بواسطة: الأزرق، عبدالعظيم اسماعيل.
تاريخ: م.2012
الدرجة العلمية: رسالة ماجستير.
الجامعة: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم- القاهرة.
مقدمة:
ظلت قضية الوحدة الإفريقية من الآمال والطموحات التي تراود الشعوب الإفريقية، واكتسبت قضية الوحدة بأبعادها وأهميتها اهتماما في الفكر السياسي الإفريقي المعاصر لضرورة القارة التي عانت لقرون من الاستعمار والتفكك، حيث تعالت الأصوات التي تنادي بتحقيق الوحدة لأبناء القارة لتأمين مستقبلها ولتأكيد تحررها السياسي والاقتصادي من كل مظاهر التبعية والاستغلال.
مشكلة الدراسة:
تواجه مشاريع الاندماج الإفريقي العديد من المعوقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعوق تحقيق أهداف الاتحاد الذي يسعى إلى إقامة وحدة إفريقية في ظل التكتلات والمعطيات الدولية المعاصرة.
وتتمثل المعوقات في: الحروب الأهلية والصراعات الحدودية الموروثة من الحقبة الاستعمارية ومشاكل التنمية والمديونية والتخلف، ومشكلة الانقلابات العسكرية، وتصارع القوى حول أداة الحكم، ومشكلة التدخل الخارجي في القارة.
أهداف الدراسة:
1-إبرازالمعوقات والتحديات التي تواجه القارة الإفريقية في استكمال مشاريع الوحدة والاندماج.
2-دراسة وتحليل الخطوات الوحدوية المتمثلة في تطوير مؤسسات الاتحاد الإفريقي بما يحقق أهداف الاتحاد.
3-التعرف على المعوقات التي تنتج عن التسريع في المشاريع الوحدوية.
4-إيجاد أولويات يحققها الاتحاد الإفريقي لأبناء القارة قبل تحقيق التكامل الوحدوي في القارة.
المحتويات:
تناول اباحث في الفصل التمهيدي ما يسمى بالإطار العام للدراسة، وفي الفصل الأول وهو بعنوان “المراحل التاريخية لإنشاء الاتحاد الإفريقي” تحدث في المبحث الأول عن تأسيس الاتحاد الأفريقي، وفي المبحث الثاني تناول الطموحات الإفريقية في التكامل الحدودي.
وجاء الفصل الثاني بعنوان “الصعوبات التي تواجه مشاريع تكامل الاتحاد الإفريقي“، وتحدث في المبحث الأول عن النزاعات المسلحة، بينما كانت المشاكل السياسية والاقتصادية من نصيب المبحث الثاني.
وفي الفصل الثالث وهو بعنوان “أولويات التكامل الأفريقي” تعرض لـ تحقيق الأمن والسلم في المبحث الأول، وفي الثاني تحدث عن تحقيق التنمية في القارة، وفي الثالث كان الحديث عن تحقيق الاستقرار السياسي.
قراءات أفريقية:
حينما نتحدث عن مشاريع الاندماج الإفريقي جدير بنا أن نتناول في بدايتها الدوافع التي تملي على قادة القارة السعي نحو الاندماج والتكامل، والفوائد المرجوة التي تعود على دول القارة من الاندماج والتكامل وفي مقدمتها مواجهة تيار العولمة والاندماج الأوروبي وغزوات الصين التي تسعى جميعها للهيمنة على مقدرات القارة الأفريقية وتمديد الحالة الاستعمارية بصيغ جد مختلفة وإن كانت الأهداف هي ذاتها لم تختلف.
ومن بين هذه الدوافع أن نهضة القارة كامنة في تكاملها، فالاختلافات المناخية والتنوع في التضاريس، واختلاف المهارات البشرية، يساهم بصورة جلية في التكامل الاقتصادي الذي يعد تكئة مناسبة للتكامل والاندماج في المسارات الأخرى.
أضف إلى ذلك أن أوجه التشابه بين دول القارة، لاسيما جنوب الصحراء، في الجوانب الثقافية والعادات والتقاليد يساهم بصورة جلية في اتخاذ خطوات جادة نحو التكامل والاندماج.
ثم إذا تحدثنا عن المعوقات فجذرها يمكن خارج القارة في الاستعمار القديم/الجديد، فقد غرس القديم معوقات متجذرة تعوق اندماج دول القارة وتكاملها، والجديد يروى تلك الشجرة الخبيثة ويحافظ على بذورها ويقطف ثمارها، ومن ثم فإن إزالة مخلفات الاستعمار القديم ومحو تبعات الاستعمار الجديد من شأنه أن يزيل العقبة الكؤود التي تواجه الاندماج والتكامل.
ثم إن الاندماج والتكامل نجاحه يكمن في قناعة الشعوب بفوائده وثمارته، واتخاذ خطوات مدروسة بعناية فائقة تتلاشى سلبيات التجارب السابقة على المستوى القاري او خارجه، وتستفيد أيما إفادة من التجارب التكاملية والاندماجية الناجحة.
وإذا كان الاندماج على المستوى السياسي ما زال حلما بعيد المنال، وكذلك الاندماج الجغرافي، فإنه على رافعه الاندماج الاقتصادي قد تأتي مراحل تالية تسهل فيها عمليات التكامل والاندماج في المسارات المختلفة.