صدر العدد الرابع والستون من مجلة “قراءات إفريقية” (إبريل – 2025)، واحتوى العدد موضوعات متنوعة؛ دينيًّا واقتصاديًّا وتنمويًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا.
جاءت الافتتاحية بعنوان : (قمة الاتحاد الإفريقي 38.. والقضية الفلسطينية) لتؤكد أهمية التضامن الإفريقي مع الشعب الفلسطيني، باعتبار أن القارة الإفريقية لطالما كانت داعمةً لحركات التحرر الوطني وللقضايا العادلة في وجه الاستعمار والاحتلال .
وأشارت الافتتاحية إلى أن القضية الفلسطينية تُعتبر بالنسبة للشعوب الإفريقية قضية عدل وحق إنساني، لذلك؛ كان (الاتحاد الإفريقي) منذ نشأته منبراً للدفاع عن القضية الفلسطينية، وداعماً لها، وكذلك كانت الدول والشعوب الإفريقية. وقد أعاد العدوان «الإسرائيلي» على غزة الزخم للقضية في أنحاء واسعة من القارة، ومن ثَمّ ظهر هذا الموقف الإفريقي الموحد خلال قمّة الاتحاد الـ38 لتؤكد هذا الموقف الثابت.
وجاء موضوع الغلاف بعنوان (الخطاب الديني على شبكات التواصل الاجتماعي في إفريقيا جنوب الصحراء: القضايا والتحديات والتأثير) للباحث الأستاذ/ ربيع محمد محمود، المتخصص في الدراسات الإفريقية.
تستعرض الدراسة التغيرات في الخطاب الديني على الفضاء الرقمي بإفريقيا جنوب الصحراء، وتكشف المفارقات بين ضعف الوصول للإنترنت وتفوق بعض المجتمعات في استخدام شبكات التواصل. كما تتساءل الدراسة نقدياً عن كيفية تحدي المنصات الرقمية للاحتكار التقليدي للخطاب الديني، مما يتيح بروز “الدعاة الجدد” والبلوجرز كأصوات مؤثرة. وتعتمد الدراسة على مراجعة الأدبيات وتحليل المؤشرات الرقمية لتسليط الضوء على التحديات والفرص، مما يفتح المجال لتفكير مستقبلي حول مستقبل الخطاب الديني في ظل التحولات التكنولوجية.
كما اشتمل العدد على الموضوعات التالية:
– الزراعة الإمبريالية في إفريقيا: الإستراتيجيات والتأثيرات / للدكتور آدَمَ بَمْبا
المحاضر – بجامعة إفريقيا الإسلامية- أبيدجان.
تتناول الدراسة موضوع الزراعة الإمبريالية في إفريقيا من خلال قراءة نقدية تعتمد على تحليل الاستراتيجيات الاقتصادية والسياسية التي تنتهجها القوى الخارجية للسيطرة على الموارد الزراعية. وتستعرض تاريخ نشوء هذا النموذج الزراعي وتطوره في ظل الاستعمار والتحرر، مع تسليط الضوء على الفجوات الاقتصادية التي أدت إلى تهميش المزارعين المحليين وتعطيل الممارسات الزراعية التقليدية.
كما تناقش الدراسة الآثار الاجتماعية والاقتصادية لهذه السياسات، وتطرح تساؤلات حول إمكانية تحقيق استقلالية زراعية حقيقية لإفريقيا في مواجهة الهيمنة الإمبريالية المتواصلة.
ومن موضوعات العدد أيضًا:
الشفافية الانتخابية في إفريقيا: هل تعززها بعثات المراقبة؟ بعثات الاتحاد الإفريقي نموذجاً.
للدكتور/ عمر الخير إبراهيم
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزيرة – السودان.
تتناول هذه الدراسة بعثات مراقبة الانتخابات في إفريقيا، وتحديداً تلكم التي يبعثها الاتحاد الإفريقي للدول الأعضاء للتأكد من التزامها بقيم الشفافية وآلياتها في الحكم، وضمان انتقال سلمي للسلطة فيها. وتمثل بعثات مراقبة الانتخابات في إفريقيا إحدى أهم الأدوات التي يستخدمها الاتحاد الإفريقي، وبعض التجمعات والمنظمات الإقليمية الإفريقية والدولية، لضمان شفافية العمليات الانتخابية في إفريقيا، والتأكد من سلامة تنظيمها ونتائجها.
وتحاول الدراسة النظر في خلفيات، وتاريخ، وممارسة هذه البعثات، لكشف الفلسفة والدوافع التي أدت لظهورها، وأهدافها، ومنهجيات عملها، وآثارها ببعديها الإيجابي والسلبي على واقع ومستقبل التداول السلمي للسلطة في إفريقيا.
ومن موضوعات العدد:
ثورة الماو ماو: أسبابها، وأحداثها، وتداعياتها على حركة التحرر في شرقي إفريقيا : للدكتورة/ إيمان رجب زكي تمام – أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المساعد، بكلية الآداب، جامعة بني سويف.
تتناول الدراسة مظاهر المقاومة الوطنية في مواجهة الاستعمار البريطاني من خلال قراءة نقدية تسلط الضوء على كيفية تجسيد ثورة الماو ماو لمطالب الشعوب الإفريقية بالحرية والاستقلال.
وتستعرض السياق التاريخي الذي أدّى إلى نشوء هذه الحركة، مع الإشارة إلى السياسات الاستعمارية المجحفة التي اتبعتها الإدارة البريطانية في كينيا، مما أسهم في تأجيج روح النضال لدى الوطنيين. كما تطرح الدراسة تساؤلات نقدية حول التصورات النمطية التي اعتمدها الخطاب الحداثي الأوروبي في تصوير المواطن الإفريقي وتهميش قيم المقاومة.
واشتمل العدد أيضًا على الدراسات التالية:
– اللامركزية كآليه لتعزيز التنمية والحكم الرشيد في إفريقيا جنوب الصحراء: دراسة مقارنة بين كينيا وجنوب إفريقيا.
– دور تحويلات العاملين بالخارج في التنمية الاقتصادية في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
– الهوية والنهضة الإفريقية.. قراءة في فكر علي أمين مزروعي.
واحتوى المشهد الإفريقي على أهم الأخبار والمستجدات والفعاليات في القارة خلال الثلاثة أشهر الماضية، واستعرض عددًا من التصريحات والمعلومات المتنوّعة.
وفي نهاية العدد توجد ملخصات باللغة الإنجليزية للموضوعات المنشورة فيه.