د. نرمين كمال طولان
مقدمة:
مدينة كوماسي هي العاصمة الإدارية لمنطقة أشانتي، وثاني أكبر مدينة في غانا. وتقع كوماسي، في منطقة الغابات المطيرة، وتُعرف شعبيًّا باسم “مدينة الحدائق”؛ بسبب انتشار الأنواع المختلفة من الزهور والنباتات المزروعة بها.
وتقع في الجزء الجنوبي الأوسط من البلاد، على بُعْد حوالي 250 كم من العاصمة “أكرا”. وقد أطلقت الملكة إليزابيث الثانية -ملكة إنجلترا الراحلة- على كوماسي اسم مدينة الحدائق في إفريقيا عندما زارت المنطقة في الستينيات؛ بسبب الحياة النباتية المتنوعة في المنطقة. وتحتفظ كوماسي بتقاليد راسخة جدًّا، وتمتزج بشكل جيد مع الحداثة.
التسمية والتاريخ:
1-التسمية
تأسست كوماسي حوالي عام 1680م أو في ثمانينيات القرن السابع عشر على يد أشانتيهيني “أوسي كوفي توتو الأول” لتكون عاصمة لإمبراطورية أشانتي. وتوجد روايات مختلفة حول تكوين المدينة. يذكر أحدهم أن “أوسي توتو” تفاوض على الأرض الواقعة تحت شجرة كوم. ومن هنا جاء اسم كوماسي. وقد قام “أوسي توتو” بتأسيس كوماسي بناءً على نصيحة “كومفو أنوكي” كبير كهنته. ونظرًا لموقعها الإستراتيجي عند مفترق طرق التجارة عبر الصحراء الكبرى، فقد أسهم بشكل كبير في نمو ثروة المدينة.
وعلى مدار فترة وجودها، تضافرت عدد من العوامل الغريبة لتحويل مدينة كوماسي إلى عاصمة سياسية مناسبة لاتحاد أسانتي الكبير ومنطقة أشانتي الحالية. وشملت العوامل السببية الرئيسية الولاء المطلق للملكية، والاحترام الكبير للخوارق، وثروة المدينة المتنامية، والتي تنبع جزئيًّا من التجارة المربحة في العبيد وغيرها من العناصر مثل الذهب والأسلحة والحاصلات الزراعية.([1])
ويقال أيضًا: إن كوماسي مشتقة من كلمة أكان. يقال: إن الاسم نشأ من كلمة “كوم” التي تعني “تحت” و”آسي” التي تعني “الشجرة” باللغة المحلية. وبالتالي، فإن اسم “كوماسي” يعني في الأساس “تحت شجرة كوم”، مما يعكس مكان المنشأ والأهمية الروحية.([2])
2-الخلفية التاريخية
– تأسست مدينة كوماسي في أواخر القرن السابع عشر كموقع مركزي للتجارة، وخاصةً في الذهب وجوز الكولا والمنسوجات، مما أسهم في تكوين ثروة مملكة أشانتي. وتتمتع المدينة بموقع إستراتيجي عند مفترق طرق تجارية مهمة، مما مكَّنها من الازدهار اقتصاديًّا وسياسيًّا. واشتهرت كوماسي بحياتها الثقافية النابضة بالحياة، بما في ذلك الفن والموسيقى والمهرجانات التي احتفلت بتقاليد وقِيَم أشانتي.
– لم تزدهر مدينة كوماسي من مركزها، بل تشكلت من مراكز متعددة. وبالتالي فإن البنية الحضرية للمنطقة الحضرية في كوماسي مختلفة عما يمكن رؤيته في معظم المدن. إنها ليست مدينة واحدة تمامًا؛ حيث نشأت بنية المدينة هذه من بنية دولة لامركزية قوية كانت موجودة في أشانتي. وكانت إمبراطورية الأشانتي القديمة عبارة عن اتحاد من عدد من المدن الصغيرة المستقلة، والمشيخات. والمشيخات هي منظمات سياسية موجودة في جميع قبائل الأكان. وهي تستند إلى عشائر يرأسها زعيم ومجموعة من الشيوخ.
– وفي البداية، كان شعب الأشانتي، مثل غيره من جماعات الأكان، منتشرًا على مشيخات مستقلة مختلفة. ومع ذلك، في منتصف القرن السابع عشر، بدأ أوسي توتو، الذي أصبح لاحقًا أول أشانتيهيني، في توحيد جميع مشيخات الأشانتي في اتحاد فضفاض ضد الأعداء المشتركين. وكان “أوسي توتو” أيضًا هو من أدخل الكرسي الذهبي كأداة للمركزية. وأصبح الكرسي الذهبي، الذي يُعتقد أنه يحتوي على روح شعب الأشانتي، رمزًا لاتحاد الأشانتي الجديد، وأقسم الولاء للكرسي ولأوسي توتو باعتباره أول أشانتيهيني. وأدرك أوسي توتو نقاط القوة في هذا الاتحاد الذي كان فضفاضًا في البداية من ولايات الأشانتي، فعززمركزية المشيخات المحيطة أثناء حكمه ووسَّع صلاحيات النظام القضائي داخل حكومة مركزية مفترضة.
-وبهذه الطريقة، نما الاتحاد الفضفاض للنواة الصغيرة إلى مملكة الأشانتي القائمة حتى الآن. ومن المهم بالنسبة للبنية الحضرية المعاصرة أن كوماسي لم تكن أبدًا واحدة من تلك المشيخات التي تقف معًا تحت الكرسي الذهبي، بل إن المكان تأسس كمركز رمزي وسياسي في اللحظة التي تأسس فيها اتحاد الأشانتي.([3])
– ولعب “أوسي توتو” دورًا حاسمًا في ترسيخ كوماسي كعاصمة لمملكة أشانتي من خلال توحيد العشائر المختلفة تحت سلطة مركزية. ولم تساعد قيادته في ترسيخ مكانة كوماسي كمركز سياسي فحسب، بل ساهمت أيضًا في التماسك الثقافي بين شعب أشانتي. ومن خلال جعل كوماسي نقطة محورية للحكم والثقافة؛ وضع “أوسي توتو” الأساس لأهميتها المستقبلية في السياقات الإقليمية والدولية.
– تعرضت المدينة للنهب مِن قِبَل الإمبراطورية البريطانية في عام 1874م في أثناء الحروب الأنجلو أشانتي. وحدثت حرب أهلية في ثمانينيات القرن التاسع عشر؛ مما أدى إلى مزيد من تدهور أحوال مدينة كوماسي. وحدث غزو بريطاني آخر للمدينة في عامي 1895 و1896م؛ حيث تُركت كوماسي في حالة خراب. وأصبحت أشانتي مستعمرة رسمية للإمبراطورية البريطانية في عام 1901م. وتم تحديث المدينة خلال هذه الفترة من خلال بناء السكك الحديدية والجامعات والصناعات والمستشفيات. وفي فترة الحرب العالمية الثانية، كان هناك تدفق للمهاجرين إلى المدينة. وقد قدمت الحكومة الاستعمارية أنظمة سكنية جديدة وحدائق وأحزمة خضراء. وفي منتصف القرن العشرين، أُطلق على كوماسي اسم “مدينة الحدائق في غرب إفريقيا”.([4])
– بحلول الاستقلال في عام 1957م، كانت كوماسي مدينة جذابة للغاية، كما تصورت خطة عام 1945م. وأصبحت أجزاء كبيرة من المدينة الآن مغطاة بالنباتات المورقة من النباتات المزخرفة الملونة، والشجيرات المتنوعة، والمروج العشبية التي تم العناية بها جيدًا (كوربو وتيبل، 1995م). لقد كانت مدينة يفتخر بها شعب الأمة المستقلة حديثًا.([5])
السكان واللغة والدين:
1-السكان
أكبر مجموعة عرقية هي الـ”أشانتي”، لكن المجموعات العرقية الأخرى تنمو في الحجم. وعلى غرار الوضع في العديد من المدن في جميع أنحاء البلدان النامية؛ تشهد كوماسي نموًّا سكانيًّا سريعًا وتوسعًا مكانيًّا. مع معدل نمو حضري سنوي يزيد عن 5٪ بين عامي 2000 و2010م، وتظل كوماسي واحدة من أسرع المدن نموًّا في غانا. وتجعل ديناميكية النمو هذه من كوماسي ثاني أكبر منطقة مدينة في غانا بعد أكرا، العاصمة الوطنية، وتقع في دائرة نصف قطرها 270كم. ومن المثير للاهتمام أن معدل النمو السكاني السريع في كوماسي قد وَلَّد نمطًا غير منضبط من التنمية المكانية التي توسعت بما يقرب من ضعف معدل النمو السكاني.([6])
2-اللغة
يُشكِّل الناطقون الأصليون بلغة أكان وحدها 48%، تليها لغة مولي-داغباني بنسبة 17%، ثم الإيوي (14%)، والغا-دانغمي (7%)، وغيرها. ويُتحدَّث بلغات أجنبية أخرى لأسباب مُختلفة مثل الهاوسا، لغة غرب إفريقية يتحدث بها في شمال نيجيريا، يتحدث بها على نطاق واسع قطاع من الغانيين. وبينما تُسيطر اللغة الإنجليزية على الاتصالات الحكومية الرسمية، تُستخدم اللغات الأصلية، وخاصةً لغة الأكان، على نطاق واسع في وسائل الإعلام. وهناك سياسة واعية مِن قِبل الحكومة لتعزيز اللغات الأصلية. وعلى هذا النحو، أنشأت مكتب لغات غانا لنشر الأدبيات المتعلقة باللغات الغانية.
باختصار، بينما تستخدم الحكومة اللغة الإنجليزية لغةً رسمية، فإنها تُقِرّ بالدور الذي تلعبه اللغات المحلية ولغة الهوسا في التواصل داخل الوطن.([7])
3-الدين
إذا نظرنا نظرات سريعة نجد أن حوالي 80 % من سكان كوماسي يتبعون الديانة المسيحية، و20 % يتبعون الديانة الإسلامية، مع عدد أقل من أتباع المعتقدات التقليدية. وقد وصل الإسلام إلى غانا عبر طرق التجارة القديمة للقوافل عبر الصحراء الكبرى والتي كانت تربط بين أشانتي وشمال إفريقيا المسلم والشرق الأدنى قبل وقت طويل من وصول الأوروبيين إلى ساحل المحيط الأطلسي. وجد المهاجرون الريفيون إلى هذه المدن أنه من الأفضل التحول إلى الإسلام، وكسب الاحترام والثقة والعلاقات القيمة في هذه المجتمعات متعددة الأعراق. نمت قوة أشانتي الإمبراطورية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر من خلال المشاركة في هذه الشبكات الدولية. لكن مازالت معتقدات السكان متعلقة بدين الأشانتي، وهو مزيج من القوى الروحية والخارقة للطبيعة؛ فهم يؤمنون بأن للنباتات والحيوانات والأشجار أرواحًا. كما يؤمنون بالجنيات والساحرات ووحوش الغابات. ويؤمنون بالمعتقدات الدينية التي تتعلق بالأسلاف والآلهة العليا.([8])
المناخ:
تتمتع كوماسي بمناخ السافانا الاستوائية مع موسمين مطريين متميزين: رئيسي وثانوي. يمتد الموسم الرئيسي عادةً من مارس إلى يوليو، بينما يمتد الموسم الثانوي من سبتمبر إلى نوفمبر. يبلغ معدل هطول الأمطار السنوي حوالي 1200 ملم، وتتراوح الرطوبة النسبية بين 53% و93%. يبلغ متوسط درجات الحرارة الشهرية حوالي 31 درجة مئوية، بينما تبلغ درجات الحرارة الدنيا حوالي 22 درجة مئوية.
الأنشطة الاقتصادية:
1-الزراعة والتجارة والصناعة
- تنتج المدينة العديد من المنتجات الزراعية؛ مثل الكاكاو والخشب الصلب عالي الجودة (الأخشاب) من الصادرات الرئيسية الأخرى.([9])
- وكانت كوماسي محورية للتنمية الاقتصادية لمملكة أشانتي؛ نظرًا لموقعها الإستراتيجي على طرق التجارة الرئيسية. وأصبحت المدينة سوقًا مزدحمة؛ حيث يتم تبادل الذهب وجوز الكولا والمنسوجات، مما عزز بشكل كبير ثروة المملكة. وسمحت هذه القوة الاقتصادية لكوماسي بالتطور إلى مركز سياسي؛ حيث يمكن للقيادة أن تحكم بفعالية وتوسع نفوذ أشانتي عبر غرب إفريقيا.
- التصنيع الزراعي: معالجة الكاكاو والأخشاب والمنتجات الغذائية للاستهلاك المحلي والتصدير.
- المنسوجات والأزياء: لا تزال كوماسي مركزًا حيويًّا لنسيج كينتي وإنتاج الأزياء.
- نمو تجارة التجزئة: مع ظهور مراكز التسوق ومراكز الأعمال، يتزايد الطلب على مساحات البيع بالتجزئة باطراد.
- جعلت شهرة كوماسي كمركز تجاري منها نقطة محورية للاهتمام للقوى الاستعمارية الأوروبية التي تسعى إلى السيطرة على الموارد القيمة مثل الذهب. مكَّنتها ثروة المدينة وموقعها الإستراتيجي من مقاومة الاستعمار لفترة طويلة؛ ومع ذلك، أدَّى هذا أيضًا إلى صراعات كبيرة مع القوات البريطانية. في النهاية، شكَّلت الأهمية السياسية والقوة الاقتصادية لكوماسي مواجهتها للتعدي الاستعماري، مما أثر ليس فقط على الحكم المحلي ولكن أيضًا على الديناميكيات الإقليمية الأوسع أثناء التوسع الإمبراطوري الأوروبي.([10])
- تظل كوماسي مدينة ملكية، وكان دور الملك رمزيًّا بشكل أساسي.
- نظرًا للرواسب الذهبية الكبيرة التي تم استخراجها في المنطقة، كانت كوماسي من بين المدن الأكثر ثراءً في غانا.
- الصادرات الرئيسية اليوم هي الأخشاب والكاكاو. وتمتلك كوماسي 50 في المائة من صناعة الأخشاب في غانا، مع توظيف أكثر من 4000 شخص في هذا العمل.
- التجارة والتجارة والزراعة والتعدين هي الصناعات الرائدة في كوماسي. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع منطقتها بتراث ثقافي غني واضح بشكل خاص في المدن المحيطة الأصغر. وتكثر الثروات الأخرى، مع الثروة المستمدة من رواسب الذهب الكبيرة.([11])
2-السياحة
بصفتها القلب الثقافي النابض لغانا، يُواصل قطاع السياحة في كوماسي ازدهاره. رغم الازدحام الشديد فالكثير من الطرق غير ممهدة أو غير مصانة جيدًا؛ بالتأكيد خلال موسم الأمطار، يؤدي هذا إلى عدم إمكانية الوصول وانقطاع الاتصال لبعض مناطق المدينة. ورغم ذلك توجد بها العديد من الأماكن السياحية الرائعة.
3-الثقافة والفنون
– تحتل المدينة مكانة مهمة في تاريخ شعب الأشانتي؛ حيث تقول الأسطورة: إن كرسيًّا ذهبيًّا في القصر نزل من السماء، وتلقى أوكومفو أنوكي، وهو كاهن قديم، الكرسي الذهبي، الذي يدل على تجسيد روح أمة الأشانتي. ثقافة الأشانتي ليست مجرد بقايا من الماضي؛ إنها جزء حي يتنفس من حاضر المدينة. ويرتبط شعب كوماسي ارتباطًا وثيقًا بتراثهم، وقصصهم تُعتبر شهادة على الإرث الدائم لإمبراطورية الأشانتي.([12])
خضعت مدينة كوماسي، باعتبارها عاصمة ولاية أشانتي ومنطقة أشانتي الحالية، للعديد من التغيرات السياسية والثقافية والجسدية والديموغرافية على مدى المائة وعشر سنوات الماضية (1900- 2010م). وكانت السوابق التاريخية للمدينة ذات أهمية حاسمة في تعزيز التراث الثقافي الغني للمدينة. ويعمل تاريخها كنقطة انطلاق في تقديم تفسير للسكان والنمو المادي. وبالتالي، فإن الموقع الإستراتيجي لمدينة كوماسي فضلاً عن غاباتها الغنية ومواردها الطبيعية الأخرى هندست دور المدينة كنقطة عبور ومركز تجاري قوي للناس في الجزء الشمالي من البلاد. وقد شكَّلت هذه العوامل الأساس لنمو كوماسي كعاصمة إدارية تقليدية ذات سيادة ذات حضور لا لبس فيه في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لغانا على مدى فترة وجودها.([13])
– وتجدر الاشارة إلى ثقافة الأشانتي عن الحياة الآخرة؛ والتي نراها كما هو الحال في جميع الثقافات الفودو والروحانية، وتنعكس أيضًا في مراسم الجنازة. فبدلاً من الأحداث الحزينة، تبدو وكأنها مهرجانات حقيقية، ممزوجة بالأغاني والرقصات البرية. ويمكن لأيّ شخص المشاركة فيها، في لحظة جماعية من المشاركة الاحتفالية، وتقديم العزاء لأفراد الأسرة وتكريم الموتى، ليس كثيرًا لما حققوه في الحياة، ولكن قبل كل شيء لما سيفعلونه في الحياة الآخرة، والحماية التي سيرسلونها من عالم الموتى القوي.
ألوان هذه المسيرات الحقيقية هي الأحمر والأسود؛ حيث يرتدي أقرب أقارب المتوفى اللون الأحمر الزاهي، في حين يرتدي المعارف اللون الأسود. وكلما ارتفع المستوى الاجتماعي للأسرة؛ كانت المراسم أكثر فخامة. ويتعين على رئيس العشيرة أن يحضر، برفقة خدمه، وبإمكانه التعرف عليه فورًا من خلال مظلته وعصاه الملكية، وعرض المجوهرات الذهبية وقماش الأدينكرا الثمين، والذي يُخصص فقط لأعضاء العائلات المالكة.([14])
أهم التقاليد والعادات والمهرجانات
1-الأطعمة المميزة للمدينة
- واكي: متعة الأرز والفاصوليا Waakye
واكي طبق غاني محبوب أصبح عنصرًا أساسيًّا في مشهد أطعمة الشوارع في كوماسي. إنه مزيج لذيذ من الأرز والفاصوليا المطبوخة مع التوابل، وغالبًا ما يُقدَّم مع أطباق جانبية متنوعة. وتشمل الإضافات التقليدية الموز المقلي والبيض المسلوق وصلصة حارة تُسمى شيتو. ويُعدّ خيارًا شائعًا لتناول الإفطار أو الغداء؛ حيث يقدم وجبة مغذية ومشبعة تحافظ على نشاط السكان المحليين طوال اليوم.
- الفوفو: الطبق الوطني Fufu
الفوفو – خضراوات جذرية نشوية مسلوقة ومهروسة تُقدَّم مع اليخنات والصلصات والشوربات. ولا يكتمل استكشاف مأكولات شوارع كوماسي دون تجربة الفوفو، الطبق الوطني الغاني. ويُصنع الفوفو من الكسافا المطحونة أو البطاطا الحلوة أو الموز الجنة، ويتميز بقوام يشبه العجين، ويُقدم عادةً مع الحساء أو اليخنات. ويُعد تناول الفوفو تجربة فريدة من نوعها؛ إذ يُستهلك يدويًّا في العادة. ويُشارك هذا الطبق بين روّاد المطاعم، مما يجعله رمزًا للمجتمع والترابط في الثقافة الغانية.
- كيليويلي موز الجنة Kelewele
كيليويلي وجبة خفيفة شهيرة تجمع بين النكهات الحلوة والحارة .يُقطع الموز الجنة الناضج إلى قطع صغيرة، ويُتبل بمزيج من الزنجبيل والفلفل والتوابل الأخرى، ثم يُقلى حتى يصبح ذهبي اللون. والنتيجة قشرة مقرمشة من الخارج وطبقة داخلية طرية وحلوة، غنية بالنكهة. ويُستمتع بالكيليويلي كوجبة خفيفة أو طبق جانبي، ويمكن العثور عليه في العديد من أكشاك الطعام في شوارع كوماسي.
- أرز الجولوف Jollof rice
طبقٌ محبوبٌ في غرب إفريقيا، ويقدم باعةُ الطعام في شوارع كوماسي نسخًا شهيةً منه. يُطهى هذا الطبق الشهي مع الطماطم والبصل ومزيجٍ من التوابل، ليُضفي لونًا أحمر زاهيًا ونكهةً غنية. ويُقدم أرز الجولوف عادةً مع الدجاج المشوي أو المقلي، أو اللحم البقري، أو السمك، مما يجعله وجبةً مُرضيةً ومتكاملةً.
2-أشهر المهرجانات
- مهرجان أكواسيداي Akwasidae
أحد أروع الفعاليات الثقافية في غرب إفريقيا. يُقام هذا الاحتفال التقليدي لمملكة أشانتي على أرض القصر الملكي في كوماسي، غانا، ويُحتفل به منذ قرون. إنه وليمة بصرية مذهلة تزخر بالفخامة والفخامة الإفريقية. وهو في الواقع الاحتفال الديني الأكثر صدقًا لشعب الأشانتي. إنه حدث طقسي جماعي حقيقي، يجدد كل 42 يومًا تفاني الرعايا لملكهم (Asantehene) وامتنانهم للقوى الروحية الخارقة للطبيعة، والتي بدونها لا يمكن أن توجد القوة الأرضية. زوبعة من الرقصات البرية والإيقاع والألوان والروائح والملابس. يصل زعماء العشائر في موكب فخم أمام الزعيم الأعلى والكهنة التقليديين، كل منهم برفقة بلاطه وخدمه. إن عرضًا مذهلاً من أقمشة كينتي الفاخرة والمجوهرات الذهبية والمظلات وكراسي السيدان والعصي الملكية، ومجموعة من رموز الأدينكرا، والنصوص المجازية والزخرفية القديمة التي تروي أمجاد الأشانتي، تصاحب العديد من الهدايا للملك، وتنتهي بتضحية استرضائية هائلة، امتنانًا للأرواح الأسلاف والقوى الخارقة للطبيعة.([15])
ويتميز باحتفالات زاهية الألوان؛ حيث يُزيّن “أسانثيني” (ملك أشانتي) بقماش كينتي ملكي وحلي ذهبية ترمز إلى ثروة المملكة وقوتها. ويتميز المهرجان بقرع الطبول والرقص وعرض الأشياء المقدسة؛ حيث يُقدّم المشاركون إهداءات للملك وهم يتلقون بركاته. كما يُمثّل وقتًا للتأمل والشكر، وتأكيدًا على ارتباط شعب أشانتي بأصولهم الغنية وهويتهم الثقافية.([16])
يُحتفل في مهرجان أكواسيداي أيضًا بالمقعد الذهبي؛ ويُعدّ هذا المقعد المقدس رمزًا مقدسًا لشعب أشانتي، يمثل قوتهم ووحدتهم. ويُقال: إن المقعد الذهبي الأصلي “هبط من السماء” في القرن السابع عشر. يُعتقد أنه يحتوي على “سونسوم”، روح شعب الأشانتي.
ويُعدّ مهرجان أكواسيداي فرصةً مثاليةً لمجتمع الأشانتي للتجمع للاحتفال بتراثهم الثقافي وتقديم الشكر لأسلافهم. بالإضافة إلى ذلك، يُكرمون ملكهم الحبيب، أوتومفو أوسي توتو الثاني، والملكة الأم نانا كونادو يادوم الثالثة. في يوم المهرجان، يلتقي الأشانتيهين (ملك الأشانتي) برؤسائه ورعاياه وكبار الشخصيات في فناء قصر مانهيا الملكي. من بين الحضور كبار الزعماء الذين يمثلون جميع مناطق مملكة أشانتي، ورؤساء الأقسام، وأفراد من العائلة المالكة، ومسؤولين حكوميين، ومواطنين من جميع أنحاء غانا.([17])
- مهرجان أداي كيسي (“مكان الراحة الكبير”) Adae Kese
يُعدّ هذا المهرجان احتفالًا مهمًّا، وإن كان نادرًا، بين شعب الأشانتي في غانا. يُمجّد هذا المهرجان إنجازات مملكة الأشانتي، وقد بدأ الاحتفال به لأول مرة بمناسبة تحرير الشعب لدولته، بعد الحرب التي نال فيها الأشانتي استقلالهم، في معركة فيياس التي خاضوها ضد شعب “دينكيراوهو”، وأيضًا لكون المناسبة التي تُقام فيها مراسم تطهير أودويرا في أضرحة أرواح الأجداد. ويتزامن هذا الاحتفال عادةً مع موسم حصاد البطاطا، ولذلك أطلق الأوروبيون على هذه الطقوس اسم “عادة اليام”؛ ويُحتفل به كل أسبوعين مِن قِبَل الشعب وفقًا لتقويم الأكان، القائم على دورة اثنين وأربعين يومًا وتسعة أشهر في تقويمهم. ويُقام المهرجان في الغالب لذروة الاحتفالات بإنجازات ومعالم محددة لشعب مملكة أشانتي. والمهرجان يوم راحة، لذا يُحظَر العمل فيه.([18])
وهذا الحدث هو مهرجان سنوي ختامي لتقويم الأكان، وهو مهرجان “أداي التاسع” (الذي يُقام كل ستة أسابيع). يُبشر أداي كيسي بقدوم العام الجديد، وتتراوح تواريخه بين يوليو وأكتوبر، على الرغم من أن بعض الأكان مثل الأكيم والأكوامو والأشانتي يحتفلون بالعام الجديد في يناير. ويُحتفل به أيضًا في قصر مانهيا. ويتضمن المهرجان طقوسًا تهدف إلى تطهير روح غرف قصر الملك مِن قِبَل أفراد العائلة المالكة وكبار الشخصيات.([19])
ويبدو أن المقعد الذهبي محفوظ في “مكان سري” في القصر الملكي. عندما يُخرج -في المناسبات الخاصة جدًّا فقط!- يُوضع على عرشه الخاص، جالسًا على يسار الملك. المقعد مصنوع بالكامل من الذهب، ويبلغ ارتفاعه 45 سم، وطوله 60 سم، وعرضه 30 سم. ولم نرَ المقعد الذهبي في هذا المهرجان.
3-أهم المعالم السياحية
كوماسي هي العاصمة القديمة لمملكة أشانتي، وهي لا تزال قلب بلد أشانتي وموقع أكبر مركز ثقافي في غرب إفريقيا، وبها قصر ملك أشانتي. ولإضافة المزيد من الجاذبية، فهي محاطة بتلال خضراء متدحرجة، ولديها سوق مركزي ضخم نابض بالحياة مثل أيّ سوق في إفريقيا.
- المركز الثقافي الوطني
هو الجاذب الرئيسي للمدينة، وهو على بُعد 10 دقائق سيرًا على الأقدام غرب السوق. يضم المجمع مترامي الأطراف متحفًا رائعًا لتاريخ أشانتي، ومكتبة شهيرة، ومتجرًا ممتازًا للحِرَف اليدوية، وقاعة عرض. وتتوفر دروس في الرقص التقليدي والطبول. أحد المعروضات الأكثر إثارة للاهتمام في المركز هو الكرسي الذهبي المزيف المستخدم لخداع البريطانيين، الذين سمعوا أن الكرسي الذهبي الحقيقي يحمل قوة إمبراطورية أشانتي وطالبوا بإحضاره إليهم. لقد مر عقود من الزمان قبل أن يكتشفوا الخدعة. ويتم الاحتفاظ بالكرسي الحقيقي في قصر مانهيا، ولا يتم إحضاره إلا في المناسبات الخاصة. إنه مقدس لدرجة أنه لا يُسمح حتى للملك بالجلوس عليه، ولا يُسمح له أبدًا بلمس الأرض. توجد صورة له في المتحف.
- قصر مانهايا
المعروف باسم قصر أسانثيني، هو قصر أعلى حاكم للأشانتي. لم يعش ملوك الأشانتي في رفاهية أبدًا، وغالبًا ما يُفاجَأ الزوار بمدى بساطة القصر وبساطته. يعيش الملك الحالي في قصر أحدث يقع مباشرة خلف القصر القديم، وإذا أحضرت هدية واستفسرت بأدب، فقد تتمكن من مقابلته. يمكنك أيضًا محاولة الوصول إلى مهرجان Adae – الذي يقام مرتين كل 42 يومًا – عندما يأتي رعايا الملك لتقديم الاحترام له.
في القرى المحيطة بكوماسي، يتخصص الحرفيون في الحرف اليدوية مثل صياغة الذهب ونحت الخشب وطباعة القماش والنسيج. بونواير هو المكان المناسب لشراء قماش كينتي، وبانكرونو هو الأفضل للفخار، وأهوييا لنحت الخشب، ونتونسو لشراء قماش أدينكرا. وتعد سيارات الأجرة الخاصة وترو-ترو أفضل الطرق للوصول إلى أيّ من قرى المشهورة بالحرف اليدوية.([20])
كان هذا القصر مقرّ سلطة أشانتيهيني، الزعيم الأعلى لمملكة أشانتي.. بُني القصر في البداية على يد الأشانتي أنفسهم، وكان جميلاً وفخمًا لدرجة أن البريطانيين أُعجبوا بحجمه عندما رأوه لأول مرة. احتوى القصر على صفوف عديدة من الكتب المكتوبة بلغات مختلفة. ومع ذلك، لم يمنع ذلك البريطانيين من هدمه خلال حرب الكرسي الذهبي. وأعاد البريطانيون بناءه لاحقًا عام ١٩٢٥م.([21])
- بحيرة بوسومتوي Lake Bosumtwi
سقط نيزك قديم في منطقة أشانتي، فانبثقت منها هذه البحيرة. يُقال: إن صيادًا طارد ظبيًّا إلى داخلها فاكتشفها. ويُعتقد أن البحيرة استقبلت الظبي كما لو كان يحاول إنقاذه من الصياد. ولهذا السبب تُسمى البحيرة حتى اليوم “بحيرة إله الظباء”. هذا التاريخ يجعلها بحيرة مقدسة للغاية لدى الأشانتيين. يعيش حوالي 70,000 شخص في القرى المحيطة بالبحيرة.([22])
- محمية بوبيري للفراشات Bobiri Butterfly Sanctuary
يتميز المكان بجماله الأخّاذ، تمامًا كجمال الفراشات التي اتخذته موطنًا لها. إلى جانب محمية الفراشات، يضم الموقع حديقةً نباتيةً ومساراتٍ للمشي في الغابة. وتُعدّ محمية الفراشات موطنًا لمئات الأنواع المختلفة من الفراشات، التي تخرج غالبًا خلال النهار بألوانها الزاهية. كما ستجد في الغابة المطيرة العديد من أنواع الأشجار النادرة التي تُهيئ بيئةً رائعةً للاسترخاء.([23])
- سوق كيجيتيا Kejetia Market
يبدو سوق “كيجيتيا” كمركبة فضائية هبطت في قلب كوماسي. أما عن قرب، فتبدو أسقف هذا السوق الضخم كمدينة عشوائية دائرية، ويُشار إلى هذه السوق غالبًا بأنها الأكبر في غرب إفريقيا؛ إذ تضم 11,000 كشك، ويعمل فيها ما لا يقل عن أربعة أضعاف عدد العاملين هنا.
أما من الداخل، فتبدو سوق “كيجيتيا” النابضة بالحياة مربكة بعض الشيء، لكنها آسرة للغاية. وتجد هنا مواد غذائية، وأحذية مستعملة، وملابس، وتحف بلاستيكية، وخرز زجاجي، وشرائط كينتي، وصنادل أشانتي، وباتيك، وأساور، وغيرها الكثير.
- قرية بونواير للنسيج في كينتي Bonwire Kente Weaving Village
يعود تاريخ النسيج في إفريقيا إلى عام 3000 قبل الميلاد، وقد تطور منذ ذلك الحين، وتحسن حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم. نشأ نسيج كينتي في مملكة أشانتي حوالي القرن السابع عشر، وهو الآن نسيج يُلبس في جميع أنحاء غانا وخارجها. ووفقًا للتاريخ، تعلم أوتا كارابان وصديقه كواكو كل ما يعرفانه عن النسيج من عنكبوت. أخبرا زعيمًا في بونواير عن نفقاتهما، فأخبر الزعيم لاحقًا رئيس مملكة أشانتي، الأسانثيني. وأدرج هذا الأسانثيني هذا النسيج في ثقافتهم، ولا يزال يُلبس في المناسبات المهمة حتى يومنا هذا. وهذا النسيج هو نسيج كينتي.([24])
خاتمة:
كوماسي مدينة الجمال في غانا تُعبِّر عن ثقافة متميزة، وهي ثقافة الأشانتي مازلت محفورة لدى سكانها رغم تغير الزمن وملامح المكان. وتسعى حكومة غانا إلى أن تستعيد المدينة لقبها المميز “مدينة الحدائق”، كما كانت بعد أن أصابها عشوائية التخطيط وفقدت هذا الرونق الساحر. لكنها رغم ذلك هى قلب غانا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
……………………
[1]– Kwasi Kwafo Adarkwa: Future of the Tree Towards growth and development of Kumasi. 2011
[2] – The meaning and history of the name Kumasi https://venere.it/en/the-meaning-and-history-of-the-name-kumasi/
[3] – ANNE BAEYENS: KUMASI, GHANA. CRITICAL STUDY OF AN AFRICAN. 2012
[4] –https://www.ghanaweb.com/GhanaHomePage/geography/kumasi.php
[5] –https://www.ghanaweb.com/GhanaHomePage/geography/kumasi.php
[6] – Kumasi: Towards a sustainable and resilient cityscapehttps://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0264275119317731
[7] – ABDULAI AKUAMAH: A Look into the Linguistic Landscape of Kumasi: The Case of Shop Names, IJoLLT Vol. 5, No. 1 (March) 2022.pp13-16.
[8] – Gracia Clark: Public Face of Islam in Kumasi. History of the Kumasi Zongo https://aodl.org/islamicmodernity/kumasi/essays/182-693-1/
[9] –https://enochdarfahfrimpong.blogspot.com/2006/11/kumasi-garden-city-of-africa.html
[10] –https://library.fiveable.me/key-terms/africa-before-1800/kumasi
[11] –https://enochdarfahfrimpong.blogspot.com/2006/11/kumasi-garden-city-of-africa.html
[12] – Isabelle Tremblay: Unveiling the Secrets of Kumasi: A Journey Through the Ashanti Empire’s Legacy.2023
[13] – Kwasi Kwafo Adarkwa: Future of the Tree Towards growth and development of Kumasi.2011.p.30
[14] – The great celebration of the Ashanti in Kumasi. https://www.kanaga-at.com/en/trip-info/ghana-en/the-great-celebration-of-the-ashanti-in-kumasi/
[15] – The great celebration of the Ashanti in Kumasi. https://www.kanaga-at.com/en/trip-info/ghana-en/the-great-celebration-of-the-ashanti-in-kumasi/
[16] -https://hobletsonthego.com/where-weve-been/africa/ghana/akwasidae/
[17] -https://www.planetjanettravels.com/ghana-akwasidae-festival-celebrating-ashanti-kingdom-vibrant-culture/
[18] -https://en.wikipedia.org/wiki/Adae_Kese_Festival
[19] – https://en.wikipedia.org/wiki/Adae_Kese_Festival
[20] –https://www.ghanaweb.com/GhanaHomePage/geography/kumasi.php
[21] – https://grassroottours.com/ashanti-region/
[22] – https://grassroottours.com/ashanti-region/
[23] – https://grassroottours.com/ashanti-region/
[24] – https://grassroottours.com/ashanti-region/
