بقلم: داميان جلاز
ترجمة: سيدي .م. ويدراوغو
من الحقائق غير قابلة للطعن أن تصورات السياسي المحتال “دونالد ترامب” ، مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية ، هي عبارة عن صور كاريكاتيرية بامتياز ، ويأتي في هذا الإطار تصوره عن إفريقيا ، وهو تصور ناجم عن خلفية عنصرية لكونها تُلخص إفريقيا في الشيئين: الخمول المتوارث ووعود رحلات السفاري للتفرج على أنواع الحياة البرية المهددة بالانقراض.
وليس من المبالغ فيه القول بأن ترامب يُكِنُّ كراهية ضد إفريقيا؟ فالمرشح عن حزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة يفتقر إلى الإلمام الكافي بالقارة الإفريقية لتقديرها أو التقليل من شأنها، وشأنه في ذلك ليس أحسن حالا من سارة بلين – مرشحة الحزب الجمهوري- 2008 م لمنصب نائب الرئيس- حيث كشف فريق حملتها الانتخابية لقناة فوكس نيوز، وراء الكواليس، بأنها كانت تعتقد بان إفريقيا ليست قارة بالمفهوم الجغرافي، وأن جنوب إفريقيا في المنطقة الجنوبية وليست دولة مستقلة.
ويشار إلى أن ترامب لا يولي أي اهتمام بإفريقيا على غرار ساره بلين حيث إن تصوره عن إفريقيا يقتصر على تنوع ألوان الجلود لا أكثر. وفي أحد التجمعات الانتخابية في إطار حملاته في نهاية نوفمبر الماضي في مدينة برمي غام – ذات الأغلبية السود- بولاية ألباما بدأ الناشط (الأبنوس) مير كيتو سوثال بتقديم الحفلة وسط حشد أغلبه من البيض بالقول” إن حياة السود ذات بال “مما أثار حفيظة المرشح فصرخ “ابعدوه من هنا وارمُوا به إلى الخارج ” فأُبعِد على الفور عن المكان. إنها حادثة ذات طابع عنصري استاء منها كثير من الناشطين ضمن فريق التنظيم.
ومن المعلوم أن ترامب لا يتحرج عن الإفصاح بآرائه، وشغفه الطبيعي في إرهاق آذان الأفارقة يتجلى من خلال مطالبته بتعزيز مراقبة المساجد، مما يوحي أنه في حال تحقيق مطالبه منذ 7 ديسمبر الماضي والمتمثل في “المنع التام وحرمان المسلمين من الدخول للأراضي الأمريكية حتى إشعار آخر” قد يؤدي ذلك إلى إغلاق الباب دون جُلِّ مواطني 19 دولة إفريقية ومنعهم عن الدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وعلى الرغم أن ترامب لا يتطاول على الأفارقة إلا بالتورية –غالبا- إلا ازدراءه لهم يستشف عبر تصريحاته كما حدث في أكتوبر في إنديانا بولس عندما صرح بالقول “إن بعض الأفارقة أغبياء وكسالى غير صالحين إلا للأكل والشرب وإشباع غريزة الجنس والسرقة” وقد ورث منهم كثير من الأمريكيين السود تلك الطبائع البغيضة “التسكع والتباكي بدعوى التعرض للتمييز ” مستدلا في ذلك بكينيا كنموذج سيئ حيث إن الحكومة الكينية ومعارضيها ينهبون ثروات الدولة للاستثمار في الخارج.
و للتخفيف عن شراسة الهجوم ، قال مازحا :إنه على الكينين حمل ابنهم باراك أوباما معهم في العربة حال طردهم من الولايات المتحدة الأمريكية.
وعلى الأفارقة الغارقين في السبات الاطمئنان حيث صرح ترامب بأنه يتعين إعادة استعمار إفريقيا لقرن آخر يتم من خلاله تلقين الأفارقة الجهلاء دروسا عن الإحساس بالقيادة والحكم الذاتي، على حد تعبيره.
ومن يدري إن الرئيس دونالد ترامب سيتحرك مستقبلا لصالح إفريقيا؟ فالقارة مستخدمة من أسرته كمنتزه وقد بدأ تداول صور أبنائه دونالد جونيور وإيريك في الشبكات الاجتماعية وهما يمارسان الصيد غير المشروع على حيوانات زمبابوي المحمية…وعلى أية حال فلن تصوت النمور لصالح ترامب.
(*) يمكن الاطلاع على المقال الأصلي من هنا