نِهاد محمود
باحثة دكتوراه بكلية الدراسات الإفريقيّة العُليا- جامعة القاهرة
مُقَدِّمَة:
في ظل الاعتراف الدولي (الصريح والمباشر) بما يُمكِن أن يُحدثه تغيُّر المناخ من تحويل بوصلة الصراعات المستقبلية، وتشكيل مخاطر أمنية ليست بالقليلة، ومضاعفة تكلفة الصراعات الموجودة بالفعل؛ وهو ما يجعل قضية تغيُّر المناخ واحدةً من أخطر أزمات القرن الحادي والعشرين.
من هنا تبرز الضرورة البحثية لتناول ظاهرة “التغير المناخي”، متعددة الجوانب، وتأثيرها على انتشار العنف والنزاعات المسلحة، والحروب الحالية والمستقبلية، وخاصةً في القارة الإفريقية، التي تُعدّ واحدة من أكثر قارات العالم تضرُّرًا جراء هذه الظاهرة، على نحوٍ جَعَلها تتحمل أعباءً لا تتناسب مع إسهامها الضئيل في الانبعاثات الحرارية العالمية.
وعليه تأتي أهمية كتاب “عصــر الأنثروبوســين: التغيُّــر المناخــي وحــروب المســتقبل في إفريقيا“؛ الذي أعدَّه البروفيسور حمدي عبد الرحمن حسن (أستاذ العلوم السياسيّة بجامعتي زايد والقاهرة)، الصادر حديثًا عن مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، ليُشكِّل أساسًا ومَرجعًا مُهمًّا لمكتبة الدراسات الإفريقية؛ لما يقدّمه الكتاب من نظرة إفريقية شاملة (تتبنَّى تخصُّصات عدة كالعلوم البيئية والسياسية وعلم الاجتماع، وغيرها) للقضايا التي تربط بين تغيُّر المناخ والأمن في إفريقيا، والحلول والمقاربات الأكثر ملاءمةً لها، وفقًا لسياق ومحددات الحالة الإفريقية، وصولًا إلى حروب المستقبل الإفريقية وسيناريوهاتها المُحتملة.
أولًا: تقسيم الكتاب
عَبْر مقدمة (ثرية ووافية) وثمانية فصول وخاتمة؛ يناقش المفكر والأكاديمي (أ. د. حمدي عبد الرحمن حسن) أزمة التغيُّر المناخي وتداعياته وآثاره الحالية والمستقبلية على القارة الإفريقية، على النحو الآتي:
- المقدمة: شملت تقسيم وبنية الكتاب، أهميته، منهجيته، مراجعات الأدبيات، وغيرها.
- الفصل الأول: الأمن الإيكولوجي: تهديدات تغيُّر المناخ للبشرية والنظم البيئية.
- الفصل الثاني: الإرهاب المناخي: العلاقة المعقدة بين التدهور البيئي والإرهاب.
- الفصل الثالث: حروب المناخ: التغير المناخي والبيئة الأمنية في إفريقيا.
- الفصل الرابع: البيئة كسلاح: الضغوط المناخية وتكتيكات الجماعات الإرهابية في إفريقيا.
- الفصل الخامس: حركة الشباب نموذجًا: تغيُّر المناخ والإرهاب في القرن الإفريقي.
- الفصل السادس: بوكو حرام نموذجًا: استغلال الجماعات الإرهابية للتدهور البيئي في بحيرة تشاد.
- الفصل السابع: الاستجابات الوطنية والإقليمية والدولية لمواجهة الإرهاب في إفريقيا.
- الفصل الثامن: العدالة المناخية: رؤية إفريقية.
- الخاتمة: مستقبل القضايا الأمنية في إفريقيا في عصر الأنثروبوسين.
ثانيًا: رؤية تحليليّة لأبرز ما وَرد بالكتاب من مضامين وإشكاليات
يتضح من ثنايا الكتاب تضمُّنه لعددٍ من الإشكاليات والأطروحات النظرية والحالات الدراسية (التطبيقية)، التي يمكن الإشارة لأبرزها فيما يلي:
1- المنهجيّة والإطار النظري والمفاهيمي:
من منطلق تكوين رؤية شاملة حول تغيُّر المناخ والإرهاب والنزاع المسلح في إفريقيا، وتأثير ذلك على البيئة الأمنية الإفريقية؛ استند المؤلف إلى منهجية تحليلية متعددة الأبعاد (والتخصصات) جمعت بين التحليل الكلي والجزئي، من خلال تسليط الضوء على بعض من التجارب (دراسات الحالة) الإفريقية بما يُيَسِّر فَهْم التفاعلات المعقدة بين (تغيُّر المناخ والنزاع المسلح والإرهاب)، إضافة لرؤية كُليَّة للقارة ككل.
كما اعتمد المؤلف على المراجعة الدقيقة لعددٍ من الأدبيات ذات الصلة بتغير المناخ والنزاع المسلح لفهم تصوُّر المتخصصين والدارسين للعلاقة بين المناخ والإرهاب. وقد كشفت هذه المراجعة عن ٣ اتجاهات رئيسة؛ انطلق الاتجاه الأول من فرضية مفادها أن تغيُّر المناخ يزيد من حدة الصراعات كالحال في منطقتي الساحل وحوض بحيرة تشاد.
أما الثاني فيذهب إلى أن العلاقة بينهما ليست مباشرة، بل تتفاعل مع بعض العوامل (الاجتماعية والسياسية والجغرافية) كحالة دارفور بالسودان.
أما الاتجاه الثالث والأخير فقد رأى أن الأمر يتجاوز العلاقة السببية المباشرة، بمعنى أن تغيُّر المناخ يتشابك مع عوامل الصراع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، كحالتي مالي والصومال. وإجمالًا يخلص “عبد الرحمن” إلى تعقُّد وتشابك العلاقة بين تغيُّر المناخ والصراعات في إفريقيا، وكذلك عدم التوافق في الآراء بشأن الكثير من جوانب العلاقة.
ثم انتقل الكاتب إلى إيضاح ماهية بعض المفاهيم ذات الصلة بموضوع الكتاب؛ كمفهوم تغير المناخ، الأمن الإيكولوجي، الإرهاب البيئي، والأنثروبوسين، وغيرها من المفاهيم ذات الصلة بما وَرد من مضامين وإشكاليات.
2- التغير المناخي كسلاح وأداة لاستمالة القلوب والعقول… حركة الشباب وبوكو حرام نموذجان:
بمعنى أن تغيرات المناخ تخلق تحديات تعجز الدول عن استيعابها، وهو ما ينشئ سياقًا مثاليًّا للجماعات المسلحة لاستمالة السكان المحليين الساخطين بالفعل بسبب التهميش والإقصاء، وهو ما يتم التدليل عليه في حالتَيْ حركة الشباب في الصومال وبوكو حرام في نيجيريا، كنموذجين دالَّيْن على تمكُّن الجماعات الإرهابية من استغلال المظالم أو الكوارث البيئية كسلاح لتحقيق غاياتهم في إعادة التموضع والسيطرة على الموارد والأراضي، وغيرها من أوجه بسط النفوذ.
3- الإرهاب البيئي… حروب في ضوء تغيُّر المناخ:
وهنا يلفت المؤلف الانتباه لبعض حالات الإرهاب البيئي التي وقعت بالفعل في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي شهدت استغلال الجماعات المسلحة لديها السيطرة على عمليات التعدين وتدميرها بما أدى لأضرار بيئية وأمنية بالغة، خلال محاولاتهم تمويل الصراعات المسلحة.
كما يعرض “عبد الرحمن” عددًا من أشكال الإرهاب البيئي، تعددت بين تلويث المياه المُتعمَّد، كمحاولة بوكو حرام في نيجيريا تسميم بعض مصادر المياه للسيطرة على السكان المحليين وإرهابهم، والهجمات على البنية التحتية وتدمير المحاصيل كما فعلته بوكو حرام بحرق الحقول والمحاصيل للإضرار بالمجتمعات المحلية، بما ينقلنا إلى مرحلة أخرى، وهي ضرورة فَهم الأسباب الجذرية الكامنة وراء مثل هذه الممارسات، بما يُمكّن من تعزيز قدرة المجتمعات، ولا سيما الهشَّة، على الصمود، شريطة أن يستند ذلك لأُطُر قانونية قوية تُجَرِّم بشكل حاسم كافة أشكال الإرهاب البيئي.
4- إشكالية (أمننة) قضايا المناخ في إفريقيا:
بدايةً يُقْصَد بأمننة قضايا المناخ: “محاولة إضفاء الطابع الأمني عليها”، بوصفها تُشَكِّل تهديدات، لا نبالغ في وصفها بالوجودية، وهو ما يتفق مع مدرسة كوبنهاجن الشهيرة للدراسات الأمنية.
وقد نبَّه “عبد الرحمن” هنا إلى نقطتين رئيسيتين؛ تمثلت الأولى في التأثيرات الناجمة عن تغير المناخ في القارة الإفريقية، والتي تنوعت بين تأثيرات بيئية واقتصادية واجتماعية وأخرى سياسية.
أما القضية الأخرى محل الخلاف وشديدة الأهمية، فقد تمثلت في (أمننة قضايا المناخ في الحالة الإفريقية)؛ إدراكًا لما يُمكِن أن تُحْدِثه العوامل البيئية من توترات وإشعال للصراعات؛ أي تأطير عملية تغير المناخ باعتبارها تهديدًا مباشرًا للأمن الوطني والإقليمي، مع العلم أن الأمر متشابك ومعقد للغاية، ويحتاج تنسيقًا للجهود والاستجابات الوطنية والإقليمية والدولية.
5- تغيُّر المناخ وتكتيكات الجماعات الإرهابية في إفريقيا:
يعني الكاتب هنا ما يتصل باستغلال الجماعات المتطرفة لتأثيرات المناخ؛ مثل نُدْرة الموارد والجفاف والتصحر، وغيرها من سياقاتٍ تتمكَّن الجماعات المسلحة ببراعة من استغلالها، لا سيما مع غياب أو ضعف أو هشاشة الدولة، بما يُمكّنها من توسيع النفوذ واستمالة المجتمعات المحلية، أو حتى تحقيق مكاسب على الأرض في مواجهة الدولة مباشرة أو بعثات حفظ السلام، كما فعلت حركة الشباب باستهداف إمدادات المياه والإضرار بها في المدن المحررة من بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال (أميسوم) والقوات الصومالية، ما نتج عنه لجوء السكان للمناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب للحصول على المياه. ولا يتوقف الأمر عند الإضرار بالبيئة بل باستغلال مواردها؛ كسرقة النفط في دلتا النيجر بنيجيريا، وكذلك تعدين النفط الذي بات مصدرًا مهمًّا للدخل للجماعات المسلحة، كالحال في منطقة الساحل.
من ناحية أخرى، يأخذنا المؤلف إلى عددٍ من الاستراتيجيات المتبنَّاة من قِبَل الجماعات المسلحة، والتي تُسَهِّل تعبئة المجندين؛ كتقديم حوافز مالية، استغلال المظالم، اللعب على الخلافات والخصومات بين العشائر، كما تفعل تمامًا حركة الشباب. وصولًا للتأكيد على بروز مثل هذه التحركات بشكل خاص في ظل السياقات الهشَّة سياسيًّا والمتأثرة بتغير المناخ.
6- إفريقيا والنضال من أجل العدالة المناخية:
كرَّس “عبد الرحمن” الفصل الثامن والأخير من مؤلَّفه لتسليط الضوء على إشكالية تأثيرات أو ديون المناخ التي تتكبدها الدول الإفريقية، ومطالبة الأخيرة بالعدالة المناخية لتكبُّدها أعباء لا تتوازن مع إسهامها الضئيل في أسباب تغيُّر المناخ، مضيفةً (الدول الإفريقية) أن الدول المتقدّمة عليها سداد ديونها (المناخية)، وتعويض الأفارقة عما لحق بهم من أضرار تاريخية وحالية مفرطة.
وفي السياق ذاته يربط الكتاب بين الحالة التي وصلت لها القارة ودور الاستعمار الأوروبي في الأمر، أو لنَقُل: إن إفريقيا وشعوبها قدَّموا الكثير في الثورة الصناعية الغربية، فيما أسهم الغرب كثيرًا في تخلُّف القارة وشعوبها، بما أوصلنا إلى وضعية من عدم التفاوت المتجذِّر منذ المدّ الاستعماري لإفريقيا، وهو ما يجب معالجته خلال الحديث عن العدالة المناخية ومَن المسؤول عنها، بين الجنوب الذي يعاني من ظلم تاريخي مستمر والشمال الذي تقدَّم باستنزاف وتهميش الجنوب، الذي لا يزال يتكبَّد فاتورة أقلية الغرب المتقدم.
كما يذهب “عبد الرحمن” لدراسة حالة دلتا النيجر كنموذج كاشف عن قضية غياب العدالة المناخية التي عانت منها المنطقة الغنية بالنفط -منذ اكتشافه خلال خمسينيات القرن الماضي-، لا سيما مع ما تسببت فيه شركات النفط متعددة الجنسيات من أضرار بيئية بالغة، كممارسات شركة شل.
خاتمة:
يتكشَّف لنا من تتبُّع ما جاء بالكتاب من أطروحات وإشكاليات؛ محاولة المؤلف تفكيك أزمة التغير المناخي بكافة أبعادها وتفريعاتها، وربطها بالنزاع المسلح والإرهاب في الحالة الإفريقية، وكذلك حرصه على وضع أساس رصين ومتماسك يمكن من خلاله قراءة سيناريوهات حروب المستقبل الإفريقية في “عصر الأنثروبوسين”، بما يصل بنا إلى رؤية شاملة ودقيقة للقضايا المعقدة التي تربط بين تغير المناخ والنزاع المسلح والإرهاب في إفريقيا (من منظور جزئي وكلي)، دون إغفال سعي الكاتب إلى تقديم إسهامات جادة ووضع حلول فعّالة لمواجهة هذه التحديّات؛ من خلال التأكيد على أهمية البحوث التي تتطلب أو تكون قائمة على تعدُّد التخصصات لدراسة وفَهم كافة جوانبها، كالحال في هذه الدراسة التي تطلَّب موضوعها التركيز على العلوم السياسية والعلوم البيئية وعلم الاجتماع ودراسات السلام والصراع، بما يؤدي إلى حلول مبتكرة وأقرب للإشكالية محل البحث.
بقول آخر، وعقب قراءة هذا الإسهام الفكري -بتمعُّن- نتفهم وبشكل جليّ هدف الكاتب العام المتمثل في إيلاء الاهتمام لمشكلات القارة الإفريقية (الحالية والمستقبلية)، لا سيما وإنها نتيجة للإرث الاستعماري -وعوامل أخرى- باتت أكثر قارات العالم تأثرًا بأزمات عدة كتغيُّر المناخ، ليس انطلاقًا من آراء شخصية، بل من خلال دلائل وحجج بحثية دامغة، انطلقت من إشكالية رئيسية نتلمس تداعياتها بالفعل (تغير المناخ ومخاطره على إفريقيا)، وهو ما اتضح من تسلسل الأفكار وترابطها، مع الحرص على طرح أبرز آراء الدارسين والمتخصصين -أصحاب الكتابات ذات الصلة بتغير المناخ والصراعات-، من خلال مراجعة الأدبيات بشكل دقيق، والاشتباك معها والبناء عليها، وتصنيف ما جاء بها من اتجاهات حاكمة للعلاقة بين تغير المناخ والصراعات، وصولًا إلى تفكيك وتحليل جوانب الأزمة، لإيجاد الحلول الملائمة، بما في ذلك من وضع تصوُّر مُعتَبر للسيناريوهات المستقبلية للظاهرة بكل جوانبها.
خلاصة القول: يُفسِح هذا الإسهام البحثي الموسَّع -لمُفَكِّرَه الرائد- الطريق للباحثين والمتخصصين بالشأن الإفريقي، للمزيد من الاشتباك والتفكيك للظواهر الإفريقية المُلِحَّة غير التقليدية (في التناول) بشكلٍ يبتعد عن التنميط الغربي، أو إعادة التدوير المعرفي فحسب، (وهو ما يمكن أن نتلمَّسه في أغلب كتابات المؤلف) على نحوٍ يقودنا إلى إعادة صياغة مفاهيم قديمة أو إحلال مفاهيم وتصورات مستوردة لا تلائم مستجدات الواقع الإفريقي، بمفاهيم وتصورات حديثة (للأمن وغيره من المفاهيم ذات الصلة)، وفقًا للمنظور والفَهم الإفريقي ومحدداته وتحدياته المعاصرة، بما يضمن الوصول إلى مقاربات دقيقة للتعامل مع مثل هذه الإشكاليات بكافة ما تستدعيه من تخصصات وعلوم (كتغير المناخ ومخاطره على القارة الإفريقية- موضوع الكتاب)، وبناءً عليه يتم وضع الإستراتيجيات الاستباقية وفقًا لقراءة وافية لما ألمَّ بالقارة على مدار عقود وعقود، بما يفيد صانعي القرارات والمنظمات الإنسانية ومبادرات بناء السلام، وكافة الأفراد والكيانات ذات الصلة.
وأخيرًا، نختتم بالقول: “إن آثار تغيُّر المناخ ستؤدي إلى تفاقم المنافسة على الموارد، وتهديد سُبُل العيش، وزيادة خطر عدم الاستقرار والصراع، ولا سيما في المناطق المُعرَّضة للخطر بالفعل”، وهو ما ذكره “بان كي مون”، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، الذي استعان به المؤلف في مقدمة كتابه، ليؤكد على أن تغيُّر المناخ بات حقيقة لا يمكن إنكارها، بما يدفعنا كباحثين وجهات معنية (من الدولة وأصحاب المصلحة) بضرورة إيلاء المزيد من الاهتمام لمثل هذه الأزمات شديدة الخطورة والتأثير على قارتنا الإفريقية، بل والكوكب ككل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أ. د. حمدي عبد الرحمن حسن، عصــر الأنثروبوســين: التغيــر المناخــي وحــروب المســتقبل في إفريقيا، (أبو ظبي: مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، الطبعة الأولى، 2025م)، 239 صفحة.
مصطلح الأنثروبوسين كما ورد بالكتاب: هو عصر جيولوجي يمثل الفترة التي هيمنت فيها الأنشطة البشرية على مناخ الأرض وأنظمتها البيئية. ويتسم هذا العصر بتغيرات بيئية كبيرة، مثل: الاحتباس الحراري العالمي وفقدان التنوع البيولوجي وإزالة الغابات والتلوث، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى التصنيع والتحضر. وفي إفريقيا، يفرض الأنثروبوسين تحديات كبرى للأمن بطرق شتى مثل: تأثيرات تغير المناخ والصراعات على الموارد وقضايا الهجرة والنزوح والصحة وهلم جرا. ومع اتساع تأثيرات الأنثروبوسين، يضطر الأفارقة إلى إمعان النظر في إرثهم الحضاري، ومراجعة حساباتهم، وإعادة تقييم ما قدمت أيديهم”.
حول المؤلف (أ. د. حمدي عبد الرحمن حسن):
كاتب ومفكر مصري. تشمل اهتماماته البحثية قضايا السياسة والحكم والتنمية في إفريقيا، دراسات الصراع والأمن والتطرف الديني. يعمل أستاذًا للعلوم السياسية بجامعتي زايد والقاهرة. يشغل حاليًّا منصب نائب رئيس لجنة دراسات الأمن والصراع والتحول الديمقراطي بالجمعية الدولية للعلوم السياسية. له العديد من الكتب والدراسات باللغتين العربية والإنجليزية منها:
- “المخاطر والهوية والصراع: المقتربات النظرية ودراسات الحالة، بالجريف ماكميلان 2021م.
- “التعاون التجاري والأمني في منطقة اتحاد المغرب العربي، في كينيث أوميجي (محرر)، العلاقة بين الحوكمة والأمن والتنمية وإفريقيا: الصعود الإفريقي، بالجريف ماكميلان، 2021م.
- “الدولة المستحيلة في إفريقيا، عمان: الآن ناشرون، 2020م.
- “الخطاب الإسلامي الصوفي في إفريقيا من الجهاد الأعظم إلى إقامة الخلافة الإفريقية، مجلة الأديان، 11 (12) 639، 2020م.
- تحولات الهجرة القسرية في إفريقيا: قضايا ومشكلات عامة، المجلة الإفريقية للعلوم السياسية والعلاقات الدولية، 14 (2)، 2020م.
- “مستقبل إفريقيا في ظل تحولات النظام الدولي، السياسة الدولية، العدد 222، أكتوبر 2020م.
- “مصر والتحولات في القرن الإفريقي: نحو شراكات تعاونية، القاهرة سلسلة كراسات إستراتيجية العدد 294، 2018م.
- “إفريقيا وتحولات النظام الدولي، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2017م.
- تحولات الخطاب الإسلامي في إفريقيا، القاهرة: مركز الأهرام للتوزيع والنشر 2015م.
- “جيفارا الإفريقي: دراسة في الفكر السياسي لتوماس سانكارا”، القاهرة: مركز البحوث العربية والإفريقية 2015م.