المقدمة:
لا يُخفي الإعلام الإسرائيلي اهتمامه بالاتجاهات الجديدة التي تشهدها قارة إفريقيا، ولا سيما على صعيد طموح العديد من دول القارة نحو تعزيز مراكز الابتكار والتوجُّه نحو الحداثة و”رقمنة” الخدمات الحكومية، محاولًا فهم التحديات الكبيرة التي تواجهها القارة؛ على أمل استغلالها وترجمتها إلى استثمارات وأموال، وموطئ قدم ونفوذ سياسي.
دول إفريقية بعينها ظهرت في عناوين الصحف الإسرائيلية خلال النصف الأول من حزيران/ يونيو 2025م، منها كينيا وتنزانيا، ولا سيما وأن لديهما رغبة كبيرة في تعزيز الشراكة مع إسرائيل؛ للاستفادة من التكنولوجيا والابتكارات التي طوَّرتها في مجالات عديدة، وعلى رأسها الزراعة، وتلك هي الرواية الإسرائيلية.
وقبيل اندلاع الحرب مع إيران بأيام معدودة، انشغل الإعلام العبري أيضًا بالتطورات التي تشهدها جمهورية مالي، في ظل قرار مجموعة “فاغنر” الروسية الانسحاب منها، بعد سنوات من مشاركتها في عمليات عسكرية إلى جوار الجيش المحلي، محاولًا فهم توجهات تلك المجموعة، والأسباب التي دفعتها لاتخاذ هذا القرار، ما يسهم في استشراف مستقبل الوجود الروسي بالقارة الإفريقية.
وعُدَّت زامبيا البلد الأهم الذي شغل الإعلام العبري خلال حزيران/ يونيو؛ فقد زار وزير خارجيتها تل أبيب على رأس وفد دبلوماسي رفيع، وأجرى جولة بالأراضي المحتلة، اكتست الرداء الديني، مانحًا اعتراف بلاده ليس فقط باحتلال القسم الأكبر من الضفة الغربية، وإنما متضامنًا مع منظومة الاستيطان اليهودي بتلك البقعة الفلسطينية، ومعربًا عن تفاعله وتأييده الضمني لتلك المخططات.
في المقابل تعهَّد أمامه المسؤولون الإسرائيليون بفتح خزائن “البركة”، حقًّا هذا المصطلح ورد على لسان أحد أبرز المسؤولين الاستيطانيين الإسرائيليين خلال حديثه مع الضيف الزامبي، إلا أن تلك الخزائن حتمًا ستُترجَم بعد ذلك إلى خطوات عملية، أوّلها تدشين سفارة إسرائيلية في لوساكا، وثانيها مشروعات وأوجه تعاون عديدة، وأموال تتدفق.
المقال الأول للكاتبة حاجيت فرويد بصحيفة جيروزاليم بوست يطالب الحكومة الإسرائيلية بضرورة إعادة اكتشاف الفرص في قارة إفريقيا، والتي ستُشكّل بعد عقود قرابة 40% من سكان العالم، ويُعدّ الشباب قوامها الأساسي، وترى أن لدى إسرائيل جميع الإمكانات التكنولوجية والعلمية التي تُؤهّلها لتلبية متطلبات القارة الإفريقية.
المقال الثاني للكاتب آساف روزنتسويغ بالموقع الإلكتروني لقناة الأخبار 12 العبرية، يتعمّق في قراءة ملابسات إعلان مجموعة “فاغنر” الروسية الانسحاب من مالي، ويرصد البديل الجديد المتمثل في “فيلق إفريقيا”، ويشرح الفوارق، محاولًا استشراف مستقبل الوجود الروسي في منطقة الساحل الإفريقي وبالقارة بأَسْرها.
المقال الثالث في موقع سروغيم العبري، يُسلّط الضوء على زيارة هي الأولى من نوعها لوزير خارجية زامبيا إلى شمال الضفة الغربية المحتلة، وألبس تلك الزيارة طابعًا دينيًّا، فخلط الوضع على الأرض وسياسة الاستيطان والوجود الإسرائيلي على أراضي الضفة المحتلة بروايات توراتية، يبدو أنها تجد آذانًا صاغية لدى الوزير الزامبي والوفد المرافق له، قبل أن يضمن له المسؤولون الإسرائيليون أن تحل عليه “البركة”!
المقال الأول:
هل مضى وقت الابتكار الإفريقي؟ التحوُّلات الجيوسياسية قد تدفع إسرائيل بعيدًا([1])
تستهل الكاتبة الإسرائيلية حاجيت فرويد، مقالتها المنشورة بتاريخ 1حزيران/ يونيو 2025م بصحيفة جيروزاليم بوست، بالإشارة إلى طبيعة النمو السكاني في قارة إفريقيا، والتوقعات بأن يُشكّل سكان القارة قرابة 40% من سكان العالم بعد عقود. تلك الإشارة كانت المدخل للتأكيد على الزخم الكبير والأهمية البالغة لاغتنام ما تَعتبرها الكاتبة فرصًا كامنة في القارة، لا تتعلق فقط بالاتجاهات الديموغرافية، بل تُعدّ -من وجهة نظرها- تحوُّلًا جيوسياسيًّا، يتعين أن يدفع تل أبيب للتفكير جيدًا في كيفية استغلاله.
قارة إفريقيا تشهد توجهًا نحو تعزيز مراكز الابتكار والحداثة، وتُعدّ سوقًا جديدة تجعل منطقة إفريقيا جنوب الصحراء ساحةً واعدةً للفرص، ومِن ثَمَّ تعتقد الكاتبة أن الزخم الديموغرافي، إضافةً إلى التوجه السريع نحو التكنولوجيا والحداثة، والطموح الاقتصادي، ومواكبة القارة للتطورات على هذه الأصعدة؛ كلّ ذلك يُحتّم على إسرائيل أن تبحث كيفية اغتنام الفرصة.
وتذهب الكاتبة أبعد من ذلك، فترى أن التقدُّم الذي تُحرزه منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، يُعدّ أهم فرص القرن الحادي والعشرين، وعلّلت ذلك بالتركيبة السكانية التي يُعدّ الشباب الإفريقي قوامها الأساسي، وحاجة القارة الإفريقية المُلِحَّة لتنمية قطاعات مثل الزراعة، والمياه، والطاقة، والرعاية الصحية. مشيرةً إلى أن إسرائيل تستطيع أن توفّر للقارة ما تحتاج إليه من ابتكارات في هذه المجالات.
وهنا تعيب “فرويد” على حكومتها ما ترى أنها منظومة علاقات محدودة مع دول إفريقيا جنوب الصحراء، وليس أدلّ على ذلك من أن حجم العلاقات التجارية مع بلدٍ مهم مثل كينيا، التي تُعدّ أكثر اقتصادات إفريقيا حيويةً، لا يزيد عن عشرات الملايين من الدولارات، بينما يمكن المقارنة بحجم تجارة كينيا مع بلد مثل الإمارات العربية أو بلد أوروبي مثل هولندا، ليتضح أن الحديث هنا عن مليارات الدولارات.
ورأت أن ثمة فجوة اقتصادية، بل فجوة أخلاقية، وفسَّرت ذلك بأن إفريقيا هي القارة الأقل في انبعاثات الكربون العالمية، ومع ذلك، هي الأكثر تحمُّلًا للتداعيات الناجمة عن تغيُّر المناخ، من الجفاف إلى الفيضانات، وصولًا إلى الافتقار إلى الأمن الغذائي، وتعتقد أن التكنولوجيا الإسرائيلية قادرة على إحداث آثار مهمة، ولا سيما في ملف الاستدامة.
وسردت جانبًا من المشروعات الإسرائيلية في مجالات مثل الزراعة، وجهود روّاد الأعمال الإسرائيليين لتطوير تقنيات يمكن تطبيقها في الدول النامية، وأوضحت أن لدى تل أبيب إدراكًا متزايدًا بأن الابتكار التنموي العالمي يجب أن يُركّز على فَهْم عميق للواقع المحلي.
وأوصت بالعمل على إيجاد حلول مع المجتمعات المحلية الإفريقية، وبناء شراكات طويلة الأمد مع الأفارقة، وتصميم منتجات ونماذج أعمال مُصمَّمة خصيصًا لتلبية الحاجات الفعلية لدول القارة، ووضع تكنولوجيا المناخ الإسرائيلية ضمن الجهود العالمية لمعالجة التحديات العاجلة في قطاعات: الزراعة، والمياه، والبنية التحتية، وبخاصة في المناطق القاحلة.
هناك نموذج استدلت به الكاتبة، وهو نموذج مركز (DeserTech) لتكنولوجيا المناخ بصحراء النقب، والذي عقد عام 2024م اتفاقية مع شركة (NURA Partners) للاستشارات في مجال ريادة الأعمال؛ بغيةَ بناء روابط بين المبتكرين الإسرائيليين وبين منطقة شرق إفريقيا؛ وذلك لتحقيق هدف أبعد، وهو تحوُّل إسرائيل على المدى البعيد إلى شريك في التنمية المستدامة في المناطق الصحراوية، والمناطق الأكثر عُرضة لتغيُّر المناخ.
وفي المجمل، هناك دول -مثل كينيا وتنزانيا- تسعى لبناء شراكات مع إسرائيل في مجالات التكنولوجيا الزراعية، وحلول المياه، والطاقة المستدامة، ومِن ثَم تعتقد الكاتبة أن المشروعات الإسرائيلية قادرة على تلبية الحاجات الإفريقية؛ شريطة ألا تقتصر جهودها على بناء مشروعات تجريبية مؤقتة، بل يتعيّن أن تمتلك حضورًا دائمًا، حتى على المستوى الثقافي والثقة المتبادلة.
وفي الخلفية، ثمة مخاوف لدى كاتبة المقال من سباق عالمي تقوده الصين، وروسيا، وإيران، وتركيا، ودول الخليج العربي؛ من أجل تعزيز وجودها في جميع أنحاء القارة، وفي مجالات عديدة مثل التكنولوجيا، والدبلوماسية، والتمويل، وبرامج التنمية، وأوضحت أنه في حال لم تستفق حكومة إسرائيل، ستفوت بذلك فرصة للحاق بالركب.
المقال الثاني:
بعد سلسلة انتكاسات: مجموعة “فاغنر” الروسية أعلنت مغادرة مالي([2])
في مقالته المنشورة بتاريخ 8 حزيران/ يونيو 2025م، عبر الموقع الإلكتروني لقناة الأخبار 12 العبرية، يتحدَّث الكاتب الإسرائيلي آساف روزنتسويغ عن تحوُّل لافت للأنظار تشهده مالي، في ظل إعلان مجموعة “فاغنر” الروسية انسحابها، وذلك بعد أن قضت هناك 3 سنوات ونصف، شاركت خلالها في عمليات عسكرية ضد “الإرهاب والمتمردين الإسلاميين” في البلد الواقع غربي القارة الإفريقية؛ على حد قوله.
ورأى روزنتسويغ أن الانسحاب يأتي عقب سلسلة من الانتكاسات للوحدة العسكرية الخاصة الروسية، سواء في مالي أم خارجها، أدَّت في النهاية إلى طَيّ صفحة تلك الوحدة.
لكن على الرغم من ذلك، ذهب إلى أن إعلان “فاغنر” لا يعني نهاية الوجود الروسي في إفريقيا؛ متوقعًا أن تواصل موسكو الحفاظ على وجودها العسكري في دول منطقة الساحل الإفريقي، من خلال قوة عسكرية أخرى، تأسست لتَرِث مجموعة “فاغنر”.
“فيلق إفريقيا” عوضًا عن “فاغنر”:
المجموعة كانت قد أعلنت أن المهمات الملقاة على عاتقها في مالي نُفِّذَت، وأن عناصرها عادوا من حيث أتوا، هذا الإعلان جاء عبر قناة “تلغرام” الخاصة بالمجموعة، والتي كان يُديرها يفغيني بريغوجين، قبل مقتله في أغسطس 2023م. وبررت المجموعة الانسحاب بأنها نجحت في إعادة جميع المدن إلى سيطرة الجيش المالي، وقضت على “الجهاديين والعناصر الإرهابية، وقتلت قادتهم”، وفق ما أشار إليه الكاتب.
ورغم مغادرة “فاغنر”، يقول الكاتب: إن روسيا لا تعتزم ترك “مالي”، والجديد هو “فيلق إفريقيا” والذي يصفه بأنه “ميليشيا روسية جديدة تحت سيطرة مباشرة من وزارة الدفاع في موسكو”. تلك الميليشيا ستبقى في مالي؛ إذ ورد في بيان مجموعة “فاغنر”، أن مغادرتها لن تؤدي إلى تغييرات من أيّ نوع، وستبقى القوة الروسية في مالي”.
وقدّر الكاتب الإسرائيلي أن يكون الفارق بين القوتين هو أن “فاغنر” التي أسَّسها وأدارها يفغيني بريغوجين عملت كشركة خاصة من المرتزقة، أما “فيلق إفريقيا”، فيعمل تحت قيادة مباشرة من وزارة الدفاع الروسية، كما أن القوة الجديدة لديها خبرات أكثر في التدريب والإمداد بالمعدات والخدمات الدفاعية، بينما كانت “فاغنر” منخرطة في العمليات القتالية المباشرة.
سيطرة وزارة الدفاع الروسية:
وتابع: إن “فيلق إفريقيا” يتشكل في الغالب من عناصر “فاغنر” السابقين، انتقلوا إلى القوة الجديدة التابعة لوزارة الدفاع الروسية بعد التمرد الفاشل الذي قاده بريغوجين وعناصره في حزيران/ يونيو 2023م.
إنّ التغيير في القوات الروسية في مالي على صلة مباشرة بشخصية يفغيني بريغوجين؛ مُؤسِّس مجموعة “فاغنر”، والذي قُتل في تحطُّم طائرة في 2023م. ويقول الكاتب: إنه قبل موته بشهرين، قاد تمردًا فاشلًا ضد القيادة الروسية، ومِن ثَم فرَض تحديًا حقيقيًّا أمام الرئيس فلاديمير بوتين.
ووفق ما ذكره الكاتب، منذ موت بريغوجين، تعمل موسكو على نقل عمليات “فاغنر” إلى السيطرة المباشرة لوزارة الدفاع، مضيفًا أن “يونس بك يفكيروف”، الرئيس السابق لجمهورية إنغوشيتيا الروسية، ونائب وزير الدفاع الروسي حاليًّا، هو مَن يُدير عمليًّا ملف السيطرة الروسية وزيادة الانخراط الروسي في إفريقيا، وهو الملف الذي كان في عهدة “فاغنر”.
وذهب إلى أن مالي وجارتيها بوركينا فاسو والنيجر، ودول أخرى بالمنطقة، تقاتل منذ أكثر من عقد ضد تمرد التنظيمات الإرهابية المسلحة، بما في ذلك المنتسبة لتنظيمي “القاعدة”، و”داعش”، وأن “فاغنر” كانت قد وصلت إلى مالي في أواخر 2021م، عقب انقلاب عسكري، وأسهمت في طرد القوات الفرنسية وقوات حفظ السلام الأممية. تلك النزعة، كما يقول الكاتب، تكررت في دول أخرى، وحدث أن طُردت القوات الأمريكية أيضًا (كما في حالة النيجر).
انتكاسات “فاغنر” والجيش المالي:
ويعتقد روزنتسويغ أن الانسحاب على صلة بخسائر فادحة مُنِيَ بها الجيش المالي وعناصر المرتزقة التابعون لـ “فاغنر” خلال السنوات الماضية، ولا سيما خلال الهجوم الذي شنَّه تنظيم JNIM التابع لـ”القاعدة”، ففي الأسبوع الماضي (مع مراعاة تاريخ النشر) قتلت عناصر هذا التنظيم عشرات الجنود في هجوم على قاعدة عسكرية في وسط مالي.
وقبل أقل من عام، قُتِلَ عشرات من جنود “فاغنر” والكثير من جنود الجيش المالي في هجمات شنَّتها تنظيمات إرهابية قَبَلية، قرب الحدود مع الجزائر. وأدَّت تلك الهجمات إلى مقتل شخصيات مهمة بالمجموعة الروسية، في وقتٍ لم تستبعد فيه صحيفة “واشنطن بوست”، على سبيل المثال، أن يكون للاستخبارات العسكرية الأوكرانية دور في الهجوم ضد القوات الروسية، مثل هجمات مماثلة في السودان؛ حسبما أشار الكاتب.
وختم بأن هناك قرابة 2000 مرتزقة روسي يعملون حاليًّا في مالي، وأنه من غير الواضح هل ينتمون إلى “فاغنر” أم إلى “فيلق إفريقيا”، إلا أن خبراء يرون أن تحوُّل “فاغنر” إلى “فيلق إفريقيا”، سوف يُغيِّر طبيعة الدور الروسي في الحرب، من التدخل العسكري المباشر إلى التركيز على التدريب والإمداد، بما يُتيح لها سيطرة سياسية وأمنية واقتصادية متشعّبة في الكثير من دول القارة الإفريقية.
المقال الثالث:
وزير خارجية زامبيا في “السامرة”: “العهد القديم يتحدّث عن أهمية السامرة”([3])
رصد موقع “سروغيم” العبري، عبر المقالة المنشورة بتاريخ 10 حزيران/ يونيو 2025م، تفاصيل الزيارة التي أجراها وزير خارجية زامبيا، “مولامبو هايمبي” إلى إسرائيل، والتي تخللتها جولة رسمية شاملة في أرجاء ما تطلق عليه إسرائيل اسم شومرون “السامرة”، وهي الجزء الشمالي الجبلي من الضفة الغربية المحتلة.
ووفق الموقع، تعد تلك هي الزيارة الأولى من نوعها لمسؤول زامبي إلى تلك المنطقة، على رأس وفد رفيع، لتعكس عمق العلاقات بين البلدين، وتُمهّد للخطوة التالية، التي تتمثل في تدشين سفارة إسرائيلية في لوساكا.
الزيارة التي أجراها “هايمبي” جاءت بناء على دعوة وزير الخارجية الإسرائيلي “جدعون ساعر”، ورئيس المجلس البلدي “شومرون”، يوسي داغان. وقام الوفد الزامبي بجولة في “هار براخا” (مستوطنة يهودية اجتماعية دينية في جبال السامرة بالضفة الغربية المحتلة تطل على مدينة نابلس وقبر يوسف).
كما زار الوفد الزامبي مستوطنة “فدوئيل”، الواقعة غربي محافظة سلفيت بالضفة المحتلة، برفقة رئيس المجلس البلدي، ليصل إلى منصة المراقبة الوطنية، التي يطلق عليها “شرفة الدولة”، وتحمل اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأردف الموقع أن وزير الخارجية الزامبي والوفد المرافق له توجَّه بعدها إلى مركز جوتنيك للمناسبات في مستوطنة “فدوئيل” (يحمل المركز اسم ملياردير يهودي أسترالي تبرع بقيمة تدشين المركز)، ومن هناك كان بإمكانهم مشاهدة تل أبيب، ومطار بن غوريون الدولي في اللد، ومدن الوسط.
الموقع أشار إلى المشاعر القوية التي انتابت وزير خارجية زامبيا حين نظر بالعدسة المُكبّرة من أعلى سفح الجبل ليشاهد تل أبيب من بعيد، مقتبسًا قوله: “نحن هنا في المكان المقدس، إنها تجربة فريدة من نوعها، لدي فرصة لزيارة قبر يوسف، والتعرف على أهميته التاريخية”.
الوزير الذي يمثل البلد الواقع في جنوب القارة الإفريقية، تحدَّث عن أهمية الموقع وذِكْره في كتاب العهد القديم، وأضاف: “إن ذِكْره في العهد القديم يروي لنا مدى أهمية المكان الذي نُوجَد به في السامرة، نسعى لكي نُواصل توسيع وتعميق أواصر صداقتنا؛ لكي يمكننا الاستفادة من هذا العمق التاريخي؛ لأنه تاريخنا نحن أيضًا. أعجز عن شكركم بشكل شخصي على الدعوة وعلى الجولة الرائعة”.
من جانب آخر، يقول الموقع: إن داغان عرض على الضيوف الأفارقة مدى الأهمية الإستراتيجية ليهودا والسامرة (المسمى اليهودي للضفة الغربية المحتلة) بالنسبة لإسرائيل، وتحدَّث معهم عن الحوادث التوراتية التي دارت في السامرة.
واقتبس الموقع عن داغان قوله: “يتعين أن أقول: إنه ليشرفني أن أستضيفكم هنا في أرض العهد القديم، في السامرة، وفي إسرائيل، الأرض التي بارك الله فيها، وباركنا بها”، وفق اعتقاده.
المسؤول الاستيطاني الإسرائيلي أبلغ وزير خارجية زامبيا والوفد المرافق أن “الله أقسم لإبراهيم هنا، أن جميع الأمم التي تبارك شعب إسرائيل، سيباركها الله”، وأضاف مُوجِّهًا حديثه للضيف الإفريقي: “أنت تُبارك دولة إسرائيل وشعب إسرائيل، وبخاصة الذين يعيشون هنا في السامرة، أرض الكتاب المقدس، لذا سيُباركك الله”، وتابع: “أتمنى أن نعمل معًا، من خلال هذه الزيارة المهمة، ونبني تعاونًا قويًّا وحقيقيًّا من أجل بلدك وبلدنا”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) أنظر:
Hagit Freud,”Missing Africa’s innovation moment? Geopolitical shifts could push Israel away – opinion”, The Jerusalem Post (Occupied Jerusalem), June 1, 2025: https://www.jpost.com/business-and-innovation/opinion/article-856158
([2]) آساف روزنتسويغ، “بعد سلسلة انتكاسات: مجموعة فاغنر الروسية أعلنت مغادرة مالي”، قناة الأخبار 12 (الأراضي المحتلة)، 8 حزيران/ يونيو 2025م، على الرابط: https://www.mako.co.il/news-world/2025_q2/Article-7d03679bc5f4791026.htm
([3]) “وزير خارجية زامبيا في السامرة: العهد القديم يتحدث عن أهمية السامرة”، موقع سروغيم، (الأراضي المحتلة)، 10 حزيران/ يونيو 2025م، على الرابط المختصر بالعبرية: https://2u.pw/Ql1mj