ذكر مصدر رسمي أن عدة أشخاص، معظمهم مدنيون، لقوا مصرعهم في هجوم إرهابي وقع ببلدة بارسالغو، في وسط شمال بوركينا فاسو.
وقال وزير الاتصال، جان إيمانويل ودراغو، في تصريح أدلى به عبر التلفزيون العمومي، “إن الأمر يتعلق بهجوم وحشي ودنيء استهدف نساء وأطفال وشيوخا بلا تمييز”.
وشنت مجموعة من الإرهابيين، هجوما ضد مدنيين في بلدة بارسالغو بينما كانوا منهمكين في القيام بأعمال أهلية. وأوضح ناجون، في تصريح لوكالة بانا للصحافة، أن منفذي الهجوم أطلقوا النار على الجموع في كافة الاتجاهات.
وأفادت وكالة الأنباء البوركينية أن وفدا حكوميا ضم كلا من وزراء الاتصال جان إيمانويل ودراغو، والأمن مامادو سانا، والصحة روبيرت كارغوغو، وقائد الأركان العامة للجيش الجنرال سيلستين سيمبوري، توجه إلى مستشفى كايا الجامعي لزيارة جرحى الهجوم.
ونقل الوفد تعاطف الرئيس البوركيني، النقيب إبراهيم تراوري، والأمة إلى السكان المتضررين. وأضاف نفس المصدر أن الوفد أعرب عن امتنانه للفريق الطبي الذي هبّ لمساعدة الجرحى منذ اللحظات الأولى.
وأعلنت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم الذي أسفر عن مقتل ما يصل إلى 200 شخص وإصابة ما لا يقل عن 140 آخرين.
ووقع الهجوم يوم السبت في منطقة بارسالغو، على بعد حوالي 40 كيلومترا شمال مدينة كايا الإستراتيجية، التي يقول محللون إنها موطن آخر قوة دائمة تحمي العاصمة واغادوغو. وفتح المقاتلون النار على مجموعة من الأفراد كانوا يحفرون خنادق مصممة لحماية المواقع الأمنية. وفقد عدد من الجنود بعد الهجوم، كما استولى المهاجمون على أسلحة وسيارة إسعاف عسكرية.
ونشرت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين مقاطع فيديو مروعة عن آثار الهجوم, حيث بدا شوهد المدنيين يرقدون داخل الخنادق التي كانوا يحفرونها بأنفسهم والتي تحولت فعليا إلى مقابر جماعية.
وأشارت مصادر إعلامية إلى أن جيش بوركينا فاسو كان على علم يوم الجمعة بحدوث هجوم ودعا السكان إلى حفر الخنادق.
وقطعت بوركينا فاسو علاقاتها مع الدول الغربية مثل فرنسا التي شاركت في مساعدة قوات الأمن في البلاد على التصدي للجماعات المسلحة، وطلبت في الآونة الأخيرة مساعدة المقاتلين المرتزقة الروس لدعمها إستراتيجيا والمساعدة في وقف الهجمات التي تقترب أكثر فأكثر من العاصمة”. وأشار إلى أن القادة العسكريين في البلاد، الذين وصلوا إلى السلطة في انقلاب عام 2022، اضطروا أيضا إلى مواجهة عدة محاولات انقلابية بسبب الاستياء من الطريقة التي انتهجوها في قتال الجماعات المسلحة.
وأدت هجمات الجماعات المسلحة إلى مقتل آلاف الأشخاص وتشريد أكثر من مليوني شخص في بوركينا فاسو على مدى أكثر من عقد من الزمن.