روضة علي عبد الغفار
صحفية متخصِّصة بالشأن الإفريقي
يقول المثل الإفريقي: “السمك يثق بالماء، لكنه هو ذاته الماء الذي سيُطبَخ فيه”، وفي أقصى جنوب القارة الإفريقية، يبدو أن الحزب الحاكم قد وثق بالشعب إلى حدّ كبير، حتى تلقَّى الصدمة في الانتخابات المحلية الأخيرة.
في دولة جنوب إفريقيا خاض حزب المؤتمر الوطني الإفريقي أسوأ انتخابات له منذ حكم البلاد عام 1994م، وتُعطي هذه النتائج ضوءًا أحمر للحزب الحاكم أن شعبيته في خطر، وعليه أن يقلق حيال الانتخابات العامة القادمة خلال ثلاث سنوات، والتي سيتحدّد على أساسها رئيس البلاد.
فما السبب وراء انحسار شعبية حزب نيلسون مانديلا؟ وما الذي تغيَّر بعد 27 عامًا من الحكم؟ وهل يُعد ذلك انتصارًا للمعارضة؟ وهل النتائج الأخيرة تشكِّل تهديدًا للرئيس سيريل رامافوزا؟ هذا وأكثر تتناوله “قراءات إفريقية” في هذا التحقيق.
نتيجة سيئة ولكن..
سجّل حزب المؤتمر الوطني الإفريقي أسوأ نتيجة انتخابية له، بتراجع مؤيديه إلى أقل من 50%، وفق ما أظهرت نتائج الانتخابات المحلية في الأول من نوفمبر الجاري، وبالنظر إلى الانتخابات العامة القادمة عام 2024م، فإن هذه النتائج تُنْذِر بعواقب سيئة لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، ما يضع الحزب والرئيس سيريل رامافوزا في مأزق سياسي.
وقد حصل الحزب على 46% من الأصوات؛ حيث انتخب المواطنون 213 مجلسًا، وفاز حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بـ 161 منها، وهذه المرة الأولى التي يحصل فيها حزب نيلسون مانديلا على أقل من نصف الأصوات في أيّ انتخابات، وانقسمت بقية المجالس بين حزب المعارضة الرئيسي “التحالف الديمقراطي”، وحزب الحرية إنكاثا، وجاء حزب “مناضلون من أجل الحرية الاقتصادية” الثالث على المستوى الوطني بحصوله على 10% من الأصوات.
في حواره مع “قراءات إفريقية” قال المستشار السياسي المستقل بجنوب إفريقيا، بلال بسيوني: إن سبب النتيجة التي سجّلها حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في الانتخابات الأخيرة، ترجع إلى أن العديد من الناخبين الغاضبين أداروا ظهورهم ببساطة عن صناديق الاقتراع، فكانت نسبة المشاركة منخفضة؛ حيث شارك 26.2 مليون ناخب بمعدل 47٪ فقط من الناخبين المسجلين.
وأضاف أن العديد من الناخبين يرون أن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي مرادف للفساد وسوء الإدارة، وهو ما اعترف به الحزب نفسه في عدة اجتماعات داخلية، وأن السنوات العديدة من سوء الإدارة جعلت الخدمات العامة في حالة يُرْثَى لها؛ في بلد يعاني من انقطاع الكهرباء والمياه بشكل يومي.
ويرى “بسيوني” أن المشكلات الداخلية للحزب، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية السيئة من أهم أسباب انحسار شعبية الحزب، فكانت النتائج الأخيرة متوقعة في ضوء انخفاض مستوى الخدمات العامة وتدهور الاقتصاد، مما أدَّى إلى ارتفاع معدلات البطالة في جنوب إفريقيا، كما أن التنافس بين الفصائل داخل الحزب، وعزل الرئيس السابق جاكوب زوما، ثم اعتقاله، كل ذلك أدى إلى زيادة السخط العام تجاه الحزب.
ووفق هذه النتائج؛ قد يُنظر إلى المعارضة على أنها نجحت في تقليل هيمنة الحزب الحاكم، لكن يذهب “بسيوني” إلى أن أكبر حزبين معارضين -التحالف الديمقراطي وحركة المناضلين من أجل الحرية الاقتصادية- لم يحقِّقا مكاسب كبيرة في هذه الانتخابات المحلية، وبشكل عام فقد احتفظت الأحزاب بمواقعها بالنسبة لبعضها البعض.
وأكد “بسيوني” خلال حديثه أن أحزاب المعارضة القائمة لم تستفد من تراجع حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، ويشير هذا إلى أن بعض المواطنين يشعرون بالغربة عن النخبة السياسية بغض النظر عن الحزب، ويشككون في قدرة أيّ حكومة بلدية قادمة على الوفاء، كما خسرت أحزاب المعارضة الأصوات لصالح أحزاب أصغر وأحدث؛ بسبب عدم الثقة في قدرة المعارضة على الحكم.
بعد 27 عامًا من حكم جنوب إفريقيا، تعرَّض حزب المؤتمر الوطني الإفريقي لكثير من المتغيرات، من جهته يعتقد “بسيوني” أن نيلسون مانديلا كان هو وجه الحزب منذ التسعينيات، لذلك اعتمد حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بشكل كبير على شخصية زعيمه في الانتخابات المحلية، لكن هذا لم يعد كافيًا لإقناع الناخبين.
وأضاف أن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بعد أكثر من عقدين من الزمان لم يعد يشبه رؤية مانديلا إلا قليلاً، على الرغم من أنه لا يزال الحزب السياسي المهيمن في جنوب إفريقيا، ولكن سمعته تأثرت بشكل كبير على مر السنين بسبب العديد من فضائح الفساد وسوء الإدارة الاقتصادية والاقتتال الداخلي المتكرر، مع استمرار ارتفاع معدلات الفقر وجرائم العنف، وقال “بسيوني”: إن العديد من مشاكل جنوب إفريقيا التي أثارها الفصل العنصري؛ لا تزال دون حلّ مِن قِبَل حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، والناخبون يدركون ذلك.
هل تنتهي الأسطورة؟
يحظى حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بأهمية خاصة في جنوب إفريقيا؛ حيث تفاوض الحزب لإنهاء الفصل العنصري في البلاد عام 1994م، وبعد وصول نيلسون مانديلا إلى الرئاسة زاد نجاح الحزب على مدى عقد كامل، حتى سيطر على جميع المدن الكبرى تقريبًا، وحصل على أغلبية عظمى في البرلمان.
يرى مراقبون أن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي يُمثّل هوية الأغلبية، وبالنسبة للعديد من الناخبين فإن دعم حزب آخر يعني تغيير هويتهم، ولهذا فإن ناخبيه الساخطين يميلون إلى عدم التحوُّل إلى حزب آخر، ولكن إلى الانسحاب من التصويت.
ويرى البعض أن جنوب إفريقيا دخلت حقبةً سياسيةً جديدةً، عندما انقلب معظم الناخبين على الحزب الحاكم للمرة الأولى في العصر الديمقراطي، فهل تكون هذه بداية النهاية لحزب نيلسون مانديلا؟
يرى مدير مركز الدراسات الإفريقية الشرق أوسطية بجنوب إفريقيا، نعيم جينا، أن حصول حزب المؤتمر الوطني الإفريقي على أقل من 50٪ من الأصوات، يُعدّ أمرًا تاريخيًّا، ولكنه ليس مفاجئًا، فعلى مدى السنوات القليلة الماضية ازداد الفساد والبطالة وعدم المساواة، وهذا أدَّى إلى انخفاض ثقة شعب جنوب إفريقيا في الحزب، وفي قدرته على تقديم الخدمات الضرورية للناس، وخاصةً في المناطق الأكثر فقرًا.
ورغم ذلك يؤكد “جينا” أن حزب نيلسون مانديلا بعيد كل البعد عن الموت، قائلًا: رغم أن أداء حزب المؤتمر الوطني الإفريقي كان سيئًا في هذه الانتخابات، لكنَّه حصل على أكثر من ضعف عدد أصوات منافسه الأول حزب التحالف الديمقراطي، وأضاف أن هذه النتيجة بمثابة دعوة للاستيقاظ، وإعادة تقييم سياسات الحزب وتطهيره، ووضع خطط للتعامل بشكلٍ فعَّال مع مشاكل البطالة والفساد، ووضع هذه الخطط موضع التنفيذ.
وقال “جينا” في حديثه لـ“قراءات إفريقية”: إن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي هو الوحيد القادر على إنقاذ نفسه ليضمن مستقبلًا سياسيًّا جيدًا، ويتوجب عليه الآن معالجة بعض مشاكل الناس حتى يتمكن من إقناعهم للتصويت مرة أخرى في الانتخابات العامة، خاصةً أولئك الذين ابتعدوا عن صناديق الاقتراع في هذه الانتخابات.
وأضاف أن النموّ الاقتصاديّ، وخفض معدل البطالة ومستوى عدم المساواة، واتخاذ إجراءات أقوى لتطهير الحزب من العناصر الفاسدة، كل ذلك سيثبت للناس أن الحزب قد جدَّد من نفسه وطهَّر داخله من الفساد، وأنه ملتزم مرة أخرى بالدولة ككل بدلاً من مصالح النخبة الفاسدة.
المعارضة.. هل تشق طريقها؟
تتكرر التساؤلات عمَّا إذا كانت المعارضة قادرة على تولّي السلطة إذا سقط الحزب الحاكم، لكن من الواضح أن أحزاب المعارضة لم تستطع إقناع الناخبين في جنوب إفريقيا أنها يمكن أن تكون بديلًا جيدًا لحزب نيلسون مانديلا، بدليل عزوف المواطنين عن التصويت بدلاً من اللجوء للمعارضة.
يأتي ذلك ولا تزال المعارضة منقسمة، وقدمت مرشحيها بشكل مستقل في هذه الانتخابات، سواء “التحالف الديمقراطي” الذي يُنظر إليه على أنه حزب من البيض، وحزب “مناضلون أجل الحرية الاقتصادية” اليساري الراديكالي، وكان الحزبان قد شكلا تحالفًا في بعض البلديات قبل خمس سنوات.
ويرى مراقبون أن الطريقة الوحيدة التي يمكن بها إحالة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي إلى مقاعد المعارضة؛ هي في حال وافقت جميع الأحزاب الأخرى على الحكم معًا، وتأتي من هنا فكرة تشكيل التحالفات، إلا أن المعارضة تضم أحزابًا من مختلف الأطياف السياسية، والتحالف بينها سيكون صعبًا للغاية، ولن يستمر طويلاً إذا تم تأسيسه.
ينفي نعيم جينا في حديثه أن أحزاب المعارضة هي التي قللت من شعبية حزب المؤتمر الوطني الإفريقي؛ لأن الناخبين لم يصوّتوا للحزب الحاكم ولا لأحزاب المعارضة، وأضاف أن أحزاب المعارضة يمكن أن تحتفل بانتصارها في انتزاع بعض المقاعد أو المجالس من الحزب الحاكم، لكنها لم تأخذ من حزب المؤتمر الوطني الإفريقي عددًا كبيرًا من الناخبين.
وعن إمكانية قيام أحزاب المعارضة بتشكيل تحالفات؛ يعتقد “جينا” أن التحالفات ستكون هي الطريقة الوحيدة لإدارة مجالس البلديات؛ حيث لا يوجد حزب لديه أغلبية في العديد منها، ورغم أن التحالفات دائمًا ما تكون فوضوية لكنَّها الطريقة الوحيدة للمضي قدمًا، وستحاول الأحزاب وضع خلافاتهم جانبًا، على الأقل لفترة قصيرة، لإنشاء تحالفات تكون قادرة على حكم المجالس المختلفة.
ويتوقع “جينا” أن التحالفات لن تدوم، خاصةً أن الأحزاب ذات توجهات مختلفة جدًّا، وفي حين أن الحكومات الائتلافية ستتكون خلال الأيام القليلة القادمة، فمن المحتمل ألا تستمرّ معظمها حتى الانتخابات المقبلة.
رامافوزا والتحدي الصعب:
حضر رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا الاحتفال الرسمي لإعلان نتائج انتخابات البلدية في بريتوريا، مُذكرًا المسؤولين المنتَخبين بأنه “إذا أردنا أن نجعل هذا عهدًا جديدًا وأفضل، يجب علينا كقادة، أن نضع خلافاتنا جانبًا، ونعمل معًا بروح من الشراكة والهدف المشترك”.
يُذكر أن رامافوزا كان أحد الأوراق المهمة في الحملة الانتخابية للحزب الحاكم في الانتخابات الأخيرة، حيث قال مسؤول الانتخابات في الحزب الحاكم: “كان لدينا أفضل سلاح في هذه الحملة، هو سيريل رامافوزا رئيس حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، لولاه لكانت الأمور أسوأ”.
يعتقد الباحث الأول بمركز أفراسيد للبحوث الإفريقية الآسيوية، ثيمبيسا فاكود، أن الحزب الحاكم يحتاج إلى هذا التخفُّف من المسؤوليات، بمعنى إعطاء مسؤولية المجالس المحلية لأحزاب أخرى، وبهذه الطريقة سيكون لديه الوقت ليتنفس، ويحسن ذاته داخليًّا، وأيضًا سيبدأ المواطنون بإلقاء اللوم على أحزاب أخرى، بعد أن أصبح هناك آخرون يتولون السلطة، وبذلك سينقذ الحزب نفسه من الانتقاد المستمر لقلة الخدمات وما إلى ذلك.
وأضاف الباحث الجنوب إفريقي في حديثه لـ“قراءات إفريقية”: إن الأمر كان يمكن أن يكون أسوأ بالنسبة للحزب الحاكم، فقد صوّت الناس لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي؛ لأنه الأعرق والأقدم في البلاد، لكن لا يمكن إنكار أن هناك فسادًا وانحدارًا لمستوى الخدمات العامة.
تولى رامافوزا منصبه عام 2018م، كونه زعيمًا معتدلًا وتوافقيًّا، ووعد بالقضاء على الفساد الذي تغلغل في الحزب، ويختار البرلمان الرئيس في جنوب إفريقيا بأغلبية مطلقة، ويمكن لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي عزل رامافوزا إذا لم يوافق على أدائه السياسي، وقد حدث سابقًا واستُبدل اثنان من أسلافه في منتصف ولايتيهما.
وفي هذا الصدد ينفي “فاكود” أن نتائج الانتخابات الأخيرة تحمل تهديدًا لسلطة رامافوزا، قائلًا إن رامافوزا أكثر قوة وشعبية من حزبه، وحاليًا إذا نظرنا حولنا؛ فإن الأمل الوحيد لاستمرار الخط السياسي للحزب هو رامافوزا.
وأضاف أن ثقة الشعب به ظهرت عندما أصدر تعليمات للناس بالبقاء في المنزل والالتزام بالقيود المفروضة أثناء أزمة كوفيد 19، فهناك إجماع على أنه زعيم البلاد، وقد نسي معظم الناس أنه زعيم حزب المؤتمر الوطني الإفريقي؛ لأنهم يرونه زعيمًا للبلاد، ويعتقد “فاكود” أن رامافوزا سيستمر في قيادة المؤتمر الوطني الإفريقي، وأن النتائج الأخيرة لن تهدد سلطته.
وعن التحديات التي تواجه الرئيس، يرى “فاكود” أن التحدي الأكثر إلحاحًا هو إعادة إنشاء صورة جيدة للحزب، والتخلُّص من كل أسباب الفساد، ويجب ترك المُتَّهمين بالفساد يتساقطون، بينما الحزب يتطور، ويبدأ في جذب كفاءات جديدة للمضي قدمًا.
أما التحدي الآخر في نظر “فاكود” فهو إنعاش الاقتصاد، وتوفير فرص عمل، ومحاربة فيروس كورونا بشكل فعَّال؛ لأن ذلك لا يزال أحد العوائق، وهناك الكثير من القضايا الاقتصادية والاجتماعية الأخرى التي يحتاج رامافوزا للتعامل معها كرئيس للبلاد.
وعن مستقبل الأحزاب والحياة السياسية بجنوب إفريقيا، يذهب الباحث ثيمبيسا فاكود إلى أن ما حدث في الانتخابات السابقة هو نُضْج للديمقراطية، وأن هناك أحزابًا كبيرة مستعدة للاعتراف بالهزيمة، وهذه علامة على نضوج الديمقراطية، وعليه فإن الديمقراطية والتعددية الحزبية في جنوب إفريقيا ستستمر في التقدم.
أما عن ضَعف الحزب الحاكم؛ فمن وجهة نظر “فاكود” هو أمر جيد؛ لأنه يشير إلى تحسُّن الديمقراطية، وأن الناس لديهم حرية الاختيار دون الشعور بالتضييق، فـلديهم خيار التصويت للآخرين.
وأردف “فاكود” أنه لم يكن هناك نزاعات أو عنف في جنوب إفريقيا مثل البلدان الإفريقية الأخرى بعد الانتخابات، وهذا يدل على أن الناس يثقون في اللجنة الانتخابية المستقلة، وأضاف أن هيئة الإذاعة الوطنية في جنوب إفريقيا كانت حريصة على أن تُعطي الفرصة لجميع الأطراف لنشر استراتيجياتهم على الراديو والتليفزيون، لذا يعتقد “فاكود” أن ما رأيناه في جنوب إفريقيا في الوقت الحالي هو تقوية وتنامي للديمقراطية.
وختامًا.. فإن من الصعب التنبؤ بنهاية الأسطورة، خاصةً إذا كان حزب نيلسون مانديلا، الذي يحكم جنوب إفريقيا منذ أكثر من ربع قرن، لكن المثل يقول “إذا لم يسمع الأصم صوت الرعد، فإنه سيرى حبات المطر”، وإذا كانت نتائج الانتخابات الأخيرة هي حبات المطر؛ التي تُنَبِّه الحزب الحاكم أن شعبيته وتاريخه في خطر، قبل السيل الجارف الذي يمكن أن يُحيل الحزب إلى مقاعد المتفرجين في السنوات القادمة، فما الذي سيفعله حزب مانديلا لفرض هيمنته من جديد؟!