رشح الرئيس الكيني وليام روتو، أربعة أعضاء من حزب المعارضة الرئيسي لحكومة “واسعة القاعدة” التي وعد بها ردا على الاحتجاجات التي عمت البلاد، لكن نشطاء انتقدوا الحكومة الجديدة ووصفوها بأنها صفقة فاسدة.
الأعضاء الأربعة من حزب المعارضة الرئيسي، الحركة الديمقراطية البرتقالية، الذين انضموا إلى الحكومة هم: جون مبادي (المالية، يشار إليها باسم الخزانة في كينيا)، أوبيو واندايي (الطاقة والبترول)، حسن جوهو (التعدين والاقتصاد الأزرق) و ويكليف أوبارانيا (التعاونيات وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر). وأعضاء المعارضة، هم حلفاء لزعيم المعارضة رايلا أودينجا، الذي هزمه روتو في انتخابات عام 2022.
وسيكون وزير المالية الجديد مكلفا بقيادة نموذج اقتصادي، اقترحه روتو، وهو برنامج لصالح الفقراء، يسعى لتوجيه موارد الحكومة إلى الصناعات، يمكن أن يوفر أكبر عدد من الوظائف، مثل الزراعة ودفع النمو الاقتصادي. وسيخلف جون مبادي، نجوجونا ندونجو، محافظ البنك المركزي السابق، الذي تولى المنصب قبل أقل من عامين.
وإلى جانب أعضاء المعارضة الأربعة، عين روتو خمسة أعضاء في الحكومة التي أقالها في وقت سابق من هذا الشهر استجابة لمطالب المتظاهرين. وفي الأسبوع الماضي، أعلن روتو عن 11 ترشيحًا، ستة منهم من بقايا الحكومة السابقة، وقال روتو إنه سيعلن عن مرشحين إضافيين قريبا.
وقال أيضًا إنه سيقترح تعديلات على قوانين مكافحة الفساد والمشتريات العامة، ودعا الشرطة إلى إطلاق سراح أي أشخاص أبرياء ربما تم اعتقالهم خلال المظاهرات.
وفي خطاب ألقاه من مقر إقامته الرسمي، وصف روتو الحكومة الجديدة بأنها “شراكة ذات رؤية للتحول الجذري في كينيا” وشكر أولئك الذين تشاوروا بشأن تشكيلها على “اللفتة التاريخية لوطنيتهم”.
وهذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها المعارضة في الحكومة منذ أن تولى أودينجا منصب رئيس الوزراء في حكومة الرئيس مواي كيباكي آنذاك في عام 2008. ويأتي قرار روتو في الوقت الذي يواجه فيه أكبر أزمة في رئاسته، حيث خرج الشباب إلى الشوارع للمطالبة باستقالته تحت هاشتاج #RutoMustGo.
وقال المتظاهرون الشباب الذين شاركوا في المظاهرات التي استمرت ستة أسابيع والتي أجبرت روتو على سحب مشروع الزيادات الضريبية، إن حكومة الوحدة ستديم تقليدًا يتمثل في استمالة القادة للمعارضة على حساب السكان.
وكتب بونيفاس موانجي، الناشط البارز المناهض للحكومة، على موقع (x): لقد قام زاكايو بتعيين أشخاص فاسدين لمحاربة الفساد”. وزاكايو هو الاسم السواحلي لجابي الضرائب الجشع في الكتاب المقدس والذي استخدمه المتظاهرون كلقب لروتو.
وقال موانجي “من المهم الإشارة إلى أن رايلا أودينجا خائن. لقد خان الشعب وشكل حكومة نهب وطني مع زاكايو”.
وقالت الحركة الديمقراطية البرتقالية التي يتزعمها أودينجا إنها لا تجري مفاوضات مع الحكومة “حول أي ائتلاف أو ترتيب سياسي”. وكان من المقرر أن يعقد حزب الحركة الديمقراطية البرتقالية مؤتمرا صحفيا بعد وقت قصير من خطاب روتو. وعارض حلفاء الحزب في الائتلاف بشدة تشكيل حكومة وحدة.
وقتل أكثر من 50 شخصا في الاحتجاجات التي تعد أكبر أزمة خلال عامين قضاها روتو في السلطة. واستمرت المظاهرات حتى بعد أن أوقف زيادات الضرائب، ويطالبه العديد من النشطاء الآن بالاستقالة وإجراء إصلاحات بعيدة المدى لمعالجة الفساد.
وبدأت الاحتجاجات، التي تم تنظيم معظمها عبر الإنترنت وليس لها قادة رسميون، بشكل سلمي لكنها تحولت إلى أعمال عنف عندما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي. واقتحم بعض المتظاهرين البرلمان لفترة وجيزة في 25 يونيو.
وتداول نشطاء دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم مسيرة يوم الخميس لتقديم التماس إلى مكتب الرئيس ووضع الزهور على البرلمان تكريما للذين قتلوا قبل شهر.
في البداية، أشاد روتو بالمحتجين لكونهم سلميين وقاموا بالتعبئة عبر الخطوط العرقية التي حددت تقليديًا السياسة الكينية. لكنه كثف انتقاداته لحركة الاحتجاج في الأيام الأخيرة. وتعهد في تعليقات نهاية الأسبوع بوقف المظاهرات قائلا إنها تسبب “فوضى”.
وألقى النشطاء المناهضون للحكومة باللوم في حوادث العنف والنهب على البلطجية الذين استأجرهم السياسيون لتشويه سمعة الحركة وتحقيق أجنداتهم الخاصة.