أذعنت سلطات جنوب السودان للضغط الشعبي، وأعلنت التراجع عن قرار حجب فيسبوك وتيك توك.
وجاء في بيان للمدير العام للهيئة الوطنية للاتصالات نابليون أدوك غاي “كان هدفنا موزّعي فيديوهات مضرّة كتلك”، موضحاً أن القرار لم يكن يرمي إلى حجب “التواصل الاجتماعي برمته”. وأضاف: “بالطبع لم يتقبّل الجمهور هذا القرار على نحو جيّد، وقد أخذنا في الاعتبار قلق المواطنين ومنظمات حقوق الإنسان”.
وعلقت السلطات في دولة جنوب السودان الوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي لمدة 30 يوما على الأقل بعد أن أثارت مقاطع فيديو -تصور عمليات قتل مزعومة لمواطنين من جنوب السودان في ولاية الجزيرة السودانية- أعمال شغب وهجمات انتقامية مميتة.
وكتب نابليون أدوك المدير العام للهيئة الوطنية للاتصالات -في رسالة لمقدمي خدمات الإنترنت- أنه تقرر تنفيذ الحظر اعتبارا من منتصف الليلة الماضية.
وكتب أدوك -في الرسالة- أن القرار جاء “بعد الاضطرابات الأخيرة في السودان التي عرّضت سكان جنوب السودان لمستويات غير مسبوقة من العنف الشديد من خلال منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وكانت شركتا تشغيل خدمات الهواتف المحمولة “إم تي إن جنوب السودان” و”زين” قد أصدرتا بيانين يفيدان بأن عملاءهما لن يتمكنوا من الوصول إلى فيسبوك وتيك توك والمنصات الأخرى لمدة أقصاها 90 يومًا.
يُذكر أنه قد قُتل ما لا يقل عن 16 مواطناً سودانياً -الأسبوع الماضي- عندما اندلعت أعمال الشغب في جوبا عاصمة جنوب السودان وأماكن أخرى من البلاد.
وقالت الشرطة في دولة جنوب السودان إن شباناً في عدة مدن نهبوا وخربوا المتاجر المملوكة لمواطنين سودانيين وأحرقوا عدة منازل، رداً على ما يعتقدون أنه تورط الجيش السوداني والجماعات المتحالفة معه في أعمال القتل بولاية الجزيرة السودانية.
وبعد أعمال العنف في جوبا، فرضت السلطات حظر تجول ليلي في حين دعا الرئيس سلفا كير إلى “ضبط النفس”. ومن جانبه، أدان الجيش السوداني ما أسماه “الانتهاكات الفردية” في ولاية الجزيرة، وشكل لجنة للتحقيق فيما جرى.
ويقيم الكثير من مواطني السودان، في جنوب السودان، أو لجأوا إليه. وكان جنوب السودان قد حصل على استقلاله عن السودان في العام 2011، ويعاني منذ ذلك الحين عدم استقرار.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 نزاعا عنيفا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب “حميدتي”.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، الأربعاء، في بيان، إن معظم الذين فروا من حرب السودان عبر الحدود الجنوبية والبالغ عددهم مليون شخص، هم من جنوب السودان عادوا إلى وطنهم.