية بطول 600 ميل، وبعد وصولهم للشاطئ تم نقلهم في زوارق مطاطية بواسطة القوات الخاصة البحرية الإسرائيلية في رحلة بحرية عالية السرعة مدتها 90 دقيقة, حتى تم وصولهم إلى السفينة الأم الإسرائيلية التي كانت في انتظارهم خارج المياه الإقليمية للسودان, وقد استمرت عمليات نقل اليهود بحرًا لمدة عامين, لكن نظرًا لخطورتها, تم تحويلها لتكون جوًّا بالطائرات, حيث اكتشف عملاء الموساد مهبط طائرات مهجور بناه البريطانيون في وسط الصحراء السودانية منذ الحرب العالمية الثانية, وهو ما سهَّل لعملاء الموساد نقل عدد كبير من يهود إثيوبيا في طائرات شحن إسرائيلية.
وفي عام 1984م توقفت عملية الإخوة بعد تفاخر سياسي إسرائيل علنًا بالعملية، وهو ما شكَّل خطرًا على عملاء الموساد القائمين بها, مما جعلهم يتركون المنتجع في صباح اليوم التالي, وقد تدخل نائب الرئيس الأمريكي حينها في إنقاذ آخر عملاء الموساد في العملية من خلال شحنهم خارج السودان في صناديق كبيرة تحمل عنوان “البريد الدبلوماسي الأمريكي”.([3])
ويُذكر أن قصة هذه العملية تم تحويلها إلى فيلم سينمائي في هوليود من إنتاج الكسندرا ميلشان، ابنة ملياردير يهودي, وتم صدور الفيلم في عام 2019م على Netflix، بعنوان ” ” The Red Sea Diving Resort ، والذي يعني “منتجع غوص البحر الأحمر”, كما تم عرضه لأول مرة في مهرجان سان فرانسيسكو للسينما اليهودية.([4])
2- عملية موشيه 1984م:
تمت هذه العملية أيضًا من داخل الأراضي السودانية, بالتعاون بين الجيش الإسرائيلي, والمخابرات الأمريكية, وسفارة الولايات المتحدة في الخرطوم، وعناصر من الشرطة السرية في السودان, وقد جاءت هذه العملية تحت دعاوى اضطهاد اليهود الإثيوبيين في مخيمات اللاجئين, وبعد إجراء اجتماع سري لمجلس الوزراء الإسرائيلي في نوفمبر 1984م, تم اتخاذ قرار البدء في عملية موشيه؛ حيث إنه خلال الفترة من 21 نوفمبر 1984م حتى 20 يناير 1985م تم نقل نحو 8 آلاف يهودي إثيوبي من السودان عبر شركة الخطوط الجوية البلجيكية إلى إسرائيل. وبعد تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز في مؤتمر صحفي, على وجود جسر جوي مخصص لهجرة يهود إثيوبيا إلى إسرائيل, قامت السودان بوقف الجسر الجوي بسبب الضغوط على الحكومة السودانية.([5])
ويُذكر أن هذه العملية تم تناولها في فيلم درامي فرنسي صدر في عام 2005م بعنوان “Live and Become “, والذي يعني بالعربية “عِشْ وكُن”, وقد حصل هذا الفيلم على عدد من الجوائز السينمائية الدولية, من بينها جائزة مهرجان برلين السينمائي الدولي, وجائزة مهرجان كوبنهاجن السينمائي الدولي, وجائزة مهرجان فانكوفر السينمائي الدولي.([6])
3- عملية يوشع 1985م:
بعد توقف عملية موشيه, قام نائب الرئيس الأمريكي حينها بترتيب عملية يوشع لاستئناف إجلاء اليهود الإثيوبيين الموجودين في المخيمات بالسودان, وفي 22 مارس 1985م، تم إرسال 6 طائرات نقل تابعة للقوات الجوية الأمريكية، وهبطت بالقرب من ولاية القضارف السودانية وقامت بإجلاء نحو 500 يهودي إثيوبي إلى إسرائيل.([7])
ج- موجة الهجرة الرابعة (1990م- حتى الآن):
بدأت الموجة الرابعة لهجرة يهود إثيوبيا إلى إسرائيل منذ مطلع التسعينيات حتى يومنا هذا, ويمكن إيضاح أبرز عمليات الهجرة التي تمت فيما يلي:
1- عمليَّات الهجرة خلال 1990-1991م:
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي, وخسارة الحكومة الإثيوبية للدعم العسكري السوفييتي, فقد سمحت بهجرة نحو 6 آلاف يهودي إثيوبي إلى إسرائيل في مجموعات صغيرة, بهدف التقارب مع الولايات المتحدة الأمريكية, حليفة إسرائيل؛ حيث تم نقل هؤلاء الأشخاص من مخيمات اللاجئين الموجودة على مشارف العاصمة الإثيوبية أديس أبابا, الموجودين فيها هربًا من الحرب الأهلية الدائرة في شمال إثيوبيا.
2- عملية سليمان 1991م:
تمت هذه العملية في 24-25 مايو 1991م؛ حيث تم نقل 14325 يهوديًّا إثيوبيًّا من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا على متن 34 طائرة إسرائيلية بما فيها طائرات سلاح الجو الإسرائيلي, خلال 36 ساعة، وقد تمت العملية تحت رعاية أمريكية، وذلك تحت دعاوى الخوف على مصير يهود إثيوبيا خلال الصراع بين المتمردين الإثيوبيين, ونظام منجستو هايلي مريم، وخاصة خلال الفترة الانتقالية، وقد أشرف على العملية رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحاق شامير, وقد بلغت تكلفة هذه العملية 26 مليون دولار.([8])
وقد تم إنتاج فيلم وثائقي بمناسبة مرور 30 عامًا على تنفيذ عملية سليمان تم عرضه على قناة كان الإسرائيلية في 24 مايو 2021م، وذلك تحت عنوان ” With No Land “، والذي يعني بالعربية “بلا أرض”، وهو يوثق عملية هجرة يهود إثيوبيا إلى إسرائيل, وقد تم عرضه باللغات الإنجليزية, والعبرية, والأمهرية. ([9])
وكذلك تم إنتاج فيلم درامي في 2018م بعنوان ““Fig Tree, والذي يعني بالعربية “شجرة التين”، وهو للكاتب والمخرج الإثيوبي الإسرائيلي آلم واركي دافيدان، ويحكي عن تخطيط أسرة يهودية إثيوبية للفرار من إثيوبيا إلى إسرائيل بسبب اندلاع الحرب الأهلية الإثيوبية في أواخر الثمانينيات, وقد حصل هذا الفيلم على عدة جوائز؛ من بينها: جائزة مهرجان تورنتو السينمائي الدولي في 2018م التي منحت للمخرج, وجائزة الأوسكار الإسرائيلية 2018م, ومهرجان أتلانتا السينمائي اليهودي 2019م.([10])
3- عملية أجنحة الحمام (2010-2013):
بدأت هذه العملية بناء على قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتخذ في ديسمبر 2010م، للسماح بهجرة 8 آلاف شخص من يهود الفلاشا المتبقين في إثيوبيا, وذلك من خلال إرسال مجموعة من الطائرات إلى إثيوبيا لنقلهم جوًّا إلى إسرائيل؛ حيث نجحت أول رحلة جوية بنقل 240 مهاجرًا إثيوبيًّا إلى إسرائيل, واستمرت العملية حتى أغسطس 2013م؛ حيث وصلت آخر رحلتين من العملية إلى إسرائيل، وعلى متنهما 450 مهاجرًا إثيوبيًّا, وتم إقامة احتفال في مطار بن غوريون بهذه المناسبة، كما أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بيانًا عبَّر فيه عن فخره بنجاح العملية, كما أعلنت الحكومة في أغسطس 2013م أنها قد قامت بإجلاء آخر يهود إثيوبيا ماعدا 9 آلاف شخص لم يستوفوا المعايير اللازمة لدخول إسرائيل.([11])
4- قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي 2015م:
في 16 نوفمبر 2015م صوت مجلس الوزراء الإسرائيلي بالإجماع لصالح القرار رقم 716، والذي بمقتضاه يتم السماح ليهود الفلاشا المتبقين في إثيوبيا الموجودين في أديس أبابا, ومنطقة جوندار, بالهجرة إلى إسرائيل على مدى الخمس سنوات المقبلة, بعد إخضاعهم لعملية تحويل يهودية ناجحة.([12])
وفي أبريل 2016م أعلنت وزارة الداخلية الإسرائيلية أن ما يقرب من 9 آلاف شخص يهودي إثيوبي سيتم تضمينهم في الجولة الأخيرة من الهجرة، لكنها تراجعت لاحقًا عن تنفيذ القرار بسبب عدم وجود ميزانية لتنفيذه، لكن بعد الموافقة على ميزانية 2017-2018م تم تخصيص أموال لهجرة يهود إثيوبيا المتبقين فيها.
ويُذكر أنه لكون وزارة الداخلية الإسرائيلية لا تَعتبر الفلاشا يهودًا، فإنه لا يمكنهم الهجرة إلى إسرائيل بموجب قانون العودة مثل يهود إثيوبيا الذي يطلق عليهم مجتمع “بيتا إسرائيل”, الذين تم إجلاؤهم إلى إسرائيل سابقًا في عملية موشيه وغيرها، ويُعترَف بكونهم يهودًا بالكامل, ولهذا تتم هجرة الفلاشا إلى إسرائيل بموجب قرارات صادرة من الحكومة الإسرائيلية, كما يذكر أن يهود الفلاشا لكون أسلافهم اعتنقوا المسيحية قصرًا عنهم في إثيوبيا، فإنهم يخضعون لعملية تحول وتأهيل يهودي بعد هجرتهم إلى إسرائيل لدمجهم مع باقي اليهود؛ حيث يتم تعليمهم اللغة العبرية, مع دمجهم ثقافيًّا في الحياة الإسرائيلية, ووفقًا لتصريحات مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية فإنه قد تم هجرة نحو 30 ألف شخص منهم إلى إسرائيل منذ عام 1997م.([13])
5- عملية تسور إسرائيل 2020م:
وقد بدأت هذه العملية بناء على قرار الحكومة الإسرائيلية رقم 429 الصادر في أكتوبر 2020م, والذي تم اقتراحه من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي يقضي بهجرة نحو 2000 يهودي إثيوبي من يهود الفلاشا إلى إسرائيل تحت دعاوى لَمّ الشمل, وذلك عن طريق إرسال طائرة لنقلهم جوًّا من إثيوبيا إلى إسرائيل على دفعات أسبوعيًّا، وذلك بميزانية تقدر بنحو 370 مليون شيكل، أي ما يعادل 109 ملايين دولار.([14])
وقد بدأت هذه العملية في ديسمبر 2020، واستمرت حتى 21 مارس 2021م, وقد تمت تحت رعاية الحكومة الإسرائيلية, والوكالة اليهودية, والزمالة الدولية للمسيحيين واليهود التي تبرعت بمبلغ 500 ألف دولار في عام 2020م للمساعدة في جلب أكبر عدد ممكن من يهود إثيوبيا إلى إسرائيل. وقد قامت وزيرة الهجرة والاندماج الإسرائيلية بنينا تامانو شطا, وهي إثيوبية المولد وصلت إلى إسرائيل وهي فتاة صغيرة من خلال عملية موشيه 1984م، وبرفقتها عدد من المسؤولين باستقبال المهاجرين في مطار بن غوريون, كما صرحت أن إسرائيل مازالت ملتزمة بإحضار مَن تبقى من اليهود في إثيوبيا.
ويُذكر أن وزيرة الهجرة قامت في أغسطس 2020م بتقديم إطار عمل إلى لجنة الهجرة في الكنيست لجلب 8 آلاف إثيوبي إلى إسرائيل بتكلفة تبلغ 382.6 مليون دولار, وذلك من أجل إغلاق المخيمات التي يعيش فيها يهود إثيوبيا في كل من أديس أبابا وجوندار. ويذكر كذلك أن من بين الممولين لعملية تسور إسرائيل, مؤسسة كيرين هايسود, وهي منظمة رسمية تقوم بجمع التبرعات إلى إسرائيل ولها فروع في 45 دولة في العالم، كما قام رائد الأعمال الصيني المسيحي بيتر وانج بتمويل الرحلة السادسة من هذه العملية؛ حيث صرح بأن دعمه لعملية الهجرة يأتي من إيمانه المسيحي العميق.([15])
6- قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي نوفمبر 2021م:
في يوم الأحد 28 نوفمبر 2021م صدر بيان من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت, يعلن فيه أن مجلس الوزراء وافق بالإجماع على قرار يسمح لثلاثة آلاف شخص إثيوبي ممن لهم أقارب من الدرجة الأولى يعيشون في إسرائيل بالهجرة إلى إسرائيل على الفور، ويقصد بالأقارب من الدرجة الأولى “أحد الوالدين أو الأطفال أو الأشقاء” الذين يعيشون في إسرائيل، حيث يتم السماح لهم بالهجرة إلى إسرائيل بموجب برنامج لمّ شمل الأسرة، كما سيتم السماح للمؤهلين للهجرة بإحضار أزواجهم وأطفالهم القصر وأبنائهم البالغين غير المتزوجين بصحبتهم، وكذلك فإن الشخص الذي أتي والداه إلى إسرائيل، وتُوفِّيا بها سيُسْمَح له بالهجرة.([16])
وقد جاء هذا القرار على خلفية الحرب الأهلية المندلعة في إثيوبيا في شمال البلاد بإقليم تيجراي، والذي تقترب منه منطقة جوندار التي يعيش فيها يهود الفلاشا؛ حيث إنه في 14 نوفمبر 2021م تظاهر مئات الإثيوبيين الموجودين داخل إسرائيل أمام مباني حكومية في شارع كابلان بالقدس، مطالبين بإنقاذ أقاربهم الموجودين في إثيوبيا خوفًا عليهم من مخاطر الحرب الأهلية في إقليم تيجراي، كما رفع المتظاهرون لافتات لصور أقاربهم, ووجهوا دعوة للحكومة لتنفيذ عملية سليمان الثانية لإحضار أقاربهم إلى إسرائيل, كما وجهوا اتهامات إلى الحكومة الإسرائيلية بالتقاعس عن تنفيذ قرار 2015م الذي يقضي بإحضار جميع يهود إثيوبيا المتبقين إلى إسرائيل في غضون 5 سنوات، ويقدر عددهم بنحو 6 آلاف شخص, وقد كانت وزيرة الهجرة الإسرائيلية وسط المتظاهرين.([17])
ويُعد هذا القرار تنفيذًا لقرار 2015م, واستجابة لمطالب المحتجين, وقد وضعت ميزانية مخصصة لهجرة واستيعاب 3 آلاف شخص يبلغ قدرها 570 مليون شيكل, وفي حالة تجاوز أعداد المرشحين المؤهلين للهجرة هذا العدد ستقوم الحكومة بتمرير قرار جديد لتخصيص ميزانية منفصلة لهجرتهم.
وقد قُوبل هذا القرار بالترحيب مِن قِبَل وزيرة الهجرة والاندماج الإسرائيلية؛ حيث قالت: إن هذا القرار يقوم برفع الظلم المستمر, ويحل قضية مؤلمة, كما أنها صرحت في بيان مشترك مع وزارة الداخلية بأن القرار جاء استجابة للوضع الأمني غير المستقر في إثيوبيا, كما رحب رئيس مجموعة نشطاء من أجل هجرة يهود إثيوبيا بالقرار، لكنه قال: إنه يتألم لأن القرار لم يشمل جميع اليهود المتبقين في إثيوبيا، كما قال: إن الطريق مازال طويلاً لتحقيق هجرة جميع يهود إثيوبيا إلى إسرائيل وتحقيق الحل النهائي لكل اليهود الموجودين في المخيمات, كما أشادت الوكالة اليهودية، والاتحادات اليهودية لأمريكا الشمالية بالقرار.
كما أعلنت الوكالة اليهودية أنها ستبدأ الاستعدادات اللازمة لتسهيل هجرة المهاجرين الجدد, بينما علق نشطاء آخرون بأن القرار يجب أن يشمل الأشخاص الموجودين في أديس أبابا وجوندار ممن وُلِدُوا بعد عام 2010م، أو من أصل يهودي أمميّ، ولم يتم تضمينهم في قائمة 2010م، والبالغ عددهم عدة آلاف, والسماح لهم بالهجرة كذلك.
وقد نص قرار 28 نوفمبر 2021م على ضرورة قيام وزير الداخلية, ووزيرة الهجرة بوضع برنامج لتقييم مطالب جميع المنتظرين في إثيوبيا بغرض الهجرة, وإحضار المؤهلين منهم إلى إسرائيل, كما تم تكليف فريق استشاري بوضع إطار عمل خلال 170 يومًا لاستكمال عمليات الهجرة؛ لإنهاء هذا الأمر, ولم يتضح حتى الآن موعد بداية انطلاق الجسر الجوي الإسرائيلي لتنفيذ ذلك القرار, الذي يعد آخر مستجدات عمليات هجرة يهود إثيوبيا إلى إسرائيل.([18])
ثانيًا: المخاطر الناجمة عن عمليات الهجرة ليهود إثيوبيا إلى إسرائيل:
يُعدّ الهدف الأساسي من قيام الكيان الصهيوني بتنفيذ عمليات هجرة يهود إثيوبيا إلى إسرائيل هو خدمة مصالح الدولة الصهيونية بالأساس, ومن بينها تنفيذ خطة إسرائيل لتوسيع عدد السكان فيها من أجل الاستقواء بالكتلة العددية للسكان, واستمرار عمليات الاستيطان على الأراضي الفلسطينية, بالإضافة إلى إقامة روابط مع الشعوب والحكومات الإفريقية ليقدموا الدعم إلى إسرائيل على المستوى الدولي والإقليمي, بالإضافة إلى الاستخدام السياسي ليهود إثيوبيا مِن قِبَل إسرائيل عند حاجتها لذلك, وقد أسفرت عمليات الهجرة المتتالية ليهود إثيوبيا إلى إسرائيل عن مجموعة من المخاطر المتعددة, ومع استمرار عمليات الهجرة فإنها قد تُسْفِر عن مخاطر مستقبلية, ويمكن عرض أبرز تلك المخاطر فيما يلي:
1- وقوع مجموعة من الممارسات السلبية على اليهود الإثيوبيين أنفسهم:
أول المتضررين من عمليات الهجرة إلى إسرائيل هم يهود إثيوبيا أنفسهم الذين انتقلوا بالفعل إلى إسرائيل؛ حيث إنهم يُعامَلون بصورة دونية, ويتعرضون للتميز الاجتماعي والعنصرية, كما أن الكثيرين منهم عاطلون عن العمل, ويتم استخدامهم في الأعمال الحرفية والخدمة في البيوت لدى اليهود البيض, ويقدر معدل انتشار الفقر بين العائلات الإثيوبية المهاجرة بحوالي 51%, كما أنهم يواجهون صعوبات تتعلق بالثقافة واللغة؛ حيث إنهم لا يتقنون اللغة العبرية, وكذلك يوجد تحيُّز دينيّ ضدهم؛ حيث يوجد عدد من السلطات الدينية الإسرائيلية لا تعترف بهم كيهود وخاصة يهود الفلاشا, كما أنهم يخضعون لطقوس دينية يهودية رغما عنهم لتحويلهم إلى اليهودية الخالصة التي تتوافق مع توجهات الحكومة الصهيونية؛ حيث يتم تغطيس النساء، وختان الرجال البالغين منهم بطرق غير مباشرة رغمًا عنهم تحت تأثير التخدير وما شابه، مثلما حدث للناشط اليهودي الإثيوبي أديسو ماسالا الذي تم إبلاغه أنه سيخضع للتطعيم داخل عيادة صحية، لكنه تم تخديره وأجريت له عملية ختان, كما تم إخضاع بعض النساء المهاجرين لعمليات تعقيم بهدف تقليل نسل اليهود الإثيوبيين, وذلك لكونهم سودًا وفقراء, كما أن رجال الدين من يهود إثيوبيا المهاجرين لا يتم الاعتراف بهم كحاخامات وليس لديهم سلطة عقد الزواج, بالإضافة إلى أن معدل التعليم بين يهود إثيوبيا المهاجرين أقل من معدل التعليم بين يهود إسرائيل بشكل عام.([19])
وقد أدت تلك الممارسات المتَّخذة ضدهم إلى التظاهر أكثر من مرة طلبًا للمساواة مع اليهود البيض والتنديد بالعنصرية والتمييز الواقع عليهم, ومن بينها مظاهرات 2015م و2019م التي حدثت على خلفية مقتل شباب من يهود إثيوبيا على يد الشرطة الإسرائيلية في أكثر من حادثة, وأسفرت عن اشتباك الآلاف من يهود إثيوبيا مع الشرطة الإسرائيلية, بل وقيامهم بإغلاق نحو 15 طريقًا سريعًا في إسرائيل, وهو ما جعل الشرطة تتعامل معهم بعنف وتعتقل منهم نحو 130 شخصًا.([20])
2- المخاطر على الدولة الإثيوبية:
عدد يهود إثيوبيا الذين هاجروا إلى إسرائيل يبلغ أكثر من 160 ألف شخص, ورغم التقارب الحالي بين الحكومة الإثيوبية, وحكومة الكيان الصهيوني, فإنه في حالة حدوث أي خلافات بينهم, يمكن أن تقوم إسرائيل بإرسال قوات عسكرية من بين هؤلاء الأشخاص بعد تدريبهم وتجهيزهم بأحدث الأسلحة للقيام بعمليات عسكرية داخل الدولة الإثيوبية للضغط على الحكومة الإثيوبية لتنفيذ قرارتها, أو حتى إرسال قوات منهم لدعم أحد أطراف الصراع في الحروب الأهلية الإثيوبية المتكررة من وقت لآخر, بل ليس من المستبعَد أن تستخدمهم إسرائيل في عمليات تصفية لشخصيات سياسية وعسكرية إثيوبية لا تتوافق مع الأجندة الإسرائيلية في إثيوبيا والمنطقة, وكذلك يمكن لإسرائيل إعادة إرسال أشخاص من بين هؤلاء بعد تدريبهم عسكريًّا وإلحاقهم بالجيش الإثيوبي ومساعدتهم على الترقّي في مناصب عسكرية كبرى, ومن ثم توليتهم حكم إثيوبيا فيما بعد, وهو ما سوف يكون له تأثير سلبي على الشعب الإثيوبي ذاته, وعلى علاقات إثيوبيا بدول الجوار, والإقليم كاملاً, وهو ما يمكن تنفيذه بسهولة لكون إسرائيل لديها علاقات تعاون في مجال الأمن السيبراني مع إثيوبيا؛ حيث يوجد بينهما اتفاقات تعاون لإنشاء أكاديمية للأمن السيبراني في إثيوبيا, وهو ما يُمكِّن إسرائيل من التجسس على كافة مؤسسات الدولة الإثيوبية ومعرفة طرق الهيمنة عليها.([21])
وفي الوقت الحالي نجد أن إسرائيل تستفيد بصورة مباشرة من الأزمات التي تعيشها الدولة الإثيوبية؛ حيث نجد أنها استفادت من الحرب الأهلية المندلعة في إقليم تيجراي, من خلال قيامها ببيع صفقات أسلحة إسرائيلية إلى إثيوبيا سرًّا, وكذلك استغلال إسرائيل لفكرة العواقب السلبية للحرب الأهلية في تيجراي لتسهيل هجرة يهود الفلاشا من إثيوبيا بسهولة دون معارضة.
كما استفادت إسرائيل من الحرب الإثيوبية السودانية على الحدود في منطقة الفشقة, وأزمة سد النهضة بين إثيوبيا ومصر والسودان من خلال قيامها ببيع أسلحة إلى إثيوبيا لتأمين الأعمال الإنشائية للسد, والتصدي للقوات السودانية في منطقة الفشقة, بل والتدخل بصورة كبيرة في صناعة القرار الإثيوبي من خلال إقناع القيادة السياسية الإثيوبية بوجود عداء من قبل أشقائها الأفارقة المتمثلين في مصر والسودان, وأنهما يدعمان متمردي تيجراي, وهي ادعاءات باطلة تهدف من ورائها إسرائيل إلى الهيمنة على صناعة القرار الإثيوبي, وتقسيم الوحدة الإفريقية, وإقناع النظام الإثيوبي بأنه في حاجة دائمة للدعم الإسرائيلي.
3- المخاطر على دول جوار إثيوبيا:
لكون هؤلاء الإثيوبيين المهاجرين إلى إسرائيل لديهم معرفة قوية بالمنطقة, ويجيدون استخدام اللغات المحلية المستخدمة في دول جوار إثيوبيا مثل جيبوتي والصومال وإريتريا, يمكن أن يقوم جهاز المخابرات الإسرائيلي باستخدامهم في عمليات تجسس على دول المنطقة, بل يمكن تجنيد أشخاص من بينهم لاستهداف مصالح دول جوار إثيوبيا مثل جيبوتي والصومال، لكونهم لم يطبّعوا مع الكيان الصهيوني, بل حتى يمكن إرسال قوات عسكرية من بين هؤلاء لتنفيذ انقلاب عسكري أو الإطاحة بأحد الأنظمة السياسية في دول جوار إثيوبيا دون إظهار ذلك لكون هؤلاء المهاجرين لديهم ملامح إفريقية خالصة تتفق مع ملامح الشعوب الإفريقية في دول الجوار.
4- المخاطر على القضية الفلسطينية:
تمثل عمليات تهجير يهود إثيوبيا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عبئًا كبيرًا على مستقبل الدولة الفلسطينية, حيث تقوم إسرائيل بتسكين العديد من يهود إثيوبيا في الضفة الغربية المحتلة, وهو ما يوسّع من عمليات الاستيطان، وينتهك حقوق الشعب الفلسطيني في الحفاظ على أراضيه, ولذلك كان من المهم أن تقوم جامعة الدول العربية بإصدار قرار يرفض ويدين عمليات نقل يهود إثيوبيا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة, للتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني, ودعمه دوليًّا وعربيًّا, كما أن هؤلاء المهاجرين من إثيوبيا يمكن أن يقوموا بالاعتداء على أبناء الشعب الفلسطيني الرافضين لعمليات الاستيطان, وهو ما سيكون له أثر سلبي على العلاقات الفلسطينية الإثيوبية.([22])
5- المخاطر على الاستقرار والأمن داخل الدول الإفريقية التي يوجد بها يهود:
حيث يوجد العديد من الجاليات اليهودية التي تعيش في أكثر من دولة في إفريقيا جنوب الصحراء, والتي ترغب في الهجرة إلى إسرائيل، وتتدعي أنها ذات جذور يهودية كمبرر للهجرة؛ بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية في الدول الإفريقية, ولهذا فإن استمرار عمليات تهجير يهود إثيوبيا إلى إسرائيل قد يفتح الباب لتنفيذ عمليات هجرة ليهود من دول إفريقية أخرى, مثل يهود نيجيريا المنتمين لمجموعة الإيبو الإثنية, والبالغ عددهم نحو 12 ألف شخص, ويوجد لديهم مطالب انفصالية عن دولة نيجيريا في منطقة بيافرا, كما أن زعيمهم في نيجيريا المعروف باسم نامدي كانو تم القبض عليه في كينيا من قبل الإنتربول في يونيو 2021م وتسليمه إلى نيجيريا بعد قيامه بشنّ تمرد مسلح ضد حكومة نيجيريا في مطلع 2021م، كما صنّفت منظمة إيبوب التي تنادي بانفصال سكان بيافرا في دولة مستقلة, كمنظمة إرهابية محظورة في نيجيريا.([23])
ويُذكر أن هناك تواصلاً بين يهود نيجيريا وعملاء من الموساد الإسرائيلي، ومن بينهم داني ليمور العميل السابق للموساد, والذي قام بالمشاركة في عمليات هجرة يهود إثيوبيا إلى إسرائيل عبر السودان في الثمانينيات, كما أن رواد معبد جيهون اليهودي في نيجيريا يحظون بدعم المنظمات اليهودية عبر العالم, حيث تقوم تلك المنظمات بتقديم التبرعات, والدعم لهم, وكذلك تقوم بزيارات تضامنية لهم, وتشارك في حملة تطالب بالاعتراف بهم كيهود من قبل إسرائيل. كما دعا أعضاء من يهود نيجيريا المقيمين في إسرائيل إلى التظاهر في يوم 27 ديسمبر الجاري أمام الكنيست الإسرائيلي للمطالبة بالإفراج عن زعيمهم المحتجز نامدي كانو.([24])
ولهذا فإنه يمكن للحكومة الإسرائيلية أن تستخدم يهود نيجيريا كورقة ضغط لزعزعة الاستقرار في شرق نيجيريا من خلال تسليحهم، بل يمكنها أن تعترف بهم، وتنقلهم إلى داخل إسرائيل؛ مما يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني.
وفي ذات السياق فإن يهود أوغندا المعروفين باسم الأبيودية “Abayudaya”, والبالغ عددهم نحو ألفين شخص, ويعيشون في شرق البلاد سعوا كذلك إلى الهجرة إلى إسرائيل, غير أن وزارة الداخلية الإسرائيلية رفضت طلبات هجرتهم. كما أن الوكالة اليهودية تراجعت عن الاعتراف بهم رغم دعمها لرغبتهم في الهجرة في عام 2016م. ورغم ذلك يمكن أن تستخدمهم إسرائيل يومًا ما في تنفيذ بعض مصالحها في المنطقة.([25])
خاتمة:
في ختام هذه المقالة يتضح لنا أن عمليات هجرة يهود إثيوبيا إلى إسرائيل لها دوافع سياسية تخدم مخططات الكيان الصهيوني في المقام الأول وهو ما يثبته الواقع؛ حيث إن أوضاع يهود إثيوبيا الموجودين في إسرائيل حاليًا وما يخضعون له من تمييز عنصري, تدل على أن الحكومة الإسرائيلية لم تجلبهم إلى إسرائيل إلا من أجل الاستخدام السياسي لهم لخدمة مصالحها الداخلية والخارجية, كما أن عمليات هجرة اليهود الأفارقة إلى إسرائيل ستظل ورقة تستخدمها الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ بعض مخططاتها في سياستها الخارجية في إفريقيا جنوب الصحراء، وهو ما يجب الانتباه إليه والتصدّي له بصورة عاجلة, ووضع خطة عمل لمنع أيّ عمليات هجرة ثانيًا إلى الأراضي الفلسطينية. وأخيرًا تتوقع هذه المقالة أن تقوم الحكومة الإسرائيلية بإصدار قرارات جديدة خلال الفترة المقبلة تسعى إلى إجلاء كل ما تبقَّى من يهود في إثيوبيا إلى إسرائيل سواء كان هؤلاء اليهود منتمين إلى مجموعة بيتا إسرائيل أو مجموعة يهود الفلاشا أو غيرهم من ذوي الجذور اليهودية.
الإحالات والهوامش:
([1])-Mitchell Bard ; ” Who are the Ethiopian Jews?” , at , https://www.jewishvirtuallibrary.org/who-are-the-ethiopian-jews , 22/12/2021 .
([2])-Efrat Yerday ;” Jewish Illegality: the case of Ethiopian Jews between 1955-1975 ” , at , https://pomeps.org/jewish-illegality-the-case-of-ethiopian-jews-between-1955-1975 .
([3])- Operation Brothers: The Mossad’s Red Sea Diving Resort (1981 – 1984) , https://www.jewishvirtuallibrary.org/operation-brothers-the-mossad-s-red-sea-diving-resort , 22/12/2021.
([4])-The True Story Behind Netflix’s The Red Sea Diving Resort , at , https://time.com/5638572/the-red-sea-diving-resort-true-story/ , 9/8/2019.
([5])-MICHAEL OMER-MAN ; https://www.jpost.com/Features/In-Thespotlight/This-week-in-History-Operation-Moses-begins , 19/11/2010 .
([6])-Live and Become , at , https://jfi.org/watch-online/jfi-on-demand/live-and-become , 22/12/2021.
([7])-Operation Joshua , at , https://blogs.timesofisrael.com/operation-joshua/ 19/11/2020.
([8])-Operation Solomon , at , https://www.jewishvirtuallibrary.org/operation-solomon , 22/12/2021.
([9])-RICH TENORIO ; Before the airlifts, Ethiopian Jews did the heavy lifting to get out of Africa , at , https://www.timesofisrael.com/before-the-airlifts-ethiopian-jews-did-the-heavy-lifting-to-get-out-of-africa , 27/11/2021.
([10])-Fig Tree , at , https://jfi.org/watch-online/jfi-on-demand/fig-tree , 22/12/2021.
([11])-OPERATION DOVE’S WINGS , at , https://www.amudhaesh.org/2016/09/18/operation-doves-wings , 29/8/2013 .
([12])-JEREMY SHARON ; ” Ministers decide to expedite immigration of 5,000 Ethiopian Jews ” , at , https://www.jpost.com/breaking-news/israel-to-work-on-plan , 9/11/2021.
([13])-Netanyahu pushes plan to airlift 2,000 Ethiopian Jews to Israel , at , https://www.timesofisrael.com/netanyahu-pushes-plan-to-airlift-2000-ethiopian-jews-to-israel , 8/10/2020.
([14])-eration Tzur Israel Brings More Ethiopian Jews Home , at , https://www.kh-uia.org.il/our-impact/news/operation-tzur-israel-brings-more-ethiopian-jews-home , 22/12/2021.
([15])-LAZAR BERMAN ; With funding from Chinese backer, 162 Ethiopian immigrants arrive in Israel , at , https://www.timesofisrael.com/with-funding-from-chinese-backer-162-ethiopian-immigrants-arrive-in-israel , 22/1/2021.
([16])-Israel to allow 3,000 Ethiopian Jews to immigrate , at , https://www.israelhayom.com/2021/11/29/israel-to-allow-3000-ethiopian-jews-to-immigrate , 29/11/2021.
([17])-Hundreds in Israel protest for rescue of Ethiopia Jews , at , https://www.france24.com/en/live-news/20211114-hundreds-in-israel-protest-for-rescue-of-ethiopia-jews , 14/11/2021.
([18])-JEREMY SHARON ; ” Cabinet unanimously approves further immigration from Ethiopia ” at , https://www.jpost.com/breaking-news/first-degree-relatives-of-ethiopian-israelis-will-be-brought-to-israel-govt-687210 , 28/11/2021.
([19])-Yossi Mekelberg ; ” The plight of Ethiopian Jews in Israel ” , at , https://www.bbc.com/news/world-middle-east-32813056 , 25/5/2015 .
([20])-Alex Ward ; ” Violent protests erupt in Israel over police shooting of unarmed Ethiopian teen ” , at , https://www.vox.com/2019/7/2/20679896/israel-protest-ethiopia-killing-teenager , 2/7/2019 .
([21])-Ethiopia, Israel Explore Ways To Establish CyberSecurity Academy , at , https://www.fanabc.com/english/ethiopia-israel-explore-ways-to-establish-cybersecurity-academy , 14/7/2021.
([22])-ETHIOPIAN JEWS ARE REPORTED SETTLING IN THE WEST BANK; U.S. ISSUES PROTEST , at , https://www.sun-sentinel.com/news/fl-xpm-1985-01-18-8501020642-story.html , 18/1/1985 .
([23])-Nnamdi Kanu trial update: Court go do emergency hearing of Ipob leader case , at , https://www.bbc.com/pidgin/media-59497375 , 2/12/2021.
([24])-IPOB Members Organise Protest In Israel For Nnamdi Kanu’s Release , at , http://saharareporters.com/2021/12/21/ipob-members-organise-protest-israel , 21/12/2021.
([25])-Jewish Agency Effectively Walks Back Recognition of Uganda’s Jewish Community , at , https://www.haaretz.com/israel-news/jewish-agency-effectively-walks-back-recognition-of-uganda-s-jewish-community-1.10469989 , 15/12/2021.