أثار فوز المعارضة في غامبيا بغالبية بلديات البلاد بما فيها العاصمة بانجول، في الانتخابات البلدية التي أجريت 20 مايو الجاري، صدمة لدى حزب آداما بارو، وأغلبيته، بعد سنتين من فوزه بولاية رئاسية ثانية.
وصُنفت هذه الانتخابات على أنها اختبار آخر حقيقي لشعبية آداما بارو (58 عاما)، حيث حصل على نتائج أقل من المتوقع، بعد خسارة حزبه في الانتخابات التشريعية العام الماضي.
وحسب الأرقام الأولية التي نشرتها اللجنة المكلفة بالإشراف على الانتخابات في البلاد، حصل حزب المعارض والمرشح السابق لرئاسيات 2021 حسينو دابو حزب الاتحاد الديموقراطيUDP) ) على 209465 صوتا على المستوى الوطني، في حين حصد حزب الرئيس آداما بارو حزب الشعب الوطنيNPP) ) على 194247 صوتا على المستوى الوطني. وتقاسم الحزبان عدد العمد في البلديات الثمانية، بحصول كل منهما على 4 مقاعد.
لكن المفاجأة كانت بخسارة الحزب الحاكم، للبلديات في المدن الكبرى، لصالح حزب المعارض حسينو دابو، وهو ما وصفته الصحافة المحلية بتراجع شعبية بارو في هذه المدن، وحصوله على أصوات البلديات الريفية، ذات النسبة السكانية المنخفضة.
كما أن آداما بارو نفسه شارك في الحملة الانتخابية سعيا منه إلى الإلقاء بثقله، لحشد الدعم لمرشحي حزبه في الانتخابات البلدية، ومنع مرشحي حزبه السابق، حزب المعارضة حاليا UDP من الفوز بالبلديات الحضرية، التي تعد قاعدة شعبية حقيقية.
وفسر كثيرون هذه النتائج على أنها رسالة شعبية واضحة، غاضبة من إدارة بارو لشؤون البلاد، خصوصا في المناطق الحضرية، التي ينتقد سكانها تفاقم نسبة الفقر، والبطالة وغلاء المعيشة وانعدام الأمن، إضافة إلى تفشي الفساد.
وبشكل عام، كانت النتائج بمثابة ضربة للرئيس بارو، حيث أصبحت أكبر المدن والمناطق في أيدي المعارضة، لكنه هنأ الفائزين ووعد بالتركيز على التنمية وترسيخ السلام والاستقرار في غامبيا.
يذكر أن غامبيا، يحكمها آداما بارو منذ عام 2016، بعد فوزه على الرئيس الذي حكم البلاد لأكثر من عشرين عاما، يحي جامي، ورفضه الخروج من السلطة ما أدخل البلاد في أزمة سياسية كادت تقتل التجربة الديموقراطية الفتية فيها، قبل أن تتدخل وساطة أفريقية لحل الأزمة. ونجح آداما بارو بولاية رئاسية ثانية من خمس سنوات عام 2021، ويمنعه الدستور من الترشح لولاية ثالثة.