نشوى عبد النبي
باحثة سياسية بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار – مجلس الوزراء – مصر
في خطوة مفاجئة، قرَّر الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في 7 فبراير 2025م اتخاذ قرار تنفيذي يقضي بوقف المساعدات الأمريكية لجنوب إفريقيا؛ بسبب قانون جديد يسمح للحكومة بالاستيلاء على الأراضي الزراعية من الأقليات العِرقية دون تعويض.
هذا القرار يُسلّط الضوء على التوترات المتزايدة بين البلدين؛ خاصةً في ضوء المواقف السياسية والاقتصادية المتباينة. يأتي هذا القرار في وقتٍ حساس بالنسبة للعلاقات بين البلدين، ويعكس تصاعد التوترات حول القضايا الاقتصادية والاجتماعية في جنوب إفريقيا، وكذلك المخاوف الأمريكية بشأن تأثير هذا القانون على حقوق الملكية العرقية، والنظام الاقتصادي، والاستقرار الاجتماعي في البلاد([1]).
خلفية القرار:
- القانون الجنوب إفريقي المتعلق بإعادة توزيع الأراضي وتأثيراته على العلاقات الدولية والتحديات الاقتصادية: القانون الذي أثار هذا القرار الأمريكي يتعلق بسياسة الحكومة الجنوب إفريقية التي تُعزّزها حكومة الرئيس سيريل رامافوزا، والذي يهدف إلى معالجة إرث التمييز العنصري الذي استمر خلال فترة الفصل العنصري.
القانون يسمح للحكومة بالاستيلاء على الأراضي الزراعية التي تملكها الأقليات العرقية، وخاصة المزارعين البيض، دون تقديم تعويضات. وهذا الإجراء يهدف إلى إعادة توزيع الأراضي لصالح السود، الذين كانوا في معظمهم محرومين من حقوق ملكية الأراضي خلال فترة الفصل العنصري. ومع ذلك، أثار هذا القانون جدلاً واسعًا؛ حيث يرى البعض أن تنفيذه قد يؤدي إلى تفاقم التوترات العرقية في البلاد، ويهدّد استقرار قطاع الزراعة، ويُقوّض الثقة في النظام القانوني والاقتصادي في جنوب إفريقيا.( ([2]
- اتهام إسرائيل بالإبادة الجماعية في غزة: أشار الرئيس ترامب إلى أن حكومة جنوب إفريقيا قد اتهمت إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في قطاع غزة، وذلك في محكمة الجنايات الدولية، بدلاً من توجيه هذا الاتهام إلى حركة حماس. ويعكس هذا الموقف تباينًا في الرؤى بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا بشأن الوضع في غزة والصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وانتقد ترامب هذا التوجه من جنوب إفريقيا، مشيرًا إلى أنه يُظهر تحيُّزًا ضد إسرائيل، ويقوّض الموقف الأمريكي الذي يساند إسرائيل في سياق الحرب ضد حماس والجماعات المسلحة في غزة. وهو بذلك يوضح كيفية تأثير هذه السياسات على العلاقات الدولية، ويعتبر أن هذا التوجُّه يُشكّل تهديدًا للمصالح الأمريكية في المنطقة([3]).
- إعادة تنشيط العلاقات بين جنوب إفريقيا وإيران: أما فيما يتعلق بعلاقات جنوب إفريقيا مع إيران، فقد أشار ترامب إلى أن بريتوريا قد أعادت تنشيط تعاونها مع طهران في مجالات التجارة والأنشطة العسكرية والنووية. من خلال هذه التصريحات، يُعبِّر الرئيس الأمريكي عن قلقه من تقارب جنوب إفريقيا مع إيران، خاصة في سياق التحفُّظات الأمريكية المستمرة تجاه برنامج إيران النووي ودعمها للجماعات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط.
من وجهة نظر واشنطن، يمكن أن يُشكِّل هذا التقارب مع إيران تهديدًا للمصالح الإقليمية والدولية، لا سيما في ظل التصعيد المستمر بشأن البرنامج النووي الإيراني، ووجود إيران في العديد من الصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط. إضافةً إلى ذلك، فإن التعاون العسكري والتجاري مع إيران قد يُنظَر إليه على أنه إضعاف للضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة وحلفاؤها على طهران.
- تقويض السياسات الأمريكية: اعتبر ترامب أن سياسات جنوب إفريقيا تجاه غزة وإيران تُشكّل تهديدًا مباشرًا لأمن الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة. ورأى أن تقويض جنوب إفريقيا لسياسات الولايات المتحدة في الشؤون الدولية، وخاصة في الملفين الفلسطيني والإيراني، يعكس تحديًا صارخًا للنفوذ الأمريكي في مناطق حساسة. كما اعتبر أن مثل هذا السلوك من جانب دولة حليفة سابقًا، لا يمكن للولايات المتحدة أن تتسامح معه. كما شدَّد ترامب على أن بلاده لا يمكنها دعم سياسات تَضُرّ بمصالحها الإستراتيجية والأمنية، مشيرًا إلى أن تصرُّفات جنوب إفريقيا قد تُؤثّر على استقرار التحالفات التي بنتها الولايات المتحدة مع شركائها في إفريقيا والشرق الأوسط. في هذا السياق، وصف تقارب جنوب إفريقيا مع إيران باعتباره تهديدًا إضافيًّا للهيمنة الأمريكية على السياسات الإقليمية والدولية.
تفاصيل الأمر التنفيذي بوقف المساعدات المالية الأمريكية لجنوب إفريقيا:
- تجميد المساعدات:
وفقًا للأمر التنفيذي، لن تقدم الولايات المتحدة أيّ مساعدات خارجية إلى جنوب إفريقيا في حال استمرت الحكومة الجنوب إفريقية في تنفيذ هذه السياسات المثيرة للجدل. هذا يشمل مختلف أشكال المساعدات الاقتصادية والتنموية التي تقدّمها الولايات المتحدة لدعم الاقتصاد الجنوب إفريقي، وخصوصًا في القطاعات التي تحتاج إلى دعم دولي مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية.
- دعم الأفريكانيين:
أحد الجوانب المهمة في الأمر التنفيذي هو التوجيه الأمريكي بمساعدة الأفريكانيين (الأشخاص من أصل أوروبي، غالبًا من الجنوب الإفريقيين البيض) الذين يفرون من جنوب إفريقيا بسبب السياسات التمييزية المتعلقة بالأراضي. يفرض الأمر التنفيذي على الولايات المتحدة تقديم الدعم لهؤلاء اللاجئين الأفريكانيين، ويشمل هذا إعادة توطينهم في الولايات المتحدة من خلال برامج اللاجئين المعترف بها. هذا القرار يعكس قلقًا من أن القانون الجنوب إفريقي قد يؤدي إلى موجة من التهجير الجماعي لأصحاب الأراضي من الأقليات العرقية.
- وقف المساعدات الحكومية:
كما يوجّه الأمر التنفيذي الوكالات الأمريكية ذات الصلة بوقف تقديم أيّ مساعدة مباشرة للحكومة الجنوب إفريقية؛ إلا إذا كان هناك ضرورة ملحة لأسباب إنسانية أو طارئة تتطلب التدخل الأمريكي، مثل حالات الكوارث الطبيعية أو الصحة العامة. وهذا يشير إلى أن العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا قد تشهد تحولًا جوهريًّا في المستقبل القريب إذا لم يُتَوصَّل إلى حلّ دبلوماسي بخصوص السياسات الحالية.
رد فعل جنوب إفريقيا على القرار:
- رد الرئيس: رد سيريل رامافوزا، رئيس جنوب إفريقيا على تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقطع المساعدات عن بلاده، بسبب “مزاعم بسوء معاملة المزارعين البيض”، نافيًا ادّعاء ترامب بأن السلطات “تُصادر الأراضي”، وكتب رامافوزا على منصة “إكس”: إن “جنوب إفريقيا ديمقراطية دستورية متجذرة بعمق في سيادة القانون والعدالة والمساواة. لم تصادر حكومة جنوب إفريقيا أيّ أراضٍ”. وأضاف رامافوزا في بيانه: “نتطلع إلى العمل مع إدارة ترامب بشأن سياستنا لإصلاح الأراضي والمسائل التي تهم الجانبين”. وأشار إلى أنه في حين كانت الولايات المتحدة شريكًا إستراتيجيًّا سياسيًّا وتجاريًّا رئيسيًّا؛ إلا أنها لم تقدم تمويلًا كبيرًا لجنوب إفريقيا سوى في برنامج رئيسي للمساعدة في علاج فيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز”.
- رد الحكومة: أدانت الحكومة في جنوب إفريقيا ما اعتبرته “حملة تضليل”، بعد أن أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا بتجميد المساعدات للبلاد بسبب قانون لمصادرة الممتلكات يعتبره تمييزًا بحق المزارعين البيض، وقالت الحكومة: “نحن قلقون بشأن ما يبدو أنه حملة من التضليل والدعاية تهدف إلى تشويه صورة أمتنا العظيمة”.([4])
- رد وزارة الخارجية: أوضحت وزارة الخارجية في جنوب إفريقيا أنها “أخذت علمًا “بالأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب، لكنها أضافت “من المثير للقلق الشديد أن الافتراض الأساسي لهذا الأمر يفتقر إلى الدقة الواقعية، ويفشل في الاعتراف بالتاريخ العميق والمؤلم لجنوب إفريقيا من الاستعمار والفصل العنصري”.([5])
تداعيات وقف “ترامب” المساعدات لجنوب إفريقيا:
قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف المساعدات الأمريكية لجنوب إفريقيا يعكس تحولًا كبيرًا في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه القارة الإفريقية بشكل عام، وجنوب إفريقيا بشكل خاص. هذا القرار قد يحمل تداعيات عميقة على العلاقات الثنائية بين البلدين وعلى الوضع الداخلي في جنوب إفريقيا.
- الانعكاسات السياسية والدبلوماسية: من الناحية السياسية، يُعتبر وقف المساعدات خطوة ذات مغزى قد تشير إلى وجود خلافات سياسية بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا. هذه الخطوة قد تكون ردًّا على تصرُّفات أو مواقف معينة اتخذتها الحكومة الجنوب إفريقية في القضايا الدولية أو الإقليمية، مثل مواقفها في مجلس الأمن الدولي أو دعمها لبعض الحركات السياسية في القارة. ووقف المساعدات قد يؤدي إلى توتر العلاقات بين البلدين، وقد يُضعف التعاون الثنائي في قضايا الأمن، والتجارة، والمشروعات التنموية.
- التداعيات الاقتصادية والاجتماعية: من ناحية اقتصادية، تُعدّ المساعدات الأمريكية مصدرًا مهمًّا لتمويل برامج التنمية، خصوصًا في مجالات الصحة، التعليم، البنية التحتية، ومحاربة الفقر. ولذا فإن توقُّف هذه المساعدات قد يُؤثّر بشكل مباشر على قدرة الحكومة الجنوب إفريقية على تنفيذ هذه البرامج، وقد يؤدي إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية في بعض المناطق التي تعتمد بشكل كبير على هذه المساعدات.
- البحث عن بدائل: على الرغم من الأثر المحتمل لهذا القرار، إلا أنه من المرجّح أن تسعى جنوب إفريقيا إلى إيجاد بدائل تمويلية لتعويض الخسارة المحتملة، مثل تعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول أخرى في إفريقيا، أو توسيع التعاون مع شركاء في آسيا وأوروبا. وقد تبحث جنوب إفريقيا أيضًا عن دعم من منظمات دولية مثل الأمم المتحدة أو البنك الدولي.
- الموقف الداخلي في جنوب إفريقيا: على الصعيد الداخلي، قد يؤدي هذا القرار إلى زيادة التحديات التي تواجهها الحكومة في تلبية احتياجات المواطنين، خاصةً في ظل الأزمات الاقتصادية التي تمر بها البلاد. فقد يستغل المعارضون السياسيون هذا القرار لتحميل الحكومة مسؤولية ضعف العلاقات الدولية، مما يزيد من الضغط على القيادة الحالية.
السيناريوهات المحتملة لجنوب إفريقيا بعد وقف المساعدات الأمريكية:
بعد قرار وقف المساعدات الأمريكية لجنوب إفريقيا، يمكن تصوُّر عدة سيناريوهات محتملة تتعلق بمستقبل البلاد في السياقين السياسي والاقتصادي. فيما يلي بعض السيناريوهات التي قد تنشأ نتيجة لهذا القرار:
- التوجُّه نحو الشراكات الاقتصادية البديلة
في ظل وقف المساعدات الأمريكية، قد تسعى جنوب إفريقيا إلى البحث عن شراكات اقتصادية جديدة مع دول أخرى مثل الصين، روسيا، ودول الاتحاد الأوروبي، التي قد تُقدِّم مساعدات أو استثمارات بديلة. جنوب إفريقيا قد تستفيد من الشراكات مع الدول الكبرى التي تُمثِّل بديلاً لتمويل المشاريع التنموية والاقتصادية. ويمكن أن يؤدي هذا إلى زيادة العلاقات مع القوى الكبرى مثل الصين التي تبحث عن توسيع نفوذها في إفريقيا. وقد يؤدي هذا أيضًا إلى تعزيز الدور الاقتصادي لجنوب إفريقيا في القارة الإفريقية بشكل عام، ولكن قد تُواجه تحديات في توافق السياسات مع هذه القوى الكبرى.
- تفاقم التوترات الداخلية والاحتجاجات الشعبية
إن وقف المساعدات الأمريكية قد يؤدي إلى زيادة الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية في جنوب إفريقيا، خصوصًا من قبل المواطنين الذين يشعرون بتأثيرات اقتصادية مباشرة نتيجة لهذه السياسات. فقد يؤدي هذا إلى توترات سياسية واجتماعية داخل البلاد. وبالتالي قد تجد الحكومة نفسها تحت ضغط أكبر لتبرير سياستها الداخلية. وعلى الرغم من العواقب الاقتصادية لهذا القرار؛ إلا أنه من الممكن أيضًا أن يكون هناك تصعيد في النقاشات السياسية حول كيفية تعامل الحكومة مع الأزمة الاقتصادية، وكيفية سد الفجوة الناتجة عن وقف المساعدات.
- تعزيز الجهود المحلية للتنمية الاقتصادية
الحكومة الجنوب إفريقية قد تسعى إلى تعزيز الجهود الداخلية لتطوير اقتصادها؛ من خلال تحفيز الإنتاج المحلي، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع الاستثمار في الصناعات المحلية. وعلى الرغم من أن ذلك قد يتطلب وقتًا طويلاً لتحقيق نتائج ملموسة؛ إلا أن جنوب إفريقيا قد تشهد تحسينات في الاستقلالية الاقتصادية، خصوصًا إذا كانت الحكومة قادرة على جذب استثمارات خارجية بديلة وتنمية قطاعات الاقتصاد المحلي.
- زيادة تعزيز العلاقات مع الاتحاد الإفريقي والمنظمات الإقليمية
في ظل فقدان المساعدات الخارجية من أمريكا، قد تسعى جنوب إفريقيا إلى تعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية من خلال التعاون داخل الاتحاد الإفريقي أو مع المنظمات الإقليمية الأخرى مثل سادك (المنطقة الجنوبية من إفريقيا). ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تعزيز الوحدة الإفريقية والمزيد من التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول الإفريقية. كما يمكن أن تُسهم هذه العلاقات في تعزيز الاستقلالية السياسية والاقتصادية للبلاد.
- تصعيد الصراع السياسي مع القوى الغربية
قد يؤدي وقف المساعدات الأمريكية إلى تصعيد التوترات السياسية بين جنوب إفريقيا والولايات المتحدة، مع توجيه الاتهامات إلى أمريكا بالتدخل في شؤون السيادة الوطنية. كما قد يؤدي إلى تدهور العلاقات الدبلوماسية، خاصةً إذا تمسكت جنوب إفريقيا بسياساتٍ تَعتبرها الولايات المتحدة غير مقبولة. إن التصعيد في العلاقات قد يُعرقل فُرَص التعاون في المستقبل مع القوى الغربية، وقد يؤدي إلى تراجع في الاستثمارات والمساعدات من هذه الدول. من ناحية أخرى، قد يسعى الرئيس سيريل رامافوزا إلى تفعيل الحوار مع دول أخرى لتهدئة هذه التوترات.
- دعم متزايد من الصين وروسيا
بعد وقف المساعدات الأمريكية، من الممكن أن تسعى جنوب إفريقيا إلى تعزيز التعاون مع القوى الكبرى مثل الصين وروسيا، خصوصًا في مجالات التجارة، الدفاع، والبنية التحتية. هذا التعاون قد يؤدي إلى فرص اقتصادية جديدة، خاصةً في ظل المبادرات الصينية مثل “الحزام والطريق”، والتي تشمل العديد من الدول الإفريقية. كما أن تعزيز العلاقات مع روسيا قد يكون له تأثير في مجال الأمن والدفاع.
خلاصة القول:
إن قرار الولايات المتحدة بوقف المساعدات لجنوب إفريقيا يعكس تحوُّلات حادة في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه دول كانت تُعتبر حلفاء إستراتيجيين في قارة إفريقيا. هذا القرار ليس مجرد رد فعل على سياسات متعلقة بالأراضي الزراعية في جنوب إفريقيا، وإنما يعكس أبعادًا أوسع تتعلق بالقيم والمبادئ التي تسعى الولايات المتحدة إلى حمايتها على المستوى العالمي، مثل حقوق الإنسان، والتجارة الحرة، والاستقرار السياسي.
وفي إطار أوسع، يثير هذا القرار تساؤلات حول مستقبل السياسة الأمريكية في إفريقيا؛ حيث قد يفتح الباب أمام فرص لدول أخرى لتعزيز علاقاتها مع جنوب إفريقيا، سواء على مستوى التحالفات الاقتصادية أو السياسية. الأمر الذي قد يقود إلى تنامي النفوذ الصيني والروسي في القارة، ويزيد من تعقيد التوازنات الإقليمية والدولية.
من هنا يمكن القول: إن قرار وقف المساعدات الأمريكية لجنوب إفريقيا يضع البلدين أمام مفترق طرق؛ حيث سيُحَتِّم على جنوب إفريقيا اتخاذ خطوات إستراتيجية لإعادة تأكيد مكانتها في الساحة الدولية، بينما ستظل الولايات المتحدة تواجه تحديات جديدة في بناء علاقات مع دول تتمتع بسيادة قوية وتوجهات سياسية مستقلة.
……………………………………..
[1] – بأمر تنفيذي.. ترامب يعاقب جنوب إفريقيا، تقرير، 8 فبراير 2025م، سكاي نيوز عربية، https://2u.pw/zDmlVdv1
[2] – ترامب يوقف المساعدات المالية لجنوب إفريقيا بسبب “سياسة الأراضي”، تقرير، 8 فبراير 2025م، صحيفة الشرق الأوسط، https://2u.pw/RT8Xf30L
[3] – ترامب يجمد المساعدات لجنوب إفريقيا.. ما علاقة إيران وإسرائيل؟، تقرير، 8 فبراير 2025م، CNN Arabic، https://2u.pw/5vAq7dHk
-[4] جنوب إفريقيا تدين حملة تضليل بعد تجميد ترامب المساعدات، تقرير، 8 فبراير 2025م، صحيفة الخليج، https://2u.pw/DaUdIcht
[5] – جنوب إفريقيا تدين “حملة التضليل” بعد قرار ترامب تجميد المساعدات، تقرير، 8 فبراير 2025م، صحيفة البيان، https://2u.pw/IrXSA3xa