تعمل منظمة الصحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، مع السلطات والشركاء في دولة جنوب السودان على مواجهة أسوأ فيضانات تشهدها البلاد خلال عقود، حيث تغمر الفيضانات 42 من أصل 78 مقاطعة وتطال حوالي 890 ألف شخص.
ولاحظت الوكالة الأممية أن الأمطار الغزيرة التي تهطل خلال موسم الأمطار بين أبريل ونوفمبر من كل عام غالبا ما تؤدي إلى فيضانات، إلا أنها أصبحت الآن أكثر شدة بسبب تغيّر المناخ.
وشرّدت الفيضانات حتى الآن 226 ألف شخص في جنوب السودان، حيث غمرت الطرق والبنية التحتية الرئيسية بالمياه، من ضمنها 58 منشأة صحية، فيما لم يعد بالإمكان الوصول إلى 90 منشأة أخرى.
وفاقمت الفيضانات الوضع الإنساني المتدهور أصلا في هذا البلد الذي يستضيف نحو 800 ألف لاجئ وعائد هاربين من الحرب في السودان المجاور.
ويمر معظم اللاجئين والعائدين عبر مقاطعة الرنك في ولاية أعالي النيل، حيث تم اكتشاف حالتي إصابة محتملتين بالكوليرا.
من جهة أخرى، يتزايد عدد حالات الإصابة بالملاريا في البلاد، مع تسجيل أكثر من 120 ألف حالة محتملة و31 حالة وفاة مشتبه بإصابتها بالكوليرا، حتى أواخر سبتمبر الماضي.
ووزعت منظمة الصحة العالمية حوالي 88 طنا متريا من الأطقم الصحية الطارئة في الرنك ومواقع رئيسية أخرى لمساعدة المجتمعات المتضررة من الفيضانات. وتشمل هذه الأطقم، التي يمكنها علاج أكثر من 870 ألف شخص، مستلزمات طبية حيوية مثل أدوية علاج الكوليرا والملاريا.