مع توجُّه الرئيس الجنوب إفريقي “سيريل رامافوسا” إلى “ريو دي جانيرو” في البرازيل، عشية عيد ميلاده 72، على رأس وفد بلاده للمشاركة في قمة G20 (18-19 نوفمبر الجاري)؛ كانت البلاد تُواجه بشكل متزايد سلسلة من التحديات الداخلية والخارجية؛ مثل الإصلاحات الاقتصادية التي باتت مُلِحَّة، وتحديات الائتلاف الحكومي الحاكم مع تصاعد الخلافات بين مكوناته إزاء عدد من القضايا الخارجية وتعدُّد الرؤى في أولويات الإصلاحات الداخلية اقتصاديًّا وسياسيًّا وأمنيًّا، وكذلك جهود بريتوريا لتقوية علاقاتها الإفريقية؛ كما اتضح في الزيارة المهمة التي قام بها وزير العلاقات الخارجية رونالد لامولا R. Lamola إلى القاهرة لعقد أولى جولات المشاورات الثنائية الشاملة بين البلدين (14- 15 نوفمبر)، وشملت لقاءه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أخذًا في الاعتبار وجود تقارير جنوب إفريقية قوية بترجيح خلافة لامولا للرئيس الحالي سيريل رامافوسا في رئاسة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي.
كما تنشط بريتوريا أدوارها في التجمعات الإقليمية والدولية مثل البريكس ومجموعة G20 التي ستتولى رئاستها في العام المقبل. لكنّ مساعي جنوب إفريقيا داخليًّا وخارجيًّا تواجه تحديات كبيرة ربما تؤثر على حظوظ نجاحها في تحقيقها على الوجه المأمول.
حكومة الوحدة الوطنية والقضايا الداخلية: تصورات متناقضة
أدَّى فُقْدان حزب المؤتمر الوطني الإفريقي للأغلبية في الانتخابات الأخيرة –وهو الحزب الحاكم منذ ثلاثة عقود عقب الانتقال من الحكم العنصري إلى الديمقراطي- إلى تعرُّض الحزب لما يشبه ضربة قوية لهيمنته على صياغة وتطبيق السياسات الداخلية العامة في البلاد، وقد تمكَّن الحزب عقب الانتخابات الأخيرة (مايو 2024م) من تكوين حكومة وحدة وطنية قوامها عشرة أحزاب سياسية، في مقدمتها المؤتمر الوطني، وحزب التحالف الديمقراطي، وحزب الحرية إنكاثا (وتملك هذه الأحزاب الثلاثة مجتمعة 263 مقعدًا من مقاعد البرلمان البالغة 400 مقعدًا وبنسبة 70% من إجمالي المقاعد)، فيما جاء حزب مناضلون من أجل الحرية الاقتصادية على يسار السلطة رغم تحصيله 39 مقعدًا (11%)؛ إذ آثر عدم الانضمام لحكومة الوحدة الوطنية على خلفية اعتراضه على السياسات الاقتصادية المرتقبة لها([1]).
ويمكن ملاحظة أن أهم التحديات الداخلية التي تُواجِه الحكومة الحالية تأتي على النحو التالي:
1- الإصلاحات الاقتصادية:
لم يتجاوز النمو الاقتصادي لجنوب إفريقيا في العام الحالي حاجز 1%، مع توقعات بوصوله في العام المقبل إلى 1.5%، فيما رصد اقتصاديون متخصصون حاجة جنوب إفريقيا إلى نسبة نموّ لا تقل عن 5% سنويًّا لتحقيق هدف رفع الناتج القومي للبلاد من 400 بليون دولار (2024م) إلى نحو تريليون دولار خلال العقدين المقبلين، أو معدل نمو 10% لتحقيق نفس الهدف خلال العقد المقبل([2])، مع ملاحظة أن مؤشرات التنمية البشرية في جنوب إفريقيا تأتي متأخرة للغاية في تقييمات الأمم المتحدة وتضعها في مجموعة البريكس -على سبيل المثال- في المرتبة الثامنة في دول المجموعة العشرة؛ إذ لا تسبق سوى الهند وإثيوبيا؛ إذ جاءت دول البريكس (في نفس المؤشر للعام 2023-2024م) على النحو التالي: الإمارات (17)، السعودية (40)، وروسيا (55)، وجاءت هذه الدول ضمن الفئة الأولى المرتفعة جدًّا في المؤشر، ثم الصين (75)، إيران (78)، البرازيل (89)، مصر (105)، جنوب إفريقيا (110) في فئة التنمية البشرية المرتفعة، ثم الهند (134) في فئة التنمية البشرية المتوسطة، وأخيرًا إثيوبيا في المرتبة 176 (بعد إريتريا مباشرة) ضمن فئة التنمية البشرية المنخفضة (وهي الوحيدة في دول البريكس في هذه الفئة)([3]).
ويبدو أن حكومة الوحدة الوطنية قد وجدت ضالتها لمواجهة معضلات الأزمة الاقتصادية في تعزيز “دبلوماسية التجارة الخارجية” حسب تصريحات أخيرة لوزير التجارة والصناعة والمنافسة باركس تاو Parks Tau (نوفمبر 2024)، والذي أكد فيها وضعه ورقة مهمة تتضمَّن تفاصيل الإستراتيجية المقترَحة بتنويع صلات جنوب إفريقيا التجارية لدى حكومة الوحدة الوطنية مع توقعه وجود خلافات بين المؤتمر الوطني الإفريقي والتحالف الديمقراطي إزاء التقارب مع روسيا ودول إفريقية مثل زيمبابوي، وهو الخلاف الذي ظهر للعلن في أكتوبر الماضي عندما أعلن الرئيس سيريل رامافوسا خلال حضوره قمة بريكس بلس BRICS+ في كازان تقديره لروسيا كحليفٍ مُهمّ لجنوب إفريقيا التي تتبنَّى موقف “عدم الانحياز النشط”؛ إذ أدان التحالف الديمقراطي على الفور تصريحات رامافوسا مستغربةً تعبيره عن موقف الحكومة ككل دون أخذ رأي التحالف([4]).
وتواجه جنوب إفريقيا، حسب آخر مراجعات البنك الدولي (أكتوبر 2024م)، تحديات تنموية رئيسة رغم تحقيقها في السنوات الخيرة قفزات ملموسة في تحسين مستويات معيشة المواطنين، لكن بمستويات نموّ أقل من المتوقع في العقد الأخير؛ بحسب قراءة البنك الدولي. فقد انخفضت نسبة السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر في دول الدخل المتوسط المرتفعة من 68% إلى 56% في الفترة 2005- 2010م، لكن ارتفع هذا الاتجاه ببطء ووصل إلى 57% في العام 2015م، ويقدر في العام 2023م عند نسبة 62.6%([5]).
مما يؤشر إلى تراجعات تنموية خطيرة تعاظم من الأعباء التي تواجه الحكومة الحالية. كما أن التحديات الهيكلية والنمو الضعيف قد حجَّما من نموّ خفض الفقر، إضافة إلى تداعيات جائحة كوفيد-19. ووصلت معدلات البطالة إلى 33.5% في الربع الثاني من العام 2024م ممَّا قلَّص مردودات التقدم المنجز في رفاهية الأسر، مع ملاحظة ارتفاع معدل البطالة بين الفئة العمرية 15-24 عامًا إلى 60.8%. وتمثلت التحديات البنيوية الأخرى في النقل واللوجيستيات التي تدهورت بسبب الإدارة الضعيفة لشركة Transnet المملوكة للدولة، وأعمال السرقة والتخريب مما خفَّض قدرة جنوب إفريقيا في مجال الصادرات([6])؛ كما امتدت تلك التداعيات لقطاع مُهمّ، وهو قطاع التعدين؛ حيث انتشرت عمليات التعدين “غير الرسمية”، مما أثار أزمة راهنة بين قوات الشرطة والمتورطين في تلك الأنشطة في بلدٍ يعاني بالأساس من ارتفاع مفرط في مستويات الجريمة([7]).
هوية البلاد السياسية: تآكل “قوس قزح”؟
مثل تحالف حكومة الوحدة الوطنية الحاكم في البلاد انتكاسة حقيقية لهيمنة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي أيديولوجيًّا وسياسيًّا منذ العام 1994م، كما أشار إلى تراجع كبير في صورة قياداته، لا سيما عند مقارنتها بقيادة في حجم نيلسون مانديلا أو تابو مبيكي. كما أظهرت الانتخابات الأخيرة انقسامات واضحة داخل قطاعات المجتمع الجنوب إفريقي، الذي شُبِّه عقب الانتقال الديمقراطي بأُمَّة قوس قزح، مع بروز استقطابات أيديولوجية أكثر حدة داخل الكتلة الغالبة في المجتمع من الأفارقة. فقد توزَّعت أصوات الناخبين الأفارقة بشكل غير مسبوق على أحزاب المؤتمر الوطني الإفريقي، والحرية إنكاثا، ورمح الأمة، ومناضلون من أجل الحرية الاقتصادية، فيما تمكن التحالف الديمقراطي من تحقيق حشد “عنصري” أبيض مكَّنه من تحقيق 22% من مقاعد البرلمان الجنوب إفريقي وإجباره الحزب الحاكم وقتها على الدخول في ائتلاف حكومي معه بشروط مهمة للغاية، وإن تركزت أغلبها في التصورات الاقتصادية لمزيد من التحرر الاقتصادي والانفتاح على الشركاء الغربيين (ومنهم أوكرانيا) بحسب طرح التحالف المقرَّب من العواصم الغربية والشركات متعددة الجنسيات.
ويمكن القول: إن تآكل الدعم للمؤتمر الوطني الإفريقي يعكس توجهين رئيسيين في جنوب إفريقيا يُمثّلان تحديًا أمام الحزب مستقبلًا؛ أولهما: أن قطاعات غالبة من سكان الحضر والشباب الجنوب أفارقة لم تَعُد تنظر لمُنْجَز المؤتمر الوطني الإفريقي في تحرير البلاد من نظام الأبارتهيد على أنه مُسوِّغ لانتخاب حكومته بشكل تلقائي وبدون مشروطيات تنموية وسياسية، إضافةً إلى وجوب محاسبة الحزب على منجزاته وإخفاقاته. والآخر أن الجنوب أفارقة غير راضين عن الأداء السيئ لحكومات الحزب المتعاقبة في العقد الماضي وسط سلسلة من الأزمات الاقتصادية وارتفاع مستويات البطالة ونقص إمدادات الطاقة، إضافةً إلى تفشّي الفساد الحكومي([8]) بمستويات غير مسبوقة باتت تضع جنوب إفريقيا في قمة لوائح التصنيفات الدولية للفساد ومؤشراته.
تطلعات جنوب إفريقيا الخارجية: نحو قيادة إفريقية للجنوب العالمي؟
حقَّقت جنوب إفريقيا في الأعوام الأخيرة، لا سيما منذ العام 2018م، مع تولي سيريل رامافوسا فترة رئاسته الأولى، استعادة قوية لدورها الإقليمي في القارة الإفريقية، وباتت رائدة العمل الإقليمي، وارتبطت بالتجمعات الدولية المهمة مثل البريكس، وإدارة جهود إطلاق منطقة التجارة الحرة الإفريقية، بالتنسيق مع دول نشطة في هذا المسار، من أبرزها مصر ونيجيريا.
واتساقًا مع هذه الجهود الجنوب إفريقية تصدرت بريتوريا في قمة G20 في ريو دي جانيرو تمثيل القضايا والاهتمامات الإفريقية أمام قادة المجموعة؛ إذ تسلمت بريتوريا في القمة رئاسة المجموعة الدولية عن العام 2025م، الأمر الذي وصفه مراقبون جنوب أفارقة بأنه يعني ضمنًا منح بريتوريا الفرصة لقيادة السياسات التي تنحاز لتصورات الجنوب العالمي وإفريقيا، رسيمًّا نجحت جنوب إفريقيا -حتى الآن- في معارضة ضغوط الدول الغربية (التي تمثل أكثرية دول المجموعة) عليها لإدانة روسيا، وكذلك في الحفاظ على علاقات وثيقة مع موسكو والغرب وفق سياسة “عدم الانحياز”، مع توقُّعات باقتراب جنوب إفريقي أكثر أهمية تجاه الإدارة الأمريكية المقبلة التي تتجاهل بقوة قضايا التغيُّر المناخي، ويتوقع مراقبون أن تطرح جنوب إفريقيا فكرة اهتمام الغرب -وفي مقدمته الولايات المتحدة- بتداعيات التغيُّر المناخي على إفريقيا خلال القمة المقبلة للمجموعة، ذات الأهمية الكبرى كمنصة تمثل مجموعة الدول التي تقدم معًا نحو 85% من الناتج المحلي الإجمالي في العالم، و75% من التجارة العالمية، ونحو ثلثي سكان العالم) في جوهانسبرج في العام المقبل، والتي يُتوقع أن يحضرها الرئيس المنتخب دونالد ترامب([9]).
وتأتي مواقف بريتوريا، التي ستسعى في الفترة المقبلة لنيل استثمارات غربية كبيرة لا سيما في قطاع الطاقة والتعدين، متَّسقة مع تجربة النضال الإفريقي ضد العنصرية والاستعمار الاستيطاني بشكل كبير. وقد أكدت بريتوريا مواقفها تلك في قمة بريكس الأخيرة في كازان (أكتوبر 2024م) بحشدها مواقف وزراء الخارجية الأفارقة، وكون بريتوريا حلقة وصل رئيسة بين الدول الإفريقية وكل من الصين وروسيا وهما -ومعهما جنوب إفريقيا- أهم القوى الدافعة “للجنوب العالمي” اقتصاديًّا وعسكريًّا وسياسيًّا، وتبنّيها معًا خطاب مواجهة “الاستعمار الغربي” المتجدد للقارة الإفريقية([10]).
لكن تظل الأزمات الاقتصادية المُلِمَّة بجنوب إفريقيا، والتراجع الحادّ في مستويات المعيشة بها -مقارنةً بتوقعات سكانها في السنوات الأخيرة-؛ ستظل عاملًا حاسمًا في قدرة الدولة الإفريقية المهمة على موازنة مواقفها الداعمة لفكرة الجنوب العالمي وتلبية احتياجاتها من الاستثمارات الكبيرة في قطاع الطاقة؛ والتي ترتبط بطبيعة الحال بديناميات علاقات الدول بالشركات متعددة الجنسيات ودور متصاعد للقطاع الخاص سواء في الدول الغربية الكبرى أم الإقليمية، ومن بينها دولٌ تتشارك مع جنوب إفريقيا في عضوية البريكس.
وتتشابك توجهات جنوب إفريقيا عمليًّا مع مفترق طريق سياسي مهمّ للغاية في الأسابيع المقبلة بعد تولّي الرئيس دونالد ترامب فترة رئاسة ثانية في يناير 2025م بالتزامن مع إعادة تشكيل الصين لسياساتها الإفريقية والتصعيد الحالي الذي تشهده جبهة الحرب الروسية- الأوكرانية مع إعلان أكثر من دولة أوروبية (منها النرويج واليونان) الانخراط في الحرب إما رسميًّا أو عبر استعدادات حقيقية وشاملة للدخول في الحرب، وهو ما يعني مزيدًا من الاستقطابات الدولية، وتحديات جديدة على مجمل فكرة الجنوب العالمي، وكذلك في مواجهة مشروع جنوب إفريقيا لتولّي دور قيادي فيه، وهي تحديات مُعقَّدة ومركبة وتتداخل بشكل واضح مع تعقيدات السياسة الداخلية في جنوب إفريقيا وصعود شبكات الدعم السياسي لأحزاب مناهضة تاريخيًّا للمؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم.
ختامًا، تشهد جنوب إفريقيا، مثل أغلب الدول الإفريقية، حزمة بالغة التعقيد من التحديات الداخلية والخارجية يزيد من تعقيدها وتداعياتها السلبية المرتقبة ارتباك المشهد السياسي العالمي، وانفتاح سيناريوهات تمدُّد الحرب الروسية الأوكرانية، مع امتدادات في الأفق للحرب في الشرق الأوسط من جنوبي البحر الأحمر حتى شرق المتوسط؛ مما يشير إلى ترقُّب حَذِر وسياسات أكثر حذرًا، وربما خَفْض آمال التعافي، في مشهد عالمي مضطرب للغاية، لا سيما مع عدم وضوح قدرات الصين السياسية في موازنة النفوذ الأمريكي والغربي وتحدياته التي قد يفرضها على جنوب إفريقيا والقارة الإفريقية بشكلٍ عامّ.
……………………………………………………
[1] Tannur Anders, Which parties make up South Africa’s unity government? Reuters, June 24, 2024 https://www.reuters.com/world/africa/which-parties-make-up-south-africas-unity-government-2024-06-24/
[2] Nicola Mawson, South Africa’s economic growth hinges on competent leaders, private sector involvement, IOL, 18, November, 2024 https://www.iol.co.za/business-report/economy/south-africas-economic-growth-hinges-on-competent-leaders-private-sector-involvement-c3cc69f4-37d1-4e0d-9f78-9630c6fb59ef
[3] Human Development Index and its components, The 2023/2024 Human Development Report, Reimagining cooperation in a polarized world, the United Nations Development Programme, New York, 2024, pp. 274-77.
[4] Carien du Plessis, South Africa’s GNU to focus on ‘economic diplomacy’, trade minister says, The Africa Report, November 6, 2024 https://www.theafricareport.com/367313/south-africas-gnu-to-focus-on-economic-diplomacy-trade-minister-says/
[5] South Africa, Overview, World Bank, October 3, 2024 https://www.worldbank.org/en/country/southafrica/overview
[6] Ibid.
[7] South Africa Tries to “Smoke Out” Illegal Gold Miners | Vantage with Palki Sharma First Post, November 18, 2024 https://www.firstpost.com/vantage/south-africa-tries-to-smoke-out-illegal-gold-miners-vantage-with-palki-sharma-vd662033/
[8] Pinto, Teresa Nogueira, The South African coalition government’s daunting agenda, GIS Reports, August 23, 2024 https://www.gisreportsonline.com/r/south-africa-coalition-govt/
[9] Eric Naki, G20: Ramaphosa ‘can champion the global south and Africa’, The Citizen, November 18, 2024 https://www.citizen.co.za/news/g20-ramaphosa-global-south-and-africa/
[10] Abbey Makoe, Colonialism has left a deep wound in us, Africa tells Russia, IOL, November 17, 2024 https://www.iol.co.za/sundayindependent/analysis/colonialism-has-left-a-deep-wound-in-us-africa-tells-russia-fabc365f-ad84-4710-96a7-21556efaf801#google_vignette